هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-16-2024, 09:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2006, 12:05 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية



    نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية

    Donor & Donee



    إن تركيبة الشخصية السودانية تعتمد في أساساها – في نظري - على عنصرين أساسيين لهما جذورهما التاريخية التي لا يمكن تجاهلها لدى تناولنا لسايكولوجية السلوك والتفكير لدى الفرد السوداني. وهذان العنصران هما: الاضطهاد السياسي و التخلف الاقتصادي. وهما قوام كل إشكالية ظاهراتية في المجتمع السوداني في إطارها الجغرافي أو خارج الإطار الجغرافي. ولكلٍ من هذين العنصرين نماذجه وأدلته التي سوف أعرج عليها بالشرح والتفصيل. ولكن أرى أنه يتوجب علي أن أوضح أمراً أراه في غاية الأهمية لارتباطه بجوهر هذه النظرية ، وهو أن انعكاسات العناصر التي تشكل سلوك الشخصية السودانية قد تتفاوت من شخص إلى آخر باختلاف عنصر هام جداً وهو عنصر التعليم. رغم أن هذا العنصر قد لا يساعد في إخفاء الظاهرة بشكل نهائي أو حتى نسبي في الكثير من الحالات.



    الشخصية السودانية - منذ عصور ما قبل الاستقلال - واقعة تحت تأثير سلطة سياسية قهرية لعبت دورها البالغ الذي شكل منها شخصية تميل إلى الرفض وإلى الإحساس بالدونية. حتى عندما تغنى الشعب بالجلاء ، ورفع راية الاستقلال لم يهنأ أبداً بحكم ديمقراطي حتى في فترة الديمقراطيات الثلاث المتعاقبة على السودان. وربما كنا بحاجة إلى بقاء الاستعمار إلى فترة زمنية أطول حتى نستفيد من المستعمر في أن نتعلم منه الممارسة الديمقراطية والإدارية والسياسية. أما وقد كان حلمنا المراهق إلى الاستقلال هو الأسبق فقد أصبحنا بذلك كالطفل الخديج الذي ولد قبل أوانه. ومما لا شك فيه أن القهر السياسي لعب دوره البالغ في تشكيل الوعي الجمعي المتخلف تجاه القضايا السياسية أو حتى الاجتماعية الاعتيادية والمتمثل في الممارسات السلوكية الحياتية اليومية.



    ومن أهم إفرازات القهر السياسي بالإضافة إلى تشويه الوعي بالممارسة السياسية وتقليص الفاعلية للشخصية السودانية : طفو ما يمكن أن أسميه بالإسقاط النفسي السلبي. وهذا الإسقاط النفسي ينعكس تماماً على شكل المعاملة اليومية بين أفراد المجتمع السوداني الصغير المتمثل في الأسرة والبيت ، أو المجتمع الكبير متمثلاً في الدولة. ومن المعروف في علم النفس السلوكي أن الشخصية التي تشعر بالنقص والدونية غالباً ما تكون شخصية عدوانية تميل إلى استخدام العنف في تعاملها مع الآخرين لاعتبار هذا العنف نوع من التعويض النفسي للنقص الذي يشعر به. وربما كان الانتقام السمة الغالبة في تعريف سلوكيات هذه الشخصيات المريضة والمضطربة نفسياً. ولنا أن نقيس الشخصية السودانية في موضع المسؤولية ونقيس مدى اختلاف معاييرها الأخلاقية والذاتية عندئذ.



