|
Re: قصة صلب المسيح (Re: هشام آدم)
|
_______________________________
قصة صلب المسيح كما ورد في إنجيل متّى من الإصحاح السادس والعشرين إلى الثامن والعشرين
يحكي إنجيل متّى قصة صلب المسيح والخيانة التي حدثت من إحدى حواريه أو بعضهم، حين سلّموا جسده وقصة قيامته بعد ذلك. فيقول الإصحاح أن المسيح عندما أكمل كلماته توجّه لتلاميذه فأخبرهم بخبر موته وصلبه. وكان ذلك قبل عيد الفصح بيومين. وفي ذلك الوقت كان كبار الكهنة والشيوخ مجتمعين ليتباحثوا في كيفية الحصول على المسيح والنيل منه لقتله. ويذكر إنجيل متّى أن رئيس الكهنة الذي اجتمع عنده هؤلاء كان اسمه "قيافا" وفي هذا الاجتماع التاريخ اتفق الجميع على ألا يكون يوم قتله في العيد تفادياً لأي ثورة شعبية قد يقوم به أتباعه وكان كثرين. وربما أنهم خشوا أن يستهجن الناس – حتى ممكن لم يكونوا مؤمنين بالمسيح – أي جريمة قتل تحدث منهم لا سيما في عيد الفصح لما له من قدسية عندهم. فاتفقوا على أن يجعلوا يوم موته بعد العيد ، أي أول يوم الفِطر.
في ذلك اليوم كان المسيح مع حواريه في بيت رجل يقال له سمعان الأبرص. وهذه الحادثة تدل على أن المسيح كان يعلم – كما يروي إنجيل متّى – قرب موعد موته. إذ جاءت امرأة لم يذكر الإنجيل اسمها، ولكنها قد تكون مريم المجدلية، فأفرغت على رأسه من زجاجة عطر كانت غالية الثمن، فغضب الحواريون من فعلتها تلك لأنهم اعتبروا ما فعلته تلك المرأة بذاراً وتبذيراً وأنه كان من الممكن أن يشتروا بثمن هذا العطر ما يسد رمق الجياع والفقراء. فهدأ المسيح من روعهم وبارك لها ما فعلت وقال لهم إن المرأة تعلم ما سيحدث لي فالفقراء باقون معكم أما أنا فراحل عنكم. وربما كان العطر هذا تجهيزاً لكفني. بعدها خرج أحد الحواريين واسمه يهودا الاسخربوطي وبدأت المساومة بينه وبين كبار الكهنة على الثمن الذي في مقابله سوف يمكنهم من المسيح، فاتفقوا معه أنهم سوف يعطونه 30 قطعة من الفضة وقبل هو بهذا السعر. وفي الوقت المحدد وهو أول يوم من أيام الفِطر اجتمع المسيح مع حوارييه الاثني عشر حول مائدة وهم يأكلون فأخبرهم أن أحدهم سوف يسلّمه إلى كبار الكهنة، وبدأ يروّعهم من عقاب ذلك الشخص الذي تآمر عليه وكان مما قاله: "كان خيراً له لو لم يولد" فخاف الجميع وحزنوا وبدؤوا يسألونه الواحد تلو الآخر "هل هذا الشخص هو أنا؟" وعندما سأله يهودا الاسخربوطي قال له المسيح "أنت قلت" وكانت هذه عادة المسيح في الإجابة بالإيجاب عندما يُسأل. وكان مما قاله "اقتسموا ثيابي وألقوا على ثيابي القرعة" ولم يفهم أحد منهم مقصده من ذلك.
