دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
|
أعني، هنا، الشيوعية السُّودانية تحديدًا .. في حال كان بينها وبين الفكر الشيوعي "الأصل" أي اختلاف قد يُذكر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
هذا البوست مفتوحٌ لمُناقشة الفكر الشيوعي السُّوداني، ومعرفة علاقته بالدين. السؤال التقليدي الذي قد يكون مطروحًا في مثل هذا المقام هو: "هل الشيوعية ضد الدين؟" والإجابة المتوقعة هي: "لا"، ولكن ما الذي يُقصدُ بهذه الإجابة تحديدًا؛ لاسيما إذا اقترنت بمعرفتنا بأنَّ الشيوعية، كفكر حُر، هي ليست ضد التدين، على اعتباره مسؤوليةً فرديةً وحُريَّةً شخصيةً مكفولةً للجميع. فليكن معلومًا للجميع أنَّني، هنا، أعني تحديدًا، موقف الشيوعية من الدين وليس التدين، كقاعدة أساسية يقوم عليها الحوار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
Quote:
بأنَّ الشيوعية، كفكر حُر، هي ليست ضد التدين
|
كان أثبت دي تبقى الشيوعية السودانية بالذات لا غبار عليها حيث أنها تصلي وتصوم وتلبس الحجاب وتعترف بولاية الفقيه
ومنهم صوفيون موحدون وقائمين لليل وذاكرين وذاكرات
ويرفضون العلمانية وينادون بالدولة المدنية اللي لحد الآن ما عارفين نحنا هل هي دولة مجنية إسلامية أو غير ذلك إن كانت ليست علمانية !
وأعتقد موقفهم من العلمانية دا بالتحديد هو المدخل المهم لمعرفة علاقتهم الحديثة بالدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: Asim Fageary)
|
مع ان اكثر من عرفوا بالالحاد و معاداة الاديان في تاريخنا المعاصر ليسوا من منسوبى الحزب الشيوعى بل و فيهم من انتسب لاحزاب ذات خلفية دينية فقط من اجل ايجاد مجال واسع للعمل السياسي في بلد لا تحترم الخيارات الشخصية في الموقف من الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: عوض محمد احمد)
|
من المهم، في هذا المقام، استصحاب مقررات المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السُّوداني 2009 والذي يُمثل رأي الحزب الرَّسمي المُعلن في موقفه من الدين، والقائم في الأساس على ضرورة تجاوز الماركسية باستيعابها، وليس اتخاذها عقيدةًً "جامدةً" من واقع أنَّها (=الماركسية) علم Science يقبل التنظير والمُساهمة. هذا الموقف الذي تمثل، فيما سبق وأن أشرتُ إليه، من احترام الحزب الشيوعي (كحزب ديمقراطي حُر) لمسألة التدين واحترامه كحرية فردية، والاعتراف بالدين كمكوِّن أساسي للمجتمع. (وهذا، بالتأكيد، لا خلاف حوله) وهو الموقف الذي أعتبره ضبابيًا لا يُوضح الموقف الأيديولوجي والفلسفي(*) للحزب من الدين.
على أنَّ الجذور الأولى لفكرة هذا البوست تعود إلى بوست قديم يعود تاريخه إلى عام 2010 بعنوان (دعوة لتكوين حزب شيوعي جديد في السودان) وجذور ثانوية أخرى كانت في بوست (سؤال لقيقراوي والمفسرين الجدد) الذي تناول حديثًا عابرًا بيني وبين الأخ بدر الدين أحمد موسى عن المادية والمثالية والذي أراهُ أُس المُشكلة المُراد تناولها بالنقاش في هذا البوست: "كيف يُمكن أن يكون هنالك شيوعي مُتدين؟" وعلى هذا فإنَّ هذا البوست لا يهتم كثيرًا بعلاقة الحزب الشيوعي السُّوداني بالدين، بل بفهم العضوية لمسألة التدين على ضوء النظرية الفلسفية التي تقوم عليها الشيوعية نفسها، وذلك على ضوء فكرة تجاوز الماركسية عبر استيعابها وإعادة التنظير لها من داخلها المُؤشارة إليها في الفقرة أعلاه.
------------------- (*) هنا إشارة إلى ما كتبه كارل ماركس عام 1846 في كتابه (الأيديولوجيا الألمانية – القسم الأول: المثالية والمادية) تحت تبويب (الفرضية الأولى للطريقة المادية)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ عاصم فقيري تحيِّاتي
أي كيان، حزب، هيئة، فرد ذو نزعة ديمقراطية هو، بالضرورة، يُؤمن بحرية التدين، وبأنَّ الأديان هي أحد أهم المكونات الثقافية لأي مُجتمع، ومن ينكر ذلك فهو مُجرَّد قارئ سطحي جدًا للواقع، أو شخص ساذج ولا يعي تمامًا معنى "المكوِّن الثقافي" ... ولكن هذه ليست المُشكلة التي يطرحها البوست، البوست يُحاول معرفة موقف أعضاء الحزب أنفسهم من التدين نفسه، وليس من الدين. فأن تحترم الأديان شيء، وأن تؤمن بها أو تعتنقها شيء آخر. الأمر الذي دفعني لقول ذلك، وهو سوف يأتي شرحه بشيء من التفصيل لاحقًا، هو أنَّ الإيمان الديني قائم في الأساس على الاعتراف بعوالم ميتافيزيقية، والميتافيزيقيا لا وجود لها في المادية الفلسفية والتي تُعتبر الأساس الفلسفي للشيوعية، وهذا ما يجعلني مُتسغربًا من وجود أفراد شيوعيين مُتدينيين، لأنَّ المادية الفلسفية ببساطة شديدة تعني الإلحاد، أو في حالات أقل حِدَّةً: لادينيين(!)
تحيِّاتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
Quote: يُحاول معرفة موقف أعضاء الحزب أنفسهم من التدين نفسه، |
ودا ياهو المجنن الناس ذاتو
قبل فترة كان في بوست مفتوح بيثبتوا فيهو إنه أحد الشيوعين صوفي وذاكر وبيقيم الليل !
ومبسوطين بالكلام دا
عشان كدا أنا رديت في ذلك البوست بعبارة (التغريب الذي يعاني منه الشيوعي السوداني)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
المسألة الأساسية في الفلسفة تدور حول سؤال واحد فقط: "أيهما أسبق إلى الوجود: المادة أم الوعي؟" وطريقة ونوع إجابتنا على هذا السؤال يُحدد، مُباشرةً، إلى أي صنف من الفلسفتين الكبيرتين ننتمي: الفلسفة المادية، أم الفلسفة المثالية. فالمثاليون يفترضون أسبقية الوعي على المادة في حين أنَّ الماديين يفترضون العكس (أسبقية المادة على الوعي). فمثلًا: يعترض كارل ماركس على طريقة هيغل الفلسفية في الإجابة على هذا السؤال فيقول إنَّ الأفكار-الوعي لدى هيغل لم تكن سوى صورٍ مُجردةٍ عن الواقع-المادة؛ بل وإنَّ الواقع-المادة نفسها ليست سوى انعكاس للفكرة الموجودة سابقًا. ويتساءل ماركس هنا باستغراب: "أين كانت هذه الأفكار موجودة قبل المادة؟"(انتهى كلام ماركس) وفي المُجلد الأول من كتاب (رأس المال) يطرح كارل ماركس رأيه حول هذه النقطة بوضوح مُعاكس لرأي هيغل فيقول: "إن حركة الفكر ليست إلا انعكاسا لحركة المادة منقولة إلى دماغ الإنسان ومتحولة فيه"(انتهى كلام ماركس) وبمعنى آخر فإنَّ الأفكار-الوعي هي التي تمثل انعكاسًا لحركة الواقع-المادة لأنَّ الأفكار والوعي هي إنَّما مصدرها الدماغ (المادي)، وبذلك يكون ماركس قد استعدل فكر هيغل الذي كان يراه مقلوبًا رأسًا على عقب. وهو ما شرحه، بعد ذلك، فريدريك أنجلز في كتابه (ضد دوهرنغ) فقال: "إن وحدة العالم ليست في كيانه... بل في ماديته. وهذه المادية قد أثبتها... تطور طويل وشاق للفلسفة وعلوم الطبيعة... الحركة شكل وجود المادة. لم يوجد قط ولا يمكن أن يوجد أبدا في أي مكان مادة بدون حركة ولا حركة بدون مادة... ولكن إذا تساءلنا... عن ماهية الفكر والمعرفة وعن مصدرهما نجد أنهما إنتاج الدماغ الإنساني وأن الإنسان نفسه هو نتاج الطبيعة الذي نما وتطور في محيط طبيعي معين ومع هذا المحيط. وإذ ذاك يغدو من البداهة أن نتاجات دماغ الانسان التي هي أيضا عند آخر تحليل نتاجات للطبيعة ليست في تناقض بل في انسجام مع سائر الطبيعة."(انتهى كلام أنجلز)
حسنًا، ماذا يعني كل ذلك؟ الفلسفة المادية ببساطة شديدة ترفض أسبقية الوعي على المادة، وهذا يعني بالضرورة، رفض فكرة "الله" أو أي فكرة "ميتافيزيقية" (=غير مادية) أدت بأي طريقةٍ كانت إلى تكوَّن المادة، وهذا الكلام ليكون على مستوى الكلام الشعبوي قد يُترجم على أنَّه رفض لفكرة إله "خلق" الكون بكل ما فيه من موجودات مادية، وكذلك رفض فكرة وجود أيَّ كيان ميتافيزيقي (=غير مادي) مُستقل تمامًا عن المادة أو خارجها، وهذا، بدوره، يعني رفض كل الكائنات الميتافيزيقية التي كانت مطروحه في زمنه أو قبل زمنه أو حتى ما سوف يستجد بعد زمنه (آلهات – أرواح – ملائكة – شياطين – عفاريت – جن ..... إلخ)
حسنًا؛ فأين المُشكلة؟ المُشكلة هنا أنَّ الفكر الشيوعي قائم أساسًا على الفلسفة المادية، والفلسفة المادية هي الإطار النظري "الفكري" العام للشيوعية، ومن هنا فإنَّ وجود شخص شيوعي يُصدِّق بوجود "خالق" أو كائنات أو ظواهر ميتافيزيقية هو أمر في غاية الغرابة، وهو ما يجعلنا نقول بأنَّ هذا الشخص هو أحد أمرين: 1- إمَّا أنَّه غير مُتسق، كما سبقت الإشارة آنفًا في مُداخلة سابقة. 2- أو أنَّه غير مُستبصر بحقيقة وتبعات واستحقاقات المادية الفلسفية.
ففي الحالة الأولى، يكون هنالك خلل معرفي عميق لدى الكادر الشيوعي، وفي الحالة الثانية يكون هنالك خلل تنظيمي عميق في تأهيل الكادر الشيوعي. فأيهما أقل رحمة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
Quote: أي كيان، حزب، هيئة، فرد ذو نزعة ديمقراطية هو، بالضرورة، يُؤمن بحرية التدين، وبأنَّ الأديان هي أحد أهم المكونات الثقافية لأي مُجتمع، ومن ينكر ذلك فهو مُجرَّد قارئ سطحي جدًا للواقع، أو شخص ساذج ولا يعي تمامًا معنى "المكوِّن الثقافي" ... |
ومن قال اصلا ان الحزب الشيوعي هو حزب ديمقراطي ؟؟ الاحزاب الشيوعية احزاب شمولية قائمة على مبدأ الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا ؛ وفي اي بلد وصل فيها الحزب الشيوعي الى السلطة انشأ ديكتاتورية وشمولية شرسة ولا يزال الامر هكذا في الدول الشيوعية القائمة حاليا ( كوبا؛ الصين؛ فيتنام؛ لاوس؛ كوريا الشمالية) ؛ بل ان الشيوعية هي واحدة من اسؤا شموليات القرنين التاسع عشر والعشرين .
الشيوعية لا تنظر للاديان كمكون للمجتمع؛ بل كوعي زائف وكشكل من اشكال الاستلاب الانساني؛ ومن لا يعرف ذلك فهو ((مُجرَّد قارئ سطحي جدًا للواقع ووللتاريخ، أو شخص ساذج))
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: Asim Fageary)
|
Quote: بأنَّ الشيوعية، كفكر حُر، هي ليست ضد التدين |
الشيوعية عموما ؛ والماركسية خصوصا ؛ هي من اشد اعداء الدين والتدين ؛ وتعتبره علف روحي للجماهير وافيون للشعوب . تاريخ كل الانظمة الشيوعية هو تاريخ عداء متأصل للدين والتدين ...
الشيوعية السودانية براغماتية ؛ وكذابة ؛ ومضطربة ؛ وماسكة العصاية من النص .
البدايات الخاطئة توصل لنتائج خاطئة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: Abdel Aati)
|
هشام ادم
تحياتي
في البداية يا هشام, ارجو ان تفهمنا ما هو الفكر الشيوعي الاصلي و عداءه للدين و ثم فهمنا الفكر الشيوعي السوداني. بالعربي يا هشام, اشرح لنا ليه الفكر الشيوعي معاد للدين و انا هنا عايز كلام مثبت مثل ان تقول في هذه الفقرة من كتاب ماركس او انجلز او عبد الخالق محجوب فان على كل شيوعي ان يكون ملحدا و معاد للدين كشرط ان يكون شيوعي. بعد داك حا نرمي بسهمنا ان شاء الله!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: بدر الدين احمد موسى)
|
اعرف ان للحزب الشيوعى راى سلبى في دكتاتورية الطبقة بحكم اقراره النهايئ بالديمقراطية و التعددية كما له رائ مخالف للماركسية بشان الادبان انما السؤال لماذا يحتفظ بتسمية الشيوعي التى تحمله على تحمل تبعات لا يريدها؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: بدر الدين احمد موسى)
|
هشام ادم تحياتي
ارجو ان تقرأ و تفهم الكلام ادناه من البيان الشيوعي البيان الشيوعي هو اول وثيقة وضعت الاسس الفكرية للشيوعيين كمجموعة سياسية و قد قام بصياغتها كارل ماركس و فردريك انجلز اهم شئ انك تقرأ و تفهم الفقرات التي ظهرتها انا
In what relation do the Communists stand to the proletarians as a whole?
The Communists do not form a separate party opposed to the other working-class parties.
They have no interests separate and apart from those of the proletariat as a whole.
They do not set up any sectarian principles of their own, by which to shape and mould the proletarian movement.
The Communists are distinguished from the other working-class parties by this only: 1. In the national struggles of the proletarians of the different countries, they point out and bring to the front the common interests of the entire proletariat, independently of all nationality. 2. In the various stages of development which the struggle of the working class against the bourgeoisie has to pass through, they always and everywhere represent the interests of the movement as a whole.
The Communists, therefore, are on the one hand, practically, the most advanced and resolute section of the working-class parties of every country, that section which pushes forward all others; on the other hand, theoretically, they have over the great mass of the proletariat the advantage of clearly understanding the line of march, the conditions, and the ultimate general results of the proletarian movement.
The immediate aim of the Communists is the same as that of all other proletarian parties: formation of the proletariat into a class, overthrow of the bourgeois supremacy, conquest of political power by the proletariat.
The theoretical conclusions of the Communists are in no way based on ideas or principles that have been invented, or discovered, by this or that would-be universal reformer. http://www.marxists.org/archive/marx/works/18...t-manifesto/ch02.htm
They do not set up any sectarian principles of their own, by which to shape and mould the proletarian movement الفقرة الاولى المظهرة يا هشام تقرأ الاتي ليس للشيوعيين مبادئ "مذهبية" تخصهم لقولبة الحركة العمالية فيها بالعربي الكلام معناه الشيوعيون زيهم زي العمال من كل ضروب المجتمع و ليس هناك شرط لينتموا لفلسفة محددة و الا لكانوا قالوا ان على الشيوعي ان يكون كافر او يكون مؤمن او يربي دقن و يقصر بنطلونه و هكذا !
The immediate aim of the Communists is the same as that of all other proletarian parties: formation of the proletariat into a class, overthrow of the bourgeois supremacy, conquest of political power by the proletariat الكلام اعلاه معناه يا هشام ان الهدف المباشر للشيوعيين مثلهم مثل احزاب العمال الاخرى هو توحيد العمال كطبقة واحدة و هزيمة البرجوازية و كسر هيمنتها و توصيل العمال للسلطة السياسية فلو قالوا انه على الشيوعي ان يكون كافر شرطا ففي ذلك احباط لهدف توحيد العمال لأنهم سيكونون مميزين على بقية الطبقة فكريا و بالتالي يبذرون بذرة الشقاق عند لحظة محاولة توحيد الطبقة العاملة يعني لو مفروض يكون الشيوعيين كفار دا في حد ذاته انحياز لجزء من اجزاء الطبقة العاملة فكريا و يعطي مبرر لقطاعات العمال الاخرى لرفض التعامل معهم بناء على الاختلاف الفكري و يكون سبب ليرفض العمال المتدينيين التعامل معهم لأنهم كفار و هم مؤمنين ايامنا في الجامعة و بعد الانتفاضة فاز بروفيسور فرح حسن ادم بانتخابات عمادة كلية الزراعة و فرح حسن ادم مفكر اقتصادي شيوعي معروف و عضو في لجنة الحزب الشيوعي المركزية بعد فوزه بالعمادة بفترة قصيرة قامت انتخابات نقابة العمال ففوجئنا ذات صباح بمظاهرة للعمال تجوب الكلية و تهتف "لا شيوعية و لا الحاد" و نسوا انان الهدف لم يكن اقامة الشيوعية و لا نشر الالحاد و انما تحسين اوضاعهم هم انفسهم الاقتصادية و المهنية بالعربي يا هشام ما اقصد قوله ان الشيوعيون فطنوا لخطورة مثل هذه البلبلة منذ لحظات كتابة اول وثيقة شيوعية و عرفوا ان الانحياز الفكري او العقائدي لاي جزء من قطاعات العمال االفكرية او الفلسفية هو هزيمة لفكرة توحيد الطبقة العاملة
The theoretical conclusions of the Communists are in no way based on ideas or principles that have been invented, or discovered, by this or that would-be universal reformer.
They merely express, in general terms, actual relations springing from an existing class struggle, from a historical movement going on under our very eyes. . الكلا يقول يا هشام الخلاصات النظرية (لاحظ لم يقولوا الفلسفية) للشيوعيين ليست باي طريقة مبنية على افكار او مبادئ اخترعها او اكتشفها "مصلح" جديد انما هي (اي الخلاصات النظرية) تعبر بصورة عامة عن العلاقات التي تنشأ في خضم الصراع الطبقي الماثل امامهم الان, من حركة تاريخية تجري امام اعيننا .
عليه يا هشام ستجد انه لم يكن يكن و لن يكون اثبات وجود الله او نفيه هدفا للاحزاب الشيوعية اذا فهموا ما يقوله ماركس و انجلز في البيان الشيوعي الاحزاب الشيوعية احزاب سياسية و ليست اندية للمغالطات الفلسفية الفارغة!
----
(عدل بواسطة بدر الدين احمد موسى on 06-02-2013, 06:30 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: كمال عباس)
|
كمواطن سوداني يهمني أن الحزب الشيوعي لايبني إستراتيجاته وتكتيكاته في المزائدة علي القوي السياسية المعارضة ولايقتات علي حساب القوي الوطنية فالمزائدات لاتصنع حزبا ولاتخلق وجودا بقدر ماهي ضرب من أضرب الممارسة السياسية السالبة- , ويعجبني أن الحزب الشيوعي يعرف عدوه جيدا ويصارعه علي الارض وفي الواقع المعاش - مما جعل نافع يركز في صراعه السياسي علي هذا الحزب وها نحن اليوم نطالع
Quote: وقالت مديحة عبد الله لفرانس برس "ارسلنا الصحيفة للمطبعة كالمعتاد وابلغتنا المطبعة بان لديهم توجيها من جهاز الامن والمخابرات بعدم طباعة صحيفة الميدان نهائيا". واضافت مديحة "في ذات الوقت اعلمتنا الشركة الموزعة للصحيفة في مختلف مناطق السودان بان جهاز الامن والمخابرات اصدرت لهم توجيهات بعدم توزيع صحيفة الميدان". |
** نعم إتفق مع د. عوض محمد أحمد في مسآلة الإسم ذلك أن برنامج الحزب الشيوعي المطروح إشتراكي في سقفه لاعلي وبالتالي أري أن ينسجم الاسم مع البرنامج ! ** وياهشام أدم راجع خلافات الماركسين مع فورباخ والمدارس العدمية والفوضوية....
Quote:
http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-101112.htm
جهاز أمن حزب البشير يوقف صحيفة الحزب الشيوعي المعارض عن الصدور بتسليم امر للمطبعة بعدم طباعة الصحيفة 06-02-2013 05:31 PM
ا ف ب - الخرطوم (ا ف ب) - اعلنت رئيسة تحرير صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي المعارض الاحد ان سلطات الامن السوداني اوقفت الصحيفة عن الصدور بتسليم امر للمطبعة بعدم طباعة الصحيفة.
وقالت مديحة عبد الله لفرانس برس "ارسلنا الصحيفة للمطبعة كالمعتاد وابلغتنا المطبعة بان لديهم توجيها من جهاز الامن والمخابرات بعدم طباعة صحيفة الميدان نهائيا".
واضافت مديحة "في ذات الوقت اعلمتنا الشركة الموزعة للصحيفة في مختلف مناطق السودان بان جهاز الامن والمخابرات اصدرت لهم توجيهات بعدم توزيع صحيفة الميدان".
وامر نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه قبل اسبوعين جهاز الامن والمخابرات بوقف الرقابة المسبقة التي كان يفرضها على الصحف السودانية قبل ذهابها للمطبعة.
وقالت مديحة "كنا متوقفين عن اصدار النسخة الورقية منذ عام من جراء رقابة جهاز الامن الذي يصادر اعداد الصحيفة من المطبعة. وبعد توجيه النائب الاول لرئيس الجمهورية سمح للمطبعه بالطباعة لنا، ولكن الامر عاد وانتكس مرة اخرى".
ويفيد تقرير منظمة مراسلون بلا حدود ومقرها باريس ان السودان جاء في المرتبة 170 من جملة 179 دولة وفق الترتيب التناولي للحريات الصحافية في عام 2012.
وقالت مديحة عبدالله "ما حدث يعد انتهاكا لحقوقنا الدستورية والقانونية وسوف نتجه لاتخاذ اجراءات قانونية ضد قرار المنع من الصدور". |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: بدر الدين احمد موسى)
|
هشام ادم
تحياتي
" Quote: أنا أُسميه عدم اتساق، فالشيوعي السُّوداني المُتدين هو إمَّا ماديٌ غير مُتسق أو مثاليٌ غير مُتسق(!)" |
يعتريني احساس بانك لا تفهم معنى "مادية" و "مثالية" جيدا فلو سمحت ممكن تشرح ماذا تفهم انت بهاتين الكلمتين!
اما الاتساق فخليها مستورة يا هشام ياخ, ياتو اتساق البتتكلم عنه انت?????? ههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: Mohamed Sanad)
|
عزيزي عادل عبد العاطي تحيِّاتي
لا أُفشي سرًا إن قلتُ إنَّني كنتُ مُتأكدًا من ضرورة حضوركَ في هذا البوست. أنا شخصيًا، لا عداء لي "شخصي" مع الحزب الشيوعي السُّوداني ، رغم أنَّه كان من الواجب أن يكون، ولكن أنا هنا لا أُحاول مُناقش الحزب الشيوعي السُّوداني، بقدر ما أُناقش كوادره وأعضاءه وأن أختبر اتساقهم من عدمه مع الأُسس الفلسفية التي من المُفترض أنَّهم ينطلقون منها أو يقفون على أرضيتها، وهي المادية الفلسفية. أنا يكفيني، هنا على الأقل، ما ذكره الحزب في مُؤتمره الخامس (وقام الأخ كمال عباس) بنشر الجزء الخاص المُتعلق بموقفهم من الدين، بصرف النظر عن موقفي منه: مُصدِّق أو مُكذِّب، فسؤالي المُهم هنا: كيف يُمكن أن يوجد شيوعي مُسلم أو مُتدين أصلًا؟
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ: بدر الدين أحمد موسى تحيِّاتي
لكَ في هذا البوست، قبل دخولي الآن، ثلاث مُداخلات (تخصني) بدأت بطلبكَ منِّي أن أشرح لكَ الفكر الشيوعي الأصلي، وإيراد أدلة ومُقتبساتٍ تُثبت عداء الشيوعية للدين، ولم تنتظر السَّماع مني. ثم مُداخلة ثانية فردتَ فيها، مشكورًا، بعض المُقتطفات من بيان الحزب الشيوعي الذي أصدره كلٌ من كارل ماركس وفريدريك أنجلز الذي نُشر للمرَّة الأولى في العام 1848 في مُحاولةٍ، مُقدَّرةٍ منك لإثبات موقف الشيوعية من الدين أو "المذهبية" وبأنَّ الشيوعية لم تكن ولن تكون هادفةً إلى إثبات أو نفي وجود الله، وختمتَ مُداخلتك بنبرة غاضبة ومُزدرية للفكر الإلحادي بنعته بأنَّه مُجرَّد "مُغالطات فلسفية فارغة" دون أدنى احترامٍ لمواقف المُحاور الفكري، وأخيرًا مُداخلة تُطالبني فيها بشرح المادية الفلسفية والمثالية الفلسفية والمُشروحة مُسبقًا في مُداخلتي هنا Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد وختمت مُداخلتكَ بإشارةٍ لم أفهمها إلَّا على نحوٍ سيئ للغاية، وكأنَّها مُحاولة لإنهاء النقاش عبر التهديد ورمي كرت Card اغتيال الشخصية عندما أشرتَ إلى موضوع الاتساق. سؤالي لكَ الآن: هل أنتَ هنا فعلًا من أجل حوارٍ هادفٍ وبناء، ومن أجل دفاعٍ مشروع عن حزبك وتوجهك الفلسفي والسِّياسي، أم من أجل شيءٍ آخر؟ إن كنتَ تُريد النِقاش، فأرجو أن تبتعد عن الشخصنة، ولغة التهديد، وسوف تجدني، هنا، جلدًا في مُحاورتك، إلى ما تشاء الأقدار.
