دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي
|
الحٍزبُ الشُّيوعي السُّودانيُّ حِزبٌ سياسيٌّ يساريٌّ غير أصيل، تأسَّسَ في العام 1946 بتنظيمٍ مُتواضعٍ باسم الحركة السُّودانيَّةُ للتَّحرُّر الوطني (حستو)، ولَم يظهر باسم (الحٍزبُ الشُّيوعي السُّودانيُّ) لأوَّلِ مَرَّةً إلَّا في العام 1956 أي بعد عشرِ سنواتٍ من إنشاءِ الحركةِ السُّودانيَّةُ للتَّحرُّر الوطني (حستو)1. وعندما أقولُ: "غير أصيل"، فإنِّني أعني بذلكَ أنَّه لَم ينشأ كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ لحِراكٍ اجتماعيٍ سودانيٍ صِرفٍ، كما هو حالُ حِزب الأُمَّةِ القومي مَثلًا، والذي يُفسّر امتلاكَ الأخيرِ لقاعدةٍ جماهيريَّةٍ عريضةٍ، مُنذ تأسيسه وحتى اليوم، بل نشأ الحِزبُ الشُّيوعي السُّودانيُّ نتيجةً لتأثر ثلَّةٍ مِن النُّخبة السُّودانيَّة بالتنظيماتِ الشُّيوعيَّة في جمهوريَّةِ مِصَرَ العربيَّة عَبر بعضِ الطُّلابِ الذين درسوا في الجامعاتِ المصريَّة، بالإضافة إلى التَّأثر ببعضِ الشُّيوعيينَ البريطانيينَ الذين كانوا يعملونَ في السُّودانِ تلكَ الحِقبة2. فالفكرةُ الشُّيوعيَّة -على هذا- فِكرةٌ مُستوردةٌ مِن الخارج، ولَم تكون نِتاجًا سودانيًا خالِصًا، وهذا مَا قصدتهُ بعدمِ الأصالة. وهو في ذلكَ يتشابهُ حدَّ التَّطابق مع الحركةِ الإسلاميَّة السُّودانيَّة اليَمِينيَّة، التَّي تأثرت بحركةِ الإسلام الإصلاحي الذي أسَّسَ له حسن البنا في مِصر عام 1928، وتأثرت به بعض البعثات الطُّلابيةُ السُّودانيَّة آنذاك.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
هذا البوست يرصد الخِطاب الشُّيوعي الجماهيري بِشِقيه: الرَّسمي (بيانات/تصريحات/مقالات/دراسات) وغير الرَّسمي والمُتمثِل في لغة عضويَّة الحِزب في المَنابر السُّودانيَّة، مِن خلالِ مُتابعاتي الشَّخصيَّةِ لنشاط الحِزبِ الجماهيري. ويأتي هذا الرَّصد بغرضِ التأكُّد أو التأكيدِ على الفرضيِّة التَّي يقوم عليها البوست، والمُتمثِلة في أنَّ الخِطاب الشُّيوعي الرَّسمي وغير الرَّسمي مُكلَّلٌ بلغةٍ دينيَّة، وحين أقولُ: "لُغةٌ دينيَّةٌ" فإنَّني أعني أيضًا أيَّ لفظٍ أو كلِمة أو عِبارةٍ ذات دلالاتٍ دينيَّةٍ صريحةٍ، وإن ثبتت هذه الفرضيَّةُ فهي -في رأيي- تدلُّ على أحدِ أمرين أو ربَّما كلاهما معًا: 1- النِّفاق السيواجتماعي Socio-Political Hypocrisy الذي يُمارسهُ الحِزبُ مع جماهيره. 2- أزمة الهوية والبرنامج والتَّاريخ I.P.H Crisis الذي يُعاني مِنه الحِزبُ وعضويته على حدٍ سواء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الخِطاب الرَّسميُ للحِزبِ الشِّيوعي السُّوداني: أبدأ هذا الرَّصد بإيرادِ بعضِ المُقطفاتِ التَّي وردت في الخِطاب الرَّسميُ للحِزبِ الشِّيوعي السُّوداني، ومِنها مَا وَرَدَ في التَّصريحِ الصَّحفي الذي أصدره الأُستاذ يوسف حسين (النَّاطق الرَّسمي باسم الحِزبِ الشِّيوعي السُّوداني) بتاريخ: 22 أُغسطس2009 إثر اعتداءِ جماعةٍ مُسلَّحةٍ على دار الحِزبِ في الجريف غرب، فقد جاءَ في هذا التَّصريحِ مَا يلي: "ألا رحم الله الخليفة الراشدي الأول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي كان يوجه جيوشه وهي خارجة للقتال :- " إذا سمعتم صوت الآذان، أو رأيتم من يصلي، فأمسكوا."3 هذه اللغة الدٍّينيَّةُ الواضحةُ والصَّارخةُ لهو خطابٌ عاطفيٌ يستنجد بالإرث التَّاريخي الدَّيني، وهو أسلوبٌ لا يصدر إلَّا عن حِزبٍ دينيٍ. ونقرأ في التَّصريحِ ذاتِه: "ومنذ متى أصبح النضال من أجل المقاصد الكلية للدين الإسلامي الحنيف خروجاً على الإسلام؟"4 وأنا أتساءل هنا: ماذا يكونُ الحِزب الذي يسعى و"يُنضالُ" مِن أجلِ تحقيقِ "المقاصد العُليا للإسلام" إن لَم يكن حِزبًا دينيًا؟ لاسيما إذا ربطنا هذا الكلام عن نضالِ الحزبِ لتحقيقِ المقاصدِ الكُلِّية للدِّين الإسلامي بما جاءَ في الفصل العاشر (الدِّين والسِّياسة) مِن بَرنامَجِ ودستورِ الحزبِ المُجازينِ في مُؤتمره الخامس في يناير مِن عام 2009 في البندِ الثالث، إذ جاءَ نصًا: "فوق ذلك يستلهم حزبنا ارفع القيم والمقاصد لنصرة المستضعفين وشحذ هممهم وحشد قواهم من اجل الديمقراطية والتغيير الاجتماعي" 5 يتضح لنا أن المقصود بأرفعِ القيم والمقاصد هي المقاصدِ الكُلِّية للدِّين الإسلامي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
وفي تاريخ 23 يوليو 2013 أصدر الحِزبُ الشِّيوعيُ السُّودانيُ وثيقةً بعنوان: (رؤية لمستحقات الطبقة العاملة) وهي المُستحقاتُ الواردةُ في التقرير السياسي للحِزب، فجاءَ في فقرة: (مقاصد الحزب وقضايا العمال المركزية) ما يلي: "ربما يسأل سائل عن مقصدنا من هذه الأطروحة ولماذا التركيز على علاقة الحزب بالطبقة العاملة؟ نؤكد أنه من الواجب على الحزب الشيوعي أن (يأكل مما يليه) لكون وبحسب قرار المؤتمر الخامس أنه حزب الطبقة العاملة وأن تركيزه ينصب أيضاً على ما هو خاص ومتعلق بتطوير ورفعة و رقى حركة العمال وتنظيماتهم."6 والعِبارةُ المُلوَّنةُ باللون الأحمر، في المُقتبسِ، مُستلهمةٌ مِن حديثٍ نبويٍ مشهورٍ عن آدابِ الطَّعام. فقد وَرَدَ عَن عُمَرِ بن أبي سَلَمَةَ رضي أنَّه قال: "كنتُ غلامًا في حِجْرِ رسول الله صلى الله عليه و سلم, وكانت يدي تطيش في الصَّحفَة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم: "يا غلام، سَمِّ الله، وكُل بيمينكَ، وكُل مَمَّا يَليكَ." ولَعَلَ مِمَّا يحِق لنا أن نسألَ عنه هُنا: ما أهميَّةُ أو ضرورةُ أو حتَّى دِلالات هذا الاستلهامِ لنصٍّ أو تعبيرٍ دينيٍ في وثيقةٍ سياسيَّةٍ كهذه؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
وفي شهر يونيو مِن عام 2010 أصدرتِ اللجنةُ المركزيَّة للحزبِ الشِّيوعي السُّوداني بيانًا لتوضيحِ موقف الحِزبِ مِن وحدة الوطن، وجاءَ في هذا البيان مَا يلي: "لكن، ونحن الآن في الشهور الأخيرة من عمر الفترة الانتقالية تشير الحصيلة، وبكل أسف، إلى تفاقم الأزمة والاستقطاب الحاد في البلاد نتيجة إلى عدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات، وإلى سفور الدعوة للانفصال، وإلى استمرار نزيف الدم في دارفور."7 والسُّفور مِن الألفاظِ الدِّينيَّة، والتَّي يُقصد بها المرأةُ إذا خلعت نِقابها أو حِجابها. وجاءَ فِي لِسانِ العرب: "وإِذا أَلقت المرأَةُ نِقَابها قيل: سَفَرَتْ فهي سافِرٌ، بغير هاء (...) وَسَفَرَتِ المرأَة وجهها إِذا كشف النِّقابَ عن وجهها تَسْفِرُ سُفُور (...) وسَفَرَتِ المرأَةُ نِقابَها تَسْفِرُهُ سُفُوراً، فهي سافِرَةٌ: جَلَتْه"8 وإذا أسفرتِ المرأة انكشفَ وجهها وبان، وهو المعنى ذاته المُستخدم في بيانِ الحزب، قاصدينَ به انكشافُ وظهور الدَّعوات الانفصاليَّة بصورةٍ واضحة. وهنا يبدو التَّأثر باللغةِ الدِّينيَّة ومدلولاتِها واضحًا للغاية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
وفي التَّاسعِ مِن شهر سبتمبر لعام 2013 أصدر الأستاذ يوسف حسين (النَّاطِقُ الرَّسمي للحِزب) تصريحًا صحفيًا بخصوصِ خطوةِ الحكومة لرفع الأسعار، بعنوان: (لا... قوية وواضحة لزيادات الأسعار!) جاءَ فيه: "والحقيقة أن الحكومة تسعى لتحميل قوى المعارضة أوزار وخطايا سياساتها المعادية للشعب والوطن"9 وتظهر اللغة الدِّينيَّة هنا -أيضًا- في استخدام لفظي: "أوزار" و "خطايا" ذَاتَي الجذور والمنابع الدِّينيَّة. والحقيقة أنَّ المشكلة هنا لا تكمنُ فقط في استخدام اللفظ الدِّيني مُجرَّدًا، بل في استخدام دلالاتها ذات البُعد الدِّيني حيثُ لا يُحَمَّلُ شخصٌ -في مفهوم الحِساب الدِّيني- وِزرَ شخصٍ آخر، وهو منطوقُ الآيةِ القرآنية: {ولا تزر وازرةٌ وزر أُخرى}(فاطر:18) والمعنى هنا الإشارةُ إلى ظُلم الحكومة، وعدم رغبتها في تحمُّل مسؤولةَ وتبعات أعمالها، وقراراتِها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
ومُؤخرًا أصدر فرع الحِزب في المملكة المُتحدة وأيرلندا بيانًا لدحض الأكاذيب بشأن السَّيدة فاطمة أحمد إبراهيم، وذلكَ بتاريخِ 25 فبراير 2014 وجاءَ فيه: "طلعت علينا بعض الصحف الصفراء بأحاديث الإفك والضرار في محاولة ساذجة لتلفيق رواية مرزولة عن الأوضاع الصحية للمناضلة الأم الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم (أم أحمد)"10 وتظهر اللغة الدِّينيَّة هنا في أوضحِ صورها باستخدام كلمتي "إفك" و "ضِرار" بكُلِّ محمولاتهما التَّاريخيَّة. وفي ذاتِ البيان جاءَ أيضًا: "ففاطمة وحزبها عصيين على الكسر، علييين في المقام لا يشين شأنهما شنآن قومٍ عرفوا بالشين ومرزول الصفات، وكفي بالمرء أن يكون كاذباً ومخاتلاً حتي يتبوأ مقعده في أسفل سافلين ."11 في إشارةٍ واضحةٍ للآية القرآنيَّة: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}(المائدة:8)
وهنالكَ العديد والعديد مِن الأمثلة التَّي يُمكن الاستشهاد والاستدلال بها مِن الخِطاب الرَّسمي للحزبِ الشُّيوعي السُّوداني مِمَّا لا يتسع المَجال لذكره هنا، لذا سأكتفي بهذا القدر مِن الأمثلة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الخِطاب غير الرَّسمي لعضويَّة الحِزب: هذا النَّوع مِن الخِطاب الجماهيري لعضويَّة الحِزب الشَّيوعي (على الأقل في المنابر الإلكترونيَّة) يكثر فيه استخدامُ اللغة الدِّينيَّة بصورةٍ واسعةٍ جدًا، حتَّى لَيُخيَّل إلى أحدنا أنَّه أمامَ واعِظ أو عضوٍ في حزبٍ دينيٍ، وقبل فترةٍ قصيرةٍ فقط فتح راشد سيد أحمد الشَّيخ (عضو الحِزب) بوستًا بعنوان: (فاسقٌ ونبأ) (http://www.sudaneseonline.com/board/460/msg/1393367681) نَشر فيه بيانَ الحِزبِ الشُّيوعي بالمملكةِ المُتحدةِ وأيرلندا بخصوص السَّيدة فاطمة أحمد إبراهيم، وهو البيانُ ذاته الذي سبقتِ الإشارةُ إليه أعلاه، ورغم أنَّ اللغة الدِّينيَّة تظهر في عنوان البوستِ نفسه، والذي يُشير للآية القرآنِيَّة: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}(الحُجرات:6) إلَّا أنَّه عاد وأكَّد هذه اللغة في صدر بوسته، إذ قال: "هذا بيان من الحزب الشيوعي بالمملكة المتحدة وأيرلندا، ولقد جاءكم من سبأ بنيأ يا أهل الكضبن والصهينة" مُضيفًا إلى ذلكَ عِبارة: "جاءكم من سبأ بنبأ" في إشارةٍ إلى قِصَّة هُدهدِ سُليمان. وفي هذا البوست وحده تعددت استخداماتُ اللغة الدِّينيَّة، ولا تكاد تخلو مُداخلة مِن تلميحٍ ديني، وفيما يلي نموذَجين فقط مِنها: فرح الطاهر ابو روضة (Re: فاسقٌ ونبأ ..... لفاطنة السمحة التقدير والإنحناءة) "رفعت الاقلام وجفت الصحف"
فرح الطاهر ابو روضة (Re: فاسقٌ ونبأ ..... لفاطنة السمحة التقدير والإنحناءة) "يريدون ان يقفوا مسيرة الحزب باكاذيبهم وحيلهم والحزب مواصل عدم مفاوضاته ولو كره المؤتمرجية والامنجية والماجورين" وهذه الجُملة مُجاراةٌ واضحةٌ للآية القرآنيَّة: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون}(الصَّف:8)
وفي بوست افترعه حيدر قاسم بعنوان: (دار العجزة ... فكرة إشتراكي/إجتماعيه طيبه, فلم الجزع الش... ؟ حتة خبز من عجينكم) (http://www.sudaneseonline.com/board/460/msg/1393551895.html) شاركت أميرة السَّيد بمُداخلةٍ (Re: دار العجزة ... فكرة إشتراكي/إجتماعيه طيبه, فلم الجزع الش... ؟ حتة خبز من عجينكم) قالت فيه: "ولكن السودان واهل السودان يقتدي بما قاله الله سبحانه وتعالى في كتاابه " ورب ارحمهما كما ربياني صغيرا"وكذلكَ إيرادها لقصَّة الرَّاحل مُحمَّد إبراهيم نقد مع الصَّحفي الذي سأله عمَّا إذا كان يُصلي أم لا، وذلكَ ضِمن الحملة الانتخابيَّة الرئاسيَّة في عام 2010 وإجابة الرَّاحل بأنَّه يُصلِّي بانتظام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: Ali Abdalla Hassan)
|
في كتابه (ذاكرة النخيل-صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق).. يحكي عزيز الحاج علي حيدر واقعة. مفادها أن شيوعيا عراقيا.. في أيام صعود حركات التحرر الوطني.. كان يسير في أحد شوارع بغداد الرئيسية.. رافعا فوق رأسه مظلة.. مع أن الجو صحو وجميل. وحين سئل لماذا تفعل ذلك. أجاب قائلا: "إنها تمطر الآن في موسكو يا رفاق".
بداية, يا هشام, تتحدد أصالة فكر ما.. في التحليل العام.. بمدى (وعيه) بتاريخيته.. أونسبيته.. إذ أن الوقائع المادية مجال حركته وإهتمامه تظل محكومة بتبدلات مكانية وزمانية. والأزمة تنشأ حين يتم النظر إلى محمولات هذا الفكر أوذاك على أساس أنها حقائق نهائية أوثابتة. وهو ما يحوله إلى منظومة آيديولوجية جامدة من المفاهيم والمقولات. ومن هنا ينشأ إغتراب الفكر.. وعزلته.. أوفقدانه للتواصل جزئيا أوكليا. إذ أن الواقع العياني مجال حركته وإهتمامه ما ينفك يتجدد طارحا الكثير من التحولات النوعية وغيرها.
ويشكل حضور "النقد" هنا.. كمفهوم دال على عقلانية فكر ما.. آلية جوهرية في إعادة النظر إلى واقع متغير باستمرار.. بما يسمح في النهاية بتعديل أوتبديل مسارات مقاربة واقع ما وفق معطيات التجربة ومفاجآتها. مما ينأى بالفكر هنا من الجمود.. أومحاولة إسقاط تصوراته على واقع ما قسريا.. مما يكشف أيضا عن منهجيته العلمية القائمة وراء رؤيته للعالم. وهي منهجية على هذا النحو منتجة ل"معرفة بعدية".. وليست "معرفة قبلية" قائمة على النقل والإلزام والقهر.. أوعلى محاولة فرض رؤية سابقة منتجة في سياق تاريخي واجتماعي على سياق مختلف بدرجة أوأخرى دون مراعاة للفروقات القائمة هنا وهناك (الخصوصية التاريخية).
ويمكن الإشارة.. في هذا السياق.. إلى أن ماركس نفسه.. وهو يقارب عبر منهجه الجدلي مصادر نظريته الثلاثة.. وأعني "الاشتركية الفرنسية الفابية" و"الفلسفة الألمانية المثالية" و"الإقتصاد الانجليزي".. قد أعلن أنه "ليس ماركسيا".. واضعا على هذا النحو كما يلاحظ بعض الباحثين بذور تجاوزه النقدي مستقبلا.
وهو ما أدركه لينين لاحقا ببراعة شديدة.. عندما عمل على أقلمة النظرية وفق خصوصية المعطى التاريخي والاجتماعي للواقع الروسي آنذاك.. فإذا كان ماركس قد أشار إلى أن نظريته يمكن تحققها في مجتمعات رأسمالية بامتياز.. فإن واقع تخلف المجتمع الروسي.. قد دفع لينين إلى إستخدام خلاق يتناسب والسمات الأساسية أوالمتطلبات الجوهرية لذلك الواقع.. عندما عمل على أن وجود حزب وحيد هو شرط لازم لبناء الإشتراكية.. حزب مهمته جلب الوعي ل"طبقة الفلاحين" السائدة من الخارج.. وذلك في ظل إعطاء الأولوية للجانب الإقتصادي كعامل جوهري في إحداث التغيير.. وهو ما لم يمنعه من التصريح أن إعطاء الأولوية في مرحلة تاريخية ما للبنية التحتية لمجتمع ما لا تلغي بأية حال دور البنى الأخرى للمجتمع كالبنية الفوقية أوالآيدولوجيا في مرحلة تالية.
لكن هذه العوامل "التاريخية" قد تم تحويلها منذ ستالين للأسف الشديد كما يلاحظ غارودي في "منعطف الإشتراكية الكبير" إلى عوامل أو"أسباب (مبدئية)".. وهو ماوسم الطابع العام للحركة الشيوعية في العالم لاحقا.. بحيث أصبحت كل محاولة تستهدف أقلمة النظرية وفق تطورات سياق تاريخي واجتماعي ما خارج التصورات السائدة للدولة السوفيتية خاضعة لسيف النفي ماديا ومعنويا على حد سواء.. وهو ما تكشف عنه السيرة الذاتية لمفكرين ذوي منطلقات ماركسية مثل "تروتسكي" و"بيلخانوف" و"لوكاتش" و"غرامشي" و"ألتوسير" و"بولانزاس" وأعضاء "مدرسة التبعية" مثل "سمير أمين" و"توماس سنتش" وغيرهم.
إن الدرس المستفاد هنا يتمثل.. وفق الخلفية التاريخية السابقة.. في خطورة عزل المنجز الإنساني كمعطى تاريخي واجتماعي من "نسبيته".. ومن ثم تحويله إلى "مطلق" صالح لكل زمان ومكان.. وإن أعلن عن تقدميته وعقلانيته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: أحمد ابن عوف)
|
هشام سلامات وكيف الحال ..
ما هو الذي تسعى اليه وحتى نكون في الصورة .. هل هو اثبات هذه اللغة الدينية في محاضر المنبر .. أم أن هذه اللغة واستخدامها قد يصب في دعوى اثبات أو نفي النسب الفلسفي للحزب الشيوعي .. وما معايير الاصالة .. ومن ياتو منظور .. يعني بتعاين للاصالة من وين .. من جوه الواقع الوطني ولا من جوه حالة اللا انتماء ان كنت تعيش حالة مماثلة .. ولا من وين بالتحديد؟ .
بعدين والاهم من ذلك كلو هل من المحتم ان يهدم الناس حياتهم الاجتماعية وموروثهم الثقافي و ينتبزوا ركنا قصيا عن مجتمعاتهم ويشكلوا حالة من القطيعة التأريخية مع ذواتهم ما قبل الشيوعية ليكتبوا عند الناس أصلاء في الفكرة ؟!! ثم اين يجد الناس قاموسهم الشيوعي هذا ؟! ..
نقطة أخيرة .. كان جديرا بك الاشارة لماكينزمات حركة الفكر في المجتمعات الانسانية قبل وضع شروط الاصالة الفكرية هذه!! .. ما مدى اصالة الفكر الشيوعي في مصر او في رومانيا على سبيل المثال ؟!!
مودتي و متابعة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: محمد حيدر المشرف)
|
سواء أقلنا هنا "عقلا".. أو"فكرا".. فإننا نشير إلى منظومة تصورات تتكون منها هذه الرؤية أوتلك للعالم. وما يضيف صفة "عقلانية" لفكر ما.. أو"علمية" لعقل ما تحدده في الأخير نوعية المنهج.. أوالطريقة التي ينتج بواسطتها فكر أوعقل ما رؤيته للعالم.
وهنا يبرز أمام المقاربات النقدية إشكال جوهري يتعلق بمحاولة النفاذ إلى ماوراء ستارة الآيديولوجيا الكثيفة لتحديد الهوية الحقيقية لفكر أوعقل ما. فالفكر قد يطرح نفسه أحيانا.. أويحدد هويته "ذاتيا" بوصفها " هوية تقدمية".. لكن فحصا "موضوعيا" ما لتصوراته الأساسية.. على مستوى المفاهيم والمقولات.. قد يكشف عن "هوية رجعية" بامتياز. ربما لذلك أشار برهان غليون.. كمفكر واع.. إلى ذلك الفرق القائم.. في التحليل العام.. ما بين (الهوية) بوصفها "(واقع) الجماعة المادي العملي" و(تصور) الجماعة لهذه الهوية.
على سبيل المثال.. تتخلل خطاب عبدالخالق محجوب العام بعض (منزلقات) تحيله إلى موقع إنتاج فكري يمكن وصفه وبكل بساطة بأنه "غير تقدمي" أو"لا جدلي" أو"ليس علميا" حتى!. ويمكن إدراك ذلك مثلا عبر وصف وتحليل هذا المقتطف من (الماركسية وقضايا الثورة السودانية).. والذي يقول فيه ما نصه: "تعرضت الحركة الشيوعية العالمية لإنقسام بسبب نشاط قيادة الحزب الشيوعي الصيني (الخاطيء)".
هنا في تصوري رؤية منتجة عبر منهج مثالي مانوي ينهض عبر تصنيفات ثنائية ضدية للعالم.. مثل: "(الصواب)/(الخطأ)".. "(الخير)/(الشر)".. وفق قاعدة (مسبقة) للتصنيف تم تحديدها عند بداية ذلك الكتاب.. أوالتقرير المجاز من قبل مؤتمر الحزب الأخير أواخر الستينات.. من خلال تحديد مفهوم (التناقض الرئيسي).. كمفهوم مركزي داخل الجهاز المفاهيمي الماركسي.. بوصفه تناقضا "مابين (النظام) الاشتراكي و(النظام) الرأسمالي". مما يعني تحديد صيغ المواقف وفق قاعدة آيديولوجية مفادها: "مع/ضد (النظام) الاشتراكي" كما تحدده الصيغة السوفيتية السائدة وقتذاك.
إلى ذلك.. نجد أن عبد الخالق محجوب.. وهذه من سمات الفكر التقليدي.. يلعب من خلال ذلك المقتطف دور "حارس البوابة".. الذي تتلخص مهمته الجوهرية في تحديد ما هو(خاطيء) صراحة أو(صائب) ضمنا من غير إبداء مسوغات أومبررات عقلانية من أي نوع. أي أنه لم يقم بما قام به سمير أمين مثلا من تشريح لأهم مستويات الموقف الصيني آنذاك من خلال مصطلح مفتاحي.. وأعني به "الثورة الثقافية". وهذا ملمح يطرح جانبيا على مائدة البحث مايسمى بمفهوم "القطيع"!.
ويمكن الإشارة.. في هذا السياق.. إلى الخطورة التي نجمت.. على مستوى المواقف والرؤى اللاحقة للحزب.. من جراء تحديد هذا المفهوم المركزي.. (التناقض الرئيسي).. كتناقض ما بين(النظام) الاشتراكي و(النظام) الرأسمالي. ذلك أن مفهوم (النظام) يحيل في مستواه السياسي الاجتماعي إلى دالة (سلطوية) تعمل على تأبيد وضعية تاريخية قائمة.. في حين أن للحزب موقع (هامشي) داخل نسيج الحياة السياسية والاجتماعية في السودان.. وتعبير (هامشي) أستخدمه هنا دلالة على طرح "بديل" أو"طليعي" يستهدف تثوير وضعية تاريخية اجتماعية قائمة لا تأبيدها.
ومن نتائج مثل هكذا تحديد لمفهوم (التناقض الرئيسي) أن أخذت تتضخم في خطاب الحزب النظري ومواقفه العملية فكرة إحتذاء التجربة السوفيتية كطريق وحيد.. أونموذج قائم.. أوفردوس أرضي متحقق لبناء دولة الإشتراكية. لذلك وفي نزوع غير عقلاني بالمرة أخذ هذا الخطاب طابعا عنفيا متصاعدا ضد كل محاولة تستهدف بالنقد تلك التجربة.. معطيا إياها على هذا النحو بعدا لا تاريخيا. هكذا يوصد الباب أمام أية محاولة نقدية. ذلك أن بنية العقل الآيدولوجي لا تتيح عبر تقابلاتها الثنائية الضدية الحادة سوى إمكانيتي (التطابق التام) أو(التناقض الكامل).
ومن ذلك ما أصدره الحزب في السبعينات من ردود أفعال تجاه ما خرج به رئيس الحزب الشيوعي الإسباني "كاريللو".. الذي قضي بعد حرب بلاده الأهلية (1936) نحو الأربعين عاما منفيا في الاتحاد السوفيتي.. وقد أعلن عبر رؤية وصفية تحليلية مقارنة إستحالة تطبيق تصورات الدولة السوفيتية على الواقع الإسباني لإختلاف الخصوصية التاريخية هنا وهناك.
وكان من ردود أفعال الحزب آنذاك.. والذي صرف الكثير من جهود دعائية لصالح نظام الدولة السوفيتية كان من الممكن توجيها لدراسات أكثر عمقا لعقل عمل مختلف بنى الواقع السوداني.. هذا الخطاب الإنشائي غير العقلاني المرتكز على بني بلاغة عربية قديمة: "لو بعث تروتسكي من القبر حيا.. لما عبر عن أفكاره بهذا الافصاح.. الذي بز فيه كاريللو غلاة التروتسكيين الذين محقت جذورهم من قبل على يد لينين والبلاشفة".
