دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الفلسفة - 2
|
_______________ الفلسفة
Quote: مقدمة:
إن أفضل كتاب لهذه المعرفة في هذا المجال هو كتاب (ما هي الفلسفة) للمؤلفين (كيريلينكو) و (كورشونوفا). وأنصح بقراءته لفهم أعمق عن بدايات الفلسفة ونشوءه.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
الأخ هشام تحية وإحترام
إن العلاقة الجدليةبين الفكر والوجود تكشف بوضوح عن العلافة التاريخيةبين الحكمة والفلسفة.فإذا كانت الفلسفة تشير إلي النشاط المعرفي الفكري للإنسان,فإن الحكمة ترتبط بالغاية الكامنة في كل أنوع هذا النشاط, وهذه العلاقة الأخيرة تبرز ضرورة ربط العلم بالعمل, النظرية بالممارسة, الوسائل بالغايات,وهذا يجعل كل معرفة مشروطة بغايتها ومايترتب عليها من نتايج مفيدة للإنسـان ومن ثم فإن الإنسان الحكيم هو الإنسان الذي يعرف تمامآ كيف يربط بين المعرفة والعمل.
نواصل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: احمد معتصم الطيب)
|
_________ الأخ العزيز احمد معتصم الطيب
إن المسألة الفلسفية الأساسية قائمة على جدلية الفكر والوجود .. هذا البحث معد مسبقاً وتناولت فيه قضية أسبقية أحدهما على الآخر وآراء الفلاسفة وجدالهم حول هذه النقطة تحديداً. أما عن الحكيم وعن دوره فهو لحسن الحظ مذكور ومتطرق إليه في هذا البحث ، ويسعدنا أنك تطرقت لهذا الموضوع.
أرجو أن تتابع هذا البحث وبالتأكيد سوف تكون هنالك محاور للنقاش والمداولة من خلال ما سيتم طرحه هنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
الاخ هشام
السلام ورحمة الله
هل بامكانك التطرق الي الفلاسفة العرب؟
وما هو الاختلاف بين الفلسفة العربية والغربية؟
ملء الفجوة بين _العلم والتطبيق العملي_ والفلسفة والتنظير؟
الفلسفة والاجتهاد الدينى، Can they co-exist؟
. . . . . حتى عودة
تحياتى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: Omayma Alfargony)
|
_________ الأخت أميمة الفرجوني
أولاً لكِ التحية .. وأشكركِ على هذه المداخلة .. لا يمكن أن يتم تجاوز الفلاسفة العرب بالطبع ونحن في صدد الكلام عن نشأة الفلسفة منذ الوهلة الأولى لها ولتكونها.
أعكف الآن على هذا البحث حول الفلسفة ومبادئ الفلسفة معتمداً على عدة كتب سوف يأتي ذكر أسمائها في محل الاقتباسات المعلومة.
أرجو أن تتابعي هذا البوست ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: Omayma Alfargony)
|
_________ الأخت أميمة...
الفلسفة عشقي أيضاً رغم أنه ليس تخصصي الأكاديمي .. وهذا البحث جهد أحاول فيه تبيان مسار الفكر الفلسفي منذ بداياته ومنذ وميض الفكر الأول.
أشكرك على المتابعة وأتمنى أن تجدي في هذا البحث ما يشبع فضولك المعرفي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
الأخ هشام تحية وإحترام بين يدي دراسة بقلم وديع واصف مصطفي بعنوان إبن حزم / سوف نقوم بالدراسة والتعريف. إبن حزم وموفقة من الفلسفة
مولدة وأصلة
ظاهريةابن حزم والتفكير الفلسفي الفضائل الخلقية الآساسيةلدي ابن حزم
بعد الإذن..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: احمد معتصم الطيب)
|
________
Quote: بين يدي دراسة بقلم وديع واصف مصطفي بعنوان إبن حزم / سوف نقوم بالدراسة والتعريف. إبن حزم وموفقة من الفلسفة |
الأخ العزيز أحمد معتصم
لك التحية .. ويسعدني جداً بل وبكل سرور أن تتطرد دراستك هنا وأن يتم فيها نقاش مستفيض. ولكن أخشى ما أخشاه هو أن تتطغى إحدى الدراستين على الأخرى ، ناهيك عن الإرباك الذي قد يحصل للقراء والمتابعين جراء هذا الخلط.
لذا أقترح أن يتم إدخال أجزاء من هذه الدراسة في المحاور والنقاط التي تحمل ذات السياق والنسق حتى تكون الفائدة أشمل للقراء والمتابعين.
ولك فائق شكري على هذا المجهود وعلى هذه الحماسة للنقاش والحوار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
هشام ؟آدم انزيك
اما بعد
دحين بوستيك دا قديم وللا جديد؟؟
يعني بعد (عدل بواسطة هشام آدم on 19-05-2006, 01:26 م) وللا قبليهو؟؟ عشان نعرف المصداقية قبل ما نعرف الفلسفة -2!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
الفلسفه علم يثير اي شخص ولكن اسلوب الطرح و الحوار هو ما يبسط او يعقد المساله علم مر و مازال يمر في مراحل تطور.. ايماني الشدسد بانه علم يتماشي مع الطبيعه البشريه و احتياجات الزمن و يتطور تبعا لهذه العناصر و ايضا الفلسفه الشخصيه التي تنم عن اي فرد بعيدا من علماء و مكتشفين..اقرب الى منهج حياه الفرد..اسلوب ..وتفكير الاستعجاب!والاندهاش؟ولماذا وكيف و الخ من اسئله طالما كانت اسئله مستمره في العقل درست جزء منه و اتمني ان تذكر طبيعة الفلسفه بالالوان
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: Zongiya)
|
___________ الأخ Zongiya
Quote: الفلسفه علم يثير اي شخص ولكن اسلوب الطرح و الحوار هو ما يبسط او يعقد المساله
|
هذا البوست عبارة عن بحث قمت به من قبل، وشذبته مؤخراً .. يهدف في أساسه إلى التعريف بعلم الفلسفة من حيث نشأته وتكونه منذ أوائل عهده مروراً بتفرعاته ومدارسه وأهم الاختلافات بين هذه المدارس الفلسفية ونقاط إلتقاء كل مدرسة بنظيرتها.
كوني بالجوار فالبحث شيّق جداً وإن كُتب لهذا البوست البقاء فلا بد أن يثمر عن نقاشات فلسفية ثرّة للغاية. كما أننا موعودون بدراسة عن فلسفة ابن حزم في هذا المقام من قبل الأخ أحمد.
لك الشكر والتحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: محمد خالد ابونورة)
|
ناذر صارحه القاعدين تعملو فيهو ده شى مقزز جدا .. ياخ مامكن اصلو صدقنى .. يعنى لاتجبر خاطر لى زول ولا شويه تخلي فيها شويه عقل شنو يامان الحكاية.. ياخ قول الزول ده جبتو انا جبر لى خاطر وجا؛ لو شفتو عمل شى ماصاح بتكلم معاهو عادي ده اذا سالك تانى فياخ رجاء خاص تسحب الفيديو كليبات دي وخلينا نمشى لى قدام عزيزى...
نوبى اسمعنى صراحه البتعمل فيهو ده ماحلو وشين فى حقك ماتقولى وتقعد تبرر انا قاعد معاكم هنا ومتابع يعنى ماحتضتيف لى شى جديد .. ماتبقى الا تجيب فى الحطب اعقلها شويه...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
خالص التحايا هشام والجميع مدخل قصير للفلسفه عبر كلمة علم ..الاشتقاق والاختلاف..
العلم كلمة اصطلاحية لاتعبر عن مجرد المعرفه وانما عن مستوى معين من المعرفه وعلاقة محددة لعناصر المعرفة اى مجموع المعارف المنضبطه ؛المترابطه ؛المنظمه؛ التى جناها الانسان خلال تاريخه الطويل.. حيث انه خلاصة محاولة الانسان لمعرفة قوانين الواقع المادي المحيط به؛ والواقع الاجتماعي الذى يعيش فية.. وبما ان الفلسفه تعتبر جز كبير من مكونات عموميات العلوم بصوره واضحه الا اننانجد بان؛ المصطلح العلمي لكلمة علم؛ تعنى المعرفة النظريه ((الهندسة مثلا- او مجموع العلوم ((كالهندسةوالفلك والطبيعة والكيمياء والعلوم الانسانية)).. وهناك ايضا العلوم الطبيعية –كالهندسة -الطبيعة والعلوم الانسانية- كالاجتماع وعلم النفس... ولكن بالرغم من تشابك المعنى نجد ان (بيرجسون) قال (ان الفرق بين العلم والفسفة ؛ان غاية العلم هى معرفة المادة.. وغاية الفلسفة معرفة معرفة الروح ؛ وتقع العلوم الانسانية كعلم النفس والاجتماع بين الفلسفه والعلم..) لقد كانالعلم جزءا من الفلسفة ثم تميز عتها وتعددت فروعه واقسامه ولكنه لم ينفصل عنها انفصالا كاملا كما يٌقال .. فكما ان الفلسفة هى معرفة القوانين العامه لحركة الاشياء الطبيعية فان كل علم من العلوم هو معرفة القوانين الخاصة لحركة الاشياء من مجال خاص من مجالات الوجود الطبيعى او الانسانى.. ولهذا تُعنى الفلسفة بنتائج العلوم؛ كما تُعنى العلوم بتعميمات الفلسفة... والعلم باعتباره ثمرة من ثمرات الممارسة البشريه عبر التاريخ هو اداة الانسان للسيطره على واقعه المادي والاجتماعي ؛ اى هو اداة ثورية تمكن الانسان من تحقيق الحريه ..الخ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
ناذر ازيك صراحه ساتوقف عن المداخلة هنا ؛لكن اعلم بالقلب قُصه ..واعمل البريحك لمن تشفى غليلك وماهنا ماحلو عشان اقول ليك اى شى .. فقط بقول ليك لو كان شخص من الشخصيات الزى كودي ولا وعمر على كنت بقول ليك طالع د.. زاتهو لانهم بستاهلو.. لكن وريتك الوضع بختلف بالنسبه لهشام.. عموما انسحب .. ولك الجمل بما حمل.. التحايا النواضر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
!!!!!!!!!!!!!!
Quote: ناذر
كل اناء بما فيه ينضح |
والقصرية برضو نوع من الاواني !! بطلتي تستعمليها ولا كبرتي عليها !!
صنفرة :
قلت ليك ما ناقصين عبيطة هنا !! مالك ما دايرة تسمعي الكلام !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
الاخ ناذر
لكم استهجنت مداخلاتك, خاصة عند مقارنتها بتلك الصورة المرتدية لزي التخرج, اما الان فلا املك سوى ان اشكرك على استبدالها بما يتناسب معك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: Rasha Hatim)
|
أخوي الكريمين: ناذر و فيصل:
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
اّمل أن تجبرا خاطري و تتوقفا عن التداخل في هذا البوست برغم ما حدث بينكما من جانب والأخ هشام و الأخت رشا من الجانب اّخر من مشاحنات قلميّة في االماضي.
لم أكن متابعا دقيقا لحيثيات و خلفيات الخلاف الفكري بينكم، لكنّني أري أنّ المسامح كريم.
واذا لم يقم البادئ بالمناكفة بقصب السبق في الاعتذار، فليكن الطرف الاّّخر حليما و يجنح للسلم.
هذه الدنيا عاريّة، اخوتي و أخواتي الكرام. و لا تصفو و يدوم خيرها ان لم نجنح فيها للسلم و مكارم الأخلاق.
طارق الفزاري
ود زينب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: Zongiya)
|
_________ أشكر الأخت Zongiya على المتابعة وأتمنى أن يضيف لها هذا البحث كل ما هو مفيد وجديد فيما يتعلق بهذا العلم
كما لا يفوتني أن أشكر صديقي اللدود معتز (تروتسكي) على مداخلته القيمة والثرة كما هو عادته دائماً
لكما مني كل التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
ساعد ظهور النقود المعدنية على تطور المعارف الرياضية فنحن حين نقوم بالحسابات نتجرد عن نوعية الأشياء ألوانها وأحجامها واستخداماتها فما يهمنا هو الجانب الكمي من الأمر (عددها) وعليه فإن العدد أي عدد هو نوع من التجريد. إن القدرة على التعامل بالمجردات التي ظهرت مع تطور الرياضيات هي مقدمة هامة للفلسفة فكل مقولة فلسفية تجريد أيضاً.
وفي بلدان الشرق مثل المصريين القدامى والآشوريين والبابليين والفينيقيين بلغ الحساب والمعارف الفلكية مستوى متقدماً أيضاً فقد كان من الضروري حساب فترات ارتفاع منسوب المياه وانخفاضه والقيام بالأعمال المساحية وحساب أوقات كسوف الشمس... إلخ. ولكن هذه المعارف أحيطت بهالة قدسية إذ كانت محصورة بأيدي الكهنة ووضع الكهنة لغة سرية للكتابة مما جعل العلم حكراً عليهم.
وقد استعار حكماء اليونان معارف كثيرة من الشرق. ولكن المعرفة في بلاد اليونان لم تكن حصراً بالكهنة وحدهم حتى ولم يكن الكهنة يشكلون فئة مغلقة كما هو الحال في الشرق. ولم تكن المعرفة العملية تعتبر عطاءً ربانياً لا يقبل التطوير والتحسين. وتدريجياً اتسع نطاق الأبحاث العلمية وتحسنت أساليب المعرفة العلمية ومن محاولات التفسير العلمي للظواهر المنفردة انتقل مفكرو اليونان إلى النظر في مبادئ الموجودات وعللها.
وهكذا نستطيع القول بأن وعي الأغريقي القديم كان معداً إعداداً جيداً للنظر في قضايا الوجود العامة. ولكن النظر يتطلب وقت فراغ ولكي نفهم من أين جاء وقت الفراغ ومن أتيح له التمتع به علينا الالتفات إلى أشياء تبدو للوهلة الأولى وكأنها جد بعيدة عن ميدان الفكر المحض ... إنه الإنتاج.
