دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
شــاهـينـــاز
|
__________
"استقراء الروائح التي تعجن المساحة الفراغية، أمر مرهق" – قالتها بامتعاض لم تستطع أن تخفيه من رائحة عرق الكمساري الذي عندما فطن إلى ذلك علّق نفسه على بوابة الحافلة واصطنع البلاهة. كنّا عندها أمام نصب عبد اللطيف ألماظ، وأنا متكئ على إحدى المقاعد الجلدية الساخنة بفعل حرارة رابعة النهار، أكتم ضحكة تكاد أن تخون شفتي. "هو شخصٌ طيّب .. والذي على قلبه على لسانه" فتدلى لسانه ذات منعطف بينما لم يظهر أنه يفعلها من أجلنا.
* كيف لكَ أن تحكم على الآخرين من خلال الرائحة؟!
كان السؤال ككرة الثلج المنحدرة من سفح ، تستدعي إجابتها إجابات على أسئلة أخرى لم تطرح بعد، فاكتفيت بهزّة كتف غير ملحوظة. "الأركسونا بدعة برجوازية" – فقط لأخرج من الحرج-، لم تكن شاهيناز ترى في جو الخرطوم النهاري خاصةً إلاّ مصيدة للمشاعر السالبة، لذا فقد كانت مستفَزة طوال الوقت. وفي منتصف الطريق، توقفت بطريقة حازمة، لتخبرني بأنها ألغت مشروع زيارتها لمنزلي الكائن في إحدى الضواحي البائسة.
في الخفاء، عندما كان طارق تمبول يحاول إقناع الآخرين بصوته مستغلاً أغاني مصطفى سيد أحمد وسيف الجامعة، كانت تعرض لي مهاراتها في التدخين، وكنتُ أتعجب كيف لفتاةٍ بفمٍ صغير كحبة الكرز البري أن تستقبل هذا الدخان لتعود فتخرجه من أنفها كتنين أسطوري مخيف. وتغمض عينيها في نشوة بادية. ما صدمني في نهاية العرض معرفتي بأن السيجارة كانت محشوة بالبنقو!! "الراحة للجميع" – فقط لتقمع فيني شبهة البدوي المتطرف الذي أخرج رأسه عندما فغرتُ فمي مثلما يفعل رحّالة مبتدأ يحاول عبور الصحراء الغربية على قدميه.
أعجبني سلوكها الاستقلالي، رغم أني كنت لا أكف عن التلّفت خشية أن يرانا أحد. ولا أدري لماذا كانت تتناوشني فكرة أن صدرها الممتلئ بالنيكوتين سيؤثر مستقبلاً على مذاق حليب الرضاعة، فكنت أشفق على أطفالها الذين كانت لا تنوي السماح لهم بزيارة الوطن بعد عمرٍ طويل. وبطريقة آثمة أخبرتني أنها سوف تعوّضني بليلة حمراء في منزلٍ بالقرب من الجامعة، دون أن نضطر إلى العبور فوق روائح العرق النتنة! الطُهر مسألة نسبية، بينما الإخلاص أمر إرادي مطلق. ربما كان هذا الاستنتاج متأخراً، عرفت ذلك من الآخرين فيما بعد.
كانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة التي أتذوق فيها الجنس بنكهة البيتزا ، وربما كانت الأولى على الإطلاق التي أعرف فيها علاقة الجنس بالإضاءات الخافتة. ربما لرمتالي مثلي أن يعتاد على ممارسة الجنس في الظلام ، واختبار الوقت قبل اختبار الدورة الدموية. هكذا عودتنا بنات الديم والسكن العشوائي! البيتزا والشمبانيا والجنس الأرستقراطي هي الأشياء التي لم تكرر في حياتي بعد تلك الليلة، عندما ربّتت على صدري بعد انتهاء الحوار الجسدي "عفارم عليك!" ولم أفهم سر ابتسامتها وهي ترتدي الروب فوق جلدها العاري. "لا تقلق سوف نعود حيث لن نجد فسحةً لمكالمة هاتفية حتى!" وبعد أسبوع سمعت أنها تزوجت وسافرت مع زوجها إلى إحدى دول الخليج.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شــاهـينـــاز (Re: هشام آدم)
|
____________ الأخوة والأخوات ...
أحببت فقط أن أشكر ال(66) الذين مرّوا من هنا على تقديرهم الذي غمرني حدّ الإحباط المفضي إلى السكوت ..
