دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
أها يا أبو سمرة .. قلتا أنا زااتي أتشاتر معاك (رأيك شنو؟)
حسي عليك الله يا أبو سمرة ما لاقاك في السودان زول بيشبه خوزيه اوركاديو "مائة عام من العزلة" ولا سنتياغو "الخيميائي" ولا جان فالجان أو فانتين "البؤساء" ولا بنيّة زي آنا كارينينا بتاعت تولستوي؟ سيبك من ده ... الكلام القالو فيكتور هيجو في بداية البؤساء تعتقد إنو بينطبق على فرنسا بس ولا قابل إنو نطبّقوا في السودان ولا حتى في سكوّت المحس زاتو (تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفا اجتماعيا هو نوع من جحيم بشري. فطالما توجد لامبالاة وفقر على الأرض، كتب كهذا الكتاب ستكون ضرورية دائما) حسي الكلام ده ما ممكن يكون سوداني؟
عشان أختصر الزمن، أقول ليك رأيي في موضوع الكتابة عن الآخر أو عبر الآخر دي. الفكرة الأساسية من الكتابة هي التعبير ولا حاجة تانية؟ ولو جيت مسكت حكاية "التعبير" دي حتلقى في الأدب ليها معنى تاني خالص عن المعنى بتاع "الإنشاء" اللي كنّا بناخدوا في المدارس وأنحنا شفّع زمان.
أها يا أبو سمرة، الكتابة عبر الآخر دي كدي عيبا لي .. مشكلتك معاها شنو بالضبط؟ هل بتفتكر إنو محاولة من الكاتب للتملّص من مسؤولياته تجاه مجتمعو؟ ولا هي تملّق بأدب الغير؟ ولا الفهم شنو بالضبط؟ وين المشكلة في إنك ممكن تتناول قضايا عامة من غير ما تحصر نفسك في بيئة أو فضاء جغرافي سخيف في حين إنك لما تتكلّم عن الآخر بيبقى بالضرورة بتتكلّم عن نفسك وعن مجتمعك، لأنو في النهاية المجتمعات الإنسانية متشابهة جداً في تركيبتها الداخلية. آآي بتجي بعد داك بتختلف في شكل الروابط والعلائق بيناتا .. بس صدقني كل المجتمعات الإنسانية بتتقاطع مع بعض في حاجات كتيرة.
لما تجي تعبّر عن قيم ومجرّدات زي: الخير والشر والعدالة والظلم والحب والكراهية والحرب والسلام والجنس والحاجات دي كلها، بتبقى القيم دي مرتبطة بأفكار ناسها، ولا بأفكار إنسانية عامة؟ الحاجات دي مش قاعدة تتحرّك داخل البيئة الواحدة بطريقة مستقلة؟ يعني حسي مفهوم الجنس في وسط السودان ياهو مفهوم الجنس في الشرق ولا في الريف الشمالي؟ وهل مفهوم الحب في الجنوب ياهو زاتو مفهوم الحب في الوسط؟
الكتابة بالنسبة لي تعبير عن قضايا إنسانية، ولما أجي أقول "إنسانية" فأنا بالتأكيد قاصد ليك السوداني وغير السوداني، بس يمكن تكون مشكلتي إني متجاوز للفضاء المكاني ومتوّحد مع فضاء أوسع شوية. بجي أنا وانت في رواية زي "السيّدة الأولى" دي نتلاقى في ريفي الحصاحصيا ولا ضواحي شندي ولا العكودة ولا أيّ مكان في الدنيا الواسعة دي.
وبجيك راجع تاني لموضوع النقد وحالتو الصحية في السودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
اخى هشام تحياتى فوجئت طبعا لما لقيت اسمى فى الصفحة الاولى ... اتزكرت انك قلت راجع لى لكن اصله ما اتخيلت قدر دة .. وانا عامل دخلت المكان دة على أطراف أصابعى وما فى زول جايب لى خبر .. والفترة طالت من آخر مرة اتلاقينا وهى 13 سنة من 1996 وليست 10 سنوات ( حبوبتك غلطانة ) .. والمساثل المثارة فى رسالتى ورساتك رغم خصوصيتها لكن تهم الأمر العام لمناقشة قضايا مرتبطة باحلام ومعرفة جيل بالكامل .. فالمصير واحد اذا ما اخذنا برؤيتك حول وحدة المصير الانسانى .. غير انى اختلف معك فى بعض القضايا العامة واحس ان رؤيتك فيها شىء من المرارة والتهكم احيانا – ربما لصعوبة التجربة الشخصية – ولكن دون الخوض فى تفاصيل وحتى لا يتحول الامر لجواب خصوصى كما تفضلت .. لدى محاور عامة حول الادب والفلسفة والفن والتجربة الانسانية والنقد الننى.. سوف اتناولها معك واحدة واحدة فى عموميتها لتصبح قضية عامة ونشرك الاخرين .. عل من فائدة .. والى ذاك الوقت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
Quote: لدى محاور عامة حول الادب والفلسفة والفن والتجربة الانسانية والنقد الننى.. سوف اتناولها معك واحدة واحدة فى عموميتها |
والله يا أبو سمرة ليك وحشة "جامدة" وراجيك بمحاورك القلت عليها دي .... "ذكرتني بنقاشاتنا الزمااااان"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
1/ اذا لم أؤمن بمقولات المثاليين وعديتها من الوهم الفلسفى فهذا فى حد ذاته موقف فلسفى ( مغاير للمفهوم المثالى فى الفلسفة) ... وأزيدك فى الأحباط فكما كلامى حول القانون الدولى لا زلت أتكلم فى الفلسفة .. وما الكلام حول القانون الا لصنع واقع أفضل تنظيما ( دى الفلسفة ذاتها) .. قصدت من الامر أن الكلام عن الفلسفة او ممارستها لا يشترط بالضرورة ذكر المصطلحات الفلسفية لكن يمكن للفلسفة أن تكون واقعا يوميا يمارسه الجميع دون وعى منهم بمقولاته .. أنظر وسترى الملايين الذين ينشرون (الخير) ويقيمون (الحق) ويصنعون (الجمال) كل يوم ولا يزالون وهم بذلك محققين الفلسفة فى أكمل مقولاتها . 2/ تغير الموقف الفكرى لأحدهم لا يعنى خطأ الفكرة أو موتها لأن الأفكار لا تموت يا صديقى بل تتطور.. فقط تموت الأفكار التى ترفض أو يرفض لها أصحابها أن تتطور .. ومهما كان كفرك الآن بأفكار كنت تعتنقها سابقا واكتشفت أنها كانت أوهام أو أباطيل أو غيره فلا يعنى ذلك أن نلعنها لأننا بهذا نلعن مرحلة وعمر وتفاصيل من حياتنا ونستحى خجلا منها .. تعود ألا تبصق فى البئر التى شربت منها سابقا .. لان تلك الأفكار شكلت وعيك فى زمان ما وسطرت معالم حياتك ويكفى أن أى تجربة سابقة – اذا كانت ناضجة انسانيا - تكون قد فتحت أعيننا بتمليكنا منهج للتفكير وهو الذى جعلنا نراها خطأ .. اذا فلولاها لما خرجنا من وهمها فشكرا لها .. وظروف أخوتنا خالد ومعاوية المحاطة بكل هذا القبح فى نظرك لا تعنى أن العلم كان خطأ فلا تلعنهم ولا تسأل لماذا صاروا هكذا بل كيف صاروا هكذا وستجد اجابة تريحك بدون لعنات. 3 / لا أتفق معك فى أن قسما من الفن ( السردى مثلا ) يعبر عن الانسان والقضايا والمجتمع بأكثر من الآخر (الشعر مثلا) فالعبرة ليست فى نوع النسق الأدبى الذى تأتى عليه الأفكار بل يتجلى فى مدى القدرة على التعبير عن الأفكار وصبها فى أى من الأنساق الفنية .. لذا من الخطل تفضيل المسرح على الرسم لما يتيحه من فضاءات للتعبير أكثر من الموسيقا أو الشعر وأنت أديب وتدرى وتتفاعل مع أى نسق منها .. فالرواية كالشعر الذى له فضاءه الواسع أيضا فكما تستطيع ميلاد وقتل أبطال الرواية والتحكم فى مصائرهم فكذا تستطيع ميلاد وقتل شخوص القصيدة .. والمهم فى الأمر كما ذكرت لك مدى قدرة الفنان أو الأديب على امتلاك أدوات حرفته والتعبير عن أفكاره بصورة فنية أجمل وقبل ذلك تفاعله مع قضايا (لن أقول وطنه) بل قضايا الانسانية عموما .. ولا تلعن الشعر عزيزى فلربما عدت اليه يوما .. وتعلم الحكمة البسيطة المستمدة من الحيوان ( ان الكلب عندما يسأم من العظم لا يرميه بل يدفنه فلربما احتاجه يوما)
وراجع ليك تانى لباقى كلامك ال قلته شوية شوية ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
بدءا التحية لكل بني ادم تترأس شهادته الاكاديمية باسم جامعه الخرطوم ( ارجو ان لا اوصف بالعنصري وتيت تيت اوباما حديد )
تحية اليك اخي وابن دفعتي هشام واغتنم هذه الفرصه لاشكرك على اهتمامك في الفترة التي لم اكن قادرا على الرد في المنبر
وتحية عبرك موصوله للاخ سمير وكل ابناء قانون طبعا اكيد يا سمير ما متذكرك ولا حاتذكرك زاتو طبعا ما عشان ما عاوز اتذكرك ولكن للعصابة ( اولادي ربنا يحفظهم) الدور الاكبر في هذا النسيان الغير مقصود هشام اوعه تاخد الحكاية دي سبب اضافي وتمتنع عن التدخين اسف عن التوريط(الزواج)
مره تانيه لك اخي هشام ولصديقك الف تحية ودامت روح الحب والإلفه بين كل الاخوان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: عادل فقاد)
|
بدءا التحية لكل بني ادم تترأس شهادته الاكاديمية باسم جامعه الخرطوم ( ارجو ان لا اوصف بالعنصري وتيت تيت اوباما حديد )
ازيكم ..
بس عجبتني الحته دي شديد :):)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: Amany Elamin)
|
Quote: بس عجبتني الحته دي شديد :):) |
ما تقولي لي حرقت ليك روحك كمان!!
حسي يا أماني من الكلام الفوق ده كلو ما عجبك خير الكلام ده؟ والله انتي زولة حقّارة خلاص! (هههههه) بس ما مشكلة، أصلو عادل أول مرّة يعمل ليهو خير في حياتو، قشّ ليك الدرب وحنشوف حيقش لمنو تاني .. وحبابك
شكلك من جامعة الخرطوم ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: عادل فقاد)
|
سلام يا عادل .. وحمد لله ع السلامة
ومع إنو تاريخك في الجامعة ما كان مشرّف .. إلاّ أن الغربة تجبّ ما قبلها (وجه ضاحك) وإذا لم تكن من روّاد كافتيريا الفلاسفة، فلم تتمكن من تذكّر سمير شيخ إدريس ويمكن بتداعي الوجوه حتتذكرو إذا اتذكرت شخص مثل سعد الدين عبد القادر سنيرنا القديم أو شخص مثل محسن عبد الفتاح (كلية العلوم)
كنتَ داير أقول كلام كتير عن سمير شيخ إدريس بس خفت يتصنّف الكلام ضمن فئة الغزل أو كسير التلج وتذكرت حبوبتي "البليدة في الحساب" وهي بتقول: "الشكّرو قدامو نبزو"
تحياتي ليك يا عادل ياخوي، والتحية لجامعة الخرطوم ولدفعة 93/1994م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: عادل فقاد)
|
هشام ادم وسمير شيخ ادريس تحيات لذيذه
اسعدني جدا كلام سمير الهناك الموجود في الرابط الذي تكرمت بوضعة هنا ،، وفرحت به تماما لان بابا مثل هذا سيطرق طالما انه اتانا من سمير دون تحريض من احد سعدت اكثر لتخصيصك لهذا البوست لفتح الامر مرة ثانية وافيا بوعدك له (بانك ستأتيه على مهل) تشرفت بما قمتم بهم من استدعاء لحالات شابها الخذلان في بعض ممن تتفقون على معرفتهم (خذلان يخص افكاركم وآمالكم فيهم) وفرحت لانني ساقراء فصلا من الرواية هنا (طالما ستتعرض للتشريح السميري)
اسعدني الامر (الممارسة النقديه في عمل يخصك) من سمير لانني اعتقد ان سمير شيخ ادريس سيتناول الامر بالحس المبدع الذي يسكن داخلة متجاوزا لنا به متاهات النظريات المفروضه والقوالب المصممه(لعمل النقد الابداعي)لما هو منتج ،،وحقيقة أمني نفسي بقراءة نص موازي من سمير يكون اكثر ابداعا ومن خلالة تظهر لنا بوضوح القيمه الجماليه للنص المعني بالممارسة النقد عليه..