وفي تلك الجلسة حدثت القصة المشهورة عندما أخذ المسيح بالخبز وقطعه ووزعه لحواريه وقال لهم كلوا فهذا هو جسدي، وصبّ لهم شراباً في كأس، وقال لهم اشربوا منها كلكم فهذا هو دمي للعهد الجديد. وبعدما فرغوا أخبرهم المسيح بأنه منذ هذه اللحظة صائم عن الأكل والشرب وممتنع عنه وأنه لن يأكل ولن يشرب أي شيء إلا بعد موته أو كما سمّاه الإنجيل "ملكوت أبي" ثم خرج الجميع إلى جبل الزيتون. وهناك أخبرهم المسيح أنه عندما يقبض عليه فسوف ينكره الجميع وينكرون معرفتهم به. فقام أحد حوارييه واسمه "بطرس" وتعهد إليه بأنه سوف يظل على إيمانه به وإن أنكره الناس أجمعين، فالتفت إليه المسيح وهو يقول "سوف تنكرني ثلاث مرات قبل أن يصيح الديك" فأصر بطرس وجميع الحواريين أنهم لن ينكروه ولن يتخلوا عنه حتى إذا ماتوا في سبيل ذلك. فسكت يسوع وهو يبتسم وانطلق هو ومن معه إلى قرية جثسيماني. وعندما وصولها تركهم المسيح في مكان ما وذهب ليصلي في مكانٍ آخر بعيد عنهم ولكنهم لم يذهب وحده بل أخذ معه بطرس وشخصاً آخر. وكان المسيح حينها مكتئباً وحزيناً. وبعد أن فرغوا من الصلاة طلب منهم أن يسهروا معه بقية الليل. وتنحى منهم جانباً وبدأ يصلي ويدعو الله. وعندما فرغ من ذلك وجد أن أصحابه قد ناموا. فعاتبهما أنهما ما قدرا أن يسهرا معه. ثم تنحى عنهم مرة أخرى وبدأ يصلي ولما عاد وجدهم هذه قد عادوا للنوم مرة أخرى. فأيقظهم وعاتبهم ثم تنحى عنهم مرة أخرى وصلى وعاد فوجدهم نائمين للمرة الثالثة وعندما عاد للمرة الأخيرة أيقظهم وصارحهم بدنو أجله وباسم الشخص الذي سوف يسلّمه لكبار الكهنة.
وبينما كان المسيح يتكلم إلى أصحابه إذا بيهودا قادم ومعه نفر كثير من كبار الكهنة والشيوخ وهم يحملون سيوفاً وعصياً. وكان يهودا قد اتفق معهم أنه سوف يدلهم على يسوع بإشارة ما وهي "التقبيل" فالشخص الذي يقبّله يهودا هو المسيح وبذلك يعرفه كبار الكهنة ويلقوا القبض عليه. وبالفعل ، عندما جاء يهودا سلّم على المسيح وقبّله فألقى الرجال القبض عليه وانهالوا عليه ضرباً ( القصة الإسلامية تقول أن يهودا أشكل عليه شكل المسيح فقبّل شخصاً آخر. وذلك أن الله قد ألقى شبه المسيح على واحد من الاثنين الذين معه فهو إما أن يكون بطرس أو الرجل الثاني ) وعندما حدث ما حدث حاول الاثنان اللذان مع المسيح المقاومة والدفاع عنه فقيل أن أحدهم استل سيفه وضرب خادم كبير الكهنة فقطع أذنه، ولكن المسيح أمر صاحبه بأن يغمد سيفه وقال له قولته المشهورة "إن كل الذين يأخذون السيف، بالسيف يهلكون" ودار حديث بين المسيح وبين يهودا والكهنة غير أن الذين كانوا مع المسيح تركوه وهربوا. وسيق المسيح إلى رئيس الكهنة حيث كان هناك جمع غفير من الكتبة والشيوخ. فتبعهم بطرس خفية من حيث لم يشعروا به. وعندما دخلوا دار رئيس الكهنة "قيافا" فتسلل بطرس إلى القصر وجلس يراقب من مكانٍ بعيد. وهنا أقيمت على المسيح محاكمة بتهمة الشروع في نقض هيكل الله. وطالب الكهنة بشهود الزور فتقدم شاهد زور واحد وقال "هذا قال إني أقدر أن أنقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه" فسأل كبير الكُهان المسيح في قوله في زعم هذا الشاهد، لكن المسيح لم يُجب بشيء والتزم الصمت. فسأله للمرة الثانية "هل أنت ابن الله؟" فقال المسيح "أنت قلت" عندها استشاط غضب رئيس الكهان وأمر بقتله. في هذه الأثناء لمحت إحدى جواري القصر بطرساً وهو جالس يراقب من مكان متخفٍ فأمسك به وسألته "أنت كنت مع يسوع الجليلي" فأنكر وأحدثت تلك جلبة كبيرة فأمسكه الرجال وقادوه إلى بهو القصر، فلما سألوه أنكر للمرة الثانية، وعندما سأله كبير الكهنة أنكر للمرة الثالثة وعندها صاح الديك فتذكر بطرس كلام المسيح "إنك تنكرني ثلاث مرات قبل صياح الديك" وعندها ولّى هارباً وهو يبكي. وأُمر بالمسيح فحُبس. وفي الصباح وبعد أن تشاوروا أمرهم توصلوا إلى قتله. فأمروا به وأوثقوه وذهبوا به إلى الوالي الروماني وكان يدعى بيلاطس البنطي.
قيل أن يهودا الذي أسلّم المسيح للكهنة لم يكن يعرف أنهم سوف يأمرون بقتله، وعندما عرف ندم على ذلك وردّ النقود التي استلمها من الكهنة إليهم وقال لهم "لقد أخطأ عندما سلّمتكم دماً بريئاً" ورمى بالنقود وخرج. وقيل أنه انتحر بعد ذلك. وتشاور رؤساء الكهنة فيما يفعلونه بالنقود الفضية فقال بعضهم "نودعها في الخزانة" لكن البعض الآخر اعترض لأنه لا يجوز ان يود ثمن الدم في الخزانة الكهنوتية. وبعد تفكير طويل توصلوا إلى أن يشتروا به قطعة أرض او حقلاً يجعلونه مقبرة للغرباء ولهذا سمي الحقل بحقل الدم. وفي الجهة الأخرى كان المسيح قد مثل أمام الوالي الذي كان يسأله "هل أنت ملك اليهود؟" فقال له المسيح "أنت تقول!" وبعدها التزم المسيح الصمت نهائياً ولم يجب عن أي شيء سألوه بعدها. وقيل أن الوالي كان قد اعتاد على إعفاء بعض المساجين في العيد. وكان هنالك سجين مشهور اسمه باراباس. فبدأ الوالي بمساومة الحضور على إعفاء المسيح أو باراباس فطالب الجميع بإعفاء باراباس وقيل أن الوالي كان مشفقاً على المسيح لأنه علم أن من أتى بالمسيح وسلّمه ما فعل ذلك إلا بدافع الحسد فقط. وقيل أن زوجة الوالي أخبرته أنها رأت في منامها أمراً محزناً يخص المسيح وحذرته من قتله. وقد حرّض رؤساء الكهنة الناس على أن يطالبوا بإعفاء باراباس بدلاً من المسيح، فكان لهم ما أرادوا عندها أخذ ببلاطس بعض الماء وغسل يده أمام الجميع وهو يقول "إني بريء من دم هذا البار" فترك الوالي أمر المسيح للناس الذين أخذوه ليصلبوه. فنزعوا عنه ثيابه وألبسوه رداءً من القرمز وصنعوا من بعض الأشواك إكليلاً ووضعوه على رأسه وبدؤوا يضربونه على رأسه وبشّعوا به أيما تبشيع ثم إنهم نزعوا عنه رداء القرمز وألبسوه ثيابه مرةّ أخرى وقادوه ليصلبوه.
قيل أن الأرض التي صُلب فيها المسيح اسمها "جلجثة" بضم الجيمين. وبدؤوا يحاولون سقايته بشراب خل ممزوج ببعض المرارات فأبى المسيح أن يشرب. فشرعوا في صلبه ونزعوا عنه ثيابه واقتسموها بينهم بالقرعة وتحققت نبوءته في ذلك. وقيل أن هنالك لصان قد صلبا معه في نفس المكان، وقد كتبوا لافتة مكتوب عليها "هذا هو يسوع ملك اليهود" وسخروا منه وهو في هيئته تلك أن خلّص نفسك يا من تدعي القدرة على نقض هيكل الله وبنائها في ثلاثة أيام. إن كنتَ ابن الله فانزل عن الصليب. ليس ذلك فحسب، بل حتى أن اللصان المصلوبان إلى جواره كانا يسخران منه كذلك. وظل المسيح معلّقاً على الصليب من الصباح وحتى المساء، ويذكر إنجيل متّى أنه في الساعة التاسعة سمع الناس المسيح وهو يصرخ صرخة قوة سمعها الجميع وهو يقول "إيلي إيلي ما شبقتني" وهي تعني "إلهي إلهي لم تركتني؟" فنهض إليه أحدهم وحاول أن يسقيه شراب الخل غير أن رجلاً آخر طلب منه ألا يفعل وقال إذا كان قد نادى الله فلننظر إذا كان الله سوف ينقذه. عندها صرخ المسيح صرخة أعظم من الأولى وفاضت روحه بعد ذلك. ويذكر الإنجيل أن حجاب الهيكل قد انشق إلى نصفين وحدث زلزال عظيم فتح قبور الموتى فخرج كثير من القديسين الموتى وخرجوا من قبورهم ودخلوا المدينة وكان من بينهم المسيح وقد رآهم كثيرون آنذاك فعرفوه وقالوا "هذا فعلاً ابن الله" وكان من بين من عرفوه مريم المجدلية وسيدة أخرى تدعى مريم أيضاً ويذكر إنجيل متّى أن مريم الأخرى هذه هي أم يعقوب ويوسى وابن زبدي. وهذا الأخير كان هو الشخص الثاني فيمن ذهب مع المسيح ليصلي وطلب منهم السهر معه فناموا. ويذكر الإنجيل أن رجلاً من أغنياء الأتباع واسمه يوسف تقدّم لبيلاطس وطلب جسد يسوع ودفنه في قبر جديد بعد أن لفّ جسده في كتان وقيل أن هذا القبر قد نُحت في صخر ووضع حجراً ضخماً على باب القبر ومضى. ولقد رأت كل من مريم المجدلية ومريم الأخرى هذا الحدث ، ولكنهما آثرتا المكوث إلى جوار القبر على الذهاب مع يوسف.
كان كبار الكهنة قد ذهبوا إلى الوالي وأخبروه بأمر ما ادعاءه المسيح من أنه سوف يقوم من قبره في اليوم الثالث لدفنه. فطلبوا من أن يأمر بعضاً من الحراس لحراسة قبره حتى لا يقوم تلاميذه بسرقة الجثمان والإدعاء بأنه خرج من قبره كما ادعى وبذلك تكون الفتنة وكان لهم ذلك. ويذكر إنجيل متّى أن مريم المجدلية ومريم الأخرى جاءتا لزيارة قبر المسيح بعد السبت وإذا بزلزال عظيم، هزّ الأرجاء فإذا بمَلك ينزل من السماء ويدحرج الحجر عن باب القبر ولقد رآه حراس القبر كذلك لكنهم لم يقووا على الحركة فأصبحوا كالأموات. فخاطب الملاك السيدتين "لا تخافا أنتما فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. إنه ليس هنا لأنه قام كما قال" وأمرهما بالنظر إلى القبر فلم يجداه. فطلب منهما الملاك أن تذهبا إلى تلاميذ المسيح وتطلبان منهم أن يلحقوا به إلى مدينة "الجليل" وهناك حيث يمكن لهم أن يروه. وبالفعل ذهبتا إلى القوم وهما في الطريق صادفهما المسيح وسلام عليهما وأخبرهما بضرورة أن تذهبا أيضاً إلى تلاميذه لملاقاته في الجليل. في هذه الأثناء استطاع الحراس الذين فاقوا من هول الصدمة الذهاب إلى رؤساء الكهنة وأخبروهم بما رأوه، ويبدو أن رؤساء الكهنة قد رشوا الحرس ليشيعوا بين الناس أن تلاميذ المسيح هم من سرقوا الجثمان من القبر وأنهم كانوا نياماً فلم يشعروا بذلك. وطمأنوهم أنهم سوف يشفعون لهم عند الوالي عندما يعلم بأمر إهمالهم في حراسة القبر. فكان لهم ما أردوا. وهذا ما تقوله اليهود حتى اليوم. أما بالنسبة للحواريين أو تلاميذ المسيح الذين نقص عددهم إلى أحد عشر رجلاً بعد أن انتحر يهودا فقد توجهوا إلى الجليل وقابلوا المسيح هناك فعرفوه إلا أن بعضاً منهم شكوا في أن يكون هو نفسه. فقال لهم المسيح "دُفع إليّ كل سلطان في السماء والأرض فانطلقوا وتلمدوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الأب والابن والروح القدس" وأوصاهم بأن يحفظوا عنه وصاياه التي حفظها لهم وطمأنهم بأنه سيكون معهم كل الأيام إلى انقضاء الدهر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة صلب المسيح (Re: jini)
|
______________________________
العزيز : جني
القصة أعلاه تروي فقط اللحظات الأخيرة من حياة اليسوع.
أما عن قصة ولادته وكلامه في المهد فهو موضوع شائك ومتداخل. وربما كانت هنالك عدة روايات عن مسألة كلام يسوع في المهد. لا سيما إذا عرفنا أن هنالك بعض الأناجيل التي حرقها قسطنطين تناولت تلك المرحلة من حياة يسوع. لا سيما الإنجيل المسمى ب"إنجيل الطفولة" ولا يوجد في العهد الجديد أي ذكر لليسوع في مرحلة الطفولة ولذا علينا البحث أكثر لمعرفة الحقيقة.
فالتراث الإسلامي الذي أورد حادثة كلام يسوع في المهد لم يستطع أحد من نصارى العهد الأول للإسلام دحضه أو حتى مناقشته رغم أنهم كانوا كثيري التشكيك في كل ما يقوله القرآن من سير عن المسيح والمسيحية مثلما سألوه عليه السلام عن مريم وكيف أنها أخت هارون. فهم لم يسألوا عن قصة كلامه في المهد. هذا الأمر يجعلنا نقول أن الإجابة التي نبحث عنها قد تكون في الأناجيل التي حرقها أو رفضها قسطنطين.
وربما كانت الإشارة الوحيدة الواردة عن حديث يسوع في مهده في الأناجيل المصححة هو ما ورد في إنجيل لوقا عندما تحدث عن هذه الحادثة في الإصحاحات ما قبل ال66 عندما تناول خوف الجيران من هذه الحادثة. ورغم أن الكنيسة تحاول إيهامنا أن المقصود في هذه الإصحاحات هو نبي الله زكريا والذي كان صائماً عن الكلام كما أكّد القرآن الكريم (قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويا) ولكن هذا الكلام يُجانب المنطق في نظري إذ أنه لا شيء يستوجب الخوف والفزع عندما يتكلم شخص صائم، بل الأقرب إلى التصديق هو أن يفزع أحدنا عندما يتكلم طفل في المهد.
وما كان كلامه في المهد إلا على سبيل المعجزة من ناحية، ومن ناحية أخرى إثبات براءة مريم من خطيئة الزنا. ولماذا كان لزاماً على الله تبرئتها من هذه الخطيئة؟ لأن الشريعة اليهودية تقضي بقتل الزانية لا سيما إن كانت ذات صلة بالكنيسة كأن تكون ابنة كاهن مثلاً وأن يكون الموت بالحرق. فالشريعة اليهودية والتلمود اليهودي يقول "إذا زنت ابنة الكاهن تدنس جسد الكاهن، تحرق بالنار" ليتطهر جسد الكاهن بالتالي. إذاً فكلام يسوع كان دليل البراءة الوحيد لها لا سيما وأنها كانت صائمة عن الكلام وفي ذلك يقول القرآن الكريم (فإما تريّن من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلّم اليوم إنسيا) وفي الحقيقة فلم أقف على حقيقة نكار المسيحيين على كلام يسوع وما هو الغرض من ذلك، فكلام يسوع في المهد دليل معجزة تحسب له وليست عليه. ولكن يظل الحل في الأناجيل المنحولة بالتأكيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة صلب المسيح (Re: هشام آدم)
|
___________________________
قصة صلب المسيح حسب إنجيل مرقس من الإصحاح 14 إلى 16
يؤكد إنجيل مرقس أن رؤساء الكهنة بدؤوا التخطيط للإمساك بيسوع قبل عيد الفصح بيومين، واتفقاهم على أن قتله بعد العيد تفادياً لأي ثورة شعبية ضدهم من أتباعه ومريديه. وكما يؤكد كذلك حادثة المرأة التي سكبت الطيب على رأس يسوع وسعادته عليه السلام بذلك. كما يؤكد كذلك أن الشخص الذي تقاضى أجراً على التدليل على يسوع هو واحد من حواريه الإثني عشر واسمه "يهوذا الاسخريوطي" ولكن مرقس لم يأتِ بذكر الثمن الذي تقاضاه يهوذا على وجه التحديد كما في إنجيل متّى الذي حدّد الثمن بثلاثين عملة فضية. وربما يضيف مرقس بعض التفاصيل غير الهام حول المكان الذي تناول فيه يسوع وحواريه الفِصح في الأول من الفِطر أو الفطير إذ يذكر مرقس أن يسوع قد أرسل اثنين من أصحابه إلى المدينة وأخبرهم أنهم سوف يجدون شخصاً يحمل جرّة ماء ، فطلب منهم إذا وجدوه أن يتبعوه إلى حيث يذهب ، وأن يطلبا منه استضافتهم لتناول الفصح في بيته. وربما وصف يسوع بعضاً من تفاصيل منزل ذلك الرجل.
