الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 10:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2009, 12:58 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية

    اللغة -أي لغة- بحر واسع من المصطلحات والمعاني والدلالات القريبة والبعيدة. إن اختراع الإنسان للغة كان بدافع الحوجة للتعبير عن المدركات والمشعورات. وعلى هذا فإن قولنا بأن لغة أفضل من أخرى هو قول غير صحيح على الإطلاق؛ إذ أن كلّ لغة تولد معتمدة على احتياجات الناطقين بها في كل المجالات. وتطور اللغة بعيداً عن محور هذه الحوجة هو أمر طبيعي في نظري؛ فالطفل يحتاج إلى المشي كي يستطيع الوصول إلى الأشياء التي تشده، أو تغريه مجاراة الأطفال من حوله ليشاركهم في اللعب، فتبدأ الرغبة في محاولات تكوّن «الحركة» ابتداءً من الرفس إلى الزحف إلى الحبو إلى التهادي ثم المشي ثم الجري. والجري لم يكن في حد ذاته حوجة؛ إنما هو ترف حركي أو سلوكي للقادرين عليها، أو بالأصح لمن تجاوزوا المراحل السابقة، وهذا الترف ينشأ عن ميزة الإنسان في الاكتشاف والتجديد الدائب والمستمر؛ إنها الصيرورة التي ترهقنا دون توقف. والجري يغري بالقفز والتفنن في أداء بعض الحركات التي تشترط القدرة على أداء مهارات أساسية محددة مثل الوقوف والتوازن وغيرها.
                  

04-26-2009, 01:10 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    وهكذا اللغة. بدأت بحوجة محاكاة أصوات الحيوانات والطيور والكائنات التي كان الإنسان الأول يشاهدها فيما حوله، ثم تطور الأمر إلى رغبة في التعبير، ثم رغبة ملحة في خلق التميز والتفرد، كما تتفرد كل الكائنات بأصوات متباينة ومتفاوتة ما بين الحدة والخشونة. والبحث عن «التميّز» هو ما يفسر لنا سعي الإنسان الدائم لخلق أدوات جديدة تأخذ فكرتها من الطبيعة، ويصبغ عليها الإنسان لمساته الخاصة؛ تماماً كفكرة استخدام الحربة كبديل عن النياب والمخالب لدى الحيوانات، والانتقال من الأكل الأرضي إلى الأكل في أوعية ، وفكرة تسخين اللحوم النية بعد اكتشاف النار والتي تعتبر ثورة ونقلة نوعية في حياة الإنسان عبر تاريخه والذي شهد ثورات ونقلات نوعية كبرى على مر العصور والأزمان كاكتشاف الزراعة.
                  

04-26-2009, 01:29 PM

ALZOLZATOO
<aALZOLZATOO
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 4216

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    الاخ هشام

    من سردك اعلاه يتبين ان الانسان خلق اولا ثم بعد ذلك صنع لغة من خلال محاكاةاصوات الحيوانات والطيور

    انا شخصيا لا اعتقد ذلك لان لغات الانسان الموجودة حاليا لا تدل على انها مقلدة من حيوان او طائر كما ان لدي شك فيما نسب للانسان الاول من عدم درايته باي لغة وكانت وسيلة المفاهمة هو عن طريق وضع رموز او رسومات تدل على المعني المطلوب .

    ح اخش ليك في حته وح اسمح ليك تتجاوزها وهي عندما قال الله تعال للملائكة اني جاعل في الارض خليفة

    بعدين الله سبحانه وتعالي قال وعلمنا ادم الاسماء كلها بعدين ربنا تكلم مع ادم اذ قال جل وعلا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة

    هذه الايات تدل على ان ادم تعلم اللغة والكلام
    بعدين بيقول فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه ده كلو يورينا نحن ان منذ خلق ادم خلقت معه لغة يتفاهم بها

    واصل

    زاتوووو
                  

04-26-2009, 02:40 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: ALZOLZATOO)

    الزول زاتو
    حواصل موضوعي .. وبجيك راجع لنقطتك تاني
    تسلم ع المداخلة يا حبيب

    يديك العافية
                  

04-26-2009, 03:05 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    عندما تمكن الإنسان من تكوين أول جملة صوتية مستفيداً من جهازه الصوتي الذي لم يكن مستغلاً من قبل -أو ربما تطور هو الآخر بتطور الإنسان والبيئة المحيطة به؛ ومن نافلة القول أن الجهاز الصوتي للإنسان متطور أكثر من غيره من الكائنات الحيّة- نجد أنه بدأ في تركيب بعض الأصوات والترميز لها بما حوله، وهكذا حتى نشأت اللغة. ثم تطورت حتى أصبحت لغات ولهجات وألسن؛ إذن فهي حركة تغيير وتطور مستمرة.
                  

04-26-2009, 03:16 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    هشام آدم (الحكاواتي)

    تحية تشبهك

    انا ممتن جدا لهذا البوست الذي افترعته في هذا الموضوع بالذات , فكنت قد وعدت قبل فترة طويلة بادارة حوار معك في احدى رواياتك التي كنت قد بدأت انزالها هنا واظن ان اسمها ( الكلاكلة) ولكن انتهي الامر بدراما (غريبة) قبل ان تكمل انزال بقية النص . وكان في ذهني ان اتحدث عن انطباعات خاصة بي استسقيتها من خلال قرأتي لبعض اعمالك المنشورة هنا وهناك في اضابير السايبر وخلصت الي تقيم شخصي اعتقد ان الفرصة مواتية لان ارفدك بهذه الاراء , وعطفا علي ما صدر من اشارة اعلاه اي (حكاواتي) فهي لم تأتي مجازا او استخفافا وانما كنت اقصدها وساستمد منها مدخلا لما قد ياتي من حديث ان كان لك الرغبة في مشاركتي لك به في هذا البوست او عدمها حتى فقد قررت في النهاية ان امدد اقامتي في هذا البوست والذي اتمني ان يكون مرحبا بي فيه وان لم يكن فلا ضير فانا قد مددت تلك الاقامة سلفا .
                  

04-26-2009, 03:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: اساسي)

    الأخ : أساسي

    قد لا أُفشي سراً حين أقول إنني اندهشت لمداخلتك هذه، ولكن السر الحقيقي الذي يجب أن تعرفه أنني لم أعد أشعر تجاهك بما كنتُ أشعر به مسبقاً؛ تلك حكاية أخرى على أيّة حال. أذكر من قبل أنك تطرقت لموضوع آرائك تجاه ما أكتب، وكنتُ قد رحبتُ بها في وقتها، وأنا أُجدد الترحيب مرّة أخرى. وأنتَ مرحّب بك يا عزيزي في هذا البوست، وأتمنى أن نُدير حواراً جيداً ومفيداً، فأنا أحوج ما أكون إلى مثل هذه الحوارات؛ لاسيما في مثل هذا الوقت بالذات.

