دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الميتاكورة في الإعلام المصري
|
هشام آدم كثير من الأقلام السودانية ضلت على الحياد خلال أحداث وتداعيات المباراة التي جمعت بين منتخبي مصر والجزائر، لأن للسودان والسودانيين علاقات طيّبة بكلا الشعبين وكلتا الدولتين، ولم تشأ أن يتعدى الأمر حدود أدبيات وأخلاقيات اللعبة إلى حرب ملاسنات إعلامية يُجر إليها السودان رغم الإشارات التي لوّح بها الإعلام المصري بعد خروج تقرير إقامة المباراة الفاصلة في الخرطوم، وأبدت ارتياحها التام لهذا القرار لاعتبارات مُحددة. وربما تجدر الإشارة هنا إلى تلك التلميحات التي ضلّ الإعلام المصري يلوّح بها إبان الحفل الختامي لتوزيع جوائز المهرجان الإعلامي الذي انعقد في القاهرة في الآونة الأخيرة.
ضلت الأقلام السودانية –الإعلامية على وجه الخصوص- مُحايدة تماماً، ولم تشأ أن تتدخل فيما جرى سواء في العاصمة الجزائرية أو حتى في العاصمة المصرية. وكنتً –بصورة شخصية أحاول البحث عن أيّ إشارة أو تداول لتداعيات وإرهاصات مباراة الجزائر ومصر الأخيرة في القاهرة على القنوات الفضائية السودانية غير أنني لم أجد لذلك أيّ أثر سوى ما تم تداوله عن الناحية التنظيمية للمباراة في برنامج (البحث عن هدف) بقناة النيل الأزرق للإعلامية ميرفت حسين والتجهيزات التي يقوم بها نادي المريخ بإدارة رئيسها الأستاذ جمال الوالي.
شهدنا في الأيام التي سبقت المباراة الختامية في إستاد المريخ بمدينة أمدرمان تراشقات واتهامات إعلامية متبادلة بين مصر والجزائر في ظل غياب تام للمصادر الموثوقة، وفي ظل غياب تام كذلك لدور الدبلوماسية العربية بما ينفي أو يُثبت ما حدث في إستاد القاهرة الدولي من اعتداء على البعثة الجزائرية، وفيما أصرّ الإعلام الجزائري على وجود اعتداءات واضحة وصريحة لأفراد البعثة، نفى الإعلام المصري حدوث ذلك، دون أن تكون هنالك تصريحات من جهات رسمية لدى البلدين بثبوت أو نفي ما يتم تداوله في أجهزة الإعلام، وبدا الأمر وكأنها حرب إعلامية من الدرجة الأولى. وتبادلت وسائل الإعلام المصري والجزائرية على السواء الاتهامات: فاتهم الإعلام الجزائري مصر بالتعتيم الإعلامي واتهم الإعلام المصري الجزائر بالتصعيد والتهويل.
وبصرف النظر عمّا جرى في القاهرة فإنه من المعلوم لدى الجميع بأن مصر قدمت السودان ضمن خياراتها للدولة التي من المفترض أن تستضيف المباراة الفاصلة، كما قدمت الجزائر كلاً من تونس والمغرب ضمن خياراتها، ووقعت القرعة على السودان، ومنذ تلك اللحظة والسودان يتأهب لاستضافة المباراة واستقبال وفود بعثات ومشجعي البلدين بنفس الحياد الذي تابع به مجريات الأحداث منذ البداية، ورغم إمكانياته المادية المحدودة؛ إلا أنه حاول قدر المستطاع تجنيد وتوفير كافة الوسائل الأمنية التي تكفل إقامة المباراة بأقل خسائر ممكنة سواء في الأرواح أو الممتلكات.
ولن أتحدث عن إجراءات الضيافة والاستقبال الذي قامت به دولة السودان لكلا الجانبين سواء من أفراد البعثات أو حتى المشجعين؛ فذلك واجب الدولة المستضيفة لأيّ حدث كروي كهذا الحدث، وهو أمر مفروض عليه، إلا أنني هنا أتكلم عن تعامل الشعب السوداني ووسائل الإعلام السودانية مع هذا الحدث دون أن ننسى البيان الذي أصدرته هيئة علماء السودان بضرورة استضافة المقتدرين من أبناء الشعب السوداني لجمهور المنتخبين، وحثها للجميع بالالتزام بالحياد وعدم الانحياز، بصرف النظر عن موقفنا تجاه هذا البيان؛ إلا أنه يُعبّر عن طريقة محايدة للتعاطي مع هذا الحدث الكروي الكبير الذي تشرّف السودان باستضافته.
وبعيداً عن كل الإجراءات الأمنية القصوى التي اتخذتها أجهزة الأمن والشرطة السودانية في سبيل توفير المناخ الأمني المطلوب لمثل هذا الحشد الهائل؛ وبعيداً عن كل الجهود والإمكانيات المبذولة في سبيل الخروج بهذه المباراة في صورة مشرّفة بتاريخ المنتخبين المصري والجزائري على حدّ سواء، وبطريقة تليق بهذه اللعبة الشعبية واسعة الانتشار، وتليق بالسودان كدولة مستضيفة إلا أننا نقف على التناقض وردود الفعل المزعجة الذي تعاملت به وسائل الإعلام المصري عقب انتهاء المباراة، وما تناولته من أنباء لاعتداءات من قبل الجمهور الجزائري على بعثتها الشعبية والرسمية في الخرطوم، وإلقاء اللوم على الحكومة السودانية وعلى قوات أمنها.
وقد تابع جميعنا بعض التصريحات غير المسئولة التي أدلها بها صحفيون وإعلاميون مصريون في هذا الصدد الأمر الذي يحاول إلقاء اللوم على السودان وعلى قوات الأمن السوداني وتحميله تبعات ما حدث إن كان ذلك صحيحاً.، وهو ذات الأمر الذي حاولت وسائل الإعلام المصرية من قبل تجنب الحديث عنه إزاء الأحداث الذي تمت في القاهرة ضد الجمهور الجزائري وحاولت الاستخفاف به ونفيه. ولستُ هنا لأؤكد أو أنفي ما حدث ولكن أحاول فيما يلي الإشارة إلى موقف وسائل الإعلام المصرية المتناقض تجاه السودان في مرحلة ما قبل وما بعد المباراة، وهو الأمر الذي كنتُ أخشاه منذ أن وقع الاختيار على السودان لاستضافة هذه المباراة المشئومة.