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
عزيزي الأستاذ: كمال عبَّاس تحيِّاتي
أشكركَ عزيزي على نشر بعض المُقتطفات الهامة من مقررات المُؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السُّوداني، وعرض بعض اللمحات عن موقفه من قضايا الديمقراطية وموقفه من الدين. ولكني، يا عزيزي، وبصورة شخصية، لا أثق كثيرًا بلغة الخطابات السِّياسية، ففي غالبيات هذه الخطابات يكون التركيز على اللغة والشعارات البراقة، دون أن تُعبِّر تلك اللغة، حقيقةً عن المواقف والممارسات الفعلية لأي حزب سياسي، ولنقرأ، على سبيل المثال الموقف الرسمي المُعلن للمُؤتمر الوطني الحاكم في مُؤتمره الثالثة من قضية الديمقراطية والحريات: Quote: الحريات أهم مطلوبات الممارسة السياسية الراشدة، وهي كذلك أهم مقومات الإصلاح السياسي في السودان. والمؤتمر الوطني يؤكد بصورة قاطعة إيمانه المبدئي بالحرية، فالحرية أحد مبادئه الفكرية المرتبطة بمرتكزاته الدينية والوطنية، فمن المنظور الديني الحرية أصل ديني وهي هبة من الله للإنسان لا ينتزعها منه أحمد إلا ظلم وأثم. ومن المنظر الوطني الحرية أصل في الممارسة العامة تُطلق طاقات المواطنين للبناء والإعمار، ولا قيد علي حرية الأفراد والتنظيمات إلا بحدود حرمان الآخرين ومصلحة الوطن وقيم المجتمع، وفي حدود القانون. وعملياً :يؤكد المؤتمر الوطني علي حرية التنظيم والممارسة السياسية. حرية التعبير والنشر. ويلتزم برنامج المؤتمر الوطني بالحوار البناء مع القوى السياسية كافة لإزالة كافة القيود علي حرية العمل السياسي ، وتهيئة المناخ لممارسة سياسية حرة . |
المصدر
فهل هذا الموقف الرسمي المُعلن يُمثل الموقف الفعلي للمُؤتمر الوطني الحاكم؟ هل المُؤتمر الوطني الحاكم، برأيك، يُؤمن بالحرية كأصل في الممارسة العامة كما هو مذكورٌ أعلاه؟ وهل فعلًا المُؤتمر الوطني الحاكم، برأيك، لا يضع قيودًا على حريات الأفراد والتنظيمات السياسية كما هو مذكورٌ أعلاه؟ وهل المُؤتمر الوطني الحاكم، برأيك، يحترم حرية التعبير والنشر كما هو مذكورٌ أعلاه؟ أظنَّك، يا عزيزين توافقني أنَّ هذا الموقف ما هو إلَّا خطاب سياسي، سوادٌ على بياض (كما يُقال) ولا يُمثل المواقف والممارسات الفعلية للمُؤتمر الوطني، وهكذا هي، غالبًا، لغة الخطابات والبيانات السِّياسية، يكون فيها الدعاية propaganda والكسب السِّياسي لا أكثر.
إنَّ الكلام عن الحزب الشيوعي السُّوداني، ومواقفه السِّياسية المُعلنة وغير المُعلنة، هو مما لا يعنيني في قليلٍ أو كثير، ولي رأي حول هذا الأمر، ولكن هذا البوست له هدفٌ مُحدد وواضح، وهو معرفة موقف الشيوعية كفكر قائم أساسًا على المادية الفلسفية كإطار نظري وفلسفي لها من الدين، فهل فعلًا يُمكن أن يكون هنالك شيوعيون مُتدينون؟ وإن حدث ذلك، فهل يُعتبر ذلك اتساقًا مع الإطار الفلسفي للفكر الشيوعي أم قطيعة ما معه؟
لك محبتي التي تعلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ: المعز إدريس تحيِّاتي
عندما تقول إنَّك "مُسلم" فإنَّك بالضرورة تنتمي، حتى وإن لم تكن تعرف، إلى المثالية الفلسفية التي تجد فيها "الميتافيزيقيا" مساحة واسعة للحركة والنشاط بكل تمظهراتها البسيطة والمُعقدة والأكثر تعقيدًا. فعندما تُقدِّم اعتراضًا على فكرة "قدرة الله على إحياء الموتى" من منطلق علمي مادي فيزيقي، فإنَّ هذا من شأنه أن يكون شرخًا صارخًا في انتمائك الفلسفي (الذي لا تعلم به) وفي الوقت ذاته فإنّه يجعلكَ، مُباشرةً، عُرضةً للتساؤلات المشروعة من الآخرين، والتي لا يُمكن، بأيّ حالٍ من الأحوال، أن تكون مُحاكمةً من أي نوع. فأنا هنا، يا عزيزي، لا أُحاكم، ولا ينبغي لي، ولكنني فقط أتساءل مُستغربًا: "كيف يُمكن أن يُوجد شيوعي مُتدين؟" وبالتأكيد فإنَّ وضع المكون الثقافي والاجتماعي للسودان والسُّودانيين، موضوعٌ في الاعتبار، ولكن إلى أيّ حد؟ هل إلى الحد الذي قد يُحدث مثل هذه القطيعة مع التراث الفلسفي؟
لقد أشرتُ في بداية البوست (هنا بالتحديد: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد ) أنَّ مُراجعة المنهج(*) الفلسفي أمرٌ واردٌ ومُستصحبٌ في هذا البوست، ولهذا قلتُ حرفيًا: "من المهم، في هذا المقام، استصحاب مقررات المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السُّوداني 2009 والذي يُمثل رأي الحزب الرَّسمي المُعلن في موقفه من الدين، والقائم في الأساس على ضرورة تجاوز الماركسية باستيعابها، وليس اتخاذها عقيدةًً "جامدةً" من واقع أنَّها (=الماركسية) علم Science يقبل التنظير والمُساهمة"(انتهى الاقتباس) وعندها يُصبح السؤال هنا: "هل الحزب الشيوعي السُّوداني، وصل إلى مرحلة تجاوز الماركسية القائمة على الجدلية المادية بوضع المكوِّن الثقافي السُّوداني فوق الاعتبار ومُقدمًا عليها؟" وإذا كان ذلك قد حدث فعلًا: "فهل يصح، بعد ذلك، أن يُطلق عليه اسم "حزب شيوعي"؟ هي إنَّما مُناقشة فكرية في المقام الأول، وليس مُحكمة بأي حالٍ من الأحوال.
محبتي
------------------- (*) الحقوق الفكرية محفوظة بالكامل للعزيز مُحسن خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ: محمَّد سند تحيِّاتي
قد أعلم حساسية الموضوع لدى البعض، ولكن هدفي الظاهر والباطن من هذا البوست مُعلنٌ فيه بكل صراحةٍ ووضوح. وأنا شخصيًا لا أعترف بفكرة القضايا غير المحسومة أبدًا، ولي اهتمام شخصي، لا أعرف مردَّه على وجه الدِّقة، بهذا الأمر فقد كان سبب دهشتي ومبعث استغرابي منذ فترةٍ طويلةٍ للغاية، وبالتحديد عندما تصادفتُ مع أحد "الزملاء" الذي زاملني فترة الجامعة، بعد انقطاع سنواتٍ طويلة، وكان أحد المسؤوليين السياسيين في الجبهة الديمقراطية (ج د) الذراع الطلابي للحزب الشيوعي السوداني، والمُؤلف من ائتلاف أو اتحاد الطلاب الشيوعيين والطلاب الديمقراطيين. وتفاجئتُ بأنَّه يضع على بروفايله الشخصي تعريفًا مُختصرًا بنفسه على الفيسبوك وحدد في خانة الديانة (مُسلنم-سُني) فدخلتُ إليه مُمازحًا: "هل تركت الحزب؟" فأجابني نافيًا، وعندما سألته عن عدم اتساق مُعتقده الديني هذا مع المبادئ الفلسفية التي يقوم عليها الفكر الشيوعي، أجابني بأنَّه غير مُطلع (وليس مُهتمًا) بالمسائل الفلسفية، وأنَّها لا تعنيه في شيء. ومن تلك اللحظة تحديدًا (وتلتها أرتال من الأحداث التي تفجَّرت حول حقيقة موقف الحزب الشيوعي السُّوداني من الدين، وكان آخرها على ما أذكر بيان نشره أحد أعضاء هذا المنبر جاء فيه ما معناه أنَّ الحزب الشيوعي السوداني يسعى إلى تحقيق المقاصد العُليا للشريعة الإسلامية!) من مُجمل كل ذلك، أصبح لدي فضول لمعرفة "الحقيقة" وراء هذا الأمر، فما الذي يحدث: هل الحزب الشيوعي السُّوداني، هو حزب شيوعي؟
محبتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
Quote: حسنًا، ماذا يعني كل ذلك؟ الفلسفة المادية ببساطة شديدة ترفض أسبقية الوعي على المادة، وهذا يعني بالضرورة، رفض فكرة "الله" أو أي فكرة "ميتافيزيقية" (=غير مادية) أدت بأي طريقةٍ كانت إلى تكوَّن المادة، وهذا الكلام ليكون على مستوى الكلام الشعبوي قد يُترجم على أنَّه رفض لفكرة إله "خلق" الكون بكل ما فيه من موجودات مادية، وكذلك رفض فكرة وجود أيَّ كيان ميتافيزيقي (=غير مادي) مُستقل تمامًا عن المادة أو خارجها، وهذا، بدوره، يعني رفض كل الكائنات الميتافيزيقية التي كانت مطروحه في زمنه أو قبل زمنه أو حتى ما سوف يستجد بعد زمنه (آلهات – أرواح – ملائكة – شياطين – عفاريت – جن ..... إلخ) |
الاخ هشام تحياتى قبل نقاشك هل ممكن تشرح لينا فهمك لمفهوم المادة والوعى ومعنى الاسبقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: كمال عباس)
|
مادام الامر شيوعيتنا نحن اهل السودان هذه الورقة احدى مساهمات اوراق المؤتمر الخامس
مسألة الدين والدولة: دراسة فى اطار التحضير للمؤتمر الخامس الحزب للشيوعي السوداني
الحزب الشيوعي السوداني الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:50 المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
لا نؤسس لموقف جديد بقدر ما نسعى لتطوير رؤيتنا التى برهنت الخبرة التاريخية على صحتها ، ونسدد ، فى الوقت نفسه ، نقداً ذاتياً لتقصيرنا فى تطويرها بالقدر اللازم من الوضوح من خلال نشاطنا العملى وسط الجماهير ، وفق ما كنا قد ألزمنا أنفسنا به منذ مؤتمرنا العام الرابع على الأقل. وثمة حقيقتان فى هذا الاتجاه تقتضى الاستقامة الواجبة إجلاءهما ابتداءً:
الحقيقة الأولى: أن الماركسية الكلاسيكية تشتمل على رؤية ناقدة للدين ضمن السياق العام لتطور النزعات الالحادية فى الفلسفة المادية الأوروبية بأسرها ، شرقاً وغرباً ، والتى رفدت واسترفدت خصائص عقلانية الثقافة اليونانية ، وطبعت بطابعها العام مشهد التطور العلمى فى الغرب ، ووسمت ، فى عقابيل القرون الوسطى الأوربية ومطالع عصر الحداثة ، الاصطدام العنيف بين المجتمع الذى كانت تملأ أشرعته رياح التغيير الثورى البرجوازى وبين الاكليروس الكنسى المدافع عن الاوضاع الاقطاعية البالية ، وما انتهى إليه ذلك الصراع من انتصار تاريخى للبرجوازية ومن خلفها مجموع الشعوب الكادحة تحت رايات الحرية والاخاء والمساواة والعلمانية والديموقراطية .. الخ. لقد كان منطقياً أن تتواصل تلك السيرورة الفلسفية فى مرحلة لاحقة من التطور التاريخى ، هى مرحلة الثورة الاشتراكية ، من خلال أعمال ماركس وانجلز خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، ثم أعمال لينين بين خواتيم القرن التاسع عشر ونهايات الربع الأول من القرن العشرين.
فالماركسية إذن تشترك مع كل الفلسفات المادية الأخرى ، منذ الاغريق حتى عصر الحداثة البرجوازية ، فى النظر العلمى ، ولا يوجد سبب واحد (لتخصيصها) وحدها بالهجوم تحت شعار (الالحاد) سوى أنها ، وعلى عكس الفلسفات الأخرى ، لم تعتبر هدفها الأساسى (تفسير الطبيعة) ، الميدان التقليدى للمواجهة بين (الفلسفة) و(الدين) ، وإنما اعتبرت مهمتها الاساسية (تغيير المجتمع) ، كما فى عبارة ماركس الشهيرة :"لم يفعل الفلاسفة سوى تفسير العالم بطرق مختلفة ، لكن المهم الآن هو تغييره". (التغيير) ، إذن ، وليس (الالحاد) ، هو الفارق الأهم بين الماركسية وبين غيرها من الفلسفات المادية ، ومن ثم فهو كلمة السر فى الهجوم المنهجى عليها وحدها من قبل القوى الاجتماعية المتضررة من فقدان امتيازاتها.
إن العقول المستنيرة تستطيع أن تكتشف بقليل من التفكير مغزى التناقض المفضوح بين موقفين تاريخيين للبرجوازية من الدين: موقفها قبل انتصار ثوراتها ، حيث اعتمد مفكروها العداء للدين كأيديولوجية فى الحرب على حلف الإقطاع والاكليروس الكنسى ، وموقفها بعد بعد انتصار ثوراتها ، حيث استدارت مائة وثمانين درجة لتستخدم نفس أسلحة الاكليروس الأيديولوجية الدينية فى دعايتها المضادة للماركسية!
بل وربما تصبح المفارقة أكثر جلاءً حين نعلم أن الماركسية ، على ماديتها ، إنما تتميز عن سائر الفلسفات المادية الأخرى بكونها الأكثر بعداً عن الاشتغال بـ (نقد الدين) ، بل إن مشروعها نفسه قد انطلق أصلاً من (نقد النقد للدين) الذى راج وقتها فى الفلسفة الغربية ، مفسراً عذابات الإنسان بما أسماه (الاستلاب الدينى) ، أى أن (الدين) هو مصدر (الاستلاب) ، وأن الغاءه سيؤدى لإلغاء (الاستلاب) ، الأمر الذى عدته الماركسية وعياً زائفاً ، وخرجت بفكرتها الرئيسة التى تنبه إلى (استلاب العلاقات الاقتصادية) فى المجتمع الرأسمالى ، باعتبارها هى ، لا الدين ، أصل الداء ، جاعلة عملها الأساسى إزالة القناع عن الاستلاب الذاتى فى اشكاله غير المقدسة حتى يمكن جذب الصراع البشرى من السماء إلى الأرض ، وتحويل نقد الدين واللاهوت إلى نقد الحقوق والسياسة ، وهذا بالتحديد ، وليس (الالحاد) هو ما شكل مدخلنا الأساسى ، كشيوعيين سودانيين ، إلى الماركسية.
الحقيقة الثانية: أنه مع ذلك ، وبالرغم من أن الماركسية ظلت تشكل بوجه عام ، وما تزال ، أهم مصادرنا المنهجية والنظرية لمجابهة أسئلة التقدم والحداثة فى مشروعنا الاشتراكى ، وما اتصل منها خصوصاً بحقل الاقتصاد وتحليل وتفسير الظاهرات والعلاقات الاجتماعية فى ضوء قوانين الدياليكتيك ، إلا أننا ظللنا نحذر دائماً ، كمبدأ عام ، من الانزلاق فى التعاطى معها كمذهب مغلق ، وإنما كمرشد للنشاط الثورى فحسب ، مما يستوجب الاجتهاد المستقل فى تطبيقها بأسلوب خلاق يتغذى ، قبل أى شئ آخر ، من مرجعية شعبنا التاريخية وحقائقه الاقتصادية الاجتماعية والروحية الثقافية. ولذلك فقد أولينا دائماً ، وما زلنا ، إنتباهاً وثيقاً للدور الذى يلعبه الدين عموماً فى حياة الشعب ، ومن ثم للجوانب السالبة فى النمط السوفيتى الستالينى الذى شكل الخبرة التاريخية الأولى ، وليست الأخيرة ، فى البناء الاشتراكى ، وما تعلق منها خصوصاً بعدم تقدير هذا الدور. هكذا ظل حزبنا ، منذ التكوين الجنينى لحلقاته الأولى أواسط أربعينات القرن الماضى ، يراكم تدريجياً عناصر المقاربة المطلوبة لمسألة الدين والسياسة باتجاه الوضوح النظرى حولها ، حتى أمكن وضع الاقدام على أول الطريق الصحيح ، وبصورة تحويلية حاسمة لأول مرة ، من خلال مداولات ومقررات المؤتمر الرابع فى أكتوبر عام 1967م.
لقد عنى ذلك المؤتمر بقضية (الدين) ، وبخاصة (الاسلام) لما يمثله من ثقل تاريخى روحى وثقافى وسياسى معلوم فى بلادنا ، وصاغ موقف الحزب منها ، بشكل مؤسسى من مستوى أعلى سلطة فيه ، بما يستكمل تأهيل خطوطه الفكرية والسياسية والدعوية لتجاوز الجمود فى أسر مقتضيات الدفاع عن النفس بازاء هستيريا الدعاية المضادة ، المحلية والأجنبية ، إلى المدى الذى يتقدم فيه الدين كسلاح للثورة والتغيير الاجتماعى. ولكننا ، فى ذات الوقت ، تقاعسنا طوال عقدين من الزمن عن النهوض بمقتضيات ذلك الطرح التحويلى. فمع كوننا ظللنا نرفض بمنتهى الصرامة قبول مبدأ اتهامنا (بالالحاد) ، إلا أننا ، وفى ما عدا بعض الجهود المتفرقة لنفر من أعضاء حزبنا فى القيادة وبين القواعد ، واصلنا عموماً التعويل بعد المؤتمر على ما ظللنا نعول عليه قبله من أن عشرة الجماهير معنا كفيلة وحدها بإثبات كوننا غير ملحدين ، وبإلحاق الهزيمة بالدعاية المغرضة ضدنا. والآن ، فإن تلك السنوات الطوال التى تصرمت فى الصراع السياسى لا بد ترغمنا على مراجعة ما سبق أن أهملنا من واجبات، والعودة مجدداً لتدقيق ما كنا قد انتهينا إليه فى مؤتمرنا الرابع حول هذه المسألة.
فمن جهة ، ورد فى (البرنامج) المجاز فى ذلك المؤتمر أن "..الامبريالية العالمية وطلائعها المحليين .. يحاولون تصوير الدين الاسلامى بوصفه عقيدة تؤمن بالفوارق الطبقية ، وتعادى الاشتراكية ، ينحاز إلى جانب الاستعمار الحديث ، ويرفض الاستقلال الوطنى ، يدفع شعوبه إلى قبول العيش تحت ظل الاستعمار (المؤمن) ضد الاشتراكية (الملحدة) الخ .. (وهذه) الشعوب .. ترفض هذا التزييف للأسلام ، وترى فى دينها قوة للجماهير المناضلة فى سبيل الكرامة والحرية .. و .. الاشتراكية بوصفها النظام الوحيد الذى يسمو بالقيم الروحية ، ويقيم العدالة والمساواة بين البشر والحزب الشيوعى السودانى .. يجاهد بحزم وبصبر لتحرير الدين .. بوضعه فى مجرى تطوره الحقيقى .. ضد التمييز الطبقى وحكم الطاغوت ، ومن أجل السير بالحضارة الإسلامية إلى عالم القرن العشرين".
ومن الجهة الأخرى ، جاء فى وثيقة المؤتمر الأساسية الموسومة (بالماركسية وقضايا الثورة السودانية) ، وفى معرض توصيف الأزمة السياسية آنذاك: " لقد ظلت القوى الرجعية تعمل فى إطار الحركة السياسية (العقلانية) .. ولكن تصاعد نشاط الجماهير .. دفع بها إلى ترك الحياة السياسية (العلمانية) .. ونشر جو من الدجل اليمينى .. يهدف إلى قيام سلطة رجعية (باسم) الدين" . و".. أن خط حزبنا بين الجماهير فى الدفاع المستميت عن مصالحها ، وفى الاقتراب اليومى من طرق معيشتها وتقاليدها السياسية والاجتماعية ، سيجعل هذه الجماهير تقتنع بتجاربها ببطلان الهستيريا الرجعية ، وستكشف الدجل الطبقى الذى تحاول القوى الرجعية إلباسه مسوح الدين " . ولكن الوثيقة سرعان ما تستدرك أن ".. هذا وحده لا يكفى لمواجهة خطر مستمر من الهجوم الفكرى". ومن ثم تبلغ الوثيقة ذروة تلخيصاتها واستنتاجاتها بقولها: " أصبح لزاماً على حزبنا أن ينمى خطة الدعائى حول قضية الدين الاسلامى وعلاقته بحركة التقدم الاجتماعى" ، وأن أهمية هذا الخط "لا تقتصر .. على الردود على ما يثار .. بل يتعدى ذلك لجعل الدين الاسلامى عاملاً يخدم المصالح الأساسية لجماهير الشعب ، لا أداة فى يد المستغلين والقوى الرجعية". وتمضى الوثيقة إلى تحديد المستوى المطلوب لهذا الخط بقولها: "نحن فى حاجة إلى هذا الخط فى المستوى الفلسفى ، إذ تجرى محاولات دائبة فى معاهد التعليم للتخلى عن الحياة العلمانية وتربية جيل بتزوير الافكار الإسلامية ضد التقدم الاجتماعى والاشتراكى .. (و) لمواجهة هذا الوضع الخطير أصبح لزاماً على حزبنا أن يدخل بين الطلاب لا بصفته داعية للنضال السياسى ، بل كقوة فكرية تتصدى لهذا الخطر وتواجهه بخط يضع الدين فى مكانه بين حركة الشعوب".
ينطوى هذا الطرح التحويلى الباكر على أمرين فى غاية الأهمية:
الأمر الأول: الاستخدام المنتبه لمصطلح (العلمانية) ، لا بمدلولاته التى استقرت فى الفكر الغربى منذ حقبة التنوير ، إحدى الحقب الثلاث لعصر الحداثة ، وإنما كمرادف لمفهوم (العقلانية) فى الفكر الإسلامى.
الأمر الثانى: سداد تلك الانتباهة الذى يتجلى فى كونها سعت إلى تلمس (عصب) فائق الحساسية فى القوام الفكرى والسياسى للجماعة المستعربة المسلمة فى بلادنا ، وقلما يبرز بوضوح كافٍ من بين وقائع تدافعها السياسوى ، وفحواه أن أهم وجوه الصراع حول (قضية الدين) لا يدور ، فحسب ، بين (الأنا) المسلم و(الآخر) غير المسلم ، وإنما داخل (الأنا) المسلم نفسه بين تيارين:
(1) عقلانى منفتح ، ينظر للإسلام فى جوهره القائم فى معانى وقيم العقل والحرية والكرامة والإخاء والمساواة والمشاركة والعدل والسلام ، على خلفية تستوعب مقتضيات الحداثة والتطور ، وتضرب ، فى ذات الوقت ، بجذورها فى عمق أصالته ، فلا هو ينكرها ، ولا هو يحتاج لالتماسها من خارجه.
(2) وسلطوى منكفىء ، لا يرى الإسلام إلا طغياناً واستبداداً وإكراهاً وقسراً وتسلطاً واضطهاداً ، وبالجملة: مشروعاً قمعياً ينقض كل تلك المعانى والقيم ، ويجعل من الإسلام عامل هدم للحياة ، بدلاً من كونه محفزاً لإعمارها كما ينبغى.
هكذا حدد الحزب أن المشكلة ليست فى (الدين) نفسه ، بل فى التفسير والتأويل والفهم المتباين لنصوصه ومبادئه ومقاصده الكلية ، وبخاصة فى ما يلامس (السياسة) ، أو ما يطلق عليه (التديُّن بالسياسة) فى أدبيات القوى الاجتماعية التى أفرزت (التيار السلطوى) تاريخياً فى بلادنا ، الأمر الذى يستوجب إصلاح تصور الوعى الاجتماعى للصراع ، لا باعتباره قائماً فقط حول قضية التساكن بين المسلمين وغير المسلمين ، كما لو أن مجرد إبرام أى اتفاق للسلام بين الفريقين سوف يؤدى ، ضربة لازب ، إلى الحل السياسى النهائى لكل مشكلاتنا الوطنية والاجتماعية ، وإنما باعتباره قائماً ، بالأساس ، داخل الجماعة المستعربة المسلمة نفسها ، بين تياريها المتمايزين: (العقلانى المنفتح) ، من جهة ، والذى ينبغى ألا يكف عن إعمال النظر المستنير فى حركة الواقع ومتغيراته ومستجداته بمنهج يستوعب مبادئ الدين ومقاصده الكلية المتجذرة فى كل معانى الخير ومصالح الفرد والجماعة ، كمحفز روحى ، بخاصة ، للفقراء والكادحين والمهمشين ، رجالاً ونساءً ، لتغيير واقعهم البائس بأنفسهم على قاعدة الحديث الشريف: "ما أمرتكم بشئ من دينكم فخذوه ، أما ما كان من أمر دنياكم فأنتم أدرى به" ، و(السلطوى المنكفئ) ، من الجهة الأخرى ، الذى يرمى إلى فرض نمط (تدينه السياسى) الخاص على كل الوعى الاجتماعى ، مستخدماً (الدين) مطية للتسلط والقهر ، ومتوسلاً به للكسب الدنيوى ، وخداع الكادحين بحملهم على التسليم بواقع الاستغلال المفروض عليهم ، قبل أن يكون هذا الصراع قائماً بين (الدين) و(العلمانية) وفق الإرث التاريخى الأوربى.