نعم الإنتاج .. فقد أدى النهوض العارم للإنتاج ونمو الثروة العامة إلى أن قسماً من أعضاء المجتمع كفوا عن العمل في الحقول أو الحوانيت أو الأشغال العامة. وانفصل العمل الذهني عن الجسدي . وصار العمل من نصيب البعض ، والنظر والتأمل من نصيب البعض الآخر. الأمر الذي كان يعتبره القدامى أنفسهم لوناً من القدر. ولكن إمكانية النظر صارت لأولئك الذين يملكون العبيد والمراعي والمزارع أي الأغنياء وليس من العبث أن أوائل الفلاسفة اليونانيين كانوا كقاعدة عامة ينتمون إلى العائلات الثرية والعريقة مثل أفلاطون و هيراقليطس وغيرهما من المفركين الأغارقة فقد كانوا من أبناء الفئة الأرستقراطية.
وعليه فإن ظهور الفلسفة وتطوره متعذران إلا في مجتمع يأتي فيه عمل البعض العبودي الشاق ليتيح للآخرين صرف الأيام والليالي في النظر والتأمل أي في مجتمع منشطر إلى طبقات. ولزمن طويل ظل العلم والفلسفة والفن ميزة للأقلية الغنية.
وهكذا فإن الفلسفة نتاج للمجتمع الطبقي وفي المجتمعات الطبقية يجري صراع دائب بين المضطهّدين والمضطهِدين وكذلك بين مختلف فئات الطبقة الواحدة كالصراع بين أصحاب المزارع والتجار مثلاً وقد ترك هذا الصراع بصماته على كافة جوانب الحياة في اليونان وأثر بالتالي على تطور الفلسفة أيضاً.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
لماذا أعدم سقراط؟
لقد ساعد تطور التجارة على ازدهار فئة التجّار ، وأدى انتصارها على الارستقراطية الزراعية إلى طرد القياصرة وإلى قيام الحكم الديمقراطي في الدولة اليونانية ، صحيح أنه في ظل الأنظمة الديمقراطية لم يكن العبيد يتمتعون بأية حقوق ، ولكن إشاعة ديمقراطية ملاكي العبيد كانت تعني تنشيط الصراع السياسي فالحقوق متاحة لمواطني الجمهورية أتاح إمكانية التعبير عن الرأي والشك والبرهان والجدل. وحفزت المناقشات الاهتمام بقوانين الفكر والمنطق التي تساعد معرفتها في التغلب على الخصم السياسي.
وهذا ما أشار إليه ماركس فيه قوله: "الروح الحر الجسور هو الأساس الأول للبحث الفلسفي" وبالتالي فإن خصوصيات حياة اليونان السياسية ولا سيما إقامة الحكم الديمقراطي هي إحدى مقدمات ازدهار الفلسفة.
وكانت لكل مدينة قوانينها التي كانت لا تزال ترتكز إلى تشريعات الآلهة والعادات والتقاليد. وراح الفلاسفة يتأملون في أساس هذه القوانين هل هو العدالة أم الخوف من الآلهة؟ وهل تتوافق هذه القوانين مع متطلبات الفضيلة؟ وما هو الإنسان .... إلخ.
وبدأ الفلاسفة يتحدثون عن القوانين التي تتوافق مع الفضائل البشرية الحقة ، العامة بين كافة الناس. فكما صرخ سقراط ونادى "لسنا مجرد أعضاء لمدينتنا بل وأعضاء المجتمع البشري ككل" ووضع سقراط العقل فوق العادات ، وفوق الخوف من الآلهة وذهب إلى أن كافة الأمور في المجتمع كما في الطبيعة تخضع لقوانين عامة ولا يستحق الإنسان أن يسمى إنساناً إلاّ عندما يسعى للوقوف على القوانين العامة لارتباطه بما حوله ولا يكتفي بإدراك قواعد السلوك السائد في مجتمعه.
ولكن محاولة سقراط لإرساء قناعاته السياسية على حجج العقل لا على إرادة الآلهة كانت سبباً في تعرض فلسفته لنقد من قبل ملاك العبيد انتهى بالنسبة له أن تجرع كوباً من السم فقد شعر ممثلو الطبقة السائدة أن العقل أو الفكر النقدي يمكن أن يغدو سلاحاً رهيباً موجهاً ضدهم. بيد ان موت سقراط حكم عليه بالإعدام كان يعني في الوقت نفسه ولادة نظرة جديدة إلى العالم تقوم على المعرفة لا على الإيمان الأعمى بالقدر أو الخوف من انتقام الآلهة فالفلسفة التي تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن الأحداث السياسية والعواصف الحياتية كانت منذ أول عهدها وثيقة الارتباط بالصراع الطبقي. وإن النظرة الجديدة إلى العالم قد ولدت في التناقضات وكانت تشق طريقها بصعوبة وإن كانت ظروف تطورها أكثر ملاءمة منها في بلدان الشرق.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
____________
وعليه فإنه يمكن القول بأنه يجب البحث عن مقدمات تطور الفلسفة في الاقتصاد أولاً وقبل كل شيء وفي خصوصيات الحياة السياسية الخاصة بالمجتمعات القديمة. فقد تكونت المشكلات الفلسفية في أحشاء الأسطورة ولكن الغلاف الأسطوري سرعان ما صار ضيقاً عليها . فإن تكدس المعارف الضرورية للمارسة العملية قد بين لفلاسفة اليونان القديمة أنه يمكن فهم الكثير من الأمور في العالم بدون التعويل على السحر والغيبيات والكائنات الخرافية. فعلى غرار الأسباب الطبيعية الكامنة وراء فيضان الأنهار وهطول الأمطار والرعد يمكن العثور على تفسير طبيعي لظهور الإنسان والأرض نفسها والكون ككل وفي خضم الصراع مع التفسير الأسطوري للعالم انصقل الفكر. وتكونت المفاهيم الفلسفية الأساسية. ولم يقتصر الأمر على كون أولى المعارف العلمية قد أثرت على تطور الفكر الفلسفي ، فالفلسفة ساعدت بدورها على الجمع بين المعلومات المتفرقة عن العالم وصهرها في كل واحد وساعدت في إرساء قاعدة نظرية متينة للعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
____________
مهد العلم
لقد ترتب على فلاسفة العالم القديم الاشتغال بالعديد من المسائل التي يعمل لحلها اليوم جيش كامل من العلماء وكان قدامى الفلاسفة يهتمون بكل شيء فقد كانوا يسعون لتفسير أصل العالم وينظرون في إمكانية معرفته ويحاولون في الوقت ذاته فهم من أين يأتي قوس قزح ولماذا يحدث الكسوف وما هي طبيعة الرعد .... وغيرها.
ومن ذلك أن طاليس قد ذاع صيته كمؤسس للرياضيات العلمية جنباً إلى جنب مع فيثاغورث كما أنه كان فلكياً استطاع التنبؤ بكسوف الشمس وكان ضليعاً في أمور التجارة ومهتماً بالسياسة في نفس الوقت. ومثله في ذلك الفيلسوف انبادوقليس فقد كان فيلسوفاً وطبيباً وشاعراً وسياسياً وأسس مدرسة للخطاب في صقلية. ويروي البعض عنه أنه استطاع تغيير المناخ في مدينة اغريغنتا ، وهو – أي انبادوقليس أول من تكلم عن العناصر الأرضية الأربعة التي تحركها المحبة والكراهية. ومن آرائه أن القمر تكوّن من تكثف الهواء. كما أن أرسطو كان مفكراً موسوعياً فإلى جانب الأعمال الفلسفية التي حدد مسيرة تطور الفكر الفلسفي في الشرق والغرب فقد ترك أرسطو رسائل مكرسة لقضايا الأخلاق (الأخلاق النيقوماخية) والاجتماع والسياسة والفن والخطابة والشعر ووضع مذهباً متكاملاً ومفصلاً من المنطق الصوري كعلم عن صور الفكر ولعبت دوراً كبيراً في تطور العلم طبيعياته مثل السماء والنفس والسماع الطبيعي أو (سماع الكيان) وأعضاء الحيوان والآثار العلوية (الظواهر الجوية) .... وغيرها.
ومن الطبيعي أن أفكار القدامى لم تكن صحيحة كلها ففي سعيهم لرسم لوحة شاملة للكون كانوا أحياناً يستعينون بأسباب أسطورية يفسرون بها الظواهر الطبيعية الواقعية وكانت المماثلة البسيطة تحل عندهم محل البرهان الدقيق. فمثلاً الفيلسوف ديمقرطيس كان يرى أنه يكفي لاثبات فرضية في تكوّن الموجودات كلها دقائق صغيرة أو ذرات تمثيل ذلك بحركة دقائق الغبار العشوائية في الهواء.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
__________
وعليه فقد كانت الفلسفة (علم العلوم) في المرحلة الأولى من تطور البشرية لا لأن قدامى الفلاسفة كانوا ذوي مواهب فائقة أو وقفوا على أسرار ضيعتها الأجيال اللاحقة. على العكس فإن هذا الوضع جاء بسبب ضعف المعارف وقتها .. وتدريجياً ومع تطور المعرفة البشرية بدأت تظهر العلوم المنفردة علوم الطبيعة أولاً ثم علوم المجتمع والإنسان مثل الرياضيات والفيزياء والفلك والكيمياء والبيولوجيا والسايكولوجيا والتاريخ والاقتصاد وغيرها.
حتى جاء الفيلسوف الألماني هيغل فحاول أن يبني نظريته فلسفة الطبيعة انطلاقاً من أن بوسع الفلسفة أن تحل كافة ألغاز العالم وقد وضع نظريته في وقت بلغت فيه بعض العلوم مثل علم الجيولوجيا والكيمياء والفيزياء شأناً عالياً من التطور .. ولذا كانت نظريته في الضوء التي تنفي إمكانية تحليله إلى طيف بواسطة الموشور وكذلك إنكاره لوجود العناصر الكيميائية رغم التصورات العلمية القائمة آنذاك موضوع انتقاد حاد من قبل العلماء.
وفي أيامنا يقع في تطرف مقابل أولئك الذين يذهبون إلى أنه لا مكان للفلسفة في ميدان المعرفة العلمية وإذا كان الفلاسفة من قبل قد أفلحوا في استباق بعض الاكتشافات العلمية كالنظرية الذرية وقانون الجاذبية العالمية ونظرية الكهرباء وغيرها فإنهم غدوا اليوم (عواطلية) بلا عمل ذلك أن المعرفة الملموسة الوضعية جاءت لتحل محل النظر الفلسفي وصار أنصار مثل هذه النظرة إلى العالم يعرفون بالوضعيين.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
وللوهلة الأولى قد يتراءى أن هؤلاء على حق. وبالفعل فإن الفلسفة لا تستخدم لغة المعادلات الرياضية والفيلسوف لا يجري تجارب ولا يخلق شيئاً مادياً فماذا يبقى له؟ وبما أن الفلسفة قد ظهرت وتطورت في مرحلة يمكن تسميتها بالطفولة البشرية فغن مهمتها اليوم هي أن تساعد الإنسان البعيد عن العلم على استيعابه وعلى فهم آخر ما توصلت إليه العلوم ، وعلى هذا النحو يقتصر عمل الفيلسوف عند الوضعيين ، على تبسيط العلم المعقد إلى لغة تكون بمتناول الجميع.
وثمة وجهة نظر مغايرة يذهب أنصارها إلى أن المعرفة الواقعية قد توزعت بين العلوم المفردة فلا يبقى للفلسفة إلا ميدان الخيال والأسطورة. إن الفيلسوف إنسان حالم يحاول بقوة خياله تدمير العالم كما هو عليه أي العالم الواقعي ويسعى لبناء عالم آخر العالم كما يجب أن يكون ويرى نيتشه وهو أحد واضعي فلسفة الحياة أنه بدون مثل هذا اللون من الإبداع الأسطوري تتعذر الحياة. سواء حياة الفرد أو المجتمع ككل. ولذا نجده يقول: "لماذا نقبل على المعرفة لماذا لا نخدع أنفسنا فإن ما سعينا إليه دوماً ليس الحقيقة بل الإيمان"(1) وعلى هذا النحو يقترب الفيلسوف من الشاعر أو من النبي وينفصل نهائياً عن ميدان العلم الدقيق. بينما يرفض الماركسيون هذا الفهم للفلسفة فمن المتعذر حل أهم المسائل التي تقف أمام البشرية اليوم بالاعتماد فقط على الفيزياء والكيمياء والرياضيات والبيولوجيا.
_____________
( 1 ) ما هي الفلسفة ص 38
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
__________
علم دائم الشباب
يقال أحياناً أن الفلسفة لا يمكن أن تكون علماً فقد كانت تشتغل دوماً وعلى امتداد تاريخها كله بنفس المسائل في حين أن العلوم العيانية إذا حلّت مسألة معينة فإنها لا تعود إليها بعد ذلك وإنما تطرح وتحل مسائل جديدة ولكن المسائل الفلسفية تسمى سرمدية ليس لأنها مستعصية على الحل بل لأن كل عصر يطرح هذه المسائل ويحلها على طريقته الخاصة. فالمجتمع يتغير وظروف الحياة تتبدل ويزداد حجم المعارف العلمية ويتبدل مستوى امتلاك ناصية الطبيعة ويتغير الإنسان نفسه ، وتتغير العلاقة بينه وبين العالم المحيط.
وكانت الفلسفة على مر الدهور والعصور ، تشتغل بمسألة أصل كافة التغيرات في العالم وعلّة تنوع الأشياء والظواهر والأحداث. وكان الهنود الحمر قديماً يعتقدون أن السبب في كل ما يحيط بالإنسان هو الصراع بين أبناء الإله الأكبر الأربعة. أما قدامى الإيرانيين مثلاً فكانوا يتصورون العالم عبارة عن حصيلة ومسرحاً دائماً لصراع بيناهورامزدا إله النور والحياة والخير و الإله اهرمن إله الظلمة والموت والشر ، اللذان اتفقا على تعاقب السيطرة على الكون. وبعبارة أخرى فإن الإنسان القديم ينظر إلى العالم باعتباره حصيلة العلاقات المتبادلة بين كائنات جبارة شبيهة بالبشر.
وفيما بعد عندما تعلّم الإنسان التجرد عن الأشياء العيانية الملموسة وصار يفكر عبر المفاهيم العامة بدأ يبحث في الطبيعة نفسها - لا في قوة غيبية خارقة – عن علّة التغيرات في العالم ، وهكذا فإن نضج التفكير البشري والقدرة على تكوين المفاهيم قد تركا بصماتهما على كيفية طرح القضايا الفلسفية.