وشئ تاني يا هشام في معرض ذكرت بانك ستتطرق الي الحالة النقديه القائمة الان (ارجو ان تسلط عليها الضؤ قبل ان تندلق فكرتها في خضم اجتياحتك اليوميه..
امني نفسي كثيرا بهذا البوست والذي اظنه سيخلق حالا مختلفا في ما هو مطروح من ابداع وذلك من خلال ما يقوم المعنيين من تشريح يخدم المصلحة العامة وتساهم في حراك ما هو ساكن من نقد او فل نقل على سيلط ضؤا على آخرين ابتعدوا عن الاضواء ..
سمير شيخ ادريس سؤال براحة كدي لتفادي اللبس انت مش سمير شيخ ادريس الذي كانت تتجمل بك النحافة وتضع عليك فريما طبيا (انيق وواسع الشوف تاركة عيناك خلفة) وبالتالي تختفي انت خلف كل ذلك؟؟ ألم تكن ذاك الفتى ؟؟ ألم تكن لك علاقه بالفرع وبادارة المنتدى الادبي لجامعة القاهرة في بداية التسعينات مع سامي قريش؟؟ ام تشابة علي الجمال؟؟ أم مــــــاذا ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: فيصل عباس)
|
Quote: يا هشام في معرض ذكرت بانك ستتطرق الي الحالة النقديه القائمة الان (ارجو ان تسلط عليها الضؤ قبل ان تندلق فكرتها في خضم اجتياحتك اليوميه |
فيصل عباس يا جميل
ياخ الكلام عن النقد ده سلسلة طويلة جنس طول؛ لأنو الكلام عن النقد الأدبي في السودان بيسوقنا للكلام عن حالة الأدب في السودان، والكلام عن حالة الأدب في السودان بيسوقنا لحالة الأديب (المثقف) السوداني وده بالتحديد بيسوقنا للكلام عن مجمل الحياة الاجتماعية المرتبطة (هي كمان) بالوضع السياسي والاقتصادي ومن بداية الكلام ده لغاية نهاية الكلام عن مسألة الهوية وإشكاليات الهوية العويصة ديك، بس أنا ح أتكلم عن المشهد بصورة عامة على طريقة ال abstract بتاعت ناس الفنون الجميلة. وده وعد مني يا فيصل، بس ياريت نخلي الكلام يجي براهو عشان ما نخلع أبو سمرة لأني حاسي بيهو مصدوم من بداية ما كان قايل نفسو خاشي المنبر لابس طاقية الإخفاء (رغم إنو دخل من أكتر الأبواب إصداراً للضجيج أبواب مفصّلاتها عايزا ليها تزييت وفتح ليهو بوست طرح فيهو الفكر الجمهوري وجا بعد داك بيقول: "كنتا ماشي على أطراف أصابعي"!) لغاية استغرابو في "انحرافي" إن صحّت التسمية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
أخى هشام تحياتى وأأسف للانقطاع المفاجىء لما قد بدأناه نسبة للانشغال . وألف مرحب بضيوقك الكرام عادل .. فيصل عباس
أخى فيصل .. تحياتى نعم أنا ذات الشخص الذى عنيته .. وهنا المنتدى .. ماشيا على جمر المصاعب من غير خف .. ولا خوف .. يهدهد فى الجوف جمر الاسى وجسام الهموم .. ولا زال صديقى القريش يقرض أحسن الشعر .. ولا زال صدى تلك الأيام الجميلة مقيما فى الدواخل .. والاكثر من ذلك أننى تزكرتك دون عناء .. فلك تحياتى .. وشكرى لهشام على أتاحة هذه الصدفة المقصودة طبعا . اخى عادل تحياتى لك ول (عصابة القناع الاسود ) أدامها لك الله وحفظهم من كل سؤ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: سمير شيخ ادريس)
|
أخى هشام
الرواية خاصة فى اختلافها عن بقية الانساق الأدبية الأخرى يشكل فيها بعدى الزمان والمكان عنصرا جوهريا يضاف للحبكات الدرامية وتسلسل الأحداث فى فضاء السرد .. لن نتحدث وفقا للمفاهيم النقدية المدرسية الحديثة ونفكك النص بنيويا كما أشرت مسبقا لكنه رأى متلقى عادى وأحسب أن راى رجل الشارع له قيمته الأدبية فى ذهن الأديب فكما ماركيز ذكر أن شد من يكرهم فى العالم هم النقاد الادبيين .. وأصدقك القول أنه لم أقابل سودانى يشبه من ذكرتهم فمن الناحية السيكلوجية قد تكون هناك صفات تشابه نفسية بين الكولومبى ورجل من شلعوها الخوالدة من حيث الميول النفسية والخصائص الانفعالية الخ التركيبات الاكاديمية النفسية أما الشخصية العامة فلن يكون فيها تشابه لأختلاف الظروف المجتمعية والمرجعية الذهنية التى تشكلت فيها كلا الشخصيتين لذا لمجرد قراءتى اسم (مايكل مثلا) فأول ما يتبادرأنه أنجليزى أو أمريكى لانه لو فرنسى ربما كان ميشيل وروسى ميخائيل .. كدلالات الفرق بين يوسف وجوزيف .. لذا فان عنصر المكان لا يمكن تجاهله بدعوى وحدة التجربة الانسانية .. فتلك فى عمومها فقرها قهرها معاناتها المعيشية سؤ أنظمتها السياسية الخ.. أما الخبرات المكتسبة والتراكمية فهى تختلف حتما باختلاف الافراد والوسط المعيشى والموروثات وتؤدى لاختلاف الشخصيات حسب بعدها الجغرافى وقد ثبت مؤخرا أن المناخ يؤثر فى تشكيل السمات الشخصية ومعدلات الذكاء . واذا كان القصد فى الكتابة هى مجرد التعبير فلا جدوى لها فليس الفن للفن فقط لكنه تطور وأصبح مرتبطا بقضايا أكثر الحاحا وحيوية وترتبط بالتغيير والمصير الانسانى .. فنحن كجيل ينتمى لبلد يعانى لنا أحلامنا وطموحاتنا لنا المستقبل كله نشكله بما يرضى ذواتنا ولمن يأتى بعدنا .. وأنت كفرد من جيلنا مناط بك التعبيرعن ذاته التى هى ذواتنا فأيام فقرنا ومعاناتنا فى البركس وأحلامنا الصغيرة حينها هى ما أنتظرك لتجميله وصياغته لا أحلام بيروت والتشيلى .. وحتى لا أتهمك بالهروب أو التعالى عن الواقع فاننى أحترم ايمانك الذى لا يزال بالافكار الجميلة وأيضا أحترم كفرانك بالممارسة كما ذكرت وهذا لب ما أعنيه بأن نكرس لمفاهيم جديدة للمارسة .. هل كفرت وانزويت واغتربت معك أدواتك الابداعية نحو واقع آخر متعافى الممارسة ؟ ولماذا لم تقدم لنا قالبا أدبيا لمماارسة مثالية من واقع تراكم خبراتك المعرفية المسنودة بالافكار التى لا زالت بمعتقدك كما ذكرت .. فأنت مسئول بل كلنا أمام جيلنا لأن الهزيمة واحدة فقط تغيرت آثارها على كل منا فما فعله خالد ومعاوية ربما يشابه وضعك ووضعى وآلاف غيرنا مع الاختلاف فى التعبيرات والادوات . خلاصة قولى عن الانطباع العام الذى صدرته لى من خلال نقلك للجو العام للرواية شئت أن أعبر عن عدم رضائى لغربة شخوص الرواية فحتى لو كانت تحمل ذات التجربة الخصوصية المعبرة عنا فأرفض غربة أسماءها .. وهذا لا يعنى رفضى للعمل برمته لأنه ليس رأيا نهائيا فهذا لن يتثنى لى الا بعد مطالعة العمل بكامله .. وعندها ربما أستجدت نقاط أخرى مدحا أو قدحا فى بنية النص وشخوصه ومدى قربه وابتعاده عن شخص الراوى . أم أنك تؤمن بعدم ضرورة ارتباط الراوى بانتاجه الفنى ؟ ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: حامد محمد حامد)
|
العزيز أبو سمرة
مرحبابك يا جميل وبالكلام البي براحة، يا سيدي ما بختلف معاك كتير حول مسألة الاختلافات الخاصة المتأثرة بالبيئة المحيطة والمرجعية الذهنية (زي ما سمّيتها) والحاجات دي، وأساساً أنا الاختلافات دي ما قاعدة تهمني، عارف ليه؟ لأني لما أجي أكتب لي رواية فيها شخصيات تغريبية زي فيليوباوتش وماك دوفوين وليلاتيا (دي شخصيات رواية السيّدة الأولى) وغيرهم كتير من الشخصيات التغريبية ما قاعد أركز كتير على مسألة (وين ممكن تتقاطع الشخصيات دي مع الشخصية السودانية) بل بيكون تركيزي منصب في المقام الأول في محاولات إجادة تقمّص الشخصية داخل بيئتها (فاهمني!) والمسألة دي يا أبو سمرة بالمناسبة هي واحدة من المتع بتاعت الكتابة زي ما أنا بشوفا. كيف؟ يعني حسي لما زول سوداني يكتب ليهو رواية بتتكلم عن البيئة السودانية؟ في اعتقادك المستمتع الحقيقي منو؟ قبال ما تجاوب على السؤال ده قارنو عليك الله بالسؤال ده (لما زول سوداني يكتب عن واقع إسباني كإسباني، تعتقد منو الحيكون مستمتع؟) وبغض النظر عن دقة الإجابة عن (منو) ركز لي في إجابة عن أوجه الاستمتاع في كل من السؤالين.
الكتابة عن عوالم تانية، وتقمّص شخصية الآخر في حدّ زاتا متعة مختلفة، مضافة إلى متعة الكتابة ومتعة السرد المتاحة لكل كاتب بشكل عام ومجاني. لكن لمن تضيف للعناصر الكلاسيكية بتاعت الكتابة عنصر جديد هو عنصر التحدي يبقى المتعة ليها ثمن .. في نقطة تانية يا صاحبي بالنسبة للكتابة عن الآخر دي، تعتقد إني ممكن أنجح في الكتابة عن بيئة زي بيئة الجنوب السوداني؟ الإجابة (حسب كلامي الفوق ده) إنو أيوة .. ليه لأ، ما في النهاية الشخصية الجنوبية ليها محدداتها المرتبطة ببيئة ومرجعية ذهنية ومكونات مختلفة تماماً عن مكونات سوداني الوسط، مش؟ يبقى محاولات تقمص الشخصية الجنوبية بيدي نفس المتعة اللي اتكلمتَ عنها قبل شوية. لكن لو خليتني أنا أجاوب ليك على السؤال ده ح أقول ليك: لا .. أكيد ما ح أنجح في الكتابة عن شخصية الجنوبي.
لأنو قيمة نجاح الكاتب مش في قيمة قدرته على التقمص وتلبّس الشخصيات ومحكاتا في ظروفا المعيشية والحياتية وبس، ولكن في قدرته على مجابهة خطورة تبعات هذا التقمّص، أو بعبارة تانية (المصداقية) مش بالضرورة المصداقية المتأتية من التقمّص وعكس الواقع البيئي وخلاص، وإنما المصداقية التاريخية لهذا التقمّص والمصداقية الفنية. كيف؟ يعني لما أنا (هشام آدم) أكتب أيّ كلام عن الشخصية الجنوبية، الآخر الغير سوداني حيصدق الكلام البقولو، لأنو في الأساس ما بيعرف عن عادات وتقاليد الجنوب أيّ حاجة، وبالتالي فإن أيّ كلام حيقولو هشام آدم، هو بالضرورة حقيقي بالنسبة ليهم. هل في كاتب سوداني واحد قادر إنو يتحمّل مسئولية زي دي؟
طبعاً الكتابة هنا أنا بعتبرا كتابة عن الآخر برضو، لأنو في اختلاف في المرجعيات الذهنية والظروف الاجتماعية، اللي ما بتوفرها لي الملاحظات والمشاهدات الشخصية، لأن المشاهدات دي غير عميقة كفاية. بينما الإخفاق في الكتابة عن الآخر (غير السوداني) أقل مجازفة، والأخطاء التاريخية القاتلة في الكتابة عن الجنوبي سوف تكون مبررة وسهلة المعالجة في الكتابة عن غير السوداني.
ياخ أقول ليك كلام؟ سميّهو هروب من جهلي بنفسي. أنا موافق! لأنو ببساطة شديدة يا أبو سمرة، هشام آدم الما شاف السودان ولا عاش فيها غير خمس سنوات (هي مدة دراسته في الجامعة) ما متملّك أدوات الثقافة السوداني بشكل عميق ممكن تتيح ليهو الكتابة عن الواقع السوداني كتابة معالجة أو كتابة نقدية مدروسة، مش مجرّد حكي وحجي بتاع حبوبات بس. (فاهمني!) يبقى لمّا المتلقي يلقاني بغلط في الكتابة عن الآخر أرحم لي مما يلقاني بغلط في الكتابة عن نفسي. الغلط هنا غير مبرر، وبيختك في مساءلة إنتا أساساً في غنى عنها.