    لك تحياتي
                  

04-26-2009, 03:33 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    حكاية أنو
    "بدأت بحوجة محاكاة أصوات الحيوانات والطيور والكائنات التي كان الإنسان الأول يشاهدها فيما حوله"

    ما منطقية لأنو السؤال حيكون طيب والحيوانات والطيور حاكت منو عشان تصدر أصوات؟؟؟
    وإنت قلتها هنا
    "كما تتفرد كل الكائنات بأصوات متباينة ومتفاوتة ما بين الحدة والخشونة"
    كل الكائنات دي ليه بستثني منها الإنسان ؟؟؟

    وهنا فهم مكيانيكي لمسألة تطور الإنسان
    " ثم تطور الأمر إلى رغبة في التعبير، ثم رغبة ملحة في خلق التميز والتفرد، كما تتفرد كل الكائنات بأصوات متباينة ومتفاوتة ما بين الحدة والخشونة"

    والفهم الميكانيكي (الفعل ورده) هي مصيبة دراسات كثيرة في الإناسة والعلوم الإنسانية عموما
    وما دايرينك تقع فيها

    هناك علاقات متجادلة ومتشابكة بين تطور الإنسان بيولوجيا (نمو الدماغ مثلا) وتطوره إجتماعيا (نمو وتطور إستخدام اللغة مثلا) وفي دراسات كثيرة في الألسنية الإجتماعية أتمني أن تكون قد إطلعت عليها.
                  

04-26-2009, 03:39 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: Nasr)

    الأخ : نصر
    تحية طيبة

    مداخلة ثرية وغنية وتفتح آفاق جيّدة للنقاش
    فقط أحتاج أن أُكمل الخيط الذي بدأته، وأعدك
    بأن أعود إلى النقاط التي تطرقت إليها دون
    أن أغفل أو أنكر أهميتها

    أنا سعيد أنك أشرت إلى ما أشرت إليه فهي
    نقاط جيّدة جداً لنقاش شيّق ومفيد لنا جميعاً

    تحياتي
                  

04-26-2009, 03:55 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    الوصول إلى نقطة الغرور المعرفي «الجري» هو ما يغري بالمزيد من الأداء، فإذا كانت اللغة سواءً المكتوبة أو المسموعة نتجت بدافع الحوجة عن التعبير، فلماذا جاء الترميز؟ عن أي شيء يبحث الإنسان من خلال اللغة المشفرة؟ وما هي دلالات هذا التشفير أو الاقتباس البيئي؟
                  

04-26-2009, 03:56 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    في رأيي أن النزوع إلى الترميز أو تشفير المعاني واستحداث مفردات جديدة في أي لغة ينشأ عند وجود معضلة ثقافية محددة هي ما تجعلنا نشعر بأن اللغة المستخدمة لا تستطيع خدمة المعاني بشكلها المطلوب تماماً، ورغم محاولات اللغويين إلا أن قطاعاً كبيراً جداً من المُحدثين ينزعون دائماً إلى استخدام غريب اللغة، وهذا التفسير -رغم سطحيته- إلا أن له دلالات كبيرة وهي واسعة الانتشار لدرجة ألا سبيل لحصرها.
                  

04-26-2009, 03:57 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    نواصل غداً
                  

04-26-2009, 04:45 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    مستقلا هذا الترحيب وتلك الروح الجديدة إلي تلبست علاقتنا المنبرية وانتفاء ما كان في النفس من قبل بمداخلتك أعلاه ودهشتي الشديدة لمخاطبتك إياي بـ ( عزيزي) سأحاول قدر الامكان أن أوجز ما أريده وما وعدتك به من قبل وسأجمل قولي أجمالا وان تأتي لنا أن نفصله ما شاء لنا التفصيل سنفعل ولكن ألان سأكتب رأي فيك ككاتب عاصرته في هذا المنبر لأعوام خلون اعتقد أنها تؤهلني لابني رأي شخصي في ما قرأته لك .
    لا افترض في نفسي قيما عليك ولست أظن أني في مقام يتأتى لي منه تقيمكم ولكن تناوشتني نفسي في أن اكتب عن ما أقراه (فيكم ) وسأحاول أن أسجل في هذا البوست ما انطبع في ذهني جراء متابعتي لك خلال الفترة التي قضيتها في هذا المنبر كقارئ نهم ومدمن من الطراز الأول للإبداع تأتي لي متابعتكم أحايين كثيرة مكنتني من اخذ انطباعاتي الخاصة والتي قد تكون في مجملها مجرد افتراضات قاصرة لضيق نظرتي أو شلاقتي في الكتابة في ما أنا ليس أهل له ولكن تظل في النهاية مجرد محاولة مني .
    اعتقد انك من دعاة الانفتاح والحرية الكاملة في التناول الأدبي وهذا ما أحسه من تشجيعك المتكرر للكتابة في بعض الضروب غير المطروقة او المطروقة بحذر , من دعاة العلمانية الفكرية ومحاربة الإسلام السياسي وحتى الإسلام الموروث ميال بصورة واضحة لإظهار تلك السمة علي كتاباتك ويظهر هذا جليا حين انقلابك علي الكثير من المسلمات الاجتماعية والدينية وبالامكان إطلاق القول انك غير متصالح أبدا مع العقائد .
    من وجه نظري الخاصة أن المبدع هو من يبتدع شيئا ليس موجودا من قبل فالإبداع هو خلق الجديد وغير المتداول وفي الكتابة من يبدع هو من يطرق دربا جديدة غير مطروقة وبطريقة تخصه وحده لم ينحو إليها أحدا قبله فافتراع موضوعات جديدة وبلغة جديدة وخيال خاص به هو ما يجعلنا أن نشير (نحن جمهور القراء) أن نشير إليه بالإبداع والإدهاش , أي كاتب تقرأ له ولا يولد في نفسك دهشة ويستفز كوامن خيالك ويطربك بلغة عالية هو محض كاتب عادي مثله الكثيرون , في هذا المنبر مثلا الكثير من الكتاب ولكن من القليل جدا أن نجد المبدعين بل حتى أني إذا قلت من النادر جدا أن تجده لا أكون قد جافيت الحقيقة كثيرا , فان تناولناك كظاهرة إبداعية يمكنني القول وبكل يسر ( ودون ضغينة) ان لك من القدرة الروائية والنفس الطويل والمؤهلات اللغوية ما يجعلك تطمح في الوصول الي خانة الإبداع , الا انه ينقصك وبصورة قحة ولافتة للنظر الخيال الخصب وهذه ميزة أساسية للكتاب المبدع بل في تصنيفي الخاص اعتقد أنها الميزة الأساسية لتميز الكاتب المبدع عن الأخر غير المبدع هو الخيال الخصب الممتد بلا حدود ولا قيود , الأمر الذي (يلجمك) كثيرا ويجعلك أسير قيود كثيرة عادية رغم محاولاتك الجادة في طرق غير المألوف من الكتابة عن الموضوعات (التي عليها المحاذير) وهنا يجب ان نفصل فصلا تاما بين اختيار الموضوع والكتابة في الموضوع ولأكون واضحا وجليا في هذه النقطة سأضرب لك مثالا : نجمع مجموعة من الكتاب ونطلب منهم الكتابة في اي موضوع كتابة إبداعية , قد يفاجئك البعض باختيار موضوعات غير مألوفة ولكنهم يكتبوا فيها كتابة عادية بخيال عادي ولغة عادية او حتي لغة رفيعة هذا لا يجعلهم مبدعين ولكن البعض قد يكتب في موضوع عادي بطريقة غير عادية بخيال خصب ولغة عالية وهذا هو الإبداع في نظري , وأنت هنا تندرج تحت القسم الأول من الكتاب في أنهم قد يختاروا مواضيع غير عادية ولكن يكتبون فيها بخيال قاصر وغير رحب .
                  