كما وتتغير التصورات الفلسفية مع تطور العلوم الملموسة. ومن ذلك أن الفلاسفة واللاهوتيين كانوا يعتقدون لمدة طويلة أن ظهور الإنسان على الأرض جاء نتيجة خلق رباني وإن الإنسان هو قمة ما أبدعه الإله ولذا فإن الأرض التي يعيش عليها تقع في مركز الكون ، ولكن بعد الاكتشاف الذي قام به كوبرنيق أصبح جلياً أن الأرض ليست إلا جزءاً من المجموعة الشمسية وأن هذه المجموعة نفسها كما تبين فيما بعد هي مجرد جزء من تجمع النجوم الذي عرف بدرب التبانة (المجرة). وفي ضوء هذا صار الأصل الرباني للإنسان موضع شك.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
خالص التحايا عزيزى ابو الشوش كيف عامل سيدى.. عموما انت واصل وانا عندى ليك اقتراح بان اقوم بالتحدث عن العلم ومفهومه من خلال تداخل العلم فى حيثيات علم الفلسفه فى شكل تقارب وتنافر..ثم من بعده اقوم بالتطرق للديالكتيك باعتباره من دعائم الفلسفة.. اذا لم يغير هذا سياق البوست..اى يمكن التطرق لكمية مفاهميم بالتعريف من خلال هذا البوست.. فما رائيك؟ التحايا النواضر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
_________
Quote: وانا عندى ليك اقتراح بان اقوم بالتحدث عن العلم ومفهومه من خلال تداخل العلم فى حيثيات علم الفلسفه فى شكل تقارب وتنافر..ثم من بعده اقوم بالتطرق للديالكتيك باعتباره من دعائم الفلسفة..
|
Dear friend, Are you waiting a permission? Go ahead I have no mind at all
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
وأخيراً ثمة قضية فلسفية لا يمكن أن تظهر إلا في مراحل معينة من تطور المجتمع. فلم يكن لفكرة تقدّم المجتمع أن تولد إلاّ في عصر تشكل وتطور العلاقات البرجوازية ، حيث صار توسع الإنتاج النزعة الموجهة في الاقتصاد. وقبل ذلك سادت النظريات الدورية التي ترى أن التغيرات في المجتمع تتم على نحو دوري وفق حلقات مغلقة. كما أن فكرة التقدم فقد شعبيتها في الفلسفة البرجوازية المعاصرة أيضاً. فرجعت هذه إلى فكرة الدورة السرمدية. وفي ذلك علامة على أن المجتمع البرجوازي صار بمنحى عن الطريق الرئيسي للتقدم الاجتماعي مما انعكس في الأفكار التشاؤمية الخاصة بحركة المجتمع لدى كبار ممثلي الفكر البرجوازي أمثال: نيتشه و سوروكين وغيرهم.
وعليه فإن طابع طرح وحل القضايا الفلسفية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى تطور المجتمع بكافة جوانبه – الاقتصاد والسياسة والعلم والثقافة وتأتي الفلسفة لتعبر عن عصرها ، ولتجسد إدراك الناس له ، ولتشكل زبدة ما أبدعته البشرية في المرحلة المعنية من تطورها.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
عالم أم حكيم؟
ترى هل نصبح فلاسفة إذا أصبحنا نفكر بالموت والحياة والسعادة أو اختيار السبيل في الحياة؟ ليس هذا السؤال فارغاً أبداً. وبالفعل فإننا ننعت بالحكيم من بوسعه فهم أخطائه الشخصية وتقديم المشورة في الأوقات الصعبة. ولا يتم عادة التوصل إلى مثل هذه الحكمة إلاّ في متقدم العمر.
ولكن الفلسفة حب الحكمة. فهل يعني هذا أن الإنسان الذي يستطيع تجنب الخطوات الخاطئة في الحياة يمكن تسميته فيلسوفاًَ بدون تحفظ؟ هذا بالطبع ليس صحيحاً. ورغم ذلك فإن ثمة شيئاً مشتركاً بين الإنسان ذي الحكمة الحياتية وبين الفيلسوف الذي يحل مسائل حيوية بالنسبة للإنسان.
وهنالك الكثير من الفلاسفة البرجوازيين المعاصرين الذي يعملون لتجريد الفلسفة من فرادتها وأصالتها ولتحويلها إلى لون من المعرفة الجزئية فيذهبون إلى أن الحكمة والمعرفة النظرية أمران لا يجتمعان وبهذا الصدد يقول راسل :" إن الفلسفة التي ترغب في أن تكون عملية حقاً يجب أن تتعامل مع موضوعات جافة ومجردة ، فلا تأمل في إعطاء إجابة على المشكلات العملية." (2)
إذاً فما وجه القرابة بين الحكمة الحياتية والمعرفة الفلسفية ، وما وجه الاختلاف بينهما؟ لقد سبق لبعض المفكرين أن وقفوا على السمة الأساسية المميزة للحكمة. ففي ذلك يقول ابن سينا: "الحكمة حكمتان عندنا ، كمال المعرفة أولاً وكمال العمل ثانياً" (3). وعليه فإن وحدة المعرفة والسلوك ، المعرفة التي في ضوئها يجد الإنسان طريقه في الحياة لا المعرفة البعيدة عن المتطلبات البشرية هي السمة المميزة للحكمة.
وإن هذا السعي للإرشاد نحو حياة أفضل ، نحو السلوك القويم ، كان الأمر المميز للفلسفة الهندية القديمة كلها.؟ وبهذا الصدد يؤكد فيلسوف هندي قديم فيقول: "إن غاية الحكمة الفلسفية ليس مجرد إشباع الفضول الذهني وإنما هي وبصورة رئيسية بلوغ حياة أفضل ينيرها بعد النظر وعمق الإدراك" (4)
وهكذا تكون الحكمة فلسفة (عملية) دوماً فترتبط بمصالح الإنسان ومتطلباته وأهدافه. والجميع متفقون على ذلك. ولكن إذا كان البعض يرون أنه بدون معرفة يتعذر حل المشكلات الحيوية وأن الحكمة الأصيلة تكمن في الحقيقة وحدها كما يقول غوته ، فإن آخرين ينظرون إلى المعرفة ، إلى العلم على أنها أمور لا تجدي نفعاً فيما يتعلق بالمصير الشخصي للإنسان. بل على العكس فإن المعرفة تجلب أحياناً الشك والخيبة والحزن – حسب قولهم – فقد جاء في التوراة "من أكثر العلم زاد الغم" فالأهم في الحياة هو سكون العقل وطمأنينة النفس (راحة البال) كما يقول أنصار الفلسفة البرجوازية المعروفة بالبراغماتية. ومن هذه الزاوية يكون الإنسان الحكيم حقاً بعيداً عن الشك والتفكير والبحث عن الحقيقة. فليكن وعينا طافحاً بالأوهام والأخطاء. فالمهم هو الإيمان بها.
___________
(2) بيكون (اورغانون الجديد) ص 149 (3) الكتاب العلائي (دانيش نامه) ابن سينا صفحة 193 (4) (الفلسفة الهندية القديمة) س. تشاترجى ، د. داتا ص 18
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
إن موقف حكيم كهذا هو موقف النعامة التي تخبأ رأسها في الرمل عند أدنى خطر ، لكن في العالم المعاصر حيث تطرح مسألة أن تكون البشرية أو لا تكون ، وهل ستلاقي حتفها في أتون الكارثة النووية أو ستتمكن من الدفاع عن حقها في حياة سليمة. فإن الحكمة الأصيلة تقوم في قدر كل شخص على تفهم ضرورة النضال من أجل السلام في العالم قاطبة. وإدراكه أن رخاءه الشخصي ومصيره وسعادته تتوقف مباشرة على حاصل نضال البشرية التقدمية جمعاء . وكل إنسان بمفرده في سبيل التعايش السلمي.
ويمكن القول أن الحكمة التي تتناقض مع معرفة العالم الواقعي وتناحراته غالباً ما تنقلب دفاعاً عن أفعال لا إنسانية. والحياة نفسها والعصر الحاضر يدحضان مثل هذه الحكمة المعارضة للنزعات التقدمية الأساسية في تطور المجتمع.
وعليه فإن الفلسفة تكشف عن العلاقة بين الإنسان والعالم المحيط به لتحل مسائل حيوية بالنسبة له ، ولكن الفلسفة تتميز هنا عما يدعى بالحكمة الحياتية فالفلسفة كشكل من المعرفة النظرية تسعى إلى البرهنة على أطروحاتها وإلى دقة العرض. وتأتي مبادئها ومفاهيمها الأساسية حصيلة تعميم ومعالجة جملة من الوقائع المأخوذة من شتى ميادين حياة الإنسان وعمله ، كما تعتمد الفلسفة على معطيات العلوم.
إن موقف هذا الإنسان أو ذاك من الظروف الملموسة المحيطة به أو السبيل العياني لحياته ليس من شأن الفلسفة ولكن ثمة إنسانان في داخل كل فرد: شخصه ، أو الأنا الصغير الذي تنعكس فيه فرادة مصيره وظروف حياته ، والأنا الكبير الذي يجمعه بشعبه وبالبشرية ككل. والفلسفة تعنى تحديداً بالمشكلات التي تظهر أمام الأنا الكبير ، أي بالقضايا العامة للوجود البشري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
____________
إن فهم الفلسفة على أنها لون من المعرفة النظرية يحل أهم مسائل رؤية العالم هو ما يميز – في حقيقة الأمر – النظرة الماركسية عن كافة التصورات السالفة حول مهمات الفلسفة وعن سائر الأطروحات البرجوازية المعاصرة فيما يخص هذه المهمات.
فإذا كانت الفلسفة فيما مضى تتطلع إلى حل الكثير من قضايا الوجود الطبيعي والاجتماعي حلاً أبدياً وذلك بالكشف مرة واحدة وإلى الأبد عن قوانين العالم الطبيعي والاجتماعي فإن بعض الفلاسفة اليوم يرغبون في استبدال رؤية الفلسفة للعالم بتركيزها على الأحاسيس الشخصية من زاوية فرادة الوجود البشري (الأنا الصغير) زاوية التطلعات والهموم الفردية والجزئية. ذلك هو الموقف المميز لفلاسفة الوجودية مثلاً.
وهكذا فإن البعض يردون الفلسفة إلى دراسة قوانين العالم ولكنهم يبدون وكأنهم يتناسون أن الإنسان ليس مجرد جزء من هذا العالم بل ومحوّر له أيضاً. وثمة آخرون يذيبون الفلسفة في الانفعالات الفردية متجاهلين أن الانفعال البشري أيّاً كان إنما هو حصيلة التفاعل النشيط مع العالم وإنه لا يظهر بنفسه. إن الحدود الفعلية لميدان الفلسفة إنما يرسمها تفاعل الإنسان والطبيعة. والفلسفة تدرس القوانين العامة التي تسيّر الكون والإنسان والبشرية جمعاء وتبحث في أسس وحدة الفرد والمجتمع ووحدة الإنسان والطبيعة.
إن صلات الإنسان بالعالم المحيط متنوعة للغاية ، فهل يمكن ان نفرز الأمر الرئيسي بين جملة الصلات والعلاقات هذه ، أي ما يقوم في صلب وحدة العالمين الطبيعي والاجتماعي؟
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
_____________
المسألة الفلسفية الأساسية
من أين نبدأ؟
ما هي المسألة الأساسية لكل رؤية للعالم ، وما هو أول شيء ينبغي على الإنسان معرفته لكي يحدد موقفه مما حوله وليرسم طريقه في السلوك؟
يقول كانط أن على الفيلسوف الإجابة على ثلاثة أسئلة : * ماذا بوسعي أن أعرف؟ * ماذا علي أن أفعل؟ * على ماذا يمكنني أن أعوّل؟ فلننظر فيما إذا كان ثمة سؤال أعم وأشمل يكمن وراء هذه الأسئلة الثلاثة. وبالفعل فإن الإنسان لا يتعرف ويأمل ويطرح غايات إلا لكونه ذا وعي وإرادة وبوسعه الإحساس بما حوله وليس الإنسان مجرد عضلات وأعصاب ولحم ودم بل هو نفس أو روح. وعلى حل مسألة ما هي النفس أو ما هي الروح أو بلغة الفلسفة ما هو المثالي أو (الوعي) ؟ من أين ظهر؟ وما علاقته بالأشياء غير الحيّة؟ تتوقف الإجابة على المسائل الخاصة والجزئية.
إن المسألة الفلسفية الأساسية هي مسألة العلاقة بين الروح والطبيعة، بين الوعي والوجود. فليس بوسعنا فهم العلاقة بين الإنسان والعالم المحيط إلا بعد أن نتبيّن من ظهر أولاً الروح أم الطبيعة؟ وهل بوسع الروح (الوعي) أن يوجد بحد ذاته خارج الدماغ البشري أم لا ؟ وهل يمكن للطبيعة أن توجد بدون تدخل مبدأ روحي ما؟ فلنأخذ مثلاً أحد الأسئلة التي اعتبرها كانط أساسية في الفلسفة (ماذا عليّ أن أفعل؟) بعبارة أخرى ما هي القواعد والمعايير التي ينبغي أن يسترشد بها الإنسان في حياته ويكون من واجبه اتباعها؟ إنها بالتالي مسألة السلوك الأخلاقي للإنسان. ولكن لكي يفهم الإنسان كيف ينبغي أن يتصرف لا بد أولاً من إدراك ما هي الأخلاق؟ ولماذا يدافع الإنسان عن شرفه وكرامته ويلبي نداء ضميره ويؤدي واجبه؟ ولدى الإجابة عن هذه الأسئلة يترتب علينا بالتأكيد تفسير كيف ولماذا ظهرت عند الإنسان مشاعر الواجب والعدالة والخير والشرف .... إلخ.
