هذا المقال للعزيز عجب الفيا نقلته من سودانايل للقيمة الرفيعة التي يحملها و للاحتفاء الذي يستحقه الاستاذ عجب الفيا لجهده المخلص في الاشتراك الفاعل في حوار متبصر يتناول قضايا محورية زادها التجاهل و غياب الرؤية الواضحة تعقيداً اضر بالوطن و نقل الصراع من بعده السياسي المتزن الي صراعات قبلية و جهوية تسببت في اراقة الدماء و تراكم المظالم و تضعض روح الانتماء لوطن واحد. ما يميز كتابات الفيا المنهجية و الجهد البحثي و المثابرة و استشعار ثقل المسؤولية الملقاة علي عاتق المثقف تجاه المجتمع و الوطن. لا أعرف له انتماء سياسي و لا توحي كتاباته بنزعة تصنفه لجهة سوي البحث عن الحقيقة و تسليط الضوء علي ما يراه الطريق الصحيح للخروج من الازمة باطرافها المو و المستحدثة و بهذا يحتفظ لنفسه بمسافة معقولة تمكنه من وضوح الرؤية و الجرأة في التعبير عن قناعاته و في اختيار اولوياته و مواضيع بحثه و حواراته. من موقعي الذي اخترته لنفسي (او اختارني هو) كناشط سياسي اسعي بصدق للمشاركة في تنقية الممارسة السياسية من شوائب كثيرة علقت بها في اغلبها مفاهيمية، يسعدني جداً بروز نمازج مضيئة بين المثقفين السودانيين تسهم في كشف اضواء ساطعة علي مجمل الساحة الوطنية تعين في تصحيح المسار و تبين اخطاء الممارسة و التنظير. دعوني اعرض مضوع الفيا قبل العودة لتناوله بشئ من التفصيل.
Quote: كسر قلم مكمايكل أم التأسيس لآيديلوجيا التمايز الثقافي * !
الدكتور عبد الله على ابراهيم من الكتاب الذين تحظى كتاباتهم باحترام كبير وسط المثقفيين. وقد صارت افكاره حول الثقافة السودانية واشكالات الهوية ، مثار جدل ومناقشات كثيرة في الآونة الأخيرة. حيث يرى البعض ( محمد جلال وعبد المنعم عجب الفيا ) ان مشروع الدكتور عبد الله الثقافي يقف على النقيض تماما من الصورة التي كان يروج لها مثقفوا اليسار. فهو مشروع لا يخص كل السودان وانما يخص الجماعة العربية المسلمة " على النيل والبوداي " . ويتحدد هذا المشروع ، في ترسيم ملامح هوية عروبية اسلامية خالصة لسكان شمال السودان دون شائبة افريقية محلية .
مقالة " تحالف الهاربين " كانت الخطوة الأولى في مشروع الدكتور ، لنفي الانتماء الافريقي عن سكان شمال السودان. وهي مقالة مكرسة في نقد "الغابة والصحراء" التي تعد أول محاولة مؤسسة في الاقرار بالبعد الافريقي الى جانب العربي ، في الذات السودانية ، ويتهمها بخلع وتحجيم الانتماء العربي الاسلامي من خلال السعي الى رد الاعتبار للعنصر الافريقي.
اما الخطوة الثانية ، فكانت مقالة : " كسر قلم مكميك : رد الاعتبار الى هوية الجعليين الكبرى"* وهي في الرد على المؤرخ والادراي الانجليزي بالسودان ، هارولد ماكمايكل والذي يحمله الدكتور عبد الله ابراهيم مسؤولية مقولة ان عرب شمال السودان خليط من العرب والنوبة. ويرى ان المؤرخين السودانيين : يوسف فضل وحامد حريز وحيدر ابراهيم وغيرهم رددوا هذه المقولة من بعده
وليس المقصود بالجعليين هنا القبيلة المعروفة بفروعها المختلفة ، وانما المقصود المجموعة الجعلية العباسية الكبرى وذلك حسب التقسيم التقليدي لانساب القبائل العربية في السودان . وتشمل هذه المجموعة ، الجعليين والشايقية والبديرية والرباطاب والمناصير وقبائل من الاواسط وكردفان كالجموعية والجمع والجوامعة الخ . .
اما عنوان البحث فقد استوحاه الدكتور عبد الله من قصة ناظر الكواهلة بكردفان مع ماك مايكل الذي كان مفتشا على كردفان في ذلك الوقت .
يقول : " اصطرع في نهاية العقد الأول من القرن الماضي شعب الكبابيش والكواهلة من سكان شمال كردفان حول ملكية عد (موضع للسقيا) كجمر. وعرض النزاع علي ماكمايكل مفتش شمال كردفان بمدينة بارا. وقضي ماكمايكل بعد كجمر للكبابيش. وحين مد يده ليتناول القلم ويمضي الحكم امسك المرحوم عبدالله ود جاد الله، زعيم الكواهلة، بيده وكسر القلم. وعوقب عبدالله علي فعلته بالفصل من نظارة الكواهلة. غير ان مغنيته أذاعت مأثرته واورثتها إلى الخلف في كلمات بقيت فينا . "
علما ان النسابة التقليديين لا يصنفون الكواهلة ضمن المجموعة الجعلية . ولكن كسر الدكتور لقلم ماكمايكل له قصة اخرى . فهو يهدف من ذلك الى رد شبهة اختلاط الجعليين بالسكان المحليين التي رماهم بها هارولد مكمايكل في كتابه : " تاريخ العرب في السودان "
يقول : " فقد استقرت تقاليد النسابة السودانيين ،على شكلها الحالي منذ القرن السادس عشر، تصنف ، بوضوح الجعليين باعتبارهم عربا ينحدرون من العباس ، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم "
ثم يورد راي ماكمايكل موضوع النقد ، ويقول ورد في كتاب ماكمايكل بصدد تجديد النظر في اصل الجعليين ما يلي: "..إلى المدى الذي يمكن فيه اعتبار الجعليين جماعة واحدة ، فإن تماثلها العرقي إنما يتوقف على قاسمها الأعظم النوبي أو البربري والذي يسود بنسب شديدة التفاوت في كل أجزائها المكوّنة . توجد ثمة كذلك ، في هذه الجماعة ، دفقه قوية من الدم العربي وبصورة اكثر تحديدا لدي الجعليين بالمعنى الضيّق للكلمة . ولكن يكمن الخطأ الذي وقع فيه النسابة السودانيون عمداً في تجاهل العنصر النوبي وإرجاع العامل العرقي المشترك إلى قبيلة قريش . و بأخذ هذه الحقائق في الاعتبار فإن من المستحيل تحديد أية قبيلة من قبائل الجزيرة العربية يمكن أن يردّ إليها العنصر العربي الذي ساهم في تكوين قبائل الجعليين. "
مكمايكل هنا لا ينفي الاصول العربية للمجموعة الجعلية لكنه ياخذ على النسابة السودانيين تجاهل العانصر المحلية الاخري التي شكلت هويتهم ونحن هنا لسنا بصدد اثبات او نفي ما ذهب اليه مكمايكل في تفصيلاته . الا ان اختلاط العرب المهاجرين مع السكان المحليين وتاثرهم بالثقافة المحلية - مهما كانت درجات هذا الاختلاط والتاثر - أمر يستحيل ، من الناحية التاريخية والمنطقية والوقائعية ، المماراة فيه . وبدون ذلك التمازج الثقافي يصعب جدا الحديث عن ثقافة سودانية . والسودان في ذلك ليس استثناء . فتميز شعوب البلدان العربية عن بعضها البعض سببه تمازج الثقافة العربية الاسلامية بالثقافات المحلية المتوطنة في بلد .
مع التاكيد على ان منطلق مكمايكل وهو يأرخ لعرب السودان كان منطلقا عنصريا . فهو قد أعلن صراحة ، تفوق الدم العربي على الدم الافريقي حتى انه أساء الى بعض القبائل التي تزعم لها نسبا عربيا ويغلب عليها الدم الزنجي . وهذا ما حدا بالدكتور عبد الله على ابراهيم ان يستخلص في مقالة " تحالف الهاربين " ان القول بان سكان شمال السودان حصيلة اختلاط العرب بالنوبة القارة ، ينطوي على فرضية انحطاط
الا ان نظرة ماكمايكل العنصرية ، ينبغي الا تستغل كمبرر لنفي المكون الافريقي المحلي في تشكيل سكان شمال السودان والذي يمنحهم خصوصيتهم كعرب سودانيين . ولكن هذا للاسف ، ما انتهى اليه الدكتور عبد الله ، في خلاصة مشروعه العروبي الاسلامي . ويمكن للمرء ان يتقصى دون تعسف ، من كتابات واحاديث الدكتور الفاضل ، ان صورة الافريقي النمطية السالبة في المخيلة العربية والأوربية القديمة كان لها الاثر المباشر في اقصاء ، المكون الافريقي عن الكل المركب الذي شكل الهوية السودانية .