    إن تجربة السلطة – أي سلطة – لهي مغرية لدرجة أنها كفيلة بأن تنزع على أي شخص ثوباً مما ينتقد الآخرين فيه. بائع التذاكر في شباك (قاعة الصداقة) يمارس سلطته على الجماهير بفوقية البيع واعتقاده أنه يملك أن يوقف حركة بيع التذاكر إن لم تلتزم الجماهير الانتظام واحترام الصف. (الكمساري) يمارس سلطته التي يعتبرها مميزة له عندما يرى أنه الوحيد من له الحق في تنظيم حركة نزول وصعود الركاب وحتى جلوسهم على المقاعد. كل من يمتلك شيء من السلطة فإنه يمارس إسقاطاته على البقية. ويكفي أن نرى ما يفعله (العساكر) - ممن لا يمتلكون حتى أدنى رتبة – في العامة من عنجهية وصلف لا يفسره إلا أن الواحد فينا سوف ينسلخ من قيمه ومبادئه فقط عندما يستولي سلطة ، أي سلطة. وأعرف الكثيرين ممن كانوا ينادون بتقليص صلاحيات ما كان يسمى بالشرطة الشعبية لأنهم كانوا يمارسون – بحكم السلطة التي كانوا يمتلكونها – أصنافاً من السلوكيات المريضة ، والإسقاطات التي لا تعني إلا أنهم أناس أبعد ما يكونون عن الإنسانية. هذا ما كان يقوله هؤلاء. بيد أنهم ساروا على ذات الدرب عندما لم يجدوا بداً من سلك ذات الطريق. بل وكنت أسمعهم يتندرون بقصص يندى لها الجبين. ولا أغرب من قول أحدهم للآخر ( إنتا ما سوداني يا زول؟ ). حتى موظفو السفارات السودانية الذين يفترض بهم أن يكونوا مسخرين لخدمة المواطن السوداني العامل خارج وطنه ، والعمل على تذليل الصعوبات التي يلقاها في البلد التي يقيم فيها ، هم أول من يمارسون السطوة على أبناء جلدتهم. وهكذا نحن (بأسنا بيننا شديد).



    ومن مظاهر الإسقاط النفسي السلبي هو تناولنا لمفهوم الجنس على سبيل المثال. ورغم أنني أرى أن مفهوم الجنس في العقلية العربية عموماً هو مفهوم مشوه ويحتاج إلى الكثير من الإصلاح والتثقيف ، إلا أنني أخص الشخصية السودانية مناط البحث بذلك ، لعلمي أن غالبية الشعب السوداني يرى الجنس بمنظور مغاير لما هو عليه. وبالضرورة فإن التربية والتنشئة لهما دورهما في تغذية هذه المفاهيم المشوه أو إزالتها او الحد منها في أفضل الحالات. ولا شك لدي بأن القهر السياسي له دور كبير جداً في تكوين الوعي الجنسي والسلوك الجنسي لدى الأفراد لا سيما عندما يعني الجنس (التفريغ) لأنه - في هذه الحالة - يؤدي بالضرورة إلى محاولة إيجاد الباعث النفسي الإيجابي أو يمكن أن نسميه الحيلة السلوكية للهروب من الإحساس بالنقص والدونية. فكلما زاد القهر السياسي زادت حدت تعاطينا السلبي للجنس. ولا أعني بذلك الممارسة بالضرورة. رغم أن ذلك يدخل فيه أيضاً ولكني أقصد أن مفهومنا للجنس على اعتباره مهرب أو منفذ للوصول إلى مستوى معقول من التوافق النفسي يعد المشكلة التي أعنيها هنا. لأن الجنس لا يجب أن يكون كذلك. ودعونا نفرق بين الجنس (الممارسة) والجنس (المفهوم) فالجنس باعتباره مفهوماً يدخل في إطارته التعامل مع الجنس الآخر بجميع أشكاله بما في ذلك الممارسة والتواصل الجسدي المفضي إلى النشوة. وما نسمعه من غالبية الشباب عن مغامراتهم الغرامية (الجنسية) والتي تكون في أغلبها غير واقعية هي إنما لب ما أقصده هنا ، إنما يلجأ إليها البعض ليعطهم إحساس بالتعويض بما ينقصهم في شخصيتهم ، أو أنهم يبحثون عن التميز.