فهل جاءت من ظروف حياتنا وبصورة مستقلة عن رغبتنا ووعينا وإرادتنا ؟ أم أنها ثمرة اتفاق واعٍ بين الناس؟ وأخيراً فهل هذه الأحاسيس الأخلاقية ذات منشأ غيبي رباني؟
وهكذا نرى أننا رجعنا مجدداً إلى مسألة العلاقة بين الروحي والطبيعي بين الوعي والوجود. ولذا فإن هذه المسألة هي أعم مسائل الفلسفة يتعذر بدون حلّها الاشتغال بحل المسائل الخاصة والجزئية.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
عـــلــم.. العلم كلمة اصطلاحية لاتعبر عن مجرد المعرفه وانما عن مستوى معين من المعرفه وعلاقة محددة لعناصر المعرفة اى مجموع المعارف المنضبطه ؛المترابطه ؛المنظمه؛ التى جناها الانسان خلال تاريخه الطويل.. حيث انه خلاصة محاولة الانسان لمعرفة قوانين الواقع المادي المحيط به؛ والواقع الاجتماعي الذى يعيش فية.. ولايقف العلم عند حدود المعرفه المنضبطه لهذه القوانين وانما يتعاداها الى السيطرة على هذه القوانين وتوجيهها لمصلحة الانسان؛ وتاريخ العلم هو تاريخ المجتمع البشرى... وتطور العلم مرتبط بتطور هذا المجتمع البشرى كذلك . فالعلم ليس حصيلة لتامل الانسان عبر التاريخ فحسب بل هو حصيلة لممارسة العلمية الاجتماعية كذلك فرغم انتساب النظريات العلمية المخلتلفة الى هذا العالم او ذلك الا انها فى الحقيقة ثمرة لما تمارسة المجتمعات البشرية من اعمال وماتحققه من منجزات.. والعلم هو ثمرة هذه الممارسة الاجتماعية ؛ ولكنه فى نفس الوقت اداة هذه الممارسة لمزيد من السيطرة على الواقع ولمزيد من التقدم البشرى.. لقد بدا الفكر العلمى بالسحر؛ وكان السحر هو محاولة الانسان الاولى لاكتشاف اسرار الواقع المادي والانسانى على السؤاء... فكانت الظواهر تفسر بقوى غامضه كالقدر او باسباب هى انعكاس لمشاعر الانسان واسقاط لذاتيته على الطبيعة ؛ ثم خطا العلم خطوة موضوعية بانتقاله الى مرحلتين اكتشاف القوانين الكامنه فى قلب الاشياء خلال التجربة العلمية .. واصبح العلم منهجا محددا لاكتشاف الحقيقة يقوم اساسا على التجربة وتعميم نتائج التجربة فى قوانين نظرية ؛ ثم العودة الى التجربة لاختبار صحة هذه القوانين... ونجد بان العلم قد اصبح يهتم بالسؤال عن (كيف) يحدث الشى بعد ان كان السؤال الذى يطغى على المرحلة السابقة على النظرة العلمية هو (لماذا يحدث الشى؟).. غاية مسبقه محدوده منذ البداية.....
نواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: Rasha Hatim)
|
__________ صديقي العزيز معتز (تروتسكي)
Quote: ولايقف العلم عند حدود المعرفه المنضبطه لهذه القوانين وانما يتعاداها الى السيطرة على هذه القوانين وتوجيهها لمصلحة الانسان؛ وتاريخ العلم هو تاريخ المجتمع البشرى... |
ده الكلام !!! أريدك - إذا شاءت ظروفك - أن تتحدث لنا عن الفارق الأساسي بين المثقف والمتعلم والمفكر. ومتى يصبح المثقف مفكراً وهل كل مثقف مفكر بالضرورة؟ أم العكس هو الصحيح. مثل هذه المداغشات جميلة وفاتحة لشهية النقاش.
تسلم يا عزيزي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: Rasha Hatim)
|
الغاليه Rasha Hatim اعلمى (يارشروشه) انو الاختلاف يوم واحد ماكان بالنسبه لى مشكله بالعكس انا بحب الزول يختلف معاى .. شفتى المشكله دى انا واهم بيها الزملاء ... البلقاهو هلالابى ببقى انا مريخابى والعكس.. يعنى اسى المريخاب قايلنى مريخابى والعكس كذلك اموت انا فى المورده. . ياستى ده زمان نسيناهو واعلمى ان لك مكانه عزيزه وعالية المقام...
يلا خلينى فى الجد كسير التلج ده بى هناك. .
------------------------------------------- والعلم يهتم بالسؤال عن كيف يحدث الشئ ؛ لكن يتعرف على العمليات الداخلية التى يحدث بمقتضاها وبهذه المعرفة يستطيع العلم ان يسيطر عليها وان يوجهها على ان العلم يسال ايضا : لماذا يحدث هذا الشئ او ذاك ؟ على ان يكون سؤاله بحثا ايضا الضرورات والعلل التى حتمت حدوث هذا الشئ على هذا النحو او ذاك.. يتميز العلم بالحرص الجانب الكمى اساسا..والكم يتيح للعلم مزيدا من الدقة والموضوعية ؛ويخرجه من الحدود او الكيفية الخالصة التى كانت تغطي على المعرفة البشريه مثل نضج النظرية العلمية... على انه ليس معنى هذا ان الدراسات الكمية هى وحدها الدراسات العلمية؛ فهناك دراسات علمية غير كمية.. ولهذا فجوهر العلم هو النظرة الموضوعية وهو الحرص على اختبار الافكار اختبارا موضوعيا وامتحانها بالتجربه الحية المباشره... ونجد بان العلم لايقتصر على المجالات الفيزيائية او الكيميائيه او الفلكية او الرياضية او الاقتصادية فحسب ؛ وانما يمتد الى الحياة الاجتماعية والنفسية والاعمال الادبية والفنية والجمالية عامة... نواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
______________
Quote:
"معتز" شكرا علي ذوقك العالي واسفة لاي سوء تفاهم في الماضي |
الكلام ده كان وين؟ ومتين؟ أنا ما خشيت الفلم د يا رشا عليكم الله إعادة بالبطيء بليز عشاني أنا وعشان الشرح
حسي يا رشرش .. أنا من الله خلقك .. ما شفتك بتشاكلي غير الكيزان ... أها معتز ده مالو؟
والله يا رشا لو كنتا حضرت شكلتكم .. أخخخخخخخخخ بس أصلو أنا داير لي فرقة في الزول ده بس جلّت بي بونط
_____ الكلام الجد: رشا يا بت البطانة معتز تروتسكي إنسان مثقف وجميل .. شايفة صداقتنا دي؟ أنا في حياتي ما شفت خلقتو وكان جا خاشي علي في الأوضة ما بعرفو .. أها إيه رأيك؟
فكري فيها حتعرفي السبب والله لا جاب مشاكل بيناتكم لأنو لو حصلت مشكلة بيناتكم تاني .. بي صراحة أنا حقيف مع رشا يا معتز .. وأبيع القضية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
________
نواصل : -
هل يعني ما سبق أن الفلاسفة على مرّ العصور قد اقتصروا على الاشتغال بهذه المسألة الأساسية؟ إذا التفتنا إلى مختلف التيارات والمدارس والنظريات السالفة منها والحاضرة رأينا بعضاً منها يدرس عملية المعرفة العلمية وآخر يعي بمشكلة الحرية البشرية ويكرس طرف ثالث كل حياته لاثبات وجود الله وثمة طرف رابع يشتغل بقضية تنشئة الإنسان (المواطن) وهناك من ينصرف إلى الفن ويصوّره الموضوع الوحيد الجدير بالاهتمام. ولكن الفلاسفة وإن كانوا ينطلقون من مواقع مختلفة وويشتغلون بمشكلات متباينة فإنهم يلتفتون بطريقة أو بأخرى إلى مشكلة محورية ألا وهي علاقة الإنسان بالعالم (الروح بالطبيعة) فهل بوسع الإنسان أن يعرف العالم ، وكيف يؤثر العالم المحيط على مشاعره وأفكاره ومتطلباته؟ وهل يستطيع الإنسان تغيير العالم ، وهل يشكل الفن أداة لتعبير الفنان عن ذاته أم أنه يأتي انعكاساً للعالم؟ هذه المسائل كلها تمثل ألواناً ملموسة من مسألة أعم وأشمل.
ولكن الفلاسفة لم يعدوا دوماً وأبداً كون مسألة علاقة الوعي بالوجود ، الروحي بالمادي ، مسألة أساسية في الفلسفة. ففي الفلسفة المدرسية (السكولائية) كانت المسألة الأساسية تعتبر مسألة العلاقة بين المعرفة النظرية والايمان الديني. وكان فرنسيس بيكون يرى هذه المسألة في توسيع قدرات الإنسان وبسط سيطرته على الطبيعة اعتماداً على العلم. ويرى البعض أن المسألة الفلسفية الأساسية هي دراسة ماهية السعادة البشرية في حين ظنّها روسو في تبيان سبل تذليل التفاوت الاجتماعي.
وقد ذكر لينين بأن حل مسألة لمن تعطى الأولوية للروح أم للعالم الخارجي قد رسم عملياً لا لفظياً مسيرة تطور الفكر الفلسفي إذ أن أصل آلاف وآلاف الأخطاء والبلبلات في هذا الميدان إنما يعود تحديداً إلى أن الناس لا يستشفون هاتين النزعتين الأساسيتين وراء غلاف المصطلحات والتعاريف والشعوذات المدرسية والألاعيب الكلامية.(5)
__________
(5) (المادية والمذهب النقدي التجريبي) لينين. ص 356
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
__________
فقط بعدما اجتازت الفلسفة طريقاً طويلاً ظهرت إمكانية فهم وتعقل مراحل تطورها وإبراز المسائل الأساسية وتحديد الاتجاهات الفلسفية الرئيسية. وفي ذلك يقول ماركس بأن التطور التاريخي لكافة العلوم لا يؤدي إلى نقاط انطلاقها الفعلية إلاّ عبر جملة من السبل المتقاطعة والجانبية فالعلم – خلافاً لباقي المهندسين – لا يرسم قصوراً من الهواء وحسب، بل ويعمّر طوابق سكنية منفردة من البناء قبل أن يرسى أساسه(6)
إذاً فالماركسيون الكلاسيكيون لا سيما لينين وآنجلس وماركس أنفسهم هم الذين بيّنوا حقيقة المسألة الفلسفية الأساسية وكشفوا عن مكانتها في صرح المذاهب الفلسفية. ويذكر آنجلس أن المسألة الأساسية الكبرى للفلسفة كلها وخاصة الحديثة منها هي مسألة علاقة الفكر بالوجود.(7)
_____________
(6) (مساهمات في نقد الاقتصاد السياسي) ماركس وآنجلس. ص 43 (7) (مساهمات في نقد الاقتصاد السياسي) ماركس وآنجلس. ص 282
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
ابو الشوش رشا دى مستهبله ساى اساسا المشكله مامعاه وهى ذاتها مامشكله هو نقاش مع زول وهى فى البداية التحاملت على وبعدين وضحت ليها فهمت وبث. . انسونا من الموضوع وخلونا فى الموضوع الاهم ده ؛ولودايرين مشاكل تعالو لى فى (الشـبــــاكـ) ده. .
يلا لى بعدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
أصـولـ الفضائل:
يرجع ابن حزم الفضائل كلها إلي أربعة عنها تتركب كل فضيلة وهذه الأصول هي: العدل,الفهم,النجدة والجود: وقدجمع هذه الأصول في أبيات ثلاثة من الشعر فقالـ
زمام جميع الفضائل عدل وفهم وجــود وبـاس
فعن هذه ركـبت غيرها فمن حازهـا فهو في الناس رأس
كذا الرأس فيةالأمور التي بإحساسهاالالتباس
كما يحدد أصول الرذائل في أربع هي أضاد الأصول الفضائل,وهي:
الجــور,الجـهـل, الجـبـن,الشــح
وبناء علية فإن تركيب كل فضـيلة أو رذيلة لايخرج عن تلك الأصـول مهما قربت أوبعدت.
ويدلل في ذلك بأمثلة كثيرة من هذه الفطائل إلي تلك الأصول الأربعة,من ذلك يقول في الوفاء:الوفاء مركب من العدل والجود والنجدة,لأن الوفي رأي من الجودألايعارض من ثق به,أومن أحسن إلية, فعدل في ذلك ورأي أن يسمح بعاجل يقتضيه له عدم الوفاء من الحظ فجاد في ذلك ورأي أن يتجلد لما يتوقع من عاقبة الوفاء فشجع في ذلك.
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: احمد معتصم الطيب)
|
وكذلكـــ:
الأمانة والعفة نوعان من أنواع العدل والجود والتراهة في النفس فضيلة تركبت من النجدة والجود وكذلك الصبر, والحلم نوع منفرد من أنواع النجدة , القناعة مركبة من الجود والعدل,والحرص متولد عن الطمع ويشير ابن حزم إلي العديد من الرذائل المتولدة عن الحرص فيقول:يتولد من الحرص رذائل عظيمة, منها الذل والسرقة والغضب,والزنا,والقتل,والعشق والحرص هو إظهار مااستكن في النفس من الطمع وكذلك الأمر في الرذائل حيث يرجع ابن حزم كل رذئلة إلي أخري حتي يصل في النهاية إلي واحد من أصول الرذائل الأربع أو أكثـر فيقول مثلا في تحليلة لرذئلة الكذب الكذب متولد من الجور والجبن والجهل لأن الجبن يولد مهانة النفس والكذب مهين للنفس بعبد عن عزتها المحمودة. مما سبق يتضح أن كل القيم الخلقية الفاضلة المعروفة في المجتمع تتوالد عن أصول أربعة وتتطوي تحتها وكذلك الرذائل تنطوي تحت أصول أربعة وللافت للنظر تداخل الفضايل ممايؤكد العلاقة بينها جميعا وكذلك الحال بالنسبة للرذائل وهو ما أكده ابن حزم عند تصنيفة للعلوم حيث وثاقة العلاقة بينها جميعا حيث لاعلم ولافهم بدون عدل ولا عدل بدون جود ولاجود بدون نجدة بمعني أن الحائز علي أصل من تلك الأصول لابد بالضرورة أن يكون حائزا علي الأصول الثلاثة الأخرى نظرا للتلازم الحاصل بينهما. بالإضافة إلى ذلك تجدر الإشارة إلى أن ابن حزم-كعادتة-يضفي علي هذه الأصول الصبغة الدينية فيلن بأن هذه الأصول تبقي ناقصة ولاتكتمل إذا لم تتوج بالتقوى والإيمـــان.
