نقد العبث اليومي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 12:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2012, 01:04 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نقد العبث اليومي

    نقد العبث اليومي(*)

    في مقالنا هذا أرغب في نقد بعض ما يتردد على الألسن بين العامة والخاصة من عبارات دينية بلا وعي، فأصبحت قاعدة لما يمكن أن أسميه بالوعي العبثي الذي لا معنى له على الإطلاق، ليس لي كملحد فحسب، ولكن حتى لكثير من المتدينين المتصالحين مع أنفسهم ومع استخداماتهم لهذه العبارات. وسوف نحاول في هذا المقال أن نفرد بعض الأمثلة من واقع الحياة اليومية لنرى أن بعض العبارات فقدت معناها الأصيل واكتسبت معان أخرى جديدة، ومغايرة في بعض الأحيان لما تحمله بعض العبارات من فهم ديني محدد. وقبل البدء في نقد هذا الوعي الممارس يوميًا فإنه من المهم بالنسبة إلي التأكيد على أن هذه العبارات تحولت من عبارات إلى تعابير أي من (Phrases) إلى (Expressions) وهو تحول له دلالاته على أي حال، وقد انتقلت هذه العبارات/التعابير لتصبح، كما قلنا، جزءًا من وجدان الأفراد الواقعين تحت تأثير الثقافة العربية بشكل عام حتى الملحدين منهم وهو أمر طبيعي للغاية، ولهذا فإننا نجد كثيرًا من الملحدين يستعملون هذه العبارات إما من باب أنها جزء من الوجدان الجمعي المخزون أو كصيغ تعابيرية (Expressional Forms) كالنطق بكلمة (الله) للتعبير عن الإعجاب ونحو ذلك، وكذلك عبارة "الله يخليك" في بعض الدول العربية للتعبير عن الرجاء أو التوسل، وسوف نرى معًا أمثلة لهذه التحولات الديناميكية والتي تعتبر جزءًا كذلك من حركة اللغة وتطورها، لنعرف مقدار تأثير ثقافة البيئة على أفراد هذه البيئة، على اعتبار أن الدين واللغة عنصران مهمان من عناصر الثقافة.





    --------------
    (*) عنوان المقال مستوحى من كتاب لمهدي عامل بعنوان (نقد الفكر اليومي).
                  

10-15-2012, 01:12 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    أولًا: سبحان الله
    في الأصل تعتبر هذه العبارة ذات دلالة دينية محددة وتأتي بمعنى (تنزه الإله) ولهذا فإننا نجدها في النص القرآني مستخدمة فقط في هذه الحالة (أدلة من القرآن) ولهذا يقال: "سُبُّوح قُدُّوس" فالمُسبَّح والمُقدَّس هو المُنزَّه وهو هنا يأتي دائمًا بمعنى المنزه عن أي علة، وحسب الاستخدام القرآني لعبارة (سبحان الله) فإنها تأتي غالبًا في حال كانت هنالك شبهة تمس الذات الإلهية أو تحاول التشكيك في قدرته أو إحدى صفاته، فتأتي الجملة لتقفل الباب تمامًا أمام هذه الشبهة أو هذه النقيصة فيقال: "سبحان الله" أي "تنزه الله عن هذا الكلام أو هذه النقيصة" ولكن في حياة المسلم اليومية فإن هذه العبارة تستخدم بصورة خاطئة في حالات لا تختص بها هذه العبارة من حيث معناها الديني الأصيل، فنجد المسلمين يستخدمون هذه العبارة في معرض تبيان قدرة الله كأن يقول أحدهم: "الله رفع السماء بدون عمد مرئية" فيرد الآخر تعظيمًا (وليس تنزيهًا): "سبحان الله" وهذا الاستخدام الخاطئ منتشر بكثرة في الأوساط الإسلامية بحيث أصبحت العبارة مرتبطة بالتعظيم وليس التنزيه كما رأينا، وقد يكون لذلك اعتقاد بأصل العبارة في هذا الموضع كما في قوله {{سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}} لأن الظاهر هو استخدام هذه العبارة في معرض التعظيم والتمجيد للإله وليس التنزيه، ولكن الراجح أنه هنا للتنزيه، لأن الفكرة هنا سد الباب أمام أي محاولة للتساؤل عن "الكيفية" التي تم بها الإسراء لأن العقل البشري يميل في العادة إلى التجسيد والتشبيه لتقريب الصورة والفهم في محاولة للإدراك، فيكون المعنى: "لقد أسرى الله بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى متنزهًا عن أي تشبيه أو تجسيد" وسواء صح هذا التفسير أم لم يصح فإن المعنى المعجمي يلزمنا دائمًا بدلالة التنزيه. فبالرجوع إلى (لسان العرب باب س ب ح) نقرأ:
    Quote: والتَّسبيح: التنزيه. وسبحان الله: معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد، وقيل: تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف، قال: ونَصْبُه أَنه في موضع فعل على معنى تسبيحاً له، تقول: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً له أَي نزهته تنزيهاً، قال: وكذلك روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقال الزجاج في قوله تعالى: سُبْحانَ الذي أَسْرَى بعبده ليلاً؛ قال: منصوب على المصدر؛ المعنى أُسبِّح الله تسبيحاً. قال: وسبحان في اللغة تنزيه الله، عز وجل

    ثم إن العبارة نفسها تستخدم كذلك في مواطن غريبة، فعندما يرى الشخص كائنًا غريب الشكل أو مولودًا مشوهًا أو برأسين أو توائم ملتصقين فإنه يقول: "سبحان الله" وهي هنا لا تأتي بمعنى التنزيه ولا بمعنى التعظيم وإنما بمعنى التعجب من الفعل الإلهي. والمسلم حين يقول ذلك فإنه لا شعوريًا يتهم الله في التسبب بإحداث هذه الظاهرة العجيبة، وسوف يكون الله في هذه الحالة مساءلًا عن أخلاقية أفعاله: فإذا كان الله هو الخالق وهو المتدخل فعليًا في عملية الخلق، فلماذا خلق طفلين ملتصقين ولماذا خلق مولودًا مشوهًا مثلًا، رغم معرفته المطلقة باستحالة أن يحيا المرء بصورة طبيعية على هذا النحو، قبل أن يتدخل الطب والعلم الحديث بإيجاد حلول لفصل التوائم الملتصقين أو معالجة بعض حالات التشوه التي يمكن أن يعالجها. فأي تنزيه أو تعظيم قد يعنيه المسلم عندما يرى ظاهرة غير سلمية أو غير طبيعية تدفعه إلى أن يقول: "سبحان الله"؟ إضافة إلى هذا وذاك فإن عبارة "سبحان الله" تتردد فيما لا يمكن التصديق بتدخل الله فيه، فقد أدهشني أحدهم بينما كنا نشاهد برنامج (الحياة البرية) على قناة (National Geographic) مجموعة من العلماء وهم يفتحون بطن تمساح ليجدوا جثة فتاة كاملة داخله، فقال: "سبحان الله" ولم أفهم ما عناه بالتحديد من عبارته في تلك الحالة بالتحديد! ولكن عمومًا تستخدم هذه العبارة في حالات لا علاقة للإله بها على الإطلاق كتولد لون عند مزج بعض الألوان المختلفة، أو انعدام حالة الجاذبية بعد تجاوز المجال الأرضي، أو مشاهدة ظاهرة قوس قزح أو حتى في آلية عمل مصنع لتصنيع السيارات(!) وفي هذا الصدد أستحضر طرفة تقول إن أحدهم قدم إلى المدينة للمرة الأولى في حياته، وقام بزيارة قريبه الذي يعمل في مصنع للدواجن، فرآى آلة ضخمة بها أزرار كثيرة وأضواء مختلفة الألوان، فسأل قريبه: "ماذا تسمى هذه الآلة وما هي وظيفتها؟" فأجابه: "إنها (فقَّاسة) اصطناعية، ندخل البيض من هذه الناحية، فتخرج لنا من الناحية الأخرى كتاكيت جاهزة." فصاح الآخر باندهاش: "سبحان الله" فاستدرك قريبه قائلًا: "بل سبحان الفقَّاسة!"
                  