كما اتفق رواية مرقس مع رواية متّى حول الحديث الذي دار بين يسوع وبين حواريه الاثني عشر في ذلك البيت الذي كانوا يأكلون فيه الفصح، وإخباره لهم بأن أحدهم سوف يسلّمه للوالي ورغم أن نسق النصوص تختلف إلا أن المعنى واحد في الإنجيلين، وفيهما كليهما حدد يسوع أن هذا الشخص سيكون أحد أصحابه الإثني عشر الذين يأكلون معه. ولم يُغفل مرقس ذكر الحادثة المشهور لتقسيم الخبز والشراب من قِبل يسوع وتفريقه على أصحابه. ولا يختلف مرقس كذلك مع متّى في أن المكان الذي توجه إليه يسوع وأصحابه بعد أكل الفِصح هو "جبل الزيتون" والذي قال فيه لأصحابه أنهم سوف ينكرونه في نفس الليلة، وأثبت مرقس كذلك أن بطرس هو من حلف وأغلظ في يمينه بأنه سوف لن ينكره ولو أنكره العالم أجمع بل وإن كان جزاءه أن يموت أو يقتل معه. غير أن رواية مرقس تقول أن يسوع كان يقول له "إنك سوف تنكرني ثلاثاً قبل أن يصيح الديك مرتين" .
تتفق رواية مرقس مع رواية متّى حول اسم القرية "جثسيماني" التي توجه إليها يسوع وأصحابه بعد مكوثهم قليلاً في جبل الزيتون، غير أن مرقس يذكر أن يسوع أخذ معه ثلاثة أشخاص وليس شخصين كما يذكر متّى، ويُحدد مرقس هؤلاء الثلاثة بأنهم "بطرس" و "يعقوب" و "يوحنا" إذاً فإن مرقس ومتّى يتفقان في أن أحد الأشخاص الذين ذهبوا مع يسوع للصلاة هو "بطرس" كما تتفق الروايتان أن جماعة يسوع الثلاثة قد غشاهم النعاس فلم يستطيعوا الصلاة معه، وأنه - أي يسوع – قد أخبر أن هوذا هو من سيسلمه للكهنة. كما تتفق الروايتان كذلك على أن علامة يهوذا للنفر الذين أتوا معه ليمسكوا به هو علامة "التقبيل" غير أن مرقس لو يورد أي حوار دار بين يسوع ويهوذا ذلك الوقت، بينما يذكر متّى أن هنالك حواراً بين يسوع ويهوذا ، حتى أن مرقس لم يذكر الكلام الذي قاله يسوع لأحد أصحابه الثلاثة الذي استل سيفه وقطع به أذن أحد عبيد الكهان وهي الواردة في رواية متّى ""إن كل الذين يأخذون السيف، بالسيف يهلكون" بينما أكتفى مرقس بإيراد الحوار الذي دار بين يسوع وبين النفر الذين جاءوا للقبض عليه. ويُضيف مرقس في رواية قصة الشاب الذي ترك رداءه وولى هارباً عرياناً بعد القبض على يسوع.
ويواصل مرقس روايته إلى حيث وصل يسوع مقتاداً إلى رئيس الكهنة وتوافقت روايته في ذلك مع رواية متّى في أن بطرس قد ذهب خلفهم وانسل إلى بيت رئيس الكهنة ليشهد ما سوف يفعلونه بيسوع وجميع التفاصيل التي وردت في إنجيل متّى من طلب الكهان لشهداء زور ليشهدوا على يسوع. غير أن مرقس يخالف متّى في عدد الشهود الزور ففي حين يخبرنا متّى بأن شهود الزور كان شاهداً واحداً فقط، فإن مرقس يقول بل كانوا أكثر من ذلك ولكن الشهادة كانت واحدة وهو أنهم اتهموه بأنه ادعى نقض هيكل الله وإعادة بناءه في ثلاثة أيام، وفي رواية مرقس يُضيف أنه قال "أنا أنقض هيكل الله المصنوع بالأيادي، وأبني آخر غيره غير مصنوع بالأيادي في ثلاثة أيام" وبينما يذكر متّى أن رئيس الكهنة سأل يسوع "هل أنت ابن الله" وأن يسوع أجاب بجملته المشهورة "أنت قلت" فإن مرقس يذكر أن رئيس الكهان سأله "أأنت المسيح ابن المبارك" وأن إجابة يسوع كانت ب"نعم". وأورد مرقس تفاصيل اتهام بطرس بمعرفته ليسوع وإنكاره له على نسق رواية مرقس وليس على نسق رواية متّى.