لقد أثبت تطور الصراع الاجتماعى فى بلادنا صحة هذا النظر ، بخاصة عبر المحطات الرئيسة لوقائع مشروع (الدولة الدينية) التى وضع التيار (السلطوى) حجر أساسها بتحالفه مع ديكتاتورية جعفر نميرى ، وسنه لقوانين سبتمبر 1983م ، ثم عودته بعد انتفاضة أبريل 1985م للدفع بالأوضاع باتجاه استكمال ذلك المشروع ، تارة بممارسة شتى أساليب الدجل والابتزاز والعنف السياسى بين عامى 1985م ـ 1989م ، وتارة بلجوئه لحل قضية السلطة عن طريق الانقلاب العسكرى فى 1989م ، وتأسيس أبشع نظام قمعى شهدته بلادنا عبر تاريخها باسم الدين. ومع ذلك كله فإن مسلمى السودان جابهوا مشروع (الدولة الدينية) بالرفض والمقاومة ، وأغلقوا الطريق أمام محاولات استكماله رغم استمراره فى التشبث بالسلطة ، مستمسكين بإرادتهم نحو استعادة النظام المدنى الديموقراطى ، وباذلين فى سبيل ذلك المهج والأرواح. على أنه ، مهما يكن مقدار البسالة والاستعداد للتضحية ، فإن الصراع السياسى وحده لن يحسم هذه القضية أو يسدل عليها الستار نهائياً. وما لم ينتقل التيار (العقلانى) ، ومن ضمنه حزبنا ، من خانة المدافعة السياسية المجردة إلى مواقع الهجوم الفكرى فى حركة تنوير هائلة تنتظم فيها جهود مختلف الأقسام المستنيرة لهذا التيار ، فإن خطر العودة ، المرة تلو المرة ، إلى مشروع (الدولة الدينية) يبقى شاخصاً ، والاستبداد خلف قناع الاسلام ماثلاً. إن المعركة فى الوعى أصلاً ، فلا بد ، إذن ، من تسليح الجماهير المسلمة بالوعى (بالسم) الذى يقدم لها مغلفاً (بالدسم). ولما كان من المستحيل على طرف واحد ضمن التيار (العقلانى) أن ينهض بتلك المهمة منفرداً ، فقد سعينا ، ومانزال نسعى ، وسوف نواصل السعى لإحسان الاصطفاف العريض لقوى (العقلانية) وسط المستعربين المسلمين بخاصة ، واستعدال المناهج والمصطلحات اللازمة لبلورة هذا الوعى المطلوب فى المستوى الفكرى بالأساس ، حيث الأولى من ترديد شعارات المطالبة ، مثلاً ، بإلغاء قوانين سبتمبر إلحاق الهزيمة الفكرية بالذهنية التى أنتجت تلك القوانين أيام دكتاتورية جعفر نميرى ، وشبيهاتها خلال الفترة التى أعقبت إنقلاب الجبهة الاسلامية القومية فى الثلاثين من يونيو عام 1989م.
وكمساهمة فى هذا الاتجاه طرحنا وما زلنا نطرح مصطلح وتصور (الدولة المدنية) ، تجاوزاً للجدل والمماحكة حول مصطلحات (دولة دينية ، دولة علمانية ، دستور اسلامي ، دستور علماني). واستطراداً على ما سبق أن عرضنا له أعلاه فإننا لا نرى مسوغاً أصلاً للتقيد بحرفية مصطلح (علمانية) ، وما إذا كان بكسر العين ام بفتحها ، وإنما نعطي الأسبقية (للديمقراطية) كحقوق وحريات ، وكنظام حكم ومؤسسات ، ونعارض الدولة العلمانية نفسها عندما تصادر الديمقراطية ، مثل معارضتنا لدكتاتورية عبود ، من جانب ، ودخولنا ، من الجانب الاخر ، في صراع وصدام مع نظام مايو ، سواء عندما بدأ يسارياً وعلمانياً ، أو عندما اعلن نميري قوانين سبتمبر عام 1983م ونصب نفسه إماما منذ ذلك الحين حتى اطاحت به الانتفاضة الشعبية في ابريل عام 1985م. وننطلق فى اقتراح مصطلح (الدولة المدنية) من يقيننا الراسخ بأن التخندق فى المواقف المتصلبة هو أضر ما يضر بقضية تستوجب كما قلنا وحدة القوى العقلانية حول أفقها العام ، ولو بالحد الأدنى من الاتفاق ، بعيداً عن إهدار الجهود فى الاختلاف على الشكليات أو إثارة الشجارات اللفظية. بهذا الفهم نواصل سعينا لتقريب وجهات النظر لنزع فتيل الاشتعال عن استقطاب (دولة علمانية ، دولة دينية) ، ونقترح مصطلح (دولة مدنية) ، على اعتبار تعامل المجتمع السوداني في الشمال والجنوب مع القانون المدني والمعاملات المدنية ، والقانون الشرعي والمحاكم الشرعية.
نخلص مما تقدم إلى تركيز جملة حقائق تشكل عظم الظهر بالنسبة لبرنامجنا حول علاقة الدين بالدولة والسياسة فى بلادنا على النحو الآتى:
أولاً: السودان متعدد الديانات والمعتقدات ، فثمة أغلبية مسلمة ، وثمة مسيحيون ومعتقدات افريقية. من هنا جاء شرط التسامح والاحترام في المعتقد الديني كمقدمة لازمة للمساواة في المواطنة ، حيث لا تخضع المعتقدات ، بالطبع ، لمعايير الاغلبية والأقلية. كما جاء ايضا شرط الاقرار بحقيقة أن الدين يشكل مكوناً أساسياً من مكونات فكر ووجدان شعبنا ، ومن ثم رفض كل دعوة تنسخ او تستصغر دور الدين في حياة الفرد ، وفي تماسك لحمة المجتمع وقيمه الروحية والأخلاقية وثقافته وحضارته.
ثانياً: السودان ، على تعدد أديانه ومعتقداته ، ساده دائماً ، وبوجه عام ، نزوع فطرى غالب نحو التعايش والتسامح الديني ، برغم كل المرارات التى تسبب فيها (التيار السلطوى) المستعلى بالدين والثقافة والعرق واللغة ، وبرغم التقصير التاريخى (للتيار العقلانى) فى منازلة هذا الاستعلاء كما ينبغى ، مما يسر للديكتاتور نميري فرض قوانين سبتمبر ، وتنصيب نفسه إماما جائرا على بيعة زائفة ، وما تبع ذلك من ترسيخ لدولة الارهاب والفاشية منذ العام 1989م. لقد انغرست نصال هذه الخبرة المريرة فى صدور المستعربن المسلمين ربما بأقسى مما انغرست فى صدور غيرهم من السودانيين. وعلى خلفية هذا الواقع الموضوعي تتأسس رؤيتنا وبرنامجنا للديمقراطية السياسية السودانية في علاقتها بالدين على مبادئ النظام السياسي المدني التعددى ، لا على (العلمانية) كمفهوم تاريخى محدد. فمصطلح (النظام المدنى) أقرب لواقعنا من مصطلح (النظام العلمانى) بدلالاته الاكثر ارتباطا بالتجربة الاوروبية.
ثالثاً: تتمثل مباديء النظام السياسي المدني الديمقراطي التعددي فى الآتى:
(1) المساواة في المواطنة وحرية العقيدة والضمير بصرف النظر عن المعتقد الديني.
(2) المساواة في الاديان.
(3) الشعب مصدر السلطات ، ويستمد الحكم شرعيته من الدستور.
(4) سيادة حكم القانون ، واستقلال القضاء ، ومساواة المواطنين امام القانون بصرف النظر عن المعتقد او العنصر او الجنس.
(5) كفالة حرية البحث العلمي والفلسفي وحق الاجتهاد الفكرى والفقهى.
(6) ضمان الحقوق والحريات الاساسية ، السياسية ، المدنية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، والثقافية ، وضمان حقوق الانسان حسب المواثيق والمعايير الدولية.
(7) الالتزام بما اجمعت عليه مواثيق الحركة السياسية السودانية ، والمكونة منها بالأخص لتيار (العقلانية) بين المسلمين فى بلادنا ، فى ما يتعلق بالتشريع ، وذلك منذ إعلان نيروبي (أبريل 1993م). فقط وفق المباديء العامة لهذه المواثيق يمكن ان تتسع الاجتهادات لكي تشمل مصادر التشريع الدينى ، وعطاء الفكر الانساني ، وسوابق القضاء السوداني.
رابعاً: هكذا نعمل على تطوير تصورنا لمفهوم (الدولة المدنية) ، إستكمالاً لمحتواه الذى أرسيناه من خلال جهدنا الجماعي المشترك مع أطراف الحركة السياسية السودانية ، ومعاناتها للانعتاق من أسر الاستقطاب العقيم المغلق (دولة دينية ـ دولة علمانية). ويمكننا تلخيص العناصر الاساسية لهذا التصور على النحو التالي:
(1) لسنا ملزمين لا بنماذج (العلمانية) كما استقرت في إنجلترا أو أمريكا أو فرنسا ، ولا بنماذجها من فوهة البندقية كما فى تركيا ، إنما نتعامل معها بذهن نقدى مستقل ومنفتح فى آن، كتجارب ضمن خبرات شعوب العالم ، فضلا عما تخلفه الترجمة العربية نفسها لمصطلح العلمانية من التباس: (بفتح العين) غيرها (بكسرها).
(2) نعتمد أسبقية (الديمقراطية) ، بدلالة الحريات العامة والحقوق الأساسية ، وتأكيد أن العلمانية ليست بالضرورة ديمقراطية ، وثمة أمثلة لذلك من دولة ستالين ، موسوليني ، بينوشيه .. الخ. لا ديمقراطية مستدامة مع مظالم اجتماعية وقومية مستدامة ، ولا ديمقراطية مستدامة مع التطرف والارهاب ، سواء من منطلقات دينية او علمانية ، يمينية أو يسارية.
(3) مع ذلك ، ورغم أننا لسنا ملزمين ، ولا حتى مهتمين ، بالانشغال بالدفاع عن مجتمعات العلمانية الغربية ، لكن بعض الحجج التي يسوقها دعاة التطرف والهوس الديني والدولة الدينية تتمادى في تشويه الواقع وإنكار الحقائق. مثال ذلك الادعاء العريض حول طرد الدين من الحياة والمجتمع في الغرب ، مع انهم يعلمون ان ملكة بريطانيا تحتل منصب رأس الكنيسة، مما كثر اجتراره في معرض التدليل على خطل ذلك الترويج الشائه ، ويعلمون قوة ونفوذ اللوبي الكنسي في الولايات المتحدة الاميركية وصوته الراجح في انتخابات الرئاسة والكونغرس ، وقد نشرت مجلة نيوزويك نتاج المسح الذي جرى عام 1991م لمستوى التدين في اميركا حيث ينتمى 42% من البالغين الى كنيسة ، كما يؤدى 42% صلاة الأحد في الكنيسة. أما الاحزاب السياسية الاوروبية ذات الطابع الديني ـ مثل الديمقراطي المسيحي في إيطاليا أو ألمانيا ـ فقد شاركت في وضع الدستور العلماني الديمقراطي ، والتزمت به وبما يتفرع عنه من تشريع في الممارسة. كما يعلمون ان فرنسا ، بكل زخم ثورة 1789م ، أقدمت على فصل الدولة عن الكنيسة ، ثم تبنت دولتها الكنيسة حتى نالت لقب طفل الكاثوليكية المدلل، ولم يصدر تشريع الفصل إلا في العقد الاول من القرن العشرين عام 1905 بعد أكثر من قرن على الثورة ، وفي المقابل لم تعترف الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية بوثيقة حقوق الانسان والمواطن الصادرة عن الثورة الفرنسية إلا في عام 1966م اي بعد 168 عاماً.
إن فصل الدولة عن الكنيسة لم يعن إقصاءها عن المجتمع أو مصادرة دورها الروحى ، لكن مناخ الديمقراطية أجبر الكنيسة على الحد من غلوائها السياسية ، والتصالح مع التاريخ ، والاعتراف بجور بعض أحكامها ومراجعتها وتصحيحها. فقد راجعت الكنيسة ، مثلاً ، في عام 1920م ، إدانتها لجان دارك في القرن السادس عشر بالهرطقة والسحر ، بل وعمَّدتها قديسة بعد 500 سنة. كذلك راجع الفاتيكان عام 1992م إدانته للعالم غالليلو غاليليه ، وذلك فى ضوء تأويل وتفسير معاصرين للكتاب المقدس يقران بالحقيقة العلمية القائلة بأن الأرض تدور حول الشمس ، كما أصدرت الكنيسة الكاثوليكية في فبراير عام 2000م اعتذاراً صريحاً عن حرق محاكم التفتيش للعالم جوردانو برونو. وربما كان من المناسب الاشارة ، ضمن هذا السياق ، إلى أن قائد الحركة الاسلامية التونسية راشد الغنوشي كان قد اقترح في منتصف تسعينيات القرن الماضي رد الاعتبار للفكر المعتزلي ورواده ، مما يعد فتحاً جديداً في الفكر السني الاشعرى.
دعاة التعصب والاقصاء يهابون الحوار ، ولأن ديدنهم الاملاء يسارعون لسد منافذ تجديد الفكر ، ومهمتنا فتح منافذ الحوار لهزيمة التعصب في حلبة الصراع الفكري.
(4) لا يعفينا تصنيف الدولة (دينية ـ علمانية ـ مدنية) من تطوير ثقافتنا ومعرفتنا بنظرية الدولة في حد ذاتها كظاهرة تاريخية اجتماعية ، بدلا من القناعة الكسولة بتوصيفها او تصنيفها. ولعل افضل مدخل يتناسب وقدراتنا النظرية الأولية والمتواضعة ، ان نولى اهتمامنا لدراسة الدولة السودانية ونشأتها وأطوار تجلياتها المتعاقبة ، دون ان نحشرها قسرا في قوالب وأطوار الدولة الاوروبية الحديثة (القرون الوسطى ، عصر النهضة ، عصر التنوير ، ثم الثورة البرجوازية.. الخ). لا ننفي او ننسخ ما هو عام في ظاهرة الدولة في تاريخ المجتمع الانساني ، لكن لكل دولة ما هو خاص تنفرد به. وواجبنا ان نستخلص تفرد وخصوصية الدولة السودانية التى نستند إلى تجربتها بالأساس ، وبالأخص نماذجها الدينية أو التي أقحم عليها الدين: فمن جهة كانت الدولة المهدية وليدة ثورة وطنية استعادت للسودان سيادته ، لكن ضيق المذهبية والنزوع إلى فرض نمط محدد من (التدين بالسياسة) اقصى طرقا صوفية مؤثرة وقبائل ذات شوكة بسبب عدم اقتناعها بمهدية المهدى ، إما من منطلق فقهي محض أو عن حمية قبلية ترفض أن تخضع لكيان قبلي آخر ، دون ان تكون تلك الطرق وهاتيك القبائل موالية للتركية ابتداءً. ومن الجهة الأخرى أفضت تجربة دولة مايو الامامية وقوانين سبتمبر والقطع والبتر والصلب والتشهير وما يسمى بأسلمة النظام المصرفى إلى إثراء الفئات الطفيلية، وإلى استشراء ظاهرة التجريم والتكفير فيما اجاز فيه الشرع الاجتهاد كإعدام الشهيد محمود محمد طه ، مثلما أدت إلى نسف الوحدة الوطنية وإهدار السلام المستعاد بعد حرب دامت 18 عاما بخرق اتفاقية أديس أبابا. ضف إلى ذلك ، من الجهة الثالثة ، تجربة دولة (الانقاذ) وويلاتها الماثلة.
(5) لا نتخذ من قضية الجنوب تكأة او ذريعة ، رغم الأهمية الحاسمة لضمان وحدة الوطن وإرساء دعائم السلام. فمن جهة ، لا بد للتيار (العقلانى المنفتح) وسط المستعربين المسلمين السودانيين ، وغالبية حزبنا فيه ، من خوض معركته الفاصلة على وعى الجماهير مع التيار (السلطوى الاستعلائى) ، بصرف النظر عن أية ترتيبات إجرائية يتم التوافق عليها بين الشمال والجنوب. أما من الجهة الأخرى ، فإن (الدولة العلمانية) الفيدرالية او الكنفدرالية في الجنوب، كحل مفاضلة للوحدة مع (دولة دينية) في الشمال ، لا تشكل ضمانة (للديمقراطية) حتى في الجنوب نفسه ، بدليل دول أفريقية مجاورة وجامع الديكتاتورية العلمانية في كل منها. لذلك فسوف نواصل طرحنا (للدولة المدنية) حتى لو انتصر خيار السلام وفق شروط مشاكوس ونيفاشا فى إطار مبادرة الايقاد.
(6) نولى اعتباراً لائقاً لمحصلة تجارب الحركة السياسية السودانية فى حقل الصراع حول الدستور منذ الاستقلال ، وقد أثبتت ، بأغلى التضحيات فى الأرواح والأموال والزمن المهدر، إستحالة أن يفرض اتجاه فكري أو سياسي واحد تصوره للدستور ، بإزاء معادلة الفارق القومي والإثني والديني والطبقى ، سواءً توفرت له الأغلبية البرلمانية ، أو سطوة العسكرية الشمولية (راجع مضابط لجنة الدستور الاولى 1957م ، واللجنة الثانية 1968م ، ودستور نظام مايو لسنة 1973م ، ودستور نظام الانقاذ لسنة 1998م). وفى هذا السياق:
أ/ لم يشهد السودان سوى حالتين استثنائيتين: الأولى دستور ستاتلي بيكر للحكم الذاتي والاجماع الوطني حوله كامتداد للاجماع الوطني حول الاستقلال من داخل البرلمان ، والثانية ما أفرزته ثورة اكتوبر من اجماع وطني حول تعديل ذلك الدستور.
ب/ أما مشروع دستور 1968م ، الذى سمى (بالدستور الاسلامى) ، فقد غلب عليه التعبير عن برنامج القوى التقليدية الحاكمة بعد ثورة أكتوبر ، والتى وقعت ، أوان ذاك ، تحت ضغط الابتزاز الذى مارسه عليها الاخوان المسلمون لإخراجها من إطار الحركة السياسية (العقلانية)، والدفع بها على طريق (الدولة الدينية) ، الأمر الذى تمثلت مقدماته فى تعديل الدستور لحظر نشاط الحزب الشيوعى ، وإغلاق دوره ، ومصادرة ممتلكاته ، وطرد نوابه من البرلمان ، علاوة على إهدار استقلال القضاء برفض الانصياع لحكمه ببطلان مجمل تلك الاجراءات ، فآلت الأوضاع إلى استقطاب حاد فى الساحة السياسية فتح الأبوب على مصاريعها أمام انقلاب 25 مايو 1969م الذى أطاح بمجمل تجربة الديموقراطية الثانية.
ج/ وأما دستور مايو 1973م فقد صيغ فى الغرف المغلقة على يد خبراء فنيين تمخض عملهم عن مجرد أداة إضافية لسلطة الفرد المطلقة ، تضبط علاقات المواطنين بالدولة ، وببعضهم البعض ، فضلاً عن علاقات أجهزة الدولة فيما بينها. وعلى حين جرى الترويج لذلك الدستور بنشاط إعلامى وسياسى كثيف كما لو كان معبراً عن الإرادة الشعبية ، كانت نصوصه تتنزل فى الواقع دونما أدنى اعتبار لهذه الإرادة بالذات.
د/ وأما تجربة الانتفاضة 1985م فقد شابتها سلبيات تدخل المجلس العسكري الانتقالي ، والتفافه على ميثاق الانتفاضة الذي نص على دستور 56 المعدل 64 ، بتعيينه للجنة منتقاة أهمل فى تشكيلها تمثيل الجنوب ، ومارست مهامها بعيدا عن الرأي العام ، وذلك لوضع دستور انتقالي يضمن النص على الشريعة وفق تصورات الجبهة الاسلامية القومية! مما حدا بالجمعية التأسيسية لتعديله لاحقاً ، قبل ان يطيح به انقلاب الثلاثين من يونيو 1989م.
هـ/ وأما حكومة ذلك الانقلاب فقد عينت أيضاً لجنة قومية لوضع دستور دائم للبلاد. وبعد أن انجزت اللجنة مهمتها وسلمت المشروع للقصر خرج منه على سحنة غير التي دخلها بها ، فأجازه مجلس (السلطة) الوطنى لاحقا بهذه السحنة.
و/ وأما التجمع الوطني الديموقراطى فقد ضمَّن أهم وثائقه (ميثاق مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية ، يونيو 1995م) نصاً صريحاً يحظر استغلال الدين فى السياسة أو إنشاء الأحزاب السياسية على أسس دينية. ثم أعد ، لاحقاً ، مشروعه لدستور الفترة الانتقالية في حالة انتصاره وإقصاء الانقاذ ، ريثما تقوم بمقتضاه هيئة تشريعية لوضع الدستور الدائم (وثائق مؤتمر لندن ، فبراير 1992م).
ز/ وعندما أصبح التفاوض هو الحل المطروح للأزمة الوطنية أعلنت (الانقاذ) استعدادها ، حال نجاح مساعي ذلك الحل ، لإدخال تعديلات على دستورها دون مساس بثوابته! فوافق حزب الامة على ذلك ، ولكنه اقترح العمل بمسودة دستور الانقاذ التي أقرتها اللجنة القومية الأولى (المسودة الأصلية) مع ادخال بعض التعديلات. واقترح التجمع الوطني وضع دستور تتفق عليه الاطراف التفاوضية ، فلا هو بالدستور الانتقالي للتجمع ولا هو بالدستور الدائم (للانقاذ). وطرحت المبادرة المصرية الليبية المشتركة ، من جانبها ، تصورها للفترة الانتقالية ولاجراء تعديلات على دستور (الانقاذ).
هكذا نستطيع أن نرى بوضوح كيف أن المسألة الدستورية بما لها من صلة وثيقة بقضايا (الدين والدولة والسياسة) مازالت وستظل في قلب قضايا الصراع السياسي الاجتماعي حول حاضر ومستقبل السودان ، حتى حل القضايا المصيرية والاتفاق على الدستور الذي يقننها. لهذا فسوف نواصل تطوير قدراتنا الفكرية والسياسية حول المسألة الدستورية ، حرصاً على العطاء المسهم في الاجماع الوطني لقوى (العقلانية) الدينية والسياسية بشأن أساسيات الدستور، وكسر حاجز الاستقطاب المطلق العقيم وسطها ، والانطلاق الى فضاءات الحوار الحر والقواسم المشتركة معها. فمنذ إعلان نيروبي (ابريل 1993م) تواترت وجهات نظر وتصورات عدة حول الدستور والدولة ، (دولة المواطنة ، دولة مدنية ، دستور محايد تجاه الاديان ، ألا ينص الدستور على دين الدولة) ، وكلها محاولات جادة لتجاوز أزمة (الدولة الدينية) في وطن متعدد الاديان والمعتقدات. والحوار الجاد المستنير مع هذه الاجتهادات يلزمنا بأن نطور طرحنا وتصورنا (للدولة المدنية) وعناصرها ومكوناتها (حقوق طبيعية ، حقوق مدنية ، مجتمع مدني ، دستور مدني) من حيز الشعار والبيان السياسي إلى مستوى المعالجة النظرية عمقا واتساعاً ، كيلا يضاف إلى ركام الشعارات التي تزحم الآفاق ثم ما تلبث أن تنزلق من ذاكرة المواطنين دون ان تستقر في وجدانهم.
(7) ولا شك أن من شأن التربية والأخلاق والقدوة ثم .. القانون أن تدعم وضوح تصورنا (للدولة المدنية) ، وما يميزها من بعض تطبيقات (العلمانية) المنبثقة عن حقبتى الاصلاح الديني اللوثري والتنوير في غرب أوروبا:
أ/ (فالدولة المدنية) ، مثلاً ، لا ترفع يدها عن الاشراف على الشئون الدينية ، أو رعاية المساجد والكنائس ودور العبادة الأخرى ، ولا تغلق المعاهد الدينية العليا ، أو تحظر تدريس مادة الدين ضمن مناهج التعليم العام ، مع مشروعية الاختلاف حول المنهج كيلا يتحول الى امتداد لبرنامج حزب سياسي بعينه كما فى تجربة الجبهة الاسلامية مثلا.