10-15-2012, 01:26 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    ثانيًا: ما شاء الله
    جاءت هذه العبارة في النص القرآني بمعنى محدد، فمثلا نقرأ: {{ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله}} وهي في هذا السياق تعني "هذا ما أراده الله" أو "هذا ما شاءه الله" أو "هذه مشيئة الله" وبالتالي فإن العبارة تحاول تقليص صلاحيات المشيئة البشرية لصالح المشيئة الإلهية، فهي تعني بالتحديد: "لا علاقة لي بهذا إنما هذا هو ما أراده الله أو تلك هي مشيئته" ولكن في حياة المسلم اليومية تستخدم هذه العبارة في مواطن غريبة لا علاقة لها بهذا المعنى على الإطلاق، فعندما يرى المسلم أمرًا يعجبه: بيت/سيارة/مزرعة .. إلخ فإنه يقول: "ما شاء الله" باعتقاد جازم أن هذه العبارة تمنع العين أو تنفي دافع الحسد. وقد تحولت استخدامات هذه العبارة من تعبير عن الإعجاب إلى تعبير عن التعجب (الاستياء) والأمثلة كثيرة بطبيعة الحال، ولكن أتذكر أن إحدى الأمهات كانت تبحث عن ولدها لفترة طويلة حتى عثرت عليه أخيرًا نائمًا تحت السرير تام، فقالت: "ما شاء الله عليه، أنا قلقة وأبحث عنه منذ ساعة وهو نائم تحت السرير بسلام!" وللقارئ الكريم أن يقيس على هذا المثال عددًا لا يحصى من الأمثلة التي تستخدم فيها عبارة "ما شاء الله" في هذه الحالات التي لا علاقة لها بالفكرة الأصلية من العبارة، لاسيما عندما تكون العبارة مثل: "ما شاء الله عليك" أو "ما شاء الله حواليك" أو ما يشابههما.
                  

10-15-2012, 01:43 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    ثالثًا: والله/والله العظيم
    هذه العبارة كما يعلم الجميع هي عبارة قَسَم، فالواو واو قسم والله هو المقسوم به، وهذا يعني أن من يستخدم هذه العبارة يحلف أو يقسم لك بإلهه على حدوث/عدم حدوث أمر ما أو على صدقه فيما يقول، وهو الغرض من القسم (المصادقة على القول). ولولئك الذين تعتبر اللغة العربية لغتهم الأم فإننا نجد أن القسم هو جزء أساسي من الحديث سواء تطلب الكلام تأكيدًا ومصادقة أم لم يتطلب ذلك. وفي الغالب الأعم ومن واقع ملاحظتي الشخصية فإن أغلب الذين يقسمون بالإله هم أناس غير صادقين، ويكون القسم في هذه الحالة نوعًا من ميكانيزم الدفاع، وهم بذلك يجسدون المثل العربي القائل: "كاد المريب أن يقول خذوني." ومع اختلاف ثقافات المسلمين باختلاف بيئاتهم وبلدانهم فإننا نجد أن ثيمة القسم موجودة في مجال الكلام اليومي ولكن يختلف المقسوم به، فهنالك من يقسم بالنبي، وهناك من يقسم بحياة الأشخاص، وهنالك من يقسم بالشرف، وإذا أردنا أن نعرف لماذا استبدل البعض المقسوم به من الله إلى أي شيء آخر سوف نجد أن أي معنى قد يؤدي بنا في النهاية إلى حقيقة شبه مؤكدة وصادمة في الوقت ذاته، فالله لم يعد يعتبر موثوقًا لدى مستخدمي اللغة أو مستخدمي هذه العبارة؛ لذا فإنهم ينزعون في الغالب إلى إيجاد شيء له قيمة أكبر من الله في مجال الحياة اليومية، فعندما يقول أحدهم: "والله أنا صادق" أو "وشرفك أنا صادق" أو "وحيات غلاوتك إنت أنا صادق" فإن الوقع النفسي للعبارة الثانية أو الثالثة قد يكون عند مستخدمي اللغة أقوى بكثير من وقع العبارة الأولى. وهانحن نرى كيف أن فكرة الله تفقد مصداقيتها في الحياة اليومية، بحيث يصبح شرف الإنسان أو حياته مقيمًا أكثر من الإله نفسه.
                  