04-26-2009, 04:46 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: اساسي)

    وتجد أن مسألة الخيال هذه مهمة جدا عندي وعند جمهور الذواقة , فقد يطرب لكتابتك خلق كثير لا اسمح لنفسي بوصفهم ابدا انهم رجرجة ودهماء ولكن قد أطلق عليهم أنهم يحبون المألوف وهذا يجعل منهم جمهور عادي يقراك ويقرا للكثيرين أمثالك لكنك عندهم مثل الكثيرين من الذين يحبون القراءة لهم ولكن همنا هنا هم الجمهور الذواق والذي لديه المقدرة علي الفصل بين الكتابة العادية والكتابة المبدعة .
    وعطفا علي ما أشرت إليه في القسم الاعلي من مداخلتي الأولي وهي تميزك (بالحكايا) نجد ان لك مقدرة في نظري احترافية في حكي الوقائع والدخول في دهاليز تفصيلية كثيرة عند البعض تكون هذه السمة مملة عند القراءة لهم ولكن لديك مقدرة متطورة جدا في جعلها غير مملة بل مشوقة في بعض الأحيان وهذا ما يجذب اليك الكثير من القراء العاديين ويجعلهم يحبون قراءتك في انك شخص لديه مقدرة محببة في السرد والغوص في التفاصيل وبلغة غير منفرة بل لغة رفيعة (في بعض الأحيان) وهذا كمدخل لنا للرجوع الي هذا البوست والذي بدأت فيه الحديث عن اللغة رغم عدم (صبرنا) عليك للوصول الي فكرتك التي اردتها به .
    لغتك في الكثير من الأحيان عادية بل وفي بعض قراءاتي لك كنت اجد فيك (ود الحلة النضام ) والذي لديه مقدرة علي سرد الكثير من الأحداث التي تكون قد مرت علينا جميعا ولكن لا نستطيع قولها بمثل طريقته وهذه منحة او هبة ليست متوفرة عند الكثيرين , وفي أحيان أخري لغتك رفيعة وتتلبس سمة أبداعية وبين هذا وذاك تتجول لغتك الخاصة في الكتابة اي ان الشخص الذي يقرأ لك نجده يرتفع ويهبط مع اللغة فتارة تنقله الي رحاب فسيحة وتارة تعود به القهقرى الي لغة عادية وبتجاذبك هذا الأمر كثيرا بل أجده ملحوظا عندك.
    وعودة الي موضوع الخيال الخصب والذي هو في نظري العمود الفقري لأي كاتب مبدع وكما أسلفت في أن الخيال الرحب الفسيح هو الميزة الأساسية لاي كاتب مبدع وهو في نظري هبة من الخالق او منحة يولد بها الإنسان فالبعض يطورها ويستخدمها الاستخدام الامثل في الإبداع والبعض يتجاهلها حتى تخمد فيه , لذا اعتقد ان عليك البحث داخل نفسك فهذا الامر تحتاج الجلوس مع نفسك فيه كثيرا ومحاولة أجاده إن كنت قد منحته او محاولة خلقه وتطويره ان لم تكن قد أعطيته فبالخيال وحده ينجح الكاتب ويستمر مبدعا متميزا والا سيكرر نفسه دائما وينتهي حيث بدأ ويصاب جمهور القراء بالملل من العادية التي تطبع كتاباته .
                  

04-27-2009, 07:05 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: اساسي)

    Quote: فبالخيال وحده ينجح الكاتب ويستمر مبدعا متميزا والا سيكرر نفسه دائما وينتهي حيث بدأ
    (العزيز) أساسي

    أشكرك كثيراً على هذه الإضاءات التي تستحق بالفعل النقاش والتحليل
    ورغم أنك قد تناولتني في مجال "نقدك" هنا أو تناولت بعض كتاباتي
    فإن بي رغبة إلى مناقشتك حول الكتابة الإبداعية في عمومها، حتى لا
    أقع في خانة المُدافع عن نفسه وعمّا يكتب. لقد اشتمل كلامك أعلاه على
    العديد من النقاط الجيّدة، المتوقعة وغير المتوقعة، وهو أمر جيّد
    قد لا يحظى به العديد من الكُتاب. أعني أن تتاح لهم فرصة الاستماع إلى
    آراء الآخرين عن كتاباتهم؛ بل ومناقشتهم في ذلك أيضاً.

    أتمنى أن أجيد استغلال هذه الفرصة، فأنا -كما قلتُ سابقاً- أحوج ما
    أكون لمثل هذه الحوارات التي تُضيف إليّ بكل تأكيد. أخشى في هذا
    الصدد أن تُصاب بالإحباط إذا أجلّت المناقشة لحين الفراغ من الموضوع
    الرئيس الذي أتناوله هنا عن الاستعارات الدلالية في اللغة الإبداعية
    ولكن ثق تماماً أنني سأعود إلى مداخلتيك السابقتين لنوسعهما نقاشاً
    وحواراً أتمنى أن أستفيد منه أولاً، ويستفيد منه الجميع.

    لك مني كل التقدير .. وأجدد لك شكري وعظيم امتناني
                  

04-27-2009, 07:24 AM

Baha Elhadi
<aBaha Elhadi
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    الأخ:
    هشام :
    لي زمن طويل أتابع كتاباتك من منطلقات تجويدك
    ومن منطلق تخصصي بحت بالنسبة لي :

    جميل أن تفترع نقاشا حول نشأة اللغة ومن ثمَّ تطورها
    واكتسابها وتداولها بين الناس واختلافاتها

    لفت نظري هذا الاقتباس :
    وهكذا اللغة. بدأت بحوجة محاكاة أصوات الحيوانات والطيور والكائنات التي كان الإنسان الأول يشاهدها فيما حوله،

    نظريات نشأة اللغة قديما وحديثا متشعبة
    ومن بينها النظريات العربية وقد انبرى لها ابن جني وغيره
    (وهو من شيوخ علم الغة الذي لا زال تعريفه للغة سائدا ومعاصرا: حد اللغة أصوات يتعارف بها الناس فيما بينم)
    فجمع بين اللغوي والوسط الاجتماعي الذي تحدث فيه اللغة

    ما لفت نظري أن مثل هذه النظريات عفى عليها الزمن
    وقد أصدر المجمع اللغوي الفرنسي مرسوم أوقف بموجبه
    البحث في اصل نشاة اللغة بحسبانه من الماورائيات
    بالتالي نتائجه ستكون رجما وتجديفا بلا طائل
    وما اوردته نظرية قديمة جدا وهي كانت تسمي : نظرية البوو وو
    وهي ترمي الي أن أصلها محاكاة اصوات الطبيعة
    وأصوات الطبيعة في كل اللغات ألفاظ محددة لا تشمل كل اللغة مثلا العربية فيها :
    الهديل والصهيل والرنين والهزيم وغيرها ...
    وقد أورد ابن جني نظريتين هما :
    أصلها توفيق من الله استنادا للآية : وعلم آدم الاسماء كلها).
    والثانية أقرب للواقع : وهي تواضع واصطلاح بين جماعة لغوية
    وكل هذا أوقف وانطلق الناس للبحث عن اللغة الموجودة
    ومن أين أتت لم يعد ذي بال
    ولا قيمة له في البحث اللساني
    لي عودة
    هذا الموضوع يحتاج للكثير
    بهاء /طوكيو
                  

04-27-2009, 08:13 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: Baha Elhadi)

    Quote: والثانية أقرب للواقع : وهي تواضع واصطلاح بين جماعة لغوية
    الأخ : بهاء الهادي
    تحية طيبة وبعد