نواصــل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: احمد معتصم الطيب)
|
فيقولــ شعرا:
جــاهل الأشياء أعمــى لايـرى حيث يـــدور وتـمام العلم بالعـدل وإلافــهو بــــور وتمـام العدل بالجـود وإلافيجــــــــور مـلاك الجود بـالنجـدة والجــبن غـــرور عف إن كنت غـــــيورا مازنـاقـط غيــور وكمال الكل بالتقـوى وقـــول الحق نــور ذى أصـول الفضل عنـها حــدثت بعــد البـذور
نواصــل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: احمد معتصم الطيب)
|
ان العلم فى جوهرة ليس مجرد المعلومات المتراكمه المنظمه؛ بل هو المنهج الدقيق والنظرة فليس العلم فى الشطحات التجريدية البعيدة عن عالم التجربة والواقع وليس العلم كذلك فى النظرة الوضيعة الوصفية التى تقف عند حدود المحسوسات والجزئيات ؛ انما العلم فى اعتقادي من خلال دلائلة هو كشف ماوراء هذه المحسوسات والجزئيات من قوانين عامة مجردة ... كذلك نجدهو ايضا هو الامتحان الدائم لهذه القوانين المجرده على ارض الواقع المحسوس ؛انه القدرة على استخلاص العام من الخاص ؛الكلى من الجزئى ؛ هو الحرص كذلك على اختبار العام بالخاص ؛امتحان الكلى بالجزئى والربط بين العام والخاص ؛ والكلى والجزئى ربطا تجريبيا وموضوعيا حيا.. ولهذا فالعم فى جوهره ليس مجرد ترف عقلى وانما هو التزام بمعركة الحياة الانسانية والتقدم الاجتماعي .. ولكن نجد بان هناك من يستغل العلم لغير صالح الحياة والتقدم ويصبح وسيلة للربح والاستغلال والقهر ؛ وما اكثر مايجمد الابداع والبحث العلمى نفسه بسبب ذلك .. ولهذا فكمايسهم العلم فى تحرير البشرية كذلك فى تحرير العلم نفسه ..
هذا قد يبدو تلخيصا لفلسفة العلم ان صح التعبير ونجد فى خضم هذه الفلسفه مايُعرف بالديالكتيك او (الجدل) الذى هو تعبيرا عن الحوار وغالبا مايكون الحوار المعرفي من خلال العلم وسنطرق له لاحقا..
انتهي..
ابوحميد ازيك شنو قاطع اخبار و جميل ان تكون معانا هنا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
الديالكتيك.. الديالكتيك او (الجدل) كان فى البداية تعبيرا عن الحوار الذى يقوم بين المتنازعين حول راى من الاراء ؛كما كان بعض الفلاسفة القدامى يستخدمونه للتعبير عن المراحل المتدرجة للمعرفه.. الا ان الديالكتيك قد اصبح تعبيرا عن منطق جديد فى مواجهة منطق ارسطو القديم ؛ فاذا كان منطق ارسطو يقوم اساسا على فكرة دارسة اشكال الفكر ؛نجد ان قواعد استخلاص النتائج من المقدمات فان الديالكتيك هو دراسة محتوى الفكر نفسة لا شكلة وهو كذلك دراسة القوانين الاساسية للتغير والحركة والتداخل فى الطبيعة والمجتمع على السؤاء.. واذا كان منطق ارسطو يقوم على الثبات فان الديالكتيك يقوم على الحركة ؛واذا منطق ارسطو يقول بان كل شى هو نفسة ولا يمكن ان يكون نقيضه فى الوقت نفسة ... فان الديالكتيك يقول بالتناقض اساسا فى نسيج الاشياء ؛ ان الاشياء تحول وتغير دائمين والتناقض هو قانون تحولها وتغيرها..
نواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
عزيزى هشام.. قد نجد ان بداية التفكير الديالكتيكى فى الفلسفة اليونانية القديمة عند (هيراقليطس) ؛ كما نجد جوانب من ((الفلسفه الحديثه)) عند (ديكارت و سبينورا وليبنتز) بل عند (كانط) كذلك وخاصة فى نظريته الخاصه بنشاءة المجموعه الشمسية وتطورها الا ان المنطق الديالكتيكي قد بدا ((بهيجل)).. فالمنطث الديالكتيكى الهيجلي هو اول منهج فلسفى لدراسة الظواهر الطبيعية والانسانية ودراسة ديناميكية متطورة.. على ان الديالكتيك الهيجلي كان جزءا من فلسفته المثالية العامه التى تجعل من الفكرة ((او الروح)) المطلقة الكلية جوهرا للوجود وتجد ((عزيزى هشام)) فى ومظاهره المادية واحدثه الخارجية تجسيدا لهذه الفكرة او الروح.. وقد تسلح (كما ذكرت هشام) كل من ((كارل ماركس ؛وفريدريك انجلز)) بهذا الديالكتيك الهيجلي نفسة ولكنهما اقاماه على اساس مادي وهكذا نشات المادية الجدلية التى هى ((علم القوانين العامة والاساسية للتطور فى الطبيعة والمجتمع والفكر))...
نواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: احمد معتصم الطيب)
|
يستفاد مما سبق أن رؤية ابن حزم للفضائل تختلف عن رؤية أفلاطون وإن كان قد يبدو للوهلة الأولى من أثر لتلك الفلسفة الأخلقية الأفلاطونية على النسق الحزمي فى الأخلاق حيث إن ابن حزم يستمد أصول الفضائل من مصادرها الثابتة للقيم العربية القديمة التي اشتهرت بها القبائل العربية على مر السنين.
ويخالف ابن حزم أفلاطون فى أن الفرد الذي جهل معرفة الفضائل أن يأتمر في ذلك بالكتاب والعزيز والسنة النبوية الشريفة.إذ يقـــولــــــــ من جهل معرفة الفضائل, فليعتمد على ماأمر بة الله تعالى ورسوله الكريم وهى تحتوي على جميع الفضائل.
أماأفلاطون فإنه يبني تلك الفضائل على أسـس فلسفية نفسية, حيث يرى أن فى الفرد ثلاثة عناصر هى: العقلي والغضبي والشهوي يقابلهافى الدولة والحكام والمنفذون والمنتجون فالفرد الحكيم حكيم بفضلية الحكمة فى عنـصر العقلي, وشجاع بفضيلة الشجاعة في عصره الحماسي أي الغضبي , وعفيف حين يسود عنصره العقلى مع القبول التام من جانب العنصرين الأخرين, وأخيرا العدل حيث يكون الشخص عادلا حين تقوم كل هذه الثلاثة بعملها الخاص غير متداخلة فى عمل غيرهـــــا.
نواصــل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: احمد معتصم الطيب)
|
_____________ الأخ أحمد معتصم
أشكرك على هذه المتعة التي نثرتها هنا .. لا أخفيك بأنني شخصياً قد استمتعت بهذه القراءة وهو إثراء عظيم للموضوع . وأتمنى أن يكون الجميع قد استفادوا منه كما استفدت أنا كذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________ العزيز معتز (تروتسكي)
ياخي والله الواحد ما عارف يقول ليك شنو ... بصراحة إنتا و أحمد أثريتم الموضوع بمداخلات جميلة للغاية .. وكنتا جاي أواصل في البحث .. ولكني توقفت للقراءة. وأتمنى أن يكون هنالك بعد الانتهاء من هذا البحث مناقشات مستفيضة في ما ورد في هذا البحث أو في مداخلتكما .. لأنه من غير المعقول أن يمضي هذا الكلام هكذا دون نقاش ودون تمحيص.
لكما خالص المحبة والود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
نواصل : -
من الطبيعي أن المسألة الفلسفية الأساسية لا تستنفد مضمون الفلسفة ، ولا تبين كل تنوع وغنى العلاقات بين الإنسان والعالم ، بين الوعي والوجود. فجوهر الأمر هنا ينحصر في السؤال: ما هو الأولى في المعادلة المعقدة (الوجود – الوعي) ؟ ولكن بدون حل هذه المسألة يتعذر حل بقية المسائل ، لأن حل المسألة الفلسفية الأساسية يشكل بداية أي بحث فلسفي. وليس البحث الفلسفي وحده ، فالعالِم الذي يعمل لحل مشكلة عملية معقدة كالوقوف على لغز جديد من ألغاز الكون كاكتشاف نجم جديد مثلاً يكون على قناعة بأن هذا النجم ليس ثمرة خياله ، وإنما يتواجد فعلياً بصورة مستقلة عن الوعي أي بصورة موضوعية. ولو كانت قناعته مغايرة لذلك لما شرع بتحضير الأجهزة المعقدة التي تساعده في دراسة مواقع الأجرام السماوية ولاكتفى بخياله وحده. وهكذا يشكل حل المسألة الفلسفية الأساسية مقدمة هامة لأي بحث علمي. كذلك الفنان حين يرسم لوحة واقعية لحياة أناس ملموسين أو يطبع حشداً من الخطوط والبقع اللونية يحل هو الآخر المسألة الفلسفية الأساسية. ففي الحالة الأولى ينظر إلى العالم الواقعي المحيط به على أنه مصدر إبداعه ، مصدر كافة ألوان الإبداع البشري. أما في الحالة الثانية فيعتقد أن الشيء الوحيد الجدير بالتصوير هو حياته الداخلية: مزاجه وعواطفه والتي هي غير مرتبطة بعالم الأشياء الواقعية. ولا تقل عن ذلك أهمية المسألة الأساسية بالنسبة للسياسي ولرجل الدولة . فهل يمكن مثلاً تغيير المجتمع بمجرد التأثير على وعي الإنسان أو بتنويره وتربيته؟ أم انه ينبغي تبديل ظروف حياته؟ إن أنصار نظريات (الاشتراكية الأخلاقية) و (الاشتراكية الإنسانية) يرون أن المنطلق لإعادة بناء المجتمع هو تغيير الوعي البشري وتهذيب الإنسان. أما الماركسية التي تشكل الأرضية النظرية لبناء الاشتراكية فتعتبر أن تبديل ظروف حياة الإنسان هو الأساس الوحيد لتغير نمط تفكيره. كما وتتبدى أهمية حل المسألة الفلسفية الأساسية إذا رجعنا إلى التيارات الفكرية في إطار العلمية الثورية العالمية. فيفترض منظرو اليسارية المتطرفة أن شعلة الثورة يمكن أن تندلع في أي مكان شريطة إيقادها ، وينطلق أنصار هذه النظرية من أن وعي الإنسان إرادته ونشاطه ، يلعب الدور الحاسم في كافة التغيرات الاجتماعية بالعالم. ومن ذلك ما يذهب إليه ماركس من أن البحث عن قوى تاريخية معينة تقوم بالثورة هو أمر لا طائل منه. فهذه القوى لا تظهر أولاً إلا في مجرى الثورة ذاتها ، ثم أن المصدر الأصيل والأساس الفعلي للتحولات الثورية هو الخيال البشري. أما الثوريون الحقيقيون فيقولون أن الثورة لا يمكن ان تنجح إلا عند توفر الظروف الاقتصادية الاجتماعية الموضوعية. ولذا يتعذر تصدير الثورة. فبرغم كل أهمية دور الإرادة أو الوعي كعامل مهم في الثورة ، فإنه بدون أساس اقتصادي واقعي يمكن لأي عمل ثوري أن ينقلب إلى مغامرة عقيمة. وعليه فإن المسألة الفلسفية الأساسية هامة لكل إنسان ، إذ أنها تسم بميسمها حل كافة المشكلات الحيوية. وليس هذا بالأمر المستغرب فقد ظهرت هذه المسألة في مجرى ممارسة الإنسان العملية ، في مجرى استيعابه للعالم المحيط ، في مجرى معرفته للطبيعة وللمجتمع ولذاته نفسها.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
____________
وهكذا تبين لنا أنه بدون الإجابة على المسألة الفلسفية الأساسية يتعذر المضي إلى الأمام على طريق حل القضايا الأخرى ذات الأهمية البالغة بالنسبة للبشرية. ولكن إذا كان كل فيلسوف أو أديب أو عالم أو سياسي ينبغي أن يجيب على هذه المسألة يكون من الطبيعي التساؤل ألا يتسبب ذلك في تأجيل القضايا الأخرى إلى أمد طويل أو في إبطاء وتأثر العملية الثورية وفي إعاقة تقدم الفكر العلمي؟
فعلاً إن من شأن ذلك أن يصعب وإلى حد كبير مسيرة البشرية إلى الأمام ولكن هذا لا يحدث إلا إذا رحنا نفتش في كل مرة على حدا عن البراهين الدالة على صحة هذا الحل أو ذلك. بيد أن الثقافة البشرية تتطور على نحو مغاير! فالأشياء المكتشفة ذات مرة تتجمع في رصيد الخبرة البشرية : في الكتب والتصميمات وأدوات العمل والآلات والعادات والتقاليد. وهذا كله يصح تمام الصحة على المسألة الفلسفية الأساسية أيضاً. فمنذ أمد بعيد بين مجمل الممارسة البشرية والعالم والنشاط الثوري السياسي ، وكل مجرى التاريخ أولوية الوجود أو العالم الواقعي ، حيال العالم الروحي ، أو الوعي فقط بالاستناد إلى العلم بالقوانين الموضوعية يمكن تحوير العالم المحيط بنا ، وتغيير الطبيعة وفقاً لأهدافنا وإعادة بناء المجتمع ، وهذا ما تبينه خبرة أكتوبر الاشتراكية العظمي في الاتحاد السوفيتي وتجربة البلدات الأخرى التي تبنت الاشتراكية. فإن تناسي الظروف الفعلية وطرح المرغوب شيئاً واقعياً إنما يؤديان إلى القضاء على التحولات الثورية.
ولا تقل شأناً عن ذلك شهادات العلم فيما يخص أولوية الوجود أو الطبيعة فبالاعتماد على الأبحاث المعاصرة يمكن القول أن نفسية الإنسان والحيوان لا يمكن أن تقوم بحد ذاتها ، وانها مرتبطة بالعمليات الجارية في الدماغ ، فقد بينت تجارب العالم ديلغادو أنه بواسطة الالكترودات المزروعة في الدماغ يمكن مساعدة الذاكرة على استعادة أمور منسية ، واستثارة أحاسيس معينة أو هلوسات مديدة(. وثمة ارتباط وثيق بين مضمون أفكارنا ومشاعرنا وبين الواقع المحيط. فكل ما يشكل عالمنا الروحي إنما يتكوّن بنتيجة التجربة والخبرة بفضل الاحتكاك مع العالم الخارجي. وكما يبرهن علماء النفس فإنه حتى الأحلام مهما بلغت من الخيال فهي إنما تضرب جذورها في الحياة الواقعية.