وفي هذا السياق ياتي رد الاستاذ كمال الجزولي *: " مهما يكن من أمر ، فاننا نتفق مع ما ذهب اليه يوسف فضل من ان حقيقة الهجنة واختلاط الدماء العربية والنوبية يبدو ماثلة للعيان بقوة لا تحتمل المغالطة . والى ذلك يجدر التعاطي معها كحقيقة معرفية لا ينتقص منها ان دعواها في أصولها العرقية عند مكامايكل وتجلياتها الثقافية عند ترمنغهام متوهمة لدي بعض المفكرين بانها تنطوي لى فرضية انحطاط كما ذهب الى ذلك مثلا د. عبد الله ابراهيم " .
لا شك ان هذا الكلام ينبغي ان يؤخذ في عمومياته لانه يجري في اطار الحديث عن القواسم القومية المشتركة التي تشكل ملامح الوطن . اذ لا ينفي ذلك وجود قبائل وعشائر وبطون عربية صرفة. ولعل من الاخطاء المنهجية التي يقع فيها بعض ممن يتصدون للحديث عن قضايا الهوية ، هي انهم ينظرون الى الهوية من واقع انتماءاتهم الصغيرة وليس من واقع الانتماء الى الوطن الكبير. فالوعي القومي متجاوز للوعي القبلي والعشائري او هكذا يجب ان يكون . واذا وجدنا العذر المواطن البسيط العادي لغياب هذا الوعي القومي فاي عذر يرتجى للمفكرين والمثقفين . ولا نقصد بذلك ان يخلع هؤلاء انتماءاتهم الصغيرة وانما نقصد ان دائرة انتمائهم ينبغي ان تكون اكبر ومتجاوزة .
لكن الامر الذي نسعى الى ابرازه هنا ، هو المنحى المنهجي الذي اتخذه عبد الله على ابراهيم . فهو لم يرد على مكمايكل في اثبات نسب الجعليين العربي الصريح ، بالاستقراء التاريخي والتحرى الوثائقي للانساب ، وانما يرد عليه بمنطق آخر لا علاقة له بالحقائق الموضوعية والتاريخية والوقائعية انه منطق ينحو منحى آيديلوجيا صريحا في التاسيس للهوية اعتمادا على الانتحال وشرعنة ادعاء النسب وهذه كلمات الدكتور وليست كلماتي . يقول :
" فما أخذه المحدثون علي النسبة من عزة بأصل الجعليين العربي ليس محض نفاق أو أكذوبة. فهو في الغالب مؤشر لوعي جمعي نهض علي تراكم خبرة تاريخية اختار الجعليون من بينها الأصل العباسي وطاب لهم.. فللكذب في الهوية منطق ومغاز سنري طرفاً منها خلال هذا البحث."
" . فالخيال، الذي ننسب إليه الادعاء والكذب، ممارسة مشروعة وموضوعية علي عهدنا هذا. وعليه فادعاء هوية عرقية أو دينية هي ممارسة شائعة بل هي في أصل ديناميكية الهوية. "
" و قد حلل مايكل هرزفلد، وببراعة، كيف تبني الأكاديميون والفلكلوريون اليونانيون في القرن التاسع عشر هوية هيلينية لينسبوا أنفسهم للحضارة الإغريقية القديمة. ولم ينح هرزفلد في تحليله إلى مغالطة هذا الجيل اليوناني من النسابة وتكذيب "دعواهم" التي لا يري لها سنداً في الواقع "الموضوعي". ما اهتم به هرزفلد حقاً هو كيف يدرس الشواهد التي أبرزها الإغريق لإدعاء الهلينية بواسطة تفكيك هذا "الادعاء" ومغازيه في عصره. "
ومن وسائل الانتحال ما اسماه الدكتور بحيلة الثغور، وهو التحايل على الخصائص الثقافية لتأسيس هوية إثنية لجماعة ما: " فالعامل المقدم في تعريف الهوية ليس الميزات الثقافية بل ما تواضع العلماء علي تسميته ب"حيلة الثغور" أي بما تتفتق عنه الجماعة من براعة في استثمار ميزاتها الثقافية لتعزيز نفسها وتحسينها في نظر الآخرين الواقعين عبر حدودها الإثنية. "
هكذا يمضي الدكتور الفاضل في التاسيس لانتحال الهوية وشرعنة ادعاء النسب ،استنادا الى ما وصفه ، بما استجد في علم الهوية ويختم بحثه بالقول: " وقد بنينا نظرتنا النقدية علي مفهوم انثروبولجي معاصر يقول ان الهوية هي تأويل ثقافي لمنشأ المرء البيولوجي وأنها مما ينتحل أو تزعمه الجماعة لنفسها زعماً. "
وبذلك يؤسس الدكتور عبد الله كما يقول محمد جلال *" لمفهوم الهوية كاختيار وكسلاح أيديولوجي، وكيف أن الهوية عندما تستخدم الأنساب إنما تفعل ذلك كأداة من أدواتها دون أن تعير الوقائعية التاريخية أدنى اعتبار."
ورغم ان محمد جلال يقر عبد الله ابراهيم على هذا المبدأ الايديلوجي في التاسيس للهوية ، والذي ينتهي بعبدالله ، الى نفي اي شبهة افريقية عن عرب السودان ، الا انه ما يلبث ان يستدرك قائلا : "هنا تتهتّك المسوح الأكاديمية لعبدالله علي إبراهيم لتكشف عن موقفه الأيديولوجي من عملية الصراع الثقافي في السودان. إذ إن بالنسب هذا، وبأدوات أخرى، يُمارس في السودان "القهر الثقافي" و"الاضطهاد والتطهير العرقي" وما يتبع من امتيازات مادية، دنيوية."
ونحن من جانبنا ، نؤمن ان الانتماء ، خيار ، وحق حياتي مشروع مثله مثل اي حق انساني آخر . بل هو على راس قائمة الحقوق الحياتية . وبهذا للجعليين او غيرهم من عرب السودان الحق ، كل الحق ان ينسبوا انفسهم الى العباس او الى اى قبيلة في الجزيرة العربية . دون ان يكون في ذلك مدعاة لاستغلال هذا النسب سلاحا ايديلوجيا ، للقهر الثقافي والاضطهاد العرقي . لكن حق الانتماء كخيار ، شيء . ومشروعية البحث الاكاديمي المسنود بالحقائق التاريخية والوقائعية شيء آخر
فالدكتور عبد الله ابراهيم يرد على مكمايكل بما يؤكد أراء ماكمايكل لا بما ينفيها . الحقيقة ان ماكمايكل لم يذهب الى حد القول ان الجعليين او غيرهم من عرب السودان انتحلوا اصولهم العربية . وانما قال حسب الاقتباس الذي أورده الدكتور : "ولكن يكمن الخطأ الذي وقع فيه النسابة السودانيون عمداً في تجاهل العنصر النوبي وإرجاع العامل العرقي المشترك إلى قبيلة قريش " . فمأخذ ماكمايكل ، ان النسابة السودانيين احتفظوا بانسابهم العربية نقية من شبهة الاختلاط بالعناصر المحلية . لكنه لم يقل ان اصولهم العربية منتحلة او مخترعة اختراعا .
وبهذا يمكن القول ان الدكتور عبد الله قد وضع الجعليين في موقف الحرج ، من حيث اراد تكريمهم حينما لم يجد سوى شرعنة الانتحال مخرجا لهم من شبهة الاختلاط التي رماهم بها ماكمايكل . وكان في مقدور الدكتور ان يجد مخرجا اكرم من ذلك بكثير. أعني الخصوصية التي تميز عرب السودان من اين جاءت ؟ ألم تاتي من كوننهم سودانيين. وهذه السودانية من اين جاءت ؟ ألم تاتي من هذه التركيبة الفريدة كونهم عرب افارقة .