    أشكرك يا عزيزي على المداخلة الجميلة وهي حتماً ستكون
    -كمثيلاتها من المداخلات الثرية هنا- محل نقاشنا التالي
    وحدّ علمي أن عمليات البحث عن أصل اللغات ونشأتها لم
    تتوقف بعد؛ وإنما تأتي بعض الأبحاث والنظريات الإنثربيولوجية
    لتدحض أو تُبث بعض هذه النظريات المتعلقة بعلوم اللسان
    سأعود بكثير من التفصيل لهذه النقطة بعد الانتهاء من
    المقال والوصول إلى الفكرة الأساسية المقصودة منه

    لك مني كل التحية والتقدير
                  

04-27-2009, 08:18 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    وعلى عكس ذلك فإنني أفسر ظاهرة «التقهقر اللغوي» إلى عدم قدرة اللغة المستخدمة على إشباع غريزة تحديد المعنى من جهة، وإشباع ملكات الكاتب الذاتية من جهة أخرى، وهذا يفسر تلك الظاهرة التي دعت بعض الشعراء –مثلاً- إلى اختيار غريب اللغة أوالمدروس منها، ربما لأن اللغة هي «رختر» الحركة الاجتماعية والثقافة المتكونة من وعي الإنسان مرتبطاً ببيئته، أو ربما هي نزعة نحو الإنفرادية والتميز الذي يجعل الكاتب يستعرض قاموسه اللغوي كنوع من التعويض عن ملكات مفقودة له. وأنا هنا إنما أتكلم عن عصر نزع فيه غالبية الكُتاب إلى المجاراة، أي متابعة نمط الكتابة؛ إضافة إلى أن المفردة اللغوية ذات الدلالات المتعددة تساعد في الاستفادة من ملكة الخيال، لاسيما في أغراض التشبيه والصيغ البلاغية، إذ أن الحس التخيلي مرهون باللغة وبحيويتها.
                  

04-27-2009, 08:41 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    وفي رأيي أن كل لغة «كائن حي» لا يعيش إلا في أوساطه التي نشأ فيها، ولا أعتبر عملية تطور اللغة إلا استكمالاً لدورة حياة هذا الكائن الحي، يمر خلالها بأطوار نحو الكمال ثم الانحطاط بعد ذلك؛ تماماً كما في بقية الكائنات الحية التي تصل في طور من أطوارها إلى قمة الاكتمال والنمو، ثم تبدأ بالانحدار إلى القاع وهو ما أسميه بشيخوخة اللغة، أي عندما تكون اللغة عاجزة عن القيام بوظيفتها الحيوية في التعبير عن المتخيّل والمستشعر والملموس.
                  

04-27-2009, 09:03 AM

Baha Elhadi
<aBaha Elhadi
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام :
    الكلام الأخير يقود طردا للحديث عن العلاقة
    الشائكة بين الادراك واللغة
    متابع
    بهاء
                  

04-27-2009, 09:13 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: Baha Elhadi)

    كما يمكن أن نطلق عبارة «شيخوخة اللغة» على اللغة عندما تصبح عاجزة عن تطوير نفسها لمواكبة متطلبات المجتمع اللغوية، والمرتبطة هي الأخرى بنشاط البشر الاقتصادي والسياسي والثقافي والصناعي وأي نشاط بشري آخر؛ فكما أن الإنسان يطور أدواته في دورته التطورية التاريخية فلابد للغة أن تساير هذا التطور، هذا إن لم تكن اللغة قادرة على السبق أصلاً.
                  

04-27-2009, 09:26 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    كما أن القهر السياسي أحد أهم العوامل التي ساعدت على تكوين التيار الرمزي. والقهر السياسي الذي عرفه الإنسان على مختلف أطواره ومراحله التاريخية أثر -ليس فقط على اللغة وحسب- إنما على مستواه السلوكي أيضاً، وامتد حتى شمل رقعة واسعة من نشاطاته الاجتماعية والاقتصادية والنشاطات الحيوية الأخرى؛ فالرمز المستخدم في الصراع ضد السلطة، وذلك الآخر المستخدم في التعبير عن أحلام قطاعات المستهلكين والمنتجين للغة كان النواة الأولى التي خلق هذا التيار الذي تطور أيضاً تقادمياً في الوسط المتخيل ليشمل جميع أنواع الفنون الأخرى؛ فالسريالية والتجريدية والتكعيبية هي إنما عدوى هذا الوباء السياسي، ربما أضيفت إليه بعض العوامل الأخرى التي لا تكاد تنفصل عنها والكامنة في رغبة الإنسان -كما قلت- إلى التغيير والتطوير والتميز والإبداع بلا شك.
                  

04-27-2009, 09:48 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    للغة الإبداعية مستودعها الذي تُخزن فيه ما تشاء من سقط المعاني المبهمة، وهذا المستودع ما هو إلا وعينا الذي يرفض التصريح ويميل إلى الرمز على اعتباره بوابات للهروب من النقد والمسائلة، ولا أريد أن أقول أن الرمز القائم على الخيال هو أمر سيئ على الإطلاق، بل هو أفضل ما يكون –في إطار الكتابة الإبداعية- إن تم توظيفه في إطار أدبي وفني؛ على ألا تستهدف النخب فقط، فالتعاطي مع اللغة لا يمكن أبداً أن يتم من خلال مفهوم طبقي أبداً؛ إنما اللغة يجب أن تتحد مع الخيال، وتصاغ في رمز جيد حتى تحسن من مستوى فهمنا وقراءتنا للنصوص والأعمال الفنية؛ وإلا فليترك الناس الشعر والفن، ويلتفتوا إلى خطب المنابر وأحاديث المجالس.
                  

04-27-2009, 10:06 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    الزول زاتو
    تحية وتقدير
    Quote: انا شخصيا لا اعتقد ذلك لان لغات الانسان الموجودة حاليا لا تدل على انها مقلدة من حيوان او طائر كما ان لدي شك فيما نسب للانسان الاول من عدم درايته باي لغة وكانت وسيلة المفاهمة هو عن طريق وضع رموز او رسومات تدل على المعني المطلوب .
    أعتذر لك في البدء عن التأخير في الرد على مداخلتك، ولكنني فقط أحببتُ أن أنتهي من عرض مقالي بالكامل قبل أن أبدأ في الرد على المداخلات لتكون الفكرة مكتملة، حتى يسهل النقاش حولها.

    أقول إن الميثولوجيا الدينية تُعطينا فكرة أسطورية عن وضع الإنسان الأول المتمثل في آدم (أبو البشر) وهذه الفكرة الأسطورية في الحقيقة لا يُمكننا الاعتماد عليها، لاسيما بعد النظريات العلمية الكثيرة وبعض الحقائق التي تجلّت عن أصل الإنسان ونشوئه. وقصة معرفة آدم (الإنسان الأول) باللغة لا يُمكن الموافقة عليها لأنها بصراحة ساذجة وتختزل مراحل طويلة ومعقدة جداً هي ما نسميها بالمعرفة، فالإنسان يجب أن يمر بمراحل طويلة جداً من المعرفة وأن يعمل على تراكم هذه الخبرات المعرفية ومن ثم يقوم بتحليلها واستنتاج مدلولاتها حتى يكوّن منها "لغة" علماً بأن اللغة نفسها هي واحدة من مكوّنات الثقافة وليست أساساً لها على الإطلاق.