_________
(المجلة العلمية – العدد 1054 ص 35
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
إذاً يمكننا أن نقول أن المسألة الفلسفية الأساسية لم تعد اليوم مشكلة معقدة وعصية يتعثر بها كل فيلسوف فالمسألة الفلسفية الأساسية محلولة إجمالاً وذلك لصالح أولوية العالم الواقعي على الوعي. ولذا فإنه عند افجابة على مسألة أولية الروح أو الطبيعة لا يترتب على الفيلسوف المعاصر جلب كافة البراهين والحجج الدالة على ذلك. فمادية العالم - كما قال آنجلس - لا تبرهن بعدد من العبارات المشعوذة وإنما بالتطور الطويل والصعب للفلسفة والعلوم الطبيعية.
وقد يبدو للوهلة الأولى أنه طالما كانت المسألة الفلسفية الأساسية محلولة انتفى الخلاف بين الفلاسفة ، فهم جميعاً متفقون عليها. غير أن الأمر أكثر تعقيداً. وهنالك قول مأثور: "لو مسّت المسلمات الهندسية مصالح الناس لرفضوها" فكيف بالمسألة الفلسفية الأساسية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمصالح الحيوية للإنسان ، وليس الإنسان المفرد وحده ، بل والجماعات الكبيرة – الطبقات. وهنا أتذكر قول لينين بأنه لا يمكن قيام علم اجتماعي لا مبالي في مجتمع مؤسس أصلاً على الصراع الطبقي. فإن توقع علم لا مبالي في مجتمع العبودية المأجورة لهو من السذاجة مثل توقع لا مبالاة أصحاب (الفبركة) حيال مسألة ما إذا كان ينبغي زيادة أجر العمال بتخفيض ربح رأس المال.
وتبعاً للإجابة على المسألة الأساسية بهذا النحو أو ذاك يمكن اتخاذ القرار بضرورة إعادة بناء المجتمع بناءً ثورياً أو تعذر ذلك. إذ يمكن الإسهام في النضال من أجل السلام أو التسليم بحتمية الحروب الجديدة. يمكن النضال في سبيل القضاء على الأمراض والآلام الجسدية أو ازدراء الجسم البشري باعتباره غلافاً مؤقتاً للنفس لا داعي للاهتمام به. ولذا فإنه بالرغم من أن نجاحات الممارسة البشرية كلها قد أكدت أولوية العالم الموضوعي (المادة) على الوعي فإنه لا تزال تصادف إجابات معاكسة على هذه المسألة تتناقض مع الإنجازات العملية ، ولكنها تستجيب لمصالح اجتماعية معينة. ولهذ يجب العودة دوماً إلى المسألة الفلسفية الأساسية والبرهان مجدداً على ما سبق إثباته منذ أمد بعيد. ولهذا أيضاً – وتبعاً للإجابة على المسألة الفلسفية الأساسية ينقسم الفلاسفة إلى معسكرين كبيرين (ماديين) و (مثاليين) وقد أطلق لينين على الخط المادي اسم (خط ديمقريطس) وعلى الخط المثالي اسم (خط أفلاطون).
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
__________
المثالية والمُثل:
إن الفلاسفة كلهم ماديون أو مثاليون أولاً. ومن ثم وجوديون أو فرويديون أو توماويون أو وضعيون أو ماركسيون. فيرى الماديون أن المادة أو العالم المحيط أو الطبيعة أو الوجود (وهي كلها مفاهيم متقاربة المعنى) كانت موجودة قبل ظهور الإنسان ذو الوعي وأنه بعد ذلك فقط وفي مجرى تطور الطبيعة ظهرت الكائنات الحية من نباتات وحيوانات ومن ثم الشر.
إذاً فلنحاول أن نحدد بصورة أدق ما هي المادة؟ إن المادة هي ما يوجد خارج وعينا بصورة مستقلة عنه وما كان موجوداً قبله. أي أنها ما يوجد وجوداً موضوعياً. والمادة لم تخلق ولا تفنى فهي سرمدية ولا متناهية والإنسان في مجرى أي نشاط وعلى امتداد حياته كلها يحتك بالمادة عندما يعمل أو حتى عندما يتمتع بجمال الطبيعة. وجسم الإنسان مادة أيضاً ، فظهوره وتطوره ووظائفه لا تخضع خضوعاً كلياً لإرادة الإنسان مهما رغب في ذلك. وفي مجرى تفاعل الإنسان مع العالم المادي فإنها تؤثر حتماً عليه وعلى مشاعره وعقله وإرادته. وبذلك لا يتوقف على المادة ظهور الوعي فقط بل ومضمونه أيضاً ، فكل ما يعرفه الإنسان مأخوذ من العالم المحيط. هذا هو رأيي الماديين.
أما المثاليون فيفهمون علاقة الروح والمادة على نحو آخر. فهم يرون أن العالم أو الطبيعة أو الناس ككائنات جسمية هي إنما نتاج لروحٍ ما ، وتحقيق لغرض كائن ما ، أو لإرادة طيبة أو شريرة. وكما أن البنّاء constructor يشيّد المبنى وفقاً لمخطط مسبق فإن العالم كله والإنسان نفسه مجرد تجسيد لمخطط عظيم وضعه مهندس خفي وجبّار.
وعليه فإن الماديون يذهبون إلى أن المادة أولية وأن الروح أو الوعي ظهر منها ، في حين يقول المثاليون أن العالم المحيط كله نتاج نشاط الوعي. وإلى هذا الحد يبدو أن الأمور والفروقات بين التيارين واضحة. ولكن تجربة البشرية : ماضيها وحاضرها تبيّن أن فهم هذين المصطلحين مشوب بالتخبط والبلبلة. فأحياناً ننعت شخص بأنه مثالي ونعني بذلك أنه ذو تطلعات وأهداف ومُثل سامية ونبيلة أو نعني أنه غني روحياً. ولا يخلو الأمر من أن يخالط هذا الفهم شيء من السخرية بحيث يبدو المثالي غارقاً دوماً في الأحلام. مبتعداً عن الحياة الواقعية الفظة التي تحطم المثل الرفيعة بدون شفقة أو رحمة.
وبالمقابل يتبدى (المادي) شخصاً يبحث فقط عن المال بأية وسيلة أو شخصاً فقير المعنويات لا يؤمن بفضيلة أو جمال. ولا يُعنى إلا بتلبية متطلباته البهيمية. ولذا تكون للمادي كافة المثالب والعيوب البشرية. وحتى فيورباخ الفيلسوف المادي لم يتمكن من تذليل القناعات المسبقة فيما يخص كلمة (مادية) فقد خلط بين المادية كرؤية عامة للعالم وبين فهمها المبتذل على يد الفلاسفة في عصره مثلاً. فنجده يقول: "إذا رجعت إلى الوراء أكون كليةً مع الماديين ، وإذا سرت إلى الأمام لن أكون معهم."(9)
_____________
(9) (نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية) – كتاب قديم جداً والغلاف منزوع والكاتب غير معروف لدي – ص 286
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
ومن الطبيعي أن (مادياً) كهذا لا يمكن أن يروق لأحد ، وإن كان البرجوازي طيب النوايا نفسه لا يتذكر الفضيلة والمحبة والمساعدة إلا عندما يشهر إفلاسه. ولذا نجد المثل العربي القائل (عندما يفلس التاجر .. يراجع دفاتره القديمة) أما في الظروف العادية فإنه وإن كان يرفع أسمى المثل قد يفعل بالسر ما يدينه بالعلن. ثم أن حياة المجتمع البرجوازي المعاصر تقدم لنا ما يكفي وأكثر من الأمثلة التي تؤكد هذه الفكرة. فالفساد الفظيع المنتشر بين كبار موظفي الدولة والتمييز العنصري سواء السري أو حتى العلني الذي تشجعه السلطات بصمتها ، يترافقان بإدعاء الذود عن حقوق الإنسان.
فكيف ينظر فعلاً المادي والمثالي كممثلين لفلسفة معينة إلى الخير والعدالة والنضال من أجل مستقبل أفضل للبشرية؟ إن الإجابة على هذا السؤال يتطلب أولاً التوقف عند السمات العامة للفلسفة المادية
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
__________
العالم من منظور مادي
إن الفيلسوف حين يعمل لتفسير العالم يصطدم قبل كل شيء بما فيه من تنوع كبير. ففي هذا العالم أجرام سماوية عملاقة وبالتأكيد فليست الكرة الأرضية هي أكبرها ، كما أن في عالمنا توجد أيضاً دقائق صغيرة تتعذر على العين رؤيتها هي الجزئيات والذرات والجسيمات الأولية. وتحيط بنا الطبيعة غير الحيّة من جبال ومياه وغبار وأرض ..إلخ وجملة من الكائنات الحية ويعيش الإنسان في بيوت ويركب الباصات ويستقل الطائرات والقطارات ووسائل النقل المختلفة وهذه الأشياء كلها من صنع الإنسان نفسه. ولكن الإنسان يرى حوله دوماً ظواهر ليست من صنع أحد. فقد كانت موجودة قبل ظهور الإنسان فهل ثمة وحدة تجمع بين هذه الظواهر المتباينة والمتنوعة كلهاظ إن الإجابة على هذا السؤال له أهمية كبيرة.
وبالفعل فإذا كان العالم حشداً عشوائياً فإن الإنسان يكون فيه ضائعاً كريشة في مهب الريح (كما يقولون) وإذا لم يكن ثمة انتظام في الكون ، ثمة قوانين ، يكون من المتعذر فهم كيف ظهرت الأحياء وكيف نشأ الإنسان العاقل. وعندئذ تكون المادية نفسها موضع تساؤل إذا لم يكن بوسعنا معرفة كيف ظهر الوعي البشري من المادة فقد يطرح احتمال أنه لم ينشأ عنها أصلاً ، وإنما كان موجوداً بصورة مستقلة عنها. ولذا فإن مسألة وحدة العالم والقوانين التي تربط العالم في كلٍ واحد هي مسألة لا يمكن للمادي تجاهلها.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
____________
إن التصورات حول وجود قوانين عامة في الكون كانت أول الأمر مجرد تخمينات وتنبؤات. وقد سبق للفلاسفة الماديين أن حاولوا رصد هذه القوانين فنجد مثلاً هيراقليطس صاغ ارتباط الظواهر الشامل في صورة أسطورية فقال بأن العالم واحد لأنه يقوم في صلبه شيء واحد هو النار ، التي تشتعل بمقدار وتنطفئ بمقدار. وذهب طاليس إلى أن الأساس الأول للعالم هو الماء ، وقال اناكسيمنس أنه الهواء. وكان ديمقريطس أكثرهم اقتراباً من الفهم الصحيح لبنية العالم فطرح الذرات أساساً أولياً للعالم.
وقد قال ماركس في معرض حديثه عن آراء أوائل الفلاسفة الماديين فقال: "أمامنا ترتسم بشكل كامل المادية العفوية البدائية التي كان من الطبيعي تماماً وهي في المرحلة الأولى من تطورها أن تعتبر أن الوحدة في التنوع اللامتناهي لظواهر الطبيعة مر بديهي بحد ذاته، وأن تفتش عنها في شيء جسمي ملموس ، في شيء فردي فوجدخا طاليس مثلاً في الماء" (10)
إن العلم الحديث يثبت صحة تخمينات قدامى الماديين حول وحدة العالم ويهذبها ويعدلها ليحولها من فرضيات ساذجة إلى حقيقة يقينية. فقد اكتشفت القوانين التي تتحكم في حركة الجزئيات والذرات والكائنات الحية والأجرام السماوية. ثم إن وجود العلم نفسه يأتي دليلاً على وحدة العالم. فالعلم يدرس دوماً الشيء العام : الثابت والمتكرر في كافة العمليات والظواهر.
وليس العالم من وجهة نظر المادي واحداً في تنوعه فقط. فليس له أيضاً حد ولا طرف ولا نهاية سواء في الزمان أو المكان. فإذا تصورنا أن العالم في وقت معين مضى منذ أمد بعيد ، لم يكن موجوداً فلم يكن الإنسان والحيوانات ولا الأشجار والنباتات، لا الماء ولا النار حتى ولا ذرة صغيرة من المادة ، فإن هذا يعني أن العالم ظهر من العدم. وإذا كان العالم سيزول في وقت ما لا كوكبنا فقط بل وكافة الأجرام السماوية فإن هذا يعني أن العالم سيذهب إلى اللاوجود أي إلى العدم. ولكن افتراض كهذا إنما يتناقض تناقضاً كبيراً مع القوانين الأساسية للعلم الحديث أقصد قوانين حفظ المادة. وقد عكست هذه القوانين حقيقة كون ظواهر العلم المادي كلها لا تختفي بدون أثر ولا تظهر من عدم. وعندئذ يترتب على أنصار محدودية المادة استخدام الحجة الوحيدة المتبقية : وهي أن تكون مسألة ظهور العالم من العدم هي عبارة عن معجزة miracle ، والمعجزة – كما هو معروف – تخل بمجرى الأشياء الطبيعي ولا تقبل التفسير طبعاً. ولكن المعجزات لا تحدث بحد ذاتها حتى في الأساطير. فالمعجزة تكون دوماً من صنع قوة جبارة يمكن أن تفعل على الضد من الطبيعة أي ضد المادة، وعليه فإن هذه القوة غير مادية ولكن ليس في العالم غير المادة والوعي.
وهكذا فإن موضوعة محدودية المادة تؤدي حتماً إلى المثالية ، أي إلى القول بأن مصدر ظهور وتطور المادة والقوانين التي تتطور وفقاً لها هي روح ما ، أو إله. وفي ضوء هذا يمكن القول أن المادية الحقة المتسقة متعذرة بدون التسليم بوحدة العالم وسرمديته ولانهائيته.
ولكن ألا يشعر الإنسان في عالم كهذا بالوحدة القاتلة؟ بالتفاهة وهو يجابه السرمد؟ هذا هو بالتحديد ما قصده وليم جيمس حين نعت المادية بأنها رؤية كئيبة للعالم ، وأنها ثقيلة وكابوسية. فالإنسان طبقاً لهذا الزعم يحس بنفسه مجرد حلقة صغيرة تافهة في السلسلة اللامتناهية لارتقاء الطبيعة ويشعر بعجزه عن الإفلات من أسر الضرورة. فهل ثمة أساس لمثل هذا الاتهام – إن صح التعبير – بحق المادية؟
________ (10) (ديالكتيك الطبيعة) آنجلس – ص 502
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: احمد معتصم الطيب)
|
__________
الصانع العظيم والساعة الكبيرة
الإجابة على السؤال السابق هي: نعم. ولا في نفس الوقت. كيف؟ ذلك أن المادية ليست تياراً واحداً متجانساً فثمة ألوان عديدة وأشكال متنوعة منها. وإن تطور العلم والثقافة والسياسة والاقتصاد ، حتى والأذواق الشخصية تترك بصماتها على طابع الفلسفة المادية. فكافة الاتهامات التي وجهها المثاليون للفلسفة المادية سواء في الماضي أو في الحاضر لا تمس إلا شكلاً واحداً من أشكال الفلسفة ألا وهي المادية الميكانيكية .