علما أن تروتسكي ظل عبر مفهوم "الثورة الدائمة" وفيا لجوهر الفكر الماركسي.. الذي لا ينتصر للنظرية على حساب الواقع التاريخي الاجتماعي المتجدد. وهو ما أكده غيره أكثر من مفكر سعى إلى تطبيق خلاق للماركسية يتناسب وخصوصية السياق التاريخي والاجنماعي لكل واقع.. مثل فانون الذي سخر مرة وهو يقارب واقع الجزائر خلال الاستعمار الفرنسي قائلا: "على الماركسية أن تتواضع قليلا حين يتعلق الأمر بالمستعمرات".
إن التعامل مع الماركسية "كمذهب لا كمنهج".. على حد تعبير عبد الله العروي.. قد أدى إلى تحجرها وتحولها إلى عقبة في كثير من الأحيان. بل وقد حال أيضا دون كشف الإختلالات البنيوية التي كانت تتم داخل نموذج للإشتراكيه تم وضعه فوق مستوى النقد حتى النهاية. وللأسف سادت مثل هذه الرؤية العقدية.. كما تكشف الوقائع.. حتى خلال اللحظات التاريخية الحاسمة من حياتنا.. إذ تم إخضاع الواقع لما أسميه (حكم النصوص) في كثير من الأحيان.. وهو ما يتضح من البيان الذي أصدره كادر الحزب عام 1971 بشأن مقترح "الضباط الأحرار".. إذ رد قائلا: "ترتبط بهذه القضية قضية قلب السلطة عن طريق القوة. وهنا أيضا "لا نضيف جديدا". فالماركسية اللينينية واضحة فيما يختص بقضية قلب السلطة عن طريق العنف".. ف"لكي ينجح التمرد المسلح".. حسب البيان.. "لا بد من توافر "أولا.. وثانيا.. وثالثا".. وهو ما أورده البيان حرفيا من كتاب لينين (الماركسية والتمرد المسلح).. ملغيا في الوقت نفسه إمكانية وجود قراءات مستنبطة من الواقع العياني.
كل ذلك يدفعنا مع عبد الله الغذامي.. كتلميذ نجيب لميشال فوكو.. إلى القول بضرورة "نقد النقد".. أومحاولة إستكشاف الأشكال اللاهوتية.. أوالقوالب الأسطورية.. التي تستبطن بنية أفكار تطرح نفسها أويتم التعامل معها بوصفها أفكارا عقلانية . وأضيف هنا أن أخطر ما يواجه مسيرة التنوير والحداثة أن يتم تفريغها من مضامينها الحية من الداخل.. لتصبح مجرد أشكال جوفاء عاجزة عن تواصل خلاق مع الحياة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: محمد حيدر المشرف)
|
حسب علمي عضوية الحِزب الشيوعي السوداني لا تشترِط بِالضرورة أن يكون مقدم طلب الإنتِساب كافِر/ملحِد... إلخ، وغاية الحزب تحقيق العدالة بمفهومهم، وكذلِك لمن حصُل على جواز سفر أوروبي/امريكي... إلخ لا يُشْترط علَيهِ أن ينسلِخ مِن لغته الأم وثقافته المُكْتسبه. وها أنت يا هشام آدم ملحِد ولم يُغْنيك إلحادك أن تدرُس اللُغة العربِية وبِالتالي القُرآن الكريم، وتكتُب بِها، بِالرغم مِن أن لدَيك لُغتِك النوبِية ولدَيك الإنكليزِية!
أرى أن المُعتزلة والشيوعيون العرب كُلٍ في مجاله هما مَن أثروا الفِكر وحركوه ولولا شئ مِن حتى لكُنتُ شيوعي بجُبه درويش يترنح على وقع شَتَمْ الحولِية ودارا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: أحمد ابن عوف)
|
اخونا هشام مع التحية
يمكن رفد هذا البوست بكلمة (شهيد)، وهي كلمة لها مدلولاتها الدينية الواضحة في الاسلام والمسيحية
ويبدو أنهم فشلوا في إيجاد ترجمة مناسبة لكلمة Martyr الانجليزية والتي تضم عدة معاني لوصف الأمر وتشمل معانيها الاستشهاد الديني ومعان أخرى
Quote: mar·tyr [mahr-ter] Show IPA noun 1. a person who willingly suffers death rather than renounce his or her religion. 2. a person who is put to death or endures great suffering on behalf of any belief, principle, or cause: a martyr to the cause of social justice. 3. a person who undergoes severe or constant suffering: a martyr to severe headaches. 4. a person who seeks sympathy or attention by feigning or exaggerating pain, deprivation, etc. verb (used with object) 5. to make a martyr of, especially by putting to death. 6. to torment or torture. |
كلمة استشهد لفظ ديني بامتياز
Quote: بعض الناس يقول إن كلمة الشهادة أو الشهيد بمعنى المقتول في سبيل الله لم تذكر في القرآن الكريم، فهل هناك آيات أو حديث قدسي غير الحديث الشريف تناولت هذه الكلمة بحرفيتها ومعناه المراد به سلفاً؟
الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاء لفظ الشهادة في القرآن الكريم بمعنى القتل في سبيل الله كما جاء بلفظ القتل أيضاً لنفس المعنى، قال الله تعالى: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا {النساء:69}، وقال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {الحديد:19}، وبلفظ القتل في سبيل الله في قوله تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ {آل عمران:169-170-171}، وللمزيد عن فضل الشهادة في سبيل الله انظر الفتوى رقم: 12114، والفتوى رقم: 37026.
والله أعلم. |
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwaandOpt...on=FatwaIdandId=117684
وفي المسيحية
Quote: الإستشهاد في المسيحية
المسيحية هي المحبة الباذلة، والصليب هو علامة المسيحية، وفي شخص السيد المسيح التقي الحب بالألم، وتغير مفهوم الألم وأصبح شركة حب مع الرب المتألم، وأرتفع إلي مستوي الهبة الروحية، والموت أصبح كأسا لذيذا يرتشفها المؤمن سعيدا راضيا بل يسعى إليها عن حب ويتعجلها، وليس في هذا عجب فقد تحول الموت من شيء مرعب إلي جسر ذهبي ومعبر يعبر بنا من حياة قصيرة وغربة مؤقتة وثوبا باليا إلي سعادة أبدية دائمة وثوبا لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل.
وأرتبط الاضطهاد بالمسيحية وهو يسير معها جنبا إلي جنب، وأحيانا يصل إلي النهاية وهو ما نقول عنه الاستشهاد، وأول اضطهاد تعرضت له المسيحية كان من اليهودية إذ ولدت المسيحية في وسط المجتمع اليهودي، ورفض اليهود السيد المسيح وصلبوه، واضطهدوا أتباعه بالقتل والتعذيب أو بالوشاية وإثارة الجماهير أو بالمقاومة الفكرية..
بعدها دخلت المسيحية الناشئة في صراع طويل مع الوثنية متمثلة في الإمبراطورية الرومانية بما لها من سلطة الدولة وقوة السلاح وقد وصل هذا الصراع إلي حد الإبادة أي الاستشهاد، وكان الصراع غير متكافئا إذ لم يكن للإيمان الجديد ما يسنده من قوة زمنية أو سلاح اللهم إلا ترس الإيمان ودرع البر وخوذة الخلاص وسيف الروح (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6)، وأستمر الصراع حتى أوائل القرن الرابع حين قبلت الإمبراطورية الرومانية الإيمان بالمسيح وسقطت الوثنية.
لقد بدأ اضطهاد المسيحية في روما علي يد نيرون في القرن الأول المسيحي وانتهي علي بعد ميل واحد من روما علي يد قسطنطين في القرن الرابع وكان القصد منه إبادة المسيحية ولكن علي العكس كان سببا في تنقيتها وإظهار فضائلها وبطولات شهدائها الأمر الذي أدي انتشارها ودخول الوثنيين في الإيمان المسيحي، وكما عبر عن ذلك العلامة ترتليانوس "دماء الشهداء بذار الكنيسة". |
http://st-takla.org/Feastes-and-Special-Events/Nayrouz-Coptic-...n-Christianity_.html
إذن على الشيوعيين البحث عن ترجمة مناسبة لكلمة (martyr) تفي بمتطلباتهم، اللهم إلاإذا تحدثنا عن شيوعية اسلامية أو شيوعية مسيحية. وشيوعي هذه الحالة من ياخذ من هذا بنصيب ومن ذاك بنصيب، لكن هل في يجوز لصاحب هذه الحالة القول أنا شيوعي كامل الدسم؟؟؟؟ والغريب أنه وفي سياق الجدل عن العلمانية وما يقال عن ضرورة فصل الدين عن الدولة، لا يتم فصل الألفاظ ذات المعاني الدينية واستبدالها بالفاظ (مدنية) مما يشير إلى أن الأصل في نفوسهم هو الدين بينما العلمانية مجرد طاريء فكري غير عميق الجذور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: عماد موسى محمد)
|
التراث الاسلامي صاغه ملايين البشر ، وحتي بثبوت وضعيته مطلقا
فهو حق مشاع للناس التكلم به ، والقول الحمد لله ، حمدالله علي السلامة
البركة فيكم ، وكل هذه الفردات الشائعة لاتدل علي انغماس ديني لانها
مشتركة ووضعية وساهم فيها الناس اجمعين !
انشاء الله انت كويس وتجينا بهناك !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: فيصل محمد خليل)
|
كتب هشام ادم
Quote: الحٍزبُ الشُّيوعي السُّودانيُّ حِزبٌ سياسيٌّ يساريٌّ غير أصيل |
حتى مفهوم الاصالة التي اتيت بها هي ضمن مفردات المدارس الاسلاموية وهي تصريف لكلمة تأصيل التي تعني في مفهوم المدارس الاسلامية العودة الى الاصول اي العودة الى فكر المدرسة النبوية والتمثل بها في الفقة والعبادات والمعاملة ،هذا يعني يا هشام انك في اللاوعي لا زلت تحمل مخزونا من هذا الفكر وهذا ليس منقصة او عيب بل هو نتاج لتنشئة بين مدرسة مجتمع ولكنها لا تتناقض عما تعتقد سواء كنت يميني يساري ملحد اي كان فكره اخص السوداني بصفة عامة والعربي بصفة عامة ،
Quote: - النِّفاق السيواجتماعي Socio-Political Hypocrisy الذي يُمارسهُ الحِزبُ مع جماهيره أزمة الهوية والبرنامج والتَّاريخ I.P.H Crisis الذي يُعاني مِنه الحِزبُ وعضويته على حدٍ سواء. |
اين النفاق هنا حينما يأتي رد الشيوعي كفرد او حزب متضمنا بعض الكلمات الاردة في القراءن او السنة وهل هذان المصدران كتبتا بالهيروغلوفية حتى نتحاشى ايراد كلمة ا جملة مقتبسة منهما او تريد من اي شيوعي حينما يكتب او يرد على اي منشور ان يأتي بالمصحف مطاء ابن مالك امامه حتى لا يقع في اشكال ان اختار اي مفردة حتى لا نشكل عليك الامر يا مسيو هشام وتتهمنا بالنفاق السياسي يا هشام يا اخي نحن قمنا واتربنا يمينك المسجد وامامك الخلوة وحارك حاج احمد الصوفي وعن يمينه السلفي ووسطهم المسيحي وفي الطرف الزول البسكر والسطلنجي والعيالاتي وبتاع الحريم وكل هؤلاء في لجظة الافراح والاتراح بتلقاهم في الموت بشيلوا الفاتحة وبمشوا المقابر وبجيبوا الاعمدة بما لذ وطاب وفي الصيوان بنتناقشوا في الكورة والسياسة والدين والادب وقلة الادب ،، ديل انحن السودانيين يا هشام شيوعي اخو مسلم ملحد مسيحي لا ديني ،، يعني من المستحيل ان تلبس الشيوعي السوداني طاقية الشيوعي الروسي او الامريكي او الصيني اظنك عندك شوية ربكة بين الالحاد والشيوعية ،، فلا نفاق ولا يحزنزن هكذا هم الشيوعيون السودانيون ،، شيء محير م هيك ؟؟؟؟
Quote: يأكل مما يليه) سفور أوزار وخطايا الإفك والضرار شنآن قومٍ يتبوأ مقعده في أسفل سافلين جاءكم من سبأ بنيأ
|
وحتى هذه الجمل والكلمات التي لونتها بالاحمر حتى تدفد مبحثك ببعض النماذج على نفاق الشيوعي السوداني بالاستدلال بالقراءن او الحديث فهذه الكلمات قبل ان توجد في القراءن والسنة جدت في لغة يعرب بن قحطان وقدرنا جعلنا ناطقين بها فلو تكرمت يمكن ان تدلنا على طريق ثالث لنتحاشى هذه الكلمات حتى نكون في مأمن من ان نوصف بالنفاق والتسويق للخطاب الديني الشيوعي ،،،،
Quote: وإجابة الرَّاحل بأنَّه يُصلِّي بانتظام |
ولا يوجد ادنى تناقض ان صلى الاستاذ الرمز نقد ولا يوجد اي نفاق في حالة كونه سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وبصلي يا اخي افهم بقىىىىىىىىىىىىىىى الحالة الشيوعية السودانية حيرت الجن زاااااااااااااااتو مش ملحد ولا اسلاموي ، فيا ريت اخونا هشام تفرد مساحات ارحب للحزب الشيوعي ودوره السياسي لان لهذا السبب انشاء الحزب السياسي اما الشق الديني فهذا ليس من له اي نصيب في اروقة الحزب الشيوعي وشغالين بمبدا اي شاة معلفة من عصبتها البهمنا الدور السياسي في المرتبة الاولى فالفثقافي والاجتماعي وتطور المجتمع من مجتمع مغيب ومدروش ومنساق تحت شعارات دينية سمجة الى مجتمع قادر على التعايش السلمي من غير ان تمييز لا ديني لا جهي لا اثني وفي نهاية المطاف اي فرد في المجتمع له مطلق الحرية فيما يعتقد من فكر وديانة وهدفنا السامي والاعلى الذي نسعى لتحقيقه هو المجتمع العلماني وليست المجتمع املحد
ودمت اخا وصديقا وزميلا عزيزا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: عماد موسى محمد)
|
لذلك يقول أهل البحث في الاشخاص وتاريخ الفكر-أي فِكر- وسِير الأعلام: أن تدرس البيئة التي نشأ فيها ودرَج..والثقافة التي نهل منها وتأثّر حتى تكون الدراسة والسبر شاملا ومنصفا وعادلا وإذا كنا نُقيّم الناس بمجرد العبارات الشرعية التي يستعملونها في بحوثهم وفِكرهم، لقلنا إن المستشرقين من أهل الإيمان!!! لأن- بعضهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب ويستدلون به في دعوتهم -والقرآن يلعنهم- وبعضهم يحفظ أحاديث بالآلاف..ويعلمون احكام الإسلام أكثر من كثير من اهل الإسلام فخلاص كدة صاروا مسلمين؟!
هشام ...إنت دحين درست علم اجتماع ..أو قرات كتاب إبن خلدون كدي شوف تأثير "الأجواء" دي !!
http://www.google.com.sa/url?sa=tandrct=jandq=andesrc=sandfrm=1andsour...w1Q-qBbuyn0iQ9dPNjDA
Quote: في المعتدل من الأقاليم والمنحرف وتأثير الهواء في ألوان البشر والكثير من أحوالهم قد بينا أن المعمور في هذا المنكشف من الأرض إنما هو وسطه لإفراط الحر في الجنوب منه والبرد في الشمال. ولما كان الجانبان من الشمال والجنوب متضادين في الحر والبرد، وجب أن تتدرج الكيفية من كليهما إلى الوسط فيكون معتدلاً. فالإقليم الرابع أعدل العمران والذي حافاته من الثالث والخامس أقرب إلى الإعتدال، والذي يليهما من الثاني والسادس بعيدان من الإعتدال. والأول والسابع أبعد بكثير، فلهذا كانت العلوم والصنائع والمباني والملابس والأقوات والفواكه بل والحيوانات، وجمبع ما يتكون في هذه الأقاليم الثلاثة المتوسطة مخصوصة الاعتدال. وسكانها من البشر أعدل أجساما وألواناً وأخلاقاً وأدياناً، حتى النبوات فإنما توجد في الأكثر فيها. ولم نقف على خبر بعثة في الأقاليم الجنوبية ولا الشمالية. وذلك أن الأنبياء والرسل إنما يختص بهم أكمل النوع في خلقهم وأخلاقهم. قال تعالى: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " وذلك ليتم القبول لما يأتيهم به الأنبياء من عند الله. وأهل هذه الأقاليم أكمل لوجود الاعتدال لهم، فتجدهم على غاية من التوسط في مساكنهم وملابسهم وأقواتهم وصنائعهم، يتخذون البيوت المنجدة بالحجارة، المنمقة بالصناعة، ويتناغون في استجادة الآلات والمواعين، ويذهبون في ذلك إلى الغاية. وتوجد لديهم المعادن الطبيعية من الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص والقصدير. ويتصرفون في معاملاتهم بالنقدين العزيزين. ويبعدون عن الانحراف في عامة أحوالهم. وهؤلاء أهل المغرب والشام والحجاز واليمن والعراقين والهند والسند والصين، وكذلك الأندلس ومن قرب منها من الفرنجة والجلالقة والروم واليونانيين، ومن كان مع هؤلاء أو قريباً منهم في هذه الأقاليم المعتدلة. ولهذا كان العراق والشام أعدل هذه كلها لأنها وسط من جميع الجهات. وأما الأقاليم البعيدة من الاعتدال، مثل الأول والثاني والسادس والسابع فأهلها أبعد من الاعتدال في جميع أحوالهم. فبناؤهم بالطين والقصب، وأقواتهم من الذرة والعشب، وملابسهم من أوراق الشجر يخصفونها عليهم أو الجلود، وأكثرهم عرايا من اللباس، وفواكه بلادهم وأدمها غريبة التكوبن مائلة إلى الانحراف. ومعاملاتهم بغير الحجرين الشريفين من نحاس أو حديد أو جلود يقدرونها للمعاملات. وأخلاقهم مع ذلك قريبة من خلق الحيوانات العجم. حتى لينقل عن الكثير من السودان أهل الإقليم الأول أنهم يسكنون الكهوف والغياض، ويأكلون العشب، وأنهم متوحشون غير مستأنسين يأكل بعضهم بعضاً، وكذا الصقالبة. والسبب في ذلك أنهم لبعدهم عن الاعتدال يقرب عرض أمزجتهم وأخلاقهم من عرض الحيوانات العجم، ويبعدون عن الإنسانية بمقدار ذلك. وكذلك أحوالهم في الديانة أيضاً، فلا يعرفون نبوة ولا يدينون بشريعة، إلا من قرب منهم من جوانب الاعتدال، وهو في الأقل النادر، مثل الحبشة المجاورين لليمن الدائنين بالنصرانية فيما قبل الإسلام وما بعده لهذا العهد، ومثل أهل مالي وكوكو والتكرور المجاورين لأرض المغرب الدائنين بالإسلام لهذا العهد، يقال إنهم دانوا به في المائة السابعة، ومثل من دان بالنصرانية من أمم الصقالبة والإفرنجة والترك من الشمال. ومن سوى هؤلاء من أهل تلك الأقاليم المنحرفة جنوباً وشمالاً، فالدين مجهول عندهم والعلم مفقود بينهم، وجميع أحوالهم بعيدة من أحوال الأناسي قريبة من أحوال البهائم: " ويخلق ما لا تعلمون " ولا يعترض على هذا القول بوجود اليمن وحضرموت والأحقاف وبلاد الحجاز واليمامة وما إليها من جزيرة العرب في الإقليم الأول والثاني، فإن جزيرة العرب كلها أحاطت بها البحار من الجهات الثلاث كما ذكرنا، فكان لرطوبتها أثر في رطوبة هوائها، فنقص ذلك من اليبس والانحراف الذي يقتضيه الحر، وصار فيها بعض الاعتدال بسبب رطوبة البحر |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: GAAFER ALI)
|
Quote: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي .. الحٍزبُ الشُّيوعي السُّودانيُّ حِزبٌ سياسيٌّ يساريٌّ غير أصيل .. |
وماذا يضير الحزب الشيوعى السودانى فى استخدام اللغة الدينية ف قيادات وعضوية الحزب معظمهم من المسلمين والحزب الشيوعى السودانى له دور كبير وبارز ومؤثر فى التنوير واثراء حركة الفكر فى السودان .. انت يا هشام كفرد لا دينى هل تستطيع ان تنشئ حزباً لا دينياً داخل السودان وتتحدث باسمه بدون استخدام اللغة الدينية فى خطاب حزبكم كما يستطيع الحزب الشيوعى ؟؟؟ ثم ثانياً ياخ لاتنهى عن خُلق وتأتى مثله عار عليك .......... ( أصيل ) وأصالة وتأصيل مفردات متجزرة فى المفهوم الاسلامى عند تاصيل بعض المفاهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
هشام ادم فكرته واضحه كان قد عبر عنها في بوست قديم سماه ان لم تخُني الذاكره اصلاح الحزب الشيوعي او شئ من هذا القبيل ..قال ان الالحاد هو العمود الفقري للنظريه الماركسيه والشيوعيه عموماً يعني عشان تكون شيوعي (اصيل) يجب ان تكون ملحداً وان الدين اياً كان او الاله يُمثل صفر كبير للشيوعي وهذا لعمري هو التصالح مع النفس الامو بت عم ابوه ..فنظريه استيراد الشيوعيه عريانه ملط والباسها توبنا السوداني الواحد ده ياهو التناقض الراسو عديل ..وزي ما بقول المثل ركاب سرجين وقاع وهذ هو سبب التخبط والحيره التي اوردت الحزب الشيوعي موارد الهلاك الشبوعبه الشودانيه ما هي إلا وجاهه اجتماعيه ليس اكثر ..لذالك تجد الشيوعيه فشلت في مخاطبه اهل الجلد والراس في السودان وهم العمال والمزارعين وتلقفها طلاب الجامعات وصغار البرجوازيين احقاقاً لمقوله (الشيوعين ديل ناس فاهمين) وليس ايماناً بها ..فهشام اصاب الحقيقه في مقتل ولن يرضاها منه صغار البرجوازيين امثال محمد المشرف وكل من اتي هشام لارهابه بسف العشر.................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: Abuelgasim Mohamed)
|
ما هكذا يا هشام تورد الإبل.. كرهتنا معارضـة الحزب الشيوعى زاتها ياخ.. أى كاتب يأتى بمثل.. بقبس من عبارة من (اى مكان اخر) حتى من لغـة تانية خالص. أثناء الكتابة تستطيع ان تقول (وثالثة الأتافئ هى....) وتقول (فلان دا ما قلت ليه ولا يحزنون).. وتقول ( إقنـورد).. وأثناء كتابتك باللغة الإنجليزية تقول (qoup d'etat ) فرنسية تعنى إنقلاب.. فلماذا تتمسك بصغائر الأمور.. بعدين لو الشيوعيين ديل بيقرو القران زيك كان مشكلتهم بقت مشكلة..
الحزب الشيوعى - ضيعنى صغيــرا وحملنى دمـه كبيــرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: Abuelgasim Mohamed)
|
البرجوازي الصغير مثلي انا محمد المشرف لم يأبى ولم يقبل شيئا بعد من الصديق هشام آدم .. وبالتأكيد لم ولن يحمل سيفا في وجوه ناس كمثله .. وأعتقد أن الحديث عن الحمولة الدينية للغة الخطاب في الحزب الشيوعي تمثل حالة تداعي مباشر لموقف الحزب المتهادن مع الدين .. ولعل جملة ك (تحقيق المقاصد الكلية للدين الاسلامي) كانت كفيلة بأن تكون وحدها شاهدا لما يريده هشام من هذا البوست باكثر من تصيد الكلمات هنا وهناك .. صلاحية ال data مسألة مهمة جدا من وجهة نظري .. تماما كوضع الفرضية والبروتوكول و التعميم الاستدلالي .. كلها على ذات القدر من الاهمية و متصلة ببعضها البعض .. لذلك سائلت هشام حول صلاحية الداتا بتاعتو هنا ..
ارجو الا يفهم اني في الضد أو مع الجملة التي أوردتها هنا (تحقيق المقاصد الخ) .. لم أعد جاهلا بما يكفي لاصدار احكام في سودانيزاونلاين على خلفية بوست لا تتجاوز كلماته الالف كلمة مما يكتبون ويصدرون بها الاحكام طاااخ طرااااخ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
Quote: بعدين والاهم من ذلك كلو هل من المحتم ان يهدم الناس حياتهم الاجتماعية وموروثهم الثقافي و ينتبزوا ركنا قصيا عن مجتمعاتهم ويشكلوا حالة من القطيعة التأريخية مع ذواتهم ما قبل الشيوعية ليكتبوا عند الناس أصلاء في الفكرة ؟!! ثم اين يجد الناس قاموسهم الشيوعي هذا ؟! ..
|
Quote: و ينتبزوا ركنا قصيا |
ربما سوف نجد هذه الجزئية من مداخلة حبيبنا المشرف الدسمة ربما نجدها كـ أحد حيثيات ( اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي ) عند هشام آدم في بوست قادم أو نسخة منقحة لهذا البوست
أمارس النفاق إن لم أقول إنني أفتقد في هذا البوست البروف أمين محمد سليمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: عاطف عمر)
|
Quote: اعتقدتُ أنَّني كنتُ واضحًا جدًا في توصيل فكرتي القائمةِ على: (1) مُلاحظة (2) فرضيَّة (3) منهج (4) نتيجة، وكُلُّ هذه العناصِر مذكورةٌ نصًا في المَقال، |
سلامات ياهشام
اعتقادك ليس بالضرورة صائبا ماذكرته عالية لا تشير فيه الى اهم محور وهو التحليل ومنهجيته
والنتيجة لن تكن مطلقة ومرتبطة بالهدف اللى انطلقت منه ياترى ماهو الهدف؟ ولماذا الآن؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: عاطف عمر)
|
أتفق مع الأستاذ هشام آدم بأن الخطاب السياسي للحزب الشيوعي السوداني صار مطعماً بلغة دينية أتى جُلها من الدين الإسلامي. وأعلم بمدى إستغراب الأستاذ آدم من هذا الحشر للغة مستوحاة من الألفاظ الإسلامية في خطاب سياسي لحزب تقدمي أصله علماني. والكل يعلم أن الحزب الشيوعي وبعد إنهيار المعسكر الروسي فقد قاعدته السياسية... وهذا هو ما عناه الأستاذ بعدم أصالة الحزب والذي جاء إلى السودان عبر مطار القاهرة كحال عدد من الأحزاب المستجلبة. وحقيقة الأمر أن حكومة القهر والإستبداد الجاسمة على صدر الأمة إستخدمت خطاب ديني وعنصري من يومها الأول.. وقام سدنتها وتجار دينها بحملة إستهدفت كل المعارضات على إعتبار أنها عدوة الدين والوطنية طالما أنها تعارض نظام الحكم في السودان، ووجهت آلتها الإعلامية تجاه السيطرة على الرأي العام والتبشيع بالمعارضة في محاولات يائسة منها للفظ كل خطاب معارض بعمل (بلوك) ديني، يحميهم من إعتناق الشعب السوداني له.
المؤسف أن معظم المعارضات التي عادت إلى السودان بعد مكوثها في الخارج لسنوات طويلة أفقدتها تحالفها الوثيق مع قواعدتها.. عادت لتجد تفشي اللغة الدينية بين الشباب والشيب. فلقد نجحت الآله الإعلامية للحكومة في إختراق المجتمعات ودور العلم والبيوت بخطاب إسلاموي عنيف ومكثف في ظل فراغ وعدم وجود الخطاب السياسي المضاد. وعليه جاء الإحساس بالغربة، فكان على قادتها التفكير في كيفية الخروج من هذة العزلة الغير متوقعة.. ومخاطبة القواعد بخطاب سياسي مقنع وملتزم بالخط الإسلاموي السائد. والمصيبة أن الجميع كان يعِّي أن النظام كان يتاجر بالدين الإسلامي لمصلحته الخاصة وأن تلك البربوغاندا الإعلامية الدينية كانت للسيطرة التنظيمية والسياسية فقط... ولكنهم ساروا مع الموجة و(وطوا) لها. ومن هنا تلوث خطابهم السياسي و(تعطن) بتلك اللغة الدينية التي لاحظها الأستاذ هشام.
