دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
العقل والتكليف الإلهي
|
في الأوساط الإسلامية، سواءٌ بين النخب من فقهاءٍ وعلماءٍ وطالبي العلم الشرعي، وحتى بين عامة المسلمين والمُتدينين يسود اعتقادٌ جازمٌ يرقى إلى درجة الحقيقة البديهية المُسلَّم بها قطعًا أن الإنسان كائنٌ ميزه الله بالعقل، وأنَّ هذا العقل هو مناط التكليف الشرعي، والحقيقة أن ثلة معتبرة من المسلمين، بمن فيهم المتعلمون والمثقفون، لديهم اعتقاد بأنَّ الإنسان هو الكائن الوحيد العاقل على ظهر هذا الكوكب، وربما في الكون بأكمله، وأنَّ بقية الكائنات لا عقل لها، وفي مناقشةٍ لي مع أحد المسلمين، حول هذا الموضوع، تكشفت لي حقيقةٌ صادمةٌ عن الفهم الشعبي السائد لمعنى العقل، وفهمنا له، فما أن تناقش أحدهم حتى يفاجئك بسؤال: "أين هو عقلك؟ أشر لي على مكانه في جسمك." وكأنهم يتوقعون أن يكون العقل عضوًا كالكبد أو البنكرياس أو الغدة الدرقية، فإن حاولت أن تنبهه إلى خطأ السؤال المبني على الفهم المغلوط للعقل، اتهمك بالتهرب من الإجابة. وبالطبع فإنَّهم بذلك يحاولون الإشارة إلى أنَّ العقل شيء "ميتافيزيقي" كالروح. في هذا المقال سأجيب على هذا السؤال وأصحح مفهوم العقل المغلوط، ثم أربط ذلك بموضوع المقال الأساسي: "خرافة التكليف الإلهي للإنسان" وسأحاول أن يكون ذلك بشيء من التبسيط، كما هي عادتي دائمًا.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: هشام آدم)
|
في البدء، دعونا نطرح هذا السؤال المباشر: "ما هو العقل؟" إذا حاولنا الإجابة على هذا السؤال مُستصحبين معرفتنا الفلسفية والعلمية، فإننا سنجد أنفسنا داخل دوامة جهنمية من الآراء المُعقدة والمُتشابكة والمُتضاربة للعلماء والفلاسفة واللاهوتيين، فهذا السؤال قديمٌ قِدم الفلسفة ذاتها، وقد ناقش هذا السؤال وحاول الإجابة عنه أفلاطون وأرسطو، وربما نجد آثارًا لهذا السؤال في عصور سابقةٍ على عصر أفلاطون وأرسطو كذلك، فهذا وثيق الصلة بموضوع الفلسفة الأساسي: "أيهما أسبق للوجود: الوعي أم المادة؟" ولكن ألخص مُجمل الآراء المُتشعبة في رأيين أساسيين: فالرأي الأول يقول إنَّ العقل غريزةٌ مُدركة أودعها الله في الإنسان وميزه بها عن بقية الكائنات، ولذلك نجد ابن القيم في كتابه (مفتاح دار السعادة) يقول: "العقل عقلان: عقلٌ غريزيٌ طبعي، هو أبو العلم ومربيه ومثمره، وعقلٌ كسبي مُستفاد، وهو ولد العلم وثمرته ونتيجته، فإذا اجتمعا في العبد استقام أمره، واقبلت عليه جيوش السعادة من كل جانب، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإذا فقدهما، فالحيوان البهيم أحسن حالاً منه، وإذا فقد أحدهما أو انتقص، انتقص صاحبه بقدر ذلك"(انتهى الاقتباس)1
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: هشام آدم)
|