إن الغزل الصريح الذي كانت وسائل الإعلام المصرية تتوجه به للسودان كان رسالة خفية لم أفهم مغزاها رغم التساؤلات الكبرى التي كانت تفرض نفسها بقوة وقتها، إزاء موقف السودان من هذه المباراة وإزاء تبعات نتائجها. لقد دأبت وسائل الإعلام المصرية على إشهار كرت وحدة مصير أبناء وادي النيل والتلويح بالعلاقات التاريخية والشعبية بين مصر والسودان وهم يعلمون تماماً أن العلاقة بينهما كانت وما تزال علاقة صراع على الموارد الجغرافية والمائية، فمازالت أزمة الحدود مستعرة حتى اللحظة، وكذلك مشكلة نصيب مصر من مياه النيل وتداعيات هذه الأزمات التاريخية الكبرى، الأمر الذي جعل بعض المسئولين المصريين يلوّحون بطريقة مستفزة بتدخل عسكري لحل الاشتباكات المتوقعة، متجاهلين بذلك سيادة الدولة السودانية وأن مثل هذه التصريحات غير المسئولة قد تكون إشعالاً لفتيل أزمة حقيقية بين البلدين.
أقول هذا الكلام وفي الخاطر تتجدد مأساة 30 ديسمبر 2005م والطريقة التي تعامل بها الأمن المصري مع اللاجئين العُزل المعتصمين بحديقة مصطفى محمود بالمهندسين أمام مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. أتساءل عن مبدأ الكيل بمكيالين والذي تتعامل به وسائل الإعلام المصرية مع السودان والسودانيين. أعلم أن الشعوب بريئة من كل ما يجري، ولكن عندما يُصبح الكلام على مستوى المسئولين والأجهزة الإعلامية فإن الأمر يجب تناوله بشيء من الجدية.
أرفض بشكل قاطع تلك التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام المصري أنس الفقي والسفير المصري لدى السودان عفيفي عبد الوهاب حول إمكانية إرسال قوات خاصة لحماية الجالية المصرية بالسودان وحماية البعثة الرياضية، وأعتبره مساساً سافراً بسيادة السودان وتشكيكاً وطعناً في القدرة الأمنية للقوات السودانية التي بذلت ومازالت تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على أمن البعثات والمشجعين من كلا الطرفين: المصري والجزائري.
كما أدين وبشدة تلك التلميحات السخيفة التي لوّح بها الإعلامي المصري غير المسئول عمرو أديب عبر برنامجه على قناة نايل سبورت وما تناولته بعض القنوات المصرية والتي تحاول تعليق هزيمتها الأخيرة على أعناق السودان والسودانيين، وتلك الإشاعات المغرضة التي يُطلقها المُراهقون الإعلاميون من وجود حالات إصابة ومواقف متأزمة في مطار الخرطوم ضد الجماهير المصرية، رغم نفي الدكتور محمود علي (المستشار الطبي للسفارة المصرية في الخرطوم) هذه الشائعات التي تهدف في أساسها إلى التشكيك بقدرة السودان على استضافة مثل هذه المناسبات وقدرتها على حماية ضيوف أرضها الكرام من الجانبين: المصري والجزائري، وأتمنى أن يتحلى الإعلاميون المصريون بالروح الرياضية وأن يتقبلوا الهزيمة بصدر رحب وألا يُلقوا هزيمتهم تلك على الغير. وأرجو ألا يمتد هوس الكرة إلى ما هو أبعد من ذلك.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: هشام آدم)
|
كلام سليم استاذ هشام آدم فعلا الاعلام المصرى هو سبب بلاوى مصر ظلت تحرض ضد الجزائر والجزائريين منذ فترة طويلة ام نحن فى السودان الحديقة الخلفية بتاعهم فشماعة الهزيمة نحن قبل يومين حضرت حديث لاعلامى المصرى الكبير وائل الابراشى يطالب فيها المصريين بالتخلى عن النرجشية الزائدة واستفزاز العرب دائما بانهم الرواد فى كل شى وان المصريين دوما فى القمة وما الى ذلك من اساليب التعالى والتعصب , كل ذلك جلب الى المصريين كراهية العرب لهم . قبل يومين فى موقع جريدة الرياض السعودية وكان الخبر عن مباراة الخرطوم لاحظت معظم السعوديين يشجعون الجزائر وكل ذلك يرجع الى نرجسية المصريين ولسانهم الطويل الزائد عن الحد.
اما الاعلامى المتعصب عمرو اديب هو اهم واحد ساهم فة تعليب الشارع المصرى ضد الشعب الجزائرى منذ فترة فكان يستفز الجزائريين بانهم لاشى دون مصر وان مصر حررهم وان ......وان0000 فى سقوط مهنى كبير وعدم وعى بخطورة ذلك فى هذا العصر وفى قناة فضائية وهذا الشخص قبل فترة تعرض لغضبة الجمهور المصرى عندما اتهم لاعبى المنتخب المصرى بالقيام بمخالفات غير سوية فى الفندق فى كاس القارات بجنوب افريقيا اذن هذا الاعلامى جاهل فيجب الرد عليه بكل القوة من السودانيين. ايضا من الاعلاميين الذين عباوا الشارع المصرى خالد الغندور ومدحت شلبى.
قبل عامين عندما سحق الهلال الاهلى المصرى فى امدرمان 3/0 لم يتحمل المصريون الهزيمة وكالعادة ظلوا يتحدثون فى برامجهم لساعات عن عرض الحضرى للضرب من الجماهير السودانية رغم ان هذا لم يحدث. هكذا هم المصريون دائما السودان شماعتهم لتبرير فشلهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: ياسر يحى عبد الله)
|
عندما ادعى الإعلام الجزائري تعرّض المشجعين الجزائريين للاعتداء في القاهرة وظهور بعض اللاعبين في الأجهزة الإعلامية وآثار دماء وجروح بادية عليهم، علّق الإعلام المصري بأن ذلك ما هو إلا فبركة إعلامية قاد لها رئيس إتحاد الكرة الجزائري محمد روراوة ونالوا من شخصية الرجل ووصفوه بأنه مثير للفتن، وكان أُس المشكلة أن الشعب الجزائري الذي يثق بأجهزته الإعلامية كان في انتظار توضيحات من قبل الجهات المسئولة في مصر لتوضيح الحقائق أو تقديم اعتذارات صريحة لهذا الفعل الذي قام به مجموعة من مشجعي كرة القدم المتعصبين، إلا أن وسائل الإعلام المصري نفت حدوث أية إصابات بل وذهبت إلى القول بأن هذه الأحداث مفبركة وبأن الدماء لم تكن سوى "صلصلة طماطم" وأفادت أن التحقيقات الجنائية التي قامت بها الجهات الأمنية أكدت أن الكسر الذي لحق بزجاج الحافلات التي كانت تُقل البعثة الجزائرية إنما تمّ من الداخل؛ كُل ذلك دفع الأجهزة الإعلامية في الجزائر إلى اعتبار ذلك استخفافاً بالعقول واستهانة بما لحق بأعضاء البعثة وبعض المشجعين الجزائريين. ولا ننسى أن الأمر بدأ فعلياً في العاصمة الجزائرية والأحداث التي جرت على أرض الجزائر عقب خروج مصر مهزومة من تلك المباراة وفي مكان ما من هذا المنبر هنالك عرض فيديو يوضح ما قام به اللاعب المصري حسام حسن من اعتداء بالضرب على الحكم والإساءة الواضحة التي وجهها للمشجعين الجزائريين.