سعدت بمقال الأخ هشام وملاحظته الذكية والتي يمكن تعميمها لتشمل معظم الأحزاب المعارضة والتي خافت من نعتها بالكفر وعدم الوطنية. كذلك أعجبت بفصله في مقاله بين الخطاب الرسمي للحزب الشيوعي وللخطاب الغير رسمي النابع من منسوبيه. ولقد لاحظت (شخصياً) أن خطاب عدد كبير من أعضاء الحزب بأمريكا يتم حشر تلك اللغة الدينية الإسلاموية فيه بسبب أو بغيره. وأعتقد أن كاتبنا الهشام قد نجح في إخراج هذا الأمر للعلن ليصبح موضوع للنقاش والذي أتمنى له أن يمتد ليشمل موضوع فصل الدين عن السياسة والعلمانية.
ولكني (حقاً) تأسفت غاية الأسف لكتابات البعض في هذا المقام وإستهدافهم لكاتب المقال قبل إستهدافهم المفترض لفحوى هذا المقال البديع!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: Ishraga Mustafa)
|
اتت الشيوعية على ظهر مركب نيلي .. كانت قمحية اللون واسعة العينين كاي فتاة مصرية في الأرياف, تبدو عليها البراءة الانثوية بالرغم من حقل تجاربها المترامي الرجال, تزوجت بعضهم سرا فكنا نحن أولاد الحرام وبناته السمراوات ذوات الأعين الواسعة كأية فتاة مصرية في الارياف !!!
هكذا ينتقل الفكر يا كمال واشراقة .. بالجراثيم الجنسية ليس الا !!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote:
االسيد هشام آدم، تحية طيبة لن أدخل فيما خفي من مقاصد من فتح هذا البوست وسأكتفي بالمعلن عنه، وهو إلقاء الضوء على تناقض خطاب الحزب الشيوعي وذلك برصد تأثر خطابه وخطاب منسوبيه باللغة الدينية أو لغة القرآن، كأن اللغة العربية التي يمكن التعبير من خلالها كحامل للمعاني حكراً على الخطاب الديني وحده، وكأن الإستعانة والتوسل بما وقر في واعية ومعارف المخاطبين ووجدانهم لتوصيل المقصد وإجلاء الهدف يشكل مسبة ونقصان، وها أنت نفسك، وفي مداخلاتك المحدودة في هذا الخيط وحده، دع عنك ما نشرته هنا وفي مواقع أخرى وعلى مدى سنوات عديدة، تمارس، وبجرأة تحسد عليها، ما تنهى عنه وتستهجنة، وسأورد نماذج لذلك من مداخلاتك الأولى هذه، وقبل إيرادها أود أن أشير ، إلى أن تناولك لأمر اللغة وهي واحدة من محددات الثقافة الإجتماعية تناول متعجل إن لم يكن فطيراً وعبيطاً (وهي كلمة فصيحة تعني الساذج). لقد إستخدمت الكلمات أدناه في متن خيطك وهي كلمات وردت وبذات المعاني في القرآن دون الغوص في متن الأحاديث النبوية والسنن النقلية التي تنسب للنبي محمد، هل يسوق لنا استخدامك لهذه الكلمات والمصطلحات إتهامك بإستجداء مشاعر المسلمين وتبني خطابهم ولغتهم؟ وأنت كما صرحت لك موقف معلن عن الأديان كلها؟ هل يعني ذلك الموقف -إن كنت ماتزال عليه- قطيعتك الأيدلوجية تعني القطيعة الثقافية/اللغوية وأنت الكاتب الروائي؟. ليست هذه محاكمة لإختيارك الفكري والأيدولوجي قطعاً -والذي سأدافع عن حقك في إعلانه والدفاع عنه- وتحملك تبعات ذلك الفكرية والأخلاقية كإنسان حر مسؤول عن قناعاته وإختيارته. الكلمات المقصودة هي: "لتأثر ثلَّةٍ" ولقد وردت بالمعنى المفهوم لإستخدامك لها في سورة الواقعة: (13) ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (14) وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ (15) عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (16) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ) وإستخدمت كلمة (خالِصًا) وقد وردت في سورة النحل and#64831;من بين فرث ودم لبنا خالصاand#64830; [النحل/66 و كذلك إستخدمت (عمّا) وقد وردت بمعناها الذي يفهمه قارئ خيطك في العديد من آيات القرآن منها على سبيل المثال ما ورد في سورة البقرة وحدها: (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عمّا كانوا يعملون) و: (ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى قل اانتم اعلم ام الله ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون) و أيضاً: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون) كذلك: (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وانه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون). عليه أخ هشام أنا قولي خلو ..... إتا قولك شنو؟ مع الشكر لفتح هذه النافذة الغميسة
|
شكرا يا راشد ,ممكن نقول على حسب مفهوم هشام ادم وبعد تشكيله للعربية ان خطاب هشام ادم عروبي اسلامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: Abdel Aati)
|
Quote: ملاحظة هشام صائبة الحزب الشيوعي استبطن. الخطاب الديني وتبناه في انتهازية واعية بل وتخلى عن طرح العلمانية
هناك مقال ممتاز لمحمد حسبو في الامر |
كلام مزبوط يا عادل
علي ما اظن دة مقال محمد حسبو
Quote: محمد حسبو الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 11:33 المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"حُجّة الله على أهل الشام. لكن الفتى مقتول" الحسن بن الحنفية متحدثا عن غيلان الدمشقي و متنبئا بمصيره.. لقاءات قيادة الحزب الشيوعي "المتوالية" مع قيادة المؤتمر الشعبي، لا تقف عند حد التواصل السياسي غير المبرر و "التفسّخ الأخلاقي" الممض، بل و فيما يبدو أنها تتعداه إلى التقاء فكري و عدوى "منهاجية" يمكن مقاربتهما دون عناء، بمراجعة الورقة الموسومة بـ مسألة الدين و الدولة، ضمن أوراق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي، و مقارنتها مع مُؤلّف الدكتور حسن الترابي، حول الشورى و الديمقراطية، كما سيتبيّن
و قد تنصّلت الورقة المقدمة لمؤتمر الحزب الخامس و المنشورة على الرابط ادناه بموقع الحزب الشيوعي السوداني
http://www.midan.net/nm/private/news/religion_state.htm
تنصّلت من مفردة العلمانية و اقترحت الدولة المدنية بديلا لها، ذاهبة كل مذهب لإقناع القارئ أن هذا مجرّد تحوّل لفظي لا يمسخ المضمون، بل يطوِّره، و أن هذا التحوّل إنما يجري مسوقا بثلاث حجج (تُقرأ أُحجيات)، حجة ثقافية، و حجة سياسية و ثالثة –كـ مُناة- توسُّلية
دحض الحجة الثقافية:
1/أ
تدس الورقة طرف حجتها الثقافية في حقائب وثيقة الماركسية و قضايا الثورة السودانية كي تفاجئنا بضبطها في طياتها، و تنتزع من تلك الوثيقة اعترافا لم تضمره، إذ تحملنا ورقة الدولة المدنية هذه، على الاعتقاد بـأن ما طُرح في تلك الوثيقة هو "طرح تحويلي" يحتوي على أمرين في غاية الأهمية: أولهما كما قالت:
الأمر الأول: الاستخدام المنتبه لمصطلح (العلمانية) ، لا بمدلولاته التى استقرت فى الفكر الغربى منذ حقبة التنوير ، إحدى الحقب الثلاث لعصر الحداثة ، وإنما كمرادف لمفهوم (العقلانية) فى الفكر الإسلامى.
هذه فرية، و قراءة قصدية، يُنتجها القارئ و يستخرجها من النص، طبعا نفهم دافعها، و هو استثمار القيمة التي تحظى بها وثيقة الماركسية و قضايا الثورة السودانية، بل و قيمة كاتبها نفسه، في "قلوب" الشيوعيين، لتزيين هذا الفعل النكوصي، مؤقتا، أنبِّه إلى بعض أشارات وثيقة الماركسية و قضايا الثورة السودانية، كما يلي:
أولا: الوثيقة لم تُشِر من قريب أو بعيد إلى تيار عقلاني في الفكر الإسلامي، بل تحدثت عن القوى الرجعية التي ظلّت "تعمل في إطار الحركة السياسية العقلانية على الرغم من استنادها بين جماهيرها على الدجل باسم الدين". و لعل اللحظة التاريخية التي كُتبت فيها الوثيقة، بل و فكر كاتبها، تمنعان من احتمال أنّه كان يستلهم أو يقدّر موقفا لما وصفه بالرجعية، التي نعلم أن حواشي وثيقة الدولة المدنية المقترحة هذه، تنصِّب بعض رموزها، على أنهم يمثِّلون العقلانية الإسلامية، المفترى عليها، كما سنشرح
ثانياً، أو ثم أنّ: الوثيقة –الماركسية و قضايا الثورة السودانية- من بعد، تتمسّك بموقف في غاية التقدم و الاتساق مع الروح العلمانية، حين تصف لجوء الثورة المضادة إلى سلاح الدين على أنه "يُوكِّد إفلاسها السياسي" الذي عبّرت عنه بـ"ترك الحياة السياسية العلمانية، و نشر جو من الدجل اليميني"، مضمون هذا الموقف الذي سنثمنّه لاحقا و نبيّن اتصاله بموضوعنا، هو أن اللجوء إلى سلاح الدين هو تعبير عن "الإفلاس" في الصراع السياسي
كذلك أو ثالثاً: نلتقط إشارة هامة، أهمية فائقة، من تلك الوثيقة نفسها، فهي مع تأكيدها أكثر من مرة على أنه "أصبح على حزبنا أن ينمي خطّه الدعائي حول قضية الدين الإسلامي و علاقته بحركة التقدّم" إلّا أنها، لم تترك طبيعة ذلك الجهد (المطلوب لتنمية الخط الدعائي) نهبا لقراءات الشلة الفكرية المعتمدة لدى قيادة الحزب الحالية، بل إنها حددت طبيعته في أنه جهد فلسفي، (و ليس فقهيا) يهدف إلى "وضع الدين –كظاهرة- في مكانه بين حركة الشعوب" (كظاهرة دي مني أنا)، و هذا لعمري –أي تحديد طبيعة الجهد بكونه جهدا في المستوى الفلسفي- موقف أكثر أهمية و جوهرية مما ذهبت إليه ورقة الدولة المدنية في انتباهتها المدّعاة
أخيراً في هذه النقطة المتعلقة بما قالته وثيقة الماركسية و قضايا الثورة السودانية، أقول أن معالجتها لموضوعة الدين، لا ترقى لأن تسمّى طرحاً تحويلياً، إلا لو أراد قارئها ذلك، فالوثيقة من بين صفحاتها التي تفوق المائة و الثمانين، لا تعالج الموضوعة إلا في حيز لا يزيد عن ثلاث صفحات، نقول هذا، رغم دقة و حساسية القضية في الوقت الذي كُتِبت فيه الوثيقة، أي ما بعد حل الحزب الشيوعي بأثر حادثة معهد المعلمين..
1/ب
لماذا العلمانية بالذات؟ إنّ المفرزة اللغوية - الثقافية هذه، ، و البحث في شحن و تفريغ الكلمات من دلالاتها التي أضفتها عليها التجربة و الممارسة، ليست ضرورية في شأن العلمانية، بأكثر من ضرورتها في شأن كافة مفردات الصراع السياسي، و أولها الديمقراطية نفسها، التي كانت مبتدأً تعني ائتمار الشعب –الرجال دون العبيد أو النساء أوانذاكـ- كلية و مباشرة لتقرير مسائله العامة كما حدث في المدينة الاثينية القديمة، و هي صورة الديمقراطية التي صارت رمزا لحكم الهمج و الرعاع = عامة الشعب، مقابل سلطة النخبة و الحكماء لدن النموذج الافلاطوني. ثم آلت –الديمقراطية- الى هيئات نيابيات و مؤسسات تمثيليات لم تمنع صانع القرار السياسي المتنفِّذ من استعمار نصف شعوب الكرة الأرضية في مطلع القرن العشرين و إعادة احتلال بعض بؤره مرة أخرى في مطلع القرن الحادي و العشرين، فلو حاكمنا الديمقراطية نفسها بمعيار المحمول التاريخي، لما استقرّت في خاطر البشرية المتلقية لاضطهاد المركز الاستعماري، لما استقرّت مفردة الديمقراطية بعد مطلع القرن العشرين، أو حتى بعد احتلال العراق و نماذج ديمقراطية أبو غريب، لأن الديمقراطية ببساطة، تمثِّل الايدلوجية –أي نعم أيدلوجية- الرسمية لذلك المركز
إنّ الشحن الدلالي للكلمات بأثر التفاعل مع الواقع "جدل الثقافة"، هو أمر لا يقع الشك في أهمية اعتباره، بل إنه مبحث هام في علوم الإشارات أو السيموطيقيا، و لكنه لا يحدث هكذا بحسن خاطر، فالثقافة نفسها، المتفاعلة مع المفردة اللغوية ليست مركباً جاهزاً، بل إنها حلبة صراع بين المصالح و التيارات المختلفة داخل المحيط الاجتماعي، وبين المجتمعات كلها، هناك جهات متباينة تسعى كل منها لشحن المفردة بما تريده من معانٍ، و القارئ مثلا لكتاب أنور الجندي حول العلمانية، يجد كل هدفه هو إثبات أنّ العلمانية هي الإلحاد و حظر الدين، و هو رأي يجد اسانيده في التجربة الشيوعية في روسيا، لكن لا يخفى أنه رأي متحيّز و انتقائي في أمثلته، و لو خُلِّي بينه و العامة، لساووا العلمانية بالكفر. كلنا متحيزون، و حين يُحسَن استقبال مفردة أو تُلفظ، فإن ذلك يعود بقدر كبير، إلى تحصيل جنودها و حملتها في مضمار الصراع الثقافي و الاجتماعي، أما حين تخليهم عنها على هذا النحو القهقري، الذي تمارسه قيادة الحزب الشيوعي السوداني، فإنها تكرّس لتصور السلفية الجهادية عن العلمانية، و تدمغ العلمانية بأنها خادشة، لإيمان المستعربين المستعلواتيين من الشمال السوداني المسلم
1/ج
العلمانية و موت المؤلِّف
كيف تقع هذه الورقة في فخ الاحتراز الثقافي هذا، و حزبها نفسه يناضل لأجل الديمقراطية لا الشورى، يدعو إلى الاشتراكية لا التكافل الاجتماعي و يعلن تمسّكه بالماركسية لا نهج السلف، إن هذه الانتباهة من جانب الورقة "و ورقات أخريات" لدور اللغة و الثقافة و الخصوصيات ضمن الصرعة الجديدة في الكتابات الحزبية، تتجه إجمالا إلى المجال الخطأ، بسبب من تقاعس الجماعة الناشرة في الحزب عن مخاطبة التغييرات المطلوبة، و اكتفائها بالتنازلات غير المطلوبة للثقافة العربسلامية المتفشية و غير المنقّحة، فالمجال الصحيح و الشجاع لو أرادت الورقة بذل جهد في هذا الجانب -المباحث اللغوية- هو البحث في مجال النظريات النقدية الحديثة، التي افترعت مسألة اللغة كأساس للتحليل الاجتماعي و التاريخي، من لدن والد البنيوية فرناندو سوسير مُؤسّس التعامل مع اللغة كنظام وظيفي Functional system لا كألاغيز فردية، النظريات النقدية الحديثة التي تحفر بصبر لإعادة رؤية العالم عبر منظار نقدي ثقافي مجتاز للتحليل الاقتصادي الماركسي، تلك هي ثورة المباحث اللغوية الجديدة التي تعافها ورقات الحزب لأنها تفكك الرطانة الشيوعية و اليسار التقليدي و وجهات نظر الحتمية و العامل التحتي
يكفينا في حيّز مفهوم اللغة الذي تخصخصه ورقة الدولة المدنية، بحجة عدم استساغة المجتمع الاسلاموعروبي لكبد مفردة العلمانية، و تجاوب ورقة الدولة المدنية مع هذا الاتجاه، يكفينا استدعاء إسهامات قديمة، لتوضيح الصلة بين مقاربات بعض المدارس النقدية و بين دفاعنا عن "مصطلح" العلمانية، منها مقولة فيكتور شكلوفسكي صاحب الـ De-familiarization : حول اكتساب المعاني
Meaning is dialogic in nature, that is, a series of encounters between individuals و نزيده بكلمة من عندنا and societies
و استكمال ميخائيل باختين للمُراد في مقولته: There is no fixed meaning to any narrative, therefore, and it is always open to multiple interpretations
يعني: إننا في الواقع –على خلاف ما ذهبت اليه الورقة- معنيون بالدفاع عن العلمانية، عن تجلّيها في الواقع و أمثليتها للمجتمعات المتحضرة و للخليط البشري، ليس كدفاع الورقة الخجول عن بعض إشراقات المدنية الغربية، بل دفاعا اصيلا و مستميتا، عن أن العلمانية هي النظام الوحيد، الذي يبرهن و يضمن إمكانية الاختلاط البشري ضمن أي رقعة من الأرض، و إذا كان السيد ابراهيم نقد، في سرده لأسباب تحالف الحزب الشيوعي مع الحركة الشعبية، قد أكّد أن حجر أساس التحالف، هو تأكيد الحركة على وحدويتها، فإن علينا أن نعلم، أن العلمانية هي تميمة الوحدة، و سرها المكنون و بالتخلي عنها، عبر فلسفة المضامين، المبتسرة هذه، أو تحيّزاً لفئة، تصبح توجهاتنا الوحدوية، زعما لا يسنده دفع من تنظير سياسي مكين
و نعني: إننا معنيون أكثر بالتمسّك بمصطلح العلمانية، و بخوض الصراع لجعله جزءا من عائلة خطاباتنا المحلية، لكونها تمثّل نظاما أفضل لحل مشكلات العلاقة بين الدين و الدولة، و استغرب الا تشير مصادر و وثائق الحزب عن العلمانية، خصوصا بعد موضة التأصيل اللغوي هذه، إلى أن تاريخ مصطلح العلمانية secularism العملي يبدأ مع معاهدة صلح وستفاليا التي وضعت حدا لحرب الثلاثين عاما الدينية، بين البروتستانت و الكاثوليك أساسا، و بين كيانات سياسية أوروبية إجمالا، كانت كلمة السر في إنهائها و في رسم بنودها، هي العلمانية، كمفهوم ساعد في فض الاشتباك الديني الدموي، لا العكس، و لا كما يُشاع عن أول ظهور العلمانية كمصارع للدين، بل كحل للصراع الديني، و استغرب أيضا، من ورقة تبحث معجمة مصطلح العلمانية ألا تستصحب اجتهاد جون هوليوك الذي في نهاية جدال مترام حول مجال العلمانية، ميّز في النهاية ما بين العلمانية كإطار للنظام القضائي و القانوني و معاملات الدولة التي بطبيعتها لا تحتاج للدين، و بين ضرب آخر من العلمانية المطلقة التي تعني موقفا من الوجود و ظاهراته، لينحصر الجدل بعده، ليس حول وجهة العلمانية، بل حول أشكالها و تصريفاتها
و مفهوم الصراع لإسكان العلمانية، يعني أننا معنيون بتوضيح و شرح معنى و مضمون العلمانية لجماهير شعبنا، بالتمييز بين النماذج السيئة و تلك الحسنة، تأكيد ربط العلمانية بالديمقراطية –كما فعلنا للدولة المدنية ملاطفةً-، و حصرها في حيز الدولة و تشريعاتها و نظامها القضائي، اغناؤها بالإشارة إلى الحياة المدينية في الدول الاوروبية، التي يفيئ المسلمون إلى حمايتها، حتى الأصوليون منهم و الاكثر تشددا، حين تضيق بهم دول الثيوقراطية الاسلامية، أو تطردهم الخلافات المذهبية، لهم مساجدهم هناك في الغرب، و جمعياتهم و منظماتهم، و إذا كان لابد من الإشارة إلى علمانية تركيا الاستبداية، فلابد من الاستقامة و المصداقية، و تأكيد أن نموذجها مرفوض من جاراتها العلمانيات في اوروبا قبل أي كيان آخر، و أنهم يعطلون انضمامها للاتحاد الاوروبي لأسباب على رأسها موضوعة الحريات في تركيا، في حين أنها، أي تركيا، عضو مؤسّس في منظمة المؤتمر الإسلامي، كان ينبغي قول هذا كله، بدل هذه المناولة المضللة، للحالة الاتاتوركية
1/د البيلقى الهبوب بيضرِّي عيشو:
كان كل تحسين و تقييف ممكنا في اطار مصطلح العلمانية، فنحن يحق لنا ضبطه و ما يتلائم أكثر مع خصوصياتـنا (بجواز التعبير)، دون حاجة إلى اختراع مصل جديد، نلبسه ما نشاء من تطلعات، إذ ما هو الفرق بين الدولة المدنية و الدولة الشقطيرية مثلا، فبإمكان أيّا كان، أن يصك مصطلح الدولة الشقطيرية، و يحشوه بما يشاء من مفاهيم، مثلما فعلت ورقة الحزب مع مصطلح الدولة المدنية، الذي لو بذلت ربع جهدها معه، لتحقيق و ضبط مصطلح العلمانية، لأنصفت تجربة مشرِّفة، تستحق كما كل التجارب البشرية المشرقة، تحسينات و إعادة توجيه، لكنها بالأساس سليمة و موفّقة
محاولات صك مصطلحات مثل العقلانية و المدنية الخ، كمساومة مع المجتمعات المتخلفة في المنطقة، ليست جديدة، و قد سبق ورقة الحزب اليها مفكرون مستقلون قناعة أو إنصياعا، و إن يكن الدافع هو تنقيح ما لحق بتجربة العلمانية من شوائب فإننا بالمثل، يمكن أن نخبر عن فظاعات الدول التي يمكن تسميتها مدنية، رغم انبهام المعنى و انبهاله، ليس الآن فقط، بل و الأهم على صعيد الحضارة الإسلامية نفسها، التي تسعى الورقة لتجذير ارجلنا في وحلها السياسي، فمنذ القرن الرابع الهجري، و أحيانا قبله، توقفت التسلطيات الأسلاموية، عن استجلاب شرعيتها من الله و استخلافه، و اصبحت دكتاتوريات مدنية لا تحكم بشرع الله و فعلت ما فعلت من جرائم تئن من حبرها صفحات التاريخ
1/هـ
تحليل الارتباط
و لعله كما قلنا بعاليه، تكون ورقة الحزب قد استلفت منطقها من مدافعة حسن الترابي عن الشورى و رفضه للديمقراطية لما تنطوي عليه من ردّة، و اتباع للغرب، لقد استعمل الترابي ذات الاحتيال الثقافي و اللغوي حين ابتدر هجومه على الديمقراطية: منبهاً إلى "وجوه استعمال المسلمين للمصطلح السياسي الأوروبي مثل الديمقراطية" /معتبراً، أي الترابي/ "أن اللغة اداة للاتصال و التفاهم، و لكنها قد تنقلب أداة لسوء التفاهم، لأن الكلمات لها من وراء المعاني الأساسية أبعاد اجتماعية، تعلق بها من عرف الاستعمال الخاص في كل بيئة اجتماعية" ثم يقرّر منهاج الإسلام الناهض في التماس حضارة الغرب: "أما المسلمون في حال التحرر و لأول عهد النهضة فقد يجديهم كما قدمنا أن يتحفظوا و يميّزوا في تقوّم الأعراف و استعمال الكلمات السائدة، فاللغة سلاح في صراع الحضارات..../يواصل الترابي/.... يود الكفار أن يميلوا على المسلمين بفرض لغتهم عليهم ليبثوا عليهم المفاهيم اويحملوهم على التي تمثلها اللغة عند الكافرين، و على المسلمين أن يأخذوا حذرهم و يجتنبوا التلبيس و الإنسياق للقيم المتمكنة..."
بهذا المنطق، بهذا المنهاج، يلخص الترابي مثالب التجربة الديمقراطية و يعددها، ثم يفصِّل ما ينافي هذه المثالب على مقاس ما أسماه نظام الشورى، و هو كما نلاحظ أيضا أقرب إلى الفقه الإسلامي الذي تحفل به ورقة الحزب و تذبح العلمانية على بابه، فمن باب أولى، و استقامة على المنهج، أن تلي ورقة الحزب هذه، أخرى تقتبس من منهاج حسن الترابي هذا، ما يجعلنا نستخدم مصطلح الشورى بدل الديمقراطية، كونها مشتقة من المدعو (انتقاصاً) الفكر الإسلامي و نابعة من الوجدان العربي!