ب/ و(الدولة المدنية) لا تتخذ موقف اللامبالاة تجاه مظاهر التفسخ والانحلال في المجتمع ، ولا تسمح بأن يتحول المجتمع الى خمارة أو ماخور ، أو أن ينحدر الشباب الى مهاوى الضياع. لكن أدواتها الأكثر أهمية لضمان ذلك ليس القانون والمحاكم وشرطة النظام العام ، حسب النهج الذي ظل يتبعه نظام (الانقاذ) ، إنما التربية الثقافية والسياسية بواعز الدين والاخلاق ومثال القدوة الحسنة في الأسرة والمجتع ودور العلم ، ثم من بعد ذلك ، وليس قبله بأي حال ، واعز القانون وعقوباته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: رؤوف جميل)
|
الأخ: بدر الدين أحمد موسى تحيِّاتي
مُتجاوزًا عن الجانب غير المُهم في مُداخلتك أقول: أولًا: لا أعلم، على وجه التحديد، سببًا لإقحامكَ مفهوم "الدعوة" في سياق مُناقشتنا هذه، فهل قلتُ أنا أنَّ الشيوعية أو حتى المادية الفلسفية "تدعو" إلى الإلحاد أو تضع شرطًا لها؟ الحقيقة، يا سيدي الفاضل، أنَّ المادية الفلسفية "تُفضي" إلى الإلحاد ولا تدعو إليه، والفارق هنا دقيق وحاسم إلى الدرجة التي قد تجعلكَ مُندهشًا، ولكن الأمر كذلك فعلًا. ولا أعتقد أنَّ هنالك تيارًا فلسفيًا "يدعو" أتباعه إلى اتخاذ موقف مُحدد من مسألة وجود أو عدم وجود إله؛ بما في ذلك المثالية الفلسفية التي "تُفضي" إلى اتخاذ موقف من هذه المسألة، ولا "تدعو" إليه أو تشترطه، لأنَّه، وعلى جانبٍ أكثر وضوحًا من كل ذلك، لا يُمكنك أن تصل إلى موقفٍ مُحدد من هذه القضية "قبل" اعتناقكَ للمبدأ الفلسفي ذاته(!) أنتَ، في الواقع، لن تصل إلى موقفٍ فكري أو فلسفي من قضية وجود أو عدم وجود الإله إلَّا عبر البوابة الفلسفية ذاتها، أي بعد ذلك وليس قبله. هذا من ناحية، أمَّا من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ المقطع الذي جلبته يتكلم في الأساس عن "الطبقة العُمَّالية" proletariat والشيوعية في أساسها حركة مُناصرة لهذه الطبقة، وهي على ذلك لم تُطالب العُمَّال بأن يُصبحوا شيوعيين، ناهيكَ عن أن تُطالبهم بأن يعتنقوا فكرًا فلسفيًا بعينه، أو أن يُصبحوا كُفارًا على حد تعبيرك. وحتى أوضح هذه النقطة: لو افترضنا أنَّ هنالك جمعية تأسست لمُحاربة العنف ضد الأطفال، فهل تعتقد أنَّه من الطبيعي أن تُطالب هذه الجمعية أطفال العالم أن ينضموا إلى هذه الجمعية؟ الجمعية قد تقوم بنشر بيان عالمي لها يوضح موقفها الرافض من ممارسة العنف ضد الأطفال (بيانًا مُشابهًا للبيان الشيوعي) وتُناشد في هذا البيان كل الأطفال الذين يُمارس ضدهم أي نوعٍ من أنواع العنف أن يعرفوا حقوقهم القانونية والدستورية، وأن يتصلوا بالجمعية في حال كانت هنالك حاجة إلى ذلك. ولكنكَ إذا أردتَ أن تنضم إلى هذه الجمعية فيجب أن تتوافر فيك الشروط التي تُقررها الجمعية للانضمام في عضويتها (هذا إن كانت هنالك شروط مُحددة) كأن لا يقل عمرك عن الثامنة عشر مثلًا، أو ألَّا تكون منظمًا إلى جمعية أخرى لها نفس الأهداف (أو أهداف مُعارضة) أو ألَّا تكون قد أُدنتَ من قبل بجرائم تتعارض مع أهداف الجمعية، ولكن من السذاجة أن نفترض أنَّ هذه الشروط يجب أن تتوافر في الأطفال المعنيين بالمُساعدة من قِبل هذه الجمعية(!)
ثانيًا: أشكركَ على جلب بعض المُقتطفات من بيان الحزب الشيوعي، وكذلك على ترجمتك لبعض ما جاء فيها، وبخصوص هذا المقطع |المُظهَّر" من قِبلك:
They do not set up any sectarian principles of their own, by which to shape and mould the proletarian movement فاسمح لي بأن أتحفظ، من ناحيةٍ مبدئيةٍ، على ترجمتك لها على هذا النحو: (ليس للشيوعيين مبادئ "مذهبية" تخصهم لقولبة الحركة العمالية فيها) وسبب تحفظي هو ترجمتك غير الدقيقة لكلمة Sectarian والتي تعني على وجه الدقة (الطائفية) وليست المذهبية التي تقابلها كلمة Doctrinal المُشتقة من Doctrine ولكن على أي حال فإنَّ هذه الجُملة مُتعلقة بالعُمَّال وليس بالشيوعيين أنفسهم، كما هو واضحٌ في النقطة (أولًا) أعلاه. وعمومًا يُمكنك أن تُراجع النسخة العربية من بيان الحزب الشيوعي لتعرف كيف تُرجمت في سياقها الصحيح.
ثالثًا: طالما أنَّك جلبتَ بيان الحزب الشيوعي، فكنتُ أتمنى ألا تتخطى الديباجة الأساسية للبيان والذي جاء في أوَّل سطر فيها ما يلي:
A spectre is haunting Europe — the spectre of communism. All the powers of old Europe have entered into a holy alliance to exorcise this spectre: Pope and Tsar, Metternich and Guizot, French Radicals and German police-spies (المصدر) وترجمة هذا الكلام، بحسب ترجمة الدكتور عصام أمين، على النحو التالي: "شبحٌ ينتاب أوروبا – شبح الشيوعية. ضد هذا الشبح اتحدت في طراد رهيب قوى أوروبا القديمة كلها: البابا والقيصر، مترنيخ وغيزو، الراديكاليون الفرنسيون والبوليس الألماني." (المصدر) هذا النص يقول بأنَّ الشيوعية شكَّلت تهديدًا لبعض القوى، ومن بينها القوى الدينية في أوروبا؛ فلماذا، برأيكَ، مثلت الشيوعية، حسب هذا النص، خطرًا على البابا كمُمثلٍ للسُلطة الدينية المسيحية؟ وبالإمكان جلب مُقتبسات كثيرة جدًا عن آراء كارل ماركس وأنجلز وغيرهما حول الدين وفي نقد الدين، ولكن ما يهمني هنا هو أنَّ ماركس (مُؤسس الماركسية) ينتمي إلى تيار المادية الفلسفية، وعلى هذا فإنَّ آراؤه عن الدين، في هذا السياق، تبدو مُتسقةً تمامًا مع موقفه الفكري والفلسفي.
رابعًا: اسمح لي أن أختصر الأمر إلى الحد البعيد عبر سؤالكَ هذا السؤال المُباشر: "هل تُؤمن فعلًا بأنَّ "الله" خلق هذا العالم بما فيه الإنسان؟" وليكن نقاشنا مبنيًا على إجابتك.
تحيِّاتي لك
(عدل بواسطة هشام آدم on 06-03-2013, 07:33 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
العزيز: كمال عباس تحيِّاتي لك
تقول: "علك قد لاحظت أني قد قمت بإنزال مقتبسات من برنامج الحزب الشيوعي تثبت أنهم لايتعاملون مع الماركسية كإيدلوجيا صماء أو عقيدة جامدة -أنهم وبهذا الفهم أعلنوا عن تجاوز إستنتاجات ومقولات ماركسية"(انتهى الاقتباس) نعم، عزيزي، لاحظتُ ذلك، وقلتُ لكَ بأنَّ برنامج الحزب الشيوعي (ولا أي برنامج لأي حزب سياسي آخر) بإمكانه أن "يثبت" شيئًا، ولقد أوضحتُ لكَ ذلك في مُداخلتي الأخيرة؛ فكون أنَّ الكلام مكتوب في برنامج ما، لحزبٍ سياسي لا يعني، بالضرورة، أنَّ هذا الكلام مُثبت وحقيقي، وجلبتُ لك مثالًا من برنامج المُؤتمر الوطني، ولعلَّك لاحظتَ أنَّه لا يُمكن الوثوق بما جاء في هذا البرنامج. فلماذا، برأيك، برنامج الحزب الشيوعي "يُثبت" في حين أنَّ برنامج المؤتمر الوطني "لا يُثبت"؟ وأنا قد أتفهمُ تمامًا جزئية أنَّ الحزب الشيوعي لا يتعامل مع الماركسية كآيديولوجية صماء، وهذه النقطة بالتحديد عبَّرتُ عنها في بداية البوست، فقلتُ حرفيًا هنا Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد : "من المهم، في هذا المقام، استصحاب مقررات المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السُّوداني 2009 والذي يُمثل رأي الحزب الرَّسمي المُعلن في موقفه من الدين، والقائم في الأساس على ضرورة تجاوز الماركسية باستيعابها، وليس اتخاذها عقيدةًً "جامدةً" من واقع أنَّها (=الماركسية) علم Science يقبل التنظير والمُساهمة."(انتهى الاقتباس) ولكنني في الوقت ذاته تساءلتُ قائلًا: "وبالتأكيد فإنَّ وضع المكون الثقافي والاجتماعي للسودان والسُّودانيين، موضوعٌ في الاعتبار، ولكن إلى أيّ حد؟ هل إلى الحد الذي قد يُحدث مثل هذه القطيعة مع التراث الفلسفي؟"(انتهى الاقتباس)
تقول: "الحزب الشيوعي وببساطة - جعل من الأرض ميدان صراعه ! الحزب لايصارع السماء - وإنما يصارع الإستغلال والفقر والمرض ويسعي لتغيير الواقع المعاش لواقع أفضل تسوده العدالة الإجتماعية والحرية والمساواة والعيش الكريم."(انتهى الاقتباس) لا أدري، يا عزيزي، لماذا، عندما قرأتُ كلامكَ هذا، تذكرتُ مقولة كارل ماركس هذه: "الدين هو صرخة المضطهد وسعادته المتخيلة لرسم روح عالم بلا روح وقلب عالم بلا قلب ، ونقد الدين هو نقد هذا الوادي من الدموع الملئ بالزهور الخيالية، والذي يمثل الدين الهالة الضوئية التي تحيط به. ونقد الدين يقتطف هذه الورود الخيالية التي يراها المضطهد في السلسال او الجنزير الذي يكبله، ولكن لا يفعل النقد ذلك ليحرم الرجل المضطهد من سعادته برؤية الزهور الخيالية، وإنما يفعل ذلك ليمكّن الانسان من التخلص من السلسال الذي يكبله حتى يستطيع الحركة بحرية ليقتطف الزهور الحقيقية"(1) بالفعل: هل مُشكلتنا في السَّماء أم في الأرض؟ وما هي المنهج الماركسي لتفسير الظواهر الاجتماعية وتحليلها ومن ثمَّ حلِّها؟ هل من السماء للأرض أم من الأرض للسماء؟
تقول: "نعم الحزب الشيوعي ضد إستغلال الدين في السياسة أو كأداة سالبة ومدجنة أو مكرسة للامر الواقع- ولكنه وبالقطع لايقف ضد العبادات والتدين الشخصي ولم ولن يحاربه"(انتهى الاقتباس) يا عزيزي لقد أكدتُ في بداية هذا البوست، كذلك، إيماني بأنَّ الحزب الشيوعي لا "يُحارب" التدين، فالتدين مسألة شخصية وممارسة التدين هو حق مكفول للجميع، وربما لم يُحارب كارل ماركس الدين بصورة مُباشرة، ولكنه قدَّم نقده للأديان ووصفها بأنَّها أفيون للشعوب، باعتبار أنَّها (=الأديان) قد تكون إحدى وسائل التي يُمكن أن تستخدم لاستغلال الشعوب. أنا، وبصورة شخصية، لا أعتبر نقد الأديان حربًا عليها، ولكنه، بالتأكيد، يعني موقفًا فكريًا من الدين كمفهوم اجتماعي وثقافي، وهذا الموقف لا يُمكن أن يُبنى إلَّا على قاعدة فلسفية "ثابتة".الحقيقة لا أعرف، بالتحديد، ما قد يتبادر إلى الأذهان عند سماع عبارة مثل "محارب الدين" أو "نقد الدين" ولكن هنالك فارق كبير بينهما، فمُحاربة الدين عمل مرفوض أخلاقيًا لأنَّه ضد التاريخ وضد الحريات، ولكن نقد الأديان مطلوب، وهنالك فارق كذلك بين أن "الدعوة" إلى الإلحاد (إذا كانت هنالك دعوة إلى الإلخاد من أساسه)، وبين أن يُفضى بك إلى الإلحاد كنتيجة (أو تُفضي بك تأملاتك الفلسفية إلى الإلحاد)، فالإلحاد في النهاية نتيجة وليس قرارًا.
محبتي
---------------- (1) (المصدر: كارل ماركس مقدمة في نقد فلسفة الحق عند هيجل)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
كتب هشام ادم
Quote: وربما لم يُحارب كارل ماركس الدين بصورة مُباشرة، ولكنه قدَّم نقده للأديان ووصفها بأنَّها أفيون للشعوب، |
هشام ادم "يسير" في الطريق الصحيح اذا كنت لا تستطيع انت ان تثبت ان ماركس حارب الاديان و اقررت بذلك, ارجو ان تأتينا بالجملة الكاملة التي قال فيها ماركس "الدين افيون الشعوب" و تشرحها و احبذ ان تترجمها انت لأنك تعرف الانجليزية احسن مني فقد رأيت اعلاه انك خطأتني في ترجمة معني كلمة سكتيريان!!!!
حا نمشي معاك حتة حتة لغاية ما نشوف!
طبعا سأرجع بعد الشغل عشان ارد على كلامك, و ارجو ان تعتبر ان كلامي الذي قلته انا اعلاه كله مهم, لأني لم اكتبه جزافا ولا اعتباطا
- تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: احمد سيد احمد)
|
Quote: راجع مُداخلتي هذه هنا: ReRe: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد وإن كان ما فيها غير دقيقٍ، فأرجو أن تشرح لي فهمكَ عن المادية والمثالية الفلسفية. |
هسشام تحياتى انا عاوز افهم فهمك انت للمادية التى قادتك للالحاد وبعدين نتناقش فى موضوع مادية ماركس وانجلز وفهمنا لها يعنى عرف الماده حسب فهمك انت لها حتى نشوف متفقين ام لا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ: أحمد سيد أحمد تحيِّاتي
أشكرك على المُشاركة، والحقيقة أنَّ المُقتبس الذي أفردتَه نقلًا عن الأخ أبو ساندرا، هو مثال آخر لعدم الاتساق الذي أتكلَّم عنه هنا: (شيوعي مادي يُؤمن بوجود الجن). فكيف يُمكن أن يُفهم هذا المُقتبس؟ ودعني فقط أقتبس منه هذه الجزئية: Quote: في الحالة الراهنة واضح أن صاحب البيت ليس متدين ويرجع الأمور إلى العلم ولا يقربها من الدين، لذلك رفض عرض الضابط بأن يحض شيخآ وطفق يبحث عن اسباب موضوعية (علمي ومنطقي)، في ظنه مثل هذا الأخ بيحتاج إلى هذا النوع من الإبتلاء حتى يتبين ويفهم ويقترب |
ترى كيف يُمكن للأخ كمال عباس أن يقرأ كلام أبو ساندرا هذا؟ طريقة التفكير هذه هي طريقة مثالية (دينية ميتافيزيقية) فهل الحزب الشيوعي السُّوداني تجاوز الفلسفة المادية إلى الحد الذي انتقل فيه أعضاؤه إلى الفلسفة المثالية(؟)
أُريد أن أفهم: كيف يُمكن أن يكون مثل أبو ساندرا شيوعيًا؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: احمد سيد احمد)
|
الأخ: أحمد سيد أحمد تحيِّاتي
Quote: موش يمكن يكون مقتنع من الشيوعية فقط بجانبها الاقتصادي اما جوانبها الفلسفية والالحادية الاخرى فهو غير مؤمن بها؟؟ |
ممكن طبعًا، ولكن في هذه الحالة هل أبو ساندرا حالة فردية، أم أنَّ "كل" الشيوعيين السُّودانيين مثله؟ هل توصل الحزب الشيوعي السُّوداني إلى هذا الحد من التفريق والفصل بين الجانب الفلسفي والجانب الاقتصادي والاجتماعي للنظرية؟ وهل يُمكن (إذا كان هذا صحيحًا) أن يصح تسمي الحزب بالـ"شيوعي" بعد ذلك؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ: رؤوف جميل تحيِّاتي
طلبتَ مني أن أُوضح لك فهمي للمادية، وأشرتُ لك على الرابط الذي وضحتُ فيه هذا الأمر (حسب فهمي) وأضفتُ من عندي أنَّه في حال لم يتفق فهمي مع فهمك أن توضح لي فهمك، فأعدتَ عليَّ السؤال ذاته، ولا أدري: هل لم تقرأ المُداخلة، أم أنَّك لم تر فيها ردًا على سؤالك هذا؟ عمومًا سأُعيد نشر المُداخلة كاملةً Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: المسألة الأساسية في الفلسفة تدور حول سؤال واحد فقط: "أيهما أسبق إلى الوجود: المادة أم الوعي؟" وطريقة ونوع إجابتنا على هذا السؤال يُحدد، مُباشرةً، إلى أي صنف من الفلسفتين الكبيرتين ننتمي: الفلسفة المادية، أم الفلسفة المثالية. فالمثاليون يفترضون أسبقية الوعي على المادة في حين أنَّ الماديين يفترضون العكس (أسبقية المادة على الوعي). فمثلًا: يعترض كارل ماركس على طريقة هيغل الفلسفية في الإجابة على هذا السؤال فيقول إنَّ الأفكار-الوعي لدى هيغل لم تكن سوى صورٍ مُجردةٍ عن الواقع-المادة؛ بل وإنَّ الواقع-المادة نفسها ليست سوى انعكاس للفكرة الموجودة سابقًا. ويتساءل ماركس هنا باستغراب: "أين كانت هذه الأفكار موجودة قبل المادة؟"(انتهى كلام ماركس) وفي المُجلد الأول من كتاب (رأس المال) يطرح كارل ماركس رأيه حول هذه النقطة بوضوح مُعاكس لرأي هيغل فيقول: "إن حركة الفكر ليست إلا انعكاسا لحركة المادة منقولة إلى دماغ الإنسان ومتحولة فيه"(انتهى كلام ماركس) وبمعنى آخر فإنَّ الأفكار-الوعي هي التي تمثل انعكاسًا لحركة الواقع-المادة لأنَّ الأفكار والوعي هي إنَّما مصدرها الدماغ (المادي)، وبذلك يكون ماركس قد استعدل فكر هيغل الذي كان يراه مقلوبًا رأسًا على عقب. وهو ما شرحه، بعد ذلك، فريدريك أنجلز في كتابه (ضد دوهرنغ) فقال: "إن وحدة العالم ليست في كيانه... بل في ماديته. وهذه المادية قد أثبتها... تطور طويل وشاق للفلسفة وعلوم الطبيعة... الحركة شكل وجود المادة. لم يوجد قط ولا يمكن أن يوجد أبدا في أي مكان مادة بدون حركة ولا حركة بدون مادة... ولكن إذا تساءلنا... عن ماهية الفكر والمعرفة وعن مصدرهما نجد أنهما إنتاج الدماغ الإنساني وأن الإنسان نفسه هو نتاج الطبيعة الذي نما وتطور في محيط طبيعي معين ومع هذا المحيط. وإذ ذاك يغدو من البداهة أن نتاجات دماغ الانسان التي هي أيضا عند آخر تحليل نتاجات للطبيعة ليست في تناقض بل في انسجام مع سائر الطبيعة."(انتهى كلام أنجلز)
حسنًا، ماذا يعني كل ذلك؟ الفلسفة المادية ببساطة شديدة ترفض أسبقية الوعي على المادة، وهذا يعني بالضرورة، رفض فكرة "الله" أو أي فكرة "ميتافيزيقية" (=غير مادية) أدت بأي طريقةٍ كانت إلى تكوَّن المادة، وهذا الكلام ليكون على مستوى الكلام الشعبوي قد يُترجم على أنَّه رفض لفكرة إله "خلق" الكون بكل ما فيه من موجودات مادية، وكذلك رفض فكرة وجود أيَّ كيان ميتافيزيقي (=غير مادي) مُستقل تمامًا عن المادة أو خارجها، وهذا، بدوره، يعني رفض كل الكائنات الميتافيزيقية التي كانت مطروحه في زمنه أو قبل زمنه أو حتى ما سوف يستجد بعد زمنه (آلهات – أرواح – ملائكة – شياطين – عفاريت – جن ..... إلخ)
حسنًا؛ فأين المُشكلة؟ المُشكلة هنا أنَّ الفكر الشيوعي قائم أساسًا على الفلسفة المادية، والفلسفة المادية هي الإطار النظري "الفكري" العام للشيوعية، ومن هنا فإنَّ وجود شخص شيوعي يُصدِّق بوجود "خالق" أو كائنات أو ظواهر ميتافيزيقية هو أمر في غاية الغرابة، وهو ما يجعلنا نقول بأنَّ هذا الشخص هو أحد أمرين: 1- إمَّا أنَّه غير مُتسق، كما سبقت الإشارة آنفًا في مُداخلة سابقة. 2- أو أنَّه غير مُستبصر بحقيقة وتبعات واستحقاقات المادية الفلسفية.
ففي الحالة الأولى، يكون هنالك خلل معرفي عميق لدى الكادر الشيوعي، وفي الحالة الثانية يكون هنالك خلل تنظيمي عميق في تأهيل الكادر الشيوعي. فأيهما أقل رحمة؟ |
مُلخص الكلام: المادية الفلسفية تزعم أنَّ الوعي لا يُمكن، بأي حالٍ من الأحوال أن يكون مُستقلةً عن المادة؛ بل وإنَّ الوعي ما هو إلَّا نتاج للمادة. هذا يقضي أو "يُفضي إلى" أنَّه لو كان لنا أن نقول بأنَّ هنالك إله أو خالق فإنَّه لابد أن يكون ماديًا، لأنَّه من الاستحالة أن يكون غير ذلك باستحالة أن يكون هنالك وعي مُستقل تمامًا عن المادة.
المثالية الفلسفية (على العكس من المادية) تزعم بأنَّ المادة هي انعكاس أو نتاج للوعي، وهذا يقضي أو "يُفضي إلى" أنَّ هنالك قوى غير فيزيقية أو غير مادية (ميتافيزيقية) هل من أنتجت المادة، وأنَّها مُستقلة بذاتها عنها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
حتى عودتي غدًا ... أترك هنا هذا المقطع من قصيدة الراحل محمَّد الحسن سالم حُميِّد
خوفى عذراً يا حبيبنا .. من ديالكتيك مدجل سيل ضجيج الأيدولوجيا اللاَوكى والليل المهرجل نهج عجَل .. بالتسامح والتصالح والتصافح والصراع زى المؤجل
فعلًا هو صراعٌ مُؤجَّل!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
كتبت ياعزيزنا هشام أدم
Quote: الحقيقة أنَّني لم أقف على هذا الفارق الكبير الذي تُحاول الإشارة إليه. عندما تقول: "الدين مُؤسسة اجتماعية" فلا يُمكنك أن تتبع ذلك بعبارة "بغض النظر عن مصدرها" على الأقل لأنَّ ذلك يُحدث شرخًا كبيرًا في اتساقكَ الفكري والفلسفي في رؤيتك للأمور |
أولا لايمكنك ياهشام أن تزائد علي اتساقي الفكري والفلسفي في رؤيتي للأمور... لأني وببساطة - أقوم هنا بالرصد الوصفي والمتابعة والتحليل لا طرح رؤية خاصة بي فيما أقتبسته عني- إنتهي... ** بالمناسبة وصف الدين ك religion is a social institution تعبير أكاديمي تجده في علم الأجتماع - يصفونه بهذا غض النظر ماهية مصدريته - نتاج بشري- أو سماوي- فالدين بهذا الفهم ينفعل ويتفاعل مع بقية الظواهر الإجتماعية والقيم السائدة في الواقع ودرجة تطور المجتمع- بحيث يؤثر فيها ويتأثر بها- أنظر لظاهرة الرق- تقول
Quote: ممكن طبعًا، ولكن في هذه الحالة هل أبو ساندرا حالة فردية، أم أنَّ "كل" الشيوعيين السُّودانيين مثله؟ هل توصل الحزب الشيوعي السُّوداني إلى هذا الحد من التفريق والفصل بين الجانب الفلسفي والجانب الاقتصادي والاجتماعي للنظرية؟ وهل يُمكن (إذا كان هذا صحيحًا) أن يصح تسمي الحزب بالـ"شيوعي" بعد ذلك؟ |
وهل يقول البيان الشيوعي أو قوانين الديالكتيك - نظرية فائضة القيمة بأنه يجب - لكي -أن يكون أي حزب شيوعيا أن يتبني الالحاد!? **بعض قيادات الحزب الشيوعي - سابقا وحاليا- مؤمنة تصوم وتصلي- ولكنها تثبت علي قضية العلمانية! فليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يثبت علي صحة نظرية فائض القيمة ملحدا ولا ذلك الذي يؤيد علم الجمال الماركسي لادينيا! ولا من يستخدم قوانين الديالكتيك في قراءة وتحليل الواقع الاجتماعي والاقتصادي - هو بالضرورة ملحد- فهذه القوانين علمية إستخدمها هيقل علي مستوي الوعي وإستخدمها ماركس لقراءة الواقع الاقتصادي والاجتماعي! ** وقد أكد كثر علي حقيقة وجود صراع طبقي من دون أن يروا ضرورة في إعتناق مذهب الحادي ! وعلي هذا الاساس ومادمت تسعي لمناقشة موقف الأعضاء الشيوعيين كأفراد من الدين نفسه- فستجد بعضهم مسلم أو مسيحي أو وثني /ملحدالخ - فالذي أجتذب هولاء للحزب الشيوعي هو موقفه من الصراع الإجتماعي والاقتصادي - والقضايا الدنيوية- والامور الحياتية ولم يهرعوا للإنضمام له لأنه يبشر بالالحاد أو القول بعدم وجود رب !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: خالد العبيد)
|
Quote: وهل يقول البيان الشيوعي أو قوانين الديالكتيك - نظرية فائضة القيمة بأنه يجب - لكي -أن يكون أي حزب شيوعيا أن يتبني الالحاد!?