اليوم الإعلام المصري يُمارس نفس الشيء تقريباً، فهو يُلفق الحقائق ويدعي أن البعثة المصرية تعرّضت للضرب من قبل المشجعين الجزائريين وأن هنالك إصابات خطيرة وربما قتلى وجرحى، وهو نفس السيناريو الذي استهزأت به من قبل عندما صدر عن الجانب الجزائري، وجاء في عناوين صحفها المحلية. والحقيقة أن وصول الأمر إلى هذا الحد قد لا يخرج من كونه ممارسات شاذة لبعض المتعصبين والمهووسين للعبة كرة القدم خاصة في ظل الشد العصبي الذي شهدته المباراة سواء في العاصمة الجزائرية أو في القاهرة، ولكن أن يصل الأمر إلى إقحام السودان في هذه المهزلة فهو الأمر الذي أستغربه من الجانب المصري وجانب وسائل الإعلام المصرية على وجه التحديد. فما علاقة السودان بالأمر؟ إن القوات الأمنية السودانية قامت منذ اللحظات الأولى لإعلان إقامة المباراة على أرضها وحتى لحظات كتابة هذا التعليق بتوفير كافة الوسائل الأمنية اللازمة لتأمين المشجعين من الطرفين حتى مغادرتهم البلاد ولا يحق لوسائل الإعلام المصرية بأيّ حال من الأحوال إقحام السودان بهذا الشأن، ولا أن تحمّله تبعات هزيمته متحججة بأن مساحة الملعب أصغر من اللازم، أو تحيّز الحكم للمنتخب الجزائري، أو بأن قوات الأمن السودانية غير قادرة على تأمين رعاياها ومشجعيها. وهذا الأمر هو ما أعتبره خروجاً عن تقاليد اللعبة، وتصعيداً للأمر لما هو أبعد من كرة القدم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: هشام آدم)
|
مقال خطير جداً له بقية بقلم: شرف الدين شكري
مسلسل إعلام الكراهية،بين الشعبين المصري والجزائري
"لو كنت أدرك بأن شعبي سيفرح إلى هذا الحدّ، لاشتريت له فريقا "
الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ،عند بداية الانتصارات الأولى لفريق كرة القدم الجزائري في التصفيات المؤدية إلى كأس العالم ،في شهر مارس 2009.
***
لم أحبذ أبدا أن تصل الأمور إلى هذا الحدّ...ولكنني أؤكد للعالم أجمع ،أن وسائل الإعلام المرئية المصرية التي فبركت كل شيء ،ووضعت كل السيناريوهات التي لا يمكن للعقل أن يتخيلها،هي المسؤول المباشر عمّا آلت إليه الأمور بين الشعبين.
ومن خلال تتبعي لبعض بدايات فتيل الحرب التي جرت بين البلدين - إذ لا علاقة لأهداف الكرة النبيلة في أي شيء ،بما حدث- واثقٌ أنا بأن شرارة هذه الحرب اندلعت مباشرة بعد خسارة مصر في الجزائر ، وخسارتها الموالية أمام الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتصارها على الفريق الإيطالي، وتحقيقها لفوز لم يكن متوقعا على بطل العالم، مما دفع ببعض اللاعبين المصريين إلى الاحتفاء بذلك الانتصار في شكل شبابي خالص: أدى ببعض بنات الهوى في نهاية الحفل إلى سرقة الأوراق الثبوتية وأموال اللاعبين المصريين،كي يخسروا فيما بعد أمام الفضيحة التي دفعت بكبار الصحف في العالم إلى استنكار أخلاقيات سلوك أبطال إفريقيا...
طبعا،دفع هذا إلى خسارة الفريق المصري أمام نظيره الأمريكي،كما قلت، خسارة كبيرة بثلاثة أهداف نظيفة، مما أثار نعرة الإعلام المصري الهجين الذي يعتاش على النعرات والفتن، وعلى رأسه عمرو أديب كعينة ظاهرة ،ستكون فيما بعد موضة سيتم تقليدها من قبل العديد من النجوم الآفلة في فضاء الإعلام، والتي تريد معاودة الدخول إلى الساحة. كان عمرو أديب على المباشر حين - بهدل لاعبي- الفريق المصري ،آخر بهدلة، واتهم لاعبيه بأنه، لشدّة انغمارهم في فوضى الجنس، خسروا المقابلة، فلم تتبقى لديهم قوّة يلعبون بها،لأنهم أفرغوها كلها - في فراش الرذيلة - ،فكيف يكون هذا حال فريق " الساجدين" ؟ : طبعا هذا الكلام ،كما جاء على لسان عمرو أديب ..
الحصّة هذه، التي شكر فيها عمرو أديب أخلاق لاعبي المنتخب الجزائري- لأوّل وآخر مرّة- ، وذمّ فيها أخلاق "فريق الساجدين"،دفعت بـ "تيــم" الفريق المصري إلى الاتصال مباشرة بعمرو أديب، وكان على رأسه الكابتن شحاتة وأبو تريكة ، ووائل جمعة والصراخ في وجه مقدّم الحصة، واتهامه بالإستهتار وبالكذب، وبخراب الديار، وبذم رموز وطنية أعطت الكثير من الآمال لشعب مصر...
طبعا ،عمرو أديب لم يتفهّم قوّة الخصم الأمريكي، وأرجع خسارة مصر إلى ضعف القوة البدنية للفريق المصري، متناسيا بأن الفريق الأمريكي تأهل إلى النهائيات، ولعب ضد أقوى الفرق، وفاز عليها،كي يكلل مشواره في كاس القارات الأخيرة (2009) بالكأس في الأخير...لأن عمرو أديب من هواة تصغير " الآخر دوما" واختلاق الأعذار، وتغطية الحقائق ...