و أنا أسأل بجدية: ما المانع في أن لو قبلنا منطق هذه الورقة، منطق التزلّف إلى الفكر الإسلامي العقلاني، أن نتحوّل إلى الشورى نحن أيضا، و للدوران السرمدي، في هذا اللولب الاسلاموعروبي؟
1/و
ثم، كيف تجروء الورقة نفسها، على التمسُّح بما أسمته "مفهوم العقلانية" في "الفكر الإسلامي"، و الايادي التي كتبت هذه الورقة، قد تعلم كم ينطوي عليه هذا اللبوس من زيف و إذعان، إذ أن الفكر الإسلامي الموصول إلينا نفسه هو فكر بترت ساقه العقلاني بالذات، منذ صدره الأول، إن تعبير الفكر الإسلامي ليس محل اتفاق، فهي ترمز في العرف العام وسط سواد مسلمي بلادنا إلى الفكر الجبرى الاشعري السني، و هو بالذات، تيار الفكر الإسلامي الذي وأد العقلانية الإسلامية في مهدها، فكل عقلانية لاحقة، ينتجها بعض سلالته، هي عقلانية الجبرية الأشعرية السنية، التي تلقّحت جنيناً بسفك دماء التيار العقلاني منذ معبد الجهني و غيلان الدمشقي، و يبدو أن الأزهر كان أشجع في الاعتراف بالفكر المعتزلي –أبرز تيار عقلاني تم قبره في الفكر الإسلامي- و محاولة رد الاعتبار إليه، في الوقت الذي تبارك فيه ورقة كهذه، انتصار التيار الأكثر انكفاءً في الفكر الإسلامي، و تعمِّد بعضه عقلانياً، بدل هذا، كان على المتسامحة، الذين يُداولون هذه الورقة، أن يستبقوها بجهد معقول، لرد اعتبار التيار العقلاني في الفكر الاسلامي و التعريف به، حتى لا يزيغ القارئ اللكيك، و هو جهد أولى بمن يريد تنوير مجتمعات حُجِب عنها، بشكل متعمّد، و خلال قرون، كل محاولات بناء نسق فكري أكثر عقلانية و اسئلة، أكثر قدرة على الفعل، أكثر إرادة و حُرّية
2/
دحض الحجة السياسية:
2/أ
تمثيل بالجثة
لكأنما السياسة السودانية هادية، أو لكأن السياسيين السودانيين ليسوا الأكثر اضطرابا بين خبرات الشعوب، لقد حارب حزب الصادق المهدي و أنصاره، و الأزهري بحزبه و الطائفة التي تثقله، حاربا العلمانية و دعيا عبر برامج مُعلنة إلى دولتين ثيوقراطيتين سميتا الصحوة الإسلامية و الجمهورية الإسلامية، و قاما بحل الحزب الشيوعي ضمن نظام "مدني" يدّعي الديمقراطية في معركة همجية على أساس نسج الفتنة في خام المشاعر الدينية لدى العامة و الدهماء الشماليين، إن ورقة مؤتمر الحزب الشيوعي كما قالت هي نفسها، إنما تطرح الدولة المدنية
"تجاوزاً للجدل والمماحكة حول مصطلحات (دولة دينية ، دولة علمانية ، دستور اسلامي ، دستور علماني)." أي جدل و أي مماحكين؟ ها قد أُدخلت الأفكار الكبرى في الحضارة، إلى سوق الجهلة و تجار المواقف، لقد شهدت السياسة السودانية خلال العقد الماضي فقط، احداثا لا تترك لعاقل سبيلا لموالفة افكاره لتناسب رموزها ذات المبادئ المسافرة أو كياناتها المنقسمة، منها على سبيل المثال:
- أمين عام التجمع المعارض ينضم للنظام - إثنان من أبرز القيادات الجنوبية (مشار و أكول) يذرعان المسافة بين حركة ثورية علمانية و نظام شمولي إسلامي جيئة و ذهابا - اثنان من القيادات العسكرية للتجمع الديمقراطي تحتل مناصب تنفيذية بالنظام القمعي (عبد الرحمن سعيد و الهادي بشرى) - حسن الترابي عراب النظام يقف في اقصى المعارضة، بل و يصدر فتاوى تناقض ما أشرف عليه طوال عشر سنوات ممارسة لأسلمة قسرية للمجتمع - الصادق المهدي أول من هرول لتوقيع مشروع تسوية سياسية مع النظام (جيبوتي) يعود ليتمسك بموقف قوي مضاد للدخول في مؤسسات النظام - الحزب الشيوعي و قوى شمالية أخرى تمثِّل بجثتها في برلمان النظام - الحركة الشعبية التي رفعت السلاح لأجل المهمشين (في الجنوب على ما يبدو) و عبر قيادة منكفئة و ضعيفة تشارك في السلطة التي تقتل إلى اليوم، مواطنيي دارفور المهمشين - أمين عام آخر، لأكبر حزب سياسي بالبلاد هذه المرّة "الاتحادي" ينقسم عن حزبه ثم يدمج فريقه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، رحمه الله – الهندي، زين العابدين - فنانون و رموز معارضة الفنادق، يمجدون العمل العسكري و اقتلاع النظام، و يغنون من بعد في بيوت الوزراء و ساحة جهاز الأمن مثل وردي وسيف الجامعة
إن سياسة كحال السودانية منها، و بمثل أمثلتها التي سقناها لعقد مضى، أتت من التقلبات ، مالم يحدث سوى مرات محدودة في تاريخ بقية ارجاء العالم، و قد شفع لتشرشل حين كان يتنقل بين قيادة حزبي المحافظين و الاحرار، مثلما يفعل امناؤنا العوام، حصوله على جائزة نوبل للآداب، أما سياسيونا هؤلاء، فلبابهم أفرغ من فؤاد أم موسى، و لم يحصلوا على أي جوائز لقاء إبداع ما، سوى بعض الرشاوى و الإغراءات لتغيير و بيع مواقفهم، فهل يجوز التخلي عن كسب انساني عام لتفادي المماحكة مع هؤلاء؟ ما هو الصراع السياسي إذن؟ فلتترك لنا الطائفة المُجازة من قيادة الحزب التنظيمة و مؤخِّرته السياسية، أمر المماحكة مع هؤلاء و أمر رد اعتبار التيار العقلاني في الفكر الاسلامي، بدل رصف الطريق لسطوة الجهل و التخلف بدعاوى التقرّب للمجتمع و خصوصياته
إن سياسة كحال السودانية منها، أزمتها الأولى هي عوز التنظير السياسي، و بناء المواقف على غير هدى، لا يجوز بأي حال، أن يتم تقصيص المبادئ المستخلصة من جماع التجربة الإنسانية، لكيما تحشر في قميصها الضيق و الملون بكل الوان الهرج ومستلزماته
2/ب
ثم إن الواقع يقول بغير ما تقوله ورقة الحزب، إن كل هؤلاء التجار و المرابين السياسيين، في نادي/ حظيرة السياسة السودانية، هم الذين يقتربون كل يوم خطوة بإتجاه العلمانية، بعد أن أكّدت التجربة السياسية السودانية، أن لا بديل لضمان وحدة الوطن، و احترام تنوعه سوى بتحقيق نظام ديمقراطي علماني، لماذا حين عليهم في الجانب الآخر من البئر اتخاذ الخطوة الأخيرة، يقفز الحزب الشيوعي إلى مواقعهم و لا يبلغها، و يمحق إرادته للتغيير و طبيعته الناقدة، ليتسق مع قطيع التحالفات السودانية المِسراح؟
ليس هذا كل ما يقوله الواقع و التاريخ، بل يقولان إن الحزب الشيوعي السوداني، الذي عبّر –مؤخراً- عن رفضه لتنصيبه "عرّابا لليسار"، كان هو صاحب الفضل، كأعرق مؤسسة سياسية سودانية بين ظهرانينا، تطرح شعار العلمانية، و تتمسّك به إزاء موجات عاتية، على شاكلة ما فخرت به وثيقة الماركسية و قضايا الثورة السودانية المفترى عليها، حين قالت: "فعلى الرغم من كل العقبات، استطاع الحزب الشيوعي بدفاعه عن الحياة السياسية العلمانية، و اعتماداً على ذاته في النضال دفاعا عن مصالح الجماهير، و تجارب هذه الجماهير معه، أن يواجه الموجات العاتية و أن يحسر هذه الهستيريا الرامية لتضليل الجماهير"
بل يقول التاريخ السياسي، و الواقع أيضا، إن الحزب الشيوعي الذي وقف وحيدا شاهرا علمانيته، بوجه الفوران اليميني، لم يعد كذلك، لم يعد وحيداً، فهو و إن تبرأ –مؤخراً- من كونه عراب اليسار السوداني، فإنه و بفضل من مثابرته هذه، قد ألهم قوى و قطاعات أخرى بين صفوف الجماهير، في الشمال و الجنوب، الشرق و الغرب، لتلتف حول راية العلمانية و تستبسل فكريا و سياسيا -بل و عسكرياً- تحتها، مكوِّنة ما بات يعرف بحركة اليسار في بلادنا، بجامع الدعوة لعلمانية الحياة السياسية، ليس هذا فحسب، بل لو كان الله قد منّ على الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة ناطقة، و ذات حس، لكانت ردت على اطروحة الحزب الشيوعي هذه قائلة: إن استجابتكم للموجات العاتية، فوق أنها مؤلمة، فهي أيضا متأخرة، فقد جعلنا من العلمانية أحد مقومات النظام السياسي لنصف البلاد، و بتوقيع و إقرار السلطة الأكثر تشددا و رجعية بالبلاد، بل و قد صارت العلمانية بفضلنا و فضلكم و آخرين، و أخيرا، فردا مقبولا ضمن عائلة الخطابات السياسية السودانية، كما تمنيتم أنتم أول مرة، و إن كان ما يعجبكم في حركتنا هو خطها الوحدوي فإن ما أعجبنا في حزبكم، هو لمعات فناره العلماني، المنبعثة من ظلام الشمال اليميني..
2/ج
و الغريب، إصرار خطاب الحزب الرسمي، على التمسُّك بالماركسية نهجا، و هو يعاف الصراع بل و أقل، إنه يعاف الجدل و المماحكة مع اليمين! و الماركسية ليست فقط فلسفة الصراع و التغيير إن جاز تلخيصها بكلمتين، و منهجها هو الجدل إن جاز تلخيصه بكلمة، بل إن بعضا من سيرتها يقول إنها صارعت حتى ابنائها و شركاء النضال، لقد فاصل ماركس نفسه ميخائيل باكونين قائد الفوضويين في كيفية إدارة الأممية الأولى، و خاض لينين منافسة محمومة مع المنشفيك حول مفهوم العضوية –عضوية الحزب-، و صارع ستالين زامنوف و كامينيف و بوخارين و تروتسكي حول القيادة بل و صرعهم جميعا و الحزب السوداني نفسه، خبر الصراع و الجدل و المماحكة و هو بعد غض الإهاب، فعج قاموسه بالانتهازية و اليمينية و الإنقسامية تطلق هكذا على كل من ناهض القيادة حقا أو باطلا، فكيف يأتي اليوم، الذي تتقلب فيه القلوب، و يعاف الحزب الماركسي السوداني، الجدل و المماحكة مع خصومه الفكريين و السياسيين حول مبادئه التي لم يثبت خطلها، بل العكس؟
لماذا حين يعيد مؤتمر الحزب الشيوعي كتابة خطابه، و يقيّم لغته، لماذا يلتفت لليمين لا لليسار، لماذا ينشغل بالتسوية مع مقولات الكم المضطرب من سلالة الرجعية الدينية و يحرص على ايجاد صيغة مقبولة لديها، و يغض الطرف عن الدفع المتنامي من حوله و اسفل منه، من الحركات المسلحة، و المثقفين، و الاحزاب السياسية، و الـ Sub-cultures، ممن ائتلفوا حول العلمانية، يمثلون جزءا من الواقع السوداني، من غير ذوي الشوكة الثقافية، لماذا يدّعي الحزب الشيوعي الجنون كهاملت، و ينكر معرفة رفيقته أوفيليا
دحض مناة الثالثة:
3/أ
و هنا نتولى أمر تنبيه الورقة، تحذيرها إن شئت، الورقة و مثيلاتها، من خطرين، صادرين عن التحذلق الفقهي، و المداهنة الأخلاقية
3/ب
و نعني بالتحذلق الفقهي كل محاولة لاستنباط حكم شرعي للموقف العام الداعي لفصل الدين عن الدولة، أو للموقف الخاص الجديد المسمى بالدولة المدنية، و مصدر الغفلة هنا، هو توقع أن يرُدّ ما أسمته الورقة مجازفةً بـ "تيار العقلانية في الفكر الإسلامي"، أن يردد المجاملة بمثلها، و يقابل التشجيع بمزيد من العمل. هذه تعويلات لا تجدي، لأن هذا التيار المستحدث كما قلنا قائم على أساس التيار غير العقلاني في الفكر الإسلامي، و ما بدر من رموزه محليا أو اقليميا من تساهل مع مشروعات الديمقراطية و العلمانية، مرده إلى غلبتها الظاهرة و جاذبيتها الخاصة –أي هذه المشروعات- لا إلى إيمان متأصل لديه، بل العكس، مثل هذا الاستشهاد المتعجِّل، بحديث منسوب للنبي "أنتم أدرى بشئون دنياكم" لن يصمد دائما و بمثل هذه السطحية في معالجة الفتوى الدينية، أمام ممثلي التيارات الراديكالية للبعث الإسلامي الجديد محليا أو عالميا، و الاستشهاد بمثل هذا الحديث النبوي، حائط فقهي قصير، يهدمه سيل تحقيق علم الحديث، و هراوة النص القرآني، و علاقات الخصوص و العموم في الفقه الإسلاموي السني و أحابيله
و للعلم، و للمواجهة، فإن التأويل السائد للنص الديني، لا يترك مجالا لاستصدار مثل هذه الفتوى، فتوى الدولة المدنية/ العلمانية، سوى للكسالى و متلقيي الحجج، و هم إذ يقبلون الاحتكام إلى الاجتهاد الفقهي، و محاكاة عمر بن الخطاب في عام الرمادة، فإنما يزجون بالفكرة كلها، في شرَكٍ قابض
المصيبة الأزرط، هي أن ممثلي هذه المحاولة الدؤوبة، ليسرَنَة الإسلام (و لا أقول أسلمة اليسار) يولغون في بحر لا عدة لهم لسبره، لأن شذوذ الفقيه، لا يعصمه من سوط إجماع جمهور الفقهاء، على فقهاء الدولة المدنية، التريّث و بداية الشوط من أوله، من استنهاض و بعث الفكر الفلسفي ضمن الحضارة الإسلامية، و إثارة الأسئلة القديمة، في لا وعي التكلّس الراهن، وصولا إلى حالة حضارية، تسمح ببسط التفكير العقلاني ضمن رتابة المشهد المتوارث
إن تحرير الدين و وضعه في مجرى تطوره الحقيقي، و السير بالحضارة الإسلامية إلى عالم القرن العشرين كما نادت "الماركسية و قضايا الثورة السودانية"، سواء تمت مقاربته من داخل الدين أو خارجه، ليس قضية مخففة يكفي فيها حديث تأبير النخل و تعطيل عُمَر للحدود، في مواجهة أصولية شرسة و تقف على سند مالي و سلطوي، اجتماعي و تاريخي، تدعو إلى الخلافة و الزب عن بيضة الإسلام و لا تتوانى عن تكفير مجتمعاتها، و قطع ايديها و ارجلها و السنتها، أو دفنها حيّة، إن رأت منها اجتهادا ثوريا يهز ايديلوجيتها الزائفة
هذا عن الإسلام، هل سنتّبِع نفس النهج بالتفقه في كل معتقد لاستخراج أحكام تبيح العلمانية؟ في الحقيقة، ليس علينا أن نفعل، ما دمنا حزبا غير قائم على أساس ديني، من عليه فعل ذلك، هو من يريد لحزب مسلم، أن يعيش في دولة علمانية و ذات قانون وضعي
3/ج
الغفلة و التبسيط الذان تقارب بهما هذه الورقة الفقه الإسلامي لاصطياد موقف داعم لمشروع الدولة المدنية أو العلمانية، لن يعودا إلا بالوبال على مجمل المشروع كما نؤكِّد، لأنه من جهة أخرى، و حين تقبل بالاحتكام إلى ساحة الفقه الديني لشرعنة توجهك، و إن يكن زمانيا دنيويا، تكون من حيث لا تدري قد أسست للزج بالدين في السياسة، و في إتيان ما تنهى عنه، إذ أن الافتاء بجواز العلمانية، يمثّل موقفا دينياً يستخدم ضمن الصراع السياسي، مثله مثل الموقف التكفيري للديمقراطية أو العلمانية، و قد لا يُرضي القارئ من وجهة نظر دينية، إسلامية أو مسيحية أو غيرهما، أن نقول أن إيمانه بتحليل العلمانية ليس مطلوبا، بل المرجو اقتناعه بها كصيغة للتعايش و أساس لعقد المجتمع، و لذلك قلنا بعاليه، ضمن الإشارات إلى محتوى وثيقة الماركسية و قضايا الثورة السودانية، في الفقرتين 1/أ ثانيا و 1/أ ثالثا بالأخص، إن تلك الوثيقة اتخذت موقفا متسقا مع التنظير العلماني، لأنها دعت إلى تنمية الخط الدعائي حول قضية الدين الإسلامي ضمن المستوى الفلسفي و ليس الفقهي، قائلة بصريح العبارة "و نحن في حاجة إلى هذا الخط في المستوى الفلسفي إذ تجري محاولات دائبة في معاهد التعليم للتخلي عن الحياة العلمانية و تربية جيل بتزوير الأفكار الإسلامية ضد التقدم الاجتماعي و الاشتراكية" انتهى نص الوثيقة و فيه نلمح –إلى جانب تحديد طبيعة الخط بالفلسفي- نلمح ما يشبه المهمة التي قلناها، إنعاش التراث الثوري للفكر الإسلامي كأولوية، مضادة للتبلّم الحاصل و ما أسمته الوثيقة، المجنيّ عليها، بالتزوير
3/د
الشق الآخر من مناة، هو التوسّل بالتطمينات الأخلاقية، لمخاطبة مجتمع المسلمين المحافظين، حين تعلن في فقرتها 7-ب أنّ:
"(الدولة المدنية) لا تتخذ موقف اللامبالاة تجاه مظاهر التفسخ والانحلال في المجتمع ، ولا تسمح بأن يتحول المجتمع الى خمارة أو ماخور ، أو أن ينحدر الشباب الى مهاوى الضياع"
لو حاولنا رسم خط بياني لخطاب هذه الورقة حول الدولة المدنية، يبيِّن العلاقة بين مادتها الفكرية (افقيا)، و طاقتها التغييرية التقدمية (رأسيا)، لوصلنا عند هذه النقطة بالتحديد، إلى تماس المحور الأفقي، و أي كلام بعدها، ينزل بالخطاب، الذي بدأ مقنعا و قويا و عاليا، في تفسيره للهجمة على الماركسية من مواقع دينية، ينزل به إلى مسايرة ما عرف بتبرير الهيمنة الثقافية للمجموعة الاسلامية المستعربة، المشهورة بروح الوصاية الثقافية و الأخلاقية، على من سواها
3/هـ
من نحن؟
قياسات الاسطرلاب:
قلنا مائة مرة، على الحزب الشيوعي السوداني، أن يحسم أولا توجهاته الفكرية قبل معالجة قضاياه البرامجية أو اللائحية، لكن من يجيب؟
و ها هي مسألة الأخلاق تُعالج في إطار سياسي بدل الإطار الفكري الأشمل، و لو واصل الحزب معالجة ما ينطرح وفقا لمتطلبات الحالة السياسية و من طابعه المائي هذا، فسيجرفه التيار إلى مواقع الشورى و التكافل الاجتماعي و حماية العقيدة، واجبنا هو الاقتراب من واقعنا، هذا صحيح، لكن بالدراسة و التحليل و أحيانا التغيير و ليس بالتماهي دائما، و لو قرأنا كامل الورقة من وجهة نظر علم الأخلاق، نجدها تنطق بلسان مدرسة نسبية الأخلاق حينما يتعلق الأمر بالآخر غير السوداني- الأوروبي تحديداً، فتصر على خصوصياتـ(نا) –من نحن؟- أما حين تغلق بابها عليها، تتحول النبرة إلى خطاب الاخلاقية المطلقة من موقع ثقافة المركز المسلم، فتقع في التعميم الأخلاقي و تصدير القيم، إن مسألة الأخلاق، ماهيتها و معياريتها، علاقتها بالقانون و حق البعض في تحديد الأخلاق و حمل البعض الآخر عليها، الخ هذه المسائل، لا يمكن حله استلافا من صورة الأخلاق في ذهن الثقافة السائدة و المطوّرة جينيا بعد مشروع الجبهة الإسلامية، إذ تصبح اندلاقات مثل "مظاهر التفسخ و الانحلال في المجتمع" تصبح شراكا منصوبة بلا تحقُق أو غاية، تصيد الطيور و الأفيال، ما دام التفسّخ و الانحلال يقعان ضمن التعريفات التي تنتظر التفاعل الثقافي الذي لم يعبر عن نفسه بعد بفعل الهيمنة العربسلامية، و ما دامت شعوب السودان المهمشة و حضاراته الملحقة لم تدل دلوها في مسائل الأخلاق و الجمال و الفن و الزي و العمارة، و هي مخاوف تصبح مبررة بقدر أشد حين نعلم أن الخمارة و رديفاتها تمثِّل جزءا من مؤسسات مجتمعات محلية داخل رقعة السودان السياسية، لا يجوز الهزء بها مثلما لا ترضى ورقة الحزب أن يقال: حتى لا يتحول المجتمع إلى مسجد. و أن عدم الاتفاق حول مفهومات التفسّخ و التحلّل، هو مربط كبير لخلافنا مع مشروع الجبهة الإسلامية الاجتماعي، و ما دونه، ممن يرون في الاختلاط في وسائل المواصلات تحللاً، و في بيع النساء للشاي تفسّخا، أما ما يحدث في المناسبات الاجتماعية فهو لديهم الكفر الصراح
3/و
ثم يا ورقة، أين أفضت العلمانية إلى تحويل المجتمع إلى ماخور أو خمّارة لكيما تحادثي نفسكِ بهذا، لقد أورثت العلمانية شعوبها مجتمعات متقدمة، خصوصا متى ارتبطت بالديمقراطية، و تركت التبطُّل و الاستهلاك و حويصلات القهر لشعوب العقلانية الإسلامية المدّعاة، لماذا تقدّم الورقة المرشّحة لمؤتمر الحزب الشيوعي العلماني، هذا التبرّع المجاني و غير الإنساني، لماذا تدفع عن نفسها تهمة، هي أبعد ما تكون عنها، و لأجل من نُغرم هكذا، بتبرير انفسنا؟
الذي يعيش قناعاته و معرفته، الذي يحفظ مبادئه في ذاته لا خارجها، لا يبرِّر نفسه..
أبداً.. لا يبرِّرها ..
3/ز
و تصبح المخاوف مفزعة حين نرى خطاب الوصاية على الشباب ذو الخصوصية المتناهية، وليد الواقع المنفصم ما بين تناقضي الأصولية الإسلامية الحاكمة، و إعلام البرجوازية الغربية المتعدّي، الشباب الذي خلافا لمن بايعوا الماضي جوار قيادة الحزب، ليسوا امتدادا اخلاقيا أو ثقافيا لمن سبقهم من أجيال، و هذه معلومة يغمرها كثير من السابقين بماء التعميم، الشباب الذي واجه تناقضاته دون سند أو مرجعية، لا يصح تسييجهم من ضياع افتراضي بلغة الماضي و قياساته، خصوصا ممن كانوا وقوفا حين اختطفت الجبهة الإسلامية السلطة، سلميا و دون مقاومة، و الذين اختاروا إما منهج الفيلسوف ديوجين رائد الفلاسفة ال######يين (الذي أمضى حياته في برميل) في مقاومة الكسندر، أو تفادي الاحتكاك و المماحكة مع المنافس السياسي، إن التفسّخ الإخلاقي الممكن الاتفاق عليه الآن، هو ذاك التواصل مع المؤتمر الشعبي الذي قلناه في مطلع هذه الورقة، و هو المشاركة في برلمان النظام، المعيّن الأنصبة بغير هوى الشعب و شرعيته
إن يكن من ضياع يهدّد الشباب أو يعصف به، فهو حصرياً، نتيجة التوازن الذي ترك الجبهة الإسلامية سيّداً و بات يكسبها شرعية اليوم، و لا يحق لمن تساهل معه، أن يزجي لنا النصح أو يصوننا من ضياع لا نراه، أبدا لا يحق و لا نقبل، و الحساب ولد، لتعلم كل نفس ما قدّمت
الاستاذ نقد في كلمته في البرلمان ابان أزمة حل الحزب الشيوعي، نافح عن الحزب ضد الخطاب الديني و الاخلاقي الطافح، و قال في مرافعته ما معناه: إن كثرة الحديث عن الأخلاق في الأزمات، تُبيّن أين تكمن الأخلاق الجريحة
3/ح
أما الحرج الأكبر فمصدره أنه لم يكن من داع لهذا الخطاب الأخلاقي و التطمين المداهن إلا من باب الانبطاح السياسي الذي اضحى سمة مزعجة في خطاب و مواقف الحزب الشيوعي السوداني
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: الصادق الخالدى)
|
Quote: اللاخ عادل عبدالعاطي كنت قد اعلنت الحادك هنا قبل فترة الا زلت على الحادك ام حدث تغيير؟ مع الاحترام لكل قناعاتك شكرا لك
|
يا ود العبيد مع الاحترام لقناعاتك برضو . انت قلبت تكفيري ولة عجبتك الطريقة الدعشاوية في محاكمة الآخرين ؟ شـــــــــــــــــــكراً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: الصادق الخالدى)
|
Quote: الحِزب الشيوعي السوداني لا تشترِط بِالضرورة أن يكون مقدم طلب الإنتِساب كافِر/ملحِد... |
Quote: وان كان ملحد او كافر والعياذ بالله واستفز بسلوكه الناس فلن يكون مرحبا به في صفوف حزبنا ويفصل من الحزب ان اوصت الوحدة التي يعمل بها بفصله ولي عودة |
وأظن ان لا مانع لدى الحزب يكون في صفوفه عنصريين استعلائيين :/
كللكم قولوا ( الحَصَاحِيصَا ) ولتكن كما ينطقها السوداني خالد العبيد ..
سوداني بي وين ؟ قول الحصاحيصا!! جقلبتك دي ذكرتني خالتا لينا راكبه بص الديم البص مليان مافي واحد قام ليها واحد حبشي زيك قام ليها من مقعدو زعلت وعاينت للسودانيين قالت ليهم ما عافية ليكم انتو سودانيين وين ؟ مافي غير الحبشي العفين ده يقوم لي الحبشي زعل قال ليها: حسن المنعول اشترى قندول ! يقصدالمثل القائل الحسنة فى الملعون زى الشرا فى القندول
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: HAIDER ALZAIN)
|
الاخ هشام تحية طيبة
ياخي انت لخبطا الشغلة لخبطة شديدة المرة دي وما كنت موفق نهائيا في هذا الموضوع وعلى قول اخونا احمد بن عوف انوكرهك للتدين و الاعتقاد دفعك لفتح هذا الخيط وكان الظاهر غايظك انو حزب زي الحزب الشيوعي السوداني لسا متعلق بتدين معظم اعضائه
قالوا في قديم الزمان لامن جا الوفد الروسي في زيارة للسودان نوى مؤخرا زيارة الشيوعيين السودانيين في دارهم فالظاهر صادف زيارتهم موعد صلاة مغرب او عشاء فتفاجا الوفد لامن لقى البروش مفرشة للصلاة والاباريق مجدعة لسا ما لموها. احيلك لهذه القصة الواقعية حيث ان صديقنا الملحداوالكافر والمثقف شديد يوما ما لامن الجماعة كذبوه في موضوع ما قام حلف ليهم بالله و اغلظ في الحليفة فقلت ليهوانت انسان مامؤمن لزومو شنو تحلف لينا بالله قال لي :انا ما قدرت اضع كلمة الله بين قوسين حتى تفهم .. انا قصدي الناس تصدقني وبس . دي الوقت لو كل فكر نشأ في مكان ما وانه لايجوز نقله الا بي ضبانتو دون اجراء اي تعديل كان نتيجة لذلك انه لا تجد مسلم واحد في افريقيا واوربا وغيرها من بلاد العالم .
تحياتي
عبدالكريم الاحمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: خالد العبيد)
|
الأخوةُ المُتداخلون تَحِيَّاتي لكم جميعًا
كُنتُ قد كتبتُ ردودًا مُطوَّلةً لمُداخلاتِ كُلٍ مِن الأخوة: عبد الحميد البرنس، ومُحمَّد حيدر المُشرَّف، والعزيز عزَّام فرح (وذلك ضمن مشروع مُتابعة التَّعليقاتِ ومُناقشتها) غير أنَّي فقدتها جميعًا في لَحظةِ هستيريا إلكترونيَّة. كان ذلكَ مُحبطًا للغاية، لاسيما وأنَّي لا أملكُ كيبوردًا عربيًا، وأعتمد على موقع arabic-keyboard.org للكِتابة باللغة العربيَّة. لقد تطلَّبت مِنِّي كتابة الرُّدود السّابقة نحو 3 ساعاتٍ، وفقدانها فجأة يُعد أمرًا مُحبِطًا، ولكن سأعود لإعادة كتابة ردودٍ مُقتضبةٍ.
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: عبد الحميد البرنس تَحِيَّاتي
مِن وجهة نَظري الشَّخصيَّةِ، فإنَّ نقد أيِّ فكرةٍ أو التَّنظير لَها يتمُ على مستويين: (1) الأُسس الفلسفيَّة (Philosophical Foundations) أو (2) العناصر التَّفاعليَّة (Interactive Elements) للأساس الفلسفي. وعلى سبيل المِثال: يُمكن -مِن وجهة النَّظر الماركسيَّة- نقد الإسلام وذلك بتطبيق قوانين الجدل المَاركسيَّة، دون أن يعني ذلكَ أيَّ صِراعٍ على مُستوى الأُسس الفلسفيَّة لأيٍّ مِن الفكرتين: الماركسيَّة - الإسلام. لأنَّ هذا النَّقد محصورٌ في نِطاقِ تفكيكِ العناصر التَّفاعليَّة للفكر الإسلامي: (التَّاريخ/الثقافة/المُجتمع ... لخ) باستخدام العناصر التَّفاعليَّة للفكر الماركسي، وهذا النَّقد مُفيدٌ في تطوير الفِكر المُنتقدِ والمُساعد على فهم أبعادٍ فِكريَّةٍ أكثر عمقًا. بينما النَّقد على مُستوى الأُسس الفلسفيَّة هو صِراعٌ يُفضي إلى قطيعةٍ فِكريَّة ولاشك. لاحظ أنَّ كارل مَاركس نظَّر في المُنتجاتِ الفكريَّة للمَاديَّة الفلسفيَّة التَّي كانت موجودةً مِن قبله، فكان التنظير والنَقد الذي قدَّمه نقدًا للعناصر التَّفاعليَّة للماديَّة الفلسفيَّة، وبعبارةٍ أخرى: كان نقدًا مِن داخلِ الفِكرة الفلسفيَّة ذاتِها، فمُنجزاتُ ماركس وكل المُنظِّرين الماركسيين (ومُنظري الماديَّة الفلسفيَّة بشكلٍ عامٍ) تُعد إضافةً وإثراءًا للماديَّة الفلسفيَّة وليسَ قطيعةً معها.