10-15-2012, 01:54 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    رابعًا: رحمه الله/المرحوم
    عندما يتكلم المسلم عن الميت فإنه في الغالب الأعم يلحق اسمه بصفة (المرحوم) أو عبارة (رحمه الله) ويعتبر المسلم إن ذلك من باب الوفاء للميت أو احترامه، وهي من باب الدعاء للميت بالرحمة. ولكن هل أي من هاتين الصيغتين يمكن اعتبارهما من صيغ الدعاء؟ إذا نظرنا إلى العبارة الأولى (رحمه الله) نجد أن الكلمة الأولى (رحمه) مكونة من جزأين: فعل + ضمير متصل (رَحِمَ + هـ) والفعل هنا في صيغة الماضي، فالمعنى الذي نحصل عليه أن الله قد رحمه فعلًا وانتهى الأمر، فهي ليست كعبارة (الله يرحمه) أو (يرحمه الله) ولكنها عبارة جاءت في صيغة الماضي، والدعاء دائًما يأتي في صيغة الأمر: (اللهم ارحمه) أي ارحمه مستقبلًا أو الآن. أما لفظة (مرحوم) فإنه جزم بحصول الرحمة، إذ حين يرحم الله شخصًا فإنه يكون مرحومًا، فهي صفة ملازمة لحصول الرحمة، ولكن في حياة المسلم اليومية نجده يستخدم هذا اللفظ (مرحوم) ليس لدلالة على حصول الرحمة أو حتى الدعاء بالرحمة ولكن للدلالة على أنه ميت وحسب؛ فنقول: "المرحوم فلان الفلاني" لنعرف أن فلان الفلاني هذا الذي نتكلم عنه شخص ميت، دون أن يكون اهتمامنا هنا منصبًا على معرفة ما إذا كان قد حصل على الرحمة فعلًا أو حتى دون أن نعني طلب الرحمة له. وعلى صعيد آخر فإن فكرة الدعاء عمومًا، وفي هذا الأمر بالتحديد، لا يمكن فهمها. فهل هو طلب من الإنسان لله بأن يغير رأيه بخصوص أمر ما؟ أم تدخل من الإنسان في صلاحيات الله؟ ما معنى أن نطلب الرحمة لشخص قرر الله بمشيئته المطلقة ألا يرحمه مثلًا؟ هل سوف يساعدنا دعاؤنا هذا في تغير قرار أو مشيئة الله؟ إذا كانت الإجابة (لا) فلماذا ندعو بمثل هذا الدعاء إذًا؟ وإذا تجاوزنا عن كل ذلك وقلنا بضرورة الدعاء للميت بالرحمة، فالدعاء سيكون بالرحمة من ماذا؟ إنه لمن سخرية وعبثية الوعي أن ندعو الله أن يرحم الميت من عذابه هو(!) فهو إما افتراض مسبق بأن الله غير رحيم أو افتراض مسبق بأن الجميع مستحق للعذاب، ولهذا نطلب لكل من يموت منا بالرحمة. ولماذا ندعو الله أن يرحم شخصًا نعتقد أنه مستحق للرحمة؟ كأن يكون الميت أحد أولياء الله الصالحين بالنسبة إلينا. ألا يعتبر ذلك تدخلًا سافرًا من الإنسان في عمل الإله؟ ولماذا لا نسمع أحد المسلمين يقول: "المرحوم محمد صلى الله عليه وسلم؟" لأن اللفظ هنا سوف يكون في محله تمامًا، ولا يمكن لأحد أن يتشكك في أن الله قد رحم محمدًا فعلًا. أو لماذا لا يقول أحدهم: "الرسول محمد رحمه الله" على اعتبار أنه دعاء المسلم لنبيه بالرحمة وهو كدعاء المسلم للنبي بالمقام المحمود أو بالدرجة الرفيعة في الجنة. (لا أدري هل سيتحصل محمد على المقام المحمود أو الدرجة الرفيعة في الجنة فقط إذا دعا المسلمون له بالحصول عليها أم أنه سوف يحصل عليها سواء أدعوا أو لم يدعوا. لأن الإجابة المتوقعة على هذا السؤال وأشباهه هو ما يجعلنا نتساءل حول جدوى فكرة الدعاء.)
                  

10-15-2012, 02:03 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    خامسًا: إن شاء الله
    هذه العبارة تعني ببساطة شديدة (إذا أراد الله) فهي تقديم للمشيئة الإلهية على حساب المشيئة البشرية، ولأن المشيئة الإلهية غير مدركة فإن الجملة أصبحت في حياة المسلم اليومية مخرجًا مناسبًا ومبرًا للتنصل من المسؤوليات الطارئة والتي لا يود القيام بها، أو تلك التي لا يرغب فعليًا في القيام بها، لأن الإجابة ستكون جاهزة، فهو لم يعد بفعل الشيء بل ترك الأمر للمشيئة الإلهية فإذا جئت لتحاسب الشخص عن عدم قيامه بذلك الفعل سيقول لك ببساطة: "لم يشأ الله" ولن يكون بإمكانك الاعتراض على المشيئة الإلهية بالطبع، وهو تعبير لا نجده إلا عند المسلمين، وفي أي ثقافة أخرى يمكن اعتبار هذه العبارة نوعًا من المراوغة، فتلك الثقافات لا تعرف مثل هذا النوع من التسويفات، فعندما تريد أن تحدد موعدًا مع أحدهم فإنه سوف يخبرك بالفم المليان: "نلتقي غدًا الساعة العاشرة صباحًا" لأنه شخص منظم ويعرف أنه سوف يكون ملتزمًا بموعده معك وسوف لن يرتبط بأي موعد آخر في تلك الساعة مع شخص آخر. ولأنه شخص مسؤول وملتزم فإنه سوف يحاول الالتزام بالموعد المحدد بينكما ويبدأ بالتحرك قبل وقت معقول ليكون في المكان المطلوب في الوقت المحدد. أما المسلم فإنه سوف يقول لك: "ألقاك غدًا إن شاء الله" وهذا يعني أنه قد يأتي وقد لا يأتي لأن الله لم يشأ (هذا هو العذر إن لم يأت طبعًا) ولكنه حتى إذا أتى فإنه سوف لن يأتي غالبًا في الموعد المحد، ولهذا فإننا لا نعرف قيمة احترام الوقت ومعناه إلا فيما ندر من حالات. أذكر أن أحد عمّال المصنع الذي كنت أعمل فيه، وهو فلبيني الجنسية، مسيحي الديانة، كان يريد السفر إلى بلاده، فكان يأتي إلى صاحب المصنع كل يوم ليسأل عن حقوقه المالية التي يحتاجها قبل السفر، ولكن صاحب المصنع كان يماطله ويتعذر له كل يوم بحجة مختلفة، فكان يختم حديثه معه: "الأسبوع القادم إن شاء الله" أو "غدًا إن شاء الله" فلاحظ الفلبيني إن الموعد يتغير دائمًا ولكن عبارة "إن شاء الله" ثابتة لا تتغير. وكلما سألته: "ماذا قال لك المدير؟" كان يجيبني بتذمر: "He said: insha’allah" حتى نفد صبره فسمعته يصرخ في وجه مدير المصنع ذات يوم: "Do not tell me insha’allah again. I need my money" لأن هذه العبارة بالنسبة إليه أصبحت تعني: "لا" بكل بساطة. والحقيقة أن غالبية المسلمين لا يحترمون إلههم بهذا الفعل، فهم يلقون على عاتقه كل مسؤولياتهم التي يتوجب عليهم هم أن يضطلعوا بها. وأحيانًا تستخدم العبارة في مواطن التخدير، كأن يقول لك أحدهم: "إن شاء الله الأمور سوف تسير على ما يرام" والأعجب أن يقول أحدهم: "إن شاء الله الأمور سوف تسير كما تريد." وإذا كان لا بأس بالمواساة (التي لا جدوى فعلي منها سوى على الصعيد النفسي) فإن استخدام عبارة "إن شاء الله" تعتبر مزعجة في حالة المواساة هذه، لأن الأمنية سوف تكون عندها معلقة بمشيئة الله وتلك مصيبة أخرى، لأن الله هو نفسه الذي تسبب في حدوث المصيبة بمشيئته، فأن يتمنى شخص لك (بمشيئة الله) أن تزول مصيبتك (التي تسبب فيها الله بمشيئته) فهو مما يجعل العبارة غير مفهوم وتقود إلى الإحباط، فلو أراد الله حل المشكلة لماذا ورطك أو أوقعك في المشكلة من البداية؟ ولكن الأمر منطقي لدى المسلم لأن الله بالنسبة إليه يتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياة البشر، حتى في توافه الأشياء. ومن هذه العبارة اشتقاق آخر يستخدم بكثرة كذلك وهي فيما يقال للتهديد، فنسمع أحدهم يقول: "إن شاء الله تتأخر حتى أضربك" والاشتقاق منه: "على الله تتأخر حتى أضربك" ويكون المعنى بكل بساطة: "لو تأخرت فسوف أضربك" فهو نوع من التهديد ولا أدري لماذا تستخدم هذه العبارة أو حتى اشتقاقها على هذا النحو، ولكنه كما قلت سابقًا لم يكن عبارة وإنما تعبير يفيد التهديد، وفي الغالب فإن من يقول ذلك لا يعرف بالتحديد من المقصود من استخدام هذه العبارة في هذه الحالة.
                  

