دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
رسائل (تفتح بمعرفتها فقط)
|
_____________
الرسالة الأولى:
الساعة الآن تمام الواحدة صباحاً ، والحزن أو الخوف – أيهما أعمق – يملئ الفراغ بين عيني وبين شباك رديء الإحكام ، يسرب ضوءاً خافتاً من الشارع الأبكم. الكل – تقريباً – نائمون. وأسمع أصوات مرور العربات المسرعة من بعيد. تخدش قدسية الصمت الإجباري الذي أسكن فيه. تماماً كما يفعل التلميذ عندما يخط خطاً أفقياً على سبورة سوداء ، ناصعة السواد. العتمة المقلّمة بكاروهات الضوء الخافت – كما قلت – قميص الرؤية المبتلة بدموع تسيح كالشمع على وجه لا أعرف ملامحه على وجه الدقة.
أم بعد ،،،
كم أشتاقكِ هذه اللحظة تحديداً. أعرف أنني معلق على بوابات تاريخك المعاصر. اسم منقوش على خشبة باب متهالك بفعل الرطوبة. العتمة الحالية هي الجو الأمثل لسينما الذكريات . كل المقاطع لقطات لوجهك في أكثر من حالة: وجه مبتسم كابتسامة الأطفال – وجه غاضب – وجه سارح – وجه حزين – وجه متيم – وجه يحمل في كل سم2 منه ذكريات مؤلمة وأحلاماً ما تزال معلقة على مداخل أملٍ مصاب بالهزال.
لا تسأليني كيف أكتب لك في هذه العتمة. ربما لن أستطيع أن أشرح كيف تستحيل العتمة إلى دفتر بأوراق بيضاء ، وتصبح العينان محبرتين ، وهاجسي قلم. إنها فلسفة الألم يا حبيبتي. عندما أعتمد على سيكولوجيا التواصل اللاإرادي ، أتكئ على جدار بارد من الشعور الذي لا ينام. أعرف عندها أنك مستيقظة ، ومستعدة لتلقي الرسالة.
لا أعرف عدد صفحات هذا الدفتر ، ولكن الليل كفتاة مومس ، تمشي بغنج ، تنشر عطرها الأسود في الأرجاء ، ويتعلق طرف ثوبها بمسمار ما في أقاصي أطراف السماء ، فلا تتحرك. كل ما أملك أن أقوله لك: أنني أحبك رغماً عن المكالمة الأخيرة. وأعشق رائحتك التي تعني أن أنتمي. وما تزال صورتك بالقميص T-Shirt الأسود عالقة بذهني سواء أغمضت عيني أو فتحتهما. اعلمي فقط أنني أريدك كما لا يغادر النحل زهره آخذاً منها الرحيق وتاركاً آثار رائحة.
أثقلت عليك؟ إذاً تصبحين علي !!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
___________ الرسالة الثانية:
علها تصلك لتجدك بخير ...
ربما تدور عقارب الساعة بشكل عامودي ، عندما أفكر في كل لحظة أنك في مثل هذا الوقت ربما تفكرين بي كما أفعل ، وفي وقتٍ آخر تقرأين قصائدي القديمة . متى كانت آخر مرة دخلتِ فيها أرشيف ذكرياتنا لتتذكري لحظة ضحكنا فيها من أعماقنا؟ أكيد أتذكرها كأنها كانت البارحة فقط. وتسألين من لون هذا الجدار باللون الأسود؟ الألوان يا حبيبتي محض هراء ، نحن من نخترع اللون واللغة. هي إنما معادلة ما نحس بمقدار الضوء المتاح.
بالأمس .. بعد انتهاء ساعات العمل ، غادرت إلى غرفتي ، استلقيت على سريري كما يستلقي الصياد اليائس على مركبه وهي تموج به في البحر. بيد أن بحري كان يابساً هوناً ما. والغيوم التي تقبل السماء كالمراهقات كانت قطع جبسية معلقة على السقف المستعار. وفي كل لوح ثمة صورة لك.
أعذريني يا حبيبي .. هذه المرة لا أحلم غير ورقة واحدة وجهها الآخر غير صالح للكتابة. ولا أنتظر منك الرد. فقط يكفيني أن تقبلي الرسالة بعد أن تقرأيها. قبليها رجاءاً لأني حينها سأتمكن من النوم.
ملحوظة: كيف هي أختك الصغرى؟ بلغيها تحياتي الحارة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
_________ الأستاذة غادة عبد العزيز
أشكر لك المتابعة وقص الشريط عنوان الرسالة : اللغة والدين - دراسة نحو اللغة الدينية
ومازلت في مرحلة البحث عن المراجع. أسرق من وقتي لأكتب وأدخل كلما سنحت الفرصة فلن أترهبن
لك التحية
ما أخبار وعكتك الصحية?
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: AMNA MUKHTAR)
|
________________ العزيزة آمنة مختار
الكتابة ليست بيدي حتى أجاهر بالاعتزال ولكنني مقيد في مسألة الدخول فقط
بالمناسبة: مشيراً إلى بوست (قصة قصيرة مترجمة): الكتابة مقيدة بالفكرة بينما القراءة لها مساحات حرية أوسع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
_____________ الرسالة الرابعة :
صباح الخير حبيبتي .. كيف كان يومك البارحة؟ ماذا حملت لكِ شقيقتك من أخبار عن الوطن؟ هل جلبت لك – كعادتها – القونقليز والنبق والحلومر؟ أعرف أنها تحب هذه الأشياء. بلغيها تحياتي رجاءً. أعلم يا حبيبتي أن الأشواق أصبحت بيننا آيدولوجيا مرهقة وباهظة التكلفة. ولكنه لزوم ما لا يلزم يا حبيبتي. ولا بد أن تنقشع هذه الظلمة يوماً ما. حينها سيصبح كل ذلك الصباح لنا. وكل ذلك الفضاء أيضاً. لنا لأننا نعرف كيف نضحك دون أن تخدش ضحكاتنا حزن الآخرين. لن نشمت بهم. فهم كالنار مهما علا لهيبها فلا بد أن تموت عندما يهطل المطر. إذاً فاستمري في صلاة الاستسقاء ، وأنا أيضاً سأفعل الشيء ذاته.
بالأمس يا حبيبتي زارني صديق ظننته لن يعود. لكنه عاد. الأصدقاء يا حبيبتي نادرون ، لذا لا تجدين في ألبوم صوري إلا شخصين متكررين في كل صورة. الذين يقبلونني كما أنا عليه. دونما محاولة للتغيير. أنا كما أنا ، تماماً كما أحببتني أنتِ . مزاجياً ، عصبياً ، غيوراً ، مهملاً في أداء الصلوات الخمس ، كسولاً . فهذا هو أنا بكل بساطتي التي تعرفين. لا أعرف ارتداء الأقنعة المبتسمة في وجه من لا أطيق رؤيتهم . بعضهم يسميها مجاملة ، البعض الآخر يسميها اجتماعية. لا عليكِ فهم لا يسمون الأشياء بأسمائها.
هل أخبرتكِ عن ترقيتي الأخيرة ؟ نعم .. لقد كان خبراً ساراً لي ، لا يضاهيه شيئاً إلا ابتسامتك في وجهي. لو تعلمين كيف أن ابتسامتك هي أجمل الهدايا التي أحنطها في زوايا غرفتي الصغيرة. لو تعلمين كيف أني امتلئ بالروح والابتسامات العابرة منك في كل مكالمة ، إذاً لكانت الابتسامة هي وضعيتكِ الافتراضية دوماً. كم أحب بساطتك في طرح الأشياء والأسئلة. كم أحب رقتك التي تعني قوتي ، وتعني حضورك فوق العادة. وكم أحبك يا حبيبتي لأنك إنسانة بسيطة غير متكلفة حتى في لحظات ابتسامتها.
كيف هي جارتكِ التي تسكن الطابق العلوي؟ بالأمس رأيتها في برنامج تلفزيوني. كانت رائعة عندما تحدثت عن الحجاب وعن حقوق المرأة. تعجبت عندما تذكرت كلامك لي عن مشاكلها الكثيرة مع زوجها. فقط لاحظت أنها تحدثت كثيراً عن حقوق المرأة ، لدرجة أن وقت البرنامج انتهى قبل أن يطرح عليها المذيع سؤاله عن واجباتها. لا أقول لكِ احذريها ، بل على العكس. هي تحتاج منكِ إلى الشفقة ، علماء الكلام لا يفعلون غير اللف والدوران ، عندما يمعنون في الحديث عن مخارج الأصوات ، ووظيفة اللسان ، بينما نحن نتكلم – هكذا بكل بساطة - دون أن نعرف كل ذلك. الأمور البسيطة يا حبيبتي لا تحتاج إلى كل ذلك. أشفقي عليها لأنها حقاً مسكينة.
دعينا من الآخرين الآن .. كيف أصبحت الآن ، أتمنى صادقاً أن تكوني تماثلتِ للشفاء. لن تتخيلي كيف أشتاقكِ الآن. عندما تفاجئنني بـ( بحبك ) وأنا أتحدث إليك ، أصبح كمن أضاع أبجدية الكلام. تصبحين في عيني قطتي التي تحب المشاغبة. ألم أقل لكِ إنني أحب القطط؟
حبيبتي .. يا أمي حين لا أجد بداً من أن أضع رأسي على صدرك في لحظة صدق. ويا صديقتي ، عندما يضيق صدري بسرٍ فأكاشفك به ، ويا عصاي التي أتوكأ عليها عندما أهون في أعين الناس ، ويا منتهى قوتي عندما أهون أمام نفسي. إليك يا كل تواريخي وأسمائي زهرة في لحظة انتشائها. لماذا يريدون أن يحفروا هوة الخصام بيننا؟ لماذا يريدون أن يملئوا المسافة التي بيني وبينك بالنظريات الخرقاء والهشاشات التي لا تستقيم. أنا أحبكِ لأنك أنثى استطاعت أن تخترقني دون أن أغريها بذلك. أنثى تفهم أن الأنوثة تبقى رغم بقاء الرجولة. أنثى تراني بكل بساطة دون فلسفة ، ودون كثير كلام. فقط هي الأنثى التي أحبها من تستطيع أن تفعل كل ذلك.
حبيبتي .. ألم أقل لكِ من قبل ، أن غيابك يرهقني ؟ ألا تشعرين أن خطاباتي إليك لا تحتوي الكثير من التعقيد كما في قصائدي ؟ أحاول أن أكون بسيطاً في محراب عشق بسيط. لا ندعي يا حبيبتي أننا عاشقان فريدان من نوع خاص ، إنما كل ما يميزنا أننا نفهم معنى العشق حرفياً دون أن نقرأ الكتب ، ودون أن نحاول تطبيق النظريات. الحب لا يعني شيئاً آخر غير الحب. ولا تخافي يا حبيبتي لن أعيرها انتباهي تلك التي تحاول خرق توليفتنا الخاصة. دعيها تعزف النشاز كما تشاء ، رغم أن المستمعين لها كثر ، إلا أنه لا يهمني منهم إلا أنتِ . أنتِ فقط من تعيش داخلي بكاملها.
أمر آخر أحببت أن أقوله لكِ : بدأت أدمن شرب القهوة مؤخراً .. أليس هذا أمراً مضحكاً ؟ في الرسائل القادمة سوف أحكي لك قصصاً عن جاري الجديد. إنه رجل (تحفة) بكل ما تعني هذه الكلمة.
ختاماً .. قبلاتي لك ومحبتي التي لا يعتريها الظن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
_____________ الرسالة الخامسة :
حبيبتي الغالية ...
أمي ، والعصا التي أتوكأ عليها ، وصديقتي التي تحمل كل أسراري حتى تلك التي لا يعرفها أقرب الناس إلي. تحيتي إليك حيث أنتِ ، وكيف كنتِ .. متمنياً أن يصلك هذا الخطاب ليجدك بخير كما أتمنى لكِ دائماً.
غمني ما غمكِ من نبأ انفصال جارتك التي تسكن في الطابق العلوي عن زوجها. ولا بد أنك حزينة عليها جداً ، ولكِ أن تحزيني يا حبيبتي ... فمصائب الناس لا تفرح إلا من ران على قلبه. ولتعلمي أن الحب الذي غمرهما ذات يوم سوف يستحيل إلى كتلة من الكراهية يتقاذفان بعضهما بهما إن هما لم يتحليا بالكثير من الشفافية والتحضر. كي لا يستحيل انفصالهما إلى ارتباط من النوع المرهق الذي يسعى كل منهما فيه إلى تشويه الآخر لتلميع نفسه. فكوني إلى جانبها ، فهي أشد ما تحتاجك الآن. أعلم أنك تعلمين ما يتوجب عليك فعله تجاهها ، فأنت أهل لكل ما تقومين به ولا تنقصك المعرفة بالواجب أيتها أصيلة.
بالأمس ، استلمت خطاباً من مديري المباشر بالترقية .. وكم كانت فرحتي غامرة عندما تسلمت الخطاب. كنت أود أن أعود إلى المنزل لأجدك تستقبلينني بذات الفرحة التي أجدها في عينيك كل يوم ، أن آخذك بن ذراعي وأقبلك بحجم فرحتي ، وأن أعلق الخطاب على صدرك فأنت من كنت سبباً في هذا الانتصار المهني. كل يوم يمر علينا ونحن معاً أؤمن أنني لم أخطأ عندما سلمتك مفاتيح قلبي. وأتساءل كيف كنت لأبدو بدونك؟ سوف نحتفل سوياً بهذه المناسبة دون شك ، سأشتري شموعاً بعدد سنوات عشقنا ، وبعضاً من الحلوى. ولا أريد منك إلا أن ترتدي ذات الفستان الذي ترتدينه كل مرة عندما نحتفل بشيء جديد. فأنت تبدين رائعة في اللون (البمبي).
عن جاري الجديد (التحفة) الذي خبرتك عنه في الخطاب السابق. فقد سكن إلى جواري شخص يشعرك بالحميمية وبأنك تعرفينه منذ أمد بعيد. جاء لزيارتي بعد أن طرق الباب في كل أدب. وعندما أدخلته ، جلس دون أن أشير إليه إلى المكان الذي أرغب أن يجلس فيه. بهرته الكرة التي تطلق الدخان الأزرق في زاوية الغرفة. وبحث لبرهة عن مصدر صوت مصطفى سيد أحمد وهو يغني بصوتٍ خافتٍ دافئ: "سمحة وسمرية .. محبوبتي ولفتاتها غزال" حتى اكتشف جهاز الاستريو أعلى حاملة الكؤوس البيضاء. ولوحة مصارع الثيران الإسباني أعلى جهاز التكييف، كما أعجبته صورتك التي أعلقها أعلى سريري الذي أنام عليه. سألني بفضول غير محرج : "من هذه؟ أختك؟" فأجبته بكل فخر : "إنها الفتاة التي أحب" غمغم بكلمات لم أسمعها ، ولكن لا بد أنها كان إطراءاً خجولاً. تعرفين أننا لم نصل لديهم هذه المرحلة بعد.
هذا الجار (التحفة) جاء هارباً من جحيم العاصمة وضوضائها باحثاً عن الهدوء. إنه شخص وسيم ، فارع الطول ، ذو سمرة محببة ، وأجمل ما فيه أنه يجيد العزف على العود. تقاطعنا سوياً في عشقنا لمصطفى سيد أحمد ، غير أنه لا يتذوق الشعر. لا بأس فقد أخبرته بمواعيد عودتي من العمل. هو شاب طيب القلب ، شفيف الدواخل ، أجمل لحظاته عندما يحتسي كأس نبيذه التي لا تفارقه. لا أتعاطى الخمر ، فأنت تعرفينني جيداً ، غير أني لا أمانع أن أجالس المختمرين.
تلك الليلة عندما شرب الكأس الثالثة ، قال لي وهو يلوح بيديه المتأرجحتين: "أتدري يا هشام هنالك الكثير مما أريد أن أخبرك به" وهكذا هم السكارى يبحثون عن فرصة ليفرغوا ما في بطونهم من مواجع وآلام تؤرقهم. وهم عندها يكونون في أصدق حالاتهم وأكثرها شفافية. ماذا حكى لي الجار السكير ؟ هذا ما سوف أورده لك بالتفصيل في الرسالة القادمة بإذن الله.
إلى أن ألتقيك مشرقة كما أنتِ قبلاتي التي لا تنتهي إلى ما بين عينيك. وسلامي الممتد إلى أهلك الكرام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: ود المايقوما)
|
________________ عزيزي ود المايقوما
أشرح صدري مرورك هنا ، كما تشرح صدري الحبيبة بما تلهمني به من قدرة على الكتابة في الماء. هل جربت الكتابة في الماء يا عزيزي؟ لماذا يقولون (الكتابة في الماء صعبة؟) هل لأن الكتابة لا تظهر؟ أم لأن الكتابة في الماء تحتاج لحبر خاص لا يذوب في الماء؟ أنا صعوبة الكتابة في الماء هي في أن حركة الماء تحرك معها كل حرف تكتبه ، عندها يضيع كل حرف مع كل موجة ، فلا تستطيع ترتيب الأحرف كما يجب. ولكن مع الحبيبة فإن الأمر مختلف.
أشكرك عزيزي على المرور وعلى التعليق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
هشام ايها الفتى الجميل
رغم ان الرسائل "تفتح بمعرفتها فقط"، الا انني اتابعها عن كثب وبصبر شديد
Quote: ألم تلاحظي أن مكبرات الصوت لا تعمل |
نعم لكن الجميع يدعون انهم يسمعون!!
كن بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: محمد خالد ابونورة)
|
____________ العزيز محمد خالد ابونورة
يا فاضح المدائن
Quote: نعم لكن الجميع يدعون انهم يسمعون!!
|
نعم يا عزيزي إنهم فعلاً يدعون الاستماع .. لذا فإن التصفيق لديهم ميكانيكيا الدجل.
أشكرك يا عزيزي على المتابعة ، وعلى الصبر وأتمنى أن تستطيع معي صبراً في هذه الرسائل.
أفرحني جداً مرورك من هنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: Sobajo)
|
____________ عزيزي محمد البشير
دع التقزم لغيرك ، فما أكثر الأقزام حين تعدهم. وكأي شيء آخر في قاموسنا الأخلاقي ، فللأشياء معاني أخرى مغايرة للحقيقية. التواضع قد يفهم على أنه شيء آخر يا صديقي. فلا تتواضع (هنا) ، بل كما أنت تماماً حتى لا يضيع عملاقك وسط الأقزام التي لا تفهم التواضع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: showgi idriss)
|
_____________ أستاذي الكبير قدراً وعلماً شوقي إدريس
يعلم الله أنني أشتاق إليك كما لن تتصور. وبي لهف لسماع صوتك. غير أن هاتفي الخلوي معطل هذه الأيام. سعيد جداً بمرورك هنا أيما سعادة أيها الفاضل. في انتظار أن أسعد باتصال منك وأشكرك على الرد. رقم هاتفي هو : 8333344
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
___________ الرسالة السادسة :
كلام .. كلام .. كلام ...
كم مرة طلبت منك يا حبيبتي ألا تعيري كلامهم اهتماماً .. هم لا يجيدون غير الكلام. والكلام مهنة من لا مهنة له. ألم تسأل نفسك ذات يوم : لماذا يعمد الناس إلى رشق العصافير بالحجارة؟ ترى لو كان بإمكانهم أن يمسكوها بأيديهم أكانوا يرشقونها بالحجارة؟ إذاً فالرشق يا حبيبتي حرفة من لا يقدر أن ينال بيديه. هذا يعني أننا أعلى من مستوى أن ينالوا منا بأيدهم لذا دعيهم ، فلا يضر السحاب نبح الكلاب.
حبيبتي أيتها القلادة التي أضعها بكل فخر على صدري. وبطاقة العشق التي أجعلها في جيبي الموازي لجهة القلب ... الآيدولوجيا تفعل فعلها معي .. وأعلم أنك غاضبة علي. من لهجة خطابك الأخير. ولكِ العتبى حبيبتي حتى يشرح الله صدرك لليقين بي. ولتعلمي أنني ما أجبرت على اختيارك ، بل اخترتك عن يقين. لا أخفيك سراً فقد أحسست بفرحة دغدغت مشاعري للوهلة الأولى ، إذ أن الرجال يحبون أن تغار عليهم النساء. ولكنني لم أشأ أن أجعلها ناراً تتأجج داخلك أكثر فأكثر.
ليس بيني وبين تلك الفتاة ما يريب. حتى أنه لا علاقة لي بها مباشرة أو غير مباشرة. كل ما في الأمر أنها ترى فيما أكتبه مادة دسمة لكتاباتها ومقالاتها ، لكني لا أعريها أدنى انتباه. أعلم أنها تحاول كثيراً أن يكون هنالك طريق ما نتقاطع فيه. ولكني لا أسلك إلا الطريق التي تؤدي إليك فقط. أحب أن أكتب عنك كثيراً ليعلم الآخرون أية نعمة منحني إياها الرب ، وحتى تقر عينكِ . وأربأ بك أن تقارني نفسك بها ، فهي شيء ، وأنت يا حبيبتي شيء آخر. ولا أحد في هذه الدنيا يشبه الآخر. فطبِ نفساً عزيزتي. ولتقر عينكِ فلست أنا من ذلك النوع من الرجال.
بخصوص جاري السكير ، فقد حكا لي ذات سكرة .. أنه كان يعشق فتاة سيامية ، يقصد أنها تشبه القطط السيامية. كم تغزل في لون شعرها الكستنائي ، وبروز نهديها الفاتنين ، وقوامها الفارع الممشوق وكانت تدعي أنها تحبه بنفس القدر. غير أنها هجرته فجأة دون إبداء الأسباب. عرفت عندها أنه يحمل عبئاً ثقيلاً بين جنبيه. قلت في نفسي ، إنها لا تستحقه. ثم لمت نفسي لأن لم أسمع منها ، فربما كان كاذباً فيما ادعى. وتظل قصته تمتلك نصف الحقيقة ، الأمر الذي جعلني أسأل نفسي: "ما الذي جعلها تهجره؟ أيهما كان على خطأ وأيهما كان على صواب؟" أسئلة كثيرة تنتهي كلها بعلامة استفهام كبيرة. وتفضي إلى شفقة عارمة تجاه هذا الجار المسكين حتى يثبت العكس.
عندها يا حبيبتي – لا أدري لماذا – أحسست أني أشتاق إليك ، وأحسست أنك الملاذ الوحيد لي من عالم أشبه بقرية حلت عليها لعنة الرب. فقبلت صورتك المعلقة أعلى سريري الذي أنام عليه دون أن ينتبه السكير. وقلت في نفسي: "له الله إن كان مظلوماً" ونام معي تلك الليلة على نفس حالته وقبل أن يسقط على قفاه سمعته يقول بصوت متلعثم : قبل أن أصفعها الصفعة الأخيرة ، اكتشفت أن لون شعرها مصطنع فما كان إلا صبغة جيدة الصنع ، وكانت تستخدم السيليكون في صدرها ، كما أن لون عينيها السياميتين ما كان إلا بريق العدسة اللاصقة ، ولم ألاحظ – حتى اللحظة الأخيرة – أنها كانت ترتدي الكعب العالي لتعطي لنفسها ذلك القوام الفارع الممشوق. ثم سقط على ظهره وغط في نوم عميق.
قبل أن أختم خطابي هذا أريد أن أخبرك .. أنني على وشك أن أنقل مكتبي إلى مكان آخر. إنه على امتداد نفس الشارع الحالي ، أغير أن المبنى أكثر فخامة وأغلى في الإيجار. وهذه المرة سوف لن يصبح مقر عملي قريباً كما هو الآن. من المفترض أن نبدأ الرحيل خلال الأسبوع الحالي. ولم أشتر جهاز (موبايل) جديد عوضاً عن القديم الذي تحطم. ولكنني سوف أفعل في القريب العاجل إن شاء الله.
لك ولأهلك الكرام أرق التحايا وأعطر السلامات. وقبلاتي تغمرك كيفما كنتِ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
______________ الرسالة السابعة :
إلى التي تعبر نهر ذكرياتي إلى شاطئ اللحظة المثالية ، تغرس في تلة القلب رايتها الخضراء في إشارة إلى الخصوبة. إليها وحدها تلك التي تعرف مواعيد اندلاق الندى كل صباح ، ومواعيد انفلات الخيط الأول من النور. إليها وهي تعبر كل حدود المعقول واللامعقول بإيمانٍ يملئ رئتيها هواءً طيباً ، ونفساً هادئاً هدوء نسائم البحر ساعة الغسق. إليها لأنها لا تعبأ الحناجر بالفارغ من الكلام الذي لا يحفّز إلا على السعال المزمن.
حبيبتي .. وكل النساء اللواتي أعرفهن. عندما أصبح محض بدائي يتعلم كيمياء النار. إليها التي تعرف قدري وقدر نفسها عندي. إليها التي لا تحتاج إلى إثبات ولا إلى براهين ولا تقبل التحدي. أطلتُ عليكِ حبيبتي وأعرف أني مدين لكِ بقبلتين إحداهما بين عينيك والأخرى حيث تشتهين.
حبيبتي .. أشتاق إليك وأعرف أنني لست بقادر على تحمل وطئ جمرة الانتظار. ليس لي من السحر أن أفعل. ولكنني أحمل في قلبي من يقيني بك ما يصبّرني على هذا الشوق. فأعبر نهري كل يوم لأجدك في دمي. تزدان دنياي برائحتك ، وصورتك التي أعلقها أعلى سريري حين تنفخ فيها الرغبة الروح تتجسد أمامي ملاكاً لا يُمس ولكنه يحوّم في المكان تاركاً لي بعض الابتسامات وذات الرائحة التي أشتهي.
أما بعد ،،،
وصلتني رسالتك الأخيرة ، والوردة المجففة التي تركتها بعناية بين ضفتي الرسالة. عرفت عندها أنك تعشقين اللون الأحمر. قرأت الرسالة – كالعادة – أكثر من مرة ، وفي كل مرة كنت أقـبّل الرسالة بعد انتهاء القراءة.
إن صحّ ما ذكرتِه لي ، فإن جارتك التي تسكن الطابق العلوي ليست إلا محض كاذبة أو أنها ذات وجهين – في أحسن حالاتها - ، كيف يمكن أن تدعي صداقتها مع (مروة) وهي تذكرها لكِ بالسوء؟ كيف تقول عنها أنها كاذبة ، وفي ذات الوقت تتظاهر أمامها بالمودة؟ أعرف الكثيرين من هذه الشاكلة يا حبيبتي. إنهم – للأسف – كثر. يتظاهرون بالطيبة ويصطنعون الرقي غير أن سواد قلوبهم ينعكس على أعينهم الماكرة. فلا تصدقي كل ابتسامة. أعتذر يا عزيزتي إذا كان وصفي لصديقتك قد أزعجكِ ، فأنا أعرف أنكِ تحبينها. ولكن هل فعلاً ذكرت لكِ أن من هو في مقام أخيها الأكبر شخص تداري على عيوبه وتترفع عن ذكرها أمامك لأنها – فقط – لا تريد أن تشوه صورته أمامك؟ ماذا تتوقعين من إنسانة كهذه؟ أليست هي جارتك التي كلما خاصمت رمت بكل سوء على من تخاصمه؟
حبيبتي .. أخشى أن تعاملك ذات يوم بمثل ما تعامل به الآخريات. عندها أعلم تماماً أنكِ سوف لن تتحملي ذلك. فأنت أرق من أن تصدق أن تصبح الصديقة أفعى أمازونية تلتف حول فريستها وتظل تعتصره وتعتصره حتى تفارق الروح الجسد. صدقيني أخاف عليكِ منها يا حبيبتي. لا يغرنّك كلامها المعسول ، ولا رقة وجهها .. حالما تستحيل إلى خفاش ليلي لا يتذوق إلا طعم الدماء. وأنصحك بأن تعيدي إليها الـBusiness card الخاص بطبيبها النفسي فأنا أكيد بأنها سوف تحتاج إليه قريباً.
عني يا حبيبتي .. أنا بخير. غير أني أصبحت لا أنام باكراً كما هي عادتي. ألم أقل لكِ أنني بدأت أعتاد على شرب القهوة التركية! بالأمس طرق بابي جاري الجديد. كان يبدو عليه الإرهاق. سألته عن غيابه ، فأخبرني أنه ذهب إلى العاصمة بشكل طارئ. لقد ماتت حبيبته السيامية – أقصد من كانت حبيبته. وقبل دفنها نزعوا عنها الرموش الاصطناعية ، والعدسة اللاصقة ، والسيليكون وزالت الصبغة عند الغسل. ودخلت قبرها على حقيقتها للمرة الأولى!!!
هل تصدقين أنه - رغم كل ما حدث – بكى عليها؟ لقد كانت عيناه تنضحان بالدموع ، ووجهه الأسمر بدا شاحباً على غير عادته. غرقت الابتسامة في التجاعيد القاتمة ، وأصبح ظلاً لإنسان شبه ميت. حزنت عليه لأنه لا يستحق هذا العذاب. وحزنت عليه أكثر لأنه آمن بالخمر مخلصاً له مما هو فيه. ظل طوال ليله يشرب ، ويعزف على العود. لم يكن يرفع رأسه إلا ليحتسي كأسه على عجل ، ثم يخفضه مرة أخرى على صدر عوده. بللت دموعه أطراف العود. ولكن أنامله كانت تعزف بشكل جيد.
بعد أن انتهى من عزف مقطوعته الحزينة ، نظر إلي بعينين أشبه بمغارتين تسكنهما الأشباح ، أطال النظر دون أن ينبس ببنت شفة ، ثم أشار إلى الوسادة التي خلفي بإصبعٍ مرتجف. وغط في نوم عميق محتضناً عوده وكأسه الفارغة.
بالمنسبة : اتصلت بالأمس على مشرف رسالة الماجستير ، واتفقنا على أن تبدأ الرسالة في الأول من يناير القادم. بحثت كثيراً عن رسائل مشابهة للرسالة خاصتي ، غير أني لم أجد إلا رسالةً أو اثنتين. بالكاد يكفيان لثمان صفحاتٍ من مقدمة الرسالة (المبحث النظري) ، غير أني سأستمر في البحث عن رسائل أخرى. حتى أني لم أدفع القسط الأول من رسوم الرسالة. هل تصدقين ذلك؟ جيد .. سوف يفيد هذا الوقت الإضافي في المزيد من البحث عن المراجع المناسبة.
والداي يبحثان عن منزل جديد ، غير الذي يسكنانه. يقولان أن صاحبة المنزلة شمطاء ثرثارة . تحشر أنفها في كل شيء : عدد الضيوف ، صوت المذياع ، رائحة التركين حتى فاتورة الكهرباء التي لا تشاركهما فيه. لذا فهما يفضلان الرحيل على البقاء مع عجوز (نقناقة). وددت لو كنت معهما ، إذاً لساعدتهما في البحث. أليس هذا أمراً محزناً حبيبتي؟
ختاماً .. ألتقيكِ في رسالة قادمة بإذن الله ، متمنياً أن تكوني بخير دائماً .. وأبلغي أهلك الكرام التحية والسلام. قبلاتي الحارة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: ناصر جبريل)
|
_____________ العزيز ناصر جبريل
أنا أكثر الناس حوجة للكزة.
يسعدني أنك تقرأ لي .. كما يسعدني متابعتك لهذه الرسائل. أرجو ألا يخيب ظنك فيما أكتب. فهنا كل شيء يتغير بين غفلة العين وانتباهتها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
____________ الرسالة الثامنة :
حبيبتي .. ربما أهمل مكتب البريد رسالتي الأخيرة فلم تصل. عرفت ذلك من خطابك الأخير. لم أقرأ اللوم بل قرأت العتاب. فالمتحابون لا يتلاومون بل يتعاتبون .. وغالباً ما ينتهي عتابهم بابتسامات تعبر الشارع الفاصل بين وجه. هذا إن لم تنتهي بقبلة حميمية.
لن أخبرك عن شوقي الذي أصبح متلازمة في كل خطاب. فهو معروف ضمنياً .. أليس كذلك؟ فقط أريد أن أقول : أنني أحتاجك. هذا الفارق الكبير بين الشوق والاحتياج كان هاجس في ليلة البارحة ، عندما مر طيفك سريعاً ولم أستطع حتى أن أدقق في ملامحك. كرهت عقارب الساعة ، وأضمرت في نفسي حقداً لأول من اعترف بالوقت وحاول أن يحدده. ألم يكن ليخمن أن الدقيقة قد تكون في حسابات العشاق أكثر من ساعة. من المؤكد أنه لم يحب قط في حياته.
وبعد ،،،
بالأمس .. نزعت صورتك المبروزة أعلى سريري الذي أنام عليه. وأمسكته بيديّ. قاومت كثيراً رغبتي في أن أقبّل الصورة. أتدرين لماذا؟ حتى أراكِ في المنام. قيل لي أن من ينام وهو عطشان يحلم بالماء. فعطشّت نفسي كي أرتوي من رؤيتك في منامي. وكان ما أردته. كنتِ ترتدين ذات الـT-Shirt الأسود مسرّحة شعرك تسريحة (الحصان) تجلسين على كرسي (هزّاز) في ركنٍ ما من غرفةٍ ما. تفاصيل الغرفة كانت باهتة جداً ، غير أنك كنت واضحة لدرجة أنني كنت أشعر بصوت أنفاسك. آهٍ كم اشتقت إلى رائحتك يا حبيبتي.
تسلمت اليوم خطاباً من البنك ، يطالبني بسداد قيمة البطاقة الائتمانية ، يحذرونني فيه من إحالة المديونية إلى وكالة لتحصيل الديون على أن أتحمل أنا أتعاب المكتب في التحصيل !! بداية غير موفقة ليوم لا يحتويكِ .. ولكن لا تقلقي سوف أسدد المديونية غداً أو بعد غد. فقط أنتظر اليوم الذي أخرج فيه باكراً من المكتب. تعرفين دوامي المزعج.