الآن، لدينا فكر شيوعي (بأساس فلسفي مادي) ولدينا فِكر ديني (بأساس فلسفي مِثالي)، فمَا الذي قد ينتج عن صِراع هاتين الفِكرتين المُختلفتين في أساسهما الفلسفي؟ كيف يُمكن التَّوفيق بين فلسفةٍ مَاديَّة وفلسفةٍ مِثاليَّة هي على النَّقيضِ تمامًا؟ كيف يُمكن تطبيقُ قوانين الجدل الماركسي على الأفكار الدِّينية ذات الأساسِ الفلسفي، مِثل "ثوابت' الدِّين، وفِكرة الله، وغيرها؟ لا يُمكن بالتأكيد! إنَّ مُحاولاتِ الحِزب الشَّيوعيى السُّوداني لسودنة الفِكرة الشَّيوعيَّة، هي مُحاولاتٌ مَشروعةٌ ومُقدَّرة، بل وضروريَّة. ولكن أيَّ مُحاولةٍ للمَساسِ بالأساسِ الفلسفي للفِكر الشُّيوعي (وهو هنا الماديَّة الفلسفيَّة) سوف تُفضي إلى إحداث قطيعة فلسفيَّة لا يُمكن رتقها، وستتحوَّل الفِكرةُ مُباشرةً إلى النَّقيض (المِثاليَّة الفلسفيَّة). الآن، لدينا حِزبٌ بقاعدةٍ فلسفيَّةٍ مِثاليَّة، وعضويتُه مُتدينةٌ وملتزمةٌ بأداء الشَّعائر الدِّينيَّة، والخط الرَّئيسي لبرنامج هذا الحزب هو السَّعي لتحقيقِ المَقاصد العليا للإسلام. سَمِّ لي هذا الحِزب أو صَنِّفه، هل هو حزبٌ دينيٌ أم لا؟
التَّدين مسألةٌ شخصيَّةٌ، ويحقُ للجميع أن يعتنقوا مَا يشاؤونَ مِن أفكارٍ ومُعتقداتٍ، وَلكن عندما يأتي شخصٌ مِن خَلفيَّةٍ فلسفيَّة ليعتنقَ ديانةً (أيَّ ديانةٍ كانت) مِن خلفيَّةٍ فلسفيَّةٍ مِثاليَة، فإنَّه سيكون غير مُتسقٍ فلسفيًا، واتهامنا لَه بعدم الاتساق لا تنفي عنه حريَّة التَّدين، فهو حرٌ ألَّا يكونَ مُتسقًا، ولكن أن يكون غير مُتسقٍ وفي الوقتِ ذاته أن يُطالبَ بأن يراه الآخرون مُتسقًا، فهذا هو الغريب!
مودتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: محمَّد حيدر المُشرَّف تَحِيَّاتي لَك
مُعظم تساؤلاتِكَ التَّي طرحتها في مُداخلتِكَ الأولى في هذا البوست، إجاباتها موجودةٌ في المَقالِ نَفسه، فمَثلًا: Quote: ما هو الذي تسعى اليه وحتى نكون في الصورة .. هل هو اثبات هذه اللغة الدينية في محاضر المنبر |
والحقيقة أنَّ مَا أسميتَهُ "إثبات اللغة الدِّينيَّة في المنبر"، هو وسيلةٌ للإثبات، وليس إثباتًا في حدِّ ذاته. ومِن ناحيَّةٍ أُخرى فهذا الإثبات لَم يَقم فقط بتقصي وترصد استخدام اللغة الدِّينيَّة مِن قِبل الشُِّيوعيين في المِنبر، وإنَّما بتقصي الأمر ذاته في الخِطاب الرَّسمي للحزب. فقط راجع مُدَاخلتي (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) فالإجابة على سؤالكَ ستجدها هناك، والتَّي هي: النَّفي.
Quote: أم أن هذه اللغة واستخدامها قد يصب في دعوى اثبات أو نفي النسب الفلسفي للحزب الشيوعي .. |
ليسَ على نحوٍ دقيق، وفي مُداخلتي على الرَّابط ستجد الإجابة أيضًا، غير أنَّهُ يُمكننا صِياغة خلاصةٍ نهائيةٍ على النحو التَّالي: "فإذا كان الحِزبُ الشِّيوعي السُّوداني يستخدمُ اللغة الدِّينيَّة، بألفاظها وتعابيرها ومدلولاتها وحمولاتها التَّاريخيَّة، سواءٌ على مستوى خِطابه الرَّسمي أو خِطاب عضويته، أفلا يحقُ لنا أن نتساءل عمَّا إذا أصبح الحِزبُ حِزبًا دينيًا أم لا؟ فلا أجد بينه وبين الأحزابِ الدِّينيَّة فارقًا كبيرًا في هذه النُّقطةِ بالذَّات!" وهذه الخلاصةُ وردت حَرفيًا (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) لذا أعتقد إنَّك لَم تقرأ المقال بالتركيز المطلوب، والذي أعرفهُ عنك.
Quote: وما معايير الاصالة .. ومن ياتو منظور .. يعني بتعاين للاصالة من وين .. من جوه الواقع الوطني ولا من جوه حالة اللا انتماء ان كنت تعيش حالة مماثلة .. ولا من وين بالتحديد؟ . |
موضوع "الأصالة" ليسَ موضوعًا محوريًا هنا، وأنا لا أقصد به الإساءةَ أبدًا، وأتعجب أن يُؤخذ المُصطلح على هذا المَحمل، رغم الإيضاحات التَّي وردت في أول فقرةٍ مِن المَقال (هنا: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) وعلى أيِّ حالٍ فالفِكرة إن لَم تنشأ نتيجة صِراع عناصر الثقافة المُحدَّدة في المُجتمعِ المُحدَّد، فهي غير أصيلة، حتَّى وإن تماشت مَع ثقافة المُجتمع. وأنتَ تعلمُ أنَّ عناصر الثقافة كثيرةٌ ومُتداخلة.
Quote: بعدين والاهم من ذلك كلو هل من المحتم ان يهدم الناس حياتهم الاجتماعية وموروثهم الثقافي و ينتبزوا ركنا قصيا عن مجتمعاتهم ويشكلوا حالة من القطيعة التأريخية مع ذواتهم ما قبل الشيوعية ليكتبوا عند الناس أصلاء في الفكرة ؟! |
أنا لَم أقل ذلك! كلامُكَ يٌمكن أن يُوجَّهَ إلى مَن يرون "الأصلةَ" في موضوعنا هذا، مِن هذه الزَّاوية التَّي أشرتَ إليها.
Quote: ؟!! ثم اين يجد الناس قاموسهم الشيوعي هذا ؟ |
أعتقد في أدبياتِ الحِزب الشِّيوعي الذي كان يمتاز بما يُسمَّى "اللغة الثَّوريَّة"
Quote: كان جديرا بك الاشارة لماكينزمات حركة الفكر في المجتمعات الانسانية قبل وضع شروط الاصالة الفكرية هذه!! .. ما مدى اصالة الفكر الشيوعي في مصر او في رومانيا على سبيل المثال ؟!! |
نصيحةٌ مُقدَّرةٌ أشكركَ عليها، وأعدكَ بأن أضِعها في الاعتبار عند كتابةِ مَقالٍ عن مفهوم الأصالة عينًا، وبشكلٍ مُسهب.
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
كتب عادل عبدالعاطي:
Quote: ملاحظة هشام صائبة الحزب الشيوعي استبطن. الخطاب الديني وتبناه في انتهازية واعية بل وتخلى عن طرح العلمانية
هناك مقال ممتاز لمحمد حسبو في الامر |
ههه...هاكم دا..كلام عادل عبدالعاطي ذات نفسو!! ولا أدري هل سيتهم نفسه بالإنتهازية؟!!!
Quote: أقول لك يا جهلول الجهاليل؛ أنه من وحي الدين فإن من اضلنا ؛ ودفعنا الى الالحاد؛ وجعلنا لا نملأ حياتنا بالشعائر والصلوات التي تهيئنا للاتصال بالنيبؤة والحدس؛ ولا نؤمن ان رغبة الاله يجب ان تشكل حياتنا العامة؛ انما هو : الله ؛ وفقا للقرآن .
جاء في سورة الكهف : ((مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا)) وجاء في سورة القصص ((إنك لا تهدي من أحببت ، ولكن الله يهدي من يشاء ، وهو أعلم بالمهتدين)) وجاء في سورة الاسراء: ((وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ)) ويخاطب الرسول الكريم في سورة الضحي فيقول ((وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)) وجاء في سوؤة يونس ((ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين* وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون)) وجاء في سورة هود ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) وجاء في سورة فاطر : ((يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)) وجاء في البقرة ((ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء)) وجاء ايضا في البقرة ((إن الذين كفروا سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم)) |
إذن : عادل عبدالعاطي: Quote: استبطن الخطاب الديني وتبناه في انتهازية واعية بل وتخلى عن طرح |
: الليبرالية!!! نحن هنا لكشف تناقض القوم الكافرين الليبراليين !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: عماد موسى محمد)
|
Quote: وكنت اريد ان اقتصر في ذلك البوست على تلك الفكرة؛ اي احترام حق الناس في الاعتقاد والالحاد؛ دون ان ادخل في تفاصيل أمري الاعتقاد والالحاد؛ او ان اوضح تقدم الالحاد على الايمان؛ او العكس؛ ولكن الوهابي البائس اتي تدفعه جهالته لذلك البوست؛ ليجتر جهالات لا حصر لها؛ وليظن انه يحقق نصرا باغراق البوست؛ او ما اسماه باحتلاله؛ ليثبت للمرة الاخرى بعد المليون؛ ان الوهابيون القادمون من كهوف ما قبل التاريخ؛ لهم عيون لا ينظرون بها؛ وافئدة لا يشعرون بها؛ وعقول لا يفقهون بها؛ وانهم كالانعام او هم اضل سبيلا؛ كما تجلي في سيرة هذا الوهابي المسكين |
.
المكتوب بالأحمر "إستبطنه"!!! عادل عبدالعاطي من دليل قرآني: Quote: لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون |
Quote: ملاحظة هشام صائبة الحزب الشيوعي استبطن. الخطاب الديني وتبناه في انتهازية واعية بل وتخلى عن طرح العلمانية |
وليسمح لي أن أقول: عادل عبدالعاطي استبطن الخطاب الديني وتبنّاه في انتهازية واعية بل وتخلى عن طرح الليبرالية !!! أب سنّ الليبرالي ..يضحك على أب سنّين الشيوعي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: محمد حيدر المشرف)
|
الاخ هشام مرحب
هل ينبطق هذا الكلام علي الاحزاب الشيوعية في العالم اجمع عدا الاحزاب الشيوعية في المانيا و بريطانيا علي حسب جنسية و ظروف نشأة كارل ماركس و انجلز و كدا ..............................
و هل ينطبق هذا الكلام علي اعضاء الحركة الشعبية الشماليين لأن جون قرنق "عليه رحمة الله و بركاته " الآن يعتبر مواطن جنوب سوداني .... يعني مشروع السودان الجديد بتاع عادل امين برضو من خان الخليلي ( الجنوب سوداني) .................................. المقصود فكرة الأصالة و عدمه بقية الكلام قد اهتم به الآخرون و لا يستحق التعليق! ..................................
بعدين يا هشام انت بتكتب بالعربي ليه؟ هل هو لغتك ما تكتب بالنوبي عشان تكون اصيل برضو وا ممكن تكتب بلغة قومية بلندا او الفور مثلاً
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: طه جعفر)
|
عن تجربتي الشخصية، أنا أنتمي إلى الحزب الشيوعي السوداني منذ أن كنتُ طالبة في الثانوي العالي بمدينة الجنينة ثم جئت إلى جامعة الخرطوم وأنا شيوعية، وأتممت برنامج الدراسات العليا وأنا شيوعية ولدي أربعة اشقاء، أنا كبيرتهم، جميعنا ننتمي إلى الحزب الشيوعي السوداني، وجميعنا نعيش في دارفور مع شيوعيين آخرين. وما يقال عن إلحاد وكفر الشيوعيين، ثبت بطلانه بالنسبة للمجتمع في دارفور. بل بالعكس، يستطيع المرء في دارفور أن يقول بكل فخر إنه ينتمي إلى الحزب الشيوعي، ولا تجد من ينظر إليك باستغراب، وقد عرفنا الناس بانحيازنا لمصالح الجماهير، واشتهرنا بأننا (ناس نضيفين) بكل مدلولات هذه العبارة المجيدة. نور صادق السكرتير السيتسي للحزب الشيوعي السوداني- دارفور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: عماد موسى محمد)
|
هشام آدم
Quote: كُنتُ قد كتبتُ ردودًا مُطوَّلةً لمُداخلاتِ كُلٍ مِن الأخوة: عبد الحميد البرنس، ومُحمَّد حيدر المُشرَّف، والعزيز عزَّام فرح (وذلك ضمن مشروع مُتابعة التَّعليقاتِ ومُناقشتها) غير أنَّي فقدتها جميعًا في لَحظةِ هستيريا إلكترونيَّة. كان ذلكَ مُحبطًا للغاية، لاسيما وأنَّي لا أملكُ كيبوردًا عربيًا، وأعتمد على موقع arabic-keyboard.org للكِتابة باللغة العربيَّة. لقد تطلَّبت مِنِّي كتابة الرُّدود السّابقة نحو 3 ساعاتٍ، وفقدانها فجأة يُعد أمرًا مُحبِطًا، ولكن سأعود لإعادة كتابة ردودٍ مُقتضبةٍ. |
لا بأس.. أرى أن تحتال مُسْتقبلاً على الهستيريا الإلكترونيَّة هذِهِ بِأن تكتُب الردود في ورقة وورد عادية وقبل ذلِك تقوم بإعداد الأوفيس بحَيث يقوم الجِهاز بالحفظ كل دقيقة تلقائِيًا، ثُم تنقُل ما كتبته إلى سودانيز أونلايِنفإذا هَـسْـتَـر الجِهاز كان المتن محفوظًا في ورقة وورد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: أحمد ابن عوف)
|
Quote: "فإذا كان الحِزبُ الشِّيوعي السُّوداني يستخدمُ اللغة الدِّينيَّة، بألفاظها وتعابيرها ومدلولاتها وحمولاتها التَّاريخيَّة، سواءٌ على مستوى خِطابه الرَّسمي أو خِطاب عضويته، أفلا يحقُ لنا أن نتساءل عمَّا إذا أصبح الحِزبُ حِزبًا دينيًا أم لا؟ فلا أجد بينه وبين الأحزابِ الدِّينيَّة فارقًا كبيرًا في هذه النُّقطةِ بالذَّات!" |
1 / وان لم يك يستخدمُ اللغة الدِّينيَّة، بألفاظها وتعابيرها ومدلولاتها وحمولاتها التَّاريخيَّة، كذلك
يكــون البوســـت راح في حـق الله , و لا أراه كذلك خاصـة فيما يتعـلق بـ ( و حمولاتها التاريخـية ) و الفـاتحــة
و كيف يســخدم اللغة الدينية من غـير الفاظها و تعابيرها بالله يجي واحـد شــيوعي يفتي لينا في ( حمولاتها التاريخـية دي , وهـل اســتخدامكم ) , يا هشــام القرآن نزل بلســان عربي كان سـائد قبله ,
يا هشـام القـرآن والســنة بهـما لغـة غاية في الابداع و الروعة و العـلو من التشـبيه و الأمثلة و الطباق و الجناس كمان فيه ملكة توصيل الفكـرة بألمختصـر المفـيد حـتى أن السـودانيين من غير المسـلمين بسـتخدمون تعابير دينية ( شـوف الاقتباس دا ),
Quote: ( بلا شك.. أي راع مسئول عن رعيته، ) |
الاقتباس دا من لقاء مع اخـو باقان اموم و اظنه اسـتمده من الحديث الشـريف
فما بالك بالمسـلمين , لذلك ارى أن وجهة نظـر من قال الأصل في بوســتك هـو كرهك للدين و بس و ما محاولتك لحشـر الشـيوعيين في علمانيتك كما تـراها او يكـون شــيوعيين تقـليد ( تايواني ما اصـل ) بزعمك الأ محاولة للإرهاب الفكـري و ليس النقــد , حيث عزلت الممارسـة و الخطاب عن واقعهم وارثهــم الثقافي و الاجتماعي
2 / إن لم تك عـدم أصـالة الحـزب جـزء من الترويج القـديم فلماذا ذكـرتها و قارنتها مع حزب الأمة ذي الفكـرة الدينية المســتوردة ومن اين وكيف اكتســب أصالته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: عبدالله احيمر)
|
العزيز: عزَّام فرح تَحِيَّاتي
Quote: حسب علمي عضوية الحِزب الشيوعي السوداني لا تشترِط بِالضرورة أن يكون مقدم طلب الإنتِساب كافِر/ملحِد... إلخ |
سَمِّ لي حِزبًا آخر يشترطُ ذلك، لا يُوجد، ببساطة، لأنَّ الانظمام إلى أيِّ حِزبٍ سياسي هو قرار ذاتي يخصُ الشَّخص، وَليس الحِزب، وبالتَّالي فعندما ترغب في الانضمام إلى أيِّ حِزبٍ فهذا يتطلبُ أن تكونَ عَارفًا ومُوافقًا ومُتماهيًا مَع برنامج الحِزبِ "مُسبقًا"، ولكن ربَّما هنالكَ مُشكلةٌ في صِياغةِ كلامِك، فكان مِن المَفروضِ أن تقول: "الحِزبُ لا يشترطُ أن يكونَ مُقدِّم طَلبُ الانتسابِ مُطَلعًا على الخَلفيَّة الفلسفيَّة والتَّاريخيَّة للفِكرة الشِّيوعيَّة." وهو مَا يعرفه العضو -ربَّما- بعد دخوله الحِزب وليس قبله!
Quote: وغاية الحزب تحقيق العدالة بمفهومهم |
سَمِّ لي حِزبًا واحدًا لا يسعى لهذه الغاية، ولَم يُضمنها في برنامَجه. وفي رأيي الشَّخصي فإنَّ قِيمًا مِثل: مُناصرة العُمَّال والكادحين، لا تشترط أن تكون شيوعيًا لتقومَ بها. وبالنِّسبة إليَّ شخصيًا، فإنَّ الحِزبَ الشِّيوعي السُّوداني (ضِمن غيره مِن الأحزاب الكلاسيكيَّة) لا يختلفُ عن غيره، فمَا يرد في برنامَجه الرَّسمي أو خطابه الجماهيري ليس سوى مُصطلحاتٌ دعائيَّةٌ ليس لها وجود حقيقيٌ إلَّا في وثائقهم، كحبرٍ على ورق. ولكَ أن تعرف أنَّ قِيمًا كالدِّيمقراطيَّة والحريَّة والعدالة الاجتماعية موجودةٌ حتَّى في برنامج المُؤتمر الوطني الحاكم، تَخيَّل!
Quote: وها أنت يا هشام آدم ملحِد ولم يُغْنيك إلحادك أن تدرُس اللُغة العربِية وبِالتالي القُرآن الكريم، وتكتُب بِها، بِالرغم مِن أن لدَيك لُغتِك النوبِية ولدَيك الإنكليزِية! |
مَا علاقة الإلحاد أو عدمُه باللغة العربيَّة؟ هل اللغة العربيَّة هي لغةٌ دينيَّة؟ هل انتقادي للحِزب الشِّيوعي كان مَبنيًا على أساس أنَّهم يستخدمون اللغة العربيَّة. لقد لاحظتُ أنَّ كثيرًا مِن المُتداخلين استخدموا هذه الحُجَّة، والتَّي تدل على مُعالجةٍ ورؤيةٍ غير عميقة. دعني أبدأ مَعكَ بفكرة ارتباط اللغة العربيَّة (كلغةٍ بشريَّةٍ) بالقرآن، وبالتَّالي اكتسابها للقداسة ذاتها التَّي يتمتع بها الدِّين، والحقيقة أنَّ هذا الارتباط هو مَا نشأ عنه مَا يُسمَّى بأزمة الهويةٍ السُّودانيٌّة، أو كان جزءًا مِن مجموعةِ إشكالياتٍ نشأت عن هذا الارتباط، ولقد تكلَّمتُ عن هذه النُّقطةِ في مَقالٍ بعنوان (اللغة العربية وتابو القداسة) المُنشور في هذا المنبر في عام 2009 . اللغةُ يا صديقي جزءٌ مِن مُكونات الثَّقافة في أيِّ مُجتمعٍ، والثَّقافةُ، كما تعلم، دوائر مُتداخلةٌ مِن العناصر والعوامل التَّي تُميِّز كُلَّ مُجتمعٍ عن الآخر: نمط الحياة، نمط الإنتاج، الدِّين والعَقائد الفلسفيَّة، شكل العلاقات بين أفراد المُجتمع، منظومةِ الأخلاق (تقاليد/أعراف)، واللغةُ هي جزءٌ مِن هذه العناصر التَّي تتفاعلُ مع بعضها البعض باستمرار فينتجُ تطوُّر المُجتمعاتِ البشريَّةِ نتيجةً لهذا التَّفاعلِ كيفًا وكَمًا. وعلى سبيلِ المِثال فإنَّ نظرةً واحدةً لخصائصِ مَا يُسمَّى بالشعر الجاهلي ومُقارنتها بخصائصِ مَا يُسمَّى بشعر صدر الإسلام قد يُوضح لنا، تأثير عُنصر الدِّين على عُنصر اللغة، ليس فقط على مُستوى الخصائصِ الشِّعريَّة، وإنَّما على مُستوى الخِطابِ أيضًا. وهذا هو الذي يجعلنا نُفرِّق بين جُملةٍ مِثل: "فرَّ هاربًا" و "وَلَّى الدُّبر"، فرغم أنَّ الجُملتان مُصاغتانِ باللغة ذاتها (العربيَّة) إلَّا أنَّنا نعرفُ أنَّ إحداهما لُغةٌ دينيَّةٌ بينما الأخرى ليست كذلك. وكذلك عندما يقولُ أحدهم: "السَّلام عليكم" فتُخمِّن أنَّه مُسلمٌ، ويقول آخرٌ: "سلام ونِعمة" فتُخمِّن أنَّه مَسيحيٌ، فاللغة هي ذاتها (اللغة العربيَّة)، ولكنها قد تكون لُغةً دينيَّةً أو لا تكون كذلك، وقد تُستخدم اللغة العربيَّةُ ذاتها في الخِطاب الدِّيني المَسيحي! مَا أُريد قولهُ هنا إنَّ استخدام أحدنا للغة العربيَّة لا يعني بالضَّرورة استخدامهُ للغةٍ دينيَّة، فاللغة الدِّينيَّة تستخدم اللغة (أيَّ لُغةٍ) لتمرير خِطابها الدِّيني. كَما يُمكنني، بالمُناسبة، صياغة لُغة دينيَّة مِن أيِّ لُغةٍ أُخرى غير العربيَّة، فعبارة: (!Oh my God) هي لُغةٌ دينيَّة، وكذلكَ: (!Hallelujah) هي لُغةٌ دينيَّةٌ أيضًا، وهي غير مُصاغةٌ باللغة العربيَّة، فالأمر لَيسَ لَه علاقةٌ بنوع اللغة أصلًا.
Quote: أرى أن المُعتزلة والشيوعيون العرب كُلٍ في مجاله هما مَن أثروا الفِكر وحركوه ولولا شئ مِن حتى لكُنتُ شيوعي بجُبه درويش يترنح على وقع شَتَمْ الحولِية ودارا |
أنا أُوافقكَ إلى حدٍ كبيرٍ، رغم أنَّي لا أرى ضرورةً للانتسابِ تنظيميًا للحِزب الشُّيوعي حتَّى تكون شيوعيًا، ولَكن علينا (عِندما نتكلَّمُ عن الشِّيوعيَّة كفِكر) ألَّا نفصلهُ عن أساسه المَادي الذي قامَ عليه، لنتكلَّم عن شيوعي صوفي، أو شيوعي مُسلم، أو شيوعي مَسيحي، فهذا يعني أنَّنا نهدم معرفتنا الفلسفيَّة. إنَّ أبسط تعريفٍ للمَاديَّة، كما عَرَّفه جورج بوليتزر في كتابه (مَبادئٌ أوليَّةٌ في الفَلسفة) هو: "تفسير العالم بطريقةٍ عِلميَّة"، والمِثاليَّة، على العَكسِ مِن ذلكَ، هي: "التَّفسير غير العِلمي لهذا العالم"
ولا يُمكن الجمع بين الاثنين على الإطلاق، فلا يُمكن أن تكون مَاديًا ومِثاليًا في الوقتِ ذاته، وبالتَّالي فلا يُمكن أن تكون مُتدينًا ومَاديًا في الوقت ذاته، كما لا يُمكن أن تكون مَاديًا ومُتدينًا في الوقت ذاته. والشِّيوعي هو مَادي فلسفي، وبالتَّالي لا يُمكن أن يكون مُتدينًا (مِثاليًا فلسفيًا)، وسواءٌ أعرِفَ المُتدين بذلكَ أو لَم يعرف، فهو مِثاليٌ فلسفي، ومَا الدِّين إلَّا مَظهرٌ للمِثاليَّة الفلسفيَّة، أو أحد أهم تجلياتها، ولهذا يقول جورج بوليتزر في نفس الكِتاب حول هذا المعنى:
هذا الأمر واضحٌ وضوح الشَّمس، أعني العلاقة الوثيقةَ بين الماركسية والمادية، والتَّي أوضحها جورج بوليتزر قائلًا:
ومُحاولة الحِزب الشِّيوعي وعضويته، إخفاء هذه الحقيقة يشي بأحد أمرين مِن وجهة نظري: 1) إمَّا أنَّهم يخدعون النَّاس، مَع معرفتهم بهذه الحقيقة. 2) أو أنَّهم يخدعون أنفسهم، مَع جهلهم بهذه الحقيقة.
وهو مَا عَبَّرتُ عنه حرفيًا (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي: Quote: وإن ثبتت هذه الفرضيَّةُ فهي -في رأيي- تدلُّ على أحدِ أمرين أو ربَّما كلاهما معًا: 1- النِّفاق السيواجتماعي Socio-Political Hypocrisy الذي يُمارسهُ الحِزبُ مع جماهيره. 2- أزمة الهوية والبرنامج والتَّاريخ I.P.H Crisis الذي يُعاني مِنه الحِزبُ وعضويته على حدٍ سواء. |
أخيَّرًا، هل لي أن أسألكَ عن حتَّى التَّي حالت وتحولُ بينكَ، وبين أن تكونَ شيوعيًا؟
مودتي لكَ يا صديقي
=============================== كتاب (مبادئ أوليَّة في الفلسفة) جورج بوليتزر، ترجمة د. فهيمة شرف الدِّين، ضبط المصطلحات الفلسفيَّة بواسطة موسى وهبة. دار الفارابي - ط 2001 عنوان الكتاب بلغته الأصليَّة:Principes Elémentaire de Philosophie
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: بركات الشَّريف تَحِيَّاتي لَك
أشكركَ على الإضافة، وفعلًا تُعتبر كِلمة "شهادة" و "شهيد" مِن المُصطلحاتِ الدِّينيَّةِ بجدارة، ولقد تعمَّدتُ تجاوز مَا كُتبَ عن رحيل الأستاذ محمَّد إبراهيم نقد حتَّى على المُستوى الرَّسمي، والذي زخر باللغة الدِّينيَّة بصورةٍ ناصعةِ الوضوح.