سودانيزأولاين .. أغادر غيرَ آسفٍ أو مأسوفٍ عليّ تجربتي معكم كانت قاسية جداً ولكنها كانت مفيدة .. تعلمت منها الكثير الكثير
الشكر للجميع وأكتفي بهذا القدر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شــاهـينـــاز (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
الأستاذ هشام آدم ..
لا أدرى كيف أعبر عن تعاطفى الشديد مع شعورك النبيل الحساس .. ولكن الذى أدريه أو أعلمه تماما مرارة الشعور بتجاهل المجهودات القيمة والتى لا تجد قراء أو حتى كلمة تقدير .. قد مررت بهذه التجربة مرات ومرات .. ولكن قلت فى نفسى .. لربما أنا بالفعل مقصر فى زاوية من زوايا الكتابة والتى أجهلها ويعرفها العارفون .. وهكذا أكتم فى نفسى ولا أقوم بالتعليق .. ولكن الغريب ان بعض ال " البوستات " والتى أندهش لمستواها الفكرى والموضوعى .. الا أننى أجد تهافت الكثيرين عليها.. وتقديم الاستحسانات من كل فج وصوب .. .. ولكن عفوا أخى لا أود هنا أن .. أقلل أو أبخس أو أن أذم أحدا .. فأنا من أنا حتى أذم شخصا ..
فابشر أخى .. قد قرأت لك كثيرا .. فاننى معجب جدا بكتاباتك .. وتجدنى آسف أشد الأسف لتقصيرى من ناحيتكم يا أستاذ هشام ..
ولكن سيبك .. العمل الجيد لا يحتاج الى ضاربى أجراس " الدلالة " .. فالعمل الجيد، جيد فى قيمته ، حتى لو أكل عليه الدهر أو شرب ..
ورجائى .. البقاء بجانب أخيك العجوز .. الذى أنهكه الزمن الأغبر .. ولكن من يدرى .. فقد يأتى اليوم الذى ينفض فيه الغبار العالق به .. وينتفض كحصان جامح .. ويبدأ يصول ويجول .. الى الدرجة التى تجعله كفارس يتغنون له النسوة .. فهذا الكلام اليك أيها الشاب .. فلا تيأس .. ولا تبتئس .. فان شاء الله .. ان كنت عائشا وكنت موجودا بهذه الساحة ، تأكد بأننى سأكون من أوائل المعلقين على كل كتاباتك القيمة..
ودمت أخى .. أخوك العجوز .. أرنست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شــاهـينـــاز (Re: هشام آدم)
|
ابو الشوش
سيرة الجامعة تطربني ..
اخشى انوقصتك دي بالجد..
الضلام ظل ملازما للعمليات السودانية.. الضلام يمنح مزيدا من الخيال يا بوالشوش تحسس حالة الاطراف حالة الجسد حالة النفس زخم من التحسسات وابداع الرائحة..
انصحك دوما بالضلام فنسائنا خجولات.. والضوء حالة افتضاح..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شــاهـينـــاز (Re: هشام آدم)
|
Quote: سودانيزأولاين .. أغادر غيرَ آسفٍ أو مأسوفٍ عليّ تجربتي معكم كانت قاسية جداً ولكنها كانت مفيدة .. تعلمت منها الكثير الكثير |
كضــــــــــــــــــــــــــــــــاب
ما بتقدر.. حار و لا حار فراقو !!
| |
|
|
|
|
|
|
|