على فكرة ... بالأمس بعد صلاة المغرب ذهبت أنا وجاري السكير إلى (الكورنيش) في محاولة مني لأن أخرجه من حالته. كنا نسير على طريق مرصوفة بالطوب الملون وعلى جانبي الطريق الأنوار والشجيرات المقلّمة وبعض الأطفال الذين يقطعون صمت هذه اللوحة الزيتية الرائعة. كان يمشي ببطء شديد وعيناه لا تفارقان قدميه. فجأة توقف والتفت إلي ثم قال: أتدري ما الحزن يا هشام؟ قلت له: لا أدري. قال: الحزن هو مقدار الحرارة المناسبة والمطلوبة لكشف الحقائق المكتوبة بالحبر السري. ثم مضى في طريقه. بقيت واقفاً لفترة وأنا أفكر في كلامه. اكتشفته أنه فيلسوف حزين.
قررت ألا أستمر في شرب القهوة التركية ، وبدأت فعلياً في هذه الخطوة. ولكن يبدو أن أولى المحاولات تبوء بالفشل دائماً ، ولكني سوف أحاول حتى أقلع تماماً عن هذه العادة.
نسيت أن أخبركِ .. اشتريت شريط Cassette جديد لمارسيل خليفة به بعض المقطوعات الموسيقية القديمة له (بساط الريح) هذا اسم الشريط. في المرة القادمة سوف أبعث لك طي المظروف نسخة من هذا الشريط. إنه جدير بالاستماع.
ما هي أخبار جارتك التي تسكن في الطابق العلوي؟ هل تصالحت مع زوجها أم ما يزالان على خلاف؟ ربما كانت من نوع النساء التي لا تحب الرجال ، أهي كذلك فعلاً .. شعرت بذلك من إحدى قصصك عنها. لا أنصحك بأن تقومي بدور حمامة السلام بينهما ، هذا الموقف قد يجعلك في ورطة كبيرة. قد يتهمك الاثنان بأنك منحازة للطرف الآخر. فلا تفعلي. دعيهما وشأنهما ، إن أرادا صلحاً يوفق الله بينهما. فقط بارك لهما أية خطوة يختارانها دون أن تبدي حماسة لأي خيار.
كيف هي أختك الصغرى؟ ماذا تقول عن الوطن؟ يقال أن الشوارع قد تغيرت .. أهذا صحيح؟ لا بد أنها حملت لك الكثير من الأخبار عن جدتك وعن بنات خالاتك هناك. لا يغادر بالي أنكما تمضيان الليل في الأحاديث الهامسة والضاحكة. ترى .. هل أخبرتها عني؟ بلغيها سلامي رجاءً
إلى الخطاب القادم يإذن الله يا حبيبتي .. وسوف لن أنس أن أرفق شريط مارسيل خليفة في المرة القادمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
_____________ هدية مرفقة:
هندسة التثاؤب الأفقي :
هذا هو النيل
عندما تبتل ذاكرة الوطن
بالرصاص وصرخات الأطفال
تصبح الرمادية
كيمياء اللحظة الخطأ
عفواً ..
أحلني إلى برلمان اللغة
أرشح جملتي
لنيل الأغلبية
أرفع هامتي لافتة
واخفض صوتي
همسَ الحبيبةِ لحظةَ قبلة
صلاةَ اغترابٍ .. وغائب
لا أعير انتباهي لشبهة
فعلٍ موارب ..
ولست أحبذ جهد المقل
إذا كان محض نضالٍ .. مفتعل
عندما يتثاءب اللصوص
تأخذ الحبيبة
شكل معتقل
وجرأة المشانق
ضد هذه الشرانق
وضد بصمتهم على
كأس خمر لا تسكر
تشبه الصباح
قبل أن تتمكن الطيور
من الفرار بريشها
إلى حيث لا يستطيع الدخان
الحضور
صعود الأشعة
نزول القبور
وخفض الضمائر
تحت خط الفقر
هذه الهندسة لا تقيس
الفيضان
بحجم طموحي
ولا تقيس الدخان
بحجم جروحي
ولا تقيس المكان
بمقياس هذا المكان
لأني ابتلعتك .. كيف اندهاشك
إذ ألتقيكَ وأنتَ الذي يحتويني
أمارس فيكَ اشتهائي .. فلا تزدريني
أحبكِ .. أنت
شبابيك عشقي
لهذا الوطن
أراقب منها جموع الطيور
تحوّم فوق التخوم
تمارس فيها طواف الإفاضة
أحبك أنتِ
فعيناك بلورة سحرِ مهيب
فيها خشوع الصلاة
وفيها انتفاضة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: يازولyazoalيازول)
|
_____________ هشام يازول
يا لزيز ... عارف يا هشام إنتا وشاهين شاهين من أكثر الذين أتابع لهم ، بوستاتكم خفيييييييفة على المعدة ، ممتعة ، وشيقة. يضطر أحدنا للبحث عن بوستاتكما ليحاول أن يرسم على وجهه ابتسامة تلطف قليلاً من اقفهرار الوجه طوال ال24 ساعة.
الله يديكم العافية ودمتم جميعاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: adil rahman)
|
______________ الأستاذ عادل عبد الرحمن
أشكرك كثيراً على المرور .. وسعدت كثيراً عندما علمت أن اسم ابنكم البكر (هشام) هذا أمر يفرحني جداً ...وربنا يخليلك أولادك كلهم إن شاء الله
ستستمر الرسائل ما دام هذا القلب ينبض بالحب وبالغبن !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
صديقي الجميل مشتاقين
بالأمس .. بعد انتهاء ساعات العمل ، غادرت إلى غرفتي ، استلقيت على سريري كما يستلقي الصياد اليائس على مركبه وهي تموج به في البحر. بيد أن بحري كان يابساً هوناً ما. والغيوم التي تقبل السماء كالمراهقات كانت قطع جبسية معلقة على السقف المستعار. وفي كل لوح ثمة صورة لك.
الخلوة بالنفس تحلق بالانسان في عوالم الروح وترتقي بة الي مرافيء الابداع .
مشعوليات الحياة تحرمنا احيانا من منابع الجمال فنرتوي بالغث حتي نصبح كالدمي نتحرك بلاوعي . لك التحية ايها الشفيف وللاسرة الكريمة تحياتي
اخوك الان في الدوحة لانجاز بعض المهام .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: يوسف السماني يوسف)
|
___________ حبيبنا المبتسم يوسف السماني
الخلوة (الشرعية) بالنفس تتيح لنا الشعور المطلق بالصدق. هي لحظة تجعلنا ترى أنفسنا من الداخل – من الداخل فعلاً – لا أمارس رياضة اليوغا ، غير أني أقضي من نصف ساعة إلى ساعة يومياً فقط أنظر إلى السقف المستعار. وهذا التأمل غالباً ما يأتيني بعد الانتهاء من القراءة.
مقدار قليل من الصفاء مطلوب حتى نتوازن. الغث في كل مكان يا عزيزي بمجرد أن ترفع صوتك بالكلام يأتي الغثاء ، لذا قالوا : آفة البني آدم لسانه.
أتمنى لك عوداً حميداً يا عزيزي وسلامي – عندما تعود – إلى الأسرة الكريم ، لا سيما رامي أبقاك له ، وأبقاه لك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
الرسالة المائة بعد المليون !!
حبيبى الغالى
ظننت ان جمرة الهوى فى قلبك قد أصبحت رمادا .. وان اسمى لم يعد مدونا فى صميم روحك !
والان وصلتنى رسائلك المتاخرة دهرا كلها دفعة واحدة !!
قال لى البوسطجى ان زميله الذى كان يأتى الى بخطاباتك قد مات منذ عشرة سنوات .. وقال انه دخل فى صدمة موته طيلة هذا المدة !!
واليوم فقط استطاع ان يتمالك نفسه ويخرج ليوزع الرسائل على اصحابها ..ووصلتنى منك للتو .. ثلاثة مليون واربعمائة وخمسة رسالة !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: ثابت محمد)
|
______________ العزيز ثابت محمد
ما لا يمر بالقلب أولاً ، لا يكاد يتجاوز كونه (خط) فلا يتعداه.
الصدق حرفة باهظة التكاليف.
لكلٍ منا يا صديقي تفاصيل حياتية يومية .. هذه اعتيادية
أن تشرك محبوبتك في هذه التفاصيل لتكون جزءاً منها ... هذه فوق الاعتيادية
أشكر لك القراءة والمرور يا عزيزي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
فى لحظه صمتك اخى هشام اغمض عينى بعد اخذ نفس عميق من سيجاره بين اصابعى مسترجعا شريط ذكريات فى مؤخره الذاكره
شبيه
وانهض عائدا للواقع فجاءه من لسعه نار السيجارة التى بين اصابعى
وننتظرك واصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: صلاح الدين عبدالله محمد)
|
___________ الأستاذ صلاح الدين عبدالله
لك التحية ... أخاطبك وبين إصبعي سيجارة كتلك التي احترقت نهايتها بين يديك الذاكرة (مستودع الذكريات) و (أرشيف المواقف) لا نقوم بزيارة منتضمة لهذا المكان ، وإن فعلنا فإننا نمر بدون خشوع هذه الذاكرة تأرشف الأماكن والشخوص وحتى الروائح
أنصحك بأن تخلع نعليك .. ثم تتقدم خطوتين نحو هذا المكان. هذه المرة حتماً يتغيب عن الوعي بلا خمر وتتسامى حتى تصبح على مستوى أن ترى الذكريات رؤيا العين .. أن تشم عبق الأماكن .. وأن تتعرف على الروائح وأصحابها
يسعدني مرورك من هنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: ناصر جبريل)
|
_____________ العزيز ناصر جبريل
أشكرك على المواصلة والمداومة ... بلا شك سوف تستمر الرسائل طالما أن القلب ما زال ينبض ، ولكن ..... ألا تشعر بفضول لمعرفة ما جاء في رسائلها هي؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
________ الرسالة الحادية عشرة :
أنتِ لهذا الورد .. أنتِ ثلاثة أرباعي .. أنتِ التي يومض وجهها في خاطري كل ساعة .. بوصلة النهر .. وزرقة السماء .. ورئتي التي أتنفس بها .. ووجهي .. وجبهتي في السجود.
يقينك بي هي الفرس التي أراهن عليها ، والقوة التي تجبرني على النهوض كلما كبوت.هذه الدنيا يا حبيبتي أضيق من حنجرة محتضر عندما تتساقط الأشياء والأسماء. ينهار الجدار الكبير الذي بين الحقيقة والزيف. الوجوه التي ترينها يا حبيبتي مطلية كوجه البلياتشو بعضها وجوه مبتسمة وعلى أنفها كرة حمراء مجوفة ، وعندما تهطل اللحظة المحك تسيح البوهية وتظهر الوجوه على حقيقتها.
هنالك الرجال الذين لا يتكلمون إلا همساً ، وهنالك من ليس لهم من الرجولة إلا شارب نبتَ على الفطرة . وهنالك الرجال الرجال. هنالك النساء اللواتي لا يحملن في صدورهن إلا الحليب. أتعرفين ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنهن محض مرضعات ، الثديات من النساء يتصاغرن حتى لكأنهن نبتة يمتد فرعها إلى أسفل. بعضهن ..لأ !! تحب الحياة لأنها شريكة بأكثر من النصف فيه. والبعض الآخر .... يا حفيظ !!
نحن يا حبيبتي – كلنا – محض أشباح ترتدي معاطف لحمية ، أكثرنا حصافة هم الذين يعلمون يقيناً أن هذه المعاطف لا بد أن تخلع بعد انتهاء الحفل. لذا فهم أكثر حرصاً على ما داخل المعاطف. بعضهم .. لأ !! تجدينهم يبالغون في شراء البروشات والساعات الذهبية ذوات السلاسل المعلّقة. سفه !!
أحمد الله أنّ جارتك التي تسكن في الطابق العلوي قد غادرت إلى غير رجعة. أتعلمين؟ النساء لا يعجبهن نوعان من الرجال: الذكي والبخيل. ترى أيهما كان زوجها؟
بعد عصر أمس ، تلقيت رسالة عليها طابع بريدي سوداني. تعجبت للوهلة الأولى إذ لم أستلم رسالة من السودان منذ أن غادرته في عام 98 . فتحت الرسالة بطريقة أنيقة لأنني أسررت في نفسي الاحتفاظ به كتذكار فيما بعد. ومن أول البسملة عرفت صاحب الرسالة. إنه (عاطف خديجة) ابن عمتي .. اعتدنا مناداته باسم أمه ، هكذا نحن أهل النوبة. وهذا العاطف خديجة ربما يصغرني بأربعة أعوام ، لكنه فلتة. يخبرني في رسالته عن افتتاحه (كشكاً) للخط في (لفة القبة). إنه شاب بسيط جداً ربما أكثر مما تتصورين ، لكنه طموح جداً ، كما أنه لا يعرف اليأس رغم حظه العاثر. شخص يمد لحافه على قدر رجليه.
يقول في الرسالة أنه يشتاقني .. وهو دائماً يقول ذلك. كما أنه يريد أن يأتي إلى السعودية. مسكين لا يعرف ما الذي ينتظره هنا إن فعل. كل فكرته عن السعودية أنها بلد (الراحات والتفاح) كما يقول. ذات يوم سمعته يقول: "القشطة أكبر وهمة في التاريخ". هذا التصريح الخطير من شخص آمن لأكثر من ربع قرن بأن القشطة هي إحدى علامات الثراء والبذخ والفخفخة يعد تصريحاً غاية في الخطورة. وعندما سألته عن السبب قال لي بكل براءة: "مسييييخة" !!!
سأحاول أن أرد على رسالته في أقرب وقت. ربما بعد أن ننتهي تماماً من الانتقال إلى المكتب الجديد. أعرف أنكِ متلهفة لسماع أحاديث عطبره الطيبة. ولكن سوف أجعلها حجتي القادمة للكتابة لكِ ..فكوني بخير حتى ألتقيكِ في الرسالة القادمة
سلامي إلى أختك الصغرى وإلى أهلك الكرام بدون فرز .. وقبلاتي إلى ما بين عينيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
________ الرسالة الحادية عشرة :
أنتِ لهذا الورد .. أنتِ ثلاثة أرباعي .. أنتِ التي يومض وجهها في خاطري كل ساعة .. بوصلة النهر .. وزرقة السماء .. ورئتي التي أتنفس بها .. ووجهي .. وجبهتي في السجود.
يقينك بي هي الفرس التي أراهن عليها ، والقوة التي تجبرني على النهوض كلما كبوت.هذه الدنيا يا حبيبتي أضيق من حنجرة محتضر عندما تتساقط الأشياء والأسماء. ينهار الجدار الكبير الذي بين الحقيقة والزيف. الوجوه التي ترينها يا حبيبتي مطلية كوجه البلياتشو بعضها وجوه مبتسمة وعلى أنفها كرة حمراء مجوفة ، وعندما تهطل اللحظة المحك تسيح البوهية وتظهر الوجوه على حقيقتها.
هنالك الرجال الذين لا يتكلمون إلا همساً ، وهنالك من ليس لهم من الرجولة إلا شارب نبتَ على الفطرة . وهنالك الرجال الرجال. هنالك النساء اللواتي لا يحملن في صدورهن إلا الحليب. أتعرفين ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنهن محض مرضعات ، الثديات من النساء يتصاغرن حتى لكأنهن نبتة يمتد فرعها إلى أسفل. بعضهن ..لأ !! تحب الحياة لأنها شريكة بأكثر من النصف فيه. والبعض الآخر .... يا حفيظ !!
نحن يا حبيبتي – كلنا – محض أشباح ترتدي معاطف لحمية ، أكثرنا حصافة هم الذين يعلمون يقيناً أن هذه المعاطف لا بد أن تخلع بعد انتهاء الحفل. لذا فهم أكثر حرصاً على ما داخل المعاطف. بعضهم .. لأ !! تجدينهم يبالغون في شراء البروشات والساعات الذهبية ذوات السلاسل المعلّقة. سفه !!
أحمد الله أنّ جارتك التي تسكن في الطابق العلوي قد غادرت إلى غير رجعة. أتعلمين؟ النساء لا يعجبهن نوعان من الرجال: الذكي والبخيل. ترى أيهما كان زوجها؟
بعد عصر أمس ، تلقيت رسالة عليها طابع بريدي سوداني. تعجبت للوهلة الأولى إذ لم أستلم رسالة من السودان منذ أن غادرته في عام 98 . فتحت الرسالة بطريقة أنيقة لأنني أسررت في نفسي الاحتفاظ به كتذكار فيما بعد. ومن أول البسملة عرفت صاحب الرسالة. إنه (عاطف خديجة) ابن عمتي .. اعتدنا مناداته باسم أمه ، هكذا نحن أهل النوبة. وهذا العاطف خديجة ربما يصغرني بأربعة أعوام ، لكنه فلتة. يخبرني في رسالته عن افتتاحه (كشكاً) للخط في (لفة القبة). إنه شاب بسيط جداً ربما أكثر مما تتصورين ، لكنه طموح جداً ، كما أنه لا يعرف اليأس رغم حظه العاثر. شخص يمد لحافه على قدر رجليه.