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: خالد العبيد
Quote: وان كان ملحد او كافر والعياذ بالله |
ربنا يقوِّي إيمانك يا شيخ خالِد :-)
Quote: واستفز بسلوكه الناس فلن يكون مرحبا به في صفوف حزبنا ويفصل من الحزب ان اوصت الوحدة التي يعمل بها بفصله |
هل هذا الكلام موجودٌ في لائحةِ الحِزب ويُعبِّر عن موقفٍ رسميٍ للحِزب، أم هو انفلاتٌ مِنكَ يا "زميل"؟ كيفَ يُمكن أن يكونَ المُلحدُ مُلحدًا دون أن يستفزَ النَّاس، إلَّا أن تحجرَ عليه طرح آرائه بشكلٍ عام؟ ومَن هو الذي يُحدِّد الاستفزاز ومُستواهُ؟ هل تعلَمُ أنَّ مَا تقولُه هذا يُعتبر شكلًا مِن أشكالِ الاضطهاد والتَّمييز على أساسٍ ديني؟ ومَا هو رأيُ المُلحدين مِن عضويَّة الحِزبِ وموقفهم مِن كلامكَ هذا؟ هل يمنع الحِزبُ عُضويته مِن المُلحدين مِن التَّعبير عن آرائهم الإلحاديَّة؟ أم أنَّه لا تُوجد عضويَّةٌ مُلحدةٌ في الحِزب؟ وبالمُناسبة، مَا هو موقف العُضويَّات المسيحيَّة داخل الحِزب مِن التَّصريح الذي أعلنَ فيه الحزب أنَّه يُناضلُ مِن أجل تحقيق المقاصد العليا للديانةِ الإسلاميَّة "السَّمحة"؟ هل تقمعونَ العُضويَّات المسيحيَّة عن إبداءِ رأيها في الإسلام وفي نبي الإسلام؟ أنتم الآن تُقحِمون الدِّين في اللعبة السِّياسية، وهذا "نِفاقٌ" و انتهازيةٌ لا تُحسدونَ عليها. سأكون هناكَ حين تعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: عماد موسى محمَّد تَحِيَّاتي
رأيكََ المُطوَّل عن مَقالي، وحُكمكَ عليه (بل عليَّ شخصيًا) بأنَّني طفوليٌ وضحلٌ في تحليلي، وهو رأيٌ شخصيٌ أحترمُه لكَ، ولكنَّكَ بنيتَهُ على أساسٍ غريبٍ للغاية، إذ تقول: Quote: فإذا كنت تريد أن تسبر فكراً معيّناً فلايمكن أن تنتقده لأنه أخذ مصطلحاً شرعياً أو اقتبس آيات قرآنية ناقِش الأصول الفكرية لهؤلاء القوم بغض النظر عن "لغة الخطاب" التي يستعملونها.. |
فمِن أين افترضتَ أنَّني، عبرَ هذا المقال، أرغبُ أصلًا في سَبر الفِكر الشِّيوعي أو مُناقشةِ الأصولِ الفِكريِّة للحِزب الشِّيوعي، حتى تُلزمني بمنهجٍ لذلك؟ وتحكمَ على مقالي (الذي لا يتناولُ الأصول الفِكريَّة للحِزب الشِّيوعي) بأنَّه ضحل التَّحليل لأنَّه استخدم اسلوب رصد اللغة الدِّينيَّة في خِطابهم لنقد الأصول الفِكريَّة التَّي لا يُناقشها ولا يتناولها المَقالُ أصلًا(!!) عمومًا، أشكركَ على النَّصيحة، وربَّما أستشيركَ حول منهج نقد الفِكر الشِّيوعي عندما أنوي الكتابة عن الأصول الفِكريَّة للحِزب الشِّيوعي مُستقبلًا(!)
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: عبد اللطيف حسن علي تَحِيَّاتي لَكَ
Quote: التراث الاسلامي صاغه ملايين البشر ، وحتي بثبوت وضعيته مطلقا فهو حق مشاع للناس التكلم به ، والقول الحمد لله ، حمدالله علي السلامة البركة فيكم ، وكل هذه الفردات الشائعة لاتدل علي انغماس ديني لانها مشتركة ووضعية وساهم فيها الناس اجمعين ! انشاء الله انت كويس وتجينا بهناك ! |
كلامُكَ صحيحٌ، ويصِحُ أن نُبرِّر به استخدامَ العضوية الشِّيوعيَّة للغة الدِّينيَّة في خِطابها غير الرَّسمي، ولكنِّه قد لا يصلُح للتبرير لاستخدم الحِزب الشِّيوعي للغةٍ دينيَّة حتَّى على مُستوى خِطابه الرَّسمي، ومَقالي هذا قائم على رصد اللغة الدِّينيَّة واستخداماتها مِن قِبل الشِّيوعيين السُّودانيين على المُستويين: الرَّسمي وغير الرَّسمي، ولا يجوز رؤية المَقالِ وأهدافهِ ونتائجه مِن زاويةِ نظرٍ واحدة.
أمَّا عن استخداماتنا للغة الدِّينيَّة في خِطابنا اليومي، فأنا أتفقُ مَعك فيه جُزئيًا، وقد تناولتُ هذه الفِكرة في مَقالٍ لي بعنوان (نقد العبث اليومي) والذي نُشر في هذا المنبرِ في عام 2012، وجاءَ في ذلكَ المَقال فيما يتعلقُ بهذه الجُزئيَّة: Quote: وقبل البدء في نقد هذا الوعي الممارس يوميًا فإنه من المهم بالنسبة إلي التأكيد على أن هذه العبارات تحولت من عبارات إلى تعابير أي من (Phrases) إلى (Expressions) وهو تحول له دلالاته على أي حال، وقد انتقلت هذه العبارات/التعابير لتصبح، كما قلنا، جزءًا من وجدان الأفراد الواقعين تحت تأثير الثقافة العربية بشكل عام حتى الملحدين منهم وهو أمر طبيعي للغاية، ولهذا فإننا نجد كثيرًا من الملحدين يستعملون هذه العبارات إما من باب أنها جزء من الوجدان الجمعي المخزون أو كصيغ تعابيرية (Expressional Forms) كالنطق بكلمة (الله) للتعبير عن الإعجاب ونحو ذلك، وكذلك عبارة "الله يخليك" في بعض الدول العربية للتعبير عن الرجاء أو التوسل، وسوف نرى معًا أمثلة لهذه التحولات الديناميكية والتي تعتبر جزءًا كذلك من حركة اللغة وتطورها، لنعرف مقدار تأثير ثقافة البيئة على أفراد هذه البيئة، على اعتبار أن الدين واللغة عنصران مهمان من عناصر الثقافة. |
وعلاقة اللغة والدِّين بالثَّقافة، مِن وجهة نظري، ستجدهُ بشكلٍ مُبسَّطٍ في مُداخلتي المُوجهة للعزيز عزَّام فرح (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) ولَو أنَّي أعلَم أنَّكَ على درايةٍ بذلك، وربَّما أكثر مِنِّي: Quote: اللغةُ يا صديقي جزءٌ مِن مُكونات الثَّقافة في أيِّ مُجتمعٍ، والثَّقافةُ، كما تعلم، دوائر مُتداخلةٌ مِن العناصر والعوامل التَّي تُميِّز كُلَّ مُجتمعٍ عن الآخر: نمط الحياة، نمط الإنتاج، الدِّين والعَقائد الفلسفيَّة، شكل العلاقات بين أفراد المُجتمع، منظومةِ الأخلاق (تقاليد/أعراف)، واللغةُ هي جزءٌ مِن هذه العناصر التَّي تتفاعلُ مع بعضها البعض باستمرار فينتجُ تطوُّر المُجتمعاتِ البشريَّةِ نتيجةً لهذا التَّفاعلِ كيفًا وكَمًا |
فنحنُ -يا صديقي- قد نستخدمُ اللغةَ الدِّينيَّة في خِطابنا اليومي، مِن واقع التَّأثير والتَّأثر الثَّقافي، وَليسَ مِن واقع مَشاعيَّتها، وإلَّا فإنَّنا لا نستخدمُ اللغة الدِّينيَّة المسيحيَّة مثلًا (رغم أنَّها مُصاغةٌ بلغةٍ عربيَّةٍ أيضًا) إلَّا في نِطاقٍ ضيِّقٍ جدًا، وذلكَ لأنَّنا -كسودانيين- واقِعونَ تحت تأثير الثَّقافةِ الإسلاموعربيَّة وبشكلٍ مُباشر
مودتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: فيصل محمَّد خليل تَحِيَّاتي
Quote: انت اخر واحد مفروض يتكلم عن الاصالة |
Quote: هشام هذا مريض بتاع شوفوني |
شكرًا على رأيكََ، والآراء الشَّخصيَّة تُحترم، ولكن لا يُعتدُّ بها لإطلاقِ حُكمٍ موضوعيٍ، وَلكِن إن كنتَ تجرؤ على مُناقشةِ هذا الأمر بشكلٍ موضوعيٍ، فافرد لَه مَساحةً خاصةً غير هذا البوست، وأنا على استعدادٍ لمُناقشتكَ حوله، فهذا البوستُ ليسَ مُخصَّصًا لحَشدِ الآراءِ الشَّخصيَّة عَنِّي: سَلبًا أو إيجابًا، وإن كنتَ لا تجرؤ على ذلك، وتُريد الاكتفاءَ فقط بإبداءِ رأيكَ الشَّخصيِ عَنِّي، فأنتَ وذلك.
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: علي دفع الله تَحِيَّاتي
Quote: حتى مفهوم الاصالة التي اتيت بها هي ضمن مفردات المدارس الاسلاموية وهي تصريف لكلمة تأصيل التي تعني في مفهوم المدارس الاسلامية العودة الى الاصول اي العودة الى فكر المدرسة النبوية والتمثل بها في الفقة والعبادات والمعاملة ،هذا يعني يا هشام انك في اللاوعي لا زلت تحمل مخزونا من هذا الفكر وهذا ليس منقصة او عيب بل هو نتاج لتنشئة بين مدرسة مجتمع ولكنها لا تتناقض عما تعتقد سواء كنت يميني يساري ملحد اي كان فكره اخص السوداني بصفة عامة والعربي بصفة عامة |
الحقيقة، أنَّ نتيجتكَ التَّي توصلتَ إليها قد لا تكونُ بعيدةً عن الحقيقة، فقد نشأتُ في بيئةٍ دينيَّة سَلفيَّة، وهذا يعني أنَّني، بلاشك، تأثرتُ بهذا الفِكر في مَرحلَةٍ مِن مَراحل عمري، ولَكن هل تعتقد أنَّني مَازلتُ عَالِقًا في تلك النُّقطةٍ التَّاريخيَّة، وأنتَ مُلِمٌ -ربَّما أكثر مِني- بما يُسمى بجدل الفكر؟ واحدةٌ مِن أهم وأذكى اكتشافاتِ وإنجازاتِ كارل ماركس هو تطبيقهُ لقوانين الجدل المَادي على الواقع والتَّاريخ، وهو مَا يُعرفُ باسم (المَاديَّة التَّاريخيَّة)، وقوانين الدِّيالكتيك، هي في الأصل قانون للحركةِ وعلاقاتِ الأشياء وأضدادها، وبالتَّالي، فإنَّكَ لا تستطيعُ مُحاكمة شخصٍ بتأثرهِ بفكرةٍ في فترةٍ مَا مِن حياته، لاسيما إذا تخلى عنَّها لاحِقًا. وإن لَم يكن الأمرُ مُحاكمةً فإنَّ تأثر أيِّ شخصٍ بأيٍ فِكرٍ في أيِّ مَرحلةٍ مِن حياتِه لا يعني أي شيءٍ على الإطلاق! غير أنَّ استخدامي لمفهوم "الأصالة" فِي هذا البوست لا يتقاطع مَع التأصيل والأصوليَّة (بالمَعنى الذي أشرتَ إليه) مِن قريبٍ أو بعيد، وأتمنَّى أنَّ شروحاتي حول مفهوم الأصالة، والذي تَقدَّم في مُداخلاتٍ أخرى، أن تكون أزالتِ اللبس لَديك.
النِفاقُ يعني (إظهارُ شيءٍ وإبطانٌ شيءٍ آخر ضِدَّه) وفيما تقدَّمَ ذكرتُ الأُسس الفلسفيَّة التَّي تقوم عليها الشِّيوعيَّة، وهي أُسس مَاديَّة إلحاديَّة، لا يُمكنكَ إنكارهُا بحُجَّة مُراعاةِ خُصوصيَّة المُجتمع السُّوداني، فالشُّيوعيُ (شاءَ أم أبى) هو مُلحدٌ مِن واقع كونه مُلتزمًا بالمبدأ المَادي في الفلسفة، وهي الفلسفةُ التَّي لا تعترفُ بالميتافيزيقا والتَّفسيراتِ الميتافيزيقيَّة لفهم الكون. ومِن هنا فإنَّ إظهار الشُّيوعي لأيِ شكلٍ أو مظهرٍ مِن مَظاهر التَّدين المِثالي الفلسفي يُعتبر نِفاقًا لا غبار عليه. (وهذا هو الافتراض الأول الذي وَضعتُهُ في المَقال) أمَّا إذا كانَ مُتدينًا فعلًا، ومُعترفًا بوجود خالقٍ (غير مَادي) لهذا الكون، وفي الوقتِ نفسه مُنتميًا لحِزبٍ لَه أساسٌ فلسفي مَادي، فهذا يُعبِّر عن وجود مُشكلة معرفيَّة وفلسفيَّة كبيرة جدًا في الحِزب وعند عضويته، وهو الافتراض الثاني الذي وضعتُهُ في هذا المقال، فالمسألة ليست ببساطة أن تستخدمَ كلمةٍ أو كلمتين دينيتين، وقد تناولتُ الأمر في مُداخلاتي السَّابقة.
أمَّا تمسك البعض -عزيزي- بفكرة أنَّ الحِزب الشُّيوعي حِزبٌ سياسيٌ، ولا يهتم بقضيَّة الدِّين، فهذا كلامٌ فيه مُفارقةٌ. فحتَّى ماركس نفسه لَم يكن يرى جدوى كبيرة لمُناقشة الدِّين، وكان يرى أنَّ الموضوع الأولى بالمُناقشة هو الواقع، ولهذا يُقال عنه بأنَّه نقلَ الصِّراع مِن (مِن السَّماءِ إلى الأرض) إلى (مِن الأرض إلى السَّماء)، هذا الكلام قد يُفسِّره كثيرون على نحوٍ خاطئٍ تمامًا. فمِن ناحيةٍ مَبدئيةٍ فإنَّ عدم اهتمام ماركس بمناقشة قضيَّة الدِّين لا يعني أنَّه مُتدين أو غير مُلحد، ولكنَّه فقط يقترحُ شكلًا آخرَ (واقعيًا مِن وجهةِ نظره) للصِّراع مَع الدِّين، لأنَّه يرى أنَّ التَّركيز على القضايا المُجتمعيَّة/التَّاريخيَّة/الاقتصاديَّة بتطبيق قوانين الديالكتيك "المَاديَّة" سوف يُؤدي في النِّهاية إلى القضاء على الدِّين وبالتَّالي فكرة الله، ولَهذا فإنَّه عَبر عن منهج صراعه مَع الدِّين بأنَّه (صِراعٌ مِن الأرض إلى السَّماء) ... لا مُشكلة أن يكون الحِزبُ الشُّيوعي حِزبًا سياسيًا، فهذا لا ينفي عنه طابعه المَادي في مُعالجة القضايا السِّياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة.
مودتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
هشام آدم صباح/مساء الخير
Quote: سَمِّ لي حِزبًا آخر يشترطُ ذلك |
ولِما أفعل ذلِك ونحن نتحدث حصرِيًا في اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Quote: ولكن ربَّما هنالكَ مُشكلةٌ في صِياغةِ كلامِك، فكان مِن المَفروضِ أن تقول: "الحِزبُ لا يشترطُ أن يكونَ مُقدِّم طَلبُ الانتسابِ مُطَلعًا على الخَلفيَّة الفلسفيَّة والتَّاريخيَّة للفِكرة الشِّيوعيَّة." وهو مَا يعرفه العضو -ربَّما- بعد دخوله الحِزب وليس قبله! |
ما جاء بالإقْتِباس أعلاه بِشأن ما كتبته أدناه
Quote: حسب علمي عضوية الحِزب الشيوعي السوداني لا تشترِط بِالضرورة أن يكون مقدم طلب الإنتِساب كافِر/ملحِد... إلخ! |
الخَلفيَّة الفلسفيَّة والتَّاريخيَّة للفِكرة الشِّيوعيَّة، لم يصطحبُها الحِزب الشيوعي السوداني على الدوام، وما كان له أن يفعل ذلِك، الشيوعي السوداني عدل هُنا وهُناك وحذف وأضاف، حتى جعلها ذات ملمح سودانوي أو كاد، وهكذا فعل مِن قبل الصوفيون بِالإسلام، يقول محمد أبو القاسِم حاج حمد في كتابه [السودان المأزق التاّاريخي وآفاق المُسْتقبل - جَدَلِيّة التركيب] الطبعة التانية 1996م- دار ابن حزم - المجلد الأول/الصفحة رقم 53/السطر 8: [(...) كانت الصوفية وليست الفقهية السلفية هي التيار الوحيد القادر على "تمثل" و"استيعاب" تلك الحالات الفكرية السائدة.. مفهوم (الحكيم) في الثقافة الإفريقية يسقط نفسه على (شيخ الطريقة)، دائرة الرقص تسقط نفسها على حلقات الذكر وما بها من إيقاع جماعي.. شخصية الساحر كوسيط روحي يستمطر الغيب ويستفيض البركات تسقط نفسها على (الولي)... وعبر هذه الإسقاطات المختلفة تمثلت الصوفية في السودان أبعاد الروجية الدينية الإفريقية ثم استوعبتها في الإطار الديني الإسلامي العريض وتطورت بها إلى صور فقهية أكثر تحديداً.] (إنْتهى) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Quote: سَمِّ لي حِزبًا واحدًا لا يسعى لهذه الغاية، ولَم يُضمنها في برنامَجه. وفي رأيي الشَّخصي فإنَّ قِيمًا مِثل: مُناصرة العُمَّال والكادحين، لا تشترط أن تكون شيوعيًا لتقومَ بها. وبالنِّسبة إليَّ شخصيًا، فإنَّ الحِزبَ الشِّيوعي السُّوداني (ضِمن غيره مِن الأحزاب الكلاسيكيَّة) لا يختلفُ عن غيره، فمَا يرد في برنامَجه الرَّسمي أو خطابه الجماهيري ليس سوى مُصطلحاتٌ دعائيَّةٌ ليس لها وجود حقيقيٌ إلَّا في وثائقهم، كحبرٍ على ورق. ولكَ أن تعرف أنَّ قِيمًا كالدِّيمقراطيَّة والحريَّة والعدالة الاجتماعية موجودةٌ حتَّى في برنامج المُؤتمر الوطني الحاكم، تَخيَّل! |
هذا صحيح.. حتى على مُسْتوى الأفراد، نقول ما لا نفعله، نُحذِر أولادنا مِن الكذِب ونُكْذِب، ومأخذي الوحيد على الأحزاب المُسْتَوردة (الشيوعي/حق/البعث/الإشتراكي/الناصري... إلخ) عجزِها عن نَـجَـر قِيَم هي على الشيوع وعلى قفا مِن يشيل، لم أفهم لِما يحتاج السوداني أن يسْتَورِد قيمة كالأمانة والعدل مِن منفستو الحِزب الناصِري أو البعث العِراقي أو السوري أو الإشْتِراكي الليبي؟! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Quote: مَا علاقة الإلحاد أو عدمُه باللغة العربيَّة؟ هل اللغة العربيَّة هي لغةٌ دينيَّة؟ هل انتقادي للحِزب الشِّيوعي كان مَبنيًا على أساس أنَّهم يستخدمون اللغة العربيَّة. |
ما جاء بالإقْتِباس أعلاه بِشأن ما كتبته أدناه
Quote: وها أنت يا هشام آدم ملحِد ولم يُغْنيك إلحادك أن تدرُس اللُغة العربِية وبِالتالي القُرآن الكريم، وتكتُب بِها، بِالرغم مِن أن لدَيك لُغتِك النوبِية ولدَيك الإنكليزِية! |
وسبب ذلِك هو لجعلك مُسْتخدِم أيَّ لفظٍ أو كلِمة أو عِبارةٍ ذات دلالاتٍ دينيَّةٍ صريحةٍ، على أحدِ أمرين أو ربَّما كلاهما معًا-: (حسب تعبيرك)
Quote: 1- النِّفاق السيواجتماعي Socio-Political Hypocrisy الذي يُمارسهُ الحِزبُ مع جماهيره. 2- أزمة الهوية والبرنامج والتَّاريخ I.P.H Crisis الذي يُعاني مِنه الحِزبُ وعضويته على حدٍ سواء. |
فأردت أن أوضِح لك أن مُسْتخدِم أيَّ لفظٍ أو كلِمة أو عِبارةٍ ذات دلالاتٍ دينيَّةٍ صريحةٍ ليس بِالضرورة على أحدِ الأمرين.. هُناك أشياء أُخرى.. منها إسْتخدامك أنت لألفاظٍ وكلِمات ذات دلالات دينية صريحة، وتعجبت أن تكتب
Quote: وجاءَ في هذا البيان مَا يلي: "لكن، ونحن الآن في الشهور الأخيرة من عمر الفترة الانتقالية تشير الحصيلة، وبكل أسف، إلى تفاقم الأزمة والاستقطاب الحاد في البلاد نتيجة إلى عدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات، وإلى سفور الدعوة للانفصال، وإلى استمرار نزيف الدم في دارفور."7 والسُّفور مِن الألفاظِ الدِّينيَّة، والتَّي يُقصد بها المرأةُ إذا خلعت نِقابها أو حِجابها. وجاءَ فِي لِسانِ العرب: "وإِذا أَلقت المرأَةُ نِقَابها قيل: سَفَرَتْ فهي سافِرٌ، بغير هاء (...) وَسَفَرَتِ المرأَة وجهها إِذا كشف النِّقابَ عن وجهها تَسْفِرُ سُفُور (...) وسَفَرَتِ المرأَةُ نِقابَها تَسْفِرُهُ سُفُوراً، فهي سافِرَةٌ: جَلَتْه"8 وإذا أسفرتِ المرأة انكشفَ وجهها وبان |
ومُفردة "سفور" عربية وسابِقة للإسلام، أي أن "السفور" إستخدمها الدين.. اسْتلفها الدين مِن اللُغة وليس العكس بِالرغم من قَوْلٍِك في اللغة العربية وتابو القداسة (السطر الأول/الفقرة الأولى/المداخلة الرئيسة)
Quote: الكلام عن اللغة هو كلام عن الثقافة الشعبية لحقبة تاريخية محددة، وتأتي اللغة لتعبّر عن هذه الحقبة التاريخية بشكل ثقافي ولفظي سواء كان ذلك بطريقة منطوقة أو مكتوبة |
وإسْتخدام الشيوعي السوداني لألفاظ وكلِمات ذات صبغة دينِية إسلامِية لا يخرُج مِن أن الـ"كلام عن الثقافة الشعبية لحقبة تاريخية محددة، وتأتي اللغة لتعبّر عن هذه الحقبة التاريخية بشكل ثقافي ولفظي سواء كان ذلك بطريقة منطوقة أو مكتوبة" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Quote: الذي يجعلنا نُفرِّق بين جُملةٍ مِثل: "فرَّ هاربًا" و "وَلَّى الدُّبر"، فرغم أنَّ الجُملتان مُصاغتانِ باللغة ذاتها (العربيَّة) إلَّا أنَّنا نعرفُ أنَّ إحداهما لُغةٌ دينيَّةٌ بينما الأخرى ليست كذلك |
إشارة إلى قَول الله تعالى <سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ> 45 القمر
وجاء في "لسان العرب" لابن منظور (الطبعة الأولى-1990م-دار صادر/المجلد الرابع/صفحة رقم 269/العمود 1/السطر 16) قال أبو جهل لابن مسعود يوم بدر وهو مثبت جريح صريع : لمن الدبرة ؟ فقال : لله ولرسوله يا عدو الله ; قوله لمن الدبرة أي لمن الدولة والظفر ، [ ص: 210 ] وتفتح الباء وتسكن ; ويقال : على من الدبرة أيضا أي الهزيمة . وأبو جهل هو من عرفت! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Quote: مَا أُريد قولهُ هنا إنَّ استخدام أحدنا للغة العربيَّة لا يعني بالضَّرورة استخدامهُ للغةٍ دينيَّة، فاللغة الدِّينيَّة تستخدم اللغة (أيَّ لُغةٍ) لتمرير خِطابها الدِّيني |
ولِما جعلت للحزب الشيوعي السوداني الحجر؟!