وبعد لَيّ أذن عمرو أديب من قبل المخابرات المصرية، تم تغيير خطابه، في الحصّة الموالية مباشرة، ولم يجد بدّا في اقتناص فريسة جديدة تجعل المشاهدين يهتمون به، إلا فريسة اسمها الجزائر .وأنا لا أستطيع أن أصف هول الكلمات، والعنف، والطعن في رموز الجزائر،مثلما قيل في كلمات عمرو أديب، مما سيفتح المجال لاحقا أمام تكالب أعلامي مرئي لا نظير له في القنوات المصرية الخاصة أولا، ثم العامة فيما حين تعقّدت الأمور كي تصبح شاملة في الأخير على جميع القنوات المصرية دون تمييز كدخول مباشر في الحرب.
كل الجزائريين، صاروا بعدها مربوطين إلى هذه الحرب الإعلامية المرئية مباشرة كل يوم عبر شاشاتهم، والتي لم تجد مقابلا لها أبدا في القنوات الفضائية الجزائرية الرسمية التي هي في الحقيقة قناة واحدة، لم تدخل في الصراع حتى الآن رغم كل ما استجدّ في الأمور،وصار يشكّلُ اليوم خطرا إعلاميا لا مسؤول زجب وضع حدّ فاصل له .
في ظل هذا الصراع الكبير للإعلام المصري المرئي الخطير أكثر من أي إعلام مقروء - مهما كان ،حتى لو كان أكبر جريدة عربية، مثل جريدة الشروق التي تجاوز عدد نسخها المليون نسخة يوميا-،لجأ الشعب الجزائري من اجل إفراغ شحنة ردّ الفعل الغائبة إلى تلك الجريدة،كبديل وحيد، رفع لواء التحدي ضدّ الزخم الإعلامي المصري الذي سمح في الأخير بالطعن في كل مقومات الشعب الجزائري، وطرح عدّة أطروحات عنصرية في حق العرب والجزائريين، وبالمثل أصبح الكره يشحذ في الجانب الجزائري ..وهكذا دواليك، وحين احتدم الصراع غير الأخلاقي، وبانت بأن اللعبة الإعلامية،لم تعد لعبة فقط ،وإنما تهديدا لمصالح وأمن وأرواح بشرية، دخل إعلام البلدين شكلا من التناقض الذي يتأرجح بين الإعتذار والمواصلة - الحرب- لأن إعلان أحدهما الاعتذار ،حسب شوفينية كلا الفريقين، يعتبر انسحابا من الميدان، ورميا للمنشفة،وهذا أمر غير مقبول لدا العصبية العنيفة التي عكسها كلا الشارعين : المصري والجزائري...
هنا، ستبدأ السياسة لعبها الصريح. سيشتغل كل فريق لامتصاص آلام شعبه الذي يعاني أزمات جمّة: علما بأن الديبلوماسية الجزائرية ظلّت دوما خارج اللعبة، وحيادية. إلى أن وقع اللقاء المرتقب أخيرا في القاهرة، واقتربت ساعة الحسم. وقبلها بلغت الأمور من التوتّر حدّا لا يمكن وصفه إلا بالخطير جدا،انفجر عبر تصريح رئيس اتحادية الكرة المصرية ،سمير زاهر، وبشكل غير مسؤول أبدا مفاده : أننا سنعمل كل شيء من اجل ربح المقابلة !!!! مدعوما حتى بفتاوي بعض الأئمة المأجورين،الذين شفعوا للخدعة بان تحتلّ مكانها في كرة القدم،كحرب لا بُدّ من خوضها، وبطبيعة الحال،فإن مبدأ الحرب يقوم حتما على الخدعة : كلّ الأدلة موجودة على الفيس بوك ؟
وكانت هذه الكلمة شرارة انطلاق الكارثة لدى مشجعي المنتخب المصري الذين استقبلوا الفريق الجزائري، استقبالا لا يمكن تصديقه أبدا، ولا يمكن وصفه إلا بمحاولة الشروع في القتل. كل الأدلة الجنائية- الخارجة طبعا عن التقرير الجنائي المطبوخ سلفا-، والمرئية المصوّرة عبر العديد من زوايا الكاميرات التي لم تراقبها الأجهزة الأمنية المصرية، ولم تحتسب لها حسابا، وتم بثها عبر الفيس بوك، وكل القنوات الغربية، والجروح العميقة التي تعرّض لها الفريق الجزائري(حلّيش : خمسة غرز في جبهته، لموشية: سبعة غرز، صايفي وأربعة آخرون عانوا من كدمات كبيرة في أيديهم وأرجلهم)، ولم يقل في حقهم أي إعلامي مصري ،كلمة حقّ،إلا البعض الذين تمّ إسكاتهم بشكل مفضوح في قنوات الفتنة تلك، دلّت على بدء المعركة، في الميدان حقا، وبخاصة بعد دخول أعضاء الفريق الجزائري إلى الميدان بتلك الجروح،وتلك الندوب أمام مرأى العالم كله الذي استنكر ذلك...إضافة إلى القفز فوق النشيد الوطني الذي لم يُحترم في استاد القاهرة، ولم يُسمع له رنين، وعزْل مشجعي الفريق الجزائري- رغم قلّة عددهم التي لم تتجاوز الألفي مناصر ،مقابل الثمانين ألف مناصر مصري- في ابعد نقطة من الملعب، في مكان عليّ، تم زرع مناصرين مصريين تحته، كي يُكتَم صوت تشجيعاتهم. كانت هذه العوامل كلها سابقة خطيرة ،وضعها الجزائريون في الحسبان، وتعهدوا بتدفيع المصريين ثمن فعلتهم الشنيعة تلك...
لعب الفريق الجزائري بكدماته، ومخاوفه، وصدْمته النفسية الكبيرة، بشكل بطولي لا مثيل له أمام فريق مصري كبير، بعد أن كان كل الجزائريين ينتظرون العودة بالفوز من القاهرة مباشرة. ولشدّة يأس مشجعي الفريق المصري في الحصول على الفوز، فإن نتيجة اللقاء غير المتوقعة: التعادل - إذ أنهم بعد دكّ القلاع النفسية للفريق الوطني الجزائري، وضمانهم شبه الأكيد بفضل تلك الخطة الدنيئة التي تورّط فيها مخبر شرطة تم استبداله مباشرة بعد واقعة الرجم، مكانَ السائق المسؤول عن نقل الفريق : هناك شريط في الفيس بوك يُثبت ذلك، ويمكن الإطلاع عليه، واكتشاف هذه اللعبة بشكل يفضح كل حقيقة حاول الأمن المصري مداراتها، ولم يفلح...ووقوع تناقض صارخ بين استجواب السائق من قبل قناة " الحياة مباشر" ،قبل نقل اللاعبين من المطار، ثم استجواب سائق آخر تماما،من قبل قناة "نيل سبور"،فبرك جملا غريبة جدا، من قبيل أن "الذي ضربه، كان اللاعب "بلومي"،والذي قطع له ياقة قميصه ،كان السيد راوراوة ،بجلالة قدره!. وطبعا ،الكلّ يعلم بأن بلومي، لم تطأ قدمه ارض مصر منذ أكثر من عقدين،من الزمن،بسبب تلك التهمة الباطلة التي ساقها ضدّه طبيب مصري، وأتهمه فيها بإحداث عاهة مستديمة أدت به إلى الإصابة بعوَر، ولم يتم تبرئة اللاعب الجزائري العملاق، بلومي ،إلا بعد أن اعترف أخيرا،ذلك الطبيب بأن بلومي لا دخل له في هذه القضية، فتمّ رفع المتابعة القضائية من قبل الأنتربول، وسُمِح لبلومي بعد أكثر من عشرين سنة، بالتنقل أينما شاء. طبعا،هذا الكذب الذي ساقه ذلك السائق المأجور من أجل تأدية مهمّة واضحة، دفع بمعلّق قناة النيل سبور إلى الافتضاح على المباشر. فكانت،محاولة التصحيح الفاشلة التي قام بها...حجة دامغة على النية المبيّتة!