وعلى هذا فإنَّ العقل غريزةٌ يختص بها الإنسان، بمنحةٍ إلهيةٍ، ومقر هذه الغريزة هي القلب، وهنالك شواهد قرآنية كثيرة على ذلك، فنقرأ مثلًا: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}2 وكذلك: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور}3 فالقلب هو العضو المُناط به العقل والتفقه، وهذا العقل قد يطيب للبعض أن يسمونه بصيرة كذلك، ولا مجال للاعتقاد بأنَّ القلب هنا هو شيء آخر غير العضو المعروف، فالقرينة شديدة الوضوح {الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} بينما الرأي الثاني يقول إنَّ العقل ما هو سوى إحدى وظائف الدماغ، هذا الرأي قال به الفيلسوف البريطاني توماس هوبز Thomas Hobbes في القرن السابع عشر، إذ رأى أن العقل ليس سوى مجموعة من العمليات الفيزيائية التي يجريها دماغ الكائن الحي، وجاء عالم الأحياء البريطاني توماس هنري هاكسلي Thomas Henry Huxley في القرن الثامن عشر ليؤيد هذه الفكرة مستفيدًا من تطور علم الأحياء في عصره، وبناءً على هذا الرأي فإنَّ العقل مقره الدماغ وليس القلب، فأي الرأيين صحيح؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: هشام آدم)
|
الآن، دعونا نختبر فرضية المسلمين القائلة بأنَّ العقل مكانه القلب، آخذين في اعتبارنا أنَّ العقل هو مناط التكليف الإلهي، فلماذا إذًا يسقط التكليف عن المجنون، وليس عن مرضى القلب مثلًا؟ وماذا عن الذين تمت زراعة قلوب اصطناعية من المُصابين بضعف القلب المزمن Heart failure؟ فقط تذكروا، قبل السخرية من هذا السؤال، نص الآية {الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} وكذلك نص الحديث النبوي: " ... أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ"(رواه بخاري ومسلم)، فالقلب المقصود إذًا عضو مادي مكانه الصدر، فسخافة السؤال، في الحقيقة، مردها سخافة الفرضية نفسها، فالجنون اختلال في وظائف الدماغ، ولهذا فإنَّ المجنون أو المختل عقليًا يفقد الأهلية القانونية والشرعية، لأنه فاقد للوعي، وكذلك النائم والسكران والصغير، فالنائم يفقد وعيه (الشعور) ويكون تحت رحمة اللاوعي (اللاشعور) وكذلك السكران، والطفل رغم امتلاكه لدماغ سليم وظيفيًا إلا أنه بلا أهلية، لأنَّ دماغه لم يتم تزويده بعد بكل المعارف الضرورية للوعي والإدراك، وهي أشياء يتم اكتسابها بالتراكم مع الزمن والتجارب، وهذا يتنافى مع فكرة أنَّ العقل غريزة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: هشام آدم)
|
حسنًا، هل الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمتلك العقل فعلًا؟ قد لا نختلف حول امتلاك الكائنات الحية لأدمغة، تختلف حجمًا وشكلًا من كائن لآخر، ولكن هل جميع هذه الأدمغة تؤدي الوظيفة ذاتها (العقل)؟ إذا ألقينا نظرة على نوع من الأنواع كالذئاب مثلًا، سنجد أنَّ أفراد قطيع الذئاب يدين بالولاء والطاعة لقائد القطيع، وهنالك رتبة بين أفراد القطيع يتم أخذها بعين الاعتبار، فكيف يتم ذلك؟ ما الذي يجعل الإنسان يخاف ويحترس من كائناتٍ بعينها؟ لماذا قد نطلق على شخصٍ ينزل إلى الماء لمصارعة أسماك القرش دون أي شكل من أشكال الحماية بأنه مجنون؟ ما الذي يجعل القطط تخاف من الماء؟ وما الذي يجعل قطيع الجواميس تفر عند رؤيتها لقطيع من المفترسات؟ لماذا تبني بعض الطيور أعشاشًا وأوكارًا؟ ما الذي يجعل النمور لا تهاجم الفيلة مثلًا؟ كيف تستطيع الكائنات معرفة ما تأكله وما لا تأكله؟ كيف تنظم الضواري نفسها في رحلات الصيد، ومن أين جاءت بتقنيات الصيد ونصب الكمائن؟ لماذا تزهد بعض الضواري في أكل الجيف، بينما تفضلها ضوارٍ أخرى؟ لماذا تضطر الكلاب، مثلًا، إلى شم الأطعمة قبل أن تقرر أكلها من عدمه؟ الإجابة الموضوعية والعلمية على كل هذه الأسئلة هي: (العقل) فدماغ الكائنات الحية تؤدي الوظيفة ذاتها، كل كائن حسب حاجته التي يحددها نمط حياتها وقدراتها المحكومة بسمات كل نوع على حدة، ومن الخطأ أن نعتقد بأنَّ الحيوانات لا تعي ولا تدرك ولا تعقل، فالحيوانات تعقل وتدرك وتفكر، بل وبعضها يمتلك مشاعر وانفعالات، فهي تحب، وتكره، وتخاف، وتفرح، وتتألم، وتغار، وتنتقم، وتشعر بالوحدة، وبعضها قد يصاب بالاكتئاب كذلك. إذًا لماذا تقول الأديان إن الحيوانات لا تعقل؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: هشام آدم)
|
إجابة هذا السؤال ببساطة يكمن في معنى العقل في المفهوم الديني، فالأديان عندما تتكلم عن العقل تعني بذلك (معرفة الله) بكل ما تحمله وتعنيه هذه المعرفة، فهي لا تعني بالعقل منظومة العمليات الدماغية من: تفكير، وتذكر، ووعي، وإدراك، وشعور، وإنما التفكّر (وليس التفكير) وهو استشعار الله في كل ما تراه، ومن الواضح أن الكائنات الحية لا تتمتع بهذه الخصلة الفلسفية، ولهذا يحلو لبعض الفلاسفة وصف الإنسان بأنه كائن متدين أو متفلسف، ولهذا نجد القرآن مثلًا يصف الكفار بأنهم كالأنعام التي لا تعقل، لماذا؟ لأنهم {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ} ومن الواضح أن الأنعام تستخدم آذانها للسمع، وأعينها للرؤية، وأدمغتها للعقل، ولكن الأديان لا تقصد هذا النوع من العقل، وهذا النوع من السمع، ولا هذا النوع من الرؤية، والحقيقة أنَّ القرآن ينسب العقل لجميع الموجودات، خصمًا من رصيد تميز الإنسان وإضافةً لرصيد تميز الله، فنقرأ مثلًا: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}4 إذًا أين التمييز الذي يُميز الإنسان المُتدين عن الأنعام والحشرات، بل وحتى الجمادات إذا كانت هي الأخرى تعرف الله وتسبح بحمده؟ إذا كانت آية {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} قد وضعت الكفار مع الأنعام في منزلة واحدة، فإن آية {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} تضع المؤمنين في منزلة واحدة مع كل الموجودات، بما فيها الأنعام، وتركتنا في حيرة: "هل الأنعام تعرف الله أم لا؟" فإذا كانت تعرفه فأين الوجاهة في تشبيه الكفار بها؟ وإذا كانت لا تعرفه فهل كان الله يقصد أن كل الموجودات تسبح بحمده إلا الأنعام؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: هشام آدم)
|
قد يقول قائل: "إن المقصود بالعقل هنا: الحرية والإرادة" حيث أنَّ كل الموجودات مجبولة على معرفة الله والتسبيح له، بينما ميز اللهُ الإنسانَ بالحرية والإرادة، وكان بودي أن تكون هذه الحجة صحيحةً، ولكن دعونا نلق نظرةً على هذه الآية: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}5 وفي معنى (الأمانة) الواردة في الآية نقرأ: "قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس يَعْنِي بِالْأَمَانَةِ الطَّاعَة عَرَضَهَا عَلَيْهِمْ قَبْل أَنْ يَعْرِضهَا عَلَى آدَم فَلَمْ يُطِقْنَهَا فَقَالَ لِآدَم : إِنِّي قَدْ عَرَضْت الْأَمَانَة عَلَى السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فَلَمْ يُطِقْنَهَا فَهَلْ أَنْتَ آخِذ بِمَا فِيهَا ؟ قَالَ يَا رَبّ وَمَا فِيهَا ؟ قَالَ إِنْ أَحْسَنْت جُزِيت وَإِنْ أَسَأْت عُوقِبْت فَأَخَذَهَا آدَم فَتَحَمَّلَهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : الْأَمَانَة الْفَرَائِض عَرَضَهَا اللَّه عَلَى السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال إِنْ أَدَّوْهَا أَثَابَهُمْ وَإِنْ ضَيَّعُوهَا عَذَّبَهُمْ فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَأَشْفَقُوا عَلَيْهِ مِنْ غَيْر مَعْصِيَة وَلَكِنْ تَعْظِيمًا لِدِينِ اللَّه أَنْ لَا يَقُومُوا بِهَا ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى آدَم فَقَبِلَهَا بِمَا فِيهَا وَهُوَ قَوْله تَعَالَى : " وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " أَيْ غِرًّا بِأَمْرِ اللَّه"(انتهى الاقتباس)6 إذًا فالأمانة المقصودة هي التكليف الشرعي، وكانت خطة الله الأساسية تقتضي أن يحمل الأمانة إمَّا السماوات أو الأرض أو الجبل، فلما رفضن حملها إشفاقًا، لجأ الله إلى الخطة (B) وعرض الأمانة على الإنسان، وقد نفهم من قوله {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} أنَّ الإنسان ليس مؤهلًا لحمل الأمانة، ولكن إذا كان العقل هو مناط التكليف الإلهي، فلماذا عرض الله هذا التكليف على السماوات والأرض والجبال؟ هل هذه الأشياء تمتلك عقلًا بيولوجيًا؟ بالطبع لا، فهي ليست كائناتً حيّة أصلًا، إذًا فهل تمتلك إرادةً وحرية؟ بإمكان غير المسلم أو غير المُتدين أن يجيب عن هذا السؤال مباشرةً بلا، ولكن المسلم لا يستطيع، لأنَّه يقرأ في القرآن هذه الآية {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}7 فالسماوات والأرض بالنسبة إليه كائنات عاقلة، من حيث أنها تعرف الله وتسبحه، ومن حيث أنها تمتلك حريةً وإرادة، فهي "اختارت" أن تأتي إلى الله (أي تعبده) طائعةً، وليست مجبولة أو مُكرهة. فأين هو تميز الإنسان المزعوم، إذا كان قد حصل على الأمانة الإلهية بمحض الصدفة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: هشام آدم)
|
إنَّ فكرة التكليف الإلهي ليست سوى خرافة لا أساس لها من الصحة، الهدف منها تبرير الإيمان، واختراع هدفٍ مُتوهم لحياة الإنسان على الأرض، وهو الهدف الذي من أجله يعيش المؤمنون (اليوم الآخر أو الدينونة) وحاولوا بذلك إيهام أنفسهم بأنَّ لحياتهم معنىً وهدفًا ساميًا، أكبر من مجرد الأكل والشرب والتزاوج كما تفعل الأنعام وبقية الكائنات الحية. فللمؤمن أقول: نعم، لحياتكَ معنىً وهدفًا، ولكن أنتَ من يُحدد هذا الهدف، ومعنى وجودك أن تتقن ما تعرفه وأن تبدع فيه، سواءً كنت طبيبًا أو طيَّارًا أو فنانًا تشكيليًا أو عامل نظافة. معنى وجودك الحقيقي هو بمقدار ما تقدمه لنفسك وتخدم به أسرتك وقريتك ومجتمعك والبشرية بأسرها. وللملحد أقول: في المرة القادمة التي يسألك فيها أي مؤمن: "أين هو عقلك؟ أشر لي على مكانه في جسمك." لا تسخر من سؤاله، بل اطلب منه أن يشير لك على التنفس أو الهظم في جسده، دعه يفهم أنَّ العقل وظيفةٌ لعضو الدماغ، وليس عضوًا مستقلًا، كما أن التنفس وظيفة لأعضاء جهاز التنفس، وكما أن الهظم وظيفة لأعضاء الجهاز الهظمي.