10-15-2012, 02:13 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    سادسًا: الصلاة على النبي
    الصلاة في اللغة العربية تأتي بمعنى الدعاء ولكنها في الوقت ذاته تعني العبادة المتطلبة لحركات محددة: تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم. ومن هنا فإن فكرة (الصلاة على النبي) تعتبر غريبة نوعًا ما، فما المقصود من الصلاة على النبي؟ إننا نعرف في مجال الحياة اليومية إن الصلاة على النبي لا تعني ممارسة صلاة حركية باسمه أو لحسابه مثلًا، ولكن فقط من تقول له: "صلي على النبي" فإنه مباشرة سوف يجيبك: "اللهم صل على النبي" فهو يلجأ إلى المعنى الأول للصلاة (الدعاء) ولكن الدعاء هنا دعاء بالصلاة على النبي أيضًا، فكأن الإنسان يدعو الله أن يصلي على النبي. حسنًا ... عندما يدعو الشخص الله أن يصلي على النبي فكيف يمكن أن يستجيب الله لمثل هذا الدعاء؟ هل بصلاة حركية أم بدعاء أيضًا؟ وبصرف النظر عن كيف سوف يصلي الله على النبي، فإن فكرة أن يصلي المسلم على النبي تعتبر فكرة غريبة نوعًا ما، طالما أن الصلاة على النبي لن تكون سوى الدعاء لله بأن يصلي عليه. لأنني قد أفهم فكرة الصلاة على النبي إذا كانت الدعاء للنبي بالرحمة مثلًا، أو الدعاء بحسن الجزاء أو ما شابه ذلك، ولكن الدعاء بالصلاة عليه، فهو ما يحتاج إلى وقفة ومناقشة. يصبح الأمر بلا معنى عندما يقف إمام جامع ليقول لجموع المصلين فيأمرهم: "صلوا على النبي" فيهتف المصلون بصوت واحد: "اللهم صل على النبي" وكأنهم يوكلون أمر الصلاة على النبي إلى الله، فإذا كان الأمر متعلقًا بالدعاء إلى الله بالصلاة على النبي، فلماذا لا يدع هو ويردد المصلون: "آمين" مثلًا؟ ولتوضيح سخافة فكرة الصلاة على النبي، لنتخيل أن رئيس العمال وقف وأمر عمّاله فقال: "جوّدوا عملكم" فأجاب العمّال بصوت واحد: "اللهم جوّد عملك." فهل هذا يعني أي شيء مفهوم؟ إذا كانت الصلاة على النبي فقط هي الدعاء لله بأن يصلي على النبي فلماذا يطلب شخص من شخص آخر بأن يصلي على النبي؟ لماذا لا يقوم بذلك بنفسه؟ ما الفكرة التي يريد إيصالها بعبارة (صل على النبي)؟ أما فكيف يصلي الله على النبي فهذا موضوع آخر لن أناقشه، لأنني هنا أناقش معنى العبارة ومفعولها في مجال الحياة اليومية. والتي لا يراد بها عادة فعلًا الأمر بالصلاة على النبي وإنما التعقل والتدبر في أمر ما، كما أنها تستخدم في تهدئة الشخص الثائر والغاضب لأن المسلم لديه اعتقاد بأن الصلاة على النبي بإمكانها أن تهدأ الأعصاب ولا أدري من أين جاء هذا الاعتقاد، ولكنه أشبه بالاعتقاد بأن الوضوء يهدأ الأعصاب ويخفف الغضب، ولا أساس لأي منهما بحقيقة الأمر.
                  

10-15-2012, 02:20 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    سابعًا: تسويق الفقر
    باستعمال طريقة الإيحاء النفسي المتكرر يتم التسويق للفقر عبر الدعاية الموجبة للقناعة والفقر وربطه بالسعادة الناتجة عن راحة البال وبالمقابل الدعاية السالبة للثراء وربطه دائمًا بالشر والقلق، وهو ما يبدو جليًا في الدراما والسينما وحتى على مستوى الأغنية العربية وبعض العبارات التي تحمل في داخلها دلالة الخمول الذهني والجسدي والركون إلى ثيمة القناعة والرضا على حساب الطموح وهو تمامًا ما تهدف إليه الرأسمالية الطفيلية والاستغلالية. فنرى في الدراما والسينما العربية التركيز على إظهار الصراع بين الفقر والثراء كصراع بين قوى الخير والشر؛ حيث يمثل الفقر الخير ويمثل الثراء الشر، فالأثرياء هم المتسلطون وهم الفاسدون ودائمًا يعانون من الانحلال الأسري ويفتقرون إلى راحة البال المتلازمة لحرصهم على حفاظهم على ثروتهم وإنمائها، في حين يكون الفقر مرادفًا للخير والقناعة والفقراء هم الأخلاقيون وهم المحافظون دائمًا على الأصالة والقيم والأسرة الفقيرة أسرة مترابطة ونموذج للأسرة السعيدة، وغالبًا ما ينتهي الصراع بين الخير والشر (الفقر/الثراء) بانتصار الخير/الفقر تمجيدًا لقيمة الفقر وتكريسًا لهذه الثيمة التسويقية. وحتى على مستوى الأغنية العربية كالأغنية التي يؤديها المطرب والملحن والموزع الموسيقي المصري من أصول ليبية حميد الشاعري، والتي تقول كلماتها:
    "ما تخدش في بالك تحلالك عيشتك وتروق
    أرزاق الخلق على الخالق مش ع المخلوق
    والدنيا دواير دايرة بنا من تحت لفوق
    سيب بكرة لبكرة وخلينا على قدر الشوق"