سوف يخرج أنصار الفريق المصري هائجين من الملعب بعدها، وسوف يتواصل سيناريو الرشق،على أنصار الفريق الجزائري،عند مخرج الملعب مباشرة، وذلك بعد احتجاز الطاقم الديبلوماسي الجزائري لأكثر من ساعتين باستاد القاهرة : ووزير الرياضة ،السفير الجزائري في مصر،ووزير التضامن الوطني ،ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ،السيد راوراوة الذي كان فعلا قائد المنتخب الجزائري ،في هذا "الفخ" ،كما سمته وسائل الأعلام الفرنسية...سوف يتم رشق الوفد الوزاري الجزائري إذن،أمام مرأى من أعين كاميرات القناة الفرنسية الثانية، وقناة كنال بلوس، وكامرا خاصة داخل سيارة الوزراء في حدّ ذاتهم...وسوف نشاهد راوراوة بعد ساعتين من المقابلة، وهو يصرخ ويجدف حتى على سوء التنظيم، وغلبة الفوضى،وسيطرة مجانين الكرة المصيرية على الوضع، وعلى امتداد الحجارة حتى إلى سيارات الوفد الوزاري، كي يتساءل راوراوة حينها،وأما الكامرات ،عن مكانة الأجهزة الأمنية المصرية ،وعن نجاعتها، ويطرح عدّة أسئلة تتعلّق بالسيناريو الخطير الذي تمّ تنفيذه بشكل دقيق من قبل كل الأجهزة المصرية،ووسائل الإعلام...
وإذا كان الوفد الوزاري قد احتُجز كالأسرى " كما عبّر راروارة" فإن كثيرا من عناصر مناصري الفريق الجزائري ظلّت تحتمي في مدرجات استاد القاهرة حتى الساعة الرابعة صباحا،أين قدِم السفير الجزائري بمصر لإخراجهم بشكل مضمون، بعد أن تناقلت بعض الأخبار التي زوّدهم بها المشجعون الذين خرجوا في البدء، وجود العديد من المطاردات والمرميين بالحجارة، والمضروبين في صفوف رفقائهم الجزائريين.
بعد المقابلة تلك، سوف يحتدم الصراع في الشارع المصري بين الأنصار، وبحكم غلبة مجانين الكرة المصريين في القاهرة على مجانين الكرة الجزائرية الذين جاؤوا للتجوال أكثر من أي شيء آخر، ومن أجل مواصلة سيناريو الشوفينية الغريب الذي شارك فيه الأمن المصري مباشرة، سوف تلجأ الشرطة المصرية، وبشكل فريد من نوعه لم نجد مثيلا له أبدا ي العالم من قبل، إلى حمل بعض مشجعي الفريق الجزائري في سيارات البوكس، ورميهم في أدغال القاهرة أمام الجمهور الذي تمّ تحضيره للقيام بمهمّة واضحة ...جمهور متعطّش للبطش، تُرك لهم بعض المشجعين الجزائريين كي يروُوا عطشهم ذلك: هذه أمور لا تخطر على بال أحد ربما، ولكنها كلها مصوّرة بالصورة والصوت التي يعلمها القريب والبعيد، والتي يستحيل فبركتها لأن تفاصيل الصور لا تدلُّ إلا على حقيقة مطلقة،وهي التنكيل بمشجعي الفريق الجزائري في أدغال القاهرة ،بشكل وحشي لا أستغرب حتى على المصريين ذاتهم تكذيبه....
سيعود بعض الجزائريين بعدها مباشرة إلى الجزائر من أجل سرد تفاصل غريبة جدا، وقد ملأتهم الكدمات والجروح والصور الرهيبة لأصدقائهم الذين قاربوا على الموت هناك: وقد بثت قناة الشروق ،التي تحوّلت إلى البث عبر اليوتوب بعد رفض الأجهزة الرسمية الجزائرية دوما الدخول في اللعبة القذرة التي انتهجها الإعلام المصري،شرائطَ مصورة تبرز قصص بعض العائدين من جحيم القاهرة بعد المقابلة،وقد شاهدتُ أنا شخصيا شهادات مرعبة لبعض معارفي الذين عادوا من هناك،ورثيت حالهم ،وحمدت الله أن فريقنا خسر في القاهرة، وإلا فإن أكثر من ألف جزائري كانوا سيلقون حتفهم هناك حتما...
بعدها،سينتقل الفريق الجزائري إلى الخرطوم، كي يلعب المقابلة الفاصلة في أم درمان ،ولكن بتجنيد جزائري رهيب هذه المرّة،قطعت فيه السلطات الجزائرية عهدا على حماية المشجعين هذه وعلى إرسال أكثر من 13000 مشجع مجانا هناك كانوا يسيرون بطرق عسكرية خالصة، ،مدعومين ببعض العناصر التي تمّ برمجتها من أجل ردّ الصفعة التي تورّطت فيها الأجهزة الأمنية المصرية، في السودان، لأنها ستكون الفرصة الوحيدة ربما التي ستخوّل للأجهزة الأمنية الجزائرية استرداد حقها في تحقيق المثل القائل : العين بالعين،والسنّ بالسنّ،والبادئ أظلم...