------------- المصادر: 1) كتاب (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة) لابن القيم الجوزية، ج1، ص117 2) القرآن، سورة (الأعراف) آية 179 3) القرآن، سورة (الحج) آية 46 4) القرآن، سورة (الإسراء) آية 44 5) القرآن، سورة (الأحزاب) آية 72 6) تفسير ابن كثير 7) القرآن، سورة (فصلت) آية 11
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: هشام آدم)
|
Quote: أيهما أسبق للوجود: الوعي أم المادة؟"
|
الإستاذ هشام كيفنك .. ياخي دائماً بتطرق لمواضيع غايه في الأهميه.. لدي بعض وجهات النظر نأمل أن تجد منك الزمن الكافي لتفنيدها... يبدو لي السؤال أعلاه فيه خطأ علينا ملافاته!.لماذا؟ لأنو لايمكن أن نقول أيهما أسبق الليل أم النهار، العود أم ظله، الأبيض أم الأسود ..إلخ وهذه الإشكاليه إشكاليه معرفيه لمعظم إخوتنا المثقفين(نحن بنكتسب معظم معارفنا "موضوعياً" ثم لانخضعها لسلطان "الذات" كيما تكون فيما بعد نابعه من تجارب ذاتيه- أصيله.. بالطبع، هذا موضوع قد نتعرض له في مكان آخر وبهذا المنتدي. يا أستاذ هشام الوعي والماده الذان تسائلتا عنهما: هما شيئَ واحد لايقبلان الإنفصال(ماوراء التمظهر للوعي والتمظهر للماده).. إذ فصلنا أحدهما عن الآخر فقد ضيعناهما (معاً). أفصل الروح(الوعي) عن الجسد(الماده) سيظل الجسد وعي وروح وستظل الروح وعياً ولكن غير صرف!. الكلام دا زي ما أخذنا طرف منه في مداخلات ماضيه لكن يكون لزاماً علينا إعادته مرًه ثانيه:- عالم المجردات أو الأفكار هو عالم (نعتبره) وعي صرف ولكن في الحقيقه هو ليس كذلك! لأنو يعتبر داخل "التقيًد" ومادام كذلك هو إذاً يتحرك داخل الأبعاد (الأربع) من دون إنفكاك. لذا هو بيحمل تلك الثنائيه أو الإزدواجيه التي نطلق عليها عجزاً (وعي و ماده).القلوب، العقول هي ذاتية الوعي الـــ(Conscious)
Quote: ماذا عن الذين تمت زراعة قلوب اصطناعية من المُصابين بضعف القلب المزمن Heart failure؟ |
وهذا الأمر يعتبر بمثابة إثبات علي أن القلب أو العقل الذي نتحدث عنه هو الوعي أو الشعور ولاشيئ غير ذلك!. لأن الــقلب الإصطناعي يعمل زيو وزي أي عضو آخر بالجسد ليمرر (ينقل) الوعي من وإلي.. علي هذا الاساس نجد أن وعي الإنسان(الذاتي والموضوعي) لم يتغير بتغير الأجهزه أو الأعضاء (طبعاً في الحالات الناجحه).Quote: العقل والتكليف الإلهي |
Quote: العقل والتكليف الإلهي |
هذا أمر مشمول في التراتبيه ومرهون بالتغير (الكيميائي) داخل وعي ذلك (العاقِل) حتي يصل به المطاف إلي التحقق.. هنالك من يسميه بالتكليف الإلهي وهنالك من يسميه بـ "العقل والواجب الإلهي".ومن ثم يعتبر هذا الترتيب مهم وهو بمثابة لـ كل مقام مقال. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: Mohamed Adam)