واتفقت رواية مرقس مع رواية متّى في كثير من الأشياء بعد ذلك لا سيما عندما أخذوه للوالي بيلاطس وتتفق الروايات في أن بيطلاس استشعر خديعة ما في إصرار الكهنة على قتل يسوع وصلبه ولكنه لم يستطع إلا أن يرضخ لرأي الأغلبية التي طالبت بإطلاق باراباس وقتل يسوع ولكن رواية مرقس لم تذكر أن بيلاطس قد غسل يده أمام الناس ليتبرأ من دم يسوع وربما تكون الاختلافات بين رواية مرقس ومتى طفيفة من ذلك النوع الذي لا يُغيّر في مجمل الرواية بشكل عام. وتذهب رواية مرقس موافقة لرواية متّى في كل تفاصيل التنكيل الذي لقيه يسوع وهم ذاهبون به إلى الأرض التي صلب فيها واتفق مرقس ومتى على أن الشخص الذي كلفوه بحمل الصليب هو سمعان القيرواني، وكما تتفق الروايتان على أن الأرض التي تم صلب المسيح فيها هي موضع اسمه "جلجثة" بضم الجيمين. وفي حين أن متى يذكر أنهم كانوا يحاولون أن يسقوه شراب الخل الممزوج بالممرات فإن مرقس يقول أن الشراب كان خمراً وليس خلاً.
وتذهب رواية مرقس إلى أن الساعة التاسعة كانت هي ساعة صرخ يسوع بقوة وهو يقول "إلهي إلهي لم تركتني" غير أنه يذكر أن يسوع قالها بهذه الطريقة "إلوي إلوي" وليس "إيلي إيلي" كما ذكر متّى ، ولا يعرف إيهما الأصح في تلك اللغة. ويذكر مرقس في روايته أن مريم الأخرى كانت هي مريم أم يعقوب ونفس تفاصيل تسليم يسوع لروحه كانت كما وردت في إنجيل متّى دون تغير يُذكر. ولو لاحظنا فإن مرقس في رواية لم يذكر قصة انتحار مرقس بعد ندمه على تسليم جسد يسوع، وبالتالي فإنه لم يذكر قصة شراء حقل التي سمي بعد ذلك بحقل الدم. وفي رواية مرقس تحليلاً أعمق قليلاً من تحليل متّى لتواجد المريمين المجدلية وأم يعقوب حول قبر يسوع، إذ يذكر أنهن أتين بحنوط ليدهن جسد يسوع وكنّ يفكرن بمن سوف يأتي ليزحزح الحجر التي فوق قبره والذي وضعه يوسف ، وبينما تذكر رواية متّى أن ملاكاً نزل السماء وأزاح الحجر وقصة الحرس الذين رأوا ذلك الملاك ، فإن مرقس يحكي أن الحجر تحرك لوحدة وسط استغراب مريم المجدلية ومريم الأخرى وأنهن عندما دخلن القبر وجدن شاباً وسيماً على حلّة بيضاء وأن هذا الشخص ما كان إلا ملاكاً أخبرهم بأن يسوع قد قام ، وطلب إليهن أن يخبرن تلاميذه ليلحقوا به إلى الجليل حيث موعدهم معه. ويذكر مرقس أن يسوع قد ظهر أولاً لمريم المجدلية وأخرج منها سبعة شياطين، ثم ظهر بهيئة أخرى لاثنين من حواريه وأنه بعد ذلك ظهر عياناً لحواريه الأحد عشر وأنه وبخهم. ونلاحظ في هذه الرواية أن مرقس قد تجاوز عن عمد قصة انتحار يهوذا. وتطابقت رواية فيما تبقى من القصة إلا أنه لم يحدد أن لقاء يسوع مع حواريه كان في الخليل كما ذكر إنجيل متّى
| |
|
|
|
|
|
|
|