وعلى نفس المنوال تماما ،سوف يتكرر نفس السيناريو الذي تعرّض له الفريق الجزائري في القاهرة : رجم حافلة الفريق المصري من أجل ترهيب اللاعبين،ولكن من دون إصابة أي لاعب مصري، إيقاع مناصري الفريق المصري في كمائن، محكمة الرّبط بعد المقابلة، ترهيبهم ، كتم النشيد الوطني المصري،إعلان الفريق الجزائري للحرب قبل بداية المقابلة، باستدارته في وجه عناصر الفريق المصري، واتخاذ مناصب عسكرية خالصة،لا اكتراث واضح أثناء عزف النشيد الوطني المصري- ونفس الشيء سيكرره أيضا الفريق المصري في الخرطوم-، رفض رئيس اتحادية الكرة الجزائرية "راوراوة " مصافحة سمير زاهر، واتهامه بالوقوف والتخطيط لكل ما حدث في القاهرة،أمام الصحافة الدولية التي بثتها مرات عدّة أمام العالم..
وبطبيعة الحال ،سوف تجنُُّ وسائل الإعلام المصرية المرئية من جديد أمام كارثة "أم درمان" التي لم تؤدي إلى انهزام الفراعنة وتحنيطهم في الخرطوم فحسب،وإنما أيضا إلى ضرب عناصر المشجعين ومحاصرة بعض الممثلين المصريين في البيوت والمطاعم، وترويعهم حتى الساعات الأولى من الصباح أين تم جمعهم كلهم في مطار القاهرة وتهريبهم من بطش الانتقام المهول والمنظّم الذي قاده الجزائريون هناك فيما عُرف بمعركة " أم درمان"،وشاركت فيها حتى الأسلحة البيضاء : وهناك العديد من المصادر المصرية ذاتها التي أكدت،وعلى المباشر بان هذا السيناريوا المصري، بارد ،وغير محكم الإخراج ،رغم مشاركة ممثلين كبار فيه، ورفض الممثلة المصرية ليلى علوي التي كذّبت كل ذلك الكلام، وقالت بان الأجهزة المصرية الإعلامية،هي التي وراء ذلك ،وبأن شيئا من هذا لم يحدث ،اللهمّ بعض المشادات الطفيفة، التي من عادتها أن تحدث بين المناصرين في أي مكان...وأنه لا داعي لإعطاء الموضوع أكثر من حجمه.
على العموم ،عاد بعد هذا المنتخب الجزائري إلى بلاده كي يَلحق المناصرون تباعا، وقد تيقنوا بأن أفضل انتقام تجاه السيناريو الإعلامي الكبير - الذي سوف نعود إليه في مقال مستقل من أجل تفكيك بعض حيثياته- هو الانتصار وحمل الفرحة للشعب الكليم الذي طال أمدُ أحزانه، والذي ظل مشدود الأعصاب لأكثر من شهر من الزمن ،وحده الله يعلم درجة عسرها،وقد تحمّل عبء المخاطر بعيدا عن دياره ،في حرب إعلامية هي الوحيدة ربما في تاريخ الإعلام الجماهيري العالمي ،والتي ستسمح لنا مستقبلا بطرح العديد من الأسئلة المعرفية التي تدخل ليس فقط في ميدان الصحافة والإعلام ،وإنما أيضا في الميدان السياسي،وهو الهدف الأسمى الذي خطّطت له السلطات المصرية والجزائرية، من اجل كسب ثقة الجمهور في أنظمتها السياسية الكسيحة.
لقد شارك شعب كلا البلدين في رسم معالم هذا السيناريو ،وكان المصريون ربما أكثر حنكة في تسيير التفاصيل الأولى لقصة هذه "الحرب" ،التي أداروا معظم أفكارها، ولم يفكّروا بأن، نفس التفاصيل، ستنتقل إلى ممثلين غير مصريين، وبشكل دقيق جدا وسيفتكونها، كي يعيدوها بنفس الطريقة تماما،مع إضفاء نكهة محلية، ويخرجوا في النهاية بالكلمة الأخيرة ،التي أسدلت الستار على تاريخ طويل من الحزن الجزائري،الذي تم رميه بشكل مباشر،إلى الضفة المصرية التي لا تمتلك حقّ رفضه،والتي عليها أن تواجه حقيقة أزماتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسة، ربما في زمن أقصر من الزمن الجزائري الذي تخدّره الفرحة الآن ،مؤجلا رعب مواجهة نفس حقيقة المجتمع المصري إلى وقت لاحق لا غير ... سيدفع كلا الشعبين الآن ،غباء الإعلام غير المسؤول ،إلى سنوات طويلة ،وحده الله يعلم تاريخ انتهائها،وستفرح جهة سياسية حتما على حساب جهة سياسية كانت بليدة في كتابة تفاصيل سيناريو الكراهية، وانتهت بخسارة ذريعة تمّ فيها اغتيال الحبّ الكبير الذي كان يجمع كلا الشعبين،علما بأن من مات فيهم الضمير المهني وغرت بهم المصالح الشخصية،هم المتسبب المباشر في هذه الكارثة العربية الكبيرة ،التي قسّمت العرب حتما إلى فرقين، سيطول أمد التقائهما مستقبلا على طاولة الحبّ.
***
عَـودٌ على بدء نحن نتساءل اليوم عن المسؤول المباشر عن هذه الكارثة العربية ، ولا نذهب بعيدا في الإجابة على هذا التساؤل، لنقول عن يقين خاص، بأن الذي أدى إلى خسارة المستثمرين المصريين لأكثر من خمسة ملايير من الدولات سنويا في الجزائر، وإلى تشريد الآلاف من العائلات المصرية والجزائرية التي تعتاش على هذا الرزق، مّما دفع بهم (أي بالمستثمرين) المصريين الذين يمتلكون لوبي كبير داخل القرار السياسي المصري، إلى اتهام جمال مبارك مباشرة وسمير زاهر بتفعيل تفاصيل هذه الكارثة، لأجل حملة التوريث، وبشدّ الخناق على رئيس الجمهورية المصرية كي يستردّ لهم حقوقهم في مصالحهم الاقتصادية التي أصبح كابوس خسارتها اليوم شبه مؤكّد في جزائر تدلّ كل المؤشرات الاقتصادية بأنها أرض إلدورادو اقتصاد واعدة جدا بسبب الأرباح الكبيرة التي تحققها الخزينة الجزائرية سنويا في ظل انتعاش البترول، وارتفاع القدرة الشرائية، وتسجيل نسبة انتعاش اقتصادي كبير في ظل حكم الرئيس بوتفليقة الذي قضى على كل الديون..اقتصاد، يفوق بكثير (غريمه) في الضفة المصرية التي مافتئت تسجل العجز تلو الآخر، في ظل حكم الرئيس المصري،علما بأن الانتعاش الذي نتحدّث عنه في الجزائر،هو مجرّد انتعاش كسيح يتأتى من ريع البترول والغاز ،ليس إلاّ، وليس نتيجة ثقافة صناعية رشيدة،مثلما يحدث في البلدان الغربية المتطوّرة.