لكن الدكتور عبد الله آثر ان يتعامل مع الهوية كخطاب وايديلوجيا ، وليس كواقع واذا كانت الماركسية تعمل على تعرية الايدلوجيا بوصفها وعيا زائفا ، فان "الخطاب " يعمل على تكريس هذا الوعي الزائف ومنحه الشرعية واحلاله محل الحقيقة الموضوعية . وهو ما انتهي اليه الدكتور عبد الله في محاولته كسر قلم مكمايكل بقوله :
" ان الهوية هي تأويل ثقافي لمنشأ المرء البيولوجي وأنها مما ينتحل أو تزعمه الجماعة لنفسها زعماً. "
ولا أظن ان الجعليين وغيرهم من عرب السودان في حاجة للانتحال لاثبات أصولهم العربية . وفي ذات الوقت ، لا يشفع لهم الانتحال، في الافلات من حقيقة تأثر هذه الأصول العربية بالمكونات المحلية ، الثقافية والأثنية ، التي تمنحهم سودانيتهم وخصوصيتهم التي تميزهم عن غيرهم من شعوب البلدان العربية الاخرى
مراجع وهوامش :
* كتب البحث في الأصل باللغة الانجليزية بعنوان :
Breaking the pen of Harold MacMichael: The Jakaliyyin Identity Revisted
The International Journal of African Historical Studies,Vol.21,No.2,1989
وقد ترجمه عز الدين عثمان /المحامي بعنوان :" كسار قلم مكميك : العودة الى هوية الجعليين الكبرى " اخذ ترجمة الجزء الاول من العنوان من الاسلوب الذى تروى به قصة فضل الله ود جاد الله ناظر كواهلة شمال كردفان مع ماكمايكل والافضل لو جاءت الترجمة : "كسر قلم ماكمايكل : في رد الاعتبار لهوية الجعليين " مع اضاءة ذلك بايراد اسلوب القصة الشعبية في الهامش
2- الآفروعربية أو تحالف الهاربين – الدكتور عبد الله على ابراهبم- نشرت المقالة بمجلة المستقبل العربي- عدد 1987 واعيد نشرها بكتابه : " الثقافة والديمقراطية في السودان " الصادرعن دار الامين بالقاهرة سنة 1996
3- الآخر : بعض افادات مستعرب مسلم - كمال الجزولي ص ،165 منشورات رواق 2006
4- السودانوعروبية ، أو تحالف الهاربين – محمد جلال هاشم – مجلة الدراسات السودانية - ابريل 1998 . اطلعنا واعتمدنا على النسخة التي نشرها الاستاذ عادل عبد العاطي بمنبر سودانيزاولاين سنة 2003
5- الآفروعربية بين الواقع ووهم الايدلوجيا – عبد المنعم عجب الفيا – السودان ندوة الثقافة والتنمية – القاهرة 4-6 أغسطس 1999 – مركز الدراسات السودانية (نشرت اعمال الندوة بكتاب يحمل ذات العنوان )
01-06-2007, 08:41 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
عبدالمنعم عجب الفيا أحد الذين يعول عليهم الحراك الثقافي كثيرا و يعتبر أحد أركان النقد الأدبي و أحد رواد صحوة المثقف السوداني. التحية لهذا الشاب الذي أكن له الكثير من الإحترام و الإعجاب.
لفت تظري :
Quote: ثم يورد راي ماكمايكل موضوع النقد ، ويقول ورد في كتاب ماكمايكل بصدد تجديد النظر في اصل الجعليين ما يلي: "..إلى المدى الذي يمكن فيه اعتبار الجعليين جماعة واحدة ، فإن تماثلها العرقي إنما يتوقف على قاسمها الأعظم النوبي أو البربري والذي يسود بنسب شديدة التفاوت في كل أجزائها المكوّنة . توجد ثمة كذلك ، في هذه الجماعة ، دفقه قوية من الدم العربي وبصورة اكثر تحديدا لدي الجعليين بالمعنى الضيّق للكلمة . ولكن يكمن الخطأ الذي وقع فيه النسابة السودانيون عمداً في تجاهل العنصر النوبي وإرجاع العامل العرقي المشترك إلى قبيلة قريش . و بأخذ هذه الحقائق في الاعتبار فإن من المستحيل تحديد أية قبيلة من قبائل الجزيرة العربية يمكن أن يردّ إليها العنصر العربي الذي ساهم في تكوين قبائل الجعليين. "
و هو يتطابق بتوازي محدود مع ما جئت به في موضوعي : الهوية بين الإستعلاء و الإستعلاء المرتد و الإنتماء المبتور
من اللافت للنظر هو إستعلاؤنا الذي يذكرني بذلك الطوق المغناطيسي الذي يلبسه بعض المطلوبين في أمريكا ليتم تحديد أماكن تواجدهم في نطاق معلوم للشرطة ، فلا يغادر لابس الطوق المكان المحدد له و إن حاول إختراق نطاقه فإن كل شرطة المنطقة تعلم بأمره .. فيعيدوه صاغراً. و هذا ما كان من إمر إستعلائنا .. إستعلاءٌ لا يتجاوز حدودنا الجغرافية و جغرافيتنا البشرية ، لا تتعدى حدود التعامل داخل الوطن و لكن خارجه فإن جرس الزنوجة سرعان ما يتم تعليقه على رقابنا لتموسق رناته جنبات إنتمائنا اليتيم.. إستعلاء موغل في المحلية بينما ينهال علينا نفس الإستعلاء في كل الدولة العربية مهما حاولنا أن نلحق بآخر عربة في قطار العروبة و الذي يجعل كل الأنوف متساوية حتى و إن شابهتْ أنوف أصحاب الدماء الزرقاء.. حتى ( الحلبي ) منا هو عبد و لو توهج بياضاً أو وقف لونه نِدَّاً لألوان السادة و النخاسين. إنتماء بلا وجيع و وجعٌ منتمي أو : ( إنتماء مبتور كالحب من طرف واحد ): و هو إستعلاء موسوم بإنتماء غير موثَّق في أضابير التاريخ السوداني بشكل يستند على علم الأنساب أو تسلسل الأسماء ، و لكنه إنتماء يستند على أسماء تتناقلها الأسرة عن الأسرة و الأب عن الجد و الكابر عن الكابر و كلها أنساب و أسماء تصب في صحاري الجزيرة العربية و مضاربها و قبائلها ، بينما لا نجد بالمقابل أي بحث للجذور التي رماها أجداد أهل الجزيرة العربية في غيابة عتامير السودان و أحراش غاباته و صحاريه و تلاله و جباله ، و كأنَ هؤلاء الأجداد من الجزيرة العربية قد أتوا فقط فاتحين و مُحَسِّنِين للنسل أو أنهم قضوا أوطارهم ثم إنطلقوا إلى جهة أخرى يجربون فيها فحولتهم و يمزجون حيَامِينَهم بأعراق أخرى . لا أحد من العرب العاربة يبحث عن جينات أجداده المدلوقة في أرحام هؤلاء الأفارقة ، و كأن أجدادهم هؤلاء قد دلقوها مع ماء ( قِرابهم ) فإنسربتْ بين طيات الرمال أو كأن بذورهم التي بذروها قد إندثرتْ بمجرد إغتسالهم من ( رجس الجنابة ) بمياه النيل و ( الفولة ) و ( العِدْ ) و من ثَم َّ إستودعوا ( الركوة ) سر حمْل زوجاتهم و سراريهم ثم بعدها يمموا شطْر الكعبة يسألون الله المغفرة حيث أنهم أسكنوا من ذريتهم بوادٍ ذاخرٍ بالزرع و الضرع و نفوس تعتلج في بوتقة الهوية المفقودة و أرواح مسكونة بوسواس الهوية الخناس.
نعم هو كذلك و كذا مساهماته المييزة.. منذ اول قراءة لي لطروحاته اتتبع بحرص كلما يكتب و اجد فيها الفائدة و المتعة. متابع بوست استراج عيسي الحلو لعبد الله علي ابراهيم و احيك علي ابتداره كما احي المشاركين فيه... الف شكر للوصلات و اتمني أن تغلب الكتابات الجيدة علي ما عداها في المنبر.