لماذا سميت هذه المادية كذلك؟ في الوقت الذي ظهر فيه هذا الشكل من المادية كان الميكانيك هو العلم الوحيد المتطور حقاً والمعروف أن أياً منّا يميل للمبالغة في إنجازاته ونجاحاته وليس هذا أمراً لإنسان بمفرده بل وللبشرية كلها.
وفي الحقيقة كان العلم آنذاك لا يزال في المهد. وكان لا يزال في بداية مساعدته للإنسان في العمل والحياة ، عندما اعترف الميكانيك الأساس الممكن الوحيد لمعرفة الظواهر. وكان ممثلو المادية الميكانيكية يرون أن قوانين الميكانيك عامة. تتحكم في تطور الأحياء وغير الأحياء على السواء. وكان ينظر إلى الأحياء على أنها أشبه بالآلات ، حتى وزعم البعض أن الحيوان كأية آلة لا يحس بالألم. والإنسان نفسه كان يتبدى لهؤلاء الفلاسفة مجرد آلات معقدة للغاية. وأكبر دليل على ذلك نجده في نظرة لامترى الذي ألّف كتاباً كاملاً أسماه (الإنسان الآلة).
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
وعلى هذا النحو يبدو العالم كله ساعة كبيرة ولكن الساعة - كما هو معروف – تحتاج إلى ربط. فمن هو ذلك الصانع الكبير الذي ربطها؟ وبعبارة أخرى : كيف يفسر ظهور الحيوان والنبات ومن ثم الإنسان؟ فقد كان من الصعب إعطاء إجابة صحيحة على السؤال اعتماداً على قوانين الميكانيك.
ففي الميكانيك تبدو الأمور سهلة: ادفع كرة البلياردو فتتحرك حتى تتوقف أو حتى تدفع من جديد. فالفلاسفة الماديون الميكانيكيون كانوا يرون في العالم أمراً مماثلاً لهذا المثال. بمعنى أنه يكون هناك كائن ما أعطى للساعة الدفعة الأولى فراحت تعمل بدون توقف حتى اليوم. ولكن (الساعاتي) الوحيد الممكن هنا هو مبدأ غير مادي . أي مبدأ روحي متعالِ.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
___________
وهكذا فإن المادية الميكانيكية ليست مادية متسقة فهي في حلها لمسألة أصل التغيرات في العالم حتى وأصل العالم نفسه تعوّل أحياناً في نهاية المطاف على مبدأ روحي أو بعبارة أخرى على الإله. ذلك الموقف المعروف بالديئية. ماذا تعني الديئية؟ الديئية هو مذهب أو تيار يقول بأن الإله هو العلّة الأولى للعالم ولكنها تذهب إلى أن الإله بعد ربطه لساعة الكون لا يتدخل لاحقاً فيها وإنما يتركه لحاله. ومن الفلاسفة الديئيين جون لوك الذي يرى في المادة كتلة جامدة هامدة وميتة ليس بوسعها أن تتحرك إلا بتدخل خارجي. ويرى غاسندى صاحب المذهب الذري أن الذرات مخلوقة من قبل إله واحد متعالٍ على الطبيعة والكون ترك العالم فيما بعد ليتطور من تلقاء نفسه.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
______________
ولكن هذه النظرة إلى الكون لم تكن لتجيب على مسألة ما هو الوعي وكيف ظهر عقل الإنسان ومن أين أتت ملكة التمتع بالجمال ومن أين جاءت مشاعر تأنيب الضمير (مثلاً) وأحاسيس الحب. وقد قدم المفكرون الميكانيكيون تفسيرات مختلفة لهذه الظاهرة.
فمنهم من اعتبر الفكر نسفه شيئاً مادياً عيانياً ملموساً. فالدماغ يفرز الفكر مثلما يفرز الكبد المادة الصفراء. وقد يبدو هذا الموقف للوهلة الأولى بالغاً في اتساقه ، ولكن يبقى غامضاً تماماً لماذا توجد في جسم الإنسان وظيفة كهذه أي وظيفة توليد أو فرز الفكر؟ ومن هنا راح فلاسفة ميكانيكيون آخرون يقولون بأن المعرفة أو الفكر شيء إضافي يلازم أو يرافق حركة الآلية المنتظمة ألا وهي الجسم البشري وهي غير إلزامي بالضرورة. وهنا أيضاً يتجلى عدم اتساق المادية الميكانيكية. والمادية ترى أنه لا يعتبر المادي مادياً متسقاً إذا كان يقول أنه لا يوجد شيء في العالم إلا المادة ، ويعتبر النفس البشرية - التي يتعذر تسميتها بالمادة – أمراً تافهاً لا قيمة له. فعلى المادي المتسق أن يفسر أيضاً وجود الأفكار والمشاعر والرغبات البشرية بوصفها حصيلة قانونية وضرورية لتطور المادة.
وهذا بالذات هو ما لم تتمكن المادية الميكانيكية من فعله. فليس لقوانين الميكانيك أن تكون أداة صالحة لتفسير الإنسان ككائن واعٍ مفكر قادر على طرح الأهداف وتحقيقها. إن التصور عن وحدة العالم في الفلسفة الميكانيكية يفتقر إلى إدراك أن العالم واحد ، ولكنه واحد في تنوعه ولذا فإن لوحة العالم التي يرسمها الميكانيكيون هي لوحة أحادية اللون ، رمادية ، سرعان ما تنشطر إلى مبدأ خارجي فعال وإلى مادة سلبية خاملة واحدة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
________ الأخوة والأخوات
في الحقيقة هذا البحث طويل جداً .. وما تم قوله لم يتجاوز منتصف البحث
إذا كان الموضوع يلاقي متابعة من قبل البعض أرجو إفادتي بذلك حتى ادخر جهدي في شيء آخر إن لم يكن ثمة متابعين له ..
لوكم فائق مودتي والتحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
ابو الشوش.. ماعرفت كلامك اعلاه اانت بنية التوقف ولا الحاصل شنو؟؟ ياسيدى انت اكتب لمن يكون عندك احساس الكتابه ماهى الشغالانه الا تنتظر الاجر لانو اساسا مافى زول جابرك على ذلك لو انت واضع بانو القيمه المعرفية التى تقدمها لابد من تقيمها بين يوم وضحها..تلقى غلطان انا شخصيا كمثال قريب منك بعمل لى بوستات بخربش فيها ومع بعض المشاركات لللاخرين فارجوك اخرج نفسك من هذه النفق بان لاتحسسس دربك الا فى وجود عيون للاخرين تضئ لك .. صحيح نحتاج للتقيم من الاخرين لكن ليس بدرجه ان يعرقل كل شى ويدعنا نتوغل فى الاحباط المفرط.. كثير من الحالات تتابع ماتكتبه ؛اعلم ذلك ونحن ياهو وصديقى (ابوحميد) بنساعد بقدر المُتاح.. فلو احبت التوقف عموما لك ماردت ؛فانا ذاتى بكابد عشان اسجل حضور بالذات فى المواضيع التى تحتاج الى جهد زهنى لذا اصبحت الجا الى البوستات الخفيفه.. عزيزى هشام ... عموما الى ان ينجلى الموقف انا ذكرت لك سابقا بان لي مداخله عن (تاريخ الفلسفه) ساقوم بانزلها لاحقا.. الى ذاك الحين قيل بعافية
والتحايا النواضر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
للولوج لتاريخ الفلسفة لابد من التطرق بعض الشى عن (هيجل) الذى يعتبر اخر فيلسوف من اصحاب المذاهب الكبرى ؛حيث تعتبر فلسفته مصدار مهما لاغلب النظريات والمذاهب التى تصارع بها الافكار حتى يومنا هذا وخاصة الماركسية والوجودية .. وقد يرجع هذا الى الطابع المزدوج لفلسفة هيجل نفسها التى يُطلق عليها بالمثالية الموضوعية ؛فهى مثالة من ناحية المذهب ؛وموضوعية من ناحية المنهج... حيث ان هذا المنهج هو مايعرف بالمنهج الجدلي الذى اتخذه ماركس وانجلز منهاجا لمذهبهما الفلسفى واقاماه على قدمية بعد ان كان يقف على راسه فى فلسفة هيجل .. نلخص جوهر فلسفة هيجل ((بالفكرة المطلقة).. وتتميز هذه الفكرة بالطابع الجدلي (الديالكتيك..) حيث نجدها فى صراع داخل ذاتها؛نجد ان النتيجه الحتميه لهذا الصراع الداخلى الاوهو دفعها الى التحرك والتغير والتغرب عن ذاتها والانتقال الدائم الى نقيض هذه الفكرة المطلقه حيث تمر بى 3 مراحل.. المرحلة الاولى : مرحلة خالصه التجريد والاطلاق...الخ المرحلة الثانية : مرحلة تعبير الفكره المطلقه عن ذاتها عن طريق نفى ذاتها ..الخ المرحلة الثالثه : مرحلة نفى النقيض هذا ..الخ
عموما ملخص هذا بعد جهد يكمن فى ما الفه ((هيجل)) بخصوص علم الفلسفة 1- المنطق الكبير 2- فلسفة القانون 3- موسوعة العلوم الفلسفية 4- فينولوجيا الروح 5- الفرق بين النسق الفلسفى عند نيتشه وشيلينح.. 6- وبعض الكتب (روح المسحية ومصيرها –حياة المسيح – حياة ابراهيم –الايمان والمعرفة)...الخ
* يبقى الزول بالجد محتاج مراجعات مثل هذه لان اغلب ما مرى علينا غد طرقه النسيان عزيزى هشام واصبح مانخطه من طرف الذاكره التى اصبحت لاحول ولا قوة لها ولانعمل ماذا يحدث مستقبلا
*عزيزى هشام ذكرت فى محضر حديثك كلمتين متعلقات بمشروع االعلم والفلسفة كا (الفكـــر) و (الوعــى).. ياريت لو نبدا فى التحدث عنهما ليكتمل البحث .. عموما ساتطرق لهما بعد ان اخلص من بعض المداخلات بخصوص تاريخ الفلسفة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
تاريخ الفلسفة..
كمدخل للتعرف للتاريخ فى حد ذاته نجد بان التاريخ هو عرض منظم ومكتوب فى الغالب للاحداث المتعاقبة وانه لايسجل الاحداث الماضيه فحسب باعتبارها مراحل فى طريق تقدم البشريه ؛وانما يحاول الكشف عن اسبابها وبيان ومابينها من ترابط وتداخل بحيث تشكل قصة واحده.. لكن السؤال الذى نجده شغل اذهان المفكرين منذ اقدم العصور هو عين القوة الدافعه فى سير التاريخ؛ او بصيغه اخرى وعبارة اخرى ((هل النظم الاجتماعية وليدة الصدفة او نتيجة مترتبه على اسباب خفية ولكنها قوية؟.. وكذلك كان السؤال الاخر الذى واجه اؤلئك المفكرين ((هل فى الامكان تغير هذه النظم الاجتماعية؟ وبمعنى اخر : هل يصنع الناس تاريخهم او انه مفروض عليهم بفعل قوى خارجيه؟ ((هذا يقودنا الى الديالكتيك)).. نجد بان هناك تفاوت فى الاجابة كما تباين اسلوب معالجة موضوع التاريخ... فثمة مدرسة من المؤرخين وضعت اكبر التاكد على الفرد على الفرد بصفته القوة المحركة ؛ او احدى العلامات الفاصله فى طريق التقدم ؛ومن هنا نبتت فكرة ((البطل - hero)) الذى يخلق الاحداث او يتحكم فيها على سبيل المثال: (يوليوس قيصر – مارتن لوثر – نابليون – نلسون – لويس الرابع عشر – بسمارك -المهدي وو الخ).. هؤلاء نجدهم صنعوا التاريخ ووجهوه الوجهة التى ارادوها ... مثل هذه النظرية فيها انكار وتجاهل لفعالية المجتمعات البشريه ككل وتهبط بها الى مرتبة السوائم او الالات غير العاقلة..
نواصل....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
كذلك نجد ان نظرية اخرى تنسب الاحداث ونشؤها وتطورها الى قوى خارجية عن حدود البشر ؛حيث لاسلطان لهؤلاء عليها وهذه هى نظرية القدر او الجبرية ؛ومعناها ان التاريخ نتيجة قوى تؤثر فى المجتمع ولكنها خارجه عن هذا المجتمع ولعل هذا التصور كانت له الغلبة فى المجتمعات البدائية وقبل قيام ((العلم)) حيث كان الاعتقاد السائد ان القوى الطبعية الخفيه هى العامل الحاسم فى كل مايصيب الناس... وتمشيا مع هذه المفاهيم كانت تُجرى دراسة التاريخ على انه مراحل تكاد كل منها تكون مستقله عن غيرها؛السابق عليها واللاحق لها... ثم ظهرت مدرسة ابرز ممثليها ((تين وتوكفيل)) كانت نظرتها اعم واشمل نسبيا فراحات مثلا تصف الصلات التاريخية التى تربط بين مراحل متعاقية من تطور المجتمع كان تتبع مثلا التعاقب السببى او العلى للاحداث والذى ادى منذ قيام الاقطاع فى اروبا خلال العصور الوسطى ؛ الى (النظام البائد) الذى ساد فى اواخر القرن الثامن عشر ؛ومن الاخير الى الثورة الفرنسية..
عيوب هذا المنهج: نواصل....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
عيوب هذا المنهج:
نجد ان عيب هذا المنهج فى البحث ؛وان كان يعتبر تقدميا بالقياس الى مناهج تقدمته ؛حيث انه فى عرضه للاحداث لايدل على المنطق الداخلي الذى يحكمها فى هى تذكر كمجرد حقائق فقط وليس كمسالة ضرورة.... ومن هنا اخفق ذلك المنهج فى ان يبين مثلا ان عمليات من قبيل نشؤ الاقطاع من القبيلة البدائية او نمو المجتمع البرجوازى فى داخل النظام الاقطاعي ؛لابد منربطها بتغيرات كامنه فى منطق المرحلةالسابقه على كل منها... وفضلا عن هذا فقد شدد المؤرخون والباحثون على دور الفكر المجرد فى سير التاريخ وهذه نظره نجدها مستمده من ((الفلسفة المثالية)) ولاتختلف فى جوهرها وفى التحليل الاخير عن نسبة التطور الاخير عن نسبة التطور التاريخى الى قوة عليا مثل ((المطلق)) عند ((هيجل)) او ((اليد الخفيه)) عند ((ادم سميث))..