    والحقيقة أن أرزاق "الخلق" على "المخلوق" وليست على "الخالق" (هذا إن كان ثمة خالق أصلًا) فالإله لا يدفع أجورًا لمخلوقاته، فالمخلوقات هي التي تستميت في سبيل الحصول على لقمة العيش، والصراع القائم في هذه الدنيا كله يتمركز حول هذه النقطة بالتحديد، فالجميع (كل الكائنات الحية) في صراع دائم من أجل البقاء ومن أجل الحصول على حياة كريمة، والإنسان ليس استثناءً من هذه القاعدة على الإطلاق، وإذا ترك رجل عمله لدى منشأة ما فإنه سوف يموت من الجوع إن لم يتحصل على عمل آخر في منشأة أخرى يديرها شخص هو ليس إلهًا ولا خالقًا ولا رازقًا، أو إن لم يكن عالة على غيره من "المخلوقات"، فالإله لا يوفر الطعام والشراب لمخلوقاته بالمجان ولكن المخلوقات هي التي تسعى إلى هذا الرزق وتحصل عليه بشق الأنفس. ربما يقول البعض إن التوكل على الإله مطلوب، ولكنه لا يعني التواكل، وهي حجة قد تبدو منطقية ولكنها ليست كذلك إذا ما تم النظر إلى الأمر من زاوية (واجبات الخالق تجاه مخلوقاته)، فلا يمكن أن تلد الأم مولدها وتتركه بلا غذاء أو رعاية بحجة أنها لا تريد أن تعوّده على التواكل، لأن الطفل إن لم يجد الرعاية اللازمة من الأم أو من شخص آخر فإنه سوف يموت لا محالة، هذا إن كنا عيال الله كما يقول الإسلام، أو أبناء الله كما تقول المسيحية. يصبح الأمر أكثر إلزامية عندما يدعي هذا الإله بأنه الرازق؛ بل الرزاق، وهو ما يجعل عددًا من الأسئلة تفرض نفسها: لماذا يرزق الله الأشرار والعصاة في حين يترك الأخيار فقراء ومحتاجين؟ لماذا جعل هنالك فقراء وأغنياء من الأساس، لماذا لم يجعلهم جميعًا سواسية كما هي جوهر الدعوة الإسلامية. لماذا جعل الناس طبقات {{نحن قسمنا بينهم معيشتهم}} ودرجات، عند مناقشة هذا الوعي العابث سوف نكتشف ببساطة أن نمط الإنتاج في المجتمع هو من يحدد طبقات الفقراء وطبقات الأغنياء وهو مما لا علاقة لإله أو شبح ما في تكوينه، وإذا كان بعضنا يصر على نسب الرزق لإله ما وأصر على وصفه بأنه رزاق الأمر في نهايته يعني اتهامه مباشرة في كل ما يتعلق بحياة البشر الاقتصادية من شح أو وفرة غير عادلة أو عدم عدالة في تقسيم الثروة أو الأرزاق، وعندها سوف تتهاوى كل الاعتقادات بعدالة هذا الإله الذي ساعد الأغنياء على أن يزدادوا غنى وساعد الفقراء على أن يزدادوا فقرًا بمحض إرادته ومشيئته، وترك العالم يحترق في هذه الدنيا لحكمة أخفاها، فلا ندري من سوف يقتص لنا منه هناك(!)
                  

10-15-2012, 02:24 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    هذا المقال منشور في موقع الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5
    المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
                  

10-15-2012, 05:33 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    UP
                  

10-15-2012, 06:05 PM

rummana
<arummana
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام سلام
    (أولا: سبحان الله)
    فعلا بعض الناس يستعملون أحيانا "سبحان الله" في مواضع ومناسبات غريبة شوية، لكن:
    سبحان الله هي عبارة "للذكر" وفي أي وقت وموضع الذكر محمود .. ليست عبث يا هشام عبارة عبث يومي مقرونة بسبحان الله هي في حد ذاتها عبث واستهانة بالذكر والعبادة..

    Quote: قال أهل العلم : إن معنى التسبيح في اللغة : التنزيه، تقول: سبحان الله تسبيحاً،أي نزهته تنزيها، ويكون بمعنى الذكر والصلاة، يقال: فلان يسبح الله أي يذكره بأسمائه.. نحو سبحان الله، وسميت الصلاة ذكراً لاشتمالها عليه، ومنه قوله تعالى:فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ [الروم:17] أي اذكروا الله .

    Quote: وقال ابْنُ تيمية في "مجموع الفتاوى": "الأمْرُ بِتَسبيحِه يقتضي أيضًا تنزيهَه عن كُلِّ عيبٍ وسُوء وإثباتَ صفاتِ الكَمال له؛ فإنَّ التَّسبيحَ يقتضي التنزيهَ والتَّعظيمَ، والتَّعظيمُ يَستلزِمُ إثباتَ المَحامِد التي يُحمَد عليها، فيقتضي ذلك تنزيهَه وتَحميدَه وتكبيرَه وتوحيدَه

    Quote: وعن يزيد بن الأصم قال :
    جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال :
    " لا إله إلا الله " نعرفها : لا إله غيره ، و " الحمد لله " نعرفها : أن النعم كلها منه ، وهو المحمود عليها ، و " الله أكبر " نعرفها : لا شي أكبر منه ، فما " سبحان الله " ؟
    قال : كلمة رضيها الله عز وجل لنفسه ، وأمر بها ملائكته ، وفزع لها الأخيار من خلقه .
    وعن عبد الله بن بريدة يحدث أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه عن " سبحان الله " ، فقال : تعظيم جلال الله .
    وعن ميمون بن مهران قال :
    " سبحان الله " : تعظيم الله اسم يعظم الله به
                  

10-15-2012, 06:42 PM

جدو
<aجدو
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 731

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: rummana)

    Quote: --------------
    (*) عنوان المقال مستوحى من كتاب لمهدي عامل بعنوان (نقد الفكر اليومي).


    هههههههههههههه


    والله العملها فيك البروف أمين ما بتمرق بالساهلة

    زمان مستوحى دي كان نشمها قدحة

    ههههههههههههه
                  

10-15-2012, 08:43 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: جدو)

    أستاذة رمانة
    تحياتي

    أشكرك على الإضافة ولكني أعتقد أن استخدام أي كلمة/لفظ/عبارة/جملة (في غير موضعها) هو من العبث وهو امتهان لما أسميته أنت بالذكر
                  

10-15-2012, 09:36 PM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    يا اخوانا كل ما اقرأ لهشام آدم بشفق عليه اكثر، لكن ليس بالقدر الذي انا (متكيف) منه بحشره لنفسه
    ككافر في حفره وحاصر نفسه في نقد الاسلام، وما قادر يطلع من الحفرة دي عشان يشوف ليهو شغله تنفعو في دنيتو وآخرتو

    حلوه آخرتو دي هشام ... صاح؟!
                  