**بعض قيادات الحزب الشيوعي - سابقا وحاليا- مؤمنة تصوم وتصلي- ولكنها تثبت علي قضية العلمانية! فليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يثبت علي صحة نظرية فائض القيمة ملحدا ولا ذلك الذي يؤيد علم الجمال الماركسي لادينيا! ولا من يستخدم قوانين الديالكتيك في قراءة وتحليل الواقع الاجتماعي والاقتصادي - هو بالضرورة ملحد- فهذه القوانين علمية إستخدمها هيقل علي مستوي الوعي وإستخدمها ماركس لقراءة الواقع الاقتصادي والاجتماعي! ** وقد أكد كثر علي حقيقة وجود صراع طبقي من دون أن يروا ضرورة في إعتناق مذهب الحادي ! وعلي هذا الاساس ومادمت تسعي لمناقشة موقف الأعضاء الشيوعيين كأفراد من الدين نفسه- فستجد بعضهم مسلم أو مسيحي أو وثني /ملحدالخ - فالذي أجتذب هولاء للحزب الشيوعي هو موقفه من الصراع الإجتماعي والاقتصادي - والقضايا الدنيوية- والامور الحياتية ولم يهرعوا للإنضمام له لأنه يبشر بالالحاد أو القول بعدم وجود رب ! |
سلام يا كمال عباس و بعد,
إرتباطا بالإقتباس أعلاه (و هو كلامك) أسمح لي أعلق هذا التعليق: أنا أعتقد أن علاقة الشيوعية بالإلحاد ليست شرط من شروط الإنتماء لحزب شيوعي (في أي بلد) إذ أنه لا يمليها لا البيان الشيوعي, لا تبني العلمانية, و لا تبني صحة نظرية فائض القيمة, و لا مسألة تأييد علم الجمال الماركسي, لو أن هناك شئ يستوجب الإلحاد فهو تبني (الفلسفة) الماركسية نفسها بشقيها المادي و التاريخي, ما أشرت إليه أنت في الإقتباس أعلاه هي فروع أنتجتها هذه الفلسفة أو النظرية. دا لا يعني بالضرورة أن تعتبر عقيدة للشخص الماركسي و إنما قبول شامل للكيفية التي ترى بها هذا الوجود و هذا العالم و صيرورته و تطوره و القوانين و المعايير التي تحكم هذا التطور (جاء من وين و ماشي وين, و "كيف"؟؟؟), إذن الكيفية التي ينظر بها الفرد إلي هذا الوجود و العالم هي التي تحدد طبيعة قبوله و كيفية تعامله معه, هل هو وجود ديني أم لا ديني, هل هناك قوة خارجية تشارك إن لم تكن تتحكم تحكما تاما في الكيفية التي عليها حياة الفرد و المجتمع و الدولة أم أن المسألة برمتها خاضعة لسيطرة الإنسان و نوع العلاقات و النظام الذي يربطه بالآخرين و الدولة, هنا يبدو لي (من ما نقرأ!) أنه الشيوعيين السودانيين حاولوا و محاولين قدر الإمكان أن يرتبطوا بالمادية التاريخية و يتركوا (الجدلية) كخيار شخصي, عشان كدا عندنا شيوعي ماركسي, و شيوعي شيوعي, و شيوعي شيوعي سوداني, و شيوعي متدين, و ............... عموما الحزب الشيوعي السوداني رويدا رويدا مشكلته قد تبقى على (اليافطة) خاصة كلمة (الشيوعي) "مع المقترح القائم!", شايفها خلااااااس ... من العواصف التقيلة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: كمال عباس)
|
ما كملت قراية لسة لكن استوقفني الاحتيطاب دا:
خوفى عذراً يا حبيبنا .. من ديالكتيك مدجل سيل ضجيج الأيدولوجيا اللاَوكى والليل المهرجل نهج عجَل .. بالتسامح والتصالح والتصافح والصراع زى المؤجل
اللاَوكى يعني شنو؟
حسب قراية اضاني هي (لاقي) اي بدأ داخله يتلويق (البطيخ) .. اي فسد!
-----------
النجيضة من جهتي:
الحزب الشيوعي السوداني، مؤسسة سياسية (وان كان عند البعض ثقافية/ايديولوجية .. او حتى طريقة صوفية غير مرتبطة بدين محدد) لكن الشاهد اني دخلت بحمد .. وخرجت بخوجلي .. ولم يستوقفني فيها مسئول او هيئة ويحقق معاي بخصوص معتقدي الشخصي ولا حسيت مرة بانو فارق مع زول فيهم .. او ممكن يغير حاجة في وضعي التنظيمي
شهادة للتأريخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: فتح الرحمن حمودي)
|
الأخ: رؤوف جميل تحيِّاتي
ليس لدي شيء أقوله لكَ، ردًا على سؤالكَ، أكثر مما قلتُه وأعدته. فإن لم تكن تر فيه ردًا؛ فهذا شأنكَ الخاص. الآن الكُرة في ملعب؛ فإن أردتَ أن تُشارك في هذا الحوار لتوضيح رأيك في الموضوع، أكن مُمتنًا لك؛ وإلَّا فأنا أشكرك على مرورك وحضورك في هذا البوست.
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
تحيِّاتي يا قيقا يا صاحبي Quote: لكن الشاهد اني دخلت بحمد .. وخرجت بخوجلي .. ولم يستوقفني فيها مسئول او هيئة ويحقق معاي بخصوص معتقدي الشخصي ولا حسيت مرة بانو فارق مع زول فيهم .. او ممكن يغير حاجة في وضعي التنظيمي |
ما دا المُحيِّر بوبي ذاااته :)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
في البيان الصحفي الذي أصدره الحزب الشيوعي السُّوداني في العام 2009 على خلفية أحداث دار الحزب في الجريف غرب، ورد مقطع مُثير جدًا للجدل من وجهة نظري، جاب فيه ما يلي: "وهل تستقيم الدعوة لمحاربة الشيوعية لأنها وعدت الإنسان بالعدل والمساواة؟ ومنذ متى أصبح النضال من أجل المقاصد الكلية للدين الإسلامي الحنيف خروجاً على الإسلام؟"(انتهى الاقتباس) فهل الحزب الشيوعي السُّوداني فعلًا "تُناضل" من أجل المقاصد الكلية للدين الإسلامي؟ وهل تستقيم الدعوة لمحاربة الشيوعية لأنها وعدت الإنسان بالعدل والمساواة؟ ومنذ متى أصبح النضال من أجل المقاصد الكلية للدين الإسلامي الحنيف خروجاً على الإسلام؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
Quote: الأخ: رؤوف جميل تحيِّاتي
ليس لدي شيء أقوله لكَ، ردًا على سؤالكَ، أكثر مما قلتُه وأعدته. فإن لم تكن تر فيه ردًا؛ فهذا شأنكَ الخاص. الآن الكُرة في ملعب؛ فإن أردتَ أن تُشارك في هذا الحوار لتوضيح رأيك في الموضوع، أكن مُمتنًا لك؛ وإلَّا فأنا أشكرك على مرورك وحضورك في هذا البوست. |
وبرضو السؤال مازال قائما ماهى المادة والوعى فى تعريفك لهما فى كلمتين اذكر ذلك حتى نناقشك على اساس فهمك ولا تتهرب من موضوع انت فتحته لانك تلوك المادة قبل الوعى ثم مرة اخرى الوعى قيل المادة وهكذا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
عزيزي رؤوف جميل أنا هنا أتكلَّم عن "المادية الفلسفية" ولا أتكلم عن "المادة" المادية الفلسفية هي ببساطة تفسير الظواهر بصورة علمية بعيدًا عن الميتافيزيقا. أمَّا المادة وتعريفاتها فهذا من شأنه أن يُناقش في مجال العلوم الطبيعية. وعمومًا، ورغم أنَّ سؤالكَ لا علاقة له بموضوع البوست، ولا أراه إلَّا محاولةً للتشتيت وإرخاء حبل المشنقة عن عنق الشيوعيين السُّودانيين؛ إلَّا أنَّي سوف أُجيبكَ، ومن الفلسفة المادية ذاتها.
أولًا المادة: هي الواقع الموضوعي المُستقل عن الوعي وهو مُستغنٍ عنه للوجود، بمعنى أنَّ المادة ليست بحاجة إلى روح لكي تكون موجودة، فالجبل واقع موضوعي موجود بلا روح، فهو لم يكن بحاجة إلى روح أو وعي أو تفكير لكي يكون موجودًا. وفهمنا للمادة وماهيتها بهذا الفهم هو، على الدوام، خاضع للتطوّر لارتباطه بالعلوم الطبيعية التي تكشف لنا كل يوم جانبًا جديدًا من جوانبه التي قد تكون غامضة أو مخفية عنَّا في فترةٍ ما.
ثانيًا الوعي: هو في أبسط صوره: الإدراك الموضوعي، من حيث ارتباطه بالإنسان على نحوٍ خاص، ولكن في المجال الفلسفي فإنَّ: الوعي، الروح، التفكير، الأفكار، القيم المُجرَّدة وكل ما ليس له وجود موضوعي مُستقل عن المادة يدخل ضمن هذا الإطار، وبتعبيرٍ آخر: الوعي هو ما ينتج عن حركة المادة مما لا يُمكن له أن يُوجد بصورة مُستقلةٍ عنه.
أتمنى أن تكون هذه إجابة كافية لبدء الحوار إن أمكن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
Quote: يقول ماركس: "إن أسلوبي الديالكتيكي لا يختلف عن الديالكتيك الهيغلي وحسب؛ بل هو نقيضه المباشر. فهيغل يحوِّل عملية التفكير، التي يطلق عليها اسم الفكرة حتى إلى ذات مستقلة، إنها خالق العالم الحقيقي، ويجعل العالم الحقيقي مجرد شكل خارجي ظواهري ُللفكرةُ. أمَّا بالنسبة لي، فعلى العكس من ذلك، ليس المثال سوى العالم المادي الذي يعكسه الدماغ الإنساني ويترجمه إلى أشكال من الفكر." (كارل ماركس، الرأس مال، الجزء الاول، ص 30 الطبعة الانجليزية) |
المصدر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
` الاخ هشام شكرا ليك على فتح هذاالبوست فكرة ان الاحزاب الشيوعية تزدري الاديان فكرة قديمة منذ نشأت التجربة الاشتراكية في بلدان الاتحاد السوفيتي وكان الغرض منها محاربة ذلك الفكر الذي ينادي مضمون منهجه بالعدالة الاجتماعية وامتلاك الدولة لوسائل الانتاج التي تحقق الربح من خلال تسخير العمال كوسيلة لإنتاج الفائض من رأسمال ..وهذا ما يتناقض تماما مع ما تقوم عليه ألرأسمالية ولذلك شنت حرب شعوا وبذكاء خبيث باستغلال الدين في حربها و أوهمت المسلمين بان هذا الفكر ملحد يدعوا للإلحاد , لا وبل دربت قياديين وأهلتهم للقيام بشن تلك الحرب الاعلامية لعبت فيها امريكا من خلف الكواليس الدور الاساسي حفاظاً على امج الدولة العظمي واحتراماَ لعقول مواطنيها...وهكذا اندس الطعم وابتلعه المسلمين وتبنوا محاربة فكر العدالة الاجتماعية .. اما الدول الرأسمالية فقد استفادت شعوبها بكل ما نادى بيه النظام الاشتراكي.. التعليم للجميع العلاج ..البنيات التحتية التى تساوت فيها الارياف والمدن ..الخ.. مما لا يخفي علي الذين هجروا بلادهم المسلمة وذهبوا للتمتع بتلك الامتيازات. ولولا التجربة الاشتراكية لما نالت شعوب الدول الرأسمالية ولا جزء ضئيلا من ما تتمتع بيه الان اما الجوانب الاخرى فيما يخص الحزب الشيوعي وموقفه من الدين فقد اسهم فيها بقدر كاف وواف الاخ كمال عباس والآخرين ولا ارى سببأ لإقحام الدين هنا فالفقر مدقع …والشعب بموت… حاربوا نظام الكيزان فهو العدو اللئيم وليست الحزب الشيوعي احترامي وتقديري الاخ كمال عباس والآخرين كفيتوا ووفيتوا
Quote: الحزب الشيوعي وببساطة - جعل من الأرض ميدان صراعه ! الحزب لايصارع السماء - وإنما يصارع الإستغلال والفقر والمرض ويسعي لتغيير الواقع المعاش لواقع أفضل تسوده العدالة الإجتماعية والحرية والمساواة والعيش الكريم! هذه هي القيم التي يسعي الحزب للتبشير بها- فالحزب ليست مهمته الترويح للالحاد وإجتثاث الاديان ومحاربة المؤمنين ! |
Quote: مسألة أولوية المادة أو الوعي في الوجود- من المنظور الماركسي ليست ملزمة للحزب الشيوعي طالما أنه قد تعامل مع الماركسية كمنهج لقراءة وتحليل الواقع وليس كعقيدةجامدة تؤخذ بكلياتها! ** نعم الحزب الشيوعي ضد إستغلال الدين في السياسةأو كأداة سالبة ومدجنة أو مكرسة للامر الواقع- ولكنه وبالقطع لايقف ضد العبادات والتدين الشخصي ولم ولن يحاربه ! ولا أتوقع أن يتحول الحزب الشيوعي لكيان طوباواي يرفع شعار - الدين خرافة والدين أس البلاء - إجتثوا الدين من جذوره !! |
احترامي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: د.ماجدة ميرغني)
|
الفاضلة د. ماجدة ميرغني تحيِّاتي
أتفهمُ تمامًا الدوافع التي جعلت القوى الرأسمالية تستخدم كرت الدين في حربها على الفكر الشيوعي الذي مثل خطرًا حقيقيًا على مصالحها، ولكن للحقيقة، فإنَّها لم تكذب فيما ادعته، فالمادية الجدلية (الماركسية) التي يقوم عليها الفكر الشيوعي تقوض دعائم الدين وكل شيء ميتافيزيقي، وتستبعده تمامًا من مجال التفكير عند قراءة وتفسير الطبيعة والتاريخ. وهذا ما جعل القوى الدينية المسيحية في أوربا، أيضًا، تُحارب الفكر الشيوعي جمبًا إلى جمب مع القوى الرأسمالية السِّياسية. الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات، ولكن هذا النسق الفلسفي، سيدتي، يُفضي مُباشرةً وبطريقة تلقائية وحتمية إلى الإلحاد، ولقد شرحتُ الأمر في أكثر من مُداخلة. إذن؛ فإنَّ القول بأنَّ قوى الرأسمالية الأوروبية استخدمت الدين في مُحاربة الشيوعية حقيقة، ولكن القول بأنَّ الشيوعية والفكر الشيوعي مُتسقٌ مع الفكر المثالي الديني الميتافيزيقي هو منافٍ للحقيقة تمامًا.
أنا، وبشكل شخصي للغاية، أقف موقفًا واضحًا من نظام الخرطوم الحاكم، ليس فقط من حيث أنَّه نظام ديني شمولي إقصائي، وهو ذات الموقف الذي أتخذه من كل التيارات والأحزاب الدينية والطائفية، ولكن أيضًا، من حيث جرائمه وفساده وقمعه الذي يُمارسه على الشعب السُّوداني دون تورع، ولكنني، على جانبٍ آخر، لا أرى الحزب الشيوعي السُّوداني، أقل خطرًا على الشعب السُّوداني، ولا أحترم فيه مواقفه الضبابية من الدين. ما أفهمه، هو أنَّ الحزب الشيوعي يُمارس نوعًا من "التُقية" فقط للحصول على الكسب السِّياسي والاستقطاب الجماهيري، ولكنه ليس بأفضل حالًا من أي حزب طائفي أو ديني، فيكفي ما أعلنه الحزب عبر بيانه الصحفي من أنَّه "يُناضل" من أجل تحقيق المقاصد الكُلية للشريعة الإسلامية؛ فما فرقه من أي حزب ديني إذن؟
أنا شخصيًا، غير مُقتنع أنَّ الحزب الشيوعي السُّوداني "يزدري الأديان" هذا ليس من إحدى قناعاتي على الإطلاق، ولم أُصرَّح بذلك في هذا البوست، كما أنَّني، على النقيض من ذلك، أوضحتُ أنَّه لا يوجد حزب "ديمقراطي" قد يقف موقفًا عادئيًا من الدين، ولكن الواقع يقول إنَّ الأساس الفلسفي الذي ينطلق من الشيوعيون يخلع عن الأديان قداستها، فهو لا يعترف بأنَّها سماوية المصدر؛ بل يراها نتاجًا طبيعيًا لحركة الإنسان داخل التاريخ، ويرى أنَّ الأديان تتطور بتطور الإنسان وفكره. هذه القراءة أعتبرها صحيحة، بل وأتبناها أيضًا. فأين المُشكلة؟ المشكلة، برأيي، هي عندما يلتف الحزب الشيوعي حول هذه القراءة الواضحة، ويُحاول الإدعاء بأنَّه (فوق احترامه للأديان) يسعى إلى تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، بل وأنَّ بعض عضويته أشخاصٌ مُتدينون(!) الأمر ببساطة شديدة، سيدتي: إن شاء أي شخص أن يعتنق أي عقيدة، فهو حر تمامًا في ذلك، ولكنه في هذه الحالة سوف لن يكون سوى مثاليًا فلسفيًا، وعندها يُصبح انتسابه إلى حزب تأسس على مبادئ فلسفة مادية جدلية ضربًا من عدم الاتساق، وربما يزداد الأمر أكثر سوءًا إلى درجة يصل معها الأمر إلى "استغفال" الجماهير، والكذب عليهم.
هذه، باختصار، رؤيتي للأمر. احترمي ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
كتب هشام ادم انه يريد اعدام الشيوعين
Quote: وعمومًا، ورغم أنَّ سؤالكَ لا علاقة له بموضوع البوست، ولا أراه إلَّا محاولةً للتشتيت وإرخاء حبل المشنقة عن عنق الشيوعيين السُّودانيين؛ إلَّا أنَّي سوف أُجيبكَ، ومن الفلسفة المادية ذاتها.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
كتب هشام ادم
Quote: حسنًا، أعتقد أنَّه لا جدوى من التجادل حول كون المادية الفلسفية مُفضيةً إلى الإلحاد عبر إنكارها ورفضها القاطع للميتافيزيقا والتفسيرات الميتافيزيقية |
هههههههههههه هشام ادم اتفنقل و رقد سلطة او كما يقول الخواجات fell belly up! يعني استسلم بالعربي كدة.
نفهم شنو من كلامك دا?
غلبك تثبت ان المادية تفضي للالحاد? طيب قول عديل "حماري" وقف في العقبة, و يكون بوستيك دا وصل لاعترافك بانك ادعيت ادعاء و فشلت في اثباته
و الا عليك ان تثبت لنا فهمك للمادية و كيف تفضي للالحاد!
--- بعدين امسك عليك ادبك اوعك تاني تقول لي "فوضوية" و قلة ادب, لاني بقلب نهارك ليل. عايز تهرب من النقاش معاي زي ما عملت اكثر من مرة قبل كدة مافي مشكلة, لكن تقل ادبك ما مسموح في البوست دا بالتحديد انا سأواصل لغاية ما يعرف كل الناس انك لست على شئ!
راجع ليك!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
حاول تشكرنى لاننى بضحكك فى هذا الزمن الردى الذى تساهم فيه بمثل تعليقاتك (حبل المشنقة) كتبت
Quote: الفاضلة د. ماجدة ميرغني تحيِّاتي
أتفهمُ تمامًا الدوافع التي جعلت القوى الرأسمالية تستخدم كرت الدين في حربها على الفكر الشيوعي الذي مثل خطرًا حقيقيًا على مصالحها، ولكن للحقيقة، فإنَّها لم تكذب فيما ادعته، فالمادية الجدلية (الماركسية) التي يقوم عليها الفكر الشيوعي تقوض دعائم الدين وكل شيء ميتافيزيقي، وتستبعده تمامًا من مجال التفكير عند قراءة وتفسير الطبيعة والتاريخ |
اولا كلامك هذا من اساسه خاطى لان المادية الجدلية لا تفسر الكون وانما تفسر الواقع الذى نعيشه وهذا معروف وكثيرا ماردده منظرى المادية الجدلية ثم اراك كثيرا ما تخلط بين المادية الميكانيكية التر يرفضها ماركس وانجلز وبين المادية الجدلية وهى التى تهمنا كماركسين وشيوعين المادة عندنا هى واقعنا الذى نعبشه ومهمتنا ان نفسره لنغيره لا ان نفسر الكون ونصل الى حقيقته حول ان هناك اله صنعه ام لا ولذلك قراءة اى شيوعى حول نطريات تفسير الكون ومدى قناعته بها ام لا مسألة شخصية اما قراءتنا كحزبين هى هذا الواقع بعلاقاته الاقتصادية والاجتماعية و صراعاته الطبقية والتعامل معه جدليا بمعنى انه واقع متحرك ومتغير على الدوام اذن تفسير الواقع ماديا جدليا لا يقود حتما للالحاد ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة سترفض الميتافيويقيا ولكن هذا غير مجالنا ولا يهمنا فى شى عندما نفسر واقعا نعيشه اى واقعا موضوعيا
لنقرأ معا هذه الفقرة من الورقة المقدمة للمؤتمر الخامس
Quote: فالماركسية إذن تشترك مع كل الفلسفات المادية الأخرى ، منذ الاغريق حتى عصر الحداثة البرجوازية ، فى النظر العلمى ، ولا يوجد سبب واحد (لتخصيصها) وحدها بالهجوم تحت شعار (الالحاد) سوى أنها ، وعلى عكس الفلسفات الأخرى ، لم تعتبر هدفها الأساسى (تفسير الطبيعة) ، الميدان التقليدى للمواجهة بين (الفلسفة) و(الدين) ، وإنما اعتبرت مهمتها الاساسية (تغيير المجتمع) ، كما فى عبارة ماركس الشهيرة :"لم يفعل الفلاسفة سوى تفسير العالم بطرق مختلفة ، لكن المهم الآن هو تغييره". (التغيير) ، إذن ، وليس (الالحاد) ، هو الفارق الأهم بين الماركسية وبين غيرها من الفلسفات المادية ، ومن ثم فهو كلمة السر فى الهجوم المنهجى عليها وحدها من قبل القوى الاجتماعية المتضررة من فقدان امتيازاتها. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: رؤوف جميل)
|
كتب هشام ادم
Quote: الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات، ولكن هذا النسق الفلسفي، سيدتي، يُفضي مُباشرةً وبطريقة تلقائية وحتمية إلى الإلحاد، ولقد شرحتُ الأمر في أكثر من مُداخلة. إذن؛ فإنَّ القول بأنَّ قوى الرأسمالية الأوروبية استخدمت الدين في مُحاربة الشيوعية حقيقة، ولكن القول بأنَّ الشيوعية والفكر الشيوعي مُتسقٌ مع الفكر المثالي الديني الميتافيزيقي هو منافٍ للحقيقة تمامًا.