    وإن كنا سنأخذ بهذه الميثولوجيا كما وردت فإننا سوف نتساءل عن هذه المعرفة التي أوتيت لآدم، أين ذهبت بعد ذلك؟ ولماذا ظلّت البشرية من بعده جاهلة للكثير من الحقائق المعرفية ولم تُعرف حتى عهد قريب؟ هنالك بعض المثاليين الذين ينزعون إلى إطفاء بعض اللمسات العقلانية على الميثولوجيات والأساطير الدينية؛ وفي هذا الصدد فهم يُفسّرون (علّم آدم الأسماء كلها) بأن التعليم لم يكن في حقيقته "تعليم تلقيني" وإنما كان عبارة عن تمليك ملكات الاستنتاج والتحليل والإدراك؛ وليس أكثر. فالإنسان يمتلك موهبة أو قدرة على تسمية الأشياء حتى الغريبة عنه سواء من شكلها أو من استخداماتها أو ما إلى ذلك، بينما تفتقد بقية الكائنات الحيّة هذه المقدرة. وهم بذلك يرون أن القول بتعليم الله الأسماء لآدم فيه قدح في العدالة الإلهية؛ إذ أن امتحان المعرفة الذي خضع له كل من آدم والملائكة كان في حقيقته امتحان مكشوف بالنسبة لآدم لأن الله "غششه" الأسماء، وهذا غير وارد بالنسبة إليهم.

    والمسألة ليست محصورة فقط في تسمية الأشياء بأسمائها؛ إذ أنه لا معنى لأن أعرف اسم أيّ أداة من الأدوات طالما أنني أجهل كيفية استخدام هذه الأداة، وشرح هذه الكيفية للآخرين. اللغة لم تنشأ بالصدفة، بل نشأت –كما أراها- عبر حوجة نتجت هي الأخرى من تراكم معارف وخبرات مطوّلة. كل الكائنات الحيّة مرّة بذات الشيء، ولكن الإنسان كان الوحيد الذي يمتلك قدرة على تحليل هذه الخبرات وصياغتها في لغة تم الاتفاق حولها عبر ملايين السنين وفقاً للحاجة والضرورة الاجتماعية.
                  

04-27-2009, 10:44 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    الأخ : نصر

    الأصوات موجودة في الطبيعية: صوت الماء، صوت الريح، صوت الرعد، صوت الكائنات. ولا ضرورة لوجود معنى لهذه الأصوات؛ ولكن الإنسان هو من يوجد هذا المعنى ليتماشى مع ما يرتبط لديه من مشاعر حيال هذه الأصوات.

    فمثلاً A يخاف من صوت الرعد ويعتبر أنها من الأصوات المزعجة والمثيرة للقلق والخوف، بينما يرى B أن صوت الرعد من أجمل الأصوات التي قد تمر عليه إن لم تكن أجملها على الإطلاق. والواقع أن الشخص A قد مرّ بتجارب سابقة ومتراكمة ولّدت لديه اتجاهاً عاطفياً سلبياً تجاه صوت الرعد، كأن يكون الصوت بالنسبة إليه تصاحب مع برق قاتل أو مدمّر، فارتبط لديه ذهنياً أن الرعد علامة من علامات الدمار والموت.

    وقد لا يكون هو شخصياً من مرّ بهذه التجربة، ولكن قد يكون اكتسبها في حياته من الآخرين وتراكمت لديه حتى تولّدت "قناعة" عامة، لذا فهو يركض مباشرة للاختباء داخل أو خلف أيّ شيء بمجرّد أن يسمع صوت الرعد؛ بينما الشخص B مزارع يعلم تماماً أن صوت الرعد قد يتبعه مباشرة المطر الذي يحتاج إليه في زراعته، ولذا تجده ينطلق مباشرة إلى الخارج ليقف عارياً تحت المطر. أريد أن أقول بأن مفهومنا للأشياء ليس على الإطلاق مفهوماً عاماً؛ بل هو في غالبيته مفهوم ذاتي مرتبط بتجاربنا وخبراتنا المعرفية السابقة والمتراكمة.

    وهذا الكلام هو مدخل لشرح أن حوجة الإنسان لمحاكاة أصوات الطيور لم تكن بدافع التقليد بقدر ما هي بدافع الميتافور نفسه أي استعارة الخبرة المعرفية لهذه الأصوات في التعبير عن الحالات الشعورية المحددة، بمعنى أنه قد يُقلّد صوت الطيور للتعبير عن حالة الفرح والسعادة، بينما قد يُقلّد صوت الأسد أو النمر للتعبير عن حالة الغضب أو الاستياء ... وهكذا.

    ولم أقصد أبداً أن الإنسان اعتمد على تقليد الأصوات لأنه لم يكن قادراً على توليد أصوات خاصة به، بل على العكس تماماً فالجهاز الصوتي للإنسان جهاز متطوّر عن غير من الكائنات الحيّة، ولكن هذه الأصوات الموجودة في الطبيعية كان "حافزاً" له على توليد الأصوات التي بدأت بدائية ثم أخذت تطوّر شيئاً فشيئاً وفقاً لمتطلباته الحياتية والاجتماعية، وليس وفقاً للصوت نفسه؛ وبالتالي فإن المسألة لم تكن ميكانيكية بحتة بقدر ما كانت عملاً إبداعياً خلاقاً في المقام الأول.

    وما زال الإنسان يعتمد على وسائل يُمكن أن نقول عليها بدائية في توليد الأصوات للتعبير عن حالات شعورية وعاطفية محددة، كالتصفيق للتعبير عن حالات الرضا والاستحسان، أو التصفير وغيره.
                  

04-27-2009, 11:56 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    العزيز أساسي

    أولاً وقبل كل شيء دعني أشكرك على آرائك القيّمة في الحقيقة، وعلى صراحتك في طرحها، وأقول إنك وفقت في كثير مما ذهبتَ إليه عني وعن كتاباتي فأنا بالفعل أعتبر نفسي ثائراً على الموروث والمتعارف عليه أو هكذا أحسب نفسي، وأدعو بل وأعمل دائماً على منح الحرية الإبداعية مساحة أوسع بكثير من المتاح لها حالياً، فأنا أرى أن الحالة الوحيدة التي يُمكن فيها نقد النص الأدبي هو النقد الأدبي نفسه، وليس النقد المبني على أساس ديني أو أخلاقي مُحدد، وأرى أنّ كل شيء قابل للتداول عبر الكتابة الفنية أو الجمالية "الأدب" سواء أكان ذلك مقدساً أو غير مقدساً، وربما يكون المتصرّف الوحيد حيال ذلك هو الرقيب الداخلي للمبدع، وليس الرقيب الديني أو المجتمعي. هذه حقيقة بالفعل.

    كما أوافقك في تعريفك للمبدع على أنه الشخص الذي يبتدع الجديد، ويتطرق إلى غير المطروق. رغم أني لا أوافقك في قصر الإبداع على هذه النقطة فحسب؛ فالعمل الإبداعي أشمل بكثير –حسبما أرى- من علاقات الحسّ المغامر إن صحّت التسمية؛ وأراك كذلك تؤمن –كما أؤمن- بأن اقتراح الجديد وهتك التابوهات ليس هو الوسيلة الأكيدة للإبداع؛ إذ أنه مقترن كذلك بالتناول الفني من لغة وخيال وخلافه. وهذه أيضاً أوافقك عليها.