10-15-2012, 09:43 PM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: أحمد ابن عوف)

    ولأن الشيء بالشيء يذكر، كدي نشوف مقولة سبحان الله في السؤال العجيب دا

    الفاصوليا دي حية وللا ميتة؟؟؟

    275px-Painted_Pony_Bean2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    فسبحان الله

    المرة دي انا بساعد هشام في الاجابة

    هي لا حية لا ميتة

    فسبحان الله

    او هي ميتة وحية في آن

    فسبحان الله برضو

    ولا حول ولا قوة الا بالله

                  

10-16-2012, 06:42 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: أحمد ابن عوف)

    UP
                  

10-17-2012, 02:56 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7410

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    العزيز الغالي هشام
    أقرأ هذ الايام كتابا بعنوان الاستعارات التي نحيا بها و هو من تأليف
    جورج لايكوف و مارت جونسون
    ترجمة عبد المجيد جحفة
    من اصدارات دارتوبقال للنشر في عام 1996
    و تم نشره من ضمن سلسلة المعرفة اللسانية
    بالمملكة المغربية
    نعيش باستعارات كثيرة و صيغ كنائية مدهشة ،علي سبيل المثال نتعامل مع الزمن كأنه مال و نتعامل مع الحب و العلاقات الانسانية كانها رحلة
    الكاتبان يحاولان اثبات ان الاستعارة و الكناية ليستا اساليب بلاغة لغوية لكنها عمليات ذهنية معقدة تكشف كيفية عمل العقل في ايجاد الصلات بين الاشياء و الاحداث .
    فعندما نقول لقد وصلنا في علاقتنا الي مفترق الطرق او لقد اقتربنا من بعضنا او لقد ابتعدنا عن بعضنا فنحن لا نقصد المعني المباشر لكننا نشحن العبارة باستعارة تحيل علاقتنا الي مكان او طريق او رحلة او سفر
    هذه النوع من الكلام ليس من البلاغة في شيء لكنه يوضح كيف ننظر لعلاقاتنا في الواقع و بالتالي كيف ينظر بعضنا الي بعض و كيف يعي كل منا نفسه
    فمع مرور الزمن ( و هذه نفسها استعارية ) لان الزمن ليس شيئا ليمر و اذا افترضنا انه مر فبأي طريق مر؟

    شكرا لقد اعطيتنا كثرا من وقتك و نقصد لقد امضيت معنا وقتا كثيرا لتفعل فيه شيئا من اجلنا
    هذه الدراسة تكشف بجلاء علاقة اللغة بالواقع و تسلط الضوء علي علاقة الللغة بالتفكير و العمليات الذهنية
    فيما يتعلق بالكنايات
    مثلا اذا قلت لك أريني صورة ابنك و اعطيتك صورة لوجه ابني فستحس انني اريتك ابني اما اذا اعطيتنك صورة لاقدام ابني في حذائه الجديد فسيكون ذلك غريبا
    في هذه الصيغة الكنائية يختصر عقلي و عقلك ابني فقط في وجهه و هوبالواقع ليس كذلك
    تماما كما نقول لقد أم الحفل وجوه كثيرة و نقصد اشخاصا و ليس فقط وجوه بلا اجساد
    هذا يوضح كيف يعمل العقل و اللغة هنا كاذبة من حيث المضمون و لا علاقة لها بالواقع من حيث حقيقته
    بالنسبة لي عندما اقول سبحان الله للتعبير عن التعجب فالمقصود هو التعجب حتي و لو كان للعبارة معني ديني محدد
    لأن الكاذب هو اللغة وليس الانسان

    اخضاع اللغة المحكية للتحليل عمل مهم لانه يكشف طرائق التفكير
    عبارة سبحان الله او ما شاء الله لها دلالات اخري نفسية فعندما اقول لك سبحان الله للتعبير عن التعجب فانا ارسل رسالة سرية فحواها اننا جميعا مسلمين فمافيش مشكلة
    و هنا سندخل في اطار الدور الاجتماعي للغة في علاقته مع السلطة من خلال تعبيرنا اللغوي العفوي

    اعجبتني الكتابة و اعجبتني الفكرة
    و مزيدا من التفكير يا هشام ففي اللغة تختبيء الحياة كلها مرموزة و بها ايضا اشارات لكيف يعمل العقل

    طه جعفر

                  

10-17-2012, 02:10 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: طه جعفر)

    صديقي العزيز: طه جعفر
    تحياتي

    مداخلة مفيدة وفي صلب الموضوع تمامًا والحقيقة أن مسألة اللغة وتطورها وعلاقتها بالواقع والحياة الاجتماعية أمر يهمنا مناقشته أو التفكير به، لأن له علاقة مباشرة -كما تفضلت- بطريقة تفكيرنا حتى عن اللغة نفسها، وليست فقط مسألة الاستعارة والكناية مما يعتبرها بعض اللغوية من ضروب البلاغة وإنما أيضًا في مسألة الترميز ودلالات الترميز. يبدو لي أن الكتاب الذي تقر فيه هذه الأيام كتاب شيق جدًا وأي كتابة حول اللغة هي كتابة شيقة ومحفزة للتفكير. أذكر أنني قرأت مرة كتابًا للمفكر العربي هادي العلوي يتكلم عن تطور اللهجات المحكية عن العربية الفصحى وهو كتاب شيق للغاية حاول فيها التأصيل لهذه اللهجات وبيّن فيها الآلية التي تنتقل بها اللغة عبر التطور التاريخي للمجتمعات الإنسانية، كأسباب تعطيش حرف الجيم لدى بعض الشعوب الناطقة بالعربية واختلاط حرفي الضاد والظاء لدى البعض الآخر والعديد من النماذج اللغوية.

    أشكرك يا عزيزي على هذه الإضافة الجيدة ولك وللأسرة الكريمة تحياتي ومودتي
                  

10-17-2012, 03:06 AM

awad okasha
<aawad okasha
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 3876

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    ما معنى قول الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))[الأحزاب:56] صدق الله العظيم؟