01-06-2007, 09:51 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
مرحبا بطلتك العزيزة جيد جداً أن تتوافق اراء المثقفون مثلك و الفيا الامر الذي يوفر لنا منهلاً نعب منه للتمكن من مواصلة السير في هجير الشأن الوطني... علي المستوي الشعبي نجد أن كل الامم عندها مسألة التمييز بين و التصنيفات لمكوناتها البشرية و يوضع معيار التفضيل علي الصفات الغالبة بين المجموعات ذات الغلبة الاقتصادية او السلطوية و هذا امر تجاوزت مخاطرة الدول الحديثة بأن جعلت القانون هو الحامي للجميع و الرادع لمن يؤذي فرد او جماعة بدافع عنصري.. في الهند مئات القوميات تمثل تفريعات لقوميات كبري و هي بدورها تصل الي اربعة عشر قومية لكل منها اصولها العرقية و ثقافتها المميزة و لغتها المكتوبة.. الا ان هذا التباين الشديد احتوته دول واحدة لانها قامت علي اسس سليمة و اجهزة حية حافظت علي ديموقراطية الدولة و علمانيتها التي لابديل لها في ظل التعدد الدين الكبير... كنا ندرس في جنوب الهند في ولاية قومية التميل و هم قوم شديد السواد لكنهم كان يقولون علينا عبيد لتميزهم علينا بالشعر الناعم.. كان معنا اخت و اخ شديدي البياض و الشعر سبيبي مثل الهنود لكن التميل ابتكروا لهما اسم العبيد البيض!!! يبقي ان الانسان لا يعدم حيلة لاعلاء شأنه علي الاخر... اذكر اني قبل قدومي لالمانيا قرأت مرة أن الدولة ذات القومية الواحدة في العالم هي المانيا،، لكن هذا ليس صحيحاً حتي أن نسبة كل الالمان للقبائل الجيرمانية ليس دقيق و حتي الان يعتبر البفاريا أنهم شعب متميز عن بقية المجموعات الاخري مثل جيرانهم الفرانكن (من اسمهم اتت كلمة فرنجة المستخدمة في العربية كصفة للاوربيين) و الساكسونيين (ابناء عمومة الانجليز و يظهر اسمهم في كلمة انجلوساكسن و اصل الاسرة المالكة البرطانية منهم و كانت تحمل اسم اسرة الفولفن الالمانية حتي نشوب الحروب البوهمية التي نتجت عنها حرب ال 30 عاماً). الامر غير المقبول أن ينزلق من فيهم مظنة الرأي و البصيرة في منحدر العنصرية و محاولة فرض تراتيبية اجتماعية تقوم علي التمييز المستند للانتماء العرقي و هذه للاسف منقصة خطيرة لم يتبرا منها الكثير من المتعلمين. شكرا للفت نظري لكتابتك عن الهوية و نلتقي هناك.
01-06-2007, 02:09 PM
الزاكى عبد الحميد
الزاكى عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 895
Quote: ونحن من جانبنا ، نؤمن ان الانتماء ، خيار ، وحق حياتي مشروع مثله مثل اي حق انساني آخر . بل هو على راس قائمة الحقوق الحياتية . وبهذا للجعليين او غيرهم من عرب السودان الحق ، كل الحق ان ينسبوا انفسهم الى العباس او الى اى قبيلة في الجزيرة العربية . دون ان يكون في ذلك مدعاة لاستغلال هذا النسب سلاحا ايديلوجيا ، للقهر الثقافي والاضطهاد العرقي . لكن حق الانتماء كخيار ، شيء . ومشروعية البحث الاكاديمي المسنود بالحقائق التاريخية والوقائعية شيء آخر
أساذ عجب الفيا قادر هنا ان يفصـل بين البحث الأكاديمي ونتائجه.. وبين الحقوق الإنسانية للمجموعات والمواطنين في داخل الوطن الواحـد..
وهذا هـو الطريق الصحيح لتحاشي الصراعات ...
له التحايا والتقدير..
شـكرا نصـار..
مني
01-06-2007, 08:14 PM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
نعم هذا الفصل حتمي لتفادي الاحكام العاطفية التي تخلط هوي النفس مع مناهج البحث الملتزمة بمقايس معرفية و اكاديمية صارمة. في قضية الهوية و الانتماء اري أن منطق النسابة من عامة الشعب اقوي و اوجه من منطق امثال عبد الله علي ابراهيم ففي حين استناد النسابة الي ثابت في الثقافة السائدة بأن الابناء ينسبون الي ابائهم و من ثم فرضية أن المهاجرين العرب تزوجوا نساء محليات و بذلك بأرجاع نسبهم للجزيرة العربية لم يقعوا تناقض المتعلمون الايدلوجيون الذاهبون الي حكم قاطع يقول بنقاء العنصر العربي فعلاً او توهمب و ادعاءاً بزلوا جهد لتبريره علي أن الانتماء هو اختيار لمن يريد الانتماء الي العنصر الذي يراه.
01-06-2007, 07:55 PM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
شكرا جزيل علي مورورك المحمود فاقدين كتاباتك الرصينة فهل من عودة تاني؟ جميل جداً أن نثبت الفضل لهذا المكان الذين انفعنا به علي الابعاد المعرفية و التعرف علي اخيار افاضل كنا محرومون التواصل معهم و الاطلاع علي نتاجاتهم الفكرية و الثقافية الثرية في زمن المنافي و الشتات... و هذه دعوة للغائبين للعودة و المساهمة في دفع هذه التجربة الي المزيد من النجاح..
01-07-2007, 05:09 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
الاخ العزيز الاستاذ / نصار صباح الخير بتوقيت دبي اولا استميحك العذر و كل الاصدقاء المتداخلون ، حيث لم اتمكن يوم امس من مشاركتكم والترحيب باحتفائكم ، و اقول لك كل سنة وانت والف خير ومرحب بعودتك بعد غيبة والتي استبشرت بها كثيرا واسمح لي ان اجدد لك التهنئة بمناسبة الزواج واتمني لك حياة زوجية هانئة ومستقرة وبعد اشكرك على هذا الاحتفاء بهذا المقال وغيره من مساهماتي المتواضعة في قضايا الثقافة السودانية وكم انا سعيد ان يجد ما اكتب التقدير عندكم فانت من الاقلام المتميزة والجادة المهمومة بقضايا الوطن والمخلصة للفكر و المعرفة والتي تحظي باحترام وتقدر كبير هنا في هذا المنبر . ولا يسعني في هذه السانحة الا ان أجدد شكري وامتناني مرة اخرى على هذه الكلمات الطيبات وعلي اعادة نشر المقال وطرحه للنقاش وانا على يقين انني سوف استفيد كثيرا من ارائكم وملاحظاتكم بما يعنيني على تجويد رؤيتي وشحذ اداوتي المعرفية . ساعود للتعليق على ملاحظاتكم عميق تقديري وامتناني ومحبتي
01-07-2007, 06:35 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
Quote: دائماً ما تكون مسألة التمييز العرقي ناراً تحت الرماد ، يتشدق معظم مثقفونا بأنهم ضد أي إستعلاء أو تمييز عرقي ، و لكنهم عند أول محك نجدهم قد إعْتَلوا أبراج التمييز العرقي و لا شيء يحفظ ماء وجوههم سوى التستر خلف قناعة المُسْتَعْلَى عليهم بأن ( ساقية ) التعالي ( مدورة ) إلى ما شاء الله ، و أن إستنارة هذه الطبقة ما هي إلا طلاء رقيق سرعان ما يزول و يذوب بفعل حرارة الإستعلاء المستدام. فالمساواة كلمة يستهلكها الجميع بينما يتمترسون خلف القبيلة و نقاء الدم و فرز كيمان النسب
الاخ العزيز الاستاذ الاديب الاريب والقاص المبدع ابو جهينة تشكر يا سيدي على هذا الثناء العالي ولك من التقدير والاحترام والمحبة ما تعرف ، اعجبني جدا مقالك عن الاستعلاء العرقي واسفت انني لم اتابعه منذ البداية فكثيرا ما اجد صعوبة في متابعة الكثير المفيد مما يكتب بالمنبر . احيك على هذه النظرة المتوازنة والمتعمقة ولي عودة لمزيد من التعليق على مقالك الممتاز والذي سوف استفيد من الكثير مما ورد فيه من افكار واراء ثاقبة .
01-07-2007, 07:12 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
الاخ العزيز الاستاذ /حيدر حسن ميرغني كثيرا ما يعجز الانسان ان يجد الكلمات المناسبة للتعبير عن امتنانه لمثل هذا الاحتفاء لقد سعدت انا اكثر بالتعرف اليك فانت مكسب كبير لهذا المنبر ولولا نباهتك وافكارك اللماحة لما كان بوست : "الغابة والصحراء - حوار عيسى الحلو مع ع.ع.ابراهيم" لما وصل لما وصل اليه . اشارتك لمقال " جماليات الثقافة السودانية " المنشور بمجلة العربي عدد اكتوبر 2004 اسعدتني ، فهذا المقال من المقالات التي انا راضي عنها تماما .
فلك وافر التقدير والمحبة
01-07-2007, 08:14 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
استاذنا الاديب والكاتب الباحث الضليع /الزاكي عبد الحميد الشكر الجزيل على هذا الثناء العامر وكم سعدت انا اكثر بالتعرف عليك وعلى مساهماتك الثرة فمثلك مكسب كبير لهذا المنبر ، واضم صوتي الى الاخ نصار واقول ليك افتقدنا كتاباتك فرجاء لا تنقطع ، وكل سنة وانت طيب ونسال الله ان يحقق امانيك ويبلغك مقصودك ويبدل حال بلدنا باحسن حال وان يديم على الجميع نعمة الصحة والعافية
مع وافر التقدير والمحبة
01-07-2007, 08:57 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
Quote: أساذ عجب الفيا قادر هنا ان يفصـل بين البحث الأكاديمي ونتائجه.. وبين الحقوق الإنسانية للمجموعات والمواطنين في داخل الوطن الواحـد.. وهذا هـو الطريق الصحيح لتحاشي الصراعات ...