|
سلام يا هشام Quote: هل الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمتلك العقل فعلًا؟ |
كل الكائنات تمتلك عقلا بدرجات متفاوتة, ولكن يتقدمها الإنسان ويزيد عليها إمتلاكه الإرادة, فالطبيعة وجدت قبل الإنسان, ولكنها لم تكن بهذا التطور, وما كان ينبغي لها أن تبلغ هذا المستوي من التطور بمعزل عن الإنسان, والمادة كما ذكر الأخ محمد آدم بمثابة الجسد للعقل أو الوعي والروح, ووجود الروح في الجسد هو الذي يفسر فلسفة الموت والعقل بدوره نوعان. عقل حسي perceptional وعقل حدسي intuitional mind, الأول يعتمد علي الحواس والدماغ, ودليله الإستقراء والتجربة, والثاني مركزه القلب (العقل الباطن), ودليله الشعور والعرفان واليقين, ولكنهما مع ذلك مكملان لبعض وبينهما علاقة جدلية, فالحدس يمنحنا الخاطرة والفكرة الأولي أو الفرضية, ودقة الشعور في القلب تتحسسها, والعرفان يحدد ماهيتها, والمنطق يحللها, والتجربة تثبتها...إلخ Quote: ماذا عن الذين تمت زراعة قلوب اصطناعية من المُصابين بضعف القلب المزمن Heart failure؟ |
وماذا عن ذراعة الخلاية الجذعية في المخ, فهل ستنتقل خبرات المتوفي ومعارفه إلي المريض؟ وماذا أيضا عن المجنون الذي لا يعاني خللا في الدماغ؟ كل هذا إن دل علي شئ, إنما يدل علي أن الترميز إلي الدماغ أوالقلب بالذات ليست عضويا,! التكليف هو الإرادة الحرة, والحرية كما هو معروف عند القانونيين مسئولية, تتطلب كمال الأهلية, والأهلية مناطها العقل, ويترتب علي التفريط فيها أو تجاوز حدودها المحاسبة والعقاب!
فائق التقدير
(عدل بواسطة Adrob abubakr on 06-09-2013, 07:15 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: Adrob abubakr)
|
سلامات بتفق مع الاخ ابوبكر ادروب انو العقل بالقلب لا يعني ان القلب عضوياً ووظيفياً يفكر ويعقل لكن زي السوفت وير بتاع الكمبيوتر
لكن برضو هسي انت حدث نفسك بحديث او اسرليك كلمة في سرك...بتحس عديل انو حديث نفسك نابع من القلب والسر الاسريتو سمعت صوتو من قلبك
اما بالنسبة لعقول الحيوانات فهي اظنها بتعقل في نطاق تدبير معيشتها فقط ومرتبط عقلها بغريزة البقاء
ولو اصلا بتعقل ما كان في خروف قدرنا نضبحو ولا سمكة قدرنا نصطادها
وعقل الحيوانات كقطعة لحم موجود في ادمغتها ويمكن يكون عقول بعض هذه الحيوانات مقارب في تكوينو العضوي لعقل البشر لكن بعد دا ليس له القدرة على التفكير والابتكار كما يفعل عقل البشر
وهذا يدل على ان موضوع التعقل فعلا يمكن يكون حاجة زي السوفتوير لانو في الحيوانات الهاردوير اللي هو كتلة اللحم المسماة عقل موجودة لكن التفكير والتعقل غير موجود
ولو عندك زمن شوف هنا
اصوات الحيوانات هل هي لغة مفهومة لدى بعضها البعض؟
| |
|
|
|
|
|
|
|