|
طيب لو المادية الجدلية لا تدعو الى الالحاد اذن كلامك من يداية البوست ما عندو معنى ثم من الذى قال لك ان المادية الجدلية تتسق مع المثالية بكل تاكيد عندما يتعلق الامر يتفسير الواقع فاننا نفسره ماديا جدليا وليس مثاليا اى نفسر الظاهرة التى نعيشها علميا وهذا سر اننا نرفض الدولة والقوانين الدينية ونرفض الممارسات التى تتم باسم الدين والغيبيات اى ان موضوع الدين وفق ذلك فهو قناعة زاتية وواقع موضوعى لابد من التعامل معه يحساسية وصدق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
و الله ده ضفر شديد . بس يا هشام اذا الشيوعيين اطوروا في موضوع الفلسفه الشيوعيه بالرغم المعروف عنهم ( نصوصيين ) فهذا امر جيد انهم يضيفوا و يطوروا و الفلسفه اساساً ماشه و متطوره علي عكس فهمهم هم لذلك بقض النظر عن الحزب الشيوعيى الاسلامي . اما انهم ما عارفين انهم بتطوروا دي المشكله . لكن انا بفتكر ان موضوع الشيوعيه اساساً انتهي و بقت كلاسكيات فكريه يهتم بها الخاصه و المثقفين المعينين و تاريخ سياسي الكثير ممن ركبوا عجلة الحداثه لا يعيرونها الكثير بس موضوع الالحاد ده مهم لانو بحتاج لهدوء بالجد ما تلخبطو لي مع الشيوعين ديل لانهم ما بجيبوا الكوره الواطه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عشان نمشي لي قدام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
إضاءة :- علي الرغم من أن الحزب الشيوعي السوداني فضل إختيار مصطلح الدول المدنية علي مصطلح العلمانية - حيث يقول :-Quote: تتأسس رؤيتنا وبرنامجنا للديمقراطية السياسية السودانية في علاقتها بالدين على مبادئ النظام السياسي المدني التعددى ، لا على (العلمانية) كمفهوم تاريخى محدد. فمصطلح (النظام المدنى) أقرب لواقعنا من مصطلح (النظام العلمانى) بدلالاته الاكثر ارتباطا بالتجربة الاوروبية. |
.... الإ أن الحزب الشيوعي دافع عن العلمانية الأوربية ورفض ربطها بالالحاد وطرد الأديان من الحياة يقول الحزب الشيوعي في ورقته المقدمة للمؤتمر الخامس :-
Quote: .......... (3) مع ذلك ، ورغم أننا لسنا ملزمين ، ولا حتى مهتمين ، بالانشغال بالدفاع عن مجتمعات العلمانية الغربية ، لكن بعض الحجج التي يسوقها دعاة التطرف والهوس الديني والدولة الدينية تتمادى في تشويه الواقع وإنكار الحقائق. مثال ذلك الادعاء العريض حول طرد الدين من الحياة والمجتمع في الغرب ، مع انهم يعلمون ان ملكة بريطانيا تحتل منصب رأس الكنيسة، مما كثر اجتراره في معرض التدليل على خطل ذلك الترويج الشائه ، ويعلمون قوة ونفوذ اللوبي الكنسي في الولايات المتحدة الاميركية وصوته الراجح في انتخابات الرئاسة والكونغرس ، وقد نشرت مجلة نيوزويك نتاج المسح الذي جرى عام 1991م لمستوى التدين في اميركا حيث ينتمى 42% من البالغين الى كنيسة ، كما يؤدى 42% صلاة الأحد في الكنيسة. أما الاحزاب السياسية الاوروبية ذات الطابع الديني ـ مثل الديمقراطي المسيحي في إيطاليا أو ألمانيا ـ فقد شاركت في وضع الدستور العلماني الديمقراطي ، والتزمت به وبما يتفرع عنه من تشريع في الممارسة. كما يعلمون ان فرنسا ، بكل زخم ثورة 1789م ، أقدمت على فصل الدولة عن الكنيسة ، ثم تبنت دولتها الكنيسة حتى نالت لقب طفل الكاثوليكية المدلل، ولم يصدر تشريع الفصل إلا في العقد الاول من القرن العشرين عام 1905 بعد أكثر من قرن على الثورة ، وفي المقابل لم تعترف الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية بوثيقة حقوق الانسان والمواطن الصادرة عن الثورة الفرنسية إلا في عام 1966م اي بعد 168 عاماً. إن فصل الدولة عن الكنيسة لم يعن إقصاءها عن المجتمع أو مصادرة دورها الروحى ، لكن مناخ الديمقراطية أجبر الكنيسة على الحد من غلوائها السياسية ، والتصالح مع التاريخ ، والاعتراف بجور بعض أحكامها ومراجعتها وتصحيحها. فقد راجعت الكنيسة ، مثلاً ، في عام 1920م ، إدانتها لجان دارك في القرن السادس عشر بالهرطقة والسحر ، بل وعمَّدتها قديسة بعد 500 سنة. كذلك راجع الفاتيكان عام 1992م إدانته للعالم غالليلو غاليليه ، وذلك فى ضوء تأويل وتفسير معاصرين للكتاب المقدس يقران بالحقيقة العلمية القائلة بأن الأرض تدور حول الشمس ، كما أصدرت الكنيسة الكاثوليكية في فبراير عام 2000م اعتذاراً صريحاً عن حرق محاكم التفتيش للعالم جوردانو برونو. وربما كان من المناسب الاشارة ، ضمن هذا السياق ، إلى أن قائد الحركة الاسلامية التونسية راشد الغنوشي كان قد اقترح في منتصف تسعينيات القرن الماضي رد الاعتبار للفكر المعتزلي ورواده ، مما يعد فتحاً جديداً في الفكر السني الاشعرى. دعاة التعصب والاقصاء يهابون الحوار ، ولأن ديدنهم الاملاء يسارعون لسد منافذ تجديد الفكر ، ومهمتنا فتح منافذ الحوار لهزيمة التعصب في حلبة الصراع الفكري. ......... |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: وليد زمبركس)
|
الأخ: بدر الدين أحمد موسى تحيِّاتي
سأنتظر عودتك، بكل تأكيد وسرور. وأتمنى أن تعود أقل حدةً وألَّا تنساق وراء دوافع ذاتية أو شخصانية، فليست لدي رغبة في خوض صراع شخصاني مع أحد. أنتَ مُرحبٌ بك، وبكل شخص، في هذا الحوار. كما أرجو الابتعاد، قدر المُستطاع، عن لغة التهديد والإساءاة، فلسنا بحاجة إلى مثل ذلك. أرجو أن تعفيني وأن تعفي نفسك من مثل هذا الأمر. فأنا ليست لدي دوافع شخصية تجاهك أو تجاه أحد على الإطلاق. عندما تتعافى للهدوء يُمكنني أن أشرح لكَ ما استعصى عليكَ فهمه من كلامي الذي تعتقد أنَّه "استسلام" ولقد أوضحتُ –بالفعل- كيف أنَّ المادية الجدلية تُفضي إلى الإلحاد ورفض كل ما هو ميتافيزيقي، وكل ما عليكَ فعله الآن، هو أن تعيد قراءة كُل مُداخلاتي، بهدوووووء
كن بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
Quote: مُلخص الكلام: المادية الفلسفية تزعم أنَّ الوعي لا يُمكن، بأي حالٍ من الأحوال أن يكون مُستقلةً عن المادة؛ بل وإنَّ الوعي ما هو إلَّا نتاج للمادةز هذا يقضي أو "يُفضي إلى" أنَّه لو كان لنا أن نقول بأنَّ هنالك إله أو خالق فإنَّه لابد أن يكون ماديًا، لأنَّه من الاستحالة أن يكون غير ذلك باستحالة أن يكون هنالك وعي مُستقل تمامًا عن المادةز
المثالية الفلسفية (على العكس من المادية) تزعم بأنَّ المادة هي انعكاس أو نتاج للوعي، وهذا يقضي أو "يُفضي إلى" أنَّ هنالك قوى غير فيزيقية أو غير مادية (ميتافيزيقية) هل من أنتجت المادة، وأنَّها مُستقلة بذاتها عنهاز |
Quote: رابعًا: اسمح لي أن أختصر الأمر إلى الحد البعيد عبر سؤالكَ هذا السؤال المُباشر: "هل تُؤمن فعلًا بأنَّ "الله" خلق هذا العالم بما فيه الإنسان؟" وليكن نقاشنا مبنيًا على إجابتكز |
اعلاه فهم هشام ادم للمادية و المثالية و ايضا سؤال مباشر يسألني عما كنت اؤمن بالله ام لا! هشام ادم الذي يصفنا بعدم الاتساق و يعطي نفسه الحق في وصف كلامي بالفوضوية و اكثر من ذلك يسألني مباشرة عن معتقداتي يعظنا عن الابتعاد عن الشخصنة واضح انه مفروض نسأل هشام ادم عن فهمه لمعنى شخصنة يا هشام ياخ زيد شوية في موضوع المادية و المثالية ياخ انت زعمت ان المادية تفضي للالحاد بالله استرسل و اشرح لينا بشكل نقدر نناقشك فيه ورينا هل المادية تفضي للالحاد و لماذا? و هل المثالية تفضي للايمان و لماذا?
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ: رؤوف جميل تحيِّاتي
تقول: Quote: حاول تشكرنى لاننى بضحكك فى هذا الزمن الردى |
أنا شكرتكَ فعلًا: Quote: صدقني يا رؤوف جميل، منذ فترة طويلة لم أضحك من أعماق كما ضحكتُ بعد قراءة مُداخلتك وتعليقك هذا. شكرًا جزيلًا لك |
ولكن لعلِّي أكرر لكَ شكري في هذه المُداخلة؛ فشكرًا لك على منحي هذه السعادة، ولو أنَّها كانت عابرة.
تقول: Quote: اولا كلامك هذا من اساسه خاطى لان المادية الجدلية لا تفسر الكون وانما تفسر الواقع الذى نعيشه وهذا معروف وكثيرا ماردده منظرى المادية الجدلية |
اسمح لي أن أختلف معكَ كُليًا حول هذه الجزئية. المادية الجدلية هي النظرة العلمية لتفسير الكون والطبيعة والظواهر الطبيعية، وتطبيق قوانين المادية الجدلية على الواقع هو ما يُسمى بالمادية التاريخية، ويبدو أنَّك تخلط بينهما. وحتى لا يكون الكلام مسترسلًا على عواهنه، دعنا نعتمد على كلام مُنظري الماركسية أنفسهم. Quote: المادية الديالكتيكية هي النظرة العالمية للحزب الماركسي اللينيني. وهي تدعى مادية ديالكتيكية لان نهجها للظواهر الطبيعية، اسلوبها في دراسة هذه الظواهر وتفهمها ديالكتيكي بينما تفسيرها للظواهر الطبيعية، فكرتها عن هذه الظواهر، نظريتها مادية. المادية التاريخية هي امتداد مبادئ المادية الديالكتيكية على دراسة الحياة الاجتماعية، تطبيق مبادئ المادية الديالكتيكية على ظواهر الحياة الاجتماعية وعلى دراسة المجتمع وتاريخه. |
المصدر ومن كلام ماركس نفسه في ذات المصدر نقرأ: Quote: ان اسلوبي الديالكتيكي لا يختلف عن الديالكتيك الهيغلي وحسب، بل هو نقيضه المباشر. فهيغل يحول عملية التفكير، التي يطلق عليها اسم الفكرة حتى إلى ذات مستقلة، انها خالق العالم الحقيقي، ويجعل العالم الحقيقي مجرد شكل خارجي ظواهري ُللفكرةُ. اما بالنسبة لي، فعلى العكس من ذلك، ليس المثال سوى العالم المادي الذي يعكسه الدماغ الانساني ويترجمه إلى اشكال من الفكر." (كارل ماركس، الراسمال، الجزء الاول، ص 30 الطبعة الانجليزية) |
تقول: Quote: ثم اراك كثيرا ما تخلط بين المادية الميكانيكية التر يرفضها ماركس وانجلز وبين المادية الجدلية وهى التى تهمنا كماركسين وشيوعين المادة عندنا هى واقعنا الذى نعبشه ومهمتنا ان نفسره لنغيره لا ان نفسر الكون ونصل الى حقيقته حول ان هناك اله صنعه ام لا ولذلك قراءة اى شيوعى حول نطريات تفسير الكون ومدى قناعته بها ام لا مسألة شخصية |
من ناحية مبدئية؛ فأنا لا أذكر، أبدًا، أنَّني أتيتُ على ذكر المادية الميكانيكية، وكل ما سبقَ من كلامي، أو في مُجمله، كان حول المادية الديالكتيكية، والتي رأينا في المُقتبسات أعلاه علاقتها الوثيقة بالكون والعالم والطبيعة (هذه كلها مُسميات للشيء نفسه) وطالما أنَّ المادية الديالكتيكية هي التي تهمكَ كشيوعي، وبالتالي تهم حزبك، فاسمح لي أن أربطكَ بما جاء في المُقتبسين أعلاه (وبالإمكان الإتيان بالعديد من الشواهد الأخرى) وأن أقول لكَ بناءً عليه إنَّك تفهم المادية الديالكتيكية بشكل خاطئ، وأنَّ ما تقصده بالواقع المُجتمي وتطوره عبر حركة الإنسان داخله ما هو إلَّا نتاج تطبيق قوانين المادية الديالكتيكية (المادية التاريخية) فهما غير منفصلتين على الإطلاق، وعلى هذا أيضًا فلا يُمكن اعتبار تفسيرات "الشيوعي" للكون مسألةً شخصيةً على الإطلاق، فهي مُرتبطة بالنسق المعرفي أو الفلسفي ككل لا يتجزأ أبدًا.
تقول: Quote: اما قراءتنا كحزبين هى هذا الواقع بعلاقاته الاقتصادية والاجتماعية و صراعاته الطبقية والتعامل معه جدليا بمعنى انه واقع متحرك ومتغير على الدوام اذن تفسير الواقع ماديا جدليا لا يقود حتما للالحاد ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة سترفض الميتافيويقيا ولكن هذا غير مجالنا ولا يهمنا فى شى عندما نفسر واقعا نعيشه اى واقعا موضوعيا |
لا أعرف الأساس الذي تنطلق منه في الفصل بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، ولكن اهتمام الحزب الشيوعي السُّوداني (والأحزاب الشيوعية عمومًا) بقضايا العُمَّال، والمسحوقين، والطبقات الكادحة لا يعني أبدًا أنَّه لا يحمل ذات البذرة الفلسفية التي تجعله يضع تصوراته الفلسفية عن الكون. المادية التاريخية لا علاقة لها بقضية وجود أو عدم وجود إله، فهي، على هذا، غير معنيه هنا بهذا الشيء، ولكن هل يُمكن الفصل بين المادية التاريخية والجدلية فعلًا؟ ودعني أتوقف عند هذه العبارة بالتحديد من كلامك: "ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة سترفض الميتافيويقيا"(انتهى الاقتباس) والحقيقة أنَّني لا أفهم كيف يُمكن أن تُفضي المادية الميكانيكية إلى الإلحاد أو رفض الميتافيزيقا(!) من الواضح أنَّ المادية الميكانيكية هي على النقيض من المادية الجدلية؛ ففي حين تقول المادية الديالكتيكية أنَّ أي ظاهرة بكل تمظهراتها وتغيّراتها هي نتيجة حتمية لحركة وطبيعة التناقضات داخلها، فإنَّ المادية الميكانيكية تفترض "أسبابًا خارجية" هي من تُسهم في خلق التغيير. فكيف لفلسفة كهذه أن تُفضي إلى رفض الميتافيزيقا؟
أمَّا عن الفقرة التي اقتبستها من الورقة المُقدمة للمؤتمر الخامس للحزب، فمع احترامي الشديد، فهو لا يدل على شيء إطلاقًا، وكل ما يُمكن استنتاجه مما جاء فيه، هو فقط "تأجيل" هذا الصراع: أعني مع الدين، أو على الأقل هي فقط مسألة ترتيب أولويات لا أكثر، ولهذا نفهم أو نتفهم مقولات ماركس هو انتقال الصراع من (من السماء إلى الأرض) إلى (من الأرض إلى السماء): Quote: إن إلغاء الدين، بصفته سعادة الشعب الوهمية، يعني المطالبة بسعادته الفعلية. ومطالبة الشعب بالتخلي عن الأوهام حول وضعه، يعني مطالبته بالتخلي عن وضع في حاجة إلى أوهام. فنقد الدين هو، إذن، النقد الجنيني لوادي الدموع الذي يؤلف الدين هالة له.لقد نزع النقد عن الأصفاد الزهور الوهمية التي كانت تغطيها، لا لكي يحمّل الإنسانَ أصفادا غير مزخرفة، موئسة، بل ليتخلى عن الأصفاد ويقطف الزهرة الحيّة. إن نقد الدين يحطم أوهام الإنسان، حتى يفكّر، ينشط، يصنع واقعه بصفته إنسانا تخلص من الأوهام وبلغ سنّ الرشد، لكي يدور حول نفسه، أي حول شمسه الحقيقية. فالدين ليس سوى الشمس الوهمية التي تدور حول الإنسان مادام الإنسان لا يدور حول نفسه.إن مهمة التاريخ، إذن، بعد زوال عالم ما وراء الحقيقة هي أن يقيم حقيقة هذا العالم. تلك هي، بالدرجة الأولى، مهمة الفلسفة، التي تخدم التاريخ وذلك بعد أن يجري فضح الشكل المقدس للاستلاب الذاتي للإنسان، وينزع القناع عن الاستلاب الذاتي في أشكاله غير المقدسة. وبذلك يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض، نقد الدين إلى نقد الحقوق، ونقد اللاهوت إلى نقد السياسة. * مقطع من مقدمة "نقد فلسفة الحقوق عند هيغل" (ترجمة مجلة "النقطة"، باريس 1983) |
المصدر
تقول: Quote: لو المادية الجدلية لا تدعو الى الالحاد اذن كلامك من يداية البوست ما عندو معنى |
بالتأكيد لن يكون له معنى إذا كنتَ مُقتنعًا بأن هنالك تيار فلسفي "يدعو" إلى الإلحاد. ولن يكون له معنى إذا لم تقف بنفسك على الفارق (الذي وضعتُه في ذات الفقرة، وفي فقرة أخرى) بين أن تكون المادية الجدلية "تدعو" إلى الإلحاد، وبين أن "تُفضي" إليه
تقول: Quote: ثم من الذى قال لك ان المادية الجدلية تتسق مع المثالية |
أين قلتُ أنا ذلك؟
تقول: Quote: بكل تاكيد عندما يتعلق الامر يتفسير الواقع فاننا نفسره ماديا جدليا وليس مثاليا اى نفسر الظاهرة التى نعيشها علميا |
مع تجاوزنا للخلط الذي تقع فيه بين المادية الديالكتيكية وبين المادية التاريخية؛ إلَّا أنَّ كلامكَ هذا يجعلني أطرح عليك سؤالًا: كيف؛ إذن تُفسِّرون الدين (على اعتبار أنَّه ظاهرة اجتماعية) ماديًا وجدليًا؟ أعني هل تعتقدون أنَّ مصدر الدين مصدر سماوي أم ترون أنَّه صنيعة بشرية؟
تحياتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ: محمَّد سند تحيِّاتي لك
لقد ذكرتُ في بداية هذا البوست أنَّ الحزب الشيوعي أقر بضرورة تجاوز الماركسية عبرها، أي عدم اعتبارها كنص مُقدس لا يُمكن المساس به، وأنَّهم بحاجة للتنظر حوله وبالتالي تطويره، وهذا أمر جيِّد ومطلوب فعلًا، ولكن السؤال هنا: هل هذا التطور قادهم إلى تجاوز الماركسية بالكُلية؟ هل وصلوا إلى مستوىً اتضح لهم فيه أنَّ الفلسفة المادية لا تستوعبهم ولا تستوعب واقعهم ولا تُقدِّم لهم تفسيرات صحيحة أو دقيقة سواء عن الطبيعة أو الواقع؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإلى أي حد يُمكن أن يكون وصفهم بأنَّهم "شيوعيون" صحيحًا ومُستقًا؟
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ بدر الدين أحمد موسى تحيِّاتي
هل تتعمَّد استفزازي؟ هل تتعمَّد فهم كلامي على نحو خاطئ دائمًا؟ هل تتعمَّد الخروج من الإطار المُحدد للنقاش؟
أولًا: حول فهمي للشخصانية عندما تترك نقد الفكرة وتميل إلى نقد صاحب الفكرة، فهذا أُسمِّيه "شخصانية" فهل فعلتَ أنتَ شيئًا من هذا؟ نعم، وهذه هي أدلتي: 1- هنا: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: اما الاتساق فخليها مستورة يا هشام ياخ, ياتو اتساق البتتكلم عنه انت?????? ههههههه |
2- وهنا: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: لكن عندما قمت بتذكير هشام ادم بانه اخر من يتحدث عن الاتساق و المنبر ما يزال تردد جنباته صيحات الاعضاء وراؤه "يااااهو يااااهو ياااهووووو" و فقيري ليس احسن حالا منك فقد حدث و نسب للبيان الشيوعي فقرة من نسج خياله فارجو ان لا تحدثانا عن الاتساق |
Quote: طيب ما زيادة الخير خيرين برضو اشرح لنا فهمك للمادية و المثالية بتوسع ما انت "مفكر و بتاع مدارس برضو"! |
Quote: فاحذر من ذكر كلمة اتساق و امانة و مثليهما كما تحذر الثعبان و اي مرة تتهم الناس بعدم الاتساق سيذكرونك باهم صفاتك انت و الاتساق لا تختلطان مثل الزيت و الماء شيئين من طبيعتين مختلفتين مرة و الي الابد |
Quote: لكن يا هشام الحكمة تقول "من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة" |
ولا أعرف سر إعجابك البالغ بهذه الحكمة(!)
ثانيًا: حول فهمك الخاطئ لكلامي - اتهمتني بأنَّني اتهمتُك بصفة شخصية بعدم الاتساق Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: و هشام ادم يتهمني انا شخصيا لأنه ذكرني بالاسم بدرالدين احمد موسى بعدم الاتساق. |
واعتبرتَ ذلك نوعًا من الشخصانية من قِبلي Quote: و اذا ذكرت اسمي بالتحديد في حديثك فانت الذي تشخصن |
فهل حدث شيئ من هذا من قِبلي؟ دعنا نعد إلى الوراء قليلًا لنعرف أين جاء ذكر اسمك، وما هو السياق الذي جاء فيه، سنجد أنَّ اسمك ورد في بدايات هذا البوست، وبالتحديد في هذه المداخلة Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد ولنقرأ معًا السياق الذي جاء فيه ذكر اسمك: Quote: على أنَّ الجذور الأولى لفكرة هذا البوست تعود إلى بوست قديم يعود تاريخه إلى عام 2010 بعنوان (دعوة لتكوين حزب شيوعي جديد في السودان) وجذور ثانوية أخرى كانت في بوست (سؤال لقيقراوي والمفسرين الجدد) الذي تناول حديثًا عابرًا بيني وبين الأخ بدر الدين أحمد موسى عن المادية والمثالية والذي أراهُ أُس المُشكلة المُراد تناولها بالنقاش في هذا البوست: "كيف يُمكن أن يكون هنالك شيوعي مُتدين؟" |
إذن السياق العام لهذه الجُملة هي تبيان الأسباب التي أدت إلى فتح هذا الموضوع، فكان السبب الرئيسي بوست كنتُ قد فتحتُه من قبل بعنوان (دعوة لتكوين حزب شيوعي جديد في السودان) وسبب "ثانوي" وهو الحديث "العابر" الذي كان بيننا في بوست (سؤال لقيقراوي والمفسرين الجدد) لأنَّه في ذلك البوست تطرقتُ معك إلى مسألة علاقتك كشيوعي ببعض الظواهر الميتافيزيقية. فهذا البوست تم فتحه لهذين السببين وكان (خديثي معك عن المادية والمثالية) أحد هذه الأسباب، أنا هنا أتكلم عن حديثنا، ولا أتكلم عنك شخصيًا؛ فأين هي الشخصنة في هذا الأمر؟ هل مُجرَّد الإشارة إلى حديثنا ذلك يُعتبر شخصنة؟ أمَّا إن أردتَ رأيي الآن، فإنَّك (ضمن قائمة الشيوعيين المُتدينين) شخص غير مُتسق كما أرى، ولكنني لم أنطلق في هذا البوست من أخذكَ أنت كنموذج أو مثال. وكان بإمكاني إدارة هذا البوست حتى دون توقع مُشاركتك حتى.
- من ناحية أخرى اتهمتني بقلة الأدب Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: بعدين امسك عليك ادبك اوعك تاني تقول لي "فوضوية" و قلة ادب, لاني بقلب نهارك ليل. عايز تهرب من النقاش معاي زي ما عملت اكثر من مرة قبل كدة مافي مشكلة, لكن تقل ادبك ما مسموح |
لا أريد أن أتعامل معك بالمثل فأقول لك إنَّك آخر من يتكلم عن الأدب كما قلتَ لي بأنني آخر من يتكلم عن الاتساق، فهذا الفعل الطفولي لا يشبهنا كأشخاص بالغين ومُتعلمين وأعتقد أنَّ كلينا يتمتع بإمكانية استحضار أسلوب أرقى من ذلك، ولكن هل أنا وصفتَك فعلًا بأنَّك فوضوي؟ وأين ورد ذلك؟ سنجد هذه الإشارة هنا بالتحديد: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: أنا لا أُحب الفوضوية في النقاش. |
فكيف فهمتَ هذه الجملة أنَّها اتهام لكَ أنت بالفوضوية، وليس وصفًا لطريقتك في النقاش (كما هو واضحٌ جدًا من الجُملة)؟ ولكن لماذا قلتُ لك هذا الكلام أصلًا؟ كان لي تعقيبٌ على إحدى مُداخلاتك Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد ومُداخلة أخرى للتعقيب على مُداخلة الأخ كمال عباس Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد فعوضًا عن الرد على ما يخصَّك، رأيتُك تركت مُداخلتي المُوجهة إليك، وذهبتَ للرد على فقرة جاءت في مُداخلتي المُوجهة للأخ كمال عباس Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد وفوق ذلك فقد قولتني شيئًا لم أقله: Quote: اذا كنت لا تستطيع انت ان تثبت ان ماركس حارب الاديان و اقررت بذلك |
ولذا طالبتك (بعد الإشارة إلى تلك الفوضوية التي تتعامل بها في هذا البوست) بأن توضح لي أين ذكرتُ أنا أنَّ ماركس حارب الأديان حتى تصل إلى نتيجة أنني لم أستطع أن أثبت أن ماركس حارب الأديان.