مرحب بك استاذة مني خوجلي نورت وشرفت يا ست الكل وكل سنة وانت بالف خير وربنا يحقق امانيك ودايما في العلالي ملاحظتك في محلها تماما . ولي عودة الى مزيد من التعليق .
Quote: فالدكتور عبد الله ابراهيم يرد على مكمايكل بما يؤكد أراء ماكمايكل لا بما ينفيها . الحقيقة ان ماكمايكل لم يذهب الى حد القول ان الجعليين او غيرهم من عرب السودان انتحلوا اصولهم العربية . وانما قال حسب الاقتباس الذي أورده الدكتور : "ولكن يكمن الخطأ الذي وقع فيه النسابة السودانيون عمداً في تجاهل العنصر النوبي وإرجاع العامل العرقي المشترك إلى قبيلة قريش " . فمأخذ ماكمايكل ، ان النسابة السودانيين احتفظوا بانسابهم العربية نقية من شبهة الاختلاط بالعناصر المحلية . لكنه لم يقل ان اصولهم العربية منتحلة او مخترعة اختراعا .
الأخ/نصار مرحبا بضيوفك المفعمين بالثراء الجم...وألف مبروك ياعريس كل ماعرضته علينا مفيد لاخر قطرة منه ولايتجزأ إلا أننى اخترت هذا المقطع حتى نتجنب فخ الإنزلاق ومغبة هذا التفتت الذى ينخر فى عظم الأمة...ولا أدرى لماذا لايعى جلنا ذلك رغم أن الفضل ماشهدت الأعداء ! هل هو عمل متعمد للنفث فى العقد؟ هل هو لتنفيث ضغائن؟؟أم هو جهل نقبع فى قاعه؟؟؟ هذا البوست مسح قتامة أحسستها فى الآونة الأخيرة من إنتشار الجهل وإختفاء العلم حيث أيقنت أن هذا ( من علامات الساعة) وتفكرت ملبا فى سعة إدراك ألآباء فى مثل هذه الحوادث ،وضيق أفقناالآن لكنك أتيت بفتح...(( الله يفتح عليك )).
01-07-2007, 10:40 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
مرحب بالاخت سمية الحسن وكل سنة وانت طيبة وشكرا على رصانة الحضور الاقتباس الذي اورديته في مداخلتك يمثل فحوي المقال وخلاصته ، فالدكتور عبد الله علي ابراهيم اراد ان يكسر قلم مكمايكل من خلال دحض مقولة ان عرب شمال السودان هم خليط من العرب والنوبة فاكد هذه المقولة بابعد مما ذهب اليه مكمايكل نفسه .
01-07-2007, 12:11 PM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
شرف بك المكان و اهله بارك الله في و حقق امانيك ما قل به عاليه في مقارنة سلامة منطق العقلية الشعبية الجمعية في الشمال و الوسط و بين اراء بعض المتعلمين المزخرة الشكل ضعيفة البناء كان بمثابة تعليق علي هذه الفقرة التي اتفق معك و الفيا بأنها لب المكتوب. كما قلت سابقاً اجد موقف النسابة اسلم من اهل القلم ، الاوائل قالوا بالنسب للعروبة بارجاع النسب للاب الوافد و ليس في هذا انكاراً للعرق الزنجي او النوبي.
Quote: هل هو عمل متعمد للنفث فى العقد؟ هل هو لتنفيث ضغائن؟؟أم هو جهل نقبع فى قاعه؟
كل مشكل يبدأ صغير اذا عولج في حينه سهل علاجة و ان اهمل كبر و تعقد و اضيفت له ابعاد جديدة. خراقة الساسة و انسحاب اهل الراي من الساحة اما ترفعاً علي المجتمع الذ ي ظنوا انهم ارفع منه شأناً او بتنصلهم عن مسؤولياتهم الاخلاقية تجاه المجتمع و الدولة سعياً وراء البحث عن الحلول الذاتية أو ... تعددت الاسباب،، فكان الوضع الراهن هو النتيجة الحتمية لهذه الحالة السالبة.
Quote: هذا البوست مسح قتامة أحسستها فى الآونة الأخيرة من إنتشار الجهل وإختفاء العلم حيث أيقنت أن هذا ( من علامات الساعة) وتفكرت ملبا فى سعة إدراك ألآباء فى مثل هذه الحوادث ،وضيق أفقناالآن
،،،،. تترتب علينا جميعاً مسؤولية الاصلاح و أنا لدي قناعة ثابتة في أن المبدعين في كل المجالات هم من يمكنهم التأثير الاكبر عليي المجتمع لان مقدرتهم علي الخلق لا تقف عند حدود مجالهم الابداعي بل هي في المقام الاول ملكة اصيلة كامنه في تركيبتهم الشخصية تؤهلم للتميز في كل ما يوكلونه همهم و عشمي أن يحتل الوطن خانة عالية في ترتيب اولوياتهم. تقبل الله دعاءك النبيل و لك مني مثله و زيادة
01-07-2007, 11:39 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
مرحباً بك دائماً و أكرر اعتزازي بتعرفي عليك عبر هذا الوسيط كما ان سعادتي لا تحدها حدود و أنا اجدك تكابد عنت الكتابة المرتكزة الي الحفر و التقصي و المثابرة. في ثقافتنا رسخت ثوابت يحرثها من يهابهم الاخرون او يتجنبوا مساءلتهم فتجدهم يدورون حول فكرتهم كثيران الساقية يدهسون من يتجرا بالدخول الي دائرتهم، فيصبح الدوران هدف لزاته و ليس رفع المياه و سقيا الارض. و المثقف السوداني في ثباته الطويل افسح المجال لمن اراد ركوب القضايا الثقافية أن يفعل ما يشاء علماً بأن الحركة الثقافية لا يمكن لفرد او افراد أن يسيروها انتاجاً و نقداً، رفضاً و قبولاً. الواقع الثقافي الصحي هو نتاج حراك و تفاعل تتعد فيه وجهات النظر و تبدع طرائق و محفذات لقطاعات المجتمع للاشتراك الفاعل في عملية التثاقف و الحرص علي ملاحقة المستجدات في ساحتها وصولاً ألي تولي الناتج بالنقد بعد اكتساب الثقة الكافية لذلك.. الان تبدل الظروف علي الساحة الوطنية و برزت اجيال جديدة حرمت من ترف الاجيال التي سبقتهم و هي بذلك معرضة لحالة استقطاب قاسية اما ان تقصف بهم او تدفعهم للتعامل الجاد مع الواقع و التفاني بحثاً عن مخارج من الورطة. من هنا يتضاعف احتفائي بالمجهودات الجادة المخلصة التي تقوم بها انت و نفر معتبر من الذين اختاروا العودة الي الوعي و في هذا مدعاة لاتساع فسحة الامل في أن تمثلوا قدوة تغلب خيار التفاعل الايجابي لهذه الاجيال الجديدة..
01-07-2007, 03:34 PM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
العزيز نصار اجدد شكري وتقديري وامتناني واتفق معك في ان قضايا الثقافة السودانية شان يهم كل السودانيين ولا ينبغي ان تكون حكرا على فئة دون غيرها فلا احد يملك لوحده الكلمة الفيصل في هكذا شان ، هذه القضايا يجب ان يكون افق الحوار فيها مفتوحا لكل الرؤى والاجيال ولكل الوان الطيف الفكرية والسياسية و يجب ان يكون ولاؤنا في كل ما نكتب للمعرفة والوطن ، لا للاشخاص ، وان تكون منطلقاتنا هي قناعتنا الشخصية المسنودة برؤية موضوعية مؤسسة وواضحة ، لا مجرد اصداء واجترار لما يقوله الاخرون بدون وعي او دون تبصر كاف مع الاحتفاظ للاخر بحق الاختلاف وما تمليه اداب الحوار . سلمت واكيد سنلتقي ان شاء الله
01-09-2007, 02:26 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
تستحق أكثر من هذا الطرف الذي بدي مما تمنيت أن يكون احتفاءاً يتنادي له الاخيار الذين اعتبرهم كسبي في هذا الحياة فليس مثل صحبة ماجدي لكن ارجو أن تعزرني لضعف المردود و أعلم أن النقيصة فيُ أنا و أنت و نتاجك براء منها، فمضاربي لا تزار في هذا البراح و قد اعياني تبيان السبب، لكني لن اهدم بنيانها و ازهد في اهلي مهما ضنو،،، فالتهدأ النفس قليلا و أعود..