    اللهم صل عليه، هذه الآية العظيمة فيها شرف للنبي -صلى الله عليه وسلم- وبيان منزلته عند الله وأنها منزلة عظيمة؛ ولهذا قال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ.. (56) سورة الأحزاب، والصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، ثناؤه عليه وذكره بأوصافه الجميلة عند الملائكة، هكذا صلاة الله على عبده، كما قال أبو العالية وجماعة من السلف، وتطلق الصلاة من الله على الرحمة، كما قال سبحانه: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ.. (43) سورة الأحزاب، أي يرحمكم ويثني عليكم سبحانه وتعالى، فثناء الله على عبده عند الملائكة هو ذكر أوصافه الجميلة العظيمة، هذه صلاة الله على عبده، ويدخل فيها أيضاً رحمته لعباده وإحسانه إليهم سبحانه وتعالى، والملائكة صلاتهم الدعاء، دعاؤهم للمصلى عليه وترحمهم عليه وثناؤهم عليه هذا يقال له صلاة، كما في الحديث: (الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه) فصلاتهم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعاؤهم له عليه الصلاة والسلام، ونحن مأمورون بأن نصلي عليه، عليه الصلاة والسلام، قال الله -تعالى-: ..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) سورة الأحزاب، فنحن مأمورون أن نصلي عليه ونسلم، فنقول: اللهم صل عليه وسلم، صلى الله عليه وسلم، ونصلي عليه في صلاتنا في التشهد الأخير، (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، هكذا علم النبي أصحابه، ولو قال: اللهم صل على سيدنا محمد لا بأس، لكن لم يرد في الحديث ذكر السيد في قراءتها في الصلاة، وإنما علم أصحابه أن يقولوا: اللهم صل على محمد .. إلى آخره، عليه الصلاة والسلام، ويستحب أن يقول هذا على الصحيح حتى في التشهد الأول بعد الشهادتين، بعد ما يأتي بالشهادة يصلي على النبي ثم ينهض إلى الثالثة على الأرجح لعموم الأحاديث الواردة عن رسول الله –عليه الصلاة والسلام- في ذلك، وهكذا يشرع لنا ويتأكد أن نصلي عليه كثيراً يوم الجمعة وليلتها، وهكذا يشرع لنا عند ذكره إذا مر ذكره عليه الصلاة والسلام أن نصلي عليه، بل يجب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل علي)، فهذا يدل على وجوب الصلاة عند ذكره عليه الصلاة والسلام، وهكذا بعد الأذان إذا فرغ المؤذن وقال: لا إله إلا الله، يقول هو والمستمع: اللهم صل وسلم على رسول الله، (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت نبينا محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد)، لقوله -صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن ما يقوله حين يسمع المؤذن، قال: (قولوا كما يقول المؤذن، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) وفي لفظ آخر يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، حلت له شفاعتي يوم القيامة)، فهذا كله مما شرعه الله لنا سبحانه وتعالى في حقه عليه الصلاة والسلام، فينبغي للمؤمن والمؤمنة الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام في الليل والنهار، وأن يكثر من ذلك المؤمن في الجمعة وليلتها، وإذا سمع ذكره صلى عليه -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا في الصلاة في التشهد الأول والتشهد الأخير، والصلاة على النبي في التشهد الأخير واجبة عند جمع من أهل العلم، وقال آخرون: ركن من أركان الصلاة في التشهد الأخير، فينبغي للمؤمن أن يحرص على ذلك وألا يدع ذلك، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاماً دائماً إلى يوم الدين.
                  

10-17-2012, 07:12 AM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: awad okasha)

    كلام مفيد وجديد وقرايته ممتعة ... شكرا يا هشام ..وبرضو شكرا يا طه
                  

10-17-2012, 02:14 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: ريهان الريح الشاذلي)

    ريهان الشاذلي
    تحياتي

    أشكرك عزيزتي على قراءة المقال والتعليق عليه

    مودتي
                  

10-18-2012, 09:49 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام ..
    تحياتي ..
    بمعزل عن مرجعيتك العقدية ..
    فإن نقدك لتلقائية الممارسات الموروثة سواء كانت ذات مرجعية دينية أو عرفية ..
    بحيث تبدو عارية من المنطق العقلاني أمر طبيعي ..
    وله ما يسنده من أعمال هي من صميم المفاهيم النقدية ..
    ولا يقدح في أمر موضوعيتها كعمل نقدي مرجعية الناقد أو خلفيته ..
    على الرغم مما للمرجعية من أثر أقوى في اجتذاب ثقة المتلقي ..
    حين تكون نابعة من ذات المرجعية محل الطرح المنتقد ..
    من هذا المدخل التمست قدرا من المعقولية في نقدك لبعض تلك الممارسات ..
    التي تشير لضعف مفهوم صاحب الممارسة وعفويته المثيرة للسخرية أحيانا..
    غير أن مثل هذه العيوب ليست قاصرة على المتدينين..
    سواء كانت ديانتهم رسالية أم معتقدات غير رسالية ..
    بل تتعداهم إلى كثير من العادات والتقاليد والأعراف بين البشر ..
    لعل نقدك لشعيرة الصلاة على النبي ..
    لن يتحقق معه المراد التقويمي أو الإصلاحي للنقد البناء ..
    لكونه يتعلق بشعيرة تعبدية بالنسبة للمسلم ..
    ومن المتعارف علية حتى بمقتضي المواثيق الدولية ..
    عدم المساس بشعائر المعتقدات واحترامها كيفما بدت متباينة مع مفاهيم الأغيار ..
    على سبيل المثال يخسر النقد قيمته..
    أن سائل المسلم أو المسيحي أو الهندوسي لم يقيمون المساجد والكنائس والمعابد..
    ولا يكتفون بممارسة شعائرهم في بيوتهم ؟
    وسواء أن برروا أو لم يبرروا لن يقنعهم نقدك ولن يقنعك تبريرهم ..
    والعمل النقدي الذي يفقد مجمل رصيده الإصلاحي ..
    لا يقل عبثية من العبث المتصور كمحل لتيمته ..
    لذا أرى نقدك لشعيرة الصلاة على النبي يبدو في نظر أي مسلم..
    أتفه من فردة خف متهتك في قعر مجرى قديم لن يلتفت إليه متسول..
    أما نقدك فيما تعلق بعبارات التنزية والرحمة وخطأ إستخدامهما فهو إيجابي ..
    لكونها ممارسات تنمّ عن ضعف وعي وتقليد ضار ..
    غير أن عباراتك التالية شوشت مفهومي لمعنى الرزق ..
    Quote: فالإله لا يدفع أجورًا لمخلوقاته، فالمخلوقات هي التي تستميت في سبيل الحصول على لقمة العيش، والصراع القائم في هذه الدنيا كله يتمركز حول هذه النقطة بالتحديد، فالجميع (كل الكائنات الحية) في صراع دائم من أجل البقاء ومن أجل الحصول على حياة كريمة، والإنسان ليس استثناءً من هذه القاعدة على الإطلاق، وإذا ترك رجل عمله لدى منشأة ما فإنه سوف يموت من الجوع إن لم يتحصل على عمل آخر في منشأة أخرى يديرها شخص هو ليس إلهًا ولا خالقًا ولا رازقًا، أو إن لم يكن عالة على غيره من "المخلوقات"

    لعلي لمست خلطا فيما قلته بعالية بين معنى الكسب والرزق ..
    ولا أدرى أهو متعمد أم مجرد سهو !
    فأنا لا أشك في سعة اطلاعاتك غير أن هذا الخلط أثار حيرتي ..
    فما تصفه باستماتة المخلوقات لكسب لقمة عيشها هو عينه الكسب ..
    بحسبانه كل عائد يناله الشخص من عمله ..
    فالكسب بذل بمقابل أما الرزق فلا يشترط فيه مقابل ..
    لأنه من عند الخالق يسوقه لمن يشاء من خلقه بشرا كانوا أم حيوانات ..
    لذا تجد أن الرزق يمضي بين الناس دون اعتبار لديانة أو جنس ..
    يقول العقائديون ..
    الكسب رزق وليس الرزق كسبا ..
    هذا القول يجد ما يؤكده في سعي البشر ..
    وإليك هذا المثال من واقع المعايشة :
    وزع أبي نخيله علينا بمقدار عشرون نخلة لكل ولد وعشرة لكل بنت ..
    النخل الذي تم توزيعه كله زرع في أسبوع واحد ومن نوع واحد وفي مكان واحد وكله مثمر..
    ويروى كله دوريا في يوم واحد ومن مصدر ماء واحد ..
    ويتولى تلقيحها شخص واحد ..
    مع ذلك عندما نجني المحصول لا نتساوى مطلقا ..
    بل أحيانا تجني إحدى أخواتي من نخلاتها العشرة أكثر من نخلاتي العشرين ..
    فبم نسم تلك الزيادة ؟
    عندي هو الرزق الذي ساقه الله لها دون مقابل أما أنت فلك أن تسمية كيف تشاء..
    ولعل الأمثلة من واقعنا المعاش من الكثرة بحيث يمتنع غيابها عنك ..
    معذرة إن أطلت عليكم.
                  