تبقى المسألة يا أبو سمرة محنة حقيقية لكاتب يمتلك بعض من أدوات الكتابة، وبعض من أدوات السرد، ولكنه لا يعرف ما يقول!! (زي ما قال كولون ولسون في كتابو "فن الرواية") ومش لا يعرف ما يقول وبس، وإنما لا يعرف عمّا أو عمّن يجب أن يكتب. التعبير عن بيئات مختلفة هو اغتراب وجداني وليس ترف كما تتصوّر يا عزيزي، وأنا هنا أعترف بأن هذا الاغتراب يُشكّل هاجساً بالنسبة إليّ، وعندما أصبحت في مواجهة حقيقية معه لم يكن أمامي إلا أحد أمرين: إما أن أذوب في المحنة أو أن أتحايل عليها.وزي ما عاطف خيري (ياكنّا نبيعك يا نسرق ... اخترنا النار الظلها بحرق)
الكلام عن الأسماء يا أبو سمرة ده كلام أعتبرو غير ضروري على الإطلاق، مش بس لأنو الأسماء دي عبارة عن مجرّد رموز تعريفية للشخصيات، ولكن لأننا ما نقدر نجزم بأرومة الأسماء دي وعلاقتا بالبيئة والثقافة وخاصة في زمن زي زمنا المعلون ده .. زمن الناس فيهو ابتدت تتقاطع مع بعض حتى من غير ما تتحرك إنش واحد من مكانا .. لما تلقى ليك واحد اسمو هشام آدم وتجي تفتش لأرومتو تلقاهو محسي ورطاني كمان، يعني لا غرابي ولا نوباوي ولا فلاتي. دي حاجة ما بتحيّر؟ ولما تجي تفتش لواحد إسمو سمير وتلقاهو سوداني ما مصري ولا أردني، دي حاجة ما بتحيّر؟ يعني مايكل وميشيل ديل أرومات بائدة يا حبيب، لا يمكنك الاعتماد عليها في زمن منفتح ومسعور زي زمنا ده.
بكتب عن السودان عبر الآخر وما عارف ح أنجح ولا ما أنجح بالطريقة دي، لكن على الأقل بحس إني بالطريقة دي بحافظ على نفسي قبال ما أحافظ على تاريخ السودان وجغرافيتو وخصوصيتو الثقافية. بكتب عن واقع السودان اللي في يوم من الأيام ما كنتَ جزء أصيل منو، رغم كل الكلام القلتو عن فقرنا ومعاناتنا في البركس، وليالي كوبر والمرخيات والمظاهرات، وسلم شعبة اللغة الإنجليزية. كل الكلام ده أنا ما كنتَ جزء أصيل منو، وعلشان تصدّق كلامي ده اسأل نفسك عن المعنى الحقيقي والفلسفي للأصالة يا أبو سمرة يعني شنو تكون مجرّد شبح بني آدم جاري حفيان في شارع النيل بتحاول تزوغ من كومر العساكر وفي نفس اللحظة اسمك في سجلات الجامعة مختوت في خانة "المغتربين" وبتدفع رسومك الدراسية بالدولار؟
يعني شنو تبقى عايش حياتين، وكل حياة بتلعن الحياة التانية، بتكورك في شارع المين (لا تعليم في وضع أليم) وانت بعد سنتين ما حيهمك لو كان التعليم حيبقى في وضع أليم ولا في الجحيم!، يعني شنو إنك بتكورك في شارع الجمهورية ضد سياسة التعليم الخاص والقبول الخاص، وانت أساساً في وم من الأيام ح تضطر تدخل ابنك أو أخوك في جامعة الخرطوم بالدولار تبع القبول الخاص. أنا ما قاعد أتكلّم عن قناعات يا أبو سمرة، لأني فعلاً مقتنع بكل حاجة عملتها، وزي ما انتا قلت (ده تاريخ لا يمكن إنو ننساه بمجرّد إننا نلعنو وخلاص) ولكن أنا بتكلم عن التناقض (فاهمني!) ياها المحنة الخلت واحد زي خالد عبد الله ده ما يفهم الاغتراب إلا بمعنى "غواصة" سياسية محتملة بعيدة من كل عواطف تاريخنا القريب جداً، في واحدة من ليالي وأمسيات كوبر واشتراكية "الجدعة"
مازلت مُصر إني بكتب عن السودان عبر الآخر، ده دوري أنا هشام آدم بالتفاصيل البتعرفا والما بتعرفا، وحريص إني أقوم بالدور ده حسب أدواتي المتاحة لي، ويبقى الرك بعد داك على المثقف السوداني البيمتلك الأدوات الما قاعد أمتلكها أنا، عمل شنو؟ ودورو بالضبط شنو؟ هو ده السؤال الحقيقي يا أبو سمرة.
أما بالنسبة لموضوع ضرورة ارتباط الكاتب بإنتاجه الفني، فالكلام يطول عن الموضوع ده، والمسألة ما بس مجرّد إني أؤمن أو ما أؤمن .. الموضوع أعوص من كده بكتييير وبجيك راجع تاني للنقطة دي بي رواقة أكتر.
الأخ حامد محمد حامد شكراً ليك يا حبيب على المتابعة وأريت كان تمد صاعك مع صواع "الملك" وتغترف غرفة من هذا النبع
حبابك 1000
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
سمير ليتني امتلك عشر ذاكرتك وتحايا عظيمه لسامي قريش الذي (سمعت عنه انه توجه غربا)
هشام ايضاحك جميل وبتفق معك في ماهو محدد لكي نضبط ايقاعنا .. وحتى لاتشملكم شمولية القول التي رفضتها هناك ارجو ان تدرج فصلا من الرواية هنا في هذا البوست تحديدا ودون رابط موضوع ان امكن حتى تتثنى المتابعه للقراء المقاربه مابين النقد والمنتج دون عنا ء وهروب الي صفحات أخرى تساهم في شرود الذهن بمعينات اخرى ..
ولعمري اقول ان ما تقومون به الان لهو جميل حقا وغير مطروق هنا بجديته اللازمة ويفتقده هذا المنبر بشده ويفتقده آخرون يمتون للكتابة بصلة ،، واظنهم فضلوا ان لايكتبوا عن ما يكتبون حتى لا تقاتلهم العبارات الجوفاء التي تطرق سمير لشئ منها هناك عند مداخلته الاولى امثال (عمل جميل والذي منه) ..
شكرا لهذي النافذة والتي نرجوا من خلالها استنطاق اقلام أخرى تهمها موضوعية النقد وشـــانه (لابراز جمال مخبئ او ايقاف غثاء طافح)
تحيه ماكنة .. وسارابط للمتابعة وبس ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: فيصل عباس)
|
الحبيب فيصل عباس
قلنا نستنى سمير شيخ إدريس، لكن باين صاحبك بالو سلبه، ومدعو كبي غادي. خلينا نتكلّم شوية عن مسألة النقد ومشكلة الأدب السوداني لمن يجي. ياخ أنا أكتر حاجة عاملة لي قلق في حياتي دي هي حكاية (ليه الأدب السوداني ده ما منتشر زي بقية الآداب التانية؟) رغم إنو بنلقى إنو الأدب السوداني لا يقل من الناحية الفنية عن بقية الآداب، إن لم تكن أفضل منها في مراحل ما؟ وفي مقال اسمو (نقد الانتلجنسيا السودانية) اتناولت الموضوع ده بشوية تفاصيل، ومن المهم إنو نناقش الكلام الجا في المقال ده لأنو بالجد كلام مهم جداً.
طيّب! لو قمنا استثنينا الطيّب صالح والفيتوري حنلقى إنو بقية الأرقام الكبيرة سواء في مجال الفن السردي أو الفن الشعري هي في الحقيقة أسماء مجهولة بالنسبة للآخر رغم غزارة الإنتاج ورغم جودته. السؤال البيطرح نفسو هنا: ليه؟ وليه دي زاتا بتنقسم إلى قسمين (ليه وكيف): ليه الأسماء الكبيرة دي مغمورة؟ وكيف واحد زي الطيّب صالح قدر يكسر حاجز العزلة المفروضة على المثقف والمبدع السوداني؟
دي أسئلة أساسية ومهمة جداً. وح أخليك تقرا المقال بنفسك، ونجي راجعين لمناقشة النقاط الرئيسية فيها:
"إن أول مناطات البحث حول الانتلجنسيا السودانية هي محاولة الإجابة عن الأسباب التي أدت إلى عدم انتشار الأدب السوداني كما هو الحال في بقية الآداب الأخرى. ولعل هذا الأمر هو واحد من المعوقات الأساسية في سبيل لقاء الأدب السوداني حظه من الانتشار والنقد والتداول إقليمياً وعالمياً، وإن استثنينا الأديب والروائي العالمي الطيب صالح وشاعر القطرين محمد الفيتوري اللذان هربا من حصار القوقعة المحلية إلى عوالم أرحب، نجد أن بقية الأدباء السودانيين مازالوا محاصرين إن لم نقل مدفونين إما ذاتياً أو لأسباب أخرى يصعب حصرها نظراً للتغيرات المطردة في مناحي الحياة السودانية المختلفة: اجتماعياً وسياسية واقتصادياً وحتى تقنياً إذ أن دُور النشر والتوزيع السودانية تفتقر إلى أهم المقومات التي تجعلها لا تعي دورها الرسالي في حمل الثقافة والأدب على النحو الذي يجب، فتكتفي بدور الناشر والموزع السلبي على أساس ربحي ليس إلا. وتطوير مؤسسات ودور النشر لتقنياتها المهنية والحرفية وكوادرها وأدواتها في التعامل مع النصوص الأدبية هي واحدة من الركائز التي يعتمد عليها الأدب السوداني في عملية اختراق سوق الأدب العالمي. وأنا هنا حين أقول عالمي، لا أحصر العالمية أبداً في القراءات والكتابات غير العربية وإنما أقصد بها ما وراء السودانية عموماً.
إن غياب النقد هو أحد العوامل التي ساعدت على دفن التراث الثقافي السوداني، وما لم يجد الأدباء السودانيون طريقة لوصول أعمالها للنقاد فلن تجدي جميع المحاولات الفردية التي يقومون بها من جلسات استماع وقراءة ونشر في الشبكة العنكبوتية في محاولات متواضعة جداً منهم للوصول إلى المتلقين. فمعظم الأدباء السودانيون يكتفون بنقد المتلقي غير الأكاديمي والمتمثل في ردود أفعالهم سواء عبر وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو حتى موجة التصفيقات التي يتلقها في ندوة أو أمسية أدبية. ليصبح التصفيق أو مجرد الإشادات الفردية هو تيرمومتر النقد الأدبي السوداني. وهذا التواضع في الحقيقة ليس تواضعاً حميداً، بل هو تواضع المغلوب على أمره. وبدون محاولات شخصية أو مؤسسية جادة للوصول إلى حدود أبعد من المتاح فسوف لن يصل الأدب السوداني إلى مرحلة التداول التي تتيح بدورها لفت أنظار النقاد وبالتالي نيلهم الانتشار الذي يستحقونه. وعليه سيظل النقد مجرد أخوانيات تتداول في أروقة الأدب السوداني الضيقة من نقاد سودانيين إلى مبدعين تربط بينهم علاقات.
وبعيداً عن الحركات النقدية الجادة، نجد حركة يُمكن أن أسميها بالاكتشافات الفردية كتلك التي قام بها الروائي الفرنسي دو سان بول والأديب الفرنسي خافيير لوفان. وما قام به الشاعر يحيى العبدلي والدكتور سليمان يحيى محمد من تناول نقدي وتشريحي للأدب السوداني بجميع أنواعه، على مر العصور القديمة والمعاصرة. ورغم ما في هذه التجارب من غنى وجدية، إلا أنها تظل قاصرة عن تقديم الأدب السوداني بجميع خصوصيته كما يجب.
واحدة من معوقات انتشار الأدب السوداني، هو إيغال الأدباء أنفسهم في السودنة. ولا أعني بذلك أن الحل في سبيل ذلك هو التخلي عن التنميط المطلوب لكل أدب. ولكن أعني بذلك تلك الرؤية التغزلية التي يتعامل بها الأدباء السودانيون تجاه ثقافة سودانية جغرافية بعينها وهي ثقافة أهل البطانة والجزيرة على وجه التحديد، في محاولة منهم لإيهام القارئ السوداني والعربي أن الثقافة السودانية لم تنتج أنضج من هذه التجربة الثقافية المتفردة في لغتها ومفرداتها. فالمتتبع لنصوص الأدب السوداني وحتى على مستوى المسرح والدراما يجد التشدق والالتصاق الواضحين بهذه الثقافة والتي لا تعدو أن تكون واحدة من روافد الثقافة السودانية واسعة التعددية، وبالتالي لا يصح القول بتمثيلها لها.
والمطلع على الآداب غير السودانية يكاد يلحظ عدم اهتمام من قبل الأدباء بإعطاء قائمة تفصيلية بمحتويات تراث البيئة التي يكتب عنها إلا ما ينفذ منها من خلال وصوفات فنية صرفة، لا سيما في الآداب الأجنبية التي تهتم بالجانب الإنساني السردي على وجه الخصوص دون الدخول إلى تفاصيل تراثية أكثر خصوصية. مع التشديد على خصوصية الأدب المكتوب باللغة العربية المغاير لهذه الآداب حول كون اللغة تراثاً قي حد ذاته، وخصوصية هذه المتنقلة جغرافياً من بيئة إلى أخرى. علينا للخروج من هذا المحك أن ننتقل من حالة الاهتمام بأدوات الثقافة والتراث إلى الاهتمام الكامل بالثقافة والتراث نفسيهما، لأن هذه الأدوات – بما فيها من لغة - متغيرة بشكل دائم ومستمر. وإن كنا سنعول كثيراً على ميكانيكية التغيّر لتنتقل من أدوات التراث إلى التراث نفسه، فإن الحركة التأريخانية هي المقصودة في تعريفنا الأزلي للأدب وهو مناط اهتمامه الأوحد.
إن الأدب هو تاريخ الشعب المُصاغ بطريقة فنية – حتى لا أقول أكاديمية – والأدب الحقيقي هو الذي يستطيع أن يتعرف القارئ من خلاله على تلميحات واضحة وسريعة لمجمل الواقع للبيئة التي يتناولها النص الأدبي: سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وتاريخياً وعسكرياً وأمنياً وكافة المرجعيات التي قد توضح جوانب البيئة بكل دقة. وعندها يصبح التشبث بأداة متغيرة هو نوع من الدوغمائية التي تعمل على قتل النص الأدبي وبالتالي على قتل المبدع أدبياً فيحول بينه وبين التطور من ناحية وبين الانتشار من ناحية أخرى.
ودون أن نلجأ للخوض عن مركزية الثقافة السودانية وهامشها، فإن ثقافة المركز الفعلية هي إنما خليط متميزة من جميع الثقافات السودانية المتعددة والمتشابكة، بغض النظر عن أسباب تشكل هذه الثقافة الوسطية من أسباب سياسية واقتصادية مختلفة على مر التاريخ السوداني المعاصر والقديم على حد سواء. ويمكن اعتبار هذه اللغة الهجين صالحة للتصدير دون اللجوء إلى التعريفات الجغرافية والإحالات المعرفية لها على أي حال. متخطين ورطة التشبث بعنصرية اللهجة الجغرافية ومتجاوزين لحدود جذورها التاريخية إلى أفق سوداني أرحب، يكون في العنصر السوداني أشد تعميماً وأكثر وضوحاً. وليس المجال هنا لسرد نماذج من ذلك فالواقع الأدبي السوداني مليء بهذه النماذج المقروءة والمشاهدة والمسموعة
القائمة السودانية المدفونة تطول لتشمل أسماء تجعلنا نصاب بصدمة حقيقية عندما نعلم أن هذه الأسماء الكبيرة ما زالت تجهل طريقها إلى المتلقي العربي والعالمي، ولنا أن نتخيل وضع الثقافة والأدب السوداني إن كان أُتيحت له فرصة الوصول إلى خارج حدود القطر السوداني، لحصول المنافسة التي يستحقها مع نظيراتها من الثقافات والآداب الأخرى: علي المك، بشرى الفاضل، إبراهيم إسحاق إبراهيم، فضيلي جماع، عمر الدوش، مختار عجوبة، عبد العزيز بركة ساكن، محسن خالد، عيسى الحلو، محمود مدني، طارق الطيب، بثينة خضر، أمير تاج السر، محمد أحمد عبد الحي، يوسف عيدابي، محي الدين فارس، مصطفى سند، أبكر آدم إسماعيل، رانيا مأمون، ملكة الفاضل عمر، عاطف خيري، الصادق الرضي، عصام رجب، أنس مصطفى وغيرهم الكثير من الأسماء التي يجهلها حتى السودانيون أنفسهم ناهيك عن النقاد والمتلقين العرب وغيرهم.
وإذا أردنا الخوض في واحدة من هذه المناحي الأدبية في محاولة لتشكيل أنموذج نقدي لها، نجد أن لا أجدى من تناول الرواية السودانية كمثال أكثر خصوصية لحياة التراث والثقافة السودانية، وللوقوف على حركة الوعي والثقافة الكائنة في مجمل الأدب السوداني، لأن بقية الآداب لا تحتمل هذا العبء التاريخي أبداً إلا إذا استثنينا بصفة خاصة: المسرح والدراما والنصوص الملحمية. وعندما نتكلم عن الرواية فلا بد لنا عندها – دون نتعرض لمحاولة تقييم – أن نقف على عدد من أهم الروايات السودانية التي ساعدت كثيراً في التعريف بالبيئة والانتلجنسيا السودانية بشكل أكثر ملائمة لمتطلبات المرحلة الحالية من حالة "الانزواء" الأدبي أو المرحلة الجنينية إن جاز لي التعبير.
وإذا تناولنا رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" أو "عرس الزين" للأديب العالمي الطيب صالح، ورواية "الطريق إلى المدن المستحيلة" للروائي أبكر آدم إسماعيل أو رواية "أخبار البنت مياكايا" للروائي إبراهيم إسحاق سنجد أنه قد تكونت لدينا حصيلة مهمة جداً تساعدنا على فهم الشخصية السودانية من خلال فهم المعطى البيئي الواضح في كل رواية من هذه الروايات. وإذا رجعنا لروايات الطيب صالح التي نالت حظها الوافر من النقد والدراسات النقدية، بحكم عالميته، فإننا نجد أن بقية المنتوجات الأدبية للروائيين السودانيين لم تلق ذات الحظ، رغم أن معظمها لا يقل – من حيث الحبكة الدرامية واللغة ومقومات الرواية المعرفة – عن بقية روايات الطيب صالح. وإذا عرفنا أن المتلقي العربي أو غير السوداني بصفة أدق مستعد تماماً لمعرفة المزيد عن الأدب السوداني نجد أنفسنا أمام إشكالية أخرى تكمن في المبدع السوداني نفسه. الذي آثر الانزواء إلى عوالم الأسفير والأخوانيات، مكتفياً بذلك عن اقتحام حائط العزلة المضروب حوله إلى آفاق أوسع وأرحب.
إن الفهم المغلوط للأدب ولدوره، يُعد واحداً من أهم أسباب تأخرنا في مواكبة الآداب الأخرى ومجاراتها إن لم يكن سبقها، فليس الأدب وسيلة إمتاع ذاتية أو حتى جماهيرية بقدر ما هو حِرفة دبلوماسية في أسمى مقاماتها، وعمل تأريخي في واحدة من أهم خصائصها الداخلية. وربما كان ذلك هو السبب المباشر في نيل الطيب صالح جائزته العالمية، إذ أنه وعى تماماً هذا الدور الريادي للأدب، ونقل بحرفية لغوية تفاصيل الحياة والبيئة السودانية متمثلة في شخوص روايته. وبهذا المفهوم الحيوي للأدب نجد أن رواية كرواية إبراهيم إسحاق "أخبار البنت مياكايا" لا تقل أهمية وروعة عن رواية الأديب العالمي الطيب صالح. إذ يعتمد فيها الراوي على ديناميكية الصراع بين اللغة والأسطورة والتاريخ بجميع متناقضات هذه العناصر الحيّة والفاعلة. وكذلك قصة "عندما يهتز جبل البركل" أو رواية "صالح الجبل" للدكتور مختار ود عجوبة الذي يحتفي فيه بالخرافات متمثلة في شخوص روايته الذين لهم علاقات "سفلية" بعالم الجن والشعوذة كما هي في شخصية "فتح الرحمن" و "ود حبوبة" ولا يختلف اثنان على أن الروايتين لهما طابع استكشافي خطير جداً وهو أقرب إلى مزايا التنقيب في خبايا التراث والتاريخ، وما يجعل رواية الدكتور ود عجوبة رواية قيّمة بالفعل.
إن المهمة التاريخية الجسمية التي تقع على عاتق المبدع السوداني والناقد السوداني هي نقل هذا التراث الأدبي الثر إلى الآخرين، والانتقال من مرحلة إلغاء الآخر إلى اكتشافه، ومن مرحلة انتظار الآخر إلى الذهاب إليه لا سيما وأن الجو ملائم لمثل ذلك ، متى ما توفرت عوامل التفعيل الإيجابية. لأن المزاج الأدبي ليس مزاجاً ذاتياً صرفاً.
إن العلاقة بين المبدع والناقد أو فلنقل بين الكاتب والناقد على اعتبار أن الاثنين مبدعين هي علاقة لصيقة جداً، ولكن ميكانيكية هذه العلاقة ليست واضحة بالنسبة إلينا نحن كسودانيين، على وجه التحديد، وكعرب بشكل عام. الوضع الافتراضي لهذه العلاقة هي أبجدية كون الكاتب كاتباً في المقام الأول، والناقد قارئاً في المقام الأول. وعلى هذا فإن "وظيفة" الكاتب تنتهي بمجرد انتهائه فعل الكتابة والنشر للمتلقين، ويأتي هنا دور الناقد الذي يمارس "وظيفته" كقارئ، وعندما يستفزه نصٌ ما، فإنه يعكف على قراءته بعين احترافية هذه المرة. ومن هنا يتبين لنا أن الكتابة المستفزة "المبدعة" هي التي تجلب النقد، وبالتالي فهي المحرك أو الباعث الأساسي للحركة النقد. تماماً كالرسام الذي يستفزه منظر طبيعي ما، أو حالة شعورية معينة تجعله يشرع بتحليل هذه المشعورات والمرئيات ويترجمها إلى لوحة، ويبقى التحليل محصوراً في نطاق المدرسة التي يتعامل بها الرسام سواءً كانت إنطباعية أو تجريدية أو سريالية أو تكعيبية أو رمزية أو غيرها من مدارس الفن التشكيلي المختلفة. ومن مجمل هذه الدائرة الإبداعية نستطيع أن نوجد حدود الدائرة بالتركيز على تماساتها الكثيرة لنخرج في النهاية إلى حصيلة محددة هي: الفعل وردة الفعل.
مما سبق، نجد أن دور الحركة النقدية في حقيقته لا يقتصر على النقاد فقط، بل يقتصر على الكُتاب كذلك، فهي مسؤولية مشتركة، ومن الصعب أن نحدد هذه المسؤولية في نطاق جغرافي محدد، طالما أننا نتكلم عن "فن" أو "أدب" على اعتباره أحد روافد الفن الأكثر عبقرية. لا أزعم عنصرية أدبية، أو انحيازاً لهذا الجانب من الفن، ولكنه في نظري أكثر الفنون عمقاً ونضوجاً من الناحية الإنسانية. وعليه فلا نستطيع أن نقول أن النقاد المصريين "مثلاً" لا تقع عليهم مسئولية تتبع الحركات الأدبية في السودان "مثلاً" والعكس صحيح تماماً، فأنا لا أتكلم عن جغرافيا بل أتكلم عن قضية إنسانية في المقام الأول. الإبداع بغض النظر عن بيئة هذا الإبداع.
والنقد المقيد بجغرافية محددة، أعتبره في حقيقته نقداً مقنناً لا يُساعد على التطوير. وعندما أقول "تطوير"، فإنني أعني التطوير الذي يشمل حركة النقد، وحركة الأدب على حدٍ سواء. فالملكات النقدية تحتاج إلى نصوص تشعر الناقد بالتحدي أول الأمر، في محاولة لتفصيص النص الأدبي، لغور أسباره وكشف خباياه، ويظل ذلك مستحيلاً في ظل تكرار النماذج البيئة الموحّدة. وعليه فإنني أرى أن المسؤولية مشتركة بين الكُتاب والنقاد السودانيين من جهة وبينهم وبين النقاد العرب من جهة أخرى.
فيما يختص بتشبث الأنتلجنسيا السودانية بثقافة محددة، فإن الحديث عنها يطول ليأخذنا إلى جدلية المركز والهامش والتي تناولها الدكتور أبكر آدم إسماعيل بإسهاب وعمق شديدين، وتكلم فيها عن إشكالية الهوية كحجر زاوية في هذه القضية. وهذه الإشكالية تتمحور في كوننا عرباً أم أفارقة في المقام الأول. وهذه الإشكالية الموغلة في الإغراق قد تقودنا إلى معرفة عامة عن وضع الانتلجنسيا السودانية بشكل أكثر منهجية ودقة. وكما يرى الدكتور أبكر آدم إسماعيل – وأنا أتفق معه في ذلك – أن السودان بلد متعدد الثقافات، وأن مفهوم الدولة السودانية، ما هو إلا جزء أصيل من تراثها الإثني والديني والثقافي والتراثي …إلخ. وهذه التعددية التي خلقت لنا تبايناً واضحاً في العادات والتقاليد والطقوس واللهجات أو حتى اللغات في بعض الأحايين كانت هي سر تغزل الأنتلجنسيا السودانية في فترة ما، غير أنها كانت هاجساً اكثر تأريقاً لهم فيما بعد. وحتى اليوم فإن المتحدثين باسم الثقافة السودانية مازالوا يتغزلون بهذه التعددية دون أن يكونوا قادرين على حل إشكالية الهوية بشكل قاطع وجذري.
وربما لم تكن مشكلة الهوية، مشكلةً بالبُعد الأدبي لها عندما نتحدث عن تاريخ السوداني القديم، وتحديداً في العهد المسيحي، ولكن دخول الإسلام إلى السودان هو ما أوجد هذه المشكلة "مشكلة الهوية" ومنذ تلك الحقبة التاريخية وهذا الدخيل يمتد في العمق مشكلاً مداً حضارياً يهدف إلى إعادة إنتاج الآخر داخل هوية هجينة "إسلاموعربية" كما يوضح دكتور أبكر. وحتى تلك الحقبة التاريخية لم يخلق هذا المد الحضاري أي إشكالية تذكر، إلا بعد أن انهيار الحضارة العربية والإسلامية بدأت الإشكالية بالظهور. واختصاراً يمكنني أن أقول أن طفح ثقافات محددة، ومحاولات تشبث الانتلجنسيا السودانية بها، ما هي إلا امتداد طبيعي لهذا المد الحضاري غير المبرر، واستعلائية غير معلنة، أو معلنة في مواطن أخرى. وهذا ما يُفسر التصاق الانتلجنسيا السودانية بها، فالمسألة ليست إشكالية هامش ووسط، بقدر ما هي إشكالية عروبة من عدمها. وارتباط مفهوم العروبة بالإسلام من ناحية، وانتقال اللغة العربية إلى السودان والبدء في تداولها منذ بدايات الفتح الإسلامي لأفريقيا من ناحية أخرى يجعل من هذه الإشكالية إشكالية شديدة الخصوصية والعمق. وفي ظل سيطرة جغرافية لثقافات كان لها دورها التاريخي البارز في تهديد الكتلة السودانية بشكلها التعددي الواسع. أو يمكننا أن نقوم أنه استعمار الداخل.
وبجيك راجع بأجزاء من رواية "السيّدة الأولى" .. ودا وعد مني يا حبيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
ولى بعض النقاط أود تسجيلها وهى : أولا : لاحظت أن الأخ هشام لا يتقبل النقد بصدر رحب انما يتعامل مع الرؤى النقدية بندية ودفاع وكانما الناقد خصما أو عدوا يريد النيل من رصيده الأدبى رغم أننى لو كنت مكانه لقبلت كل ما قيل من مداخلات أعلاه وعملت بما قد يفيدنى لاحقا فى سبيل تجويد صنعتى . ثانيا : يعطينى الأخ هشام احساسا بأنه وصل مرحلة الكمال الأدبى لذا يحاول دائما مصادرة الرأى الناقد ومقارعته بالحجة انتصارا لوجهة نظره حتى يتحول من قاص يناقش ناقد لقصته الى ناقد للنقد المقدم بادواته للرد على النقد وهى أدوات نقدية . ثالثا : يتجه هشام لتبنى مفهوم المصادرة مثلا اذا اقتنع بوجهة نظر أن القاص يمكنه الكتابة فى التاريخ والادب والفلسفة والدين لفهم محدد فانه يريد من الجميع تبنى هذا الفهم وكأنه امتلك الحقيقة المطلقة .فمثلا لا أوافق كتابته حول كل تلك الموضوعات كل على حدا فالتاريخ لكتابته رجاله الذين أفنوا عمرهم فى البحث والتقصى وانحنى اجلالا لابى سليم والقدال ولا أدعى معرفة أكثر منهم .. وكذا الباحثين فى الفلسفة والدين .. وأرى أن الاديب الفذ هو من يستغل تراكمه المعرفى فى قضايا كالدين والفلسفة والتاريخ فيعبر عنها ضمن مشروعه الأدبى فليس بالضرورة ان ياتى الراى فى الدين والفلسفة كمقال فالعالم اتجه للتخصصية . ذكرنى ذلك برؤية أديبنا الفذ محمد عبد الحى فى ( العودة الى سنار) حيث تجد (الدين – الوثنية كطقوس – التاريخ الادبى الاسلامى مع المعرى –الشعر الاروبى مع جويس – التاريخ المروى مع ابادماك – الفلسفة مع النفرى – التاريخ الصوفى مع سنار الخ ) فكل هذه الصنوف من فن وفلسفة ودين وتاريخ أحكمها عبد الحى فى نص ادبى واحد لذا جاء ثرا ومتنوعا ومتماسكا .. وكان يمكن له ان يكتب مقالات حول الصوفية والفلسفة والتاريخ القديم الخ لكن لمعرفة عبد الحى انه أديب جود أدواته وعبر بالادب عن رؤاه الفلسفية والدينية والتاريخية داخل النسق الادبى . ويقينى أن هشام أديب يملك أدوات معرفية أخرى فى مجالات شتى أرى وأخوتى أعلاه أنه بارع فى الادب ونتحفظ فى كتابته المقال لذا قلنا من الاوفق له السير فى طريق الادب لنحصل على أديب متمكن بدلا عن اديب بارع وكاتب تشوبه الهنات . أرجو أن يفهم هشام أن كلامى ومن سبقنى فيه خير له وليس لهدم مشروعه الفكرى الادبى ويسرنا أن نراه أديبا متمكنا . ودمتم
أخى فيصل تحياتى سامى اتجه غرب السودان لعامين للعمل وعاد والآن بالخرطوم يعلم النشء علما يستبين به سبل الحياة وقبل العلم أخلاقا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: سمير شيخ ادريس)
|
هشام آدم :
سلامين اتنين ..
ذكرت اسم ( ابوصباح ) و جاءت سيرة ( الهلالية ) كمان ..
فياخي السؤال : هل تقصد : أبوصباح مصطفى الطيب ؟ أم هناك شخص آخر بنفس الاسم الاول و نفس المنطقة ؟
يا ريت يطلع هو زاتو البعرفنو أنا ..
عارف ليه ؟
عشان تديني عنوانو بس ..
ياسلاااااااااااااااااااام لو طلع هو ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: Elmoiz Abunura)
|
العزبز أبو نورا تحيات وأشواق ولنا وصديقى هشام شرف اطلالتك المقدرة .. وأأسف لطول الانقطاع عنك .. والى الملتقى القريب بأخبار وأشواق كثيرة ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: سمير شيخ ادريس)
|
Quote: ياخ أقول ليك كلام؟ سميّهو هروب من جهلي بنفسي. أنا موافق! لأنو ببساطة شديدة يا أبو سمرة، هشام آدم الما شاف السودان ولا عاش فيها غير خمس سنوات (هي مدة دراسته في الجامعة) ما متملّك أدوات الثقافة السوداني بشكل عميق ممكن تتيح ليهو الكتابة عن الواقع السوداني كتابة معالجة أو كتابة نقدية مدروسة، مش مجرّد حكي وحجي بتاع حبوبات بس. (فاهمني!) يبقى لمّا المتلقي يلقاني بغلط في الكتابة عن الآخر أرحم لي مما يلقاني بغلط في الكتابة عن نفسي. الغلط هنا غير مبرر، وبيختك في مساءلة إنتا أساساً في غنى عنها.
|
قبل أن أبدا...
اسئلة..
اذا كان المرء يجهل "نفسه" فهل يكتب؟ الاجابة مني : لا... فالكتابة تتطلب اولا ادراك الذات وهي رحلة البحث عن معنى الذات.. وحتى عندما تكتشف الآخر فانت تفعل ذلك من خلال الذات...
يقول هشام "احسن يغلط في الآخرين" ولا يغلط في أهله... وهذا كلام عيب !!!
أذا كنت في غني عن جزء... فاستغني عن الأمر كله... "نصيحة"
الاخوة المتداخلون
تحياتي
آثرت أن أمد رجلي على قدر لحافي في هذا السرير الوثير، المطرز باسفنج "هشام آدم" هذا "الكائن" المصنوع من خلطة مزاج تحتاج الى "شوية" خلخلة، حتى تنضج... مبدئيا هشام لديه كلام كثير في رأسه... وهذا يحسب له نقطة ايجابية.. لكنه يفتقد لبوصلة التوجيه التي تقول له أين انت بالضبط، فهو كالتائه في صحراء أو بحر.. وليته كان في جزيرة معزولة اذا لما رأيناه هنا ولا كتب ما كتب على الملأ ولوسوس لقرينه في الليالي.. وتهجأ الصمت حتى يكون ضجيجا...
هشام الذي يهاجم الانتلجنسيا السودانية.. "التي هي مشكوك في وجودها أصلا" - بتقديره - .. هو جزء من اشكالياتها.. افرازاتها التي لا يمكن الفكاك منها.. هو برغم تمظهره الحداثوي.. أحادي العقل كما وصفه سمير
Quote: لاحظت أن الأخ هشام لا يتقبل النقد بصدر رحب |
وليته كان على شاكلة: "قل يا أيها الكافرون".. اذا لكان الامر بين.. لكنه على شاكله "نبي" يبشر بدينه "الجديد" قبل أن تتضح له معالم الرؤية وقبل أن يأتيه "الوحي" المبين...
وسأدخل اليه بهدوء في "خدره" رغم انه مكشوف على الملأ... وليست هذه من صفات "عظام الكتاب" فهم أسرى "العزلة".. واعرف ان هشام سوف يسرع للقول: لكنني كتاب خارج الشروط.. وانني اسير هواي الجديد، ومقولاتي التي سوف اطرز بها عوالمي انا... "واني وإن كنت الاخير زمانه الخ..." ونسي ان حواء "ولادة".!!
تابعت تجربة هشام منذ فترة، ولا انكر ان تجربة الكتابة عن بلد آخر إثارتني.. لانني خضت نفس التجربة ولكن بشكل آخر... ليس هذا مكانه.. وكنت قد ابتدرت مع هشام حوارا في بوست آخر كان قد افترعه عن الرواية.. ورحل ذلك البوست... وما ان دخلت على هشام الا وليت الادبار... لان "النووي" الذي يحمله لا يؤمن بالمنطق بل الفضفضة والتخريفات المجازية وان الكتابة مجرد مطولات على شاكلة المعلقات الجاهلية... ويحمد لعصر الانترنت ان كان ثمة "حمد" انه انتج معلقات التفكير بالصوت المسموع... معلقات امثال هشام آدم وحمور زيادة وغيرهما... وكلاهما وحتى لو بدا في اتجاهين متعاكسين او قطبين متنافرين الا انهما بالنظرية المغنطيسية متجاذبين لان معينها واحد...
**
يشكر هشام على الاجتهاد ويلام على التمادي في الاحكام والقول وان ناصية الحقيقة والحق له.. لا غير...
اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: emadblake)
|
Quote: الكتابة بالنسبة لي تعبير عن قضايا إنسانية، ولما أجي أقول "إنسانية" فأنا بالتأكيد قاصد ليك السوداني وغير السوداني، بس يمكن تكون مشكلتي إني متجاوز للفضاء المكاني ومتوّحد مع فضاء أوسع شوية. |
سأكون أكثر دقة... وسأتعامل بالنوايا الطيبة ان هشام آدم لديه مشروع... وهذا امر لا يمكن تجاوزه بسهولة فالرجل يجلس ساعات على الانترنت ليحاور الناس، ويرد ويكتب مطولاته.. وهذا يدل على انه حريص على ان تصل رسالته... ولكن ليست "النوايا" وحدها تكفي لكي تصنع منك كاتبا.. ولا الردود المطولة ولا المجازات او الاستعارات.. فالكتابة قبل كل شيء هي شيء معقد في تعريفها قبل ان تكون معقدة في انجازها...
اتقف مع هشام ان الكتابة في احد مقاماتها - وليس الكل - هي "تعبير انساني عن مشكل انساني".. وان الكتابة "الانسانية" تتجاوز حدود المكان والزمان لتعيش في المستقبل.. ولكن هذا يستدعي اولا ان يكون الكاتب مدركا لحدود مشروعه من خلال معرفة، وليس مجرد تحرك دراماتيكي يفضي به اينما يفضي... ومن خلال مناقشة اطروحة هشام هنا، نجد انه يتنقل من أفق لافق ومن بؤرة لاخرى، دون ان يكون واضحا... فالامر عنده ملتبس.. وما ينبه له ان الأدب هو نتاج محلي ينطلق للعالمية.. وان الانسانوية الأدبية ليست هي مجرد ازاحة لهموم الذات في مساحة الورق على مجرد شخوص "اينما كانوا"... حتما لن يكتب هشام عن أسبانيا افضل من انطونيو غالا.. وما يفعله انه يخسر السودان ويخسر اسبانيا... الا ان يكون مشروعه فلسفيا بحتا.. وهنا سيكون المدخل هو الفلسفة وليس الأدب...
اعتقد ان مشروع هشام يحتاج منه ان يجلس مع نفسه ويقوم بمراجعتها ويسأل نفسه التالي:
ماذا اريد ان اكون بالضبط؟ من أنا؟
فهذا السؤال ملتبس عنده.. فهو غير محدد كما يبدو جليا من مقولاته ... خطابه "المشتت ذهنيا"...
يقترح هشام نفسه مفكر، أديب، روائي، قاص، عالم نفس، شاعر، ............الخ...
لكن الاقتراح الاهم من كل ذلك هو الصدق مع الذات، فالكاتب لا يمكن ان ينجح اذا لم يعرف اين هو بالضبط"... "موضعة الذات" وهو ما هو غائب عند هشام باعترافه... فهو يجهل ذاته.. والسودان جزء من ذات هشام شاء أم أبي...
لو كان هشام يكتب أدب خيال علمي أو رواية على شاكلة ما "عالم صوفي" التي هي عن رحلة الفلسفة في الوجود، او لو كان يكتب عن الكونيات لكان الامر واضحا... ولكن ان يدخل على الرواية من مدخل "محسن خالد" - كما فعل في "الحياة السرية للأشياء" عندما كتب عن امريكا وهو لا يعرف عنها شيئا، فهو ما لا يمكن قبوله...
وليس الامر تطرفا مني.. ولكن للأدب قواعد... كما لكل علم.. حتى لو لم يكن الادب علما، فان له قوالب واذا كان ثمة خيانة تمارس على الوصايا والقوالب فهي تتم بناء على تجريب واعي... انظر تجربة "ماركيز"... في مائة عام من العزلة... وانظر تجارب "باولو كويلو" صحيح انها تحررت من المكان .. لكن بشكل اخر... ساوضحه..
ماركيز في ملحمته هذه تحرر من المكان وابتكر مكان جديد، لكنه في ظلال امريكا اللاتينة،،، اضاف له غيبه وعوالمه السحرية بناء على رؤية فلسفية راقية في فن الحياة الانسانية... بحيث باتت قرية ماركيز هي قرية عالمية...
كويلو ايضا تحرر من المكان وكتب عن خارج البرازيل... كتب عن اسبانيا والمغرب ودمشق والقاهرة... في عصور مختلفة... بيد ان مشروع كويلو يقوم على رواية تختلف عن هشام، حيث انها رؤية ذات بعد تنويري "تبشيري" بمفاهيم كالسعادة في الحياة... تحقيق الذات.. اشبه بما يفعل مدرسو تنمية الذات في المدارس الامريكية.. حتى ان بعض النقاد يرى ان ما يكتبه الرجل ليس رواية...
يمكن للكاتب ان يلجأ للتاريخ ويعيد اختراعه.. ولو كان لهشام ان لا يتحرر من بلده، واذا كان لا يفهم الواقع الراهن لانه "خارج السودان" حيث السودان الحاضر ليس فضاء مكاني بحسب ظني.. خاصة مع "الانترنت" والعالم المفتوح... اذا كان ذلك فامام هشام ان يرجع للتاريخ السوداني ويعيد اكتشاف مثلا فترة دخول العرب السودان.. رواية عن "البقط"... ورماة الحدق.. (على سبيل المثال):
هنا المعلومات المتوفرة بقدر ما هي تبدو كثيفة الا انها مطرزة بالاسطورة وتداخلات الحقيقة بالخيال بحلم كاتب مثل هشام، لو انه شاء.. اذن لكان قد أوجد رواية سودانية "جديدة".. ولاستطاع ان يصل الى العالمية التي "يحلم" بها.. ليكمل مثلث "الطيب صالح.. "والفيتوري" وهو المثلث الذي يبدو ان هشام يسعى لمركزة نفسه فيه من خلال قوله:
Quote: وإن استثنينا الأديب والروائي العالمي الطيب صالح وشاعر القطرين محمد الفيتوري اللذان هربا من حصار القوقعة المحلية إلى عوالم أرحب، نجد أن بقية الأدباء السودانيين مازالوا محاصرين إن لم نقل مدفونين إما ذاتياً أو لأسباب أخرى |
وبقية القول المستتر: انا سأفعل ذلك..
راجع.....................
----------
راجع كتاب:" خيانة الوصايا" لميلان كونديرا
كيف يمكن للأديب أن يخون ما أسسه "السلف"!!!!!!
كونديرا نفسه يمكن خيانته... ولكن بوعي.................معرفة...............
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: فدياس نجم الدين)
|
Quote: ذكرت اسم ( ابوصباح ) و جاءت سيرة ( الهلالية ) كمان ..
فياخي السؤال : هل تقصد : أبوصباح مصطفى الطيب ؟ أم هناك شخص آخر بنفس الاسم الاول و نفس المنطقة ؟
|
الأخ فدياس نجم الدين صباح الخير يا عزيزي .. ويوم جميل أتمناه لك
الشخص الذي قصدته هو "محمد قرشي أبو صباح" من أبناء الهلالية، ولا أدري إن كان له علاقة بالشخص الذي تسأل عنه إذا كان هو نفسه، فبإمكاني تزويدك بعنوانه وأرقام هواتفه
تحياتي ليك وشكراً على المتابعة والمرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
Quote: ولى بعض النقاط أود تسجيلها وهى : أولا : لاحظت أن الأخ هشام لا يتقبل النقد بصدر رحب انما يتعامل مع الرؤى النقدية بندية ودفاع وكانما الناقد خصما أو عدوا يريد النيل من رصيده الأدبى رغم أننى لو كنت مكانه لقبلت كل ما قيل من مداخلات أعلاه وعملت بما قد يفيدنى لاحقا فى سبيل تجويد صنعتى . ثانيا : يعطينى الأخ هشام احساسا بأنه وصل مرحلة الكمال الأدبى لذا يحاول دائما مصادرة الرأى الناقد ومقارعته بالحجة انتصارا لوجهة نظره حتى يتحول من قاص يناقش ناقد لقصته الى ناقد للنقد المقدم بادواته للرد على النقد وهى أدوات نقدية . ثالثا : يتجه هشام لتبنى مفهوم المصادرة مثلا اذا اقتنع بوجهة نظر أن القاص يمكنه الكتابة فى التاريخ والادب والفلسفة والدين لفهم محدد فانه يريد من الجميع تبنى هذا الفهم وكأنه امتلك الحقيقة المطلقة .فمثلا لا أوافق كتابته حول كل تلك الموضوعات كل على حدا فالتاريخ لكتابته رجاله الذين أفنوا عمرهم فى البحث والتقصى وانحنى اجلالا لابى سليم والقدال ولا أدعى معرفة أكثر منهم .. وكذا الباحثين فى الفلسفة والدين .. وأرى أن الاديب الفذ هو من يستغل تراكمه المعرفى فى قضايا كالدين والفلسفة والتاريخ فيعبر عنها ضمن مشروعه الأدبى فليس بالضرورة ان ياتى الراى فى الدين والفلسفة كمقال فالعالم اتجه للتخصصية . |
صديقي أبو سمرة
في الحقيقة ما بخفي عليك صدمتي من هذه المداخلة وهذه الملاحظات التي كررتها برضو في بوست (هشام ادم ...) وما عارف من وين "بالضبط" استقيت هذه الملاحظات؟ لكن الدايرك تعرفو يا سمير، إني ما تجرأت وفتحت بوست باسمك بدافع نوستالجيا غبية أستعيد معك من خلالها ذكريات جامعة الخرطوم، فهنا في سودانيزأولاين العديد من أبناء الدفعة، ولكن كان دافعي في ذلك هو معرفة "قديمة" بعميق فهمك، وإحساسي بأنني قد أستفيد من آرائك التي لوّحت بها في بوست (Re: السيّدة الأولى قادمة من بيروت) حول الكتابة عن الآخر. قلتُ في نفسي: "إنها قد تكون فرصة جيّدة أن تحاور شخصاً صاحب وعي، ورؤية أدبية محترمة" هذا كان دافعي الأساسي منذ البداية. وكنتُ –وما أزال- أرى أنه بإمكاننا إجراء حوار شيّق حول مفهوم الأدب وارتباطه بالفلسفة ونتكلم أكتر عن الأدب السوداني ومشكلاته وعن النقد ومشكلاته ووووو إلخ. دي كانت فكرتي.
وبتثبيت معلومة محددة وهي أنني أنا من فتحت هذا البوست، ينتفي تماماً الزعم بأن هذا البوست يتعرّض لنقدي أو نقد كتاباتي بشكل مباشر، أو على الأقل أنا لم أنظر إليها من هذه الزاوية، وإنما نظرتُ إليها من زاوية "النقاش" والتحاور حول مفهوم الكتابة عبر الآخر، ومحاولة مني لإيصال فكرتي التي قد تكون غائبة عنك، على اعتبار أننا لم نلتق منذ فترة طويلة. (هذا كل ما في الأمر). إذن يا صديقي أنا لا أكابر ولا أحاول أن أُصادر رأيك "كناقد" ببساطة لأنك لا يُمكن أن تكون في مقام الناقد وأنت لم تقرأ الرواية بعد! كل ما في الأمر؛ إني قاعد أتناقش مع سمير شيخ إدريس الصديق، وقاعد أحاول أوضّح أفكاري (مش أدافع عنها). وما حصل يا سمير إني قلت في أيّ مكان لا في سودانيزأولاين، ولا في أيّ مكان تاني إني وصلت إلى مرحلة الكمال لا في الأدب ولا في أيّ فن تاني سواء كان تاريخ ولا فلسفة ولا غيرو.
كلمة أخيرة: تبني وجهة نظر تستلزم امتلاك الحق الدفاع عن وجهة النظر هذه، دون أن يعني ذلك بالضرورة إجبار الناس على تبني ذات الفكرة. (أنا ما عارف من وين انت جبت الكلام ده!!!) ياخ أنا من حقي أدافع عن وجهة نظري، لكن لما انت تفهم من هذا الدفاع إني دايرك انت كمان تقتنع بنفس وجهة النظر بتاعتي، فدي حتبقى مشكلتك انت مش مشكلتي أنا. وأنا ضد فكرة التنميط البتسوّق ليها؛ يعني إنو القاص قاص وبس، والروائي روائي وبس والشاعر شاعر وبس. أنا شايف إنو الكلام ده غير صحيح. (لكن هل تعتقد إني لما أقول إنو الكلام ده غير صحيح، ده معناتو إني دايرك تغيّر وجهة نظرك دي؟) كل الموضوع يا صديقي إنو زي ما انت ليك الحق في إنك تقول رأيك، فأنا كمان ليّ نفس الحق إني أقول وجهة نظري. (وين المصادرة هنا؟)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
الأخ هشام
لا أدري... كان موضوع البوست عن "سمير شيخ إدريس"... وهاهو الآن يصبح عن "هشام آدم".... وهذه من قبيل الطرفة !!
قبل أن أخوض في النقاش تعقيبا على ما كتبت... اقول لك بقلب صادق اتمنى لك ان تصل الى العالمية وان تشغل المثلث المذكور، بل ان تتفوق عليه، وشخصيا لي رأي حول هذا المثلث (طبعا قبل ان يكتمل)... اعني بشكل مباشر تجربة الطيب صالح... حتى لو انه رشح لجائزة نوبل.. وهذاالكلام قد يثير البعض .. لكن اعتقد ان الجيل الجديد تجاوز الطيب صالح... والفيتوري... وكل الاسماء المرهونة للأمس... لكن ظلال الامس ما تزال تسيطر..
الطريقة التي تفكر بها أنت وربما أنا وبعض من جيلنا... هي نتاج عقل جديد.. وهو عقل متجاوز لشروط الأمس، وهو حوار طويل.. قد لا يسعه هذا البوست...
اذكرك عندما قمت بتقويس "الانتلجنسيا السودانية" فأنا أعني ان امرها مشكوك فيه اصلا...