01-09-2007, 08:44 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
عزيزي نصار انه تواضع العلماء يا سيدي فانت صاحب قلم جرىء وافكار نيرة يعول عليها كثيرا في تاسيس حوار معافي نحو وطن يتساوى فيه الجميع . انظر الى مداخلتك في الرد على ابو جهينة انها تلخص صراع الهوية في ايجاز بليغ :
Quote: في الهند مئات القوميات تمثل تفريعات لقوميات كبري و هي بدورها تصل الي اربعة عشر قومية لكل منها اصولها العرقية و ثقافتها المميزة و لغتها المكتوبة.. الا ان هذا التباين الشديد احتوته دول واحدة لانها قامت علي اسس سليمة و اجهزة حية حافظت علي ديموقراطية الدولة و علمانيتها التي لابديل لها في ظل التعدد الدين الكبير... كنا ندرس في جنوب الهند في ولاية قومية التميل و هم قوم شديد السواد لكنهم كان يقولون علينا عبيد لتميزهم علينا بالشعر الناعم.. كان معنا اخت و اخ شديدي البياض و الشعر سبيبي مثل الهنود لكن التميل ابتكروا لهما اسم العبيد البيض!!! يبقي ان الانسان لا يعدم حيلة لاعلاء شأنه علي الاخر... اذكر اني قبل قدومي لالمانيا قرأت مرة أن الدولة ذات القومية الواحدة في العالم هي المانيا،، لكن هذا ليس صحيحاً حتي أن نسبة كل الالمان للقبائل الجيرمانية ليس دقيق و حتي الان يعتبر البفاريا أنهم شعب متميز عن بقية المجموعات الاخري مثل جيرانهم الفرانكن (من اسمهم اتت كلمة فرنجة المستخدمة في العربية كصفة للاوربيين) و الساكسونيين (ابناء عمومة الانجليز و يظهر اسمهم في كلمة انجلوساكسن و اصل الاسرة المالكة البرطانية منهم و كانت تحمل اسم اسرة الفولفن الالمانية حتي نشوب الحروب البوهمية التي نتجت عنها حرب ال 30 عاماً). الامر غير المقبول أن ينزلق من فيهم مظنة الرأي و البصيرة في منحدر العنصرية و محاولة فرض تراتيبية اجتماعية تقوم علي التمييز المستند للانتماء العرقي و هذه للاسف منقصة خطيرة لم يتبرا منها الكثير من المتعلمين.
عميق تقديري ومحبتي
01-10-2007, 03:35 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
لا ابداً و االله ماهو تواضع و لا ادعاء له و انا اعلم الناس بجهلي و محدودية امكانياتي ودي ما القضية لانه بنكافح كلنا في محاولة لفهم البدور حولنا عشان يعينا في مشوارة الحياة القصير دا،، دعنا من ذلك فلا اود أن ارهقك في تطييب الخاطر فالامر مقدور عليه رغم فداحة ظلم ذوي القربي (المعرفية ). نرجع للمفيد،،،، منذ قيام سودان ما بعد الاستقلال ظل الساسة و قطاعات كبيرة من المثقفين يلوكون حديثاً مشروخ حول الهوية و يعتقدون جازمين بانها مسالة لا تقوم للسودان قائمة اذا لم يتم اتفاق حولها و في نفس الوقت يتفادون القيام بخوات ايجابية للوصول لهذا الاكسير. اقترحت اليات عديدة و لم ينفذ منها شئ . اول الفرص الضائعة تمثل بلا شك في عجز الجمعية التاسيسية الاولي في اجازة الدستور الدائم الذي كا من شأنه أن يحسم أمر التبايونات العرقية و الدينية و ما يترتب عليها من خصائص ثقافية و اجتماعية و غيرها. للاسف الامر كان فيه شبهة القصد و تعمد خرق اتفاق سبق اعلان البرلمان من داخل البرلمان باعطاء الاقاليم الجنوبية وضع ادراي خاص ( التفاصيل معلومة للجميع و كذا النتائج التي ترتبت عليها و لا داعي للخوض فيها هنا).. الان انفجرت الاوضاع في كل نواحي السودان عندما احتمدت العلة و لم تجد معالجات متجردة عن الحسابات السياسية الضيقة لدي الاحزاب التي حظت بالقدر الاعلي من التأثير في مسيرة الاحزاب و رعونة الانظمة الشمولية. اري أن الاحداث الان قد تخطت نقاش الهوية بعد ان نطق السلاح بدل الالسن التي لم تفي بوعودها و لم تنجز حلولاً. و علينا أن نسأل انفسنا ما الذي يمكن تحقيقه بعقد مؤتمرات عن ازمة الهوية اكان بمسمي المؤتمر الدستوري أو الجامع أو غير ذلك من المسميات؟ و ما هي ازمة الهوية اصلاً؟ و هل الحوار الذي ينادي به البعض مستهدف في زاته أو أن الداعون له لا يرون حل سواه؟ و هل الحلول المحتملة هي لازالة غبائن و تطييب انفس و من ثم يحدث تراضي و رغبة مشتركة للتعايش بين مكونات المجتمع؟. في رأي أن المطلب الحقيقي لاهل الاقاليم و خاصة تلك التي تشعر بالتهميش و المظالم السياسية و الاقتصادية تتمثل في مشاركتها الفعلية في تسيير شؤون دولة تقوم علي مقاييس عدلية صارمة و فعالة يشتركون في سنها و تطبيقها حسب التوازنات القائمة علي الارض في ظل نظام اداري يقوم علي تعاهد و رضا من كل وحداته الجغرافية. التوجه السائد الان ذهب الي النظام الفدرالي كصيغة امثل و هو بالفعل الافضل للواقع السوداني، و بذا نكون قد تخطينا ضرورة مناقشة قضية الهوية (علي المستوي السياسي) فالاتحادات الفدرالية القائمة في العالم نتجت لتفادي صدامات قامت او انها كانت محتملة الوقوع علي اسس تباينات مثل التي نجدها عندنا في السودان. التجربة السودانية ليست استثناءاً الا أن حظنا السيئ كأجيال حالية أن نرث تبعات التأجيل و تراكم المشكلات التي لم يتم التعامل المتبصر و الجاد و المخلص معها في مراحل و ظروف اكثر مواتاه. بعض جوانب الازمة الحالية في السودان مرت بها امم اخري في العصور الوسطي و نجحة في تخطيها مستفيدة من عصر النهضة و زخم الثورة الفرنسية. مرارات الحروب و طغيان الحكام كانت لحد كبير هي الدافع للشعوب لترسيخ معاني الحرية و الاخاء و المساواة فالتكون هي دافعنا ايضاً لتحقيق نفس المعاني و نحن في ذلك نستعين بتجارب من سبقونا و نجحوا في انشاء دول مستقرة علي جميع المستويات.