10-18-2012, 02:36 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد العبث اليومي (Re: محمد على طه الملك)

    عزيزي محمد طه علي الملك
    تحياتي

    أنت لم تطل يا صديقي، بل على العكس تمامًا لقد اختزلت فكرتك بشكل جيّد وكنت مباشرًا إلى الحد الذي جعل مداخلتك في صميم الموضوع، فأشكرك على ذلك. في البدء اسمح لي أولًا أن أوضح بأن انتقاداتي التي أقدمها هنا ليست موجهة بشكل حصري على ممارسات المتدينيين لأنني هنا حاولت مناقشة تأثير الدين كثقافة وليست شعائر ولهذا فإنني قلت في مقدمة المقال ما يلي:
    Quote: وقد انتقلت هذه العبارات/التعابير لتصبح، كما قلنا، جزءًا من وجدان الأفراد الواقعين تحت تأثير الثقافة العربية بشكل عام حتى الملحدين منهم وهو أمر طبيعي للغاية، ولهذا فإننا نجد كثيرًا من الملحدين يستعملون هذه العبارات إما من باب أنها جزء من الوجدان الجمعي المخزون أو كصيغ تعابيرية (Expressional Forms) كالنطق بكلمة (الله) للتعبير عن الإعجاب ونحو ذلك،
    ولهذا فإنه يمكن تصنيف هذا المقال على أنه مقال لغوي أكثر منه مقالًا في نقد الدين أو التدين، وبالطبع فإنني أؤمن تمامًا بحق الجميع في التدين وممارسة الشعائر حسبما تنص شريعته واعتقادته لأنني أؤمن بأن حرية الاعتقاد حق للجميع، ولكنني في هذا المقال أتكلم عن تحولات اللغة والصيغ الدينية التي أصبحت ذات طابع اجتماعي ثقافي وحركة هذه الصيغ والتعابير داخل المجتمع سواء عينة المتدينيين أو غير المتدينيين، فأنا شخصيًا استخدم بعض الصيغ الدينية لأنها -كما ذكرتُ في المقال- أصبحت أحد مكونات الوجدانية للأفراد الواقعين تحت تأثير هذه الديانة كثقافة وليس كدين، ولهذا فإنني أوافقك تمامًا في قولك:
    Quote: غير أن مثل هذه العيوب ليست قاصرة على المتدينين.. سواء كانت ديانتهم رسالية أم معتقدات غير رسالية .. بل تتعداهم إلى كثير من العادات والتقاليد والأعراف بين البشر
    وهو ما قصدته بالتحديد في المقتبس الذي أوردته لك من مقدمة المقال.

    وعلى هذا الأساس أيضًا فإن نقدنا لفكرة الصلاة على النبي لا تأتي باعتبارها ممارسة شعائرية تعبدية ولكن من كونها صيغة تعبيرية لها طابع مخالف للطابع الأساس الذي نشأت من أجله في البداية، ولهذا قلتُ:
    Quote: لأنني هنا أناقش معنى العبارة ومفعولها في مجال الحياة اليومية. والتي لا يراد بها عادة فعلًا الأمر بالصلاة على النبي وإنما التعقل والتدبر في أمر ما، كما أنها تستخدم في تهدئة الشخص الثائر والغاضب
    ولعلك لا تختلف معي حول التغيرات أو التحولات التي طرأت على الدلالة التعابيرية في عبارة (صل على النبي) واستخداماتها في مجال الحياة اليومية رغم كونها في الأساس من الممارسات الشعائرية، فالمسلم نفسه لا يستخدم هذه العبارة بغرض التعبد في ممارسته اليومية وإنما طرأ اختلاف في استخداماتنا لهذه العبارة على نحو اجتماعي وثقافي مغاير لما نشأت من أجله، وهو ما أوضحته كذلك في بداية المقال.

    أما فيما يتعلق بمسألة الرزق والكسب، فمبلغ علمي أنهما وجهان لعملة واحدة فما تكسبه أو تجنيه من عمل أو (سعي) ما يعتبر رزقًا، لأنه من الوارد ألا تكسب شيئًا رغم سعيك. فالسعي في حقيقته آلية للجني أو الكسب وعندما تكسب شيئًا فإن ما تكسب يكون رزقًا فالرزق هو الشكل المادي المتأتي من السعي ولهذا فإننا نتساءل: "ماذا كسبت؟" أو "ماذا جنيت؟" فلا يكفي أن تقول "كسب" مكتفيًا بهذا اللفظ لأنه لا يحدد نوع المكسب ومقداره وهذا النوع وهذا المقدار في اعتقادي هو الرزق. وعلى هذا فإن الكسب ليس بذلًا بل هو حاصل البذل ومقدار هذا الحاصل هو الرزق، وحسب المثال الذي أوردته في تعليقك فإنك وجميع أخوتك تتحصلون على كسب (وهو البلح) ولكن مقدار هذا البلح هو الرزق فرزق أختك أو أحد أخونك أكثر من مقدار البقية ولهذا فإن رزقها أوسع من رزقك، وقد نختلف أنا وأنت حول ما إذا كان الله أو أي قوة فوقية أخرى تدخلت فعلًا في تحديد هذا المقدار أم لا، ولكن حسب اعتقادك فإنك ترجأ الأمر إلى الله وهذا يجعل الله مسؤولًا أخلاقيًا عن مسألة الرزق وعندها يحق لنا أن نسأل: "إذا كان الرزق بيد الإله العادل، فلماذا أوجد فقراء مدقعين وأغنياء فاحشين؟" لماذا لم يرزق سكان بعض البلاد الأفريقية الذين يعانون من مجاعات وفقر بينما يرزق البعض الآخر الذين يعتبرون أحسن حالًا من هؤلاء؟ إن إيكال مسألة الرزق إلى إله يضعه في حرج كبير يا عزيزي، ولكني أرى أن مقدار ما جنته أخته أو أحد أخوتك من البلح قد يرجع إلى أسباب لا علاقة لها لا بإله أو غيره ربما لا نعرفها على وجه الدقة ولكنها حتمًا ليست متعلقة بقوى فوقية.

    مودتي لك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de