    أقول: إن الكتابة الإبداعية هي توافق نظرتين للواقع (نظرة ذاتية خيالية، ونظرة موضوعية واقعية)، بمعنى أنّ الكتابة عن الواقع ليس عملاً إبداعياً بمعناه الإبداعي، إذ أن الواقع معاش بالفعل، ويصبح نقل المعاش كما هو معاش ضرباً من التكرار، الذي يجعلنا نقول "ما الجديد في ذلك؟" وعندها نعرف أنّ اختلاق "الجديد" هو جانب من الإبداع، ثم يأتي أسلوب تناولنا لهذا الجديد ليُشكل جانباً آخر من العمل الإبداعي. ولاشك أنّ هذا الأسلوب يدخل في إطاره: اللغة والخيال والتنكنيكات السردية المستخدمة .. إلخ.

    وفي كلّ مرّة يأتي فيها الحديث عن الكتابة يقفز إلى ذهني السؤال: "لماذا نكتب؟" كمفتاح سحري لمعرفة عوالم الكتابة الإبداعية على وجه التحديد. فيما مضى كتبتُ حول الكتابة ولي مقال بعنوان "في ماهية الكتابة وضروراتها" ربما كان من المفيد الرجوع إليها لمعرفة مركزاتي التي أنطلق منها؛ ومما جاء في المقال :

    "الكتابة فعل ذاتي وهو في ذات الوقت فعل موضوعي تماماً؛ فهو ذاتي لأن الإنسان بحاجة مستمرة إلى التعبير عن نفسه، ليس لترف تعبيري أو وجودي وإنما لأن ذلك يُشعر بالرضا عن نفسه ويُشعره بالإشباع الذاتي&#2404; يبحث الإنسان دائماً عن التقدير الذاتي لنفسه، وعن الآمان الاجتماعي بمعرفة نفسه ضمن إطار مجموعة بشرية ينتمي إليها؛ هذا الانتماء لا يُحدد مدى اختلافه أو اتفاقه مع المجموعة ولكنه نسق من الحراك التفاعلي بين الإنسان ومجتمعه، وحتى عندما لا يكون الإنسان متوافقاً مع مجتمعه فإنه يظل بحاجة إلى الكتابة ليعبّر عن رفضه لشكل المجتمع وهيكلته وقوانينه وليحدد موقفه من هذه الأشياء. يكتب الإنسان ليعرف نفسه في المقام الأول وليّعرف المجتمع به في المقام الثاني وليعرف مجتمع كمرحلة أخيرة.

    ليس هنالك من كاتب واحد يكتب ليغيّر في مجتمعه، حتى وإن كانت كتاباته تتناول نقداً لهذا المجتمع، أو شملت على صيغ ثورية تدعو للثورة، ولكن الحقيقة أن الكتّاب يكتبون من أجل تحديد مواقفهم من التاريخ الاجتماعي بكل تداعياته الاقتصادية والسياسية والدينية والفكرية، وهو لا يسعى أبداً إلى التغيير حتى وإن شملت كتاباته على صيغ ثورية وإنما يُبادر بذلك ليُرضي نفسه في المقام الأول؛ إذ أنه من الصعوبة بمكان ألا تستطيع تحديد موقفك من واقعك قبل البدء بطرح مواقفك النقدية منه أو محاولات الثورة عليه كمرحلة متقدمة&#2404; وإذا وُجد كاتب واحد –سواء كان مفكراً أو فيلسوفاً أو أديباً- يعتقد أن كتاباته فقط بإمكانها صنع الثورة، فهو كاتب مثالي وبالتالي فإنه يُمكن اعتباره مثقفاً/ثورياً سلبياً، إذ لا بد أن تتسق كتاباته مع منظومة حركات اجتماعية تُحددها ظروف موضوعية ليحدث هذا التغيّر؛ وعندها فقط يُمكن اعتبار الكتابة فعلاً موضوعياً.

    الكتابة وسيلة لتدوين الأفكار -سواء كانت هذه الأفكار أفكاراً أدبية أو علمية أو فلسفية- فهي إذن –أي الكتابة- فعل إبداعي بكل أشكالها&#2404; وهذا الفعل الإبداعي إن لم يكن ملهماً كفاية فسوف لن يرتقي ليُصنّف على أنه فعل وجودي أبداً؛ بل ستظل في إطار أنها كتابات ذاتية منفعية. فكتابات كارل ماركس التي أنتجت الثورة الفرنسية وكتابات فرويد التي أنتجت ثورة التحليل النفسي، وكتابات دارون التي أنتج ثورة في فهم الإنسان لنفسه، وكتابات شكسبير التي أنتج ثورة في الكتابة المسرحية والشعرية، وكتابات ماركيز التي أنتج ثورة في عالم الواقعية السحرية، وكتابات جوان كاثلين رولنج التي أنتج ثورة في عالم أدب الطفل وغيرها من الكتابات إنما اكتسبت الخلود لأنها كانت متسقة تماماً مع أغراض الكتابة وماهيته، كما أنها كانت تمثل ضرورة شعبية أو اجتماعية."

    وفي مقال آخر بعنوان "نظرية المبتكر المغفل" (أنصحك بقراءته) أقول:

    "إن كاجيتو الإبداع في تناول مسألة الخلود هو أمر يصعب الحكم عليه لمجرّد الانتصار لفكرة دون الأخرى. ولكن يبدو أن الرغبة في الخلود والبقاء هو الدافع الآكد للكتابة والإبداع"

    وعلى هذا نرى أنه من الصعب جداً تحديد ماهية الكتابة، وبالتالي الهدف الأساسي منها لأنها تختلف باختلاف الكُتاب وأغراض الكتابة نفسها. وقد أعجبني جداً استخدامك لوصف "حكّاي" للتفريق بين السرد الخيالي والسرد الخالي من الخيال، وهذا تفريق واعٍ جداً وربما أقف معك في هذه الرؤية للتفريق بين الرواية والحكاية وهذا بالتحديد ما تطرقته إليه في مقال "نحو رؤية جديدة لفن القصة والرواية" والذي جاء فيه:

    "علينا قبل أن نحكم على تجربة قصصية ما بأنها فاشلة أو ناجحة أن نرى إلى عناصر الإبداع فيها والمتمثلة في: اللغة والخيال وقدرة القاص على توظيف هذين العنصرين في خلق سردات لا تشترط رابطاً بينها فيما خلا الرابط التخيّلي المبدع ، وهو ما أوصي بها زمرة كتابة القصة بعيداً عن فزلكات الحبكة الدرامية. لأن هذه الأخيرة هي واحدة من متطلبات الفن الدرامي ، إذ يصعب علينا أن نصدق بإمكانية تحويل القصة أو الرواية بهذا المفهوم الثوري ، إن صحّ التعبير ، إلى عمل درامي أو سينمائي ، بينما يمكن ذلك في فن الحكاية."

    وفي الحقيقة فإن كلامك عن الفصل بين اختيار الموضوع والكتابة عنه، كان كلاماً جيّداً إلى الحد الذي يجعلني لا أعرف كيف أو من أين يُمكننا البدء فيه بالتحديد، فتناول الكاتب لموضوع مستهلك بطريقة "جديدة" يُكسب الموضوع رونقه بلا شك، والعكس صحيح كذلك. ومن هنا فإنه يُمكننا القول بأن عناصر الكتابة الإبداعية تتوافر جميعها لتخرج لنا بحكم شامل يُمكننا على أساسه أن نقول بأن هذا الشخص كاتب "مبدع"، فالمبدع هو –بالفعل- من يستطيع أن يهبنا الدهشة بتناوله لموضوعات اعتيادية ومستهلكة. وهذه حقيقة لا يُمكننا الاختلاف حولها.

