جاءتني فكرة أن تكون رسالة الدكتوراه حول ( الشيفرة اللغوية ) فبدأت في البحث عن المراجع التي يمكنني الاعتماد عليها في تناول الموضوع الذي أعتقد أنه سيكون شيقاً .. وأعتقد كذلك أن هذه الدراسة سوف تفتح أفاق واسعة جداً للعديد من الدراسات القادمة حول ذات الموضوع ، فمن خلال قراءاتي الخاصة لسيسيولوجيا اللغة استطعت معرفة سر أعتبره خطيراً وهو أن لكل لغة شيفرة خاصة تكمن فيها علاقة ما باللغات التالية، وبالطبع أحتاج إلى تدعيم هذه الملاحظة بالأدلة الدامغة من خلال مقارنتها بأكثر من ثلاثين لغة ليس من بينها الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والأردو والفارسية لأن هذه اللغات قد أخضعتها فعلاً لهذه الملاحظة، واكتشفت أن الشيفرة مطابقة تماماً لها جميعاً ، ولا أدري إن كانت هذه الشيفرة سوف تنطبق على اللغات المكتوبة طولياً كالصينية واليابانية مثلاً بيد أنها وافقت اللغات المكتوبة عرضياً سواء من اليمين لليسار أو بالعكس. كما يتبقى لي أن أخضع هذه الشيفرة للغات القديمة لأقف على حركة اللغة لأصل في النهاية إلى الاكتشاف الذي يبحث عنه علماء اللغة والانثربيولوجيا منذ زمن طويل وهو أن هنالك لغة أصلية يسمونها اللغة الأم وأن جميع هذه اللغات انحدرت أو تفرعت منها. وإلى يومنا هذا لم يستطع أحد الجزم بصورة علمية التأكد من هذه النظرية. وإن صحّ ما أبحث فيه هذه الأيام فسوف تكون هذه الشيفرة هي المفتاح للوصول إلى الإجابة عن السؤال المطروح ( ما هي هذه اللغة الأم؟ وكيف انقسمت؟ ). أرجو ممن لديه أية معلومات حول هذا الموضوع تزويدي بها أو تزويدي بأسماء كتب أو مراجع من شأنها إفادتي في هذا الأمر وسأكون لكم من الشاكرين
اللغة في شكلها المبدئي هي لغة منطوقة ، والرسم الذي يقال عنه (سماعي) هو نوع معترف به حتى عند رجالات النحو الأقدمين. ربما اختفى هذا النوع من الرسم في حقبة ما يمكن أن نطلق عليها حقبة التأسيس اللغوي. في تلك الحقبة يا أخي، كان ثمة اتفاق بين علماء اللغة ومستهلكيها على رسم الكلمات المنطوقة فاتفق الجميع على أن (الذي) تكتب وترسم بهذه الصورة رغم أن كتابتها السماعية هي (اللذي) وتم الاتفاق على أن (هذا) تكتب بهذه الصورة رغم أن رسمها السماعي هو (هاذا) وهكذا العديد من الأمثلة التي تم الاتفاق عليها بجهود مؤسسية تتمثل في علماء اللغة بجميع تبويباتها. ولا شك أن الأصل في الكتابة هو (رسم المنطوق) أي الرسم السماعي، إذ أن الحرف اللغوي ما هو إلا رسم لشكل الصوت ليس إلاّ ... إلا أن الأغلب والمتفق عليها الآن هو ما توصل إليه علماء اللغة من رسم المنطوق وإن كان مخالفاً له.
ومع حركة اللغة المصاحبة لحركة التطور الإنساني وجدنا أن اللغة تتسع لتشمل مناحٍ لم تكن معروفة لا لغوياً ولا حياتياً في البيئات الإنسانية القديمة. فتم استحداث كلمات ليست مما يستعملها العرب في الأصل، لذا فإنها تقبل تطبيق القاعدة السماعية لأن القواعد اللغوية بنيت في الأصل على المنقول من كلام العرب. لذا فإنك لن تجد في (شيفرة) أو (شفرة) في لسان العرب بالمعنى الذي نقصده الآن. وإن كانت الشفرة (بفتح الشين) هي حدّ الشيء وحافته. غير أن العرب كانت تستخدم كلمتي (حدّ ) و (حرف) للتعبير عن هذا المعنى. ولك أن تنطق شفرة (بكسر الشين) للتعبير عن code أو يمكنك أن ترسمها بكسر الشين وإضافة الياء إذ ليست لها قاعدة كتابية محددة تجