|
ذكريات أطفال كبار
|
ذكريات أطفال كبار
بكائية لفتاة تُشبه القطط
يوم أذّنتِ السنابلُ ..
للربيع ..
وللجداول
أرّخت احتمال هطولكِ
نادتَ على كل المشارفِ
وَافَقَتْ صَحْوِي .. فمِلْتُ
مَالَ بي هذا الندى ألقاً
فأشعرني بدفئكِ
حين أن الطَقْسَ مُنْحَرِفُ البرودة!
كيف غاب اليومُ في الأمسْ؟
كيف كان الوجدُ
والحُمّى تُخالسُ رَجْفَةً مكبوتةً
ما بين جلدي .. واشتياق اللمسْ
كانت الأشواق تنساب انسياباً
كان هذا العشق مفتوناً بنا
وكانت الكلماتُ بالهمسْ
لا تسأليني .. كيف دوّنتُ احتراقي
هكذا ..
فوضاي أنتِ
وفانوسي
حين أشتاقُ المساءْ
يا طفلتي .. أُمْيّ ..
وكُلُ هَاتِيْكَ النساءْ
متى؟ ..
كيف - نازحاً - أتيتِ
وأعلنتِ اجتياحكِ
واحتلال المدى البصري
صادرتِ الحواس الخمسْ؟
مازالَ هذا الغيمُ يحملُ
لونهُ .. مطراً
ضباباً
يُشْهِرُ مادةَ انعدام الوزنِ
ظلاً يوازي مفرداتِ الشمسْ
ضدّنا ..
ضدّ اتحادِ الطمسْ
لذا نحنُ انزوينا جانباً
وقبّلنَا جليدَ الصمتِ والخجلِ
احتراماً لموسمٍ صحوٍ
أكيدٍ قادمٍ
فأطفالاً ضحكنا
وأطفالاً رقصنا
مثلما تلكمُ الأغصانُ في كرنفالِ الريحِ
والشجرِ الفتيِّ
فالوعد الذي – صدقاً – وعدنا
تعلّقنا على شجرٍ رهيفٍ
ناعمٍ ..
وغادرنا الصباح بلا صباحْ!
هكذا كُنّا ..
فعلمّنا العقاربَ
أن الوقتَ لا يسرقُ اللحظاتْ
وفهرسنا على حائط (المبكى)
جداول الدورة الدموية
هكذا نحن يا حبيبتي
طفلانِ ..
واحتفلا بالكعكِ والحلوى
خلفَ انتباهِ الراشدين
هشام آدم يناير 2005م
|
|
|
|
|
|