    أريد أن أضيف إلى كل ما تقدم ضرورة وجود القارئ الجيّد. لأنه دون وجود هذا القارئ فلن يكون هنالك كاتب جيّد على الإطلاق، أو سوف لن يتم التعرّف عليه بالضرورة. والعملية الإبداعية هي بالضرورة عملية تكاملية بين الطبيعية "الحدث" وبين الكاتب المبدع من ناحية، وبينه وبين القارئ "المبدع" من ناحية أخرى، وعلى هذا فإنني أرى أن القراءة عمل إبداعي كذلك. ولا ننسى ونحن نتكلّم في كل ذلك أننا نتكلّم عن عهود ما عادت فيها الجماليات السردية تأخذ حيّزها واحترامها المعقول، كما أنه بوسعنا أن نقول: إن فناء القارئ يعني بالضرورة فناء الكاتب.

    شكراً لأنك أهديتني هذه النواحي من العيوب، وسوف أسعى بكل تأكيد لتصويبها والعمل عليها في المرات القادمة .. أكرر لك شكري وعميق امتناني
                  

04-27-2009, 01:03 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    الأخ : بهاء الهادي
    تحية طيبة

    ربما كان فيما عقبتُ به على مداخلة الأخ (الزول زاتو) والأخ نصر إجابات على ما جاء في مداخلتك، ولكن دعني أقول لك بأن نظرية محاكاة صوت الطبيعة نظرية قديمة، ولكنها لم يتم نفيها على الإطلاق، ومازالت الإنثربيولوجيا وعلوم الإناسة تعتبر البحث في أصل اللغات ونشؤها من المباحث الهامة التي تُساعد كثيراً في التعرّف على أنماط حياة الإنسان؛ لاسيما في العصور التي لا توجد لديها أدلة كافية على أنماط حياتها غير الأساطير وبعض الأحافير كما في حضارات الآراميين والسومرين والآشورين وحضارات حوض البحر الأبيض المتوسط.

    الإنسان لم يسع إلى تقليد صوت الحيوان في محاولة منه لتغليب الصوت على اللغة، ولكن كان القصد من ذلك هو استخدام الأصوات كرموز تعبيرية، جعلت (فيما بعد) اللغة وتوليدها ضرورة فكّر بها الإنسان بشكل أكثر جدية. فاللغة نشأت (سواء تم تقديم ذلك في نظرية أم لا) لحاجة إلى الإنسان عن التعبير عن انفعالات، ولضرورة حياتية مجتمعية بحتة. كما أن بعض الباحثين أكّدوا أن بعض المجتمعات أو القبائل البدائية كانت تمتاز بأصوات تجعلها رمزاً بالنسبة إليها لتفرّق بينها وبين المجموعات البشرية الأخرى.

    وبعيداً عن الميثولوجيا الدينية التي لا تقدّم لنا غير فرضيات غير منطقية وبعيدة عن العقلانية، فإنني أقول إن المعرفة تم اكتسابها اكتساباً من خلال استغلال الإنسان لملكاته العقلية والذهنية لسنوات بل لقرون طويلة، واللغة بشكلها الحالي تجاوز –بكل تأكيد- مرحلة الأصوات إلى مرحلة الدلالة. فإذا كان الحرف مجرّد صوت، فإن اجتماع عدد من الأصوات "الحروف" كلمة صوتية يعني لنا أكثر من مجرّد توليد أصوات، لأن الكلمة (اللغة) ترتبط بالإنسان ومجتمعه وثقافته، ونظرة كل منا للغة تختلف باختلاف المجتمع والبيئة والثقافة. كما أن اللغة مرتبطة تماماً بهذه العناصر ومتأثرة ومؤثرة بها وفيها.
                  

04-28-2009, 07:24 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    Up
    will be back
                  

04-29-2009, 10:41 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: Nasr)

    up
                  

04-29-2009, 11:28 AM

حامد محمد حامد
<aحامد محمد حامد
تاريخ التسجيل: 11-18-2008
مجموع المشاركات: 3085

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    up
                  

04-29-2009, 01:16 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: حامد محمد حامد)

    الأخ : حامد محمد حامد

    أشكرك على الاهتمام وعلى رفع البوست
                  

04-29-2009, 07:04 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: هشام آدم)

    موضوعة رااايقة ومثيرة لحاسة الشم ... والمتابعة,
    فاللغة من أهم المكونات الإجتماعية الحاملة لرأي ومشاعر الفرد,
    وهي بهذا تنطوي على خاصية إجتماعية مهمة, خاصة وأن اللغة
    هي آلية تعبير الذات فى خروجها للمجتمع, كما يصح الإعتقاد أيضا
    بأن اللغة كائن حي, كما زعمت أخي هشام, لكن لا أدري مستوى تطابق
    دورة حياتها مع حياة الفرد أو الناس, لاحظ أنني أقول بذلك من فرط
    حساسيتي للجمع بين الفرد والمجتمع , والمجتمع والطبيعة, لجهة الوصول
    لقانون عام رابط وشامل, يقنن تلك العلاقات المركبة والمتناهية التعقيد, فأنا
    ومن أول وهلة ضد التبسيط والأختام الفكرية والفلسفية لماهية الحياة وصرفها.
    فهي حياة أستحسن أن نعيشها بكامل تفاصيلها, وبكل الوعي بتمرحلاتها ومتغيراتها.
    وللغة فيما تقدم نصيب, أرجو أن تكون حصيلته المزيد من الإبداع والإلفة الرصينة
    بين المجتمع واللغة , بين الفرد وطرائقه فى التعبير.
    أرجو أن أفيد هنا , بما أطمح إليه, وهو الحوار فى إطار الموضوع الحامل لإسم
    البوست ( يعني حول اللغة الإبداعية ) وليس حول أصل اللغة, لأن هذين موضوعين
    مختلفين فى واقع الأمر, وربما الخلط بينهما يفسد كلاهما, فلنتحدث عن مناخ الإبداع
    في لغة هي أصلا قائمة, وليس عن أصل اللغة.
    كما أبدي هنا إرتياحي لكون الترميز والتخفي, هو حالة إبداعية تعبر عن عدم كفاية
    اللغة التقليدية للإحتفاء بالمحدث من الرؤى ومن المشاعر ... كما أومن { بتحفظ }
    على دور العامل السياسي, بإعتباره فقط عاملا ضمن منظومة عوامل قدحت الذهن
    المبدع لإرتياد أفق جديد فى التعبير, وفي آلية إرسال المشاعر الذاتية إلى المجتمع.
    إذ للقارئ أن يتخيل ويضيف دور العامل الإجتماعي, وفيما أراه أكثر وضوحا وأرجح
    وزنا لجهة التخفي, الذي تفرضه ظروف إجتماعية, فما المناجاه الرمزية للحبيبة وما
    تلك القلاع المجيدة من أشعار الحقيبة ومن تلك التأوهات الثورية, إلا حالة شعورية
    تعبر عن الهروب من المجتمع إلى الحبيبة, عبر مفاعل اللغة الرمزية, فهنا فلاح مبين،
    وهنا يقوم أعتى ركن للإستدلال على جمال المجتمع السوداني ورقة مشاعره وعذوبة
    أدائه العاطفي وتماسكه الوجداني ... المهم ده كلام من طرف لسان يعشق أهل السودان,
    أما الباحثون والمهتمون من أمثال الأخ هشام, فعليهم توقيع ما أنف حيث يفلح التدارس
    ويتوضب البحث ... فتراني بي جاي زول ونسة سااااكت , وإحتمال أجيب معاي كمان
    صديقي الجميل ... طارق جبريل.