قلت،إنني لست بحاجة إلى أن أذهب بعيدا للإجابة على التساؤل الذي يفضح المتسبب المباشر في هذه الكارثة، وهو حتما سيذهب إلى كفة الإعلام المرئي المصري الذي انساق بعد أن أخفق في إحكام رمي الشّباك على الحلم الجزائري...انساق وراء أقاويل الصحف الجزائرية التي لن تعادله في كفة المشاهدة والتأثير أبدا، واغترّ بعد أن عرف بأن نسبة مشاهدي الشحنات –الفارغة- له قد ارتفعت جدا في الجزائر كما في مصر، معتقدا بأنه بذلك،يحقق الشهرة ورضا الأطراف السياسية عنه،متناسيا بأن السياسة التي لا تجدُ لها الدعم الاقتصادي المطلوب،لا بدّ زائلةٌ،وبأن محاسبته على أخطاء الجرم الإعلامي ،لا بُدّ قريبة. ولذلك فإننا، وبالعودة إلى الشريط البليد الذي صوّر هذه الحرب ،التي لم تكن باردة وياللأسف، ولا معلمَ يستطيع تحديد مستقبلها، نستطيع أن نجزم بأن الإعلام المصري المرئي، الذي لم تعد تحكمه أية سلوك أخلاقية، ولا عراقة في ثقافة الإعلام في مرحلة الأزمات – ولنا أن نحلّل خطب المذيعين المصريين العنصرية جدا جدا، والتي مرُّت مباشرة أمام أعين العالم - أوّلا، والإعلام الجزائري المكتوب، ثانيا، واللّذين لا يخضعان لأية رقابة أخلاقية حين يتعلّق الأمر بالشعوب الجارة، واللذان يستحقان أن نحاسبهما مباشرة على هذه الكارثة. هذا ما يجعلنا نشير إلى ضرورة دفع الإعلام العربي كله إلى فتح الباب أمام تنظيم صفوفه، وتوحيدها ضدّ التهديد الخارجي، بدل تجييشها لأجل قتل الأخ لأخيه. وها نحن ذا ندفع ثمن خسارة الحب بين شعبين عربيين يمثلان وجها جميلا في طابلوه العالم العربي الكبير الذي أثبت أنه حتى الساعة، يحسن جيدا تمثيل أدوار الكره، أكثر من إتقانه لأدوار الحبّ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: هشام آدم)
|
الأديب الحبيب هشام آدم، تحية طيبة
أولاً، عوداً حميداً ومنور البورد
لا تنس أيضاً بأن الإعلام الجزائري وعلى رأسه صحيفة الشروق على وجه الخصوص قد كانت تصب الزيت على النار، وتحاول جاهدة بتأليب مشاعر السودانيين ضد المصريين، حتى يقوم السودانيون بتشجيع منتخب الخضر. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قد اقحموا مقالك "إلى صناع السينما المصرية" فى هذه المبارة ايضاً، وقد أغضب المصريين لا لأنه افتراء فإنهم يقرون به، ولكنهم غضبوا لصب الزيت على النار، والاصطياد فى الماء العكر من قبل صحيفة الشروق الجزائرية، وإليك بهذا المقتبس:
Quote: فتح الروائي والقاص السوداني هشام أدم منذ أيام سبقت وصول المنتخب المصري والجزائري إلى مقابلة فاصلة في الخرطوم جرح استغلال صورة السوداني بمناسبة وبدون مناسبة في السينما المصرية، ووجه رسالة إلى القائمين على القطاع حتى يعاد النظر في المنطق الكوميدي وطالب بالموضوعية في طرح الموضوعات الكوميدية، فالسخرية من السودانيين والنوبيين ليست كوميديا مُضحكة على الإطلاق، بل هو أمر مُشين لتاريخ مصر السينمائي، ولتاريخ العلاقة بين المصريين والنوبيين من ناحية، وبين المصريين والسودانيين من ناحية أخرى.
اقتصر الروائي السوداني على السينما المعاصرة وكيف استعملت شخصية السوداني سلبيا وكيف كان مقحما في غالب الأحيان كدور ثانوي يوظف للسخرية وإضفاء نوع من الكوميديا التافهة. ولكن تاريخ الأبيض والأسود هو الآخر أرّخ لتاريخ طويل من الاستغلال البشع لصورة الإنسان السوداني والنوبيين وهذه رسالة لجا الروائي إلى كتابتها بعد أن يئس وجيله من المثقفين في أن يكف المصريون عن الإساءة لهم.
|
المصدر: الشروق أون لاين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: النذير حجازي)
|
الحبيب النذير حجازي تحيّات طيّبات
تعرف يا النذير قبل يومين فقط أو ربما يوم واحد فقط من مباراة مصر والجزائر في استاد أمدرمان شعرتُ بقلق شديد جداً من أن يقع السودان في فخ هذه الملاسنة الإعلامية بين مصر والجزائر، وأن يكون هو كبش فداء لأيّ منهما أو لكليهما معاً وكتبتُ مقالاً بعنوان (أشفق على السودان من حرب الجزائر ومصر) كتبت هذا المقال في جهاز كمبيوتر المنزل غير الموصول بالإنترنت، ولم أرغب في نشره مخافة أن تكون مجرّد مخاوف لا أكثر ولا أقل، ومخافة أن (أشيل وش القباحة) في حين كان من المحتمل أن تتبدد هذه المخاوف ويمر الأمر كله بسلام، وبعد نهاية المباراة وبعد متابعة التحليلات الرياضية في عدد من القنوات .. شعرتُ بارتياح بالغ لأنني لم أنشر المقال، ولكن صباح اليام التالي بدأت هذه المخاوف تتخلّق أمامي كوحش مخيف جداً، ويبدو أنها سوف تُصبح حقيقة .. سوف أنشر المقال هنا للفائدة لتعلم كيف كانت مخاوفي قبل المباراة ولتعلم أنها فعلاً لم تكن مجرّد مخاوف فقط
شكلنا أنحنا اللي حنروح في الرجلين يا صاحبي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: هشام آدم)
|
Quote: تعهد وزير العدل السوداني "عبدالباسط سبدرات" بمعاقبة أي شخص تعدي علي المصريين في السودان أو ارتكب جريمة في حقهم..قال إن السودان تجمعه بمصر علاقة الشريان والوريد في القلب الواحد..أضاف أن السلطات السودانية احتجزت 10 جزائريين من مثيري الشغب نافيا وجود إصابات شديدة أو وفيات بين المصريين. |
الكلام دا منشور في صحيفة الجمهورية المصرية ونشرت معه تصريحات ايجابية لمسئولين مصريين
ويمكن ان يقال ان المسألة عدت فهي مباراة السودان دوره فقط انحصر في الضيافة وتفهم الطرفان ذلك
وشكرا مجددا اخ هشام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: الشامي الحبر عبدالوهاب)
|
أشكرك أخي العزيز: الشامي الحبر عبد الوهاب أتمنى أن يكون دور السودان قد انتهى فعلاً بانتهاء المبارات وخروج آخر ضيف مصري أو جزائري من أرض السودان بسلام، ولكن ثمة وسائل إعلامية ما تزال تتناول الأمر وتخوض فيه وفي كُل مرّة يتم إقحام دور القوات السودانيةالضعيف والذي لم يقم بواجبه على أكمل وجه لحماية المشجعين المصريين، وأنت لا تعرف يا عزيزي أن البُسطاء هناك في مصر ممن يعتمدون تماماً على الإعلام المصري ويُصدقون (ولهم الحق في ذلك بالتأكيد) قد يتأثرون بمثل هذه الاتهامات إن لم يتم نفيها بشكل نهائي ورسمي.