Quote: هذا البوست يرصد الخِطاب الشُّيوعي الجماهيري بِشِقيه: الرَّسمي (بيانات/تصريحات/مقالات/دراسات) وغير الرَّسمي والمُتمثِل في لغة عضويَّة الحِزب في المَنابر السُّودانيَّة، مِن خلالِ مُتابعاتي الشَّخصيَّةِ لنشاط الحِزبِ الجماهيري. ويأتي هذا الرَّصد بغرضِ التأكُّد أو التأكيدِ على الفرضيِّة التَّي يقوم عليها البوست، والمُتمثِلة في أنَّ الخِطاب الشُّيوعي الرَّسمي وغير الرَّسمي مُكلَّلٌ بلغةٍ دينيَّة، وحين أقولُ: "لُغةٌ دينيَّةٌ" فإنَّني أعني أيضًا أيَّ لفظٍ أو كلِمة أو عِبارةٍ ذات دلالاتٍ دينيَّةٍ صريحةٍ، وإن ثبتت هذه الفرضيَّةُ فهي -في رأيي- تدلُّ على أحدِ أمرين أو ربَّما كلاهما معًا: 1- النِّفاق السيواجتماعي Socio-Political Hypocrisy الذي يُمارسهُ الحِزبُ مع جماهيره. 2- أزمة الهوية والبرنامج والتَّاريخ I.P.H Crisis الذي يُعاني مِنه الحِزبُ وعضويته على حدٍ سواء. |
ولِنفترِض أن الحزب الشيوعي السوداني كافِر بِالكُلِية، حتى وهو هكذا يدخُل بإسْتخدامِه اللغة العربية الإسلامِية ضِمن
Quote: مَا أُريد قولهُ هنا إنَّ استخدام أحدنا للغة العربيَّة لا يعني بالضَّرورة استخدامهُ للغةٍ دينيَّة، فاللغة الدِّينيَّة تستخدم اللغة (أيَّ لُغةٍ) لتمرير خِطابها الدِّيني |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Quote: ولَكن علينا (عِندما نتكلَّمُ عن الشِّيوعيَّة كفِكر) ألَّا نفصلهُ عن أساسه المَادي الذي قامَ عليه |
مَن قال ذلِك؟ ولِما؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Quote: كما عَرَّفه جورج بوليتزر في كتابه (مَبادئٌ أوليَّةٌ في الفَلسفة) هو: "تفسير العالم بطريقةٍ عِلميَّة"، والمِثاليَّة، على العَكسِ مِن ذلكَ، هي: "التَّفسير غير العِلمي لهذا العالم" |
أزعُم أن [ العقل ] هو المُفسِر للعالم المادي ولا يتعارض -في الغالب- مع المِثالِية، فالعقل هو < فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها > هذِهِ الفِطرة العقلِية هي التي تُهديك إلى الحق المُطلق، وهذا بِخِلاف ما قال بِهِ سبينوزا بِأن العقل هو الله وقريب مِن ما قالهُ ديكارت الذي جعل العقل شئ والله شئ وربط بَينهُما بِالوساطة الألهِية لِحل المشاكِل المنطِقِية التي تنشأ مِن ثُنائِية [ العقل / الله ] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Quote: تفسير العالم بطريقةٍ عِلميَّة"، والمِثاليَّة، على العَكسِ مِن ذلكَ، هي: "التَّفسير غير العِلمي لهذا العالم" |
Quote: ولا يُمكن الجمع بين الاثنين على الإطلاق، فلا يُمكن أن تكون مَاديًا ومِثاليًا في الوقتِ ذاته |
Quote: فلا يُمكن أن تكون مُتدينًا ومَاديًا في الوقت ذاته |
هذا غَير صحيح البتة، فالإسلام بل الأديان فعلت ذلِك، بل أكثر مِن ذلِك، إذا لم يجتمِع المادي والمِثالي في يقين المؤمن لم يكْتمِل إيمانه! فنحنُ -المسلمون- نُفسِر وجودنا في الحياة الدُنيا بِـ"كن" ويُوافِق العلم ما وقر في الصدر مِن تفسير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Quote: أخيَّرًا، هل لي أن أسألكَ عن حتَّى التَّي حالت وتحولُ بينكَ، وبين أن تكونَ شيوعيًا؟ |
للتالي:- (1) عجزهم مِن تدوين منفستو سودانوي مع تَوفَر المواد وشيوعِها. (2) أرفُض التبعِية، التي جعلتهم -أي الشيوعي السوداني- بعد البيريسترويكا كالنائحة المستأجرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الاخ هشام نسال الله ان يهديك للرشد و قد ذكرت لك سابقاً في خيط ( مصير الانبياء ) انك برغم انكارك للرب عز وجلا كخالق الا انك تكابر وبحثك ان شاء الله لن يضيع هدراً و نساله ان ينير لك الطريق و قد تهمكت على كلامي عند ما قلت لك ذلك و رددت علي بقول ( انت جادي في سؤالك ده) نعم انا جادي في سؤالي و لكن مدخلاتي محسوبة غالباً و لا تظنن ان حرص الناس عليك للهداية لا لأجل شي يطلبوه مِنك بقدر ما هي نية اخوية صادقة وكلما ما ابتعدت انت عن ما بداخلك يابى الله الا ان تتفوه بها وانظر الى هذه العفوية التي خاطبت بها الاخ خالد العبيد
Quote: ربنا يقوِّي إيمانك يا شيخ خالِد |
و هذا منطق العقل بداخلك نرجوا لك هداية قريبة تحياتي احمد عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: احمد عمر محمد)
|
الأخ: جَعفر علي تَحِيَّاتي لَك
مَبدئيًا، أرجو ألَّا يكون رأيكَ هذا مَبنيًا على أساسٍ ذاتي، وإلَّا فاختلاف الآراءِ ووجهاتِ النَّظرِ (في هذا الموضوع وحتَّى في موضوعاتٍ أخرى) أمرٌ صِحِّيٌ وجيِّدٌ ومَطلوبٌ في هذهِ المرحلة، التَّي يتوجبُ علينا فيها التَّصالح مَع أنفسنا، واحترام الآراء الأُخرى المُخالِفة، إعلاءًا لقِيم الحُريَّة، وإلَّا فإنَّ سقوط نظام الإنقاذ قبل توفر هذا الشَّرطِ على أرض الواقع بشكلٍ عام، ولدى القوى السِّياسيَّة بشكلٍ خاص، فإنَّه سيكون مُؤشرًا لإقبالنا على عملية استنساخٍ لديكتاتوريَّة شمولِيَّةٍ دينيَّة، بديكتاتوريَّةٍ شموليَّةٍ أُخرى (مَدنيَّةٍ هذه المرَّة)، وإنَّه لَمن المُؤسفِ أنَّ يكونَ أسلوب بعضِ العُضويَّة المحسوبةِ على الحِزب بهذا العُنفِ والشَّراسة التَّي تُوحي بعدم تقبُّلِ النَّقدِ والرَّأي الآخر المُخالفِ، ناهيكَ عن احترامه.
لنبدأ بقولِكَ هذا: Quote: انت اتكلمت عن الخطابات الجماهيرية في السنوات القليلة الماضية لحزب واهملت لغته في العقود السابقة والوثائق الاساسية للحزب بما فيها المنافيستو بتاعم والبرامج والادبيات الفكرية بتاعت الحزب. |
أنا، مِن الأساس لَم أُحدِّد فترةً تاريخيَّة لنِطاقِ المَسح في هذا المَقال، ومِن واقع المَسح المُثبتِ هنا يتضحُ إنَّه مَسحٌ شمل الخِطاب الشُّيوعي (بشقيه الرَّسمي وغير الرٌّسمي) مِن خلالِ مُتابعاتي أنا الشَّخصيَّة، ولهذا قلتُ (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) حَرفيًا: هذا البوست يرصد الخِطاب الشُّيوعي الجماهيري بِشِقيه: الرَّسمي (بيانات/تصريحات/مقالات/دراسات) وغير الرَّسمي والمُتمثِل في لغة عضويَّة الحِزب في المَنابر السُّودانيَّة، مِن خلالِ مُتابعاتي الشَّخصيَّةِ لنشاط الحِزبِ الجماهيري فهو لَيس رَصدًا تاريخيًا مُؤسسًا، على أيِّ حال! وإنِّي لأستغربُ -حقيقةً- اعتراضَ البعض على مَا جاءَ في هذا المَقال بناءً على تصوراتِهمُ الشَّخصيَّة لمَا كانَ يجبُ أن يكونَ عليه المَقال. أنا لَم أفترض أو أدعي بأنَّ مَا أعرضِهُ هنا يُمَثِّل دِراسةً فِكريَّة أو تاريخيَّة، ومَا يفعلُه هؤلاء هو أنَّهم إمَّا أن يتعاملوا مَعه كدِراسةٍ فينتقدون سطحيتها، أو ينتقدون أنَّه لَم يكن دِراسةً مُنذ البداية(!) والواجب أن نتعامَلَ مَع النَّص المُقدَّم وننتقدهُ مِن واقعِ مَا هو عليه، وليسَ مِن واقعِ مَا كان يجب أن يكونَ عليه. هذا الأمر يجعل البعض يستحضِرون خيال "تِلكَ الدِّراسةَ المُفترضة" ويُشبعونها ضَربًا، أو في أفضلِ الأحوالِ يجعلهم يتحجَّجون بغياب هذا الخيالِ، ويجعلونَ هذا الغياب خيالًا آخرَ مُوازيًا ليُشبعونهُ ضربًا بالإنابة، وهذا مَا يُسمَّ بمُغالطةِ رجل القشَّ (Straw Man Argument) وهِي فاقدةٌ للمَنطِق بكُلِ صورها.
Quote: وفي استعجالك حتي فكرة المهدية طلعتها نتاجا سودانيا خالصا كمان |
هذا كلامٌ لَم أقلهُ يا عزيزي، ولنعُد لِمَا قلتُه حَرفيًا (هنا: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) ونحتكمُ إلى قدرتنا عَلى الفهمِ والاستيعابِ: Quote: وعندما أقولُ: "غير أصيل"، فإنِّني أعني بذلكَ أنَّه لَم ينشأ كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ لحِراكٍ اجتماعيٍ سودانيٍ صِرفٍ، كما هو حالُ حِزب الأُمَّةِ القومي مَثلًا، والذي يُفسّر امتلاكَ الأخيرِ لقاعدةٍ جماهيريَّةٍ عريضةٍ، مُنذ تأسيسه وحتى اليوم |
هنا أنا أتكلَّمُ عن (حِزبِ الأمَّة القومي) وذكرتُ اسم الحِزبِ نَصًا كاملًا، ولَم آت على ذكرة الحَركة المَهديَّة، وإذا كان أحدنا لا يعرفُ الفَارقَ بين الحركةِ المهديَّة وبين حِزب الأُمَّة فهي كارثةٌ كُبرى بحق. فحِزبُ الأُمَّة (كحِزبٍ سياسيٍ) نشأ أو تأسسَ في عام 1945 بينما ظهرتِ الحركة المهديَّة عام 1881 فهنالِكَ أكثرُ مِن نصفِ قرنٍ لا يُمكن أن تسقطَ سهوًا لدى أيِّ شخصٍ لَهُ مَعرفةٌ مُتواضِعةٌ بتاريخِ السُّودانِ الحديث. حِزب الأُمَّة لِم يُؤسسه مُؤسسُ الحَركةِ المهديَّة، بمعنى أنَّ الحركة المهديَّة كحركةٍ مُسلَّحةٍ لَم يكن لها جناحٌ سياسيٌ هو حِزب الأمَّة، والعكس غير صَحيحٌ كذلك، فحِزبُ الأمَّة لا يعتبرُ الحركة المهديَّة جناحًا عسكريًا لَها. كُل مَا في الأمر أنَّ الحِزب مَثَّل تحالفًا سياسيًا واستراتيجيًا بين أنصار الإمام المهدي وبين عناصرَ سودانيَّة أُخرى، ولنقرأ مَا هو مكتوبٌ في موقِع حِزب الأمَّة نفسه حول تأسيسِ الحِزب: Quote: ويعتبر حزب الأمة أول حزب سوداني، وقد نشأ الحزب تحالفا بين الأنصار وعدد من الخريجين وزعماء العشائر والقبائل،حول مبدأ"السودان للسودانيين"بغرض العمل"للحصول على استقلال السودان بكامل حدوده الجغرافية مع المحافظة على الصلات الودية مع مصر وبريطانيا". |
والمُستفادُ مِن هذا الكلام، مَا يلي: 1) حِزب الأُمَّة لَم يُؤسسه أحفاد الإمام المهدي ولا أحفادهُ، بل هو تحالفٌ بينهم وبين أطيافٍ أُخرى تحتَ برنامجٍ سِياسيٍ واحد. 2) أهداف الحِزب التَّي تأسس مِن أجلِها تختلف تمامًا عن أهدافِ حركة الإمام المهدي التَّي كانت تسعى التَّوسع لتشملَ القدس والحِجاز، بينما لا يعترف الحِزبُ إلَّا بدولةِ السُّودان ذاتِ الحدود الجُغرافيَّة التَّي تمَّ ترسيمها آنذاك. 3) موقف الحِزب مِن مصر وبريطانيا موقفٌ ودِّيٌ على العكسِ مِن موقف حركة الإمام المهدي الذي كان يُحاربُ الوجود البريطاني، هذا يعني أنَّ الحِزب لَم يرث تِركة الحركة المهديَّة.
الحِزبُ يتعاملُ مَع الأنصارِ ككيانٍ لَهُ خصوصيتُه التَّاريخيَّة والدِّينيَّة، ولَهذا يٌفردُ لعلاقةِ الحِزب بهم مساحةً تحت عنوان (العلاقة بكيان الأنصار) والذي أكَّد فيه على مقولة الامام عبدالرحمن الشائع"كل الأنصار حزب أمة ولكن ليس كل حزب أمة أنصاري" أمَّا عن الفِكرة المهديَّة نفسها فالإمام المهدي كان صوفيًا مُنتميًا إلى الطَّريقةِ السَّمانيَّة، ورفضكَ لأصالة الفِكرة المهديَّة يطعنُ (على الأقلِ) في محورٍين مُترابطينِ ومُتداخلين: 1) أصالة الإسلام في المُجتمع السُّوداني (لأنَّ فكرة المهديَّة فكرةٌ إسلاميَّة) 2) أصالة الطُّرق الصُّوفيَّة (لأنَّ الإمام المهدي وكثيرٌ مِن أنصاره كانوا مُتصوِفةً)
لكَ مودتي وأعود غدًا للمواصلةِ في الرُّدود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: المعز ادريس)
|
الأخ: علاء سيد أحمد تَحِيَّاتي
Quote: وماذا يضير الحزب الشيوعى السودانى فى استخدام اللغة الدينية |
يَضِيرهُ أنَّه يفقأ عينيه بإصبعه، لأنَّ هذا يتعارضُ وبِشِدةٍ مع البند الرَّابع مِن الفصل العاشر لبرنامجِ ودستورِ الحِزبِ المُجازينِ في مُؤتمرهِ الخامس، والذي أشرتُ إليه (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) وينص البند على التَّالي: "يرفض حزبنا أن يصبح الدين أداة نزاع في سياق الصراع الاجتماعي، وان نتخذ لهذا السبب بالذات، موقف المعارضة الفكرية والسياسية الحازمة ضد أي مسعى، من أي قوة اجتماعية، لاستغلاله في تحقيق أي مصالح اقتصادية وسياسية .وننطلق في موقفنا هذا، من حقيقة ان معيار الأغلبية والأقلية معيار سياسي لا ينسحب على قضايا الفكر والثقافة والمعتقد الديني والتي لا تحسم بالتصويت" فهو الذي -في واقِعِ الأمر- ينهى عن خُلُقٍ ويأتي مِثله، ولستُ أنا، وأعتقد إنَّه يتوجبُ على عُضويَّة الحِزب توضيحِ موقفهم مِن الخَرقِ الواضح لدستور الحِزب.
Quote: ف قيادات وعضوية الحزب معظمهم من المسلمين |
أعلمُ أنَّ مِن بينهم مُسلمون ومَسيحيون كذلك، وقد أوضحتُ غيرَ مَرَّةٍ كيف يُعبِّر ذلك عن أزمةٍ فِكريَّةٍ وفلسفيَّة لدى الحِزبِ وعُضويَّته على حَدٍ سواء.
Quote: انت يا هشام كفرد لا دينى هل تستطيع ان تنشئ حزباً لا دينياً داخل السودان وتتحدث باسمه بدون استخدام اللغة الدينية فى خطاب حزبكم |
مبدئيًا، الإجابةُ هي: نعم! ولا أجدُ مَا يمنع ذلِك ولَكن، ليسَ هنالِك شيءٌ يُمكن أن يُقالَ عَنهُ (حِزبٌ لاديني) أو (حِزبٌ مُلحد) على أنَّ اللادينيَّة والإلحاد مواقفُ فِكريَّةٌ وفلسفيَّةٌ تجاه قضايا وُجوديَّةٍ مُحدَّدة، وهذه المواقف الفِكريَّة لا يُمكنُ أن تكونَ برنامَجًا سياسيًا، فهي قد تكون ركائِز فِكريَّة وفلسفيَّة تُفسِّر سَببَ كَونِ اللاديني لادينيًا، والمُلحد مُلحدًا. تكوينُ حِزبٍ سياسيٍ يعني تقديمَ برنامَجٍ ورؤيَّةٍ لحلِ المُشكلاتِ السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وهذا لا يشترطُ لَه أن تكونَ مُلحدًا أو لادينيًا أو مُسلمًا، ولكن هذا لا يعني أن يتنصَّل أعضاءُ الحِزبِ مِن خلفيتهم الفِكريَّةِ والفلسفيَّة.
Quote: ثم ثانياً ياخ لاتنهى عن خُلق وتأتى مثله عار عليك .......... ( أصيل ) وأصالة وتأصيل مفردات متجزرة فى المفهوم الاسلامى عند تاصيل بعض المفاهيم |
تكلَّمتُ عن معنى كَلِمة "أصيل" الواردةِ في المَقال في أكثر مِن مُداخلة، يُمكنكَ مُراجعةَ مُداخلاتي التَّي تناولت ذلك، ولا علاقةَ للكلمة بالتأصيل والأصوليَّة على الإطلاق.
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: راشد سيد أحمد الشيخ تَحِيَّاتي
Quote: لن أدخل فيما خفي من مقاصد من فتح هذا البوست وسأكتفي بالمعلن عنه |
هذا البوست/المَقال ليسَ لَه مَقاصِد خَفيَّة، وَلا يُقال هذا الكلامُ لمِثلي، فلديَّ الشَجاعةُ الكَافيةُ لطرحِ أيِّ فِكرةٍ كما هي بصورةٍ مُباشِرةٍ وصريحة وبدونِ مُواربةٍ، وأن أُدافِعَ عَن فِكرتي طَالمَا لَم يثبت لَديِّ خَطأوها.
Quote: كأن اللغة العربية التي يمكن التعبير من خلالها كحامل للمعاني حكراً على الخطاب الديني وحده |
تكلَّمتُ في مُداخلةٍ أخرى عَن خطأ الرَّبط بين اللغة واللغة الدِّينيَّة، وهي -مِن وجهة نَظري- تُعتبرُ رؤيةً سطحيَّةً فاللغةُ الدِّينيَّة يُمكنُ أن تكونَ بأيِّ لُغةٍ أخرى غير العَربيَّة، فقد أستخدِمُ اللغة النُّوبيَّة (مَثلَا) لِصِياغة لُغةٍ دينيَّة، وبإمكانكَ قراءة مُداخلتي المُوجهةِ للصديق عزَّام فرَح (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) حول هذه النُّقطة. فأرجو أن نفهم أنَّني لَم أُقدِّم نَقدي للحِزب الشُّيوعي وعُضويته لأنَّه استخدمَ اللغة العربيَّة، بل النَّقد محصورٌ في استخدامِهم للغة الدِّينيَّة، وعدم قدرتِكَ (وآخرين) على الفصلِ بين اللغة العربيَّة واللغة الدِّينيَّة لا أُحاسَبُ عليه، بَل هي مُشكلتكم أنتم التَّي يتوجبُ عليكم حَلُّها عِوضًا عن مُحاكمتي وِفق أفهامِكم الخاطئة.
Quote: وكأن الإستعانة والتوسل بما وقر في واعية ومعارف المخاطبين ووجدانهم لتوصيل المقصد وإجلاء الهدف يشكل مسبة ونقصان |
هل تَعرِف مَاذا يُمكن أن تُسمَّى الاستعانةُ بما وَقَرَ في وجدان المُخاطَبين؟ هذا يُسمَّى (خِطاب عاطِفي)، والخِطاب العاطفي يُستخدَمُ -غالبًا- لدغدغةِ العواطف والمَشاعِر، وهي طريقةٌ انتهازيَّة وغير موضوعيَّة. أنت هنا -بكل بساطة- تُقدِّمُ إفادةً بأنَّ الحِزب الشُّيوعي يستخدمُ الخِطابَ العاطِفي، باستدرار عاطِفة ووجدان المُخاطبين، وإن يكن كلامُكَ هذا صَحيحًا، فهي صَفعةٌ قويَّةٌ تُوجهها بيدكَ على وجهكَ ووجه حِزبك. فقط، وِفقًا لاعترافِكَ هذا، كيفَ يُمكنكَ التَّوفيقُ بين تبريركَ هذا وبين مَا جاءَ في البند الرَّابع مِن الفصل العاشر لبرنامجِ ودستورِ حِزبِكَ المُجازينِ في مُؤتمرهِ الخامس، والذي ينص على التَّالي: "يرفض حزبنا أن يصبح الدين أداة نزاع في سياق الصراع الاجتماعي، وان نتخذ لهذا السبب بالذات، موقف المعارضة الفكرية والسياسية الحازمة ضد أي مسعى، من أي قوة اجتماعية، لاستغلاله في تحقيق أي مصالح اقتصادية وسياسية .وننطلق في موقفنا هذا، من حقيقة ان معيار الأغلبية والأقلية معيار سياسي لا ينسحب على قضايا الفكر والثقافة والمعتقد الديني والتي لا تحسم بالتصويت"
أمَّا عن الأمِثلةِ التَّي أوردتها لإثباتِ أنَّي استخدم لُغةً دينيَّةً في الوقتِ الذي أستهجِن فِيه الأمر ذاتَه مِن الحِزب الشُّيوعي وعُضويته، فهو مِمَّا يُضحِكُ ويُبكي! لقد جعلني ذلكَ أتساءلُ: "هل يعرفُ راشد سيد أحمد الشيخ مَعنى اللغة الدِّينيَّة حَقًا؟" هل تعتقدُ أنَّ اللغة الدِّينيَّة هي أيُّ كلمةٍ ترد في القرأنِ أو الحديثِ النَّبوي؟ فتُصبحُ كَلِمةٌ مِثل (قَال) كَلِمة دينيَّةً لأنَّها وردت في آية: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) مَثلًا؟ وتُصبح كلمة (سوف) كلمةً دينيَّةٍ لأنَّها وردت في آيةِ: (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا) (؟!؟!) لا تعليقَ لَديَّ على ذلك، فقط أُذكِّر بمَا جاءَ في مَقالي (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) حول مَقصدي مِن اللغة الدِّينيَّة في هذا البوست، فقد قلتُ حَرفيًا: Quote: وحين أقولُ: "لُغةٌ دينيَّةٌ" فإنَّني أعني أيضًا أيَّ لفظٍ أو كلِمة أو عِبارةٍ ذات دلالاتٍ دينيَّةٍ صريحةٍ |
وعليه فإنَّ الكَلمةَ إن كانت ذات (دلالةٍ دِينيَّةِ صَريحةٍ) فهي تدخلُ -في رأيي- ضِمن اللغة الدِّينيَّة، عِلمًا بأنَّ الكلمة نفسها قد تكون موجودةً قبل وجودِ النَّص الدِّيني، ولكن تمَّ ربطها بالفِكر الدِّيني ضمن حركة تفاعلِ اللغةِ مع مُكوناتِ ثقافةِ المُجتمعِ الأُخرى، فكلمةٌ مِثل (عمَّا) التَّي استشهدتَ بها مِن كلامي، هل تحمِلُ دلالةً دينيَّةً مَا؟ أم أتيتَ بها فقط لأنَّها وردت فِي القرآن؟ هل تعلم! لَو أنَّي استخدمتُ مَنطِقكَ وفهمكَ هذا عَن اللغةِ الدِّينيَّة لمَا تركتُ نصًا أو وثيقةً أو بيانًا أو تصريحًا صحفيًا إلَّا واستشهدتُ به، ولكنَ هذا هو العبث بعينه!
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: سامر صلاح نور الدين تَحِيَّاتي
Quote: ايهما اول الدين ام اللغة ؟ اي بمعني هل تعملت البشرية الدين اولا ام تعلمو اللغة ؟ |
أتمنى أن تكونَ مُداخلاتي السَّابقة التَّي تناولت موضوع إشكاليات اللغة والخِطاب واللغة الدِّينيَّة قد ساهمت في توضيحِ الأمر لَكَ وَلَو جُزئيًا. أمَّا بالنِّسبةِ لسؤالِكَ فأعتقد إنَّ الدِّين كان سابقًا على اللغة، ولكن لا يُمكنني الجَزمُ بذلِكَ بصورةٍ قاطعةٍ، وعلى أيَّة حَال فإنَّ عِلم الإناسة Anthropology واللسانيات Linguistics قد تُقدِّمان لنا إجابةً أقرب إلى الصِحَّة حول هذه النُّقطة.
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: أبو القاسم مُحمَّد تَحِيَّاتي
أشكركَ على المُتابعة والمُشاركة بالرأي، وفعلًا كنتُ قد تناولتُ موضوع علاقة الشيوعيَّة بالإلحاد في أكثر مِن بوست، والمسألةُ -كما أراها- أنَّ الحِزب الشُّيوعي السُّوداني يتنصَّلُ مِن تُراثه الفلسفي والفِكري القائمِ على أساسيَّاتِ الماديَّة الفلسفيَّة، وهذه القطيعة تجعله يُواجه أزماتٍ فكريَّةٍ عميقةٍ جدًا، وأذكر أنَّني قلتُ ذات مرَّة إنَّه إذا أصر الحِزبُ على موقفه هذا فإنَّه يتوجبُ عليه تغيير اسمه، واختيار أيِّ اسمٍ آخر يتناسب مَع موقفه.
مودتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: أبو الرِّيش تَحِيَّاتي
Quote: فلماذا تتمسك بصغائر الأمور |
أنا لا أتفقُ مَعكَ حول رؤيتِكَ للأمر بأنَّه مِن الصَّغائر، وذلِكَ للأسبابِ التَّالية: 1) أعتقدُ أنَّكَ بنيتَ رأيكَ هذا على فهم خاطِئٍ لمقصدي مِن اللغةِ الدِّينيَّة واستخداماتها. 2) استخدم الحِزب وعُضويته للغة الدِّينيَّة يُعتبر تناقضًا لمَا صدر عن الحِزبِ في دستوره المُجاز في المُؤتمر الخامس والمُتعلقِ باستغلالِ الدِّين في الصِّراع الاجتماعي. 3) استخدم الحِزب وعُضويته للغة الدِّينيَّة يُعتبر تنصلًا مِن الأساس الفِكري والفلسفي الذي تقوم عليه الشُّيوعيَّة، وهذا التَّنصل إن كانَ ظاهريًا فهو يُعبِّر عن مُنافقةٍ سياسيَّة يُمارسها الحِزب، وإن كان التَّنصلُ حقيقيًا فهو يُعبِّر عن أزمةٍ عميقةٍ في الفِكر الشُّيوعي السُّوداني.
لَكَ ألّا توافقني على أيٍّ مِمَّا وَرَدَ أعلاه، ولكن هذه هي وجهة نظري والتَّي لا أعتقد أنَّها مِن الصَّغائر. عَلينا أن نحترمَ للآخرين آراءَهم، حتَّى وإن كُنَّا نراها تافـهـةً وسطحيَّةً.
* مَا علاقة ثالثةُ الأثافي (وَليسَ ثالثة الأتافئ) باللغةِ الدِّينيَّة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
أهلين إشراقة مُصطفى
Quote: ماذكرته عالية لا تشير فيه الى اهم محور وهو التحليل ومنهجيته |
فقط للتذكير، مَا هو منشورٌ هنا هو مُجرَّد مَقال، وَليسَ دراسةً عِلميَّة ومَنهجيَّة، وأعتقد أنَّنا نظلم المَقال بمُطالبتِه باحتمالِ مَا لا يحتمِله. لقد ذكرتُ (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) حَرفيًا: Quote: هذا البوست يرصد الخِطاب الشُّيوعي الجماهيري بِشِقيه: الرَّسمي (بيانات/تصريحات/مقالات/دراسات) وغير الرَّسمي والمُتمثِل في لغة عضويَّة الحِزب في المَنابر السُّودانيَّة، مِن خلالِ مُتابعاتي الشَّخصيَّةِ لنشاط الحِزبِ الجماهيري. ويأتي هذا الرَّصد بغرضِ التأكُّد أو التأكيدِ على الفرضيِّة التَّي يقوم عليها البوست، والمُتمثِلة في أنَّ الخِطاب الشُّيوعي الرَّسمي وغير الرَّسمي مُكلَّلٌ بلغةٍ دينيَّة، وحين أقولُ: "لُغةٌ دينيَّةٌ" فإنَّني أعني أيضًا أيَّ لفظٍ أو كلِمة أو عِبارةٍ ذات دلالاتٍ دينيَّةٍ صريحةٍ، وإن ثبتت هذه الفرضيَّةُ فهي -في رأيي- تدلُّ على أحدِ أمرين أو ربَّما كلاهما معًا: 1- النِّفاق السيواجتماعي Socio-Political Hypocrisy الذي يُمارسهُ الحِزبُ مع جماهيره. 2- أزمة الهوية والبرنامج والتَّاريخ I.P.H Crisis الذي يُعاني مِنه الحِزبُ وعضويته على حدٍ سواء. |
وباختصارٍ شديدٍ فهذا المَقال يطرحُ سؤالًا واحدًا كبيرًا يُمكن صِياغته بطريقتين: (1) هل أصبحَ الحِزبُ الشُّيوعي حِزبًا دِينيًا؟ (2) مَا الفرقُ بين الحِزب الشُّيوعي وبين أيِّ حِزبٍ ديني إذا كانَ الاثنان يستخدمان اللغةَ الدِّينيَّة في خِطابهما؟ وهذا هو بالتَّحديد مَا ختمتُ به مقالي (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) فالمقال لا يطرحُ نتائجَ نهائيَّةً ومُطلَقة، بل يطرح تساؤلًا مُستنتَجًا عن مُلاحظاتٍ شخصيَّةٍ ثبتت صِحَّتُها. المطلوب الآن -بعد ثبوت استخدام الحِزب الشُّيوعي وعُضويته للغة الدِّينيَّة- هو الإجابةُ عن السُّؤال الذي يطرحهُ المَقال، وهنا فقط يُمكننا استخدام مَناهج التحليل التَّي تبحثين عنها.