    وربما لم تكن هذه الظاهرة مشكلة في حد ذاتها وإنما المشكلة في تضخم هذه الظاهرة حتى تصل إلى ظاهرة التخيل السلبي. ومفهومي للتخيل السلبي هو نزوع البعض إلى تخيل الجانب السلبي حسب ما يراه في الجنس الآخر. بمعنى، هذه الفتاة تنظر إلي .. إذاً فهي معجبة ، معجبة إذاً فهي ترغب بي ، ترغب بي إذاً هي لا تمانع في إقامة معي ، إذاً لا بد أنها أقامت علاقات قبلي .... إلخ حتى يصل للنتيجة المتخيلة وهي أن هذه الفتاة سيئة السمعة. وربما تزداد خطورة الأمر أكثر فأكثر عندما لا يكتفي هذا الشخص بالتخيل وبحصيلته لنفسه إنما عندما يبدأ بنشر هذه الحصيلة ونقلها للآخرين. ولأنه لا يملك الجرأة أن يسند خبره إلى خياله فهو يختلق قصصاً إما بنسبها إلى نفسه أو غيره. ونجده يغلظ الأيمان بأنه رأى الفتاة مع (فلان) أو غيره في مكان مشبوه ، أو أنه اقتادها إلى منزله ، أو يعلل غيابها بحمل تداريه عن الناس .... وما إلى ذلك. ولنا فيما نسمعه ونراه الكثير من الأمثلة والأدلة على ذلك. مما لا نجدها إلا في مجتمعنا السوداني. كان ما سبق محض مثال ، ولكن قد تختلف بدايات التخيل السلبي من هذا المثال إلى آخر ، ومن علة إلى أخرى ، ومن مبرر إلى آخر ، ومن وسيلة إلى أخرى. فقد يلجأ البعض لهذا التخيل السلبي لمجرد أن هذه الفتاة صدته ، ولم تتجاوب معه أو لأنها رفضته وقبلت بآخر. وعندها يصبح مجرد وقوف هذه الفتاة مع أحدهم شرارة قصة طويلة كلها مختلقة. وما أكثر الأمثلة الواقعية على مثل هذا النوع من التخيل السلبي في زماننا هذا. ولكنها كلها تجتمع في محصلة واحدة هي أن الدافع لها هو محاولة سد النقص النفسي داخل الفرد. وربما يتطور ذلك ليشمل شكل الممارسة الجنسية بين الزوجين كذلك ، حتى لتبدو لنا الممارسة الجنسية حلبة للصراع تتوجس منه المرأة خيفة لأنها – أي الممارسة – حينها لا يصبح لها إلا معنى واحد هو ( إثبات الذات المنتقصة ).



    السودانيون وأوهام التميز:

    وإذا كان الاضطهاد السياسي هو من خلف لدينا الإسقاط النفسي السلبي ، فإن التخلف الاقتصادي هو من خلق لدينا الوهم. وهذا الوهم هو مجرد إسقاطات تحاول بها الشخصية السودانية إيجاد مخرج من الورطة التاريخية التي وضعت فيه دون أن يكون لها خيار في ذلك. وهنالك أنواع متعددة لهذا الوهم. وأسميه بالوهم الشمولي لأنه يفترض شيوع هذا الوهم على جميع شرائح المجتمع دون حصر. في محاولة بائسة إلى ربط الظاهرة التوهمية بالتاريخ والالتصاق بقضية مثل قضية الهوية العربية والأفريقية. فهو عربي عند الحاجة وأفريقي عند الحاجة. ولأن قضية مثل قضية الهوية بالغة الحساسية والخطورة لا سيما عندما تشترط إثباتات تاريخية ؛ فإن مثل هذه القضية والعديد من القضايا المشابهة تظل عالقة ومتجددة من فترة لأخرى ، عندما تزداد الحوجة النفسية لمتنفس تتملص منه إلى ما يمكن أن نعتبره صراعاً من أجل الإنتمائية ، لأن اللاإنتمائية تضع الملح النقص على جرح الدونية المتولد في الأصل من القضية الأم ألا وهي القهر السياسي. ولا يعد من الحكمة اعتبار الحكم العسكري في فترة ما بعد الاستقلال تأرخانية لأصل المشكلة إذ أن جذور المشكلة تمتد إلى بدايات دخول الإسلام إلى القارة الأفريقية واستشراء الغزو الإسلامي للقبائل الأفريقية ابتداءاً من شمال أفريقيا إلى وسطها ومنها إلى أوروبا.