ومن أجل هذا أقول: -----------------
في ظل تضارب التصريحات والبيانات الصحافية من الجانبين الجزائري والمصري نقع جميعنا في حيرة كبيرة جداً من أمرنا، ونحن –السودانيون- يهمنا بشكل خاص جلاء الأمر لاسيما ما جرى على إستاد أمدرمان لأسباب كثيرة جداً، أولهما وأهمها أننا كنا الدولة المستضيفة لهذه المباراة المشئومة بالفعل، ومعرفة معلومات دقيقة وصحيحة ومؤكدة عن حدوث اعتداءات من قبل الجهور الجزائري على الجمهور المصري وبالصورة التي تناولتها وسائل الإعلام المصرية، وبالتأكيد يهمنا أن نعرف صحة إدعاءات الجانب الجزائري بوقوع اعتداءات من مشجعي مصر في القاهرة ولو كان بمقدار أقدر لأن الأولى تتعلق بنا كسودانيين بصورة مباشرة. هنالك العديد من التصريحات والإفادات الشفهية والصور ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية وكلها متضاربة وكلها تؤكد أن كلا المشجعين قام بالاعتداء على الآخر وبنفس القدر.
وسائل الإعلام السودانية قامت مشكورة بإيضاح الأمر بصورة جلية عبر تصريحات لمسئولين في الشرطة السودانية، وعبر أستوديو التحليل الميداني الذي أقام برنامج "البحث عن هدف" بقناة النيل الأزرق السودانية، وعبر طلب الحكومة السودانية استدعاء سفير جمهورية مصر لديها وتقديم شكوى واحتجاج رسمي على إدعاءات الإعلام المصري.
ولكنني لا أعتقد أن هذا لوحده يكفي، وأتمنى أن تكون السلطات السودانية أو على الأقل وكالات الأنباء السودانية والصحافة الرياضة في السودان تمتلك حقائق مادية يُمكنها إبرازها في مؤتمر صحافي رسمي يُقام في القاهرة، فإما أن نوضح الحقائق بصورة نهائية وجازمة لا تدعى مجالاً للشك والتشكيك تنفي إدعاءات الإعلام المصري المخيفة في الحقيقة، وإما أن تكون وسائل الإعلام المصرية صادقة فيما تدعيه وعندها يتوجب علينا اتخاذ الإجراء اللازم في مثل هذه المواقف بكل مسئولية وشفافية لنعرف مدى الأضرار التي تسببت بها مباراة أمدرمان للجمهور والوفد المصري.
ويجب أن ينعقد هذا المؤتمر بحضور من أعلى مستوى في دولة البلدين: السودان ومصر، وبحضور كافة وسائل الإعلام العربية والعالمية لكي لا يكون هنالك خط رجعة، ولكي يتم بتر هذه الفتنة من شأفتها، على لا نكون كالراقصين على السُلم ونعرف ما إذا كانت ثمة مكيدة لتحميل السودان تبعات ما حدث أو جعله كبش فداء ونضيع نهبةً لقبولنا استضافة هذه المباراة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: هشام آدم)
|
سلام يا هشام
تحليل رصين و هادئ
بس قصة الاقلام الضالة دي شنو ؟
Quote: ضلت الأقلام السودانية |
--------------
بالجد ما ندمت في حياتي قدر ما ندمت على تشجيع مصر رغم كدا لسه مصر - منتخب كرة القدم - بعيداً عن اي حسابات غير حسابات الكورة ، كان الاجدر بالصعود لنهائيات مودنيال 2010 بجنوب افريقيا .
لكن المصريين قليلين أدب بالجد كدا ، و الحسنة ما بتطمر فيهم !!
سلام يا هشام و فاقدينك و الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: قيقراوي)
|
قيقراوي يا فضيحة .. كيفك حسي بذمتك يا قيقرو من كمّ الكلام الدُرّاب ده كله عينك ما وقعت إلا على "ضلت" دي .. ياخ إنتا زول شليق خلاس :) على العموم تسلم على التصحيح لأني بالجد ما انتبهت ليها .. أهي زلّة لسان نوبي :)
عارف يا قيقرو من المهزلة والجوطة الحاصلة دي كلها بالجد حارقني إهانة الإعلام المصري غير المسئول على السودان وفي كلام كتير كنتَ بسمعوا من بعض القنوات المصرية خلال الأيام الفاتت هو فقط عبارة عن "صعلكة" إعلامية واضحة وبيني وبينك .. الحصل والبيحصل ده أبداً ما عندو علاقة لا بالكورة ولا بالعمل الإعلامي
ولو متابع الإعلام المصري المُكرس الأيام دي لموضوع الساعة حتلاحظ حاجة غريبة جداً بالنسبة لموضوع السودان. يعني في البداية خالص قالوا إن السودانيين كانوا متواطئين مع الجزائريين في الاعتداءات على المصريين وبعد شوية رجعوا قالوا إن الشعب السوداني طيّب وما عندو علاقة لكن الأمن السوداني قصّر كتير في حماية المشجعين وفي تنظيم المباراة وتحركات المشجعين والوفود بعد المباراة وتاني جو رجعوا وقالوا إنهم ما بيلموا الأمن السوداني أبداً لأنو في النهاية هو عمل اللي عليهو (حسب إمكانياتو المحدودة) وأمبارح بس كنت بسمع خالد الغندور بيكرر في كل مرة إنو السودان والشعب السوداني والعلاقات المصرية السودانية وكإنهم عايزين يقفلوا ملف السودان والأمن السوداني ده نهائياً وما عارف إذا كان التوجه ده عندوا علاقة بالمؤتمر اللي عملو سفير السودان في مصر ولا شنو بالضبط
لكن في النهاية بنقول إنو اللي حصل بالجد مهزلة بكل المقاييس
| |
|
|
|
|
|
|
|