Quote: ياترى ماهو الهدف؟ ولماذا الآن؟ |
أشكركِ على هذا السُّؤال الذكي، وَلكن -سيدتي- هذا السُّؤال الشارلوك هولمزي لَه خاصيَّةٌ غريبةٌ جَدًا، فهو يصلح أن يُطرح في أيِّ وقت(!) فلو فُتح هذا الموضوع قبل عشرة أعوامٍ مَثلًا لصحَّ طَرح السُّؤال ذاته، ولَو أنَّه فُتح بعد عشرةِ أعوامٍ مثلًا لَصحَّ طرحهُ أيضًا. والحقيقة أنَّ هذا السُّؤال المُخابراتي يفترِض أنَّ هنالك أوقاتًا مُحدَّدةً لطرح الموضوعات، وأوقاتًا أخرى لا يصِح فيها ذلك! فمتى قد يكون طرح هذا البوست غير مُثيرٍ للتساؤلاتِ والشُّكوكِ بالنِّسبة إليكِ مَثلًا؟
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
واضح تماماً يا هشام آدم أنك لم تفهم كارل ماركس ومنهجه المادي الديالكتيكي، وهذا ينطبق أيضاً على كثير من الكتابات التي تملاأ عالم الأسافير ويتوهم أصحابها أنهم ينطلقون من مواقع أكثر راديكالية وحداثة وتقدمية في نقدهم للحزب الشيوعي السوداني، لا فرق بينك وهؤلاء الأخيرين وجماعات الإسلام السياسي والسلفية والمصابين بلوثة عداء لا شفاء منه للشيوعية، تشتركون جميعاً في النظرة المثالية الميكانيكية وفي التصورات الذهنية المسبقة للماركسية والمذهب الشيوعي، دون دراسة متأنية وفحص دقيق لأفكار ماركس ومنهجه، ففي حين يدعو هشام وغيره إلى نبذ ما يسمونه باللغة الدينية في خطاب الحزب الشيوعي السوداني وعضويته، باعتبارها قضايا غيبية تتناقض مع جوهر المنهج المادي الماركسي، نجد أن منهج ماركس على العكس من ذلك تماماً، فقد طبق ماركس منهجه المادي الديالكتيكي بصورة مبدعة وصارمة على كل أعماله، ومن هذه الأعمال " في المسألة اليهودية Zur Judenfrage"، حيث يقول ماركس بوضوح لا لبس فيه : " إننا لا نحول المسائل الدنيوية إلى مسائل لاهوتية، وإنما نحول المسائل اللاهوتية إلى مسائل دنيوية Wir verwandeln nicht die weltlichen Fragen in theologische. Wir verwandeln die theologischen Fragen in weltliche"، أي أن استخدام اللغة والأفكار الدينية وفق المنهج المادي الديالكتيكي " الماركسي " لا باعتبارها مسائل غيبية، بل باعتبارها مسائل دنيوية خالصة، وهو ما يدحض تماماً فكرة هشام آدم في هذا البوست. من سوء الفهم المتمعمد أو المغرض أو بسبب الجهل والنقل السماعي، عبارة " الدين أفيون الشعوب " المنسوبة لكارل ماركس، بينما الحقيقة أن ماركس قال " الدين أفيون الشعب Sie ist das Opium des Volkes" التي وردت في " مقدمة نقد فلسفة الحق عند هيجل "، وهي عبارة دقيقة تتناسب وشخص كارل ماركس وفكره ومنهجه، وتعني تحديداً الشعب الألماني في عصر ماركس، بينما عبارة " الدين أفيون الشعوب " تعني كل زمان ومكان وفي الماضي والحاضر والمستقبل، نُزعت بدقة من سياقها وترجمت بخبث في صيغة الجمع إلى اللغة العربية لتؤدي دورها المقصود وهو محاربة الشيوعية في العالم الإسلامي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: عبد الله حسين)
|
Quote: إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا and#1751; أَفَمَنْ يُلْقَىand#1648; فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ and#1754; اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ and#1750; إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ |
ولَكن، ليسَ هنالِك شيءٌ يُمكن أن يُقالَ عَنهُ (حِزبٌ لاديني) أو (حِزبٌ مُلحد) على أنَّ اللادينيَّة والإلحاد مواقفُ فِكريَّةٌ وفلسفيَّةٌ تجاه قضايا وُجوديَّةٍ مُحدَّدة، وهذه المواقف الفِكريَّة لا يُمكنُ أن تكونَ برنامَجًا سياسيًا، فهي قد تكون ركائِز فِكريَّة وفلسفيَّة تُفسِّر سَببَ كَونِ اللاديني لادينيًا، والمُلحد مُلحدًا. تكوينُ حِزبٍ سياسيٍ يعني تقديمَ برنامَجٍ ورؤيَّةٍ لحلِ المُشكلاتِ السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وهذا لا يشترطُ لَه أن تكونَ مُلحدًا أو لادينيًا أو مُسلمًا، ولكن هذا لا يعني أن يتنصَّل أعضاءُ الحِزبِ مِن خلفيتهم الفِكريَّةِ والفلسفيَّة.
هشــام آدم
1 / انت لا تقـر بوجود الله او دين , طيب من وين ليك أن الألفاظ التي اوردتها هي ديــن 2 / لو اقررت بأن هنالك دين و قـرآن يأخذ منه الشـيوعيون و حزبهم منه فأنت أخذت من نفس الكتاب ( اســتخدمت ملحد و هي من الفعـل يلحدون ) 3 / من القال ليك دا اسـتغلال للدين ,, هل تعتقـد اصلا في دين ؟؟؟؟
Quote: هذا البوست/المَقال ليسَ لَه مَقاصِد خَفيَّة، وَلا يُقال هذا الكلامُ لمِثلي، فلديَّ الشَجاعةُ الكَافيةُ لطرحِ أيِّ فِكرةٍ كما هي بصورةٍ مُباشِرةٍ وصريحة وبدونِ مُواربةٍ، وأن أُدافِعَ عَن فِكرتي طَالمَا لَم يثبت لَديِّ خَطأوها. |
يا هشـام مافي زول وصفـك بالخـوف , يا خي انت تجاهر بكفرك و الحادك في متمع مســلم و اســمك اســم مســلمين فالموضوع ما خـوف ,,, لكنك اوردت موضـوع الأصالة لغرض يخدم طرحـك و لم يكن هـو موضوع البوســت بل أداة مسـاعدة أما الاحتمال الآخــر فهــو انك تلقي الكلام حشــــو بدون فائدة ,,, وإن كان الأمر كذلك أرجـع أحذف الجزء المتعلق بعدم الأصالة للشـيوعي و أصالة حزب الأمة الديني ,,,,, نعـم اتفـفق معك ما عندك مقاصـد حفية و لكن عندك تعضيد لفكرتك من ذكر موضوع الأصالة والتأصيل فما تطلب عـدم مناقشــة الأصالة ,,, إن وردت عرضا و بدون أن يكون لها دور أرجع أحذفها خلينا نركز معاك في الألفاظ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: عبدالله احيمر)
|
يا هشام خليهم مؤمنين ونسأل الله تعالى ان يثبت إيمانهم ويزيدهم إيمانا . انت الغايظك شنو ؟؟؟ يعني لازم كل الناس يبقوا ملحدين زيك ؟؟؟ سيب الناس في حالها وشوف طريقك ، وبعدين أصلك كل يوم جاي بفكرة جديد مرة شياطين ومرة هلوسة ومرة مطرود ومرة حرامي نت تسرق كتابات الناس ومرة متسول تضحك على الناس حكايتك شنو ؟؟؟ وصية للشيوعيين : عليكم بتتبع مقال هشام فلو ما مسروق بالنص اكيد حتلقو الفكرة لافحها من حتة لأن الحرامي ما بقيف لمن يلقى حاجة تعجبو . غفرانك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: محمد الزبير محمود)
|
الأستاذ: كمال عبَّاس تَحِيَّاتي
لَكَ مُداخلتانِ في هذا الخيط: مُداخلةٌ (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) في الصَّفحة الأُولى، والأُخرى (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) في الصَّفحة الثانيةِ مِن هذا البُوست، ومُداخلتي هذه ستكونُ مُخصَّصةً للتعليقكِ على مَا جاءَ في هاتينِ المُداخلتين، ولكن قبلَ ذلكَ أود لَفت نظرِكَ إلى أمرٍ أراهُ مُهمًا مِن وجهةِ نظري، وهو مُتعلقٌ بموضوعِ "الأسلوبيَّة"، ففي الحِواراتِ الثُّنائيَّةِ يُستحسنُ أن تُوجهَ خِطابكَ إلى الشَّخصِ الذي تُحاورهُ، حتَّى يكونَ الحِوارٌ نِدِّيًا، فلا يشعر أحدنا بتعالٍ مِن الآخر. فعندما تبدأ مُداخلاتِكَ بعبارةٍ مِثل: أو فمَن المُخاطَب بمِثل هذه العِبارات؟ أعرفُ أنَّكَ لا تقصد بذلكَ الإساءةَ أو التَّقليلَ مِن شأنِ مُحاورِكَ، ولكن هذا الخِطاب -الذي قد أفهمهُ على اعتبارِ أنَّه أسلوبُ "إشهاد"، وكأنَّكَ تُشهد الآخرين عليَّ- لَهو مِن الأمورِ التَّي لا تُشعرني بالارتياحِ، فأرجو -شاكرًا- أن تنتبه إلى ذلكَ فِي مُداخلاتِكَ القادمةِ، بأن تُوجِّه خِطابَكَ (فِي بداية المُداخلةِ) إليَّ مُباشرةً. والآن نأتي إلى مَا جاء في مُداخلتيكَ السَّابقتين.
أولًا: أعتقدُ أنَّ موضوعِ "الأصالةِ" قد أُشبعَ شَرحًا فِي مُداخلاتي السَّابقةِ، وذلكَ على الرَّغم مِن هامشيتهِ في هذا الموضوع. ولَقد عَبَّرتُ عن معنى الأصالةِ وعَدَمِها بشكلٍ واضِحٍ لا لَبسَ فيه في مَتنِ المَقالِ نفسه (هنا: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) إذ قلتُ حَرفيًا: Quote: وعندما أقولُ: "غير أصيل"، فإنِّني أعني بذلكَ أنَّه لَم ينشأ كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ لحِراكٍ اجتماعيٍ سودانيٍ صِرفٍ |
وإلى هذا الحد، تنتفي أيُّ شُبهةٍ للإساءةِ إلى الحِزبِ الشُّيوعي أو عُضويته، وإنَّما الأمرُ مُتعلِقٌ هنا بالجانبِ التَّأسيسي للحِزبِ، مُتأثرًا بأفكارٍ ليست أصيلةٍ داخلَ إطارِ المُجتمعِ السُّوداني، وطَنجَرة تفاعلاتِه الثَّقافيَّة والاجتماعيَّة، وَلكن هل هذا التَّأثر يُعتبرُ أمرًا مَعيبًا؟ بالطَّبعِ، لا! ولهذا قلتُ (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) حَرفيًا: Quote: ويُؤسفني أنَّ البعض ربطها بالتَّأصيلِ والأصوليَّة، رغم ذِكري لمِثالِين: (1) الحركة الإسلاميَّة السُّودانيَّة وعدم وجود قاعدةٍ جماهيريَّةٍ عريضةٍ لها في السُّودان، رغم أنَّ أغلبيَّة أهل السُّودان هُم مِن المُسلمين. (2) حِزبُ الأُمةِ القومي صَاحبُ القاعدةِ الجماهيريَّةِ العريضة في المُجتمع السُّوداني، وكانَ مِن المُفترض أن تُفهم الأصالةُ وعدمها -في هذا المَقال- مِن خلالِ الرَّبط والمُقارنةِ بين المِثالين، ومِن خلالهما، لأنَّ قولنا بأنَّ فِكر الحركة الإسلاميَّة السُّودانيَّة غير أصيل لا يعني أنَّ الدَّيانة الإسلاميَّة غير أصيلةٍ في المُجتمع السُّوداني الذي يُمثِّل المُسلمون فيه الأغلبيَّة السُّكانيَّة(!) هذا فقط يُشير إلى الحساسيَّة التَّي نتعاملُ بها مع بعض المُصطلحاتِ والمفاهيم أحيانًا. |
الإنسان، كائنٌ اجتماعيٌ، مُتفاعلٌ مَع مَن/مَا حوله، فهو يُؤثرِ ويَتأثر، وهذا التَّأثرُ لَيس أمرًا مَعيبًا، ولهذا تَجدني مُتفقًا مَع قولِكَ: Quote: الفكر ومكتسبات الإنسانية مشاعة عامة ومنجز بشري عام! , الديموقراطية والفكر الإشتراكي والإقتصاد الرأسمالي / والفلسفات الالحادية - والوجودية والمادية والمثالية والعدمية والفوضوية جذورها بالخارج |
وقولِكَ: Quote: ليس في النهل من منابع الفكر الإنساني حرج وليس في توظيف منهج علمي مصدره الخارج كارثة وليس في تبني هشام أدم منهج علماني بذوره خارجية حرج ولابنفي هذا أصالته وسودانيته! |
فأنا أتفقُ مَعَكَ تمامًا في أنَّ "النَّهلَ مِن مَنَابِع الفِكرِ الإنساني" ليسَ أمرًا مَعيبًا، ونُقطةُ اختلافنا هنا، تكمنُ في اعتقادِكَ بأنَّ فِكرةً نُهِلَت مِن الخارجِ يُمكن أن تكونَ أصيلةً، على أنَّ الأصَالةَ أو عدمها -هنا- ليست حُكمًا أخلاقيًا على الإطلاق، بل هي حُكمٌ توصيفيٌ، فلو أصريتَ على أنَّ الفِكر الماركسي والفِكر العِلماني (رغم استيراده مِن الخارج) يُعتبرانِ فِكرًا سُودانيًا أصيلًا، فلا حِيلةَ لي بَعد ذلِك.
ثانيًا: فِي تاريخِ السُّودانِ "الحديث" ظَلَّتِ الدِّيانتانِ الأكثر تأثيرًا على وجدانِ الشَّعبِ السُّوداني (الدِّيانةُ المَسيحيَّة/الدِّيانةُ الإسلاميَّة) رغم ورودِهما إلينا مِن الخارج، أمَّا مَا يُسمَّى بالدِّياناتِ الأفريقيَّةِ فليسَ لَه تأثيرٌ يُذكر عَلَى مَا نعرفهُ اليوم باسم (الدَّولة السُّودانيَّة) أو (المُجتمعِ السُّوداني) ، وفقط مِن أجل إجلاءِ الأمر، فإنَّ تأثيرِ الأفكارِ الإنسانيَّة لا تتمتعُ جَميعًا بالعُمقِ والتَّأثيرِ ذاتهِ، فلا يُمكننا مُقارنةِ التَّأثير الذي يُحدِثه أيُّ فِكرٍ مهما بَلَغت عبقريته، بالتأثيرِ الذي يُحدِثهُ أيُّ دينٍ مهما بَلَغت سذاجته عَلى المُجتمعِ ومُكوناته الثَّقافيَّة، وحتى على مُستوى السُّلوكِ وشكلِ العلاقاتِ بين أفرادِ المُجتمع.
ثالثًا: فيمَا يتعلَّقُ بالحِزبِ الاتحادي وحصولُهُ على غالبيَّةٍ في أوَّلِ انتخاباتٍ برلمانيَّة، فأعتقدُ إنَّكَ قد أجبتَ على نفسِكَ عندما ربطتَ الأمر باعتباراتٍ سياسيَّةٍ واقتصاديَّةٍ وغيرها، على أنَّني عندما تكلَّمتُ عن حِزبِ الأُمَّة القومي، تكلَّمتُ عن "قاعدةٍ جماهيريَّةٍ" وَلَم أتكلَّم عن أغلبيَّة برلمانيَّة، فالمُقارنةٌ سَاقِطةٌ في أساسِها.
رابعًا: تقولُ: Quote: بهذا الفهم ليس هناك غضاضة إن إستخدم هشام مفردات دينية |
الفِكرة قد تكونُ أوضحَ إن نحن عَرِفنا "لمَاذا" يستخدم هشام آدم -كمُلحدٍ- مُفرداتٍ دينيَّة، هل لأنَّه يتبنى خِطابًا دينيًا بتلكَ المُفرداتِ كما هو الحال في الحِزبِ الشُّيوعي وبعض عُضويته؟ فالمُشكلةُ لا تكمنُ فقط في "استخدام" المُفرداتِ الدِّينيَّة، بل في تبني هذه اللغة الدِّينيَّة في الخِطابِ الجماهيري، ولَهذا قلتُ (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي: Quote: كما لاحظتُ أيضًا أنَّ البعضَ خلَطَ بين مفهومَي: "اللغة" و "الخِطاب"، رغم أنَّي لَم أقل إنَّ الحِزب الشِّيوعي يستخدمُ الخِطاب الدِّيني في لُغته الجماهيريَّة، بل -على العكس مِن ذلكَ- فالمقالُ قائمٌ على فرضيِّة أنَّ الحِزب الشِّيوعي يستخدمُ اللغة الدِّينيَّة في خِطابه الجماهيري ، والفرق بينهما كبيرٌ جدًا، ربَّما لدرجةٍ يستحيلُ معها الخلط بينهما. ومِن المُؤسف -أيضًا- أنَّ البعض تعاملَ مع الكلماتِ والألفاظ المذكورةِ أو المُستخدمةِ في خطاب الحزب -بشقَّيه: الرَّسمي وغير الرَّسمي والتَّي استخدمتُها هنا للتدليلِ على صِحَّة فرضيَّة المقال- خارج سياق مدلولاتها وحمولاتها الفكريَّة، رغم تنبيهي المُسبق لذلك في متن المقال. |
خامسًا: تقولُ: Quote: ومن ناحية أخري لا أعتقدأن هناك حز ب وسوداني يطرح من نفسه حزب إلحادي أو معادي للأديان -بل بالعكس تؤكد وتثمن جل الاحزاب علي دور الأديان في حياة الفرد والمجتمع ! |
أنا -كمُلحدٍ- لا أنكر الدَّور الكبير الذي يلعبُه الدَّين في المُجتمعاتِ البشريَّة، وهو أمرٌ قد يطول الحديثُ عنه، وَلَكنَّ الدِّين هو أحد المكوِّنات الثَّقافيَّة لأيِّ مُجتمعٍ بشري، ولا أعتقد أنَّني طالبتُ الحِزبَ الشُّيوعي أو عُضويته بإنكارِ ذلَكَ والتَّنكر لَه، كَما أنَّني قلتُ (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) حَرفيًا، وكان ذلَكَ قبل قراءتي لمُداخلتِكَ: Quote: ليسَ هنالِك شيءٌ يُمكن أن يُقالَ عَنهُ (حِزبٌ لاديني) أو (حِزبٌ مُلحد) على أنَّ اللادينيَّة والإلحاد مواقفُ فِكريَّةٌ وفلسفيَّةٌ تجاه قضايا وُجوديَّةٍ مُحدَّدة، وهذه المواقف الفِكريَّة لا يُمكنُ أن تكونَ برنامَجًا سياسيًا، فهي قد تكون ركائِز فِكريَّة وفلسفيَّة تُفسِّر سَببَ كَونِ اللاديني لادينيًا، والمُلحد مُلحدًا. تكوينُ حِزبٍ سياسيٍ يعني تقديمَ برنامَجٍ ورؤيَّةٍ لحلِ المُشكلاتِ السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وهذا لا يشترطُ لَه أن تكونَ مُلحدًا أو لادينيًا أو مُسلمًا، ولكن هذا لا يعني أن يتنصَّل أعضاءُ الحِزبِ مِن خلفيتهم الفِكريَّةِ والفلسفيَّة. |
وأعتقدُ أنَّ هذا يُمكنُ أن يكونَ تعليقًا مُناسبًا على كلامِك، فليسَ المطلوبُ مِن الحِزبِ الشُّيوعي، أو مِن عُضويته مُحاربةُ الدِّينِ أو حتَّى مُعاداتُه (لا أعتقد أنَّ الفِكر الإلحادي يسعى إلى مُعاداة الدِّين أو إقصائية مِن الحياة الاجتماعيَّة)، ولَكن فقط أُطالبهم بالاتساق الفَلسفي وعدمِ التَّنصُّلِ مِن مَاديتهم الفلسفيَّة، وقد تناقشنا حولَ هذا الأمر، وبشكلٍ مُطوَّلٍ في بوستٍ آخرٍ بعنوان (بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد ولا أرغبُ في إعادةِ مُناقشتِه مَرَّةً أُخرى.
سَادسًا: فيمَا يتعلَّقُ بحِزبِ الأُمَّة القومي، تقولُ: Quote: أولا حزب الأمة أسسه الإمام عبد الرحمن المهدي ومهما قيل عن أنه يضم غير الأنصار الإ أن الحقيقة تقول أن العمود الفقري للحزب هم الأنصار |
مَعلوماتِك غير دقيقةٍ يا عزيزي، فحِزبُ الأمَّة لَم يُؤسسهُ شخصٌ واحدٌ، فهو لَيسَ كحركة القُوى الجديدة الدِّيمقراطيَّة التَّي أسَّسها الخاتم عدلان، ووثائق الحِزب نفسها تنفي مَا تقولُهُ، وفي موقع حِزبِ الأمَّة نفسه نقرأ، تحتَ عُنوان: (تنظيمات الحزب لدى التأسيس): Quote: القادة الذين شاركوا في الاجتماعات التأسيسية للحزب هم السادة: إبراهيم أحمد، وعبد الله خليل، ومحمد علي شوقي، ومحمد عثمان ميرغني، ومحمد صالح الشنقيطي، وعبد الكريم محمد، وأحمد يوسف هاشم، وأحمد عثمان القاضي، وعبد الله الفاضل المهدي، ومحمد الخليفة شريف، والصديق عبد الرحمن المهدي، والسلطان محمد بحر الدين، وإبراهيم موسى مادبو، وسرور محمد رملي، ومحمد محمد الأمين ترك، ومحمد إبراهيم فرح، والزبير حمد الملك، وبابو نمر، وأيوبيه عبد الماجد، والمك حسن عدلان، وعبد الله بكر. |
أمَّا بالنِّسبة للإمام عبد الرَّحمن المهدي فهو يُعتبر إمامًا للأنصار، حسب البيعةِ التَّي جعلتهُ هذا المنصب في عام 1940، ولا أحد ينكر الارتباط التَّحالفي القائم بين كيان الأُمَّة وكيان الأنصار، ولَهذا قال الإمام عبد الرحمن المهدي قولتهُ المشهورة: "كل الأنصار حزب أمة ولكن ليس كل حزب أمة أنصاري"، وقد فصَّل موقع الحِزبُ في هذه النُّقطة قائلًا: Quote: بويع الامام عبدالرحمن في 1940م اماما للأنصار اعترافا بدوره في لم شعث الأنصار الذين شكلوا التيار الأكبر في تكوين حزب الأمة والذي نص دستوره على تعيين الامام عبدالرحمن راعيا له.وقد ساعدت تنظيمات الأنصار(الوكلاء،شيوخ الأنصار،شباب الأنصار، وهيئة الملازمية)في اقامة لجان الحزب ،مما يعني ارتباط الكيان بالحزب في هذه المرحلة دستوريا(الامام راعي الحزب)وتنظيميا (الأنصار هم نواة تشكيل لجان الحزب)في بداية هذه المرحلة وبسبب الثنائية بين كيان الأنصار القائم على الولاء الديني(الممنوح للامام) وبين الحزب القائم على مفردات ومفاهيم حديثة(والذي يدعمه أيضا الامام ويرعاه بنص الدستور)فبسبب من هذه الثنائية كانت الصلاحيات السياسية للامام كاملة وله حق نقض قرارات الحزب ولكن في 1950 جاء بيان الامام الذي يعلن فيه عن تنازله عن حق نقض قرارات الحزب كخطوة هامة في التطور. وقد كانت هذه اللجان في غاية الانضباط (مدد الهرم الاداري في المهدية اضافة لشكل الانضباط السائد في الخدمة المدنية آنذاك). |
وهذا التَّحالف، شبيهٌ بالتَّحالفِ القائم بين الطُّلاب الشُّيوعيين والطُّلابِ الدِّيمقراطيين، في الكيانِ الطُّلابي المُسمَّى "الجبهة الدِّيمقراطيَّة"، فليسَ كل عُضو في الجبهة الدِّيمقراطيَّة هو عُضوٌ بالضَّرورةَ في الحِزب الشُّيوعي السُّوداني.. وأيًا يكن الأمر، فإنَّ هذه النُّقطة ليست جوهريَّةً في هذا البوست، ومَا يهمني مِن هذه النُّقطة فقط الإشارةُ إلى القاعدةِ الجماهيريَّة العريضةِ التَّي يتمتعُ بها هذا الكيانُ السُّياسي.
سَابعًا: تقولُ: Quote: المادية ومكونات الوعي الإجتماعي:- حينما تتحدث ياهشام عن الماركسية فيجب أن تحدد أي مادية تعني ? فهناك مدارس مادية متعددة لها مفاهيم ورؤي متبائنة- فهناك مادية مكانيكية وهناك مدارس عدمية وفوضوية الخ إن كنت تقصد المادية الجدلية فهي تثبت علي علاقات تفاعلية وجدلية و( تأثير وتأثر) بين البناء المادي والوعي ! فالوعي الإجتماعي بمكوناته المختلفة ( ثقافة/ دين/ عادات /تقاليد وقيم وأخلاق ومؤسسات إجتماعية ) لايقف كمتلقي ساكن أو خامل وإنما يتفاعل مع الواقع المادي ويؤثر فيه ! * مادية أي حزب شيوعي أو تركيزه علي العامل الاقتصادي لايشطب أو يلغي بقية العوامل الأخري ! إذا من الطبيعي أن يرتبط الحزب الشيوعي بالوسط الذي نبت فيه ( ويتأثر بلغاته وتراثه ومكوناته الدينية والثقافية وعادته وتقاليده وينغرس في نسيجه الإجتماعي ) وهذا بطبيعة الحال لايشطب طابعه الثوري أو يلغي منهجه في تغيير الواقع فالثورية في المنهج الديالكتيكي لاتعني عملية هدم وبناء مكانيكي وإنما إختزال القديم البالي وتطوير الجديد ورفض السلبي والتثبيت علي الإيجابي |
بالطَّبعِ أتكلَّم عن المَاديَّة الجدليَّة، وأعلمُ أنَّ هنالكَ مَدارسَ مَاديَّة فلسفيَّة مُتعددةِ، وَلكنَّ ورغم أنَّها تختلفُ فيما بينها حولَ مُعالجة القضايا العِلميَّة الطَّبيعيَّة والاجتماعيَّةِ والفِكريَّة، إلَّا أنَّها تتفقُ جميعًا على نُقطةٍ واحدةٍ جوهريَّة، وهي اتفاقها على أسبقيَّة المَادةِ على الرُّوحِ أو الوعي، وهذه النُّقطةٌ تحديدًا، هي مَا تجعلُ الفِكر المَاديَّ فِكرًا إلحاديًا، وعلى الرغم مِن ذلك، دعني اسألُكَ: كيف يُمكنُ أن تُطبِّقَ قوانين الجدلِ المَادي على الدِّين؟ بل ومَاذا سينتجُ عن ذلك؟
مودتي لَك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي (Re: هشام آدم)
|
الأخ: خالد العبيد تَحِيَّاتي
Quote: بالعكس دي اقدم من الكسرة ومنقولة بالحرف الواحد من بوست قديم لهشام ادم في بوست كتبه عن الحزب الشيوعي! هشام ده من دقنو بنفتلوا ! |
نسبتَ إليَّ هذه الجُملة: Quote: واتساق المادية الجدلية مع الدين |
وقلتَ (هنا: Re: اللغةُ الدِّينيَّةُ في الخطابِ الشَّيوعي) أنَّها منقولةٌ بالحِرفِ مِن بوستٍ قديمٍ لِي عن الحِزب الشُّيوعي السُّوداني. هل لَي برابط تلكَ المُداخلة إذا سمحت، فلا أذكر أنَّي ادعيتُ ادعاءًا كهذا أبدًا. سأمنحكَ فُرصةً لإثباتِ نِسبةِ هذا الكلامِ إليَّ، ولتكنِ المُهلةُ اسبوعًا كاملَا اعتبارًا مِن تاريخِ يوم غدٍ الجُمعة 7 مَارس 2014 (!Good Luck)
| |
|
|
|
|
|
|
|