سأورد لك مقطعا هنا من كتاب لي يعالج جزءا من هذا المشكل:
Quote: تكريس حالة فقدان الوعي بالذات: قد تراكمت الأسئلة دون إجابات، ودون فتح أسئلة جديدة أكثر إبداعا في التماس مع شروط الحياة الجديدة، وعزز تيار "ما وراء الأسطورة" حالات الانفصام والتوهان، فكان الإرباك واضحا على كافة أشكال الحياة السودانية، في الداخل والخارج. فكانت الصورة العامة هي فردانية، تبحث عن خلاصها الذاتي في سبل المعاش، وخلاصها الفكري في سبل الأنا الضيقة التي ليس أمامها أي مثال أو "صورة من صور الكمال الإنساني"، فانعكس ذلك في تأزم الذوات وتفاقم التشظي وتغيبب "العقل الغائب"، والذي لم يكتشف بعد، أو يخترع. هذه "المشهدية" لقمة الأزمة، أشار إليها منصور خالد بـ "حالة فقدان الوعي بالذات" ، وهي حالة نتجت عن تأزم تراكمت عبره الأسئلة المكررة، وغير الخلاقة، لقرون. ذلك لأن خيار "إلى ماذا ننتمي؟" لم يكن مطروحا ذات يوم بتفكير عقلاني أو بتعبير منصور يعود فقدان الوعي بالذات إلى أننا أمة مأزومة لم تحدد بعد إلى ماذا تنتمي!.. وبشهادة منصور فإن الجيل الجديد – من الواضح أنه الجيل الذي حقق انعتاقه الشكلي في سنوات البشير - وقع في أسر الخصام مع الأجيال التي سبقته. وهي شهادة "مجروحة" لأنها غير دقيقة من خلال التحليل السابق، فالجيل الجديد لم يقع في أي خصام، وقد رأى منصور الأمور وقيّمها من ناحية ظاهرية، حيث أن الباطن التقييم الباطني والمتريث يكشف أن ممارسات "الجديد" ما هي إلا امتداد لذات الفعل القديم في لامنطقيته وخياله غير المبرمج، ورغبته في صناعة أساطير ليس لها أي تأسيسات معرفية. وإذا كان منصور خالد يحمل جيله تبعة ما حدث، في كونه لعب دوره في تشكيل ثقافة "أسر الخصام" مع الجيل الجديد، فثمة جزء من "الحقيقة" والمنطق هنا، في غياب التفاعل والحراك الجدلي بين الأجيال بالطريق المباشر، ولكن برؤية ثانية فإن الخصام لم يقع أصلا، لأن التفاعل تم بطرق غير مباشرة، إذ أن السؤال الذي يطرح: كيف تأتي للجيل الجديد أن يؤسس "مقولاته" عن الحياة السودانية؟!.. هذه "المقولات" لم تنتج عن فراغ، بل عن تفاعل أصيل مع الأمس ومع الأجيال السابقة، فلا يزال "الجديد" يعيد ابتكار ذات المفردات القديمة في علاقة السياسة بالأدب، وفي إعادة إنتاج التقسيم الأرثوذكسي للحراك السياسي: يسار ويمين، مؤيد ومعارض. دون أن تتولد تيارات لها صفة "الحياد". ورغم أن تيارا جامعيا نشأ باسم "حركة المحايدين" إلا أنه لا يحمل من هذه الصفة إلا الاسم. يسوق منصور تحليلا "رائعا"، في إطلاق مفهوم "خميرة التطور" التي يرى أنها ضرورة من ضرورات الاستمرار، و"استعمار المستقبل"، تلك الخميرة التي هي مواز لـ "صراع الأجيال"، وهي عبارة ركيكة تكشف عن حمولة ذات بعد "ما وراء أسطوري" في التفكير. فتكريس مفاهيم كصراع، تشير إلى أن ذات المشكل قائم، حيث يكون الأكثر عقلانية وعلمية استخدام مفردة مثل "تفاعل"، بهدف دفع الحياة نحو إيجابية "استعمار المستقبل". كما أن ذات العبارة الأخيرة - هي الأخرى - تشير إلى رغبات السلطة ومندسات خطابها، في المدنية السودانية، باعتبار أن مفردة "استعمار" ذات دلالة غير إيجابية تماما، فالعلاقة بين الإنسان والزمن، لاسيما المستقبل، ليست هي علاقة استعمارية، بل علاقة جدل فاعل ومتغير يكون للإنسان فيه دور صنع منجزه في إطار ما يعرف بالزمن. ولكن بالرجوع إلى الذهنية التي تولدت عنها المفردة وتحليل تراكم تجربتها "السلطوية" فإن ذلك يكشف لماذا لا يمكن لمنصور أن يستخدم عبارة بديلة. ويبدو إصرار منصور على استخدام مفردة "استعمار" في قوله: "إن كان أبناء جيلنا قد استعمروا الماضي كله, فما زال بينهم من وطد العزم على استعمار المستقبل, بالرغم من أن العصر ليس هو نفس العصر, ولا المطامح هي ذات المطامح". الأمر الذي يؤكد مسألة العقلية السلطوية التي ورثها منصور – مع جيله – من إرث الرغبات السلطانية المتوارث في التاريخ السوداني. أيضا يعطي استخدامه لمفردة "مطامح" بدلا عن مفردة كـ "طموح" تصورا عن "العقل السوداني" الذي يكرس للمدنية المتسلطة، فالطموح شيء إيجابي وتفاعلي، فيما المطامح فعل "قذر" يستبعد الآخر ويستقصيه تماما ويتجرد عن الحب. ولعل استخدام مثل هذه المفردات يكشف أن منصور، يقوم بدور لاواعي في تأكيد واحدة من صفات جيله والتي بدأ الجيل الجديد يرثها كتبعة، وهي صفة الرغبة تكريس فكر الكراهية في المجتمع السوداني. هذا "الصراع", ساهم في خلق مرض الشتات الذهني الموازي للشتات المكاني لدى الجيل الجديد, ورسب الانكفاء على الذات، غير أن الوجه المشرق لحقيقة "الصراع" ولّد المساءلة بشأن ما هو قائم وما يفترض أن يكون بناء على وعي جديد للتاريخ, بعكس ما ساد من أسلوب تسفيه العقل وتسطحيه. ولئن كانت الصورة مجرد بذور إلا أنها حتما سوف تأتي بشكل مختلف، على المدى البعيد عن قرب، إن لم يكن قريبا. ورغم أن منصور خالد دافع عن الجيل الجديد, بدعوته لطرد "الاستعمار" القائم من الجيل القديم, إلا أنه وقع في إشكال الحكم المبكر على إنتاج الجيل الجديد وعلاقته الجدلية مع العالم, حيث قرر أن أبناء الجيل الجديد "ما بقي لهم ما يقتاتون غير الإحساس بالإحباط، إن لم يكن الهزيمة الداخلية، و(كلما ازددنا إصرارا) على العودة بهؤلاء إلى ماض أبغضته قلوبهم انكفأوا على ذواتهم يغوصون في بحر بلا شطان". هذه الطريقة في وضع الأحكام النهائية، على طريقة فرانسيس فوكوياما في نظرية "نهاية التاريخ" التي أثبتت فشلها، هي طريقة قديمة/متجددة، تميزت بها "النخبة السودانية الفاشلة"، حيث إطلاق الأحكام أسهل شيء، وحيث يرغبون دائما في صناعة أساطيرهم من خلال نفي الآخر، ليس الخصم الوقتي المباشر، وإنما الخصم البعيد الذي لم يتشكل بعد. كما أن الإصرار على استخدام ضمير (نا) في الجزء المقوس أعلاه، يدلل على المركزية العالية التي ينطلق منها كاتب النص، تلك التي تعتقد أنها تمتلك محاكمة الأمس والمستقبل، والحكم على نتاج جيل لم تكتمل تجربته بعد. وهكذا يساهم "المستعمرون الوطنيون" في تكريس عزلة العقل السوداني، بتغييب العقل وتعميق الأزمات في ظل عجزهم عن التفاعل الإيجابي مع ذواتهم دعك عن تفاعل مع "المستعمرون الوطنيون القادمون". وليس من المنطق القول بأن المحصلة: أنه واقع لا مناص منه. بل على العكس فالمقدمات إذا ما أحسن صياغتها تسوق إلى نتائج جيدة. وفي "خميرة التطور" ما يمكن أن يجعل المستقبل جميلا ومشرقا، وليس هذا من مجرد قبيل التفاؤل، بل بنظرة موضوعية تتطلب إعادة بناء الوعي من خلال الممكنات الراهنة، بتعديل نظم الذهن، بدلا عن هدمها تماما. لكن العقل، أي عقل لن يكون قادرا على "اختراع البدائل الواقعية" إلا من خلال فهم الذات أولا، وقبل ذلك تأكيد ورغبة جازمة على هذا الافتراض قبل أي مبتدأ تجريبي عملي.
|
طبعا الحوار يطول...
وانا شخصيا ليس لدي مشكلة ان يكون الكات شاعر، فيلسوف، روائي،،، كل شيء.. فقط بشروط المعرفة، وهي حتما لا تتقاطع مع الشروط "الارثوذكسية"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: emadblake)
|
Quote: لا أدري... كان موضوع البوست عن "سمير شيخ إدريس"... وهاهو الآن يصبح عن "هشام آدم".... وهذه من قبيل الطرفة !! |
الأخ : عماد البليك
هذه الطرفة هي ملاحظة حاولتُ الإشارة إليها في مداخلتي الموجّه إلى سمير شيخ إدريس، ورغم أنّ البوست معنون باسمه إلاّ أنه (أيضاً) لم يكن "عنه" بالمعنى الإبستمولوجي للعنعنة، ودون الدخول في متاهة كيفية انتقال هذا البوست من/إلى فإنني أرى أنّ الفائدة قد حصلت لي بالفعل.
لا تُصدّق يا عماد، أن رجلاً قد يُصرّح على الملأ بأنه على قطعية مع ثقافته إلاّ بدافع النقد الذاتي أو في إطاره على الأقل، هذه القطعية التي عبّرتُ عنها بالمحنة، وهذا التعبير -بكافة دلالاته- مقصود بالضرورة، ولكن الأمر بالنسبة هي محاولة للتطهّر من شوائب الأنا المُصرّة على الإثمار حول تاريخي الشخصي والعام. كان له (أي سمير) أن يفهم ذلك على منحى نقد الذات في الوقت الذي رأى فيه أنني لا أفعل شيئاً غير مصادرة الرأي، وعدم قبول النقد.
الطيّب صالح، والفيتوري هما مجرّد أسماء رمزية لنماذج استطاعت كسر حاجز العزلة المفروض على المبدعين السودانيين؛ وهما على هذا الأساس لا يُشكلان لي أيّ ثالوث افتراضي ناقص؛ وربما لاحظتَ أنني قد أشرتُ (ضمن من أشرت من أسماء مغمورة رغم رصيدها الوافر من الإبداعي) إلى أسماء كبيرة مثل (علي المك، بشرى الفاضل، إبراهيم إسحاق إبراهيم، فضيلي جماع، عمر الدوش، مختار عجوبة، عيسى الحلو) من الجيل السابق وأسماء مثل (رانيا مأمون، عاطف خيري، الصادق الرضي، عصام رجب، أنس مصطفى) من جيلنا. وكان الغرض من ذلك في الحقيقة الإشارة إلى أنّ كل الأجيال الإبداعية قد تظل في وحل التهميش إن لم تناقش وتفنّد أسباب هذا التهميش وتعالجه بجدّية؛ ليس فقط للوصول إلى العالمية، ولكن على الأقل لينال حقه من الانتشار المعقول أسوة بالآداب العربية الأخرى ولمناقشة "لماذا هي مشكوك فيها أصلاً؟". ولنا في تجربة الانتلجنسيا المغربية أسوة حسنة.
سأقرأ الآن ما تفضلّت بإيراده في مداخلتك والتعقيب عليه بعد ذلك.