فيا أخي بدر الدين ... للمرَّة الأخيرة أقولها لك. هذا البوست، هو في المقام الأول، بوست حواري، وطريقتك في الحوار ليست طريقة مُفيدة في هذا الحوار، وهي لن تُفضي بنا إلى شيء إلَّا اللجوء إلى الطرق الصبيانية (كما هو الحال في هذه المُداخلة: أنا قلتُ وأنت قلت، أنا فعلت وأنت فعلت) والتي لم ألجأ إليها إلَّا لوضع حد لما يصدر منك هنا. إذا كنتَ ترى أنَّ فهمي للمادية والمثالية خاطئ، فببساطة، وبكل أدب واحترام، يُمكنك ألا توافقني على فهمي هذا، وتأتي لتوضح لي فهمك أنتَ للمادية والمثالية، ولنترك "الأفكار" هي التي تتصارع مع بعضها البعض. أعتقد أنَّ هذا أفضل من أسلوب الاستجوابات والتهديد، وعلى ذكر التهديد، فأنا لستُ رجلًا بلا أخطاء، وأمتلك شجاعةً كافية للاعتراف بأخطائي، ولا أعتقد أبدًا أنَّ "بيتي" من زجاج، وإن كان كذلك، فإنَّ زجاج بيتي إن تهشم، فسوف يتهشم فوق رأس من يرميه بطوب. أنا لستُ هنا لتصفية حسابات شخصية معك أو مع أي شخص آخر. هذا البوست يتناول قضية مُحددة جدًا، فإن أردتَ أن تتحاور فأنت، بكل تأكيد، مُرحب بك، في إطار الاحترام الذي أعدك بأنَّك ستجد ما يقابله من احترام من طرفي، وإن لم تشأ الحوار، فهذا حقك، ولا أجبرك على شيء. ليس هنالك شيء في هذا العالم مُقدس أو فوق النقد، وأرجو ألا يُغضبك انتقاد الحزب أو عضويته، فما الحزب إلَّا نتاج بشري، وما أنتم إلا بشر مثلنا؛ أليس كذلك؟
مودتي
----------------- ملاحظة أخيرة: سوف أتجاهل مُداخلاتك إن لم تلتزم بقواعد الحوار والمُناقشة الموضوعية، فأرجو ألا تضطرني إلى مثل ذلك. أرجوك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: كمال عباس)
|
الأخ: وليد زمبركس تحيِّاتي لك
أولًا أعتذر لكَ عن تأخري في الرد عليك، واسمح لي أن أكرر لك شكري على مُداخلتك وإضافتك في هذا البوست. الحقيقة أنَّني أتفق معكَ في الجانب النظري من كلامك، فمُجتمعاتنا، بالفعل، هي مُجتمعات استهلاكية، وغالبًا ما يتم استيراد المفاهيم من الخارج، ومحاولة إعادة تفصيلها على مقاسنا. مُتناسين إنَّ ما نستهلكه من الآخرين، لم ينشأ عندهم إلَّا لأسباب تخصهم، ولحل قضايا تخصهم، وهذه الأسباب وتلك القضايا مُتعلقة ومُرتبطة، بالضرورة، بنمط حياتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية وحتى الدينية أيضًا، ومن السذاجة أن نستعير تلك المفاهيم ونحاول تطبيقها بصورة اعتباطية. أنا أتفق معك تمامًا حول هذه النقطة، ولكنني من جانب آخر، أرى أنَّ بعض العلوم، كالمادية الجدلية والمادية التاريخية يُمكن تطبيقها (كما هي) في أي مجتمع إنساني، بصرف النظر عن اختلاف أنماط الحياة، فهي علوم تتعامل مع الإنسان من واقع كونه إنسانًا كونيًا، وليس من واقع كونه إنسانًا قوميًا. صحيح أنَّ النماذج التطبيقية هي نماذج أوروبية ؛ ولكن ما ذلك إلَّا ضرورة حتمية لمصدرية نشوء تلك المفاهيم والعلوم الاجتماعية. أنا شخصيًا أتفق مع المادية الجدلية والتاريخية في كثير من جوانبها، وأختلف معهما في جوانب أخرى، ولكن في هذه الحالة، يجب أن نمتلك الجراءة الكافية للتصريح بذلك. النظرية الماركسية ليست قاعدة مُغلقة لا يُمكن التنظير حولها، ومن الخطأ رؤية الأمر على هذا النحو، ولكن من البديهي أن يكون التغيير من واقع النظرية نفسها وليس بالقطيعة معها، لأنَّه في هذه الحالة سوف نكون قد أنتجنا نظرية أخرى، هي في الحقيقة، تشويه" للنظرية الأم.
مُشكلتنا، يا عزيزي، كما أرى أنَّنا مُجتمعات لم نمر، بعد، بفترة المخاض الحقيقية التي مرَّت بها أوروبا، وبعض الدول الأخرى والتي أفرزت بعض الظواهر الاجتماعية والسياسية التي لا يُمكن تبنيها قبل المرور بنفس التجارب. وربما ليس من الواجب علينا أن نتوقع المرور بالتجربة ذاتها، لأنَّ لكل مجتمع خصوصيته التي تجعله متفردًا في تجاربه. إذا كانت قضية العمَّال والطبقات المسحوقة شأنًا قد يشغل بال جماعة من المثقفين "المُتدينين" فلا أعتقد أنَّ تلبس الشيوعية قد يكون الحل الأمثل لمُناصرة هذه الطبقات. بالإمكان مُناصرتهم تحت أي مسمىً آخر. هذا إن كانت قضايا العمال وهمومها مازالت تأخذ نفس حدتها التاريخية السابقة أصلًا. هل نريد لمجتمعاتنا أن تنعم بالعدالة الاجتماعية والمساواة؟ هل نريد لها أن تنعم بديمقراطية مُستدامة تحترم التعددية الدينية والإثنية؟ هل نريد أن نتقدم في المجالات العلمية والصناعية والتنموية؟ كل الأحزاب السياسية السودانية تستطيع فعل ذلك فقط عندما تضع الهم الوطني نصب عينيها، وهنا يُصبح الإطار الفلسفي لا يُعوَّل عليه كثيرًا بقدر ما يُعوَّل على البرنامج السياسي.
كثير من الأخوة الشيوعيين، مُقتنعون فعلًا بأنَّ الشيوعية لا تُعنى كثيرًا بمسألة التدين، ويرون أنَّ هذه المسألة شخصية ولا تتعارض مع مبادئ وأهداف الحزب. وهم في ذلك يخلطون بين الأهداف والمبادئ؛ وإذا حاولنا تصوير هذا الأمر، فربما كان كمثالٍ قريبٍ من صورة شجرة، تمتد جذورها "المبادئ" في الأعماق "إلى الداخل" وتكون لها وظيفتها هناك، بينما تمتد فروعها "الأهداف" عاليًا "إلى الخارج" وتكون لها ثمارها هناك. أعني بذلك أنَّ الأعضاء "داخل" الحزب هم المعنيون أولًا وأخيرًا بمبادئ الحزب المبنية في حقيقتها على أساس فلسفي عام، والمجتمع "خارج" الحزب هم المُستهدفون بتحقيق تلك الأهداف، وثمة تفاعل بيني داخل هذه المنظومة وتناسق وتناغم بين الأهداف والمبادئ دون أن يُمكننا تصور حلول أحدهما مكان الآخر.
رأيي "أنا كفرد مُستقل" في الدين، هذا أمر يخصني لأنَّني شخص أمتلك مبادئ قائمة على أساس فلسفي مادي يُضطرني إلى رفض كل ما هو مُقدس وكل ما هو ميتافيزيقي، ولكن علاقتي "أنا كفرد اجتماعي" داخل مجتمعي في تدين الآخرين فهذا يرتبط بأهدافي العامة التي ارتسمتها لنفسي، وهي قد تكون: (الإيمان بمُجتمع ديمقراطي تعددي) وعلى هذا فإنَّني أحترم تدين الآخرين أو حتى عدم تدينهم. ولا يُمكنني أن أخدع نفسي ومبادئي برسم صورة ليست لي من أجل إرضاء المُجتمع أو لكسب محبته أو دفع عداوته، هذا هو عدم الاتساق بعينه، إن لم يكن من الممكن وصفه بأنَّه نفاق اجتماعي أو سياسي كما في حالة الحزب الشيوعي السوداني.
لك مني كل التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
الأخ هشام أشكرك على الرّد على مداخلتى السابقة لى سؤال منذ فترة أود أن أطرحه عليك و لك أن تجيب عليه إن رأيت أو تعتذر عنه ، كما أعتذر لك مقدّمًا إن كنت ترى أنّه ليس من حق أحد أن يسألك له. وما دفعنى لسؤالك سببين أوّلهما حوار كان قد تمّ بيني و بين شخص عزيز حول علاقة الإلحاد ببعض الماركسيين السابقين و الثانى هو إعلانك الصريح لموقفك من الدّين . قد كنت أقف حينها موقف المدافع عن الحزب الشيوعى السودانى فى ذلك الحوار و قد استشهدت ببعض البوستات لك و خرجت بنتيجة فحواها أنّك لم تكن ملحدًا عندما كنت عضو بالحزب الشيوعى السودانى بل أنّك كنت تدعو لتجاوز النظرية الماركسية . و سؤالى لك هو هل جاء موقفك من الدين بعد أن تركت الحزب الشيوعى السودانى أم أنّك كنت تقف هذا الموقف نفسه و أنت عضو بالحزب الشيوعى السودانى قبل تركك له رغم قصر الفترة التى انتميت فيها للحزب و رغم صغر سنّك حينها ؟، و إذا جاء موقفك من الدين بعد أن تركت الحزب فهل كان لوجودك فى الحزب جذور لذلك الموقف ؟.
أرجو أن لا تأخذ أسئئلتى مأخذ خاطئ فأنا فقط أريد تقييم موقف سابق لى كنت أدير فيه حوار طرحه شخص عزيز تناول فيه أنّ كل السودانيين الذين أعلنوا مواقفهم من الدين كانوا شيوعيين سابقين و قد كنت أنت أحد النّماذج التى قدّمها لاثبات صحّة وجهة نظره .
لك جزيل الشكر و أعتذر لقرّاء البوست إن كنت قد خرجت عن الموضوع المطروح للنقاش.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: وليد زمبركس)
|
تحياتي ياهشام تقول
Quote: ولكن طالما أنَّ هنالك من يُؤمنون بوجود كائن يقبع في السماء ويتحكم في هذا العالم عبر قوانين وتشريعات لها ظلالها القاتم على الأرض، فلا يُمكنك أن تتصوَّر أن ماركس لا يُريد أن يجتث الأديان من عقول البشر، |
أي قوانين وأي تشريعات تعني? * لا أظنك تعني بذلك التشريعات الخاصة بالعبادات - والتدين الشخصي ! إن كنت تقصد كما فهمت - القوانين والتشريعات - التي يحاول البعض ربطها بآلية الدولة والقانون- الحدود مثلا أو تلك التي يلوح بها البعض لسلب حقوق الإنسان والمواطنة فهذه يتم رفضها من داخل حقل الدين نفسه فمعظم - دعاة العلمانية والصيغ الوضعية- متمسكون بتدينهم الشخصي ولكنهم ينادون بالعلمانية- وقد فصلت أوربا ومنذ عصر النهضة والإصلاح في هذه القضية وإنحصر الدين في دائرة الفرد والمجتمع ولم يتغول علي أجهزة الدولة وقوانينها -! حسم إشكالية الدين والدولة( لاتستدعي شطب الدين أو الدعوة لإجتثاثه ) - ولاينبغي أن تحصر في تيار بسيط - إعني الملاحدة- وأنما الأجدي أن تتبناها جبهة عريضة من قوي الاستنارة والعقلانيين والعلمانين- في مواجهة جماعة الهوس ودعاةالدولة الدينية ** لاأحد يستطيع الوقوف في وجه مجري التاريخ الهادر ويعطل عجلة الحياة والتقدم- الحياة ماضية ودوائر العلم تتسع شئيا فشئيا وقيم حقوق الانسان والحريات العامة والحداثة تتمدد -أنظر كيف أضطرت التيارات الإسلامية -في تركيا ومصر وتونس أن تتعائش مع الصيغ الوضعية والقوانين العلمانية وتضع مشاريعها الدينية علي الارفف, أقول هذا وأعي جيدا أن طريق التنوير لازال طويلا وأن هناك بؤر ودهاليز ظلامية وعقبات تعترض المسار الإنساني . إذا فيبقي الدين في حياة الافراد والمجتمع في إطار - نظام ديموقراطي يرتقي بإنسانية البشر ويعلي من قيم دولة المواطنة وحقوق الانسان ويطبق صيغ وضعية ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: بدر الدين احمد موسى)
|
كتب هشام ادم
Quote: اسمح لي أن أختلف معكَ كُليًا حول هذه الجزئية. المادية الجدلية هي النظرة العلمية لتفسير الكون والطبيعة والظواهر الطبيعية، وتطبيق قوانين المادية الجدلية على الواقع هو ما يُسمى بالمادية التاريخية، ويبدو أنَّك تخلط بينهما. وحتى لا يكون الكلام مسترسلًا على عواهنه، دعنا نعتمد على كلام مُنظري الماركسية أنفسهم. |
وانا اقولها لك بمل الفم المادية الجدلية لا تفسر الكون لانها لاتبحث عن حقيقته وهذا كلام قاله ماركس انها تبحث فى تفسير الواقع وظواهره الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية ولذلك كان راس المال هو الاساس لماذا نفسره لنغيره ثم كتبت
Quote: وتطبيق قوانين المادية الجدلية على الواقع هو ما يُسمى بالمادية التاريخية، ويبدو أنَّك تخلط بينهما. وحتى لا يكون الكلام مسترسلًا على عواهنه، دعنا نعتمد على كلام مُنظري الماركسية أنفسهم. |
اول مرة اعرف اننى عندما افسر الواقع واستحدم الديلكتيك المادى فاننى افسره تاريخيا فقط اى تفسير احادى الجانب واهمل الجانب الاقتصادى والاجتماعى والثقافى والتراكمات وتحولها الى اخر تطبيقات قوانين الجدل ياراجل لب الماركسية وجوهرها فى اى تفسير هو نظرية فائض القيمة والصراع الطبقى فارجوك اشرح لى هل هذا المفهومين يقودان للالحاد وعدم الاتساق ولذلك استعانت بهذا الكوتيشن لا يفيدك فى شئ
Quote: Quote: المادية الديالكتيكية هي النظرة العالمية للحزب الماركسي اللينيني. وهي تدعى مادية ديالكتيكية لان نهجها للظواهر الطبيعية، اسلوبها في دراسة هذه الظواهر وتفهمها ديالكتيكي بينما تفسيرها للظواهر الطبيعية، فكرتها عن هذه الظواهر، نظريتها مادية. المادية التاريخية هي امتداد مبادئ المادية الديالكتيكية على دراسة الحياة الاجتماعية، تطبيق مبادئ المادية الديالكتيكية على ظواهر الحياة الاجتماعية وعلى دراسة المجتمع وتاريخه. |
Quote: : ان اسلوبي الديالكتيكي لا يختلف عن الديالكتيك الهيغلي وحسب، بل هو نقيضه المباشر. فهيغل يحول عملية التفكير، التي يطلق عليها اسم الفكرة حتى إلى ذات مستقلة، انها خالق العالم الحقيقي، ويجعل العالم الحقيقي مجرد شكل خارجي ظواهري ُللفكرةُ. اما بالنسبة لي، فعلى العكس من ذلك، ليس المثال سوى العالم المادي الذي يعكسه الدماغ الانساني ويترجمه إلى اشكال من الفكر." (كارل ماركس، الراسمال، الجزء الاول، ص 30 الطبعة الانجليزية) |
ويهمنى هنا فقط هذا الاقتباس الذى كتبه ماركس
Quote: اما بالنسبة لي، فعلى العكس من ذلك، ليس المثال سوى العالم المادي الذي يعكسه الدماغ الانساني ويترجمه إلى اشكال من الفكر |
العالم المادى واقع يعيشه الانسان يخزنه فى دماغه ثم يعبر عنه يالافكار يعنى افكاره من هذا الواقع والعلاقة جدلية يتأثر دماغ الانسان بواقعه المادى الذى يعيشه ثم يؤثر على هذا الواقع يافكاره هنا الكون وتفسبره خارج اهتمامنا ومدخلنا له علوم الطبيعة الاخرى ومن ثم من شاء فليؤمن ومن شاء فبليكفر ومن شاء فليلجد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: كمال عباس)
|
Quote: لا أدري إن كنت قد إطلعت علي مقولة ماركس التالية بأن مهمة الفلاسفة كانت تفسير العالم، بينما المطلوب هو تغييره" أوبعبارة أخري:"لم يفعل الفلاسفة سوى تفسير العالم بطرق مختلفة ، لكن المهم الآن هو تغييره". وإن كنت قد إطلعت عليها مسبقا - هل فهمت مغزي هذه المقولة ومراميها? هل رسالة الماركسية هي إجتثاث الأديان ومحاربة السماء? هل إنحصر دور ماركس في التجريد الفلسفي والبحث عن أصل الكون وتفسير نشأته أم العمل علي تغيير العالم- إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وثقافيا? * إذا كانت الماركسية تدعو أوتهتم بالالحاد ومحاربة الاديان وإقتلاعها فلماذا أختلف الماركسين مع فورباخ والعدميين والفوضويين? ** للأسف بعض مثقفي العالم الثالث لايقبعون في محطة- عقلية الإسلام هو الحل والاسلام صالح لكل زمان ومكان -والقران حوي كل شئ ويعاملون الفكر الإنساني وفق هذه العقلية- هذه هي الماركسية- خذها كلها أو دعها كلها - هياإنقلها بضبانتها !1 ** الحزب الشيوعي- لم يتعامل مع الماركسية كإيدلوجيا صماء أو عقيدة صماء وإنما أكتفي بالتعاطي معها كمنهج ومرشد لتحليل الواقع وكإداة لتغييره- لم يقوم الحزب بالنقل الحرفي والتقليد ############ للنصوص وإنما تعامل معها بإبداع وإبتكار وبعقلية جدلية خلاقة- تختزل وتثبت وتضيف وتطور- راجع الماركسية وقضايا الثورة السودانية - وبرنامج مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية- ورفض إشكالية الحزب الواحد والتأمين علي الديموقراطية والتعددية- الحزب الشيوعي - لم يكتفي بالتلقي والإستهلاك وإنما أضاف وطور- راجع كتب قادته وأسهاماته- الفكرية والثقافية والادبية والفنية ** من المؤسف أن يتعامل بعضنا مع منجزات الإنسانية- في مضمار الفلسفة والفكر والعلوم الطبيعية- بذهنيةشيفونية وعقلية مغلقة تصادر حق الناس في الإنفتاح علي الفكر الإنساني وتوطينه بشكل مبدع يراعي الواقع ولايقفز عليه - من حق أي حزب أن يتعاطي مع منجزات الإنسانية- بإيجابية- يتلقي ويهضم ويضيف ويطرح مالايناسبه - فقوانين الديالكتيك منجز إنساني وعلمي - لايمكن الإستغناء عنها عند قراءة وتحليل الظواهر الاجتماعية - فلا أفهم كيف يتم إستيعاب- الثورة أي ثورة بعيدا عن قوانين الجدل- من تراكمات وتغيرات كمية تؤدي لتحولات نوعية ووحدة وصراع الاضداد ونفي النفي! من يستخدم هذه القوانين العلمية ليس مطالبا بأن يربطها مكانيكيا بالجزم بالاصل المادي للعالم أو ربطها بالالحاد لأن المطلوب هو تغيير الواقع لا تفسير نشاة الكون ! قوانين الجدل المادي ونظرية فائض القيمة منجز إنساني مفتوح للتوظيف البشري ولايجب أن يربط بصخرة الالحاد -بحيث يقف وصي إيدلوجي شاهرا سلاحه- خذه كله أو أتركه كله! لا فقد مضي عهد الإنغلاق والتعامل بالعقليات الشمولية وأصبحنا نتفاعل في عهود الإنفتاح الفكري والتلاقح - بل والإنتقاء الايجابي - ومراعاة خصوصية الواقع المحلي ودرجة تطور الشعوب ! *ما يرفضه الماركسيون في المسألة الدينية هو إستخدام الدين كأداة سالبة في الصراع الطبقي - وكوسيلة لتدجين الناس وتكريس واقع الفقر والتخلف ولكنهم ليس ضد دور الدين في حياة الفرد, فالتغيير الجذري للظواهر الاجتماعية يتم عبر تغيير البنية التحتية للمجتمع- الأساسي المادي- لا بإلآكتفاء بهز تجليات البنية الفوقية من- ثقافة ودين وعادات وتقاليد الخ ** وختاما يجب أن ننفتح علي الفكري الإنساني - كالديموقراطية - ونتعاطي معها كمنجز كوني ولا نقول ;- يجب الا ننزع الديموقراطية من تربتها الغربية أو الوسط الإجتماعي والمادي التي نشأت وأزدهرت فيه - ونزعم أن محاولة توطينها في بلادنا إستلاب وتغريب ! لا -يجب أن ننفتح علي قيم الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان وقوانين الجدل والعلوم الطبيعية ولانفترض عدم ملاءمتها لواقعنا أو نشترط نقل العلوم الإجتماعية حرفيا - ونسخها بالكربون في بلادنا -* مايهمنا في قضية الدين بالسودان هو حياد الدولة تجاه الاديان وتطبيق دستور وقوانين وضعية والرهان علي الديموقراطية والعدالة الإجتماعية - وفي هذا الإطار نرحب بكل من يلتزم ويروج لهذه القيم من شيوعيين ويساريين والوسط المعتدل و المدارس الإسلامية المستنيرة التي تنأي بالدين عن التسيس وتتبني مفهوم دولة المواطنة والحريات العامة... .......... |
أستاذ كمال عباس تحياتي ، كما أعتذر لك لعدم قراءتى مداخلتك أعلاه بعيدًا عن الوقوف عند اللغة التى استخدمتها فى الجزئية التى تحدّثت فيها عن عقلية الإسلام هو الحل و الإسلام صالح لكل زمان و مكان ، الموضوع فقط حوار و ليس إطلاق أوصاف أو صفات فرجاءً إخرجنى من هذا النّفَق فأنا أحد الذين يرفضون بل و يكرهون الدّخول فيه . الكثير من النقاط التى تطرّقت لها أنت ، أنا لم أثيرها لا فى الجزئية التى اقتبستها أنت من مداخلتى أعلاه و لا فى المداخلة بمجملها . أنا فقط حاولت ايضاح فهمى للقضية موضوع البوست و الذى أختصره الآن فى أنّ الحزب الشيوعى السودانى لا يطرح الأسئلة الفلسفية التى تنطلق منها النظرية الماركسية و التى تجيب عنها المادية التاريخية و المادية الديالكتيكية و تجاوزه لمحطّة طرح هذه الأسئلة الفلسفية هو أشبه بتعامل المدارس و الجامعات فى الدول الإسلامية مع قانون بقاء الطاقة و أخذها بنتائجه دون الوقوف عند الأساسيات التى انطلق منها هذا القانون أو حقيقة أنّ الطاقة لا تفنى و لا تستحدث من عدم تلك الحقيقة التى تنسف فكرة وجود إله قد خلق الطاقة و كذلك الحال بالنسبة للحزب الشيوعى السودانى فهو لا يعنى بالجدل الفلسفى الذى قاد لقوانين الديالكتيك أو للمادية التاريخية و علاقتهما بالمادية الفلسفية و إنّما يقفز لمرحلة الأخذ بنتائج تلك القوانين و يقرأ بها الواقع كما تفعل جميع الأحزاب الماركسية الاخرى سواء أكانت قد استصحبت معها الجانب الفلسفى المؤدّى لتلك القوانين أم لا . هذا ببساطة ما قصدته و لم أتطرّق لرؤوية ماركس أو قراءته للواقع و حتى مقولة ماركس التى استشهدت بها( مهمة الفلاسفة كانت تفسير العالم، بينما المطلوب هو تغييره ) لا تتضارب مع ما أشرت إليه أنا لأنّ ماركس نفسه عندما يفسّر العالم أو يدعو لتغييره كان ينطلق من مفهوم مادى و يستند على هذا المفهوم لتحليل المجتمع بعكس الحزب الشيوعى السودانى الذى يحاول التبرّؤ من الماديّة ( بمفهومها الفلسفى ) مع الإحتفاظ بنتائجها ليطبّقها لقراءة الواقع و تحليله و هذا ما دفعنى للمقارنة بينه و بين مواقف الجامعات فى الدول الإسلامية و التى تقبل قانون بقاء الطاقة و ترفض قبول شروحات ذلك القانون و يأتى قبولها لأنّ القانون أثبتت صحته التجارب أمّا شروحات القانون فغير مقبولة بالنسبة لها لأنّها تتضارب و فكرة وجود رب خالق للطاقة و بالتالى فهى ليست أزلية . المطلوب من الحزب الشيوعى السودانى هو تحديد مواقفه من ذلك الجدل إذ لا يمكن أن ينادى الحزب بتطبيق قوانين الديالكتيك فى المجتمع و يسمّى نفسه بأسماء الأحزاب الماركسية و مع ذلك يعلن أنّه لا يلتزم بالنظرية الماركسية و إنّما يغتدى بمنهجها فى قراءة الواقع . فما هو إذن منهج النظرية الذى يغتدى به الحزب ؟ و هل هو جزء من النظرية أم أنّه أمر آخر لا علاقة له بها ؟
الأخ كمال عباس أنا حتى نهايات العام الماضي كنت عضو بالحزب الشيوعى السودانى و خلال فترة عضويتى درست كل الكورسات المقررة للمرشحين بما فيها كورس المادية التاريخية و المادية الجدلية و هما جزء أصيل من النظرية الماركسية فهل الحزب الشيوعى يقرر تلك الكورسات لمرشحيه و فى نفس الوقت يقف على بعد مسافة من النظرية الماركسية ؟ أم أنّ فكرة الإغتداء بالمنهج الماركسي لا تعدو كونها لغة خطاب سياسي لإدارة الصراع داخل المجتمع دون إثارة القضايا الفلسفية و التى قد لا تجد القبول ؟ .