    هنالك وهم كبير يعيش فيه أغلبية الشعب السوداني مفاده أنهم أكثر الشعوب تميزاً على جميع الأصعدة. وهنالك محاولات ودراسات عديدة قامت من أجل إثبات هذه الأوهام أو بعض منها. والحقيقة أن الشعب السوداني مثله مثل بقية الشعوب لديه محاسنه كما لديه ما يكفيه من المساوئ. إلا أن الإحساس المتجذر بالقهر والدونية هما المحركان الأساسيان في خلق هذه الأوهام. فنحن الشعب الوحيد الذي لهجته مقاربة الفصحى في حين أن الأغلبية تجهل تماماً أبجديات علم الصرف. وليس بالضرورة أن تعرفه كعلم ولكن كتطبيق. وعلى الصرف في أبسط تعريفاته هو : علم حركة أواخر الكلمات. ولك أن تعتمد على ما تسمعه في نشرات الأخبار والبرامج الإذاعية وحتى البرامج الأدبية ساحة لإثبات هذه الجزئية البسيطة من منظومة الجزئيات اللغوية التي تهدم سقف الوهم على رؤوس أصحابها.



    في برنامج تلفزيوني عرضته قناة السودان الفضائية مؤخراً ، تبارى ثلاثة (فرسان) في مسابقة اعتبرت أدبية ، لَحَنَ فيها المتبارون ، وقلبوا اللغة رأساً على عقب ، وتوقفوا كثيراً وتلعثموا عند قراءة أبيات من الشعر بطريقة سليمة ، رغم أنه تم اختيارهم بعناية من خلال عملية فرز غاية في الدقة – على حد تعبير مقدم البرنامج – فإذا كان هؤلاء هم بعض الصفوة الذين اختيروا للظهور على شاشة من المفترض أنها تمثل السودان في فضاء يعج بمئات من القنوات العربية الأخرى ، فكيف بالعامة؟ نحن شعب لا نفرق بين لا الناهية و لا النافية ولا نعرف – حتى – عمل كل منهما من الناحية الإعرابية والنحوية. شعب لا نعرف الفرق بين حرف ( ذ ) وحرف ( ز ) أو الفرق بين حرف ( ظ ) و حرف ( ض ) والفرق بين حرف ( ق ) و حرف ( غ ) بل ونجد بعض الدراسات التي تسعى لإثبات فصاحة نطق القاف غيناً باتهام بعض القبائل العربية بنطقها بهذه الطريقة. والوهم يأتي بشمولية عندما نقول بأن اللسان السوداني هو أفصح الألسنة على الإطلاق ، ويكون إنطباعياً عندما لا ينبني هذا الكلام على أساس من الصحة.



    وهم آخر يعيش فيه السودانيون ، بأنهم أرباب الموسيقى والكلام. فشعراؤهم هم أشعر من مشوا على أرض ، وموسيقاهم – رغم أنها تشذ عما هو متعارف عليه – إلا أنها الموسيقى الأرقى والأجمل في العالم قاطبة بل ويصل البعض إلا اتهام الغير بالتخلف الموسيقي وبعدم التمتع بالذائقة الموسيقية التي يتمتع بها الشعب السوداني بفطرته. رغم أن المتعارف عليه أن الموسيقى هي لغة الشعوب ، ولكن يبدو أننا نرى أن لا أحد يعلو على غنائنا أو طربنا ، فما نغنيه نحن فقط هو الفن. والحقيقة لا تعدو أن تكون مجرد مسألة اعتياد فالأذن الخليجية لا تعتاد إلا على الغناء الخليجي وكذا العراقي وكذا السوداني أيضاً ، ولكننا لفرط جهلنا نرى أننا أفضل من الجميع للجميع. ونتعجب عندما لا يتذوق الآخرون فننا. وتكبر المشكلة عندما تنال إحدى الأغنيات السودانية جائزة عربية أو عالمية ، فعندها يزداد هذا الوهم ويكبر ليصبح مدعماً بأدلة دامغة لا تقبل الجدال أو الشك. ولكننا لا نعرف أن حدوث مثل ذلك إنما ينتج عن تمتع غيرنا بما نفتقده نحن من مقدرة على تمييز الجيد من الرديء بحيادية مقتضاها الانحياز للأفضل نوعياً.



    وهم آخر نعيشه نحن السودانيون ، وهو أننا شعب نابغة. (فلتة) في الرياضيات ، وفلتة في العلوم الإنسانية والتطبيقية. وأن المناهج الأكاديمية السودانية ، هي أكثر المناهج صعوبة على وجه الأرض ؛ لذا فإن مستوى امتحان الشهادة السودانية قد يعادل مستوى امتحان الجامعة في إحدى دول الخليج العربي. وهذا قد يفسر لنا في كثير من الأحيان اتهام الأغلبية لأبناء الشهادة العربية بأنهم – أكاديمياً – أقل مستوىً منهم. ويزيد من تعقيد هذا الوهم ما يمتلكه البعض من مهارات في اختلاق القصص المكذوبة التي يكون الغرض منها دعم هذا الوهم ومساندته. في حين أن نفس الرهبة المضافة على امتحان الشهادة السودانية موجودة في امتحان الشهادة المصرية ، وامتحان البكالوريا في سوريا ، غيرها من الدول العربية ، غير أن الأمر في تلك الدول لا يعدو أن يكون تضخيماً من شأن سلمها الأكاديمي دون اللجوء إلى التقليل من شأن المناهج والمستويات الأخرى. ولذا نجد ما يعرف بتعديل الشهادة العربية للأبناء السودانيين المقيمين بالخارج بالشهادة السودانية.



    وهم آخر نعيشه ونصدقه ولا نفتأ نردده على بعضنا البعض. وهو أننا خليفة الشعب البرازيلي في لعبة كرة القدم. فنحن الشعب الوحيد الذي يحترف اللعبة منذ أن كان البقية يعيشون في عصورهم المظلمة. بل ونحن الذين علمنا الآخرين كيف يلعبون. وفي حين نتذكر أمجاد الانتصارات الكروية القديمة إلا أننا ننسى تاريخ الهزائم أيضاً .. ضاربين بسنة اللعبة وبأنها (غالب/مغلوب) عرض الحائط. رغم أن المقارنات الساذجة البسيطة غالباً ما ترجح كفة الآخرين على كفتنا. ولكن تظل ذات الشماعة التي نعلق عليها أخطاءنا وفشلنا وهزائمنا (نقص الإمكانيات) هو المخرج الوحيد لنا في كل مرة. ورغم أن الكرة السودانية تحديداً تعتمد على الخشونة وعلى القوة البدنية عوضاً عن المهارات الفردية وفلسفة اللعب الجماعي إلا أننا نقف متبجحين ومتفاخرين بأن هذه هي إحدى سمات الكرة الأفريقية ، وكأنها محمدة يجب أن تذكر.



    وهم آخر أيضاً نظن – نحن السودانيون – أننا نتميز بها عن بقية خلق الله ، وهو التمثيل. أشاع البعض مقولة عن الكومبديان العربي عادم إمام قوله " إن السودانيين هم أكثر الشعوب احتراماًُ لأنهم لا يضحكون إلا عندما يستحق الموقف الضحك" جاء ذلك على خلفية عرضه لمسرحية الشهيرة "شاهد ماشفش حاجة" في السودان. ولا أذكر متى كان ذلك. ولكن هذه الحادثة مشهورة بحيث نقلها لي أكثر من شخص. بل وينقل عن الكوميديان السوداني الراحل الفاضل سعيد تصريحه في إحدى الصحف المحلية قوله بأنه مضحك أكثر من عادل إمام نفسه. ودون أن نعرج إلى مسألة مفاضلة بين الشخوص فإنني أتساءل : هل هنالك دراما سودانية حقيقية بحيث يمكنها المنافسة مع قريناتها من الدول الأخرى؟ وكم هو عمر وتاريخ السينما السودانية مقارنة بالسينما المصرية مثلاً أو الهندية أو حتى المغربية؟ هل الكادر التمثيلي السوداني مؤهل تقنياً لأن يكون ممثلاً بكل ما تعني هذه الكلمة ، أم أن معيار اللقب (ممثل) يختلف لدينا كما يختلف معيار كل شيء آخر؟ ألا يشعر أحدنا بالصنعة والكلفة في التمثيل عند مشاهدة الدراما السودانية عنها في بقية الدراما العربية؟ أم هي شماعة (الإمكانيات) مرة أخرى؟



    الخلاصة: أريد أن أقول أننا شعب موهوم بالتميز رغم أننا لسنا كذلك. بل أن المنطق والموضوعية تقول بأن لكل شعب ما يميزه عن الآخرين دون أن يتعدى هذا التميز حد المعقولية إلى الشطح. وأن كل شعب لديه إخفاقاته وامتيازاته بحيث لا يمكننا أن نطلق صفة التميز على شعب بعينه. فكما أنه لدينا المتميزون فلدينا دون ذلك أيضاً ولا مجال للمقارنة. نحن شعب مثل بقية شعوب العالم لا نختلف عنهم بالعقل ولا بالموسيقى ولا بالفن ولا بالمنهج الدراسي. بل أننا قد نكون – مقارنة بالغير – أقل بكثير مما نصور عليه أنفسنا.





    نظرية المانح والممنوح في الشخصية السودانية:

    في ظل العاملين الرئيسيين الواردان أعلاه والمتناولين بالشرح المقتضب ، فإننا نقترب من نظرية المانح والممنوح في الشخصية السودانية. فأنا أعتبر أننا (ظاهرة شعب) وليس العكس. وتقوم النظرية – مستندة على ما ورد أعلاه – على القول بأن غالبية الشعب السوداني لا يعرف ماذا يختار وكيف يختار ولماذا يختار ، لأننا - ببساطة – تنقصنا القدرة الفلسفية على تجريد الأشياء بموضوعية نقدية أو حتى بذاتية مشبعة باليقين حد الإيمان. ولا أدل على ذلك من نزعتنا الدينية التي ما هي إلا محض خيط ممتد من شيء ما فينا إلى شيء ما آخر مربوط إليه. شعب لا يعرف التجريد ليفرق بين (الحب) و (التعود) أو (الإسلام) و (الإسلاموية) أو (الصراع) و (التصارع) أو (الشيء) و (الشيئية). نحن إنما شعب نؤمن بما هو مشاع وما هو متداول. لذا فقد أحبذ أن أقول بأننا أبناء ثقافة (موت الجماعة عرس) لأن ثقافة القطيع هي التي تحكمنا دائماً فتذوب ذواتنا وعقولنا في ماهية الجماعة حتى دون أن نفهم مدى صوابها من خطئها.



    أعرف أحدهم ممن لم يكن يحب الاستماع إلى (محمود عبد العزيز) المطرب السوداني الشاب. ولم يزل كذلك حتى برهة. فوجدته يستمع إليه بكل نشوة. فلما سألته قال: كي لا أستمع إليه وقد اعترف به الفنان محمد وردي! إذاً فمحمد وردي هو معيار هذا الشخص، وهو من يحدد له ذوقه الفني. ونقيس على ذلك. آخر يقول لي: الكابلي (الخواجات) اعترفوا به. وعندما سألته عن أغنية يحفظها للكابلي ، اكتشفت أنه لا يحفظ له شيئاً !! وما أدرانا أن محمد وردي اعترف فعلاً بصوت محمود عبد العزيز؟ ومن أول من أطلق إشاعة أن (الخواجات) اعترفوا بغناء الكابلي؟ بل والسؤال الأهم. ترى لو لم يعترف الخواجات بكابلي هل كان ذلك ليغير شيء ؟ لماذا نحن بحاجة إلى أن يمنحنا الآخرون رأياً يحدد لنا معاييرنا الذاتية في حكمنا للأشياء ، ولماذا نشعر بأن آرائنا يجب أن تتفق – بالضرورة – مع آراء الآخرين حتى نستشعر الإيمان بها أو حتى تتولد لدينا قناعاتنا بما نعتقد وما نؤمن؟



    نحن نضخم الأشياء المتضخمة أصلاً في ذاكرة الجماعة ، أما ذاكرتنا الفردية فهي خواء. ولا أملك الجرأة أن أعمم بالطبع ، فلكل قاعدة شواذ. ولكنني أتكلم هنا عن الأغلبية. ذاكرة الجماعة تمنح الفرد فكرة ، فيقوم الفرد بدوره بمنح هذه الفكرة لذاكرة الجماعة مرة أخرى بعد أن يعيد صياغتها في شكل سلوكي أو لفظي متغاير باختلاف الأفراد وبيئاتهم ودرجات تعليمهم. ماذا كان الطيب صالح قبل حصوله على جائزة نوبل للآداب؟ ماذا كان البروفيسور عز الدين النور قبل حصوله على جائزة الملك فيصل؟ ما نحن إلا مانحين لما يتم منحه لنا من أفكار معلبة تحفظها صناديق الذاكرة الجماعية أو محض مستهلكين للمستورد منها ، دون أن نحاول أن نغير عليها أو نعدلها وفق ما قد تتطلبه معطياتنا الثقافية والبيئة والاجتماعية. ترى لماذا يعشق أغلبية الشعب السوداني المنتخب البرازيلي؟ ولماذا يفضل أغنيات بوب مارلي عن أغنيات جورج مايكل مثلاً ؟ ولماذا يطلقون على النيل اسم (بحر) ؟ وهل جربوا (حجى الحبوبات) عندما يتحدثون عنها ، بالمشاهدة الذاتية والعشوائية أغلبية الذين سألتهم لم يعيشوا تجربة الحبوبة التي تقص الحكايات. بل إن بعضهم لم يكن على صلة طيبة بحبوبته ، ولكنها الذاكرة الجماعية هي التي تغذينا بما قد لا نؤمن به داخلياً والأغرب من ذلك أننا قد نستميت دفاعاً عنه.
                  

04-23-2006, 02:25 PM

نجوان
<aنجوان
تاريخ التسجيل: 04-01-2006
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: معتز تروتسكى)

    سلام معتز

    مع تقديري لهشام ادم... بس تعليق بسيط في حتة علم النفس السلوكي والاسقاطات. علم النفس السلوكي لا يتطرق اطلاقا لمفهوم الشعور بالنقص ولا للاسقاطات ..ولا لاي شعور في حقيقة الامر. فالسلوك العدواني مثلا يكون نتيجه لتعزيزه من قبل عوامل خارجيه كان يحصل الفرد على مايريد حين يتصرف بعنف... او ان يكف الاخرين عن مضايقته...الخ. مفهوم الاسقاطات مرتبط اكثر بمدرسة سيغموند فرويد وتحليله النفسي والمنشقين عنه كأدلر وغيره... وكل هولاء للمدرسه السلوكيه كما الشحمه للنار... يعني ما بتلموا في حته واحده..


                  

04-24-2006, 03:56 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: نجوان)

    خالص التحايا
    العزيزه خالص
    نجوان
    بجيك راجع لانو كلام هشام ده مسبك دايرلو قعدة بى مزاج بالرغم انى قريتو قراية سريعه وماحبيت ارجع ليهو عشان حيقوم يستفزنى للرد وكده ..
    لكن حاسي بانو هناك نقاط اختلاف واتفاق وحديثك يصبح فى مصلحة الموضوع والمعرفه اي كان..
    سلامى كتير ومشتاغوووووووووون اليك والى صديقى ابو الشوش..
    سلام يغشاكما
    والتحايا النواضر..
                  

04-24-2006, 08:38 PM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: معتز تروتسكى)

    Quote: الخلاصة: أريد أن أقول أننا شعب موهوم بالتميز رغم أننا لسنا كذلك


    Thank you .. I hope to make it back later on ..Good read .Shukran ya Mutaz ..
                  

04-25-2006, 10:47 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: Muhib)

    ___________
    أخي العزيز معتز (تروتسكي)

    أشكرك صديقي على نقل هذا الموضوع هنا ... وأتوقع منك تفنيداً دقيقاً لفحوى ما جاء في هذا المقال.

    الأخت نجوان .. أشكرك على الملاحظة التي تعني دقة القراءة. وفي انتظار المزيد.

    وأشكرك الأخ مهيب على المرور والتعليق

    ولكم مني جميعاً كل الود والاحترام
                  

04-25-2006, 11:00 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: هشام آدم)

    هشام
    Quote: أشكرك صديقي على نقل هذا الموضوع هنا ... وأتوقع منك تفنيداً دقيقاً لفحوى ما جاء في هذا المقال.

    اكيد عزيزى بس امهلنى لظروفي الاخبرتك بها..
    تسلم ويسلم كل الحضور وياريت نجوان ومهيب تجو تواصلو..
    وسارعاهو من على البعيد الى حين..
                  

04-27-2006, 09:57 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: معتز تروتسكى)

    ______

    UP
                  

04-28-2006, 07:59 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: هشام آدم)
                  

04-28-2006, 01:07 PM

نجوان
<aنجوان
تاريخ التسجيل: 04-01-2006
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: معتز تروتسكى)

    سلام يا شباب...

    لكن انتهيت من السودانيين يا هشام

    اتفق مع بعض ملاحظاتك ... واكيد تنطبق على مجتمعات اخرى ذات خصائص و خلفيات مماثله..

    من العوامل ربما يكون قلة الموضوعيه و ايضا الامعان في العاطفيه...دي بتخلينا نشوف و نفسّر الاشياء بشكل دفاعي... والناتج بيكون ان نرى ما نرغب في رؤيته... سوى كان في حكمنا على الغير او على انفسنا...

    التعليم ومؤشرات التقدم الاخرى في المجتمع قد تحّد من بعض الظواهر السلبيه (ولكن قد تجلب نماذج جديده )...






                  

04-29-2006, 07:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: نجوان)

    ____________
    الأخت نجوان

    أشكرك على المرور مجدداً ... واحترم اختلافنا كما احترم اتفاقنا حول ما ذكر أعلاه ، فما هي إلا محاولة لنقل مشاهداتي الشخصية التي من المؤكد أنها تحتمل نسبة متفاوتة من الخطأ والصواب.



    وأكرر شكري مرة أخرى على المرور
                  

04-29-2006, 01:12 PM

نجوان
<aنجوان
تاريخ التسجيل: 04-01-2006
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: هشام آدم)

    بس للايضاح يا هشام..

    محاولتي ’التحليليه’ كانت عن الظواهر التي ذكرتها في مقالك... وليس تحليلا ل’تحليلك’

    كل التقدير اخي الكريم.

                  

04-30-2006, 08:05 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هشــام ادم/نظرية: المانح والممنوح في الشخصية السودانية (Re: نجوان)

    ___________
    الأخت نجوان

    المواقف الواردة في هذا (التحليل) هي مواقف واقعية من مشاهداتي الشخصية ، وقد لا يختلف عليها اثنان طالما أنهما يتمتعان بقدر معقول من الشفافية والصدق مع النفس. بالطبع لا بد أن نختلف فلا تمر ذات المواقف على كلينا ، حتى وإن حدث ذلك ، فتفسير كل منا للمواقف التي تمر عليه يختلف عن تفسير الآخر حسب التركيبة النفسية. هنالك من الأشخاص من يرتدون نظارات ملونة تتيح لهم رؤية ألوان ليست موجودة على الطبيعة ، وهنالك أناس يرتدون نظارات قاتمة لا تتيح لهم رؤية ألوان موجودة فعلاً .. وهنالك من لا يرتدون نظارات إطلاقاً.


    (تحليلي) أعلاه والذي سميته – مجازاً – بالنظرية ، يظل – وفقاً للمواقف والمشاهدات وزعمي بأني أتمتع بهامش كبير جداً من الصدق مع النفس – يبقى رغم كل ذلك محتملاً الصواب والخطأ . هنالك آخرون يا عزيزتي يرون بأن (السودانيين) ليسوا بهذا السوء. وهذا التعبير في حد ذاته يوحي بطريقة ما لوجود مقدار من السوء نختلف فقط في تحديد نسبته. ولكننا بالطبع لسنا شعباً سيئاً في المطلق ، كما لسنا شعباً مثالياً في المطلق.


    وفي اعتقادي الخاص أن ثمة حلقة مفقودة فكل جيل يأتي يمتدح الجيل الذي قبله متباكياً على اختفاء ظواهر وبروز ظواهر على السطح. أتمنى أن تتم مناقشة هذه الظاهرة بشيء من التحليل حتى ولو اختلفت آرائنا حول ذلك.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de