لك مني كل الود والتحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
أخى هشام تحياتى لا أدرى هل احساسى التالى صحيح أم خطأ هو أنك أصبحت تتحدث (بنفس حار) حول كتابتى ولا أسميه نقدى لأننى لا زلت للآن متمسكا بالموضوع الرئيسى الذى من أجله جاء هذا البوست وهو أن نتونس كأصدقاء بصوت عال وأحس طيلة الأيام الفائتة بأننا جالسان فى كافتيريا القانون أو منتدى الفلاسفة نواصل حواراتنا القديمة تلك والتى ليس جديدا فيها ان تسمع منى أن هذا لا يعجبنى فى هشام آدم الأديب وهذا يعجبنى واحساسى أنك كنت تتقبل منى كل كلامى بصدر رحب حتى ولو كان قاسيا لأنك ستفهم أن دافعه ولا يزال الأخوة والمحبة التى جمعتنا – ولا تزال – ولن أغضب من حرارة النفس هذى ولن أنسحب ولن أبطل كلامى ( يعنى ما ح أخليك ما ح أخليك ) مش لو اتصدمت او ودوك الحوادث . الحوار لا زال قائما بيننا وسوف نتطرق فيه للمزيد من علائق الفن بالدين والفلسفة وغيره (بس أصبر) ولا أرى غضاضة فى أن نعرج على موضوعات كالنقد والتاريخ ورؤى الآخرين عنك .. وأتفق معك باتفاقنا الأول بأن نجعل المقام للتفاكر حول ما ذكرت وليست ونسة خاصة لذا أطلب منك أن تمنحنا الحرية لتتداعى أفكارنا وتسير فى كل الاتجاهات .. فالمدة طالت وقبل أن أدخل معك فى الحوار أثرت لك أننى أريد أن أعرف أين أنت الآن .. أفكارك .. موقفك الفلسفى .. الأدبى .. ولا شك انها جميعا أدوات نحاول ان نمتلكها لوضع منهج للمناقشة أى( فكرتك الغائبة عنى) كما ذكرت .. يعنى دى كلها تسخينات لموضوعنا الذى سيأتى .. ولا تدرى مدى سعادتى بأن الأمر أتى ثماره وأصبحنا نفكر بصوت مسموع ويشاركنا آخرون كعماد البليك الذى له تجربته فى مجال الفكر والثقافة ولا بد أن دخوله معنا أثرى هذا الحوار . و اذا لم أتعرض للجوانب المضيئة فى مشروعك أو نقدك لذاتك فلا يعنى ذلك أننى أراك بلا صفات حميدة فلو لم يكن فيك من محامد لما أضعت كلماتى معك .. بل لا أعتقد أنك تحتاج لمدحى بل أن أهدى اليك عيوبك وهى حسنة الصداقة ... كما أننا لسنا فى مقام مصادرة آراء بعضنا فما ذكرت أعتراضى على أدواتك أو طريقتك فى مقابلة النقد بل أحتاج ردك على ملاحظاتى دائما لتقنعنى بوجهة نظرك ولافتراع مزيد من الحوار ليس الا ..ولا أريد ولم أفهم أنك تكابر أو تحاول مصادرة رأييى الذى لم يستند على الرواية المذكورة أنما هو نتاج تداعى أفكار عامة سابقة ولا ازال أبحث عنك وقد أصيب أو أخطىء فأصبر على شوية . وبخصوص تعدد كتاباتك يبدو انك لم تفهمنى وفهمنى عماد حين قال ( ليس لدي مشكلة ان يكون الكاتب شاعر، فيلسوف، روائي،،، كل شيء.. فقط بشروط المعرفة) أى قصدت مراعاة الشروط الواجبة لذلك .. والتى أنت أدرى بها لأنها كانت جزء من دراستك الأكاديمية ولخبرتك وتجربتك المعرفية القديمة التى أعرفها . ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: سمير شيخ ادريس)
|
Quote: أخى هشام
الرواية خاصة فى اختلافها عن بقية الانساق الأدبية الأخرى يشكل فيها بعدى الزمان والمكان عنصرا جوهريا يضاف للحبكات الدرامية وتسلسل الأحداث فى فضاء السرد .. لن نتحدث وفقا للمفاهيم النقدية المدرسية الحديثة ونفكك النص بنيويا كما أشرت مسبقا لكنه رأى متلقى عادى وأحسب أن راى رجل الشارع له قيمته الأدبية فى ذهن الأديب فكما ماركيز ذكر أن شد من يكرهم فى العالم هم النقاد الادبيين .. وأصدقك القول أنه لم أقابل سودانى يشبه من ذكرتهم فمن الناحية السيكلوجية قد تكون هناك صفات تشابه نفسية بين الكولومبى ورجل من شلعوها الخوالدة من حيث الميول النفسية والخصائص الانفعالية الخ التركيبات الاكاديمية النفسية أما الشخصية العامة فلن يكون فيها تشابه لأختلاف الظروف المجتمعية والمرجعية الذهنية التى تشكلت فيها كلا الشخصيتين لذا لمجرد قراءتى اسم (مايكل مثلا) فأول ما يتبادرأنه أنجليزى أو أمريكى لانه لو فرنسى ربما كان ميشيل وروسى ميخائيل .. كدلالات الفرق بين يوسف وجوزيف .. لذا فان عنصر المكان لا يمكن تجاهله بدعوى وحدة التجربة الانسانية .. فتلك فى عمومها فقرها قهرها معاناتها المعيشية سؤ أنظمتها السياسية الخ.. أما الخبرات المكتسبة والتراكمية فهى تختلف حتما باختلاف الافراد والوسط المعيشى والموروثات وتؤدى لاختلاف الشخصيات حسب بعدها الجغرافى وقد ثبت مؤخرا أن المناخ يؤثر فى تشكيل السمات الشخصية ومعدلات الذكاء . واذا كان القصد فى الكتابة هى مجرد التعبير فلا جدوى لها فليس الفن للفن فقط لكنه تطور وأصبح مرتبطا بقضايا أكثر الحاحا وحيوية وترتبط بالتغيير والمصير الانسانى .. فنحن كجيل ينتمى لبلد يعانى لنا أحلامنا وطموحاتنا لنا المستقبل كله نشكله بما يرضى ذواتنا ولمن يأتى بعدنا .. وأنت كفرد من جيلنا مناط بك التعبيرعن ذاته التى هى ذواتنا فأيام فقرنا ومعاناتنا فى البركس وأحلامنا الصغيرة حينها هى ما أنتظرك لتجميله وصياغته لا أحلام بيروت والتشيلى .. وحتى لا أتهمك بالهروب أو التعالى عن الواقع فاننى أحترم ايمانك الذى لا يزال بالافكار الجميلة وأيضا أحترم كفرانك بالممارسة كما ذكرت وهذا لب ما أعنيه بأن نكرس لمفاهيم جديدة للمارسة .. هل كفرت وانزويت واغتربت معك أدواتك الابداعية نحو واقع آخر متعافى الممارسة ؟ ولماذا لم تقدم لنا قالبا أدبيا لمماارسة مثالية من واقع تراكم خبراتك المعرفية المسنودة بالافكار التى لا زالت بمعتقدك كما ذكرت .. فأنت مسئول بل كلنا أمام جيلنا لأن الهزيمة واحدة فقط تغيرت آثارها على كل منا فما فعله خالد ومعاوية ربما يشابه وضعك ووضعى وآلاف غيرنا مع الاختلاف فى التعبيرات والادوات . خلاصة قولى عن الانطباع العام الذى صدرته لى من خلال نقلك للجو العام للرواية شئت أن أعبر عن عدم رضائى لغربة شخوص الرواية فحتى لو كانت تحمل ذات التجربة الخصوصية المعبرة عنا فأرفض غربة أسماءها .. وهذا لا يعنى رفضى للعمل برمته لأنه ليس رأيا نهائيا فهذا لن يتثنى لى الا بعد مطالعة العمل بكامله .. وعندها ربما أستجدت نقاط أخرى مدحا أو قدحا فى بنية النص وشخوصه ومدى قربه وابتعاده عن شخص الراوى . أم أنك تؤمن بعدم ضرورة ارتباط الراوى بانتاجه الفنى ؟ ودمت |
الأخوة الأفاضل.. منذ أن هجم علينا "التتار والجراد والإنكشار" كما يقول أحد أصدقائي العزيزين، لم أجد خيطا جادا يُتناول فيه الكثير من الأمور التي تهم الثقافة والإبداع بمثل هذا التناول الرشيق بين صديقين فرقهما الزمان وجمعهما المكان إن فهمتهما جيدا، أحدهماقاص وأديب والآخر محام بليغ وذو حظ عظيم في الكتابة الرصينة، وهذا شأن المحامين السودانيين منذ أيام المحجوب ومبارك زروق والقاضي أبورنات وغيرهم (كان المحامون السودانيون حتى وقت قريب يكتبون كما الأدباء).
لغة الزميل شيخ إدريس لغة تدل عليه وهي صارت كالغريبة في هذا المنبر الذي يعج الآن بأنصاف الموهوبين وحاملي البخور عند كل منعرج والمطففين للكيل والهتيفة والمتعطلين والمتبطلين (يا للحسرة)! لغة فيهامن الأدب ومن المنطق الشىء الكثير المثير الخطير...فطوبى للغرابة!
لذلك دعوتُ نفسي بنفسي وسأقبع كالظل على كتف الكلمات هنا أتزود وأقتات من هذه اللغة الرفيعة والنقاش الهادىء الرزين دونما إسفاف أو تجريح ولا يأتيكما أحد هنا ليفلق بالطوب فقد يفعلهامن عميت بصيرته وهم كُثر على كل حال...!
واصلا هذا العمل الممتع ونحن نأتي لكما بالشاي المقنن والجبنة بالشرقرق....!
حاشية/: الزميل سمير شيخ إدريس آسف لم نرحب بك عند دخولك هذا الوطن الإسفيري ولك العتبى حتى ترضى ونحن زملاء مهنة واحدة وإن كنت اكبرك سنا فمرحبا بقلمك الرشيق الرزين....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أخى زمراوى تحياتى على هذه الكلمات الأنيقة والأحرف الجميلة والتى تطفح بالروح الشعرية المسكونة بعشقك الصوفى .. وهشام أخى الأصغر أداعبه أحيانا وأخاشنه كثير أحيان وأنا وهو من نقدم لك القهوة ولن نقل ضبفنا طالما أن المقام مقام الأدب نجدك صاحب منزل ومقام . خارج النص : أعدتنى ألف سنة ضوئية بكلمة ال(شرقرق) فلم أسمعها أو حتى أرى شرقرقا من زمان بعيد .. ولنسأل صديقنا هشام الشهادة عربية هل يعرفه أو رآه واذا نعم فليوصفه لنا .
خارج خارج النص : هل أنت شقيق حسن زمراوى عضو البورد ودفعتنا فى المؤتمر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: سمير شيخ ادريس)
|
Quote: لا أدرى هل احساسى التالى صحيح أم خطأ هو أنك أصبحت تتحدث (بنفس حار) حول كتابتى |
عارف يا أبو سمره! واحدة من مساوئ الإنترنت إنها وطدّت لثقافة "الونسة عبر الكتابة" وما استصحبت معها اللوازم الإنسانية لمفهوم "الونسة" زاتا، بمعنى إنّ الكتابة تصبح حروف مجرّدة من المشاعر والإيحاءات النفسية، وبالتالي بيبقى كيفية تلّقي الطرف الآخر للكلام مرتبطة مباشرة بوضعه النفسي. على العموم .. داير أقول ليك إني ما وصلت لمرحلة الزعل، الموضوع بالنسبة لي لم يتجاوز مسألة "الصدمة" بمعنى "الخُلعة" العادية ديك!
عموماً يا حبيب، قطعاً ما مستنيك تمدحني (لو فيني حاجة تتمدح أصلاً) ولا بتكون سمير شيخ إدريس البعرفو لو عملت كده، وفي كل ما فات يا صديقي، كان "النَفَس" بارد جداً، ولكن هي شروط الونسة بلغة الكيبورد فقط.
مسألة إنو في حاجة ما بتعجبك في هشام آدم، دي مسألة ما غريبة وما مشكلة أساساً، لأني ما بتوقع إن هشام آدم ده يكون مطابق لكل توجهات وأفكار ومفاهيم وأيديولوجيات الناس كلها في وكت واحد، بالتأكيد الفكرة دي ما واردة بالنسبة لي. ولو لاحظت يا أبو سمرة أنا طول الوكت بتكلم عن نفسي بتجرّد، وتلقاني بقول (هشام آدم) وما بقول (أنا) مثلاً، لأني –وبقول الكلام ده بكل صدق- بحاول قدر المستطاع أن أتجرّد من ذاتي في كل الكلام الداير، وأتناقش معاك ومع عماد البليك عن شخص تاني غيري اسمو هشام آدم. بس الفرق بيني وبينك وبين عماد البليك إني بعرف هشام آدم ده بشكل أعمق مما إنتو بتعرفو ، وبعرف تاريخو بشكل أكتر وضوح مما بتعرفو إنتو.
لا تطلب مني يا أبو سمرة أن أمنحك الحرية، لأن هذا الطلب في حدّ زاتو بيوحي إنّ الحرية ما متوفرّة أصلاً، وإني حارمك من الحرية دي. من الحاجات الغريبة اللاحظتها في "ونستي" معاك، إني لمن "لغوياً" أحاول أظهر النفس البارد، بتسميها "مشاكسة" ولمن أحاول "لغوياً" أن أبدي نوع من الجديّة بتسميها "نفس حار" غلبّتني معاك (وش ضاحك).
أها شفت ثقافة الوش الضاحك والهازل والصاري والكلام دا ياهو البيخلينا نكره الونسة في المنتديات زاتو، بيتخّيل لي عوارة عوارة إنك تعبّر عن مشاعرك بشكل مكتوب كتابة. على العموم يا أبو سمره يا صاحبي، المايك معاك (وش رايق)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
Quote: ما تخاف يا حبيب .. الشغلة كلها ونسة أصحاب .. مافيها أيّ عكّة ولا حاجة بس خليك قريب احتمال نحتاج لشوية إمدادات : أسياخ/ملتوفات |
تمام يافندم نحن جاهزين اسياخ اطواق وكل عدة الشية جاهزة ... وش جيعان
اسمع قلت لي ما سمعت بالقرقر ايه مش عارف طيب في نظرك كده الحيكون سمع بيهو منو يعني
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: عادل فقاد)
|
يا عدّول .. صباح الخير
أولاً شكر على الدعم اللوجستي* ودي المحرية فيك تانياً بالنسبة للشرقرق بيتخيّل لي المسألة راجعة للصراع القديم بين أبناء الشهادات العربية اللي زيّ حالاتنا، وأبناء الشهادات السودانية ناس سمير شيخ إدريس وهلمجرا .. محاولة بتاعت تعقيد بث (وش ضاحك جداً)
ياما أكلنا من الهوا ده أيام الجامعة يا حبيب
* أوعا تجي تسألني من معناتو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سمير شيخ إدريس (Re: هشام آدم)
|
الأخ هشام أأسف للانقطاع لا لشىء لكن انت عارف انه سلوكى فى الكتابة- زى ما قال المرحوم على المك – سلوك صناعية .. يعنى طول ما الجيب مليان مافى شغل وتعب ودوشة .. قدر أنا قاصد بالجيب شنو ؟ وبالمناسبة مافى داعى للتهكم حول الشهادة العربية لأنى أنا كمان شهادة عربية من مشو
| |
|
|
|
|
|
|
|