    شكرا هشام آدم ... على هذه السانحة الكريمة.

    ... ومتابعين
                  

04-29-2009, 10:43 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: HAYDER GASIM)

    gir gir gir gir

    الغرباء، الما بعرفو السودان كبلد في ياتو قارة، من الوجع وفرط الاحساس بالتقصير، بيضربو عن الطعام، كاحتجاج علي المجاذر لاهلنا في خيم البلاستيك!

    اما الجلابة، فياهم، في ذات سبق حميرم!

    قطع شك، دي ما اهتمامات واحد، خالتو مقبولة، ولا والدتو حوا!

    اما الوالدة حوا، كلاب امن الجلابة، عروها، وهي الام، قطعة قطعة، امام ابنها، لاجباره علي الاقرار بجريمة اغتيال محمد طه، اللتي لم يغترفها!

    عووع!
                  

04-30-2009, 06:41 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: Bashasha)

    الأخ : بشاشا
    تحية طيبة

    ثمّة فوارق كبيرة بين القطيعة الثقافية والقطيعة التاريخية، وهذه الأخيرة هي التي –كما أرى- تدور فيها متجاهلاً دور التاريخ وحركته ومعبّراً بالتالي عن أزمة حقيقية لا تُمثل الانتماء في شيء، بل تذهب إلى أبعد من ذلك لتُجسّد لنا علاقة الإنسان بالتاريخ، وكيف يبدو حين يكون منفصلاً عن "الواقع" على اعتبار أن الواقع هو –في النهاية- إحدى وحدات التاريخ الأساسية.

    ومن المفارقات الغريبة هي اضطرارك –رغم كل هذه الدوغمائية العرقية- إلى استخدام لغة تحتقر عرقيتها، وتتناسى ضروراتها المُلحة عبر التاريخ والواقع. وأشعر بالحرج وأنا أُصرّح لك (وأرجو ألا يُفهم كلامي هذا على أنه تجريح أو مهاترة) بأن أزمة القطيعة التاريخية التي تُعاني منها تتجسّد في عدم اعترافك بالدور الثقافي للغة، ناهيك عن الدور الاجتماعي المتغيّر على الدوام، يبدو ذلك جلياً من استخدامك لتعابير من قبيل: gir gir ثم عووع!

    ولن نذهب بعيداً لتحليل مغازي هذه الأصوات، أو حتى ارتباط معانيها بأحرف اللغة المستخدمة لكل منها (قرقر "و" Awo) ومعاني هذه الاستخدامات على المستوى الثقافي والمعرفي على حدّ سواء. من الجيّد –بالنسبة إليك- أن تعرف أكثر عن الانتماء والهوية والثقافة وارتباط كلٍ منهم بالتاريخ وحركته، ومعاني ارتباط كلٍ منهم –كذلك- بالعرق والأرومة.

    تحياتي

    (عدل بواسطة هشام آدم on 04-30-2009, 06:41 AM)

                  

04-30-2009, 06:29 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتافور الدلالي في اللغة الإبداعية (Re: HAYDER GASIM)

    الأخ : حيدر قاسم
    تحية صباحية عاطرة

    لا أعتقد أنّ ثمة قوانين عامة تحكم اللغة، فاللغة إذا افترضنا حيويتها لا تخض إلا لمتغيّرات غير قابلة للقوننة، إلا إذا عبّرنا عن هذه القوننة بالظاهر الشكلي العام وربطنا هذا الظاهر بمرحلة تاريخية مُحددة، وفي هذه الحالة أعتقد أن قوانين اللغة قد تُشابه إلى حدّ بعيد القوانين الاجتماعية للحقبة التاريخية المرتبطة بها. وبالتأكيد فإن هذه القوانين الاجتماعية –هي الأخرى- مرتبطة بمنظومة من القوانين والعناصر التي تتأثر بوجود الإنسان وتؤثر فيه كذلك؛ لذا يُمكننا القول بكل ارتياح أن حدود التطابق بين دورة اللغة ودورة الحياة الإنسانية هي في الحقيقة حدود عليا تصل إلى حدّ الارتباط.

    وبالتأكيد تنفصل معرفتنا للإنسان (الفرد) عن معرفتنا للإنسان (المجموعة) من حيث أن لكل منهما حيواتهم المتحكمة بأنماط وأشكال المعرفة والسلوك، وهو بالتالي ذات الفرق بين الخاص والعام بشكل إجمالي؛ مع عدم قدرتنا المطلقة على الفصل بينهما بشكل كامل، فلكل من الفرد والمجموعة روابط تنشأ غير منفصلة عن طبيعة كل منهما من ناحية، والعلائق بينهما من ناحية أخرى. فعلى سبيل المثال القوانين الأخلاقية التي تُمثل ضمير الفرد ما هي في الواقع إلا مجموعة من القوانين الأخلاقية التي يفرزها حراك مجتمعي، وطبيعة مجتمعية خاصة، وهذه المعايير الأخلاقية الخاصة بالفرد قابلة للتغيّر بناء على تغيّر المعايير الأخلاقية المجتمعية. كذلك فإن سلوك الفرد خارج المجموعة مربوط في الأصل بضوابط المجموعة التي عملت من قبل خلال مراحل حياته وتجاربه المتراكمة على خلق أنماط سلوكية مميّزة.

    وبعيداً عن كل ذلك فإنني لا أكاد أتفق معك حول التفريق بين اللغة واللغة الإبداعية؛ لأن هذا التفريق غير مبرر في الحقيقة. فاللغة الإبداعية هي جزء لا يتجزأ من اللغة، ففي الكتابة الإبداعية نجد أن الكاتب يستخدم مفردات اللغة. والحقيقة أن اللغة نفسها هي من تكتسب صفة الإبداعية أو عدمها من وعي مستخدمها وأغراض استخدامها، وليس العكس. والتمييز بين اللغة وبين اللغة الإبداعية يجعلنا بالضرورة نتكلم عمّا يُمكن أن يُطلق عليه اسم "النفاق اللغوي"، فنحن الآن مثلاً نكتب باللغة، ولكننا لا نتكلّم ذات اللغة في حياتنا اليومية، فماذا يُمكن أن نُسمّي هذا التناقض داخل مستخدمي اللغة الواحدة في الحقبة التاريخية الواحدة؟

    أعلم أن هذا قد يقودنا إلى الكلام عن نشوء اللهجات المحكية، وهذا كلام مطوّل يحتاج إلى المزيد من الصبر والدراسة والتحليل، وأتذكر الآن كتاب هادي العلوي (لا أذكر عنوانه) الذي يتناول فيه دراسة اللهجات المحكية وعلاقتها باللغة الفصحى، ومدى مصادقية قولنا بأن اللهجات غير منفصلة من اللغة من غير ذلك.

    وعلى هذا فإن كلامنا عن "أصل اللغة" هو –كما أراه- غير منفصل تماماً عن اللغة الإبداعية من حيث أن اللغة (سواء الإبداعية أو غير الإبداعية) مرتبطة في كل أحوالهما بالإنسان والطبيعة التي من حوله بكل ما للإنسان من خصوصية وتفاصيل مترابطة، وحتى الشكل الجدلي بين الإنسان والطبيعة.

    أشكرك يا عزيزي على مداخلتك الجميلة والثرية في الحقيقة، وأرحب بك وبصديقك طارق جبريل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de