يقول في الرسالة أنه يشتاقني .. وهو دائماً يقول ذلك. كما أنه يريد أن يأتي إلى السعودية. مسكين لا يعرف ما الذي ينتظره هنا إن فعل. كل فكرته عن السعودية أنها بلد (الراحات والتفاح) كما يقول. ذات يوم سمعته يقول: "القشطة أكبر وهمة في التاريخ". هذا التصريح الخطير من شخص آمن لأكثر من ربع قرن بأن القشطة هي إحدى علامات الثراء والبذخ والفخفخة يعد تصريحاً غاية في الخطورة. وعندما سألته عن السبب قال لي بكل براءة: "مسييييخة" !!!
سأحاول أن أرد على رسالته في أقرب وقت. ربما بعد أن ننتهي تماماً من الانتقال إلى المكتب الجديد. أعرف أنكِ متلهفة لسماع أحاديث عطبره الطيبة. ولكن سوف أجعلها حجتي القادمة للكتابة لكِ ..فكوني بخير حتى ألتقيكِ في الرسالة القادمة
سلامي إلى أختك الصغرى وإلى أهلك الكرام بدون فرز .. وقبلاتي إلى ما بين عينيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
_________ الرسالة الثانية عشر:
على أريكة بلا غطاء أجلس الآن ، وفي خاطري أن تكوني الأقرب لي الآن .. بدلاً عن هؤلاء المصدّرين للضجيج. بطريقة ما أنا منزوع من الوعي .. حدّ أني بالكاد أسمعهم وهم يصفّرون عندما تمر عارضة الأزياء على شاشة التلفاز. الصورة الحقيقية أمامي باهتة جداً لا تحتوي على تفاصيل مغرية حدّ الانتباه. إنما أجلس كأني على حجركِ الآن ، وهواء المكيف العابر فوق شعري أصابع يديكِ المبتلة بالماء.
تذكرتكِ عندما قرأت كلام باشلار عن الشمعة. وأحببتك أكثر عندما انتهيت من القراءة ولمّا يساورني النعاس بعد. عندها أغمضت عيني برفق حتى أحسست بحرارة في بؤرة العين. الظلام الداخلي حالك يا حبيبتي ، إنه المجال الأمثل لحضورك الباهر. عندما أتيتِ قبّلتك بقدر ما كنت مشتاقاً إليكِ.
أما بعد ،،،
فعن عطبره التي تملئ ذكرياتها الغرفة الضيقة من الذاكرة. فهي مدينة وادعة ، يربض عليه خط السكة الحديدية الشريان الأورطي للمدينة. وكما يتجمع الآخرون حول النهر ، فإن العطبراوين يتجمعون حول شريط السكة الحديدية. ذهبت مع بعض الأصدقاء لقضاء عطلة السمستر الأول .. أظنني كنت في السنة الثالثة عندما كان ذلك. ولأنني كنت الأقرب إلى قلب خالد عبد الله فقد أصرّ أن أنزل ضيفاً لديه. فكان ذلك. عطبره المدينة التي تستيقظ في الظهيرة على أصوات المقطورات ورنين الدراجات. وصراخ بنات المدارس هي أجمل المدائن التي رأيتها بعد عينيكِ
عطبره .. حيث عائلة أبو سن وأبو شوك الذين حملوني على رؤوسهم رغم أن الأرض لم تضق بي هناك. ولكنها أريحيتهم التي تجعلك لا تملين الحفاوة. مكثت فترة - أظنها يومين - في ضيافة خالد عبد الله ، غير أنها كانت إقامة جبرية ، فقد أكتشفت أن خالد عبد الله شخص كسول لا يخرج من غرفته إلا إلى المرحاض وبالعكس. ما زلت أذكر عندما طرقت الباب فتاتان فدخلتا علينا وانهالتا علينا ضرباً .. نعم !! إنهن آمنة عوض أبو سن وماريا السيد. عطبراويتان جسورتان. سبب (العلقة) أنني لم أذهب لزيارتهما في الثاني لقدومنا كما وعدتهما ، لم يكن الأمر بيدي .. فأنا ضيف وأجهل طرقات المدينة . تصوري أن يغضب أحدهم منكِ فقط لأنك لم تسجلي زيارة له. كم منا يغضب عندما يطرق بابه أحدهم. ولبيت أبو شوك وتلك العائلة الأكثر من رائعة منزلة خاصة في قلبي. مضيت معهم يومين كاملين ، لم أشعر خلالهما بالرغبة في الخروج من باب الدار. ما زلت أتذكر شكل الخالة نفيسة وهي تربط قدميها بكيس نايلون من أثر الرطوبة ، وابتسامتها الوقورة وهي تستمع إلى أحاديثنا في المساء. لن تفرقي بين أحدنٍ منهم .. فكلهم واعٍ .. وكلهم مثقف .. وكلهم ناضج .. وكلهم مرح .. وكلهم كريم. يا لها من أسرة .. فليحفظهم الله.
حبيبتي .. أجزم أن ما انقضى في حياتي بدون هو مضيعة للوقت ، وأن ما سوف يأتي بدون شيء لا يخصني .. وأنا الآن في هذا الشوق أشعر بالعدمية وبشيء يشبه النار يرتديني كالأفرول من قدمي إلى عنقي. أتمنى أن لو أراكِ ولو من بعيد. أن أسمع صوتك ولو همساً. آآآآه كم أشتاق لاسماع صوتك يا حبيبة.
هل تصدقين أنني ما زلت أنسى اسم ابنة أختي؟ عندما وضعت أختي مولدها الأخير ، وضعتها أنثى ففرح جميعنا بمن فيهم والدي .. فكلنا كنا نتمنى أن تضع مولداً أنثى. تقول أمي : أنّ خلفة البنات بركة. ولقد صدقت. فبيت ليس فيه أنثى يفقد الكثير من الخصوصية ، ويفقد الكثير من الدفء. لذا تجدينني شديد الارتباط بأخوتي. إحداهن تزوجت - تعرفين ذلك - وهي سعيدة الآن في بيت زوجها ، ولكنني اشتاقها من حين لآخر. أشتاقها عزباء لتبقى العلاقة بذات الخصوصية بيني وبينها. تعرفين كم أحب الدهباية ، ولكنها سنّة الحياة.
بالأمس .. وأنا أرتب غرفتي وجدت صورة قديمة لي .. أقف فيها إلى جوار شيخ عجوز. لم أتذكره ولكنني تذكرت المكان الذي كنّا فيه. كان ذلك في منزلنا القديم. هو نفس المنزل الذي وطأت فيه بقدمي على زجاج فتهمش داخل إبهام قدمي اليسرى. أذكر أن والدي هرع بي إلى المستشفى ، وعلى الفور حقنوني بحقنة تخدير موضوعي. بدأ الطبيب يمارس عنفه علي ، وبمشرط حاد بدأ في فتح الجرح. ورغم أنهم كانوا يظنون بأنني مخدر إلا أنني كنت أشعر بما يجري في قدمي. صرخت طالباً منهم أن يتركوني. وصرخت أكثر وأنا اخبرهم بأنني أشعر بالألم. قال الطبيب لوالدي: إنه يخاف من المشرط ، وهذا ما يجعله يستشعر الألم. غير أني كنت أتألم فعلاً. لقد كانت بالنسبة لي عملية جراحية بدون تخدير. ولذا فإنني وحتى اللحظة أكره الأطباء وأكره رائحة المستشفى (رائحة الديتول).
منذ يومين لم يمر جاري السكير .. كما أنه ليس في غرفته. أخشى أن يكون قد أصابه مكروه. لقد بدأت أحب هذا الشاب فعلاً. قبل مدة سمعته يقول: لا بد أن أقرأ الفاتحة على روح حبيبتي .. فلا بد أنه ذهب ليفعل. أفرح كثيراً عندما أجد أشخاصاً يقدّرون الحب مثل هذا الشاب. مثله نادرون في هذا الزمان يا حبيبتي.
قد أحمل لكِ في المرة القادمة أخباراً سارة جداً غير أني لا أريد أن أستبق الأحداث. كوني بخير فأنا لا يهمني في حياتي غير أن تكوني سعيدة. وبلغي تحياتي إلى أسرتك الكريمة.
بالمناسبة: هل هنالك من أخبارك عن جارتك التي كانت تسكن في الطابق العلوي؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
Quote: حبيبتي أيتها القلادة التي أضعها بكل فخر على صدري. وبطاقة العشق التي أجعلها في جيبي الموازي لجهة القلب |
هسي عليك الله القطع نفس التاني منو؟؟؟؟
ما اجمل قلمك يا هشام واعذب حديثك.