أنا كنت من المدافعيين عن الحزب الشيوعى السودانى فى كل الحوارات التى تحاول ربطه بالإلحاد و حتى هذه اللحظة أوقن بانّ الحزب الشيوعى السودانى لا علاقة له بالإلحاد لأنّ الإلحاد موقف فلسفى لا يقع ضمن القضايا المطروحة للنقاش بين أعضاء الحزب و قياداته و موقف الحزب من الدين واضح و معلن فى أدبياته و أنا لست بصدد المزايدة عليه و لكن عندما يكون الحديث عن النظرية الماركسية و علاقتها بالإلحاد فالموقف يختلف لأنّ الحزب الشيوعى السودانى لا يلتزم حرفيًا بالنظرية الماركسية بل و يعلو مواقفه الماركسية بعض الغموض و تحتاج لمزيد من الشرح و الإيضاح مثل أىّ ماركسية تلك التى ينادى بها و أىّ المراجِع الماركسية يعتمِدها و أيّها يرفضها و حتى النظرية نفسها ما الذى يقبله فيها و ما الذى يرفضه و غير ذلك من التفاصيل التى يفرضها الوضوح الفكرى عند طرح البرامج الحزبية و الأفكار .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: وليد زمبركس)
|
تحياتي ياعزيزي وليد زمبركس وعفوا للتعميم في مداخلتي السابقةوالذي حسبت أنه ربما عناك أنت شخصيا تقول:-
Quote: أنا كنت من المدافعيين عن الحزب الشيوعى السودانى فى كل الحوارات التى تحاول ربطه بالإلحاد و حتى هذه اللحظة أوقن بانّ الحزب الشيوعى السودانى لا علاقة له بالإلحاد لأنّ الإلحاد موقف فلسفى لا يقع ضمن القضايا المطروحة للنقاش بين أعضاء الحزب و قياداته و موقف الحزب من الدين واضح و معلن فى أدبياته و أنا لست بصدد المزايدة عليه و لكن عندما يكون الحديث عن النظرية الماركسية و علاقتها بالإلحاد فالموقف يختلف لأنّ الحزب الشيوعى السودانى لا يلتزم حرفيًا بالنظرية الماركسية بل و يعلو مواقفه الماركسية بعض الغموض و تحتاج لمزيد من الشرح و الإيضاح مثل أىّ ماركسية تلك التى ينادى بها و أىّ المراجِع الماركسية يعتمِدها و أيّها يرفضها و حتى النظرية نفسها ما الذى يقبله فيها و ما الذى يرفضه و غير ذلك من التفاصيل التى يفرضها الوضوح الفكرى عند طرح البرامج الحزبية و الأفكار . |
أعتقد أن إعلان التعاطي مع الماركسية كمنهج أو مرشد - لا كعقيدة كلية- جامدة - يوضح الكثير- ,إستخدام المنهج الجدلي وقوانين الديالكتيك في قراءة والواقع وتحليله والعمل علي تغييره لايسستدعي بالضرورة التسليم بعدم وجود ( أو وجوده) خالق أو وعي -كلي مطلق وراء الكون - فقوانين الجدل كقوانين علمية ليست من "إختراع 'كارل ماركس- أو حتي إكتشافه فقد إستخدمها هيغل قبله - وإعملها في ميدان الوعي والفكري -وقام ماركس بإستخدامها ميدان الواقع الاجتماعي والاقتصادي -والسياسي -- أي أن مجال إستخدامها كان - الواقع - قراءة وتحليلا وتغييرا- ولم توظف أصلا لتفسير نشاة الكون وماوراء الطبيعة - - تثبيت الحزب الشيوعي -إستراتيجيا علي التعددية والديموقراطية ورفض مفهوم الحزب الواحد مطروح من الستينات والسبعينات شأنه شأن كقضية الالحاد والدين وبالتالي لاعلاقة له بالمستجدات التي طرحت في المؤتمر الخامس ! ولم تثار هذه النقطة كمنقصة أو إشكالية فكرية طيلة العقود الماضية لسبب بسيط هو أن الحزب يتعامل مع الماركسية كمنهج - لاكعقيدة صماء ! ** المؤشرات والحدود العامة - للحزب المعني في تعامله مع الماركسية يجسدها برنامجه ودستوره وأدبياته! ** مايهمني كمواطن سوداني - هو تثبيت الحزب علي قضية الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان - ورفض مشروع الاسلام السياسي وتبني الصيغ الوضعية- دستورا وقانونا والوقوف في خندق الاستنارة والتقدم - النضال من أجل السلام العادل والتنمية وقضايا الجماهير الاساسية - وفي أعتقادي أن التدين والالحاد مسألة شخصية بحتة -وبالتالي أعضاء الحزب الشيوعي غير مطالبين -بالوقوف أمام محكمة تفتيش ضمائير لإعلان الحادهم أو إيمانهم وأن حزبهم ليس مطالبا بإصدار نشرة توضيحية يعلن فيها موقفه من وجود الله- -هذه الملاحظة الاخيرة- عامة وليست وجهة لشخصك- قلت في هذا
Quote: نعم الحزب الشيوعي ضد إستغلال الدين في السياسةأو كأداة سالبة ومدجنة أو مكرسة للامر الواقع- ولكنه وبالقطع لايقف ضد العبادات والتدين الشخصي ولم ولن يحاربه ! ولا أتوقع أن يتحول الحزب الشيوعي لكيان طوباواي يرفع شعار - الدين خرافة والدين أس البلاء - إجتثوا الدين من جذوره !! - لايوجد اله أنكم تعبدون وهما! _ المادة سابقة للوعي والمثال.إذا الله غيرموجود ! - هيا فلنترك الظلم والفساد والإستبداد والإستغلال والفاشية والموت والدمار في الارض وفي الوطن ولنحشد الجيوش والأقلام لمحاربة الله في عليائه! - توجيه لكوادر الحزب الشيوعي في الأسافير-أتركوا الانقاذ وقضايا وهموم شعبكم وإنغلقوا في صالونات مترفة تناقش وجود الله من عدمه وضرورة تلحيد المجتمع !** |
وأضفت
Quote: الحزب الشيوعي وببساطة - جعل من الأرض ميدان صراعه ! الحزب لايصارع السماء - وإنما يصارع الإستغلال والفقر والمرض ويسعي لتغيير الواقع المعاش لواقع أفضل تسوده العدالة الإجتماعية والحرية والمساواة والعيش الكريم! هذه هي القيم التي يسعي الحزب للتبشير بها- فالحزب ليست مهمته الترويح للالحاد وإجتثاث الاديان ومحاربة المؤمنين ! - ونأتي لإستغلال الناس بإسم الدين وتغبيش الوعي بإسم المعتقدات وتحويل الدين لاداة تكبح ل عجلة التقدم الخ هذه الممارسات يتم تغيرها جذريا عند الشيوعيين بتغيير البنية التحتية- أي الواقع الإجتماعي والإقتصادي- لا بالإنكفاء علي مصارعة البنية الفوقية= الدين, ومحاربة طواحين الهواء !** من الفروق الاساسية بين فلسفة فورباخ والعدميين والفوضويين ومابين الماركسية هي كيفية التعاطي مع الأديان! ** مسألة أولوية المادة أو الوعي في الوجود- من المنظور الماركسي ليست ملزمة للحزب الشيوعي طالما أنه قد تعامل مع الماركسية كمنهج لقراءة وتحليل الواقع وليس كعقيدةجامدة تؤخذ بكلياتها! |
** أقول هذا من موقع الرصد والمتابعة والإطلاع الذاتي بالاضافة لدراستي الأكاديمية للماركسية ضمن باقة من الفلسفات الاخري- ولك من فائق الإحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: وليد زمبركس)
|
كتب هشام ادم
Quote: . المادية التاريخية لا علاقة لها بقضية وجود أو عدم وجود إله، فهي، على هذا، غير معنيه هنا بهذا الشيء، ولكن هل يُمكن الفصل بين المادية التاريخية والجدلية فعلًا؟ ودعني أتوقف عند هذه العبارة بالتحديد من كلامك: "ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة سترفض الميتافيويقيا"(انتهى الاقتباس) والحقيقة أنَّني لا أفهم كيف يُمكن أن تُفضي المادية الميكانيكية إلى الإلحاد أو رفض الميتافيزيقا(!) من الواضح أنَّ المادية الميكانيكية هي على النقيض من المادية الجدلية؛ ففي حين تقول المادية الديالكتيكية أنَّ أي ظاهرة بكل تمظهراتها وتغيّراتها هي نتيجة حتمية لحركة وطبيعة التناقضات داخلها، فإنَّ المادية الميكانيكية تفترض "أسبابًا خارجية" هي من تُسهم في خلق التغيير. فكيف لفلسفة كهذه أن تُفضي إلى رفض الميتافيزيقا؟ |
وهذا الاعتراف الاول ان المادية التاريخية لاعلاقة لها بالالحاد وانها مهمومة بدراسة الواقع ثم كتب هنا الاعتراف الثانى
Quote: : الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات، |
ثم يؤكد على ذلك بالاقتباس الاتى
Quote: وبذلك يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض، نقد الدين إلى نقد الحقوق، ونقد اللاهوت إلى نقد السياسة. * مقطع من مقدمة "نقد فلسفة الحقوق عند هيغل" (ترجمة مجلة "النقطة"، باريس 1983) |
وبعد ده كلو يقول مامتسقين لانهم ملحدين وداسين الحادهم ثم يسأل السؤال التالى
Quote: إلَّا أنَّ كلامكَ هذا يجعلني أطرح عليك سؤالًا: كيف؛ إذن تُفسِّرون الدين (على اعتبار أنَّه ظاهرة اجتماعية) ماديًا وجدليًا؟ أعني هل تعتقدون أنَّ مصدر الدين مصدر سماوي أم ترون أنَّه صنيعة بشرية؟ |
الماركسية ياهشام يصعب تعريفها مابين من يقول نظرية واخرون انها منهج وبعضهم انها طريقة تفكير ولذلك قراءتنا وفهمنا لها تختلف من شخص الى اخر ومن حزب الى منظمة وهكذا الموقف من الدين مختلف حوله ولا استطيع ان اعطيك راى قاطع لانه وبكل تأكيد هناك ملحدون ماركسيون واخرون مؤمنون ولكلن حجته ويهمنى هنا موقف الحزب الشبيوعى الذى يقتدى يالماركسية كمرشد الحزب كمنظة مدنية غير معنى ولا يمكن ان يوصف انه مسلم او مسيحى او ملحد انه حزب سياسى بالدرجة الاولى يتعامل مع واقع سودانى يلعب الدين فيه دورا مؤثرا وبالتالى الحزب غير معنى ابدا بمخاطبة الناس ان دينهم هذا ماهو الا ظاهرة اجتماعية وصنيعة يشرية لان ذلك اصلا ما موضوع صراعنا ولا ينبغى ان يكون وفق الفهم الماركسى واتفقت انت فيه معنا بالاقتباسات التى اتيتك بها اعلاه من كلامك ولكن اى الحزب معنى بالتعامل مع الواقع الموجود اى ان هناك اديان تحترم لانها جزء من صراع الارض وبفترض ان لا نتجاهلها بل ونشير الى ما تهدف اليه من مقاصد كلية نبيلة فما المشكلة اذا قلنا ان القران فى اياته الكريمة يدعو الى العدالة والمساوة وان النبى محمد (ص) كان قدوة وان المسيح وبوذا وغيرهم من الانبياء ضربنا بهم المثل هل هذا يقدح فى اتساقنا الفكرى الم يشيد انجلز بمهدى الخرطوم الم يحارب الماركسيون جنب الى الى جنب مع القساوسة فى امريكا اللاتينية كدى حاول اقرأ مرة اخرى كتاب حسين مروة عن النزعات المادية فى الفكر العربى الاسلامى او كتب الطيب تزينى و مهدى عامل اذن الحزب الشيوعى السودانى فسر الماركسية فى برنامج اجمعت علية العضوية وهذا البرنامج هو الملزم اما اذا راى عضو ان له فهم اخر للماركسية وانها قادته للالحاد فان مجال صراعه المؤتمر لبطرح راية ويغير البرنامج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: رؤوف جميل)
|
تصحيح خطأ غير مقصود حيث عبارتى بفترض تكتب كالاتى : "ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة ستقبل الميتافيويقيا اى ستقبل بدلا عن سترفض اسف للسهو الذى غير المعنى وحاول ان يذايد به هشام بدلا من فهم السياق الرجل اتى ومعه حبل المشنقة وبدل الاعتذار يضحك هذا ماكتبه وفهمته ولو عندو تفسير اخر يقولو
Quote: Quote: وعمومًا، ورغم أنَّ سؤالكَ لا علاقة له بموضوع البوست، ولا أراه إلَّا محاولةً للتشتيت وإرخاء حبل المشنقة عن عنق الشيوعيين السُّودانيين؛ إلَّا أنَّي سوف أُجيبكَ، ومن الفلسفة المادية ذاتها |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: رؤوف جميل)
|
Quote: الحزب كمنظة مدنية غير معنى ولا يمكن ان يوصف انه مسلم او مسيحى او ملحد انه حزب سياسى بالدرجة الاولى يتعامل مع واقع سودانى يلعب الدين فيه دورا مؤثرا وبالتالى الحزب غير معنى ابدا بمخاطبة الناس ان دينهم هذا ماهو الا ظاهرة اجتماعية وصنيعة يشرية
|
يا رؤوف الحزب السياسي بتاعكم منظمة مدنية بمعنى إنها من منظمات المجتمع المدني ؟
ولا قاصد شنو بالضبط بإنه منظمة مدنية
لأت الحزب السياسي حزب سياسي عنده عضوية بتخضع لشروط برنامج سياسي محدد وهناك فرق بين منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية
إلا لو كان حزبكم ترك دوره كحزب سياسي وعايز يبقى منظمة من منظمات المجتمع المدني !
عشان ما تجوا تجدعوا ليكم كلام ساكت وإنشاء هنا وتمشوا فهمونا لأنكم دايماً إنتوا البتفهموا !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: Asim Fageary)
|
Quote: يا رؤوف الحزب السياسي بتاعكم منظمة مدنية بمعنى إنها من منظمات المجتمع المدني ؟
ولا قاصد شنو بالضبط بإنه منظمة مدنية
لأت الحزب السياسي حزب سياسي عنده عضوية بتخضع لشروط برنامج سياسي محدد وهناك فرق بين منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية
إلا لو كان حزبكم ترك دوره كحزب سياسي وعايز يبقى منظمة من منظمات المجتمع المدني !
عشان ما تجوا تجدعوا ليكم كلام ساكت وإنشاء هنا وتمشوا فهمونا لأنكم دايماً إنتوا البتفهموا ! |
Political parties are an important part of civil society in a democracy. Parties organize and support political participation of individuals – both voters and candidates. For the voter, they simplify the process. http://worldsavvy.org/monitor/index.php?optio...ntandid=173andItemid=306
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: بدر الدين احمد موسى)
|
يا بدر الدين يا صديق ما تخم لي من الإنترنت وتجبيب
قول لي إنت ر ايك شنو
ولا متفق على الكلام الجبتوا مبتور دا بالحرف ؟
لمن نقول الحزب منظمة مدنية كدا إطلاقاً دا كلام ولمن نقول منظمات المجتمع المدني وإنه الأحزاب ليها دور فيها بتفرق من إنه الأحزاب تكون هي ذاتها في حد ذاتها
منظمات مجتمع مدني لأنه في أحزاب مجتمع مدني دي ذاتها ما بتعترف بيها وبالذات الأحزاب العقائدية
فصل لينا رايك إنت وسيبنا من الخم بتاع الروابط الإلكترونية لأنها آراء خاضعة للقبول والرفض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: Asim Fageary)
|
ولو عايز الخم من النت نجيب ليك
Quote:
Civil Society - Not Political Parties - Provide Important Political Stimuli Today
In Conversation: Serge Embacher
Civil Society - Not Political Parties - Provide Important Political Stimuli Today As a result of the professionalization of politics, there is a widening gap between the parties’ elites and their bases. Opening up political parties to civil society and its practitioners could remedy this situation. But for this to work, parties must no longer see “engaged citizens” as belonging to an enemy camp.
On the sidelines of the “Open Base” workshop, we talked with Serge Embacher, a Berlin-based political scientist and author, about how political parties and civil society can move towards, and benefit from, each other. Seeking to counteract the lack of interest in political engagement, the “Open Base” initiative in late January 2013 brought together representatives of all political parties for a discussion on the topic of member recruitment and involvement.
BMW Foundation: What is your personal motivation to be politically active?
Serge Embacher: I am guided by a strong sense of justice and the observation that the world is organized rather unfairly. This has to do with where I come from. I come from a humble background, what today would be called a “socially disadvantaged background.” But I went to school in the 1970s and 1980s and had the opportunity to make something of my life. Already then I felt strongly that this was due to a certain educational system, certain support mechanisms. In the Social Democratic decade of the 1970s, school students, for example, received BAfandouml;G [a student loan]. The idea was that everybody, no matter from what background, should take control of his or her life or have the opportunity to do so. When I look at people today who come from the same background, they have a much harder time. That, for me, is a very strong motivation. I believe that the world is organized in a highly unfair manner: unfair distribution, unfair opportunities. It is something I think about a lot and am not willing to accept.
To what extent does an active civil society come closest to your ideal of a fairer society?
I believe that one should not wait for things to happen on their own, but that one should take control of one’s fate and that of others. Here, a lot has happened in Germany in recent years. Civil society is more active now than it was during the former Federal Republic of Germany. For me, civil society today is the sector that provides political ideas and inspiration. All relevant stimuli and initiatives towards more justice, a fairer distribution of wealth, a fairer tax system, better social benefits, and so on come from civil society and no longer – unfortunately, I have to add –, from political parties, including my own. My affiliation is with social democracy, but there is not enough of it. The political parties need the support of, and stimuli from, an active civil society.
What then is the role of political parties in civil society?
Parties sit in parliaments, in governments, so they dominate our political life public life. That is fine with me. But they also should make sure to represent their base. In order to ensure that parties do not lose touch with their bases and essentially end up governing against the majority of the population, actually the only thing for them to do is to increasingly take their cue from civil society. In reality, however, one often has the impression that an engaged civil society is perceived as an “enemy camp.” For me, this is a rather problematic perception. We used to be beyond that. What is at stake is precisely what Willy Brandt meant in his policy declaration of 1972 when he talked about “daring more democracy.” But many have forgotten that committed, engaged citizens are an enrichment for society, not a nuisance.
The political elites and the parties’ base seem to move further and further apart. Why is that and how can we overcome this division?
In my view, this has to do with the advanced professionalization of the political sector, combined with a highly problematic media discourse. People in high and top-level positions have the problem that they need to follow a certain internal logic, of politics or of the press coverage about politics. Therefore, they do not openly communicate certain things or they believe, in any case, that they cannot do so, since it might have a negative effect on their party or their own position. Let’s take, for example, the current debate about Rainer Brüderle and the sexism charges against him: He could have come across as highly likeable and at ease if, at yesterday’s reception of the North Rhine-Westphalian FDP, he had said: “Guys, I am sorry, I guess I have to reflect on my role as a man and my ways of dealing with women.” That would have been great! But regardless of what Mr. Brüderle is thinking (and I don’t know what he is thinking), the internal logic of the system makes such a thing impossible, because he knows that the next day’s headlines will be along the lines of “Brüderle caves in” or “Brüderle capitulates to the women’s movement” or some such negative comment. This is the problem, and I don’t have a solution for that. The problem is that there is this media discourse, this profit-oriented idea of “What will tomorrow’s headline yield?” rather than, “What kind of communication would be meaningful and important?” But I think that politics should confront this discourse more openly and with more authentic communication.
What will you take away from the discussions in the “Open Base” workshop?
I think it’s wonderful that people from across the political spectrum are gathered in this workshop to talk and discuss with each other. Such behavior is utterly untypical in party politics. Normally, parties present themselves as always being in the right and are eager to lay the problem at someone else’s feet. The fact that we are here and that we are saying: “We have to figure out how we relate to society and what our problems are, including to survive as political parties in the long run” is a really good thing.
Where do you see opportunities for further developing the “Open Base” idea?
The problem is that, after a certain point, especially the closer we get to elections, parties always fall back into fighting mode. So I am skeptical about a lasting cooperation in the future. But maybe we can develop something like politically neutral tools. Each party has member representatives, each party has PR advisers and communications experts who should be responsible for that – and also for integrating the parties into their social environment. If parties let themselves in for that, that might really be something new. This way it might be possible to agree on new rules of fairness, on dealing fairly with each other, and on a communication culture of sorts.
How can foundations support an active civil society?
“Foundations” is a very broad term, so let’s talk about operating foundations. I think it would definitely be a good idea if they tried to bridge the gap to the political parties. Instead of distancing themselves by saying, “we don’t work with parties, because that’s the responsibility of party-affiliated foundations,” it would be better to say: “We see parties as a part of civil society and as such – only as such (let’s forget about their power machineries for now) – we will try to involve them in debates of general interest: education, opening schools for civil-society engagement, job sponsorship, school-to-education and school-to-work transition all the way to community organizing, in sum: how to prevent the downward slide of whole neighborhoods. I believe that parties might go along with that. But it is a highly ambitious undertaking.
Serge Embacher is author of the book "Baustelle Demokratie. Die Bürgergesellschaft revolutioniert unser Land" published by the Kandouml;rber Foundation.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: Asim Fageary)
|
عاصم فقيري
تحياتي
يا عاصم كل المنظمات و التنظيمات التي تنشأ من اتحاد افراد او مجموعات من المواطنين لتحقيق اي هدف في المجتمع (الدولة) تسمى منظمات مجتمع مدني بما فيها الاحزاب السياسية ياخ الانا جبتو ما خم يا عاصم شوف الروابط. واحد من منظمة كارنيغي المعروفة عالميا يعني الحكاية انا ما بمشي اجيب اول حاجة تلاقيني, و انما استشهد بمراجع حجج في المجال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: هشام آدم)
|
هشام آدم سلام
ليس هناك موقف "شخصي" من الحزب الشيوعي ؛ ولا ينبغي ان يكون .. موقفي من الحزب الشيوعي تحكمه ايدلوجيته وممارسته وبرنامجه الخ ؛ وايدلوجيته ايدلوجية شمولية وقهرية ؛ وبرنامجه غير واضح وفيه نزعات دولتية صارخة وفي المحصلة هو مضر بانسان السودان؛ وممارساته غير متسقة ومتناقضة وفي اغلبها مضرة بالنضال الديمقراطي والوعي الديمقراطي.
الحزب الشيوعي السوداني ليس حزبا ديمقراطيا ؛ وموقفه من الحرية الدينية نفعي وانتهازي وغير واضح ؛ والشيوعيون يظهرون غير ما يبطنون ؛ ويتراجعون عن المبدئي لصالح التكتيكي ؛ ولا يمكن الوثوق بهم في اي قضايا مبدئية ؛ وذلك لسيطرة منهج نفعي انتهازي تم ترسيخه وسطهم لمدة الاربعين عاما الاخيرة ؛ وذلك في كل قضايا الفكر او البرامج او الاستراتيجية او التكتيك ؛ ولذلك اصبح هذا الحزب جزءا رئيسيا من الازمة السودانية .
هذا لا ينفي ان اغلب الشيوعيين هم اناس مناضلون ولكنهم مغيبون ولا يستطيعون ولا هم مؤهلون لاصلاح الاخطاء الموجودة في حزبهم؛ وهذا لا ينفي وجود بعض الايجابيات لهذا الحزب في التاريخ السياسي السوداني؛ وبعض المواقف السليمة له هنا وهناك. ولكن كل هذا يضيع بسبب من السبهللية وروح الاستهبال وعدم الوضوح ومسك العصاية من النص والمحافظة الاجتماعية التي يسلكها هذا الحزب . وما تتحدث عنه هو فقط بعض اعراض الأزمة.
لك التحية
Quote: لا أُفشي سرًا إن قلتُ إنَّني كنتُ مُتأكدًا من ضرورة حضوركَ في هذا البوست. أنا شخصيًا، لا عداء لي "شخصي" مع الحزب الشيوعي السُّوداني ، رغم أنَّه كان من الواجب أن يكون، ولكن أنا هنا لا أُحاول مُناقش الحزب الشيوعي السُّوداني، بقدر ما أُناقش كوادره وأعضاءه وأن أختبر اتساقهم من عدمه مع الأُسس الفلسفية التي من المُفترض أنَّهم ينطلقون منها أو يقفون على أرضيتها، وهي المادية الفلسفية. أنا يكفيني، هنا على الأقل، ما ذكره الحزب في مُؤتمره الخامس (وقام الأخ كمال عباس) بنشر الجزء الخاص المُتعلق بموقفهم من الدين، بصرف النظر عن موقفي منه: مُصدِّق أو مُكذِّب، فسؤالي المُهم هنا: كيف يُمكن أن يوجد شيوعي مُسلم أو مُتدين أصلًا؟ |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد (Re: Abdel Aati)
|
العزيز كمال عباس تحيِّاتي
أنا لا أتحدث عن التشريعات الطقوسية الخاصة بالعبادة، ولكنني أتكلم عن القوانين الدينية التي تتعلق بالمعاملات العامة مع الآخرين، فهي التي يتم استخدامها بصورة سيئة، ويتم استغلالها في العمل السِّياسي أيضًا، ويتم استخدامها لتبرير الاضطهاد والتمييز بين أفراد المُجتمع.
محبتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
|