01-10-2007, 03:11 PM
حيدر حسن ميرغني
حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27683
فناكم.. نلا اركي؟ قادر اتصور كمية الاحباط الاصابت اخوتنا التنبية لتصنيفها في خانة السود من موظفي الفندق،،، في جنوب الهند خاصة تميلنادو ناس لحد الان معزولين من الحياة الحديثة،، اخر ايام راجيف غاندي قام بزيارة المناطق دي،، تم سؤال جمهور المستقبلين اذا كانوا بعرفوا الزول دا منو؟؟ فكانت اجابتهم بانه حاكم مدراس الانقليزي،، ودا لانه ابيض و طويل القامة زي اغلب سكان احمد اباد و ما جاورها،، و هم فعلاً فيهم دماء اوربية آرية. فترة وجودنا في مدراس ( اعادة حكومة البي جي بي القومية الهندوسي اسمها القديم شناي ) كانت فترة حافلة بنشاطات التميل تايقرس بقيادة برابكران الذي يحظوا بما يقرب من القدسية بين تميل سيريلانكا، كانوا يقوموا بتفجيرات للسكك الحديدية و الكباري و غيرها من المصالح في الولاية لاجبار حكومة الولاية بقيادة MGR و الحكومة المركزية لتقوم بدور مناصر لقضيتهم في جفنا و جنوب شرق سيريلانكا عموماً . عندما تدخل راجيف ضربه احد جنود حرس الشرف في زيارة له لسريلانكا بمؤخرة بندقيته و بعد فترة قتلوهوا في ولاية تميل نادو كما نعلم بعمل انتحاري قامت به احدي ناشطات التايقرس. اعتبر نفسي محظوظ جداً للفرصة التي اتيحت لي للدراسة في الهند. من معياشتنا لواقع الهند المعقد تعلمنا الكتير خاصة من كانوا ناشطين في العمل السياسي و النقابي للحركة الطلابية الكبيرة. في ايامنا الاولي هناك قرأت عن مجموعة مغامرين اوروبيين طافوا ارجاء المعمورة للتعرف العجايب الموجودة في الدول و كانت الهند محطتهم الاخيرة. بعد طوافهم علي البلد قالوا لو انهم علموا بما ينتظرهم في الهند لاكتفوا بزيارتها و عادوا لبلادهم!!. الهند نموزج صارخ يؤكد بأن الفقر و الجهل و التباين الشديد في كل شئ بين المواطنين ليست كوابح للديموقراطية فالهند هي اكبر الديموقراطيات من حيث عدد الناخبين في العالم و هي كذلك ديموقراطية حقيقية و فاعلة و الدليل علي ذلك دوامها و تطورها المطرد منذ 1947 و النهضة الاقتصادية الضخمة التي نراها الان. اهم الركائز التي متنت بناء الديموقراطية اذكر منها: العدالة الاجتماعية: بدأت بالغاء النظام الطبقي علماً بانه شان ديني هندوسي و معه النظام الاقطاعي الذي دعمه المستعمر الانقليزي لتسهيل تحصيل الضرائب من المزارعين و كذلك تمت مواجهة منظومة النبلاء و المرابين. العدالة الاقتصادية: تم ابتكار نظام اقتصادي مشترك (اشتراكي + راسمالي) و ذلك لتحقيق التوازن المطلوب بين دعم الدولة للفقراء من ناحي و تحقيق نمو و تطور اقتصادي من الجهة الاخري. في الجمعيات التعاونية تجد مثلاً الارز و المواد التموينية التي يعتمد الشعب عليها في قوته، تجدها باسعار زهيدة للغاية. مجانية التعليم: التعليم في الهند مجاناً و ميسر للجميع حتي المرحلة فوق الجامعية!! و أكثر من ذلك يتم تشجيع الاسر الفقيرة لارسال ابناءهم للمدارس بتوفير الحكومة لوجبة غذائية مجانية للطلبة و التي تفيض عن حاجة التلميذ الذي يحمل الكم الاكبر منها لاهله و بذا تمثل للاسر شديدة الفقر مصدر غذاء تعتمد عليه!!. اتاحة الخدمات للجميع: مثالاً لذلك ما يعرف حساب الروبية الواحد المصرفي لتمكين الفقراء من الاستفادة من الخدمات البنكية بتوفير قدر ادخاري يتناسب مع دخلهم الشحيح يستفيد منه الابناء في تعليمهم و في حالة الزواج و غير ذلك من احتياجاتهم المستقبلية. كذلك البوسته توصل خدماتها حتي لمن يسكنون في العراء و علي الارصفة!! و البوسته و السكة الحديدية هي مفخرتا الهند الاهم. هذه الركائز المتينة تحمل الان بنية النهضة الاقتصادية الضخمة حين مكنت الدولة من تحويل أخطر مشاكلها المتمثلة في الانفجار السكان (الكثافة السكانية في الهند اعلي منها في الصين مع ان الاخيرة تفوقها في عدد السكان ) الي قوة دفع للتطور الاقتصادي فالانسان الذي وفر له التعليم و الخدمة الصحية و العون الاقتصادي هو مدخل الاونتاج الاهم كما أن ارتفاع مقدرة الافراد الشرائية و عظم حجم السوق المحلي تمثلان المحرك الاقوي للاقتصاد فالمتابع للازمة الاقتصادية في الدولة الاوربية يلحظ أن عوائد التصدير لم تنخفض لكن المشكل يكمن في تدهور الاسواق المحلية. الحديث يطول و سوف اعود له كلما سنحت فرصة. تحياتي و مودتي
01-11-2007, 02:37 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
فوالذى نفسى بيده لو كان للنقد جزرا وللنقاد شعبا تسوق إليها لسلكت سبل عجب الفيا مهتديا بها إلى تلك الجزر مصعرا خدى غير آبه بغيره التحيه لعبدالمنعم الباحثة المدقق والمضيف بفكره التحليلى الإنشائى الرصين بتواضع أهل العلم وبثقة الثقات الفطاحيل من أهل عبقر والتحيه لك يا نصار منصفا لذلك الذى يمشى بين الناس لا يتقدمهم ويضئ لهم الطريق من الخلف ليمشوا فيه بهدى واستقامه
كالعادة طاوعتك اللغة حاملة لفكرتك مبتهجة و مبينة ما وسعتها الطاقة.
أما فتح ابن المفتاح الاعظم فهو هذا:
Quote: يمشى بين الناس لا يتقدمهم ويضئ لهم الطريق من الخلف ليمشوا فيه بهدى واستقامه
هذا ما يستحق الحفاوة به و الاحتفاء. المثقف الملتزم الذي يرود اهله بفعله و فكره و ليس سعياً لكسب اناني او ترفع نرجسي كما هو و للاسف حال سواد المتعلمون الاعظم..
تحيات و مودة
01-11-2007, 05:57 AM
محمد سنى دفع الله
محمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025
الأخ نصار التحية والمحبة الخالصة الإحتفاء بالمثقفين الحقيقيين هو الوفاء والعرفان المستحق لكل من كتب حرفا نقيا خالصا كلضوء عجب الفيا يستحق كل التقدير والإحترام فنان وباحث ومثقف حقيقي هوالذي انار لي الطريق حول المفهوم والمدرسة دون تعالي او بهرجة فلك وله التحية والمودة ولي عودة
01-11-2007, 07:01 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
شرفت و الله و تشكر علي هذه البادرة الاولي للتواصل بيننا و ان شاء الله تلتقي جهودنا في الخير
نعم عجبا الفيا يستحق منا التقدير فهو يهتم بشئون تخصنا جميعاً بدافع ذاتي يستحضر حجم المسؤولية التي تترتب علي الفرد بقدر اتساع مداركة و مقدراته. و كذا الواجب علينا ان لا نبخل عليه بكلمة طيبة استحقها. احلم عزيزي السني باليوم الذي تكون فيه الدولة خادمة حقيقية لمواطنيها و توليكم انتم المبدعين في كل مجالاتكم المختلفة اهتماماً خاصاً بعد استعابها لاهمية رسالة المبدع في النهوض بالواقع، يجب أن يكون الاشتغال في مجالات الخلق و نشر المعارف نشاط مقدر من الجميع يوفر يوفر للناهضين به حياة كريمة و جو صحي معافي يعينهم علي اداء ادوارهم و الارتقاء بها و كذا بالمجتمع كله. تحياتي حتي تعود
01-11-2007, 09:59 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
أخي العزيز منصور المفتاح ان شاء الله دايما منصور وفتوحاتك الادبية ونفحاتك الاشراقية ما تنفك تتري ايها القاص المبدع والاديب المفوه لقد سعدت جدا بالتعرف اليك واستمتعت جدا بكتاباتك المتفردة والمتميزة وتعلمت منها الكثير ولن اقول لك شكرا على ما ظللت تغمرني من عبارات الاحتفاء والتقدير فقطعا كل كلمات الشكر تقف عاجزة على الوفاء بهذا الجميل، وانا ما زلت تلميذا أتعلم معكم و منكم ومن اساتذتنا الاجلاء اطال الله بقاءهم وطيب ثرى من اختارهم الى جواره ورحم الله امرء عرف قدر نفسه.
01-11-2007, 06:44 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
الاساتذة الاجلاء نصار و حيدر استمتعت جدا بحديثكم عن التجربة الهندية ، فالوقوف عند هذه التجربة مهم جدا جدا لان السودان يشبه الهند الى حد كبير من حيث التركيبة الاثنية والثقافية بل والمناخية وقد استطاعت الهند بجدارة ان تحقق مبدا الوحدة في التنوع unity in diversity الذي اشار اليه الاستاذ حيدر وذلك من خلال ارساء دستور ياسس لدولة المواطنة والمجتمع المدني واحترام التنوع على اسس صارمة وهو خلاصة تجارب مريرة تعلمت منها الهند الكثير . أحي العزيز نصار على تقديمه لهذه القراءة المتبصرة جدا للتجربة الهندية وانجازاتها الباهرة التي اتمني ان نستفيد منها . ولا شك ان لديكما الكثير لقوله عن هذه التجربة الغنية . وما اعحبني اشارة نصار الى ان الانسان لا يعدم اختراع حيلة يستعلي بها على الآخرين وهو ما اوحي لحيدر بالقصة الطريفة عن بعض نسابته السيرلانكيين الذين رحبت بهم ادارة الفندق اللبناني بوصفهم اول " سود" ينز لون عندهم !
فعلا، رجل له (سراج عقل جميل)، في التحليل، ورؤية الاشياء كما هي (اللهم أرني الاشياء كما هي، كما يقول المعصوم)، فالحقيقة واحدة (وهي اصرم من قوانين الفيزياء، بل قوانين الفيزيا احد تجلياتها السطحية)، ولكن الوعي بالحقيقة هو المتباين من عقل لأخر، ومن قلب لأخر..