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
النظرية الثانية: نجد ايضا بروز النظريه المعروفة باسم ((المادية التاريخية)) او ((التفسير المادي للتاريخ)) فى القرن التاسع عشر ويرجع الفضل فى وضعها فى صيغتها العلمية الى ((ماركس)) و ((انجلز)).. وتكمن اهمية النظرية الجديدة فى انها اثبت انه لاوجود لقوة خفية وغير بشرية تحكم سير المجتمع ؛واظهرت ان الناس هم الذين يصنعون تاريخهم ؛وبهذا مهدت السبيل الى فهم التاريخ بوصفه عملية طبعية لاتتطلب تدخلا من الخارج فى سيرتها... ولكن الناس لايصنعون تاريخهم بطريقة تعسفية وانما يفعلون هذا على اساس الظروف المادية الموضوعية التى ورثوها من الاجيال السابقه ؛ومعنى هذا انه لامحل لنزعات التطوع والاختيار او للنزعات الذاتية وانما التاريخ ((عملية تحكمها قوانين طبيعية)).. وفقا لهذه النظريه فانه نجد بان الانسان منتج اجتماعي لوسائل عيشه ؛ والانتاج الاجتماعي يتضمن علاقات اجتماعية معينة تتوقف صفتها على درجة تطور القوى الانتاجيه الاجتماعية... كذلك نجد بان هذه العلاقات الاجتماعية تشكل البنيان الاقتصادي للمجتمع والذى يقام فوقه بنيان علوي من الانظمة والموؤسسات السياسية والقانونية ؛ومن الافكار واساليب الفكر ...
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
هشام سلام البوست مهم والفلسفة مجال غني وكثيف وتحتاج لافق معرفي وحتما حانستفيد من قرآءاتك لو اتفقنا أو أختلفنا أول مرة أرد على بوست من غير ما أتمكن من اكماله والسبب انت أخي هشام حرمتني من هذا الرحيق ؟؟ فارجو أن تكبر الخط شوية وراعي ناس العمي وعلى قول ترباس راعي عامل السن سالتك بعض الاخوات عن التطرق للفلسفة الاسلامية أو فلسفة العرب وانا عندي راي في أن طرح الفلاسفة العرب يجب أن تكون بعد اليونان والغرب ، حتي يسهل الفهم والتقييم، لان معظمهم بنوا فلسفتهم على سقراط وارسطو ا وقرآءت مثل المجستي والورائيات ، ليس أستهانة بابن سنيا أو الفاربي وغيرهم وليس كثير بل لارتكازهم على الفلاسفة اليونان حتى أبن رشد على اتساع افقه أعجب كثيرا باليونان ، ولذلك كان كتاب الغزالي تهافت الفلاسفة الذي رد عليه ابن رشد بتهافت التهفات .. ولكن أرى أن يكون المرور على شط آخر أو بحر تأجل عبوره طويلا ، طالما أهمله طالبي المعرفة وهو كنز لابد من الاستزادة منه وهو حكمة وفلسفة الشرق وصدقوني من استزاد منه سيكتشف الكثير ويحقق متعة المعرفة .. وشكرا لهذا البوست وارجو أن تكبر الخط حتى نواصل معك اخي هشام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: عشة بت فاطنة)
|
خالص التحايا الاستاذ والخاله عشة بت فاطنة زارتنا البركه ؛ وجميل ان تواصلى معانا فى التطرق للشق الاخر من الجانب الفلسفى (حكمة وفلسفة الشرق ) من خلال (ابن سنيا أو الفاربي -أبن رشد -الغزالي ) بالفعل ان لهم دور وتحليلات فى قمة العمق عن شخصى اجد نفسى فى فلسفة الغرب واليونان فقد ركزت سابقا على هذا الشق لكن سنحاول ان نتتطرق لماذكرتى واتمنى ان يكون عند هشام واحمد الكثير من هذا الشق.. التحايا النواضر.. -----------------------
كذكل تتطرق النظريه ((الثانية)) وتشير فى ان الى شيئين احدهما المبدا الذى يقوم عليه المجتمع والاخر هو التناقض الذى يتولد فى داخل المجتمع والذى هو السبب فى حدوث التغير الاجتماعي .. اما المبدا فهو العلاقة الاجتماعية التى يدخل فيها الناس بغرض الانتاج الاجتماعي وهى علاقة تلائم درجة معلومية من تطور القدرة الانتاجية ؛حيث تجعل من امكان المجتمع ان يستغل هذه القوى الانتاجية الى حدها الاقصى وان يزيدها ايضا ... ولكن هذه الزيادة نفسها التى تطرا على القوى الانتاجية تجعلها تصادم مع العلاقة الاجتماعية التى اوجدتها هذه القوى ... اذا تصبح العلاقة ملائمه ..بمعنى ؛انه بدلا من ان تساعد تلك العلاقه على الاستخدام الكامل لقدرة الانسان على الانتاج واعادة الانتاج للاحوال المادية اللازمه لحياته... نجد انها تعرقل او تبدا فى عرقلة هذه العملية... وهنا يضطر الانسان عاجلا او اجلا الى تغير هذه العلاقة حتى يفسح المجال امام القوى الانتاجية الاخذه فى التوسع.. وتبعا لهذا الذى يطرا على العلاقة الاجتماعية لابد وان تتغير النظم السياسية والقانونية وان تتغير برغم ماقد يكون لها من تاثير واهمية لاتعدو وان تكون انعكاسا للبنيان الاقتصادي القائم... نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)
|
_________
الأخت أو الخالةعشة بت فاطنة الصديق معتز (تروتسكي)
والأخوة الكرام
بوست (الفلسفة) سوف يتواصل .. أعتذر بشدة لهذا الغياب وسوف يتواصل سرد البحث .. من آخر نقطة وصلنا إليها مع مراعاة تكبير الخط هذه المرة تقديراً لرغبة العميان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
____________
هل هناك مذهب آخر غير المادية والمثالية في الفلسفة؟ إن المذهب الذي يقول بمبدأين في العالم روحي ومادي يعرف بالثنوية ، فالثنوية أشبه بالوسط ما بين المادية والمثالية وإلى هذه الفلسفة الوسطية تقود المادية الميكانيكية بمحدوديتها وعدم اتساقها. ويميل المثاليون أحياناً إلى الثنوية ، حيث يضطرون للأخذ بالاعتبار متطلبات العلم والممارسة ولا يمكنهم بسبب ذلك أن يرفضوا وجود العالم المادي رفضاً قاطعاً.
ولكن هذا المذهب ليس خطاً أو اتجاهاً ثالثاً يقوم جنباً إلى جنب مع المادية والمثالية. ففي حل المسائل الجذرية يجنح أنصاره إما إلى المثالية أو إلى المادية. وأحياناً تأتي الثنوية في جوهرها مجرد محاولة (خجولة) لتمرير المادية مع التبرؤ منها علناً. وهذه المادية الخجولة والمستترة مميزة للكثير من علماء الطبيعة البرجوازيين. فنجد ديكارت من أبرز فلاسفة الثنوية الكلاسيكية. فقد كان يقول بوجود مبدأين للعالم جسمي وروحي. فخاصية المبدأ الروحي الأساسية هي التفكير. أما خاصية المبدأ الجسمي أو المادي هي الامتداد. وهاتان الخاصيتان متقابلتان على طول الخط. منفصلتان ومستقلتان تماماً أحدهما عن الآخر. ولكن ديكارت انتهى في نهاية المطاف إلى القول المثالي بأن الروح والمادة يعودان إلى مبدأ أعم هو الإله.
والثنوية تنظر إلى الإنسان أيضاً على أنه مركب من المبدأين الجسمي والروحي المظلم والمنير. ومن هذه الزاوية يتبدى الإنسان نصف حيوان ونصف ملاك في وقت واحد.
إن تطلعات الإنسان السامية هي النزوع إلى الخير والمعرفة والجمال ولكن بواعثه الوضعية تدفعه لتلبية شهوته البهيمية. وتطرح مثل هذه الثنوية توصيات عملية أيضاً. فتقول إن على الإنسان أن ينس جسمه ، ينس متطلبات الطعام والشراب والحب ، وعليه أن ينصرف عن الجسد ، فليس هذا إلا غلافاً زائلاً للروح الخالدة ، وفي هذه الحالة تنقلب الثنوية إلى مثالية صرفة.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
____________
وعلى الطرف المقابل للثنوية تقف الواحدية وهي المذهب الذي يقول بمبدأ واحد ، ينطلق منه في تفسير العالم تفسيراً مستقاً ، وتبعاً لطبيعة هذا المبدأ تكون الواحدية إما مادية أو مثالية. ولكن هنالك سؤال يطرح نفسه : هل بوسع المثالية أن تكون واحدية متسقة؟
لقد جرت العادة على إيراد هيغل مثالاً على الفيلسوف المثالي الأكثر اتساقاً ، ويذهب هيغل إلى أنه في البداية لم يكن موجوداً إلاّ (الروح الكوني) أو (الفكرة المطلقة) التي خلقت فيما بعد الطبيعة والإنسان وهو يرى أننا حين ندرس الطبيعة يجب ألا ننسى أنه وراء تنوعها الظاهر تقوم قوانين روحية تدخل عليها الانتظام وتجمع العالم في كلٍ واحد. وعليه فإن هيغل إذ يعترف بالعالم المادي الذي نعيش فيه ونراه ونلمسه ، يقوم بما يشبه (مضاعفة) الوجود ، لكي يتمكن من تفسير التنوع المحيط. وطبيعي أن المثالي ينظر إلى العالم الخارجي على أنه مجرد غطاء للعالم المثالي ، وعليه فإن المثالي عاجز أصلاً عن أن يكون واحدياً متسقاً .
وفي الفلسفة الغربية المعاصرة ثمة محاولات لبناء فلسفة متميزة واحدية تضم المادية والمثالية في كلٍ واحد. فعلى هذه الأرضية الفكرية ظهرت نظريات الواحدية الأحادية التي يسعى ممثلوها لاستبدال التضاد الكلاسيكي بين المادي والمثالي بالتجربة الواحدية. وتذهب نظريات أخرى إلى أنه بالإمكان تذليل تضاد المادية والمثالية بطرح زاويتي نظر إلى العالم. فمن الزاوية الأولى يتبدى العالم ترابطاً محكماً من الظواهر الموضوعية للطبيعة أما من الزاوية الأخرى فيتجلى في صورة ميدان للنشاط البشري. ويكون بمثابة إسقاط لمشاعر الإنسان ورغباته. ولكن من الواضح أن مثل هذه الواحدية ليست إلا لوناً من الثنوية العادية ولكن بصورة مهذبة نوعاً ما.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
_____________
وثمة نظرة واحدية ثالثة إلى العلاقة بين المادية والوعي قد تبدو النظرة الأكثر اتساقاً إذ يرى أنصارها إلى أن فكرة الوعي ليست شيئاً متميزاً عن المادة ، فالفكر مادي. إلاّ أن لينين اعترض على هذا الكلام واعتبره سطحياً ومبسطاً للمادية وبالتالي فهي بعيدة عن الإدراك الصحيح للعلاقة بين المادية والوعي، وأن وصف الفكر بأنه مادي يعني القيام بخطوة خاطئة نحو خلط المادية بالمثالية. فالأشياء المادية لا تتوقف على وعينا أما بالنسبة بالنسبة للفيلسوف المثالي الموضوعي فإن الفكر الروحي لا يتوقف هو الآخر على الوعي البشري. إن المادية المتسقة ، المادية الواحدية ، لا تطابق بين الفكر والمادة وإنما تعتبر الفكر والوعي وليد المادة في المراحل العليا من تطورها.
<<<
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)
|
هشام آدم
Quote: بوست (الفلسفة) سوف يتواصل .. أعتذر بشدة لهذا الغياب وسوف يتواصل سرد البحث .. من آخر نقطة وصلنا إليها مع مراعاة تكبير الخط هذه المرة تقديراً لرغبة العميان |
ايوه كده سيبك من الشغلانيات ديك وركز هنا انا والله بقطع فى نفسى عشان اخليهو حى.. المهم لى قدام وتعال صادى وابوحميد والجميع..
ذكرت ليك سابقا ..
Quote: *عزيزى هشام ذكرت فى محضر حديثك كلمتين متعلقات بمشروع االعلم والفلسفة كا (الفكـــر) و (الوعــى).. ياريت لو نبدا فى التحدث عنهما ليكتمل البحث .. عموما ساتطرق لهما بعد ان اخلص من بعض المداخلات بخصوص تاريخ الفلسفة.. |
ودى اخر مداخلة فى (تاريخ الفلسفة)..
-------------------------------- بهذا ينطوى التغير الاجتماعي فى مرحلة ما على ثورة سياسية تكتمل التطور السابق عليها ؛ومعنى هذا الغاء بنيان سياسى قائم واقامة صرح اكثر تلاؤما مع النظم الاقتصاديه الجديده.. يلا بعد داك ياتى سؤال المهم ((لــكــن)) : ما جوهر العرقة الانتاجية فى المجتمع ؟ نجد انها لا تنحصر فى توزيع اعضاء المجتمع بالنسبة الى ملكية وسائل الانتاج المادية... اى انها علاقة ملكية وعلى هذا الاساس ينقسم المجتمع الى طبقات.. واذا حاولنا تطبيق النظريه عمليا نستطيع ان نقول: ان الجنس البشرى مر خلال تاريخه باربعة تكوينات او (نظم).. اقتصادية – اجتماعية وهي : ((الجماعي البدائى – والعبيدي –والاقطاعي – والراسمالى )).. خلاصة هذا نجد بان الان فى مرحلة الانتقال مابين النظام الرسمالى والاشتراكى .. وان كنت اراه اقرب الى ((الاشتراكيه)) من واقع الحال ومن واقع قصة التاريخ البشرى والقوه المحركة فيه الا وهى الانسان نفسة.
The end
| |
|
|
|
|
|
|
|