مالك داير تندمنا علي الدقسة يا دفعة؟؟؟؟؟ اوعى يكون القطر فيهو مفتش؟؟؟؟ (وش بتلفت)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: نهال كرار)
|
___________ نهال كرار
مرورك من هنا أسعدني كثيراً .. تبقى العلامة التي تمحى أبداً ، حمراء تومض من مكانٍ ما إلى أقصى حدود المدى البصري فلا يعرف التوقف لأنه لا يمشي على قدمين.
رأيك فيني شنو وأنا عاقل الأيام دي ، لا مشاكل ، لا تنبؤات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
_____________ الرسالة الرابعة عشرة:
يجد الكثيرون صعوبة بالغة في كتابة الرسائل. البعض يفضّل التسجيل الصوتي على الكتابة ، والبعض الآخر ، يفضّل المكالمات الهاتفية عن هذه وتلك. غير أني لا أدع وسيلة قد تجعلني على صلة بك إلا وفعلتها. أعلم يا حبيبتي أن ثمة آخرين يحسدوننا على هذه العلاقة. فقط علّقي على صدرة سلسلة من النوع الذي ينتهي بآية الكرسي أو لفظ الجلالة.
حبيبتي .. بالأمس ، بعد أن انتهيت من قراءة كتاب (الراقصون على الجمر) مددت يدي وتلقفت جهاز التحكم عن بعد Remote-Control وأدرت التسجيل. تعلمين أن الشريط الافتراضي لي دائماً هو شريط مصطفى سيد أحمد. لا أدري ولكن ثمة تناغم غريب بين ما كان يغنيه مصطفى وما كنت أفكر فيه. فمصطفى سيد أحمد كان يقول: "يا خوفا عليّ عقل وثبات .. ماها الولوالة" وأنا كنت أفكر في قلقك عليّ .. عندها يا حبيبتي شعرت بالطمأنينة تسري في دمي ، وببرودة محببة تطرق باب أوصالي ، عندها .. وعندها فقط .. نزلت مني دمعة نقية لم أشأ حتى أن أمسحها.
تعلمين أنني شرِه في القراءة والتدخين ، غير أني في الآونة الأخيرة لم أعد أقرأ كثيراً .. منشغل بموضوع البحث عن المراجع المطلوبة. لم أكن أعلم أن الأمر بالغ الصعوبة إلى هذا الحد. ربما أرسل في طلب بعض المراجع من دولة أخرى.
على فكرة .. جاري السكير ، وصل بالأمس قادماً من العاصمة. كما خمّنت فقد ذكر لزيارة قبر حبيبته. أحسست به وكأنه بدأ يسترد عافيته. عرفت ذلك من نظراته التي ابتدرني بها وهو يسألني عمّا حدث في غيابه. وكأنه يحاول أن يدفعني لسؤاله عمّا كان منه. فسألته مباشرة: كيف كانت زيارتك لقبر حبيبتك؟. عندها استدار واستلقى على السرير وهو يقول: "آآآه يا هشام لأول مرة أحس بالصدق وأنا معها!!" غير أنه لم يكمل رغم رجاءاتي الكثيرة له. كلّ ما فعله هو ابتسامة هادئة وهو يخرج قارورة الخمر ولوّح بها في وجههي وهو يقول: "اليوم خمر وغداً أمر"
في طرقي إلى العمل ، أمر على مدرسة ابتدائية لتحفيظ القرآن. ذلك اليوم ، كانت ثمة عائلة تمر بسيارتها من أمامي ، وفجأة توقفت السيارة ليفتح الزجاج الخلفي لها ، وإذا بي أمام فاتنة - أظنّها سعودية - لم تكن تخفي وجهها بعباءتها كما هي عادة السعوديات هنا. وجدتها تسالني عن أقرب ماكينة صرافة آلية ATM .. بلاهتي فقط هي ما جعلتني أنسى خارطة الحي الذي أعيش فيه منذ ما يقارب السنتين. ولأنها شعرت بذلك فقد ابتسمت قبل أن تعيد نفس السؤال على مسامعي. عندها خجلت من نفسي ، وبدأت في محاولة استعادة ذاكرتي ، تلفت قليلاً ثمّ أرشدتها إلى أقرب مكان يوجد به ماكينة صرافة.
بعد أن غادرت السيدة .. سألت نفسي ترى لماذا تسمّرت أمامها هكذا؟ ألأنها جميلة؟ ربما... أم لأنها المرة الأولى التي أرى فيها سيدة حاسرة الرأس في هذه البلد الظالم أهلها؟ .. ربما. أيّاً كانت الأسباب فإنني وجدتني أبتسم - بل وأضحك - على نفسي وأمضي في هدوء. هذه البلاد يا حبيبتي تغيّر فينا أشياء كثيرة ، حتى تلك الأبجديات التي نعرفها تصبح عسيرة الفهم هنا. أشياء تنقلب فجأة من العادات إلى المحظورات ، وبالعكس. أتعجّب كثيراً عندما أرى سودانياً يصرّ على شراء منزلٍ ببابين (نسائي ورجالي)!!! أليس هذا غريباً .. لم نعرف مثل هذه الأمور من قبل!! وعن السيدة السعودية فأنا أعلم أنّك تثقين في كما يثق أحدنا بنفسه. أعلم أنّك لستِ من نوع النساء الذي يعمي قلبه الغيرة. لذا فإنني أخبرك بما يجري دون خوف.
ما زلت عند وعدي .. فهنالك أخبار سارة سوف أبلغك بها ، ولكنني فقط بانتظار أن تتأكد هذه الأخبار. إنه أمر سوف يقلب حياتنا رأساً على عقب يا حبيبتي .. سوف نتغير جذرياً .. ومن يدري .. فقد يساعدنا على إنجاز أمور كثيرة كنّا قد أرجئناها. ادعي لي بالتوفيق يا حبيبتي .. فأنا أحوج ما أكون لدعوة صادقة منك. أعرف أنّك تواظبين على الصلاة أكثر مني ، لذا أدعي لي في سجودك بأن يوفقني الله ، بل يوفقنا نحن معاً.
إلى رسالة أخرى يا حبيبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
Quote: رأيك فيني شنو وأنا عاقل الأيام دي ، لا مشاكل ، لا تنبؤات |
الأيام دي هدي ورضي ( على قولة حبوباتنا )
خليك كدا , البورد دا بعلم الواحد النفس الطويييييل
لمن بنستغرب من روحنا
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
هشمت ابو الدفاع
تحياتي تسوقها ريح الشوق وتصلك وتجدك وانت بالف خير
ياخوي تعال هنا انت عارف كلامك الحلو ده لازم يجيب واحده من اتنين
يا يجيب قروش يا يجيب عروس
بس اياك تقرب من بنات رشا حاتم بعدين تقوم بينك وبين اولادي حرب ضروس
ويقولو ليك والله تقرب من الجكس ده نقتلك هههههههههههههههه
حقيقي امام هذه الرسائل الجميله لا اجد نفسي الا ان انحني اجلالاً
لما تحويه من كلمات جزله وروعه في الاسلوب
دوما دعواتي لك بالتوفيق
ولى قدام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
عذرا لتطفلى ولكنك قد اجبرتنا على ذلك و اجبرتنا علي قراءتها كلمة كلمة
واصل هذا التألق و اسبح في تلك الفضاءات انها لك تماما قد ملكتها فملكتنا بتلك الاحرف المضيئة
_____________________________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: عمر عبد الخالق سعيد)
|
Quote: بس اياك تقرب من بنات رشا حاتم بعدين تقوم بينك وبين اولادي حرب ضروس |
والله يا عادل يا خوي انا بناتي الجوز مدياهم لهشام دة,,, غايتو انت اولادك دقسوا,, الا كان هشام يديهم دروس ادبية وكدا
القرار دة اتخذتوا من الرسالة الثانية,, اها شن قولك؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: هشام آدم)
|
مرحب بى كل المارين بى شارع بيتنا وشارع جيرانا
انتي يارشا انا حالتي قايلك بتفهميها وهي طايره
قال دروس ادبيه قال
انتي عارفه سبب الادب ده كلو شنو
كده تعالي قريب هشام ما يسمعنا الشغلانية يا ستي سببها الرئيسي
كترت الشواكيش يعني هي السبب الرئيسي في الكلام ده كلو
امشي اديهو بتك خليها ما تعرف تسوي شنو تداوي الشواكيش ولا تداوي الشيب
لووووول الكلام ده بيني وبينك ما يطلع اوكى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) (Re: عادل فقاد)
|
Quote: امشي اديهو بتك خليها ما تعرف تسوي شنو تداوي الشواكيش ولا تداوي الشيب |
الشيب مقدور عليهويا عادل (الله يكتر صبغة امير). لكن كلام الشواكيش دة غايتو, الا يجيك سيدو.
| |
|
|
|
|
|
|
|