فقد حباه الله، بعقل صاف، وقلب سليم، كي يوزن الاشياء بحياد، وجمالية، دون تفسد (الرغبة والرهبة)، أدواته التحليلية..
للحق، كنت اسعد حين أقرأ له، نصوص مبدعة، في التحليل... وسعدت أكثر، حين قابلت الاستاذة (سناء محمد الحسن)، وهي تكيل المدح له، وحبه الاثير للمعرفة (في ذاتها)، كعاشق صادق، وصبور...
سعيد بمرورك و كذا بتدعيمك لما حاولت انا قوله في حق العزيز عجب الفيا بالتأكيد انت كاتب مجيد و مبدع لذا شهادتك في حق عجب الفيا تكتسب وزنا معتبر في متابعاتي المتلهفة لكتابات الفيا النقدية بهرتني ملاحظته الدائمة لنقاط دقيقة في النص تمثل له مفاتيح لتحليل الموضوع و هذه طبعاً موهب اما ان يملكها الناقد او لا يملكه و هي نقطة فاصلة بين الناقد الجيد و ضده. الف شكر
01-11-2007, 08:04 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
نعم التجربة الهندية ثرة و ثرية و يمكننا الاستفادة منها خاصة انها لم تقف عند حد ترسيخ التعايش المجتمع المتباين و الاستقرار السياسي، بل انها بعد أن حققت ذلك انشات جامعات و معاهد متخصصه بالتركيز علي العلوم التكنلوجية و علوم الحاسوب لتصبح الهند الان لا تضاهى في مجال الـ software كما اجادت في صناعات كثيرة. واحد من الشواهد علي فعالية النهج السياسي العلماني في الهند يمثله السيد ابو الكلام رئيس الدولة الحال فهو مسلم الا ان هذه الحقيقة لم تمنعه من أن يخدم دولة بعلمه و هو صاحب الفضل في تطور صناعة الصواريخ و يسمي ابو الصواريخ الهندية و سبقه في رئاسة الدولة واحد من طائفة المنبوذين!!. سوف اتوسع اكثر في الكتابة عن معايشاتي في الهند لاحقاً.
الأعزاء/ نصار والكريم ضيف الأكارم عجب الفيا نتابع بإهتمام ونتحلق ونحوم حول حومتكم دوما نتدافع عليها كهيم عطاش حول حوض شراب فهنا نروى الغليل ونتفيأ ظلكم الظليل فلا تتوقفوا يا رعاكم الله عن فتح أبوابكم الواسعة فنحن وقوف بها. سمية الحسن طلحة
يا مراحب فخور جداً بمجهوداتكم النبيلة لاحياء الامل و علنا نعود يوماً للوطن لنسهم معكم فيما يحقق انسانيتنا . حتي يتحقق ذلك قلوبنا و كل ما نستطيع معكم و رهن اشارتكم . في واقعنا قدر من الجحود و احياناً نتحرج من اعطاء اصحاب الحق ما يستحقون من كلم طيب و احياناً نتعمد ذلك كنوع من الصراع الهدام بحجب انجازات الاخر او تشويهها كوسيلة لتحقيق النجاح و التفوق ليس بفعل زاتي بل خصماً من مكتسبات الاخر. نحن في اشد الحوجة لامثال عجب الفيا من المفكرين و المبدعين و هم يعلمون لنا الطريق الذي يخرجنا من المتاهة.
01-12-2007, 07:08 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
Quote: هوالذي انار لي الطريق حول المفهوم والمدرسة دون تعالي او بهرجة
استاذنا الفنان الجميل / محمد السني دفع الله منك نتعلم يا استاذ والعين لا تعلو على الحاجب ودي كانت ملاحظة عامة في نقاش عام ولكن هذا من فضلك واريحيتك وتواضعك ، لقد اسفت جدا انني لم اعلم بالعروض المسرحية التي قدمتوها بالشارقة الا بعد انتهائها وعودتكم الي مقركم فشغل القطاع الخاص هنا لا يترك لنا مساحة للمتابعة اللصيقة نعيش في دبي ولكنا لا نعيش بهجتها ومهرجانتها العديدة المتنوعة اتمني ان نحظي بعرض مماثل هنا قريباان شاء الله تحياتي وسلامي الى الاستاذ يحي العوض . مع عميق تقديري واعتزازي
01-11-2007, 04:40 PM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
الاخ الاستاذ القاص والاديب المتألق عبد الغني كرم الله اهنيك على هذا النجاح الادبي الباهر واسعدني هذا الاهتمام الذي لاقيته في الاوساط الادبية ومن اساتذة منارات في النقد الادبي فقد استمتعت ايما متعة بالدراسة التي كتبها لمجموعتك القصصية الناقد الشامخ الاخ محمد الربيع محمد صالح وكذلك ما كتبه استاذنا فضيلي جماع واخرون وتنويه استاذنا بشرى الفاضل الى التجربة و لا يسعني الا ان اشكرك على هذه الكلمات فهي شهادة من زول عارف أعتز بها كثيرا والتحية والتجلة للاخت العصامية الصنديدة الاستاذة /سناء محمد الحسن التي عملت معها فترة بمكتبها العامر بامدرمان . لك ولها وافر التقدير والمحبة
(عدل بواسطة Agab Alfaya on 01-11-2007, 04:41 PM) (عدل بواسطة Agab Alfaya on 01-11-2007, 07:10 PM)
01-11-2007, 05:27 PM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
الاخت الاستاذة نادية السر ارحب بك عضوا جديدا بالمنبر واتمني ان يطيب لك المقام هنا في هذا الوطن السايبري واحيك على اهتمامك بقضايا الثقافة السودانية واشكالاتها واشكرك على تشريفنا بهذه المشاركة والثناء الوافر على مساهماتنا المتواضعة حول هذا الشان ودعونا نحلم بوطن يضم كل هذا المزيج المتفرد في دولة اساسها العدل وحكم القانون واحترام التنوع الاثني والثقافي . مع وافر تقديري واعتزازي
والتحية مجددا للاستاذة سمية طلحة على المشاركة
01-11-2007, 11:17 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
الاخ الاستاذ /هاشم نوريت الفين سلام وكل سنة وانت طيب وربنا يحقق مرادك ويبلغك مقصودك ويعيده علينا وقد تبدل حال البلد باحسن حال وتحقق الحلم بوطن يسع الجميع في ظل دولة المواطنة وحكم القانون واحترام هذا التنوع الفريد الذي يمنحنا خصوصيتنا والتي يجب ان تكون مصدر فخر لا مصدرا للتطاحن والشقاق الجهوي والاثني .
البروفسر عبد الله الطيب طيب الله ثراه توقف عند سؤال هام فحواه اذا كان الشرق و الشمال هما مدخلا الهجرة العربية للسودان فلماذا انتشرت اللغة العربية في المناطق التي تليها في اتجاه الوسط؟ و جاءت اجابته جديرة بالتوقف عندها حيث يري أن كلا المنطقتين كانتا مركز الحضارتين البجاوية و النوبية اللتان كانتا في حالة انحسار من حيث الرقعة الجغرافية ادي الي تركيز السلطة و الثقافة في مراكز الحضارتين فتغلبت اللغات المحلية علي اللغة الوافدة اما الرسالة الرئيسية التي اتي بها العرب سادت علي حساب الاديان المتبعة من اهل الارض. اعتقد في صحة كلامه لانه بالتأكيد البوابتين يمثلن اكتر مناطق دخلها الوافدين بعضهم استقروا و الاخرين واصلوا مسيرتهم غرباً و جنوباً. السلطة الكانت في المركز اكسبت اللغة المحلية هيبة و مقدره علي التنافس ( و لانه دخول المسلمين ما كان حرباً لذا لا يمكن تطبيق اكثر النظريات في دراسة التاريخ البتقول بأن السمة الغالبة في تفاعل الثقافات البتقول انه في حالة الغزو تسود ثقافة الغازي المنتصر اولا لمقدرته علي فرضة و ثانياً ان المهزوم عسكرياً يبحث عن القوة الكامنة في ثقافة من هزمه عسكرياً) كما ان سعي العرب لورثة سلطة ملوك النوبة و البيجا دفعهم للزواج من الاميرات مع ابقاء مظاهر السلطة و من ضمنها اللغة. كما أن الثقافة الوافدة و لغتها اتت من بيئة صحراوية الي بيئات مختلفة عنها لها تراثها و نشاطاتها الاقتصادية بآلياتها و ادواته افتغرت لها اللغة العربية حتي اننا نجد في المناطق المستعربة جنوب مناطق المجموعات المحتفظة باللغة النوبية مثلاً القري و كل ما يرتبط بالزراعة لم تجد لها العربية بدائل لاسمائها و هي ما زالت تحمل اسامي نوبية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة