دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض
|
ثقافة اليوم - طامي السميري:
" ثقافة اليوم" : عندما يأتي الحديث عن الرواية السودانية لا يأتي في الذاكرة سوى روايات الطيب الصالح (موسم الهجرة إلى الشمال) و(عرس الزين). وبرغم أن هناك إصدارات روائية سودانية، لكنها لم تصل إلى القارئ العربي، ولم تحقق شهرة روايات الطيب الصالح. في تصورك لماذا يحدث هذا التغييب للروايات الأخرى. هل هو بسبب الضعف الفني لتلك الروايات أم هناك أسباب أخرى لهذا الأمر؟ أجاب الروائي السوداني هشام آدم بقوله: أنت تقول إن هنالك إصدارات روائية سودانية لم تصل إلى القارئ العربي، ولم تقل: لم تعجب القارئ العربي، وهذا معنى دقيق في الحقيقة. إذ أن المشكلة الحقيقية الظاهرة لنا الآن هي أنّ القارئ العربي لا يقرأ للكتاب السودانيين؛ هذه حقيقة، ولكن هنالك حقيقة سابقة عليها؛ وهي: أن القارئ العربي لا يعرف الكتّاب السودانيين. وهذا يخلق لنا كاجيتو مرهق وموتّر، فأيهما ساعد على خلق الآخر؟ إن هذا المعنى هو تقريباً المعنى الذي أشرت إليه في سؤال وعبّرت عنه بالتغييب. ولكن من غيّب الرواية السودانية والكتّاب السودانيين؟
إنّ الوظيفة الإبداعية لها خاصية التجدّد، ولذا فإن روايات كثيرة عاشت بعد أن مات كتّابها بسنوات، مثل رواية (بلا عائلة) أو (المتشرّد) للروائي الفرنسي هيكتور مالوت والعديد من الأعمال الفنية والأدبية يتم الكشف عنها بمعزل عن محاولات الكاتب لنشرها. هذه هي النقطة الرئيسة في الموضوع، وهو طرح سؤال أكثر ديناميكية وجرأة: أين ينتهي دور المبدع؟ وبما أننا هنا نتناول الكتابة الروائية فإننا سنعيد صياغة السؤال على هذا النحو: ما هو دور الروائي؟
يضيف آدم: تقول بعض النظريات النقدية إن دور الروائي ينتهي تماماً عند وضعه لآخر كلمة في روايته، ليُصبح النص الأدبي بعد ذلك كائناً مستقلاً بذاته عن المؤلف أو الكاتب. وربما تنجح هذه الكائنات (النصوص الأدبية) في الحياة خارجاً عن أرحام مؤلفيها (أدمغتهم)، وتفشل بعض الكائنات، ولكن يقيناً أن ليس كل كائن يموت قد مات بالضرورة لأنه لا يستحق الحياة؛ وإنما لأنه لم تتوفر له أسباب الحياة فقط، والعكس بالعكس كذلك. وهنا نجد أننا أمام سؤال آخر وهو السؤال الذي تفضّلت به، ولكنه بتعبير آخر: ما هي أسباب حياة النصوص الأدبية؟ ومما لاشك فيه –بناءً على هذه المقدمة- أن الكاتب لا يتدخل في إحياء أو إماتة النص، وإنما يخضع النص لظروف موضوعية جداً، تكون سبباً في نجاتها من الموت أو الانتحار الأدبي (إذا جازت التسمية)، وهذا المناخ في اعتقادي يتمثّل في النقد. ويؤكد هشام على أن النقد قد يعمل –دون أن يدري- على إحياء بعض الأعمال الأدبية، وعلى قتل بعضها الآخر بالمقابل. وإنه لمن المفيد لنا أن نعرف أن رواية الأستاذ الطيّب صالح - رحمه الله - (موسم الهجرة إلى الشمال) لم تنل حظها من الشهرة والانتشار إلاّ بعد الكتابة حولها، وتناولها بالنقد من قبل ناقد له اسمه ومكانته، وهو الناقد الراحل: رجاء النقاش. وأذكر أن الأستاذ الطيّب صالح نفسه، قد أشار –في إحدى اللقاء الصحفية- إلى أنه ليس بأكثر الكتاب السودانيين حرفية أو إبداعاً، ولكنه أكثرهم حظاً.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: هشام آدم)
|
حيدر ازيك
سلام يا هشام
الا توافقونى الراى بان الروائى السودانى يفتقد الاسلوب الامثل فى الترويج او التسويق عن نفسه كقاص او روائى
وهل اسلوب انا اكتب وعلى القراء اظهارى و تقييمى هو الانجح؟
هل يرتاد الروائيون السودانيين منتديات الادب والفكر وتجمعاتهم لاظهار انتاجهم الادبى و تعريف انفسهم؟
لقد سمعت مرة الكاتب المصرى القدير جمال الغيطانى يتحدث بايجابية عن بشرى الفاضل , هل يعرف نفس الكاتب اخرون من السودان , هل تقديم كبار الكتاب لصغارهم يفيد ويلمع الكاتب.
هل من الضرورى ان يشتهر الكاتب فى بلده ووسط ناسه قبل ان يتداول انتاجه اخرون خارج بلده ( اعنى بالبلد موطنه الاصلى )؟
هذه الاسئلة وغيرها يا هشام ويا حيدر وكل المتابعين اراها مهمة , فهلا افدتونا افادكم الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: حامد محمد حامد)
|
الأستاذ : حامد محمد حامد تحية طيبة
أسئلتك التي طرحتها هنا هي في الحقيقة أسئلة في غاية الأهمية وربما كانت إجاباتها لتضع يدنا على حلول أزمة الكتابة والنشر في السودان، وتفسير ظاهرة التغييب التي تناولها الحوار الصحفي
نحن بحاجة ماسة (وطالما طالبنا بذلك) لوجود عمل مؤسسي ومنهجي يسوّق ويُروّج للكتاب السودانيين ولأعمالهم الأدبية والفنية الإبداعية لأن كل ما يتم الآن على الساحة ما هي إلا مجرّد محاولات فردية قد لا تؤدي الغرض المطلوب منها.
إليك فيما يلي مداخلة أحد المشاركين على الحوار أعلاه إلى حين أعود لأسئلتك بشيء من التفصيل. Quote: لا يوجد تجاهل أو إهمال متعمد، ولكن يبدو أن طبقة الكتاب والمثقفين السودانيين أنفسهم لا يرغبون في مشاركة الأدب مع غيرهم من الأدباء العرب. فالغياب الواضح للأسماء السودانية والمشاركات من السودان في المحافل الثقافية والأدبية العربية هو شيء يخص الأخوة الكتاب في السودان وبالتالي فلا يُمكن لأحد أن يلقي اللوم على القارئ العربي فالقارئ العربي قد يقرأ كل ما يقع أمام عينه من أعمال جيدة. إذا كان لابد هناك من اتهام فالاتهام موجه في الحقيقة إلى الأدباء والكتاب السودانيين. وشكراً
ناصر الشمراني 12:36 مساءً 2009/04/28 |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: هشام آدم)
|
Quote: حيدر الزين يا صديقي شكراً على نقل هذا الرابط
|
هشام يا ملك
تحياتي
انت عارف انا زول مثقف وكدة يعني بقرأ الرياض والوطن يوميا بس بفط صفحات الثقافة والرياضة :)
اتصل على صاحبنا مبارك الطيب قال شوف جريدة الرياض الملحق الثقافي قلت ليهو في شنو يازول قال افتحها بس وشوف شنات السوداني المنزل صورتو نص صفحة وبلا خجلة جنب الطيب صالح :)
اها فتحتها وكنت منورة الجريدة ههههه
المهم يا حبيب طبعاً كلامك الفوق دا تتناولوهو انت والاستاذ حامد محمد حامد دا شعراً ....
لكن لو فتحت باب العنصرية وما أدراك قول عووووك بنجيب عكازنا ونجيكم
تحياتي يا ملك
وشكراً لدخولك الثر كاالعادة يا استاذ حامد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: HAIDER ALZAIN)
|
الأخوة الأعزاء هنا تحياتى
العزيز هشام أدم, أجدنى أتفق معك فى ما ذكرت. و لكن يا عزيزى ماذا عن القارئ السودانى؟؟
* دور النقد فى إبراز الجميل من الأعمال و تعبيد الطريق للجيل القادم من الكتاب؟
* دور الإعلام فى عرض و تقييم الأعمال.
* دور المهتمين و دور المنابر فى تقديم الكتاب و كذلك ترشيح الأعمال المتميزة للقرأ.
على العموم أحيى دورك المتميز فى المنبر (نقد, كتابة, تقديم, ...) و أجدنى أهتم بالقأرى السودانى أكثر ؛ على الأقل الآن.
و لى عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: Abuzar Omer)
|
(*)
الأخ / هشام آدم ..
تحياتي ..
هنالك ظلم لا شك واقع لكنه ليس من الآخر فحسب .. أعتقد أن تقاليد العمل الروائي (التراكمية) معدومة لدينا .. وأننا نظلم أنفسنا قبل أن يظلمنا الآخرون ..
كم منا يعرف :
إبراهيم إسحاق كروائي ..؟
داخل السودان ناهيك عن خارجه ..
وثانياً :
تجاربنا (دون الطيب صالح) ليست من النضج بمكان حتى تبيح لنا الحديث عن ظلم الآخر ..
أغلب الذين لهم إنتاج روائي لا تستطيع أنت كسوداني قراءتهم ناهيك عن الآخر .. والسبب أنهم يكتبون بغية الوصول إلى الآخر (تعمداً) .. الكتابة للذات للأنا للمحيط (الداخلي) هي العالمية بعينها ..
إن إستطعنا الكتابة عن ذاتنا والتعبير عنها جيداً .. عندها نستطيع الوصول للآخر ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: Abuzar Omer)
|
Quote: * دور النقد فى إبراز الجميل من الأعمال و تعبيد الطريق للجيل القادم من الكتاب؟ * دور الإعلام فى عرض و تقييم الأعمال. * دور المهتمين و دور المنابر فى تقديم الكتاب و كذلك ترشيح الأعمال المتميزة للقرأ. |
الأخ : أبوذر عمر تحية مسائية طيبة
لاشك أن للنقد والإعلام دوراً أساسياً في هذه العملية وقد تطرقت من قبل في مقال لي بعنوان نقد الانتلجنسيا السودانية إلى دور النقد وتأثير غيابه على مستوى الإبداع السوداني بشكل عام، وعلى انتشاره بشكل خاص، كما أننا لا نغفل دور المثقف السوداني نفسه في هذه العملية وفي مقال بعنوان الهامش في الأدب السوداني تكلمتُ عن الدور السلبي الذي يلعبه المثقف السوداني إزاء العملية الإبداعية
كل هذه الأمور بحاجة لمناقشة وسوف آت على ذلك في وقت لاحق
لك مني كل التحية والتقدير
--------------- (الزول زاتو) حسي حيدر الزين ده هو الشاهرني؟ ياخ ما احترمتني زاتو :) على العموم أمنياتك الجميلة دي بتغفر ليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: هشام آدم)
|
الأخ : حامد محمد حامد تحية طيبة
أعتذر أولاً عن التأخر في الرد على مداخلتك السابقة،ولكن مشاغل العمل التي لا تنتهي
لقد تناولت في مداخلتك السابقة العديد من النقاط الجيّدة والتي يُمكن أن تفتح مجالاً واسعاً لحوار مطوّل حول أسباب تغييب الرواية السودانية بشكل خاص والأدب السوداني بشكل عام، وأشرت في مداخلتك إلى أن الكاتب السوداني يفتقد إلى الأسلوب الأمثل للترويج عن نفسه، وفي حوار أجرته معي الروائية والصحفية لنا عبد الرحمن لمصلحة جريدة "صوت البلد" القاهرية تطرقتُ إلى هذه النقطة بالتحديد، وقلت إن غياب الدور الرسالي لدور النشر، وإهمال النقاد لبوصلة وجوهر النقد هو ما جعل عبء الترويج يقع مباشرة على الكاتب، وأصبح –بالتالي- ما لم يكن مناطاً به إحدى المسئوليات التي وقعت على عاتقه بالتبادي. أعني أن وضيفة الكاتب والمبدع يجب أن تنتهي تماماً حدّ الإبداع، وأنّ مسألة الترويج للعمل الإبداعي يجعلنا نعتقد أنه من قبيل التلميع للذات، ولكن وفي ظل غياب كامل لدور النشر والنقاد في العملية التكاملية بين القارئ والكاتب والنص الإبداعي؛ نجد أنه أصبح لزاماً على الكاتب أن يخوض هذه المعركة بنفسه، وأنا إذ أقول معركة فإنني أعني ما أقول، فسوق الكتاب أصبح سوقاً تنافسية تصطدم به مصالح دور النشر وعلاقات النقاد بالمبدعين كما تظهر بادية سطوة الأسماء الكبيرة واللامعة والتي تحتكر -بطريقة أو بأخرى- سوق الكتاب. وعملية الصراع مع كل هذه العوامل هو صراع مشروع كما أعتبره، بل وصحي كذلك ولا يعني أبداً أننا لا نحترم فهم القارئ وعقليته على الإطلاق، كما لا يعني أننا لا نحترم الأسماء الأدبية الكبيرة التي نتنافس معها.
ومن قبل خضنا هنا (في سودانيزأولاين) نقاشاً حول دور المبدع السوداني في توصيل عمله للمتلقي غير السوداني (العربي)، وكانت حصيلة هذا النقاش هو وجود نماذج لها حجمها ومكانتها في تاريخ الأدب السوداني تدعم نظرية (أنا أكتب لأني كاتب، وعلى القارئ أن يُمارس –بالتالي عمله) وهو ما تفضّلت به في مداخلتك السابقة. وأنا في الحقيقة ضد هذه الفكرة، لأنه -كما قلت- أصبح إحدى الصراعات التي توجّب –مؤخراً- على المبدع خوضها مُكراً. وهؤلاء الذين مازالوا يرون أن عمل المبدع ينتهي حدّ الإبداع، وأن على القارئ أن يسعى للحصول على هذا الإبداع هو أمر غير متوافق مع متطلبات ومستجدات سوق الكتاب كما قلنا.
ومن ناحية أخرى، فإن سوق الكتاب فقد إلى حدّ كبير بريقه مع ظهور التقنيات الحديثة ووسائل المعلومات المتقدمة، والتي جعلت الحصول على المعرفة والأعمال الإبداعية أقل سهولة، وبالتالي فإن القراء بشكل عام أصبحوا منشغلين عن البحث عن الأعمال الإبداعية بالعديد من الأشياء التي قد تكون بالنسبة إليهم بكثير؛ كالجري وراء لقمة العيش، وكمحاولات البعض إلى امتهان مهنة الكتابة، طالما أنها لم تعد تتطلب أكثر من مجرّد (خط انترنت) وكلمة مرور في إحدى المواقع الإلكترونية.
وكما تفضّلت أخي الفاضل فإن غياب الحضور السوداني في المحافل الأدبية، ربما كان ناتجاً من إحساسنا بالخجل تجاه مسألة الترويج لأنفسنا، وهذا أمر محزن بالفعل، فالعديد من الفعاليات الأدبية والأمسيات والمنتديات الثقافية يغيب عنها العنصر السوداني، الأمر الذي يجعل القارئ والمتلقي العربي لا يكاد يعرف عن الأدب السوداني إلا القليل جداً، وخاصة وأنّ هنالك مجموعة كبيرة من الكتّاب السودانيين يتوجهون بكتاباتهم الإبداعية تجاه السودانيين فقط، وهذا أمر آخر يُثير القلق والغضب، فعولمة الكتابة هي إحدى الوسائل الناجعة في كسر صدفة الانغلاق التي يعيش داخلها المبدعون والكتّاب السودانيون، وربما تمكّنتَ من معرفة ذلك من خلال قراءتك لمقالي (نقد الانتلجنسيا السودانية).
أمّا بخصوص ضرورة انطلاق الكاتب من داخل بلده إلى الخارج التي تحدثتَ عنها في مداخلتك والتي تدعم المقولة المشهورة (المحلية هي طريق العالمية)، فأنا لا أكاد أصدقها أو أؤمن بها حتى، وأرى أنّ العديد من النماذج والأمثلة تضرب هذه المقولة من جذورها، لاسيما في المشرق العربي. فالعديد من الكتّاب الذين مارسوا الكتابة الإبداعية داخل أوطانهم ظلوا محبوسين المعرفة المحلية دون أن يعرف بهم أحد على الإطلاق. أضف إلى ذلك أننا كقراء (أفراد ومؤسسات) لا نكاد نعترف بمبدعينا إلا بعد موتهم أو بعد تكريمهم من الآخر. وهذا ما حدث للفيتوري والطيب صالح وليلى أبو العلا ومحسن خالد وجمال محجوب وأمير تاج السر (صاحب بيت النمل) وغيرهم كُثر.
وتشعر بالصدمة البالغة إذا عرفت أن معظم –إن لم يكن كل- الأسماء السودانية اللامعة لا تزال مجهولة للآخر. فمن يعرف عن مختار ود عجوبة مثلاً، ومن يعرف عن عيسى الحلو أو علي المك أو فضيلي جمّاع محيي الدين فارس أو التيجاني يوسف بشير أو إبراهيم إسحق إبراهيم وغيرهم، وغيرهم؟ لا أحد على الإطلاق سوانا نحن. لماذا؟ هل لا يستحق إبداع هؤلاء الانتشار؟ هل كان إبداعهم غير متسق وشغف القارئ العربي (الآخر) في البحث عن المتعة القرائية؟ هل كان إبداعهم أقل قدراً وقيمة من إبداع الأسماء العربية الأخرى؟ أنا لا أعتقد ذلك، ولكننا كسالى حيال الترويج عن أنفسنا وعن أسمائنا ونماذجنا وأعلامنا الأدبية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: هشام آدم)
|
الأخ : أبوذر عمر تحية طيبة وبعد
وأعتذر لك –كذلك- عن تأخري في الرد عليك
لقد تناولت في مداخلتك سؤالاً عن القارئ السوداني، والقارئ في الحقيقة هو حلقة في سلسلة يجب أن تكون متكاملة تبدأ من الكاتب وتمر بالناشر والنص ككائن منفصل تماماً عنهما، ثم تنتهي بالقارئ لتعود الكرّة مرّة أخرى من القارئ إلى الكاتب وذلك في شكل خلق نوع معيّن من العلاقة بين القارئ والكاتب، سواء أكانت هذه العلاقة علاقة سلبية أم إيجابية. المشكلة الحقيقية –كما أراها- أننا ندمن المستورد، حتى على في تعاملنا مع النماذج المحلية. والمستورد هنا ليس بالضرورة المستورد الخارجي، ولكن أعتقد أنّ هنالك مستورد محلي كذلك. فوسائل الإعلام مثلاً لا تهتم أبداً بقضية البحث عن المواهب وإبرازها للمتلقين، رغم أن هذا هو إحدى الأدوار المناطة بها. وكذلك هنالك قصور كبير –حسبما أرى- في دور المؤسسات الثقافية والأدبية في نفس الاتجاه.
من المفترض بوسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية أن تكون هي المبادرة بخلق مثل هذه الاكتشافات عبر لقاءات وبرامج تحفيزية وتشجيعية ومسابقات (تماماً مثل برنامج نجوم الغد مثلاً) أن تفتح لهؤلاء المبدعين قنوات يستطيعون من خلال نشر إبداعهم وتعريف المتلقين بهم. والملاحظ الآن أن الوسائل الإعلامية لا تتناول الاكتشافات بقدر ما تتناول الظواهر، بمعنى أنها تنتظر حتى يُصبح المبدع ظاهرة ثم تتسارع إلى استضافته. أين كانت هذه الوسائل الإعلامية قبل ذلك؟ لماذا غاب دورها حول اكتشاف هذه المواهب؟ لماذا ننتظر حتى يتم تكرم مبدعينا في الخارج حتى نحتفي بهم (أخيراً) عبر وسائلنا؟ هذه هي المشكلة.
وبالتأكيد هنالك غياب كبير لدور النقد، ولقد تكلمتُ في غير مرّة عن التشويه الذي طال حركة النقد في السودان وعبّرت عن ذلك في بوست (نقد النقد السوداني) لقد أصبح النقد عبارة عن أخوانيات، وتبادل مصالح لا أكثر، ولكن يكاد النقد الحقيقي والجوهري يختفي تماماً، وبالتالي يختفي دوره الفاعل في الكشف عن المبدع وإبداعاتهم. يجب أن نأخذ كل هذه المشكلات في الاعتبار؛ وإلا فإننا سوف نظل نجتر لعناتنا للآخر ونتهمه بأنه هو من لا يهتم بالأدب السوداني ولا يهتم بمعرفة ما لدينا من إبداع ومن ثقافة وأدب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هشام آدم يتهم القارئ العربي بالإهمال المتعمد للرواية السودانية .. جريدة الرياض (Re: هشام آدم)
|
الأخ : كمال الزين تحية طيّبة
أتفق معك تماماً حول ظلمنا –نحن- لأنفسنا، وهذا ما حاولتُ الإشارة إليه في مقال الهامش في الأدب السوداني وهذه مشكلة حقيقية بالفعل، ويجب علينا أن نسعى لمعالجتها عبر آليات ثقافية جادة، فغياب العمل المؤسسي يُساهم كثيراً في تفاقم هذه المشكلة أو على الأقل بقائها على ما هي عليه.
أما بالنسبة لعدم نضوج التجارب الإبداعية؛ فإنني لا أتفق معه بصورة كاملة، فهنالك نماذج كثيرة جداً –غير الطيب صالح- تصلح فعلاً لأن تكون واجهات مشرقة للأدب السوداني، بل وأكاد أقول بأن الطيّب صالح ليس هو الروائي الوحيد المُجيد في السودان، ولكنه فقط (كان محظوظاً) كما قال –رحمه الله- عن نفسه. هنالك العديد من النماذج الواعية والناضجة في التجربة السردية السودانية، ولكنها تفتقر إلى الترويج من ناحية وإلى الاهتمام من ناحية أخرى.
أضف إلى ذلك أنّ الآخر لم يصل بعد إلى مرحلة هضم الأعمال الإبداعية السودانية ومعرفتها العميقة ليُقرر على ضوئها تصنيف الأسماء. ونحن نرى كيف يُسوّق الآخرون لأنفسهم ولكُتابهم، فروائي كعلاء الدين الأسواني (مثلاً) لا يُمكن أن يُصنّف ضمن قائمة الكتاب المُجيدين، ولكن المؤسسات الثقافية والأدبية تسعى إلى تلميعه رغم أنه طبقات واسعة من المثقفين لا يرونه مبدعاً أو على الأقل لا يأتي في المراتب المتقدمة من قائمة المبدعين.
وهنالك –بالمناسبة- أمثلة كثيرة جداً، وأسماء لا يُمكن حصرها، نقرأ لها ونعرفها في حين أنها لا تمتلك قدرة إبداعية كما لدى العديد من الكُتاب المغمورين في السودان مثلاً. هذا هو ما يفعله الترويج، وهذا ما تفعله المؤسسات الثقافية. وعندما يصل إلينا أدب الآخر يُمكننا بعد قراءتها وهضمها إقرار أن هذا جيّد وهذا أقل جودة وهذا رديء، ولكن نعلم تماماً أنه توجب علينا أن نعرف عن هذا الأدب أولاً قبل إطلاق هذه الأحكام.
وربما ليس الأدب السوداني الوحيد من الآداب التي تعاني التهميش وتبرز للآخر في شكل أسماء وليس تراث ثقافي وأدبي واضح المعالم، فمن من الكُتاب الكولمبيين نعرف غير ماركيز؟ وماذا نعرف عن الأدب الصيني والياباني مثلاً؟ لا شيء. إن عملية اقتحام الآخر هي في الواقع عملية مشتركة لا يقع عبؤها على المُنتج للإبداع، ولكن على المتلقي كذلك، فقط عندما توجد الرغبة والتواضع.
| |
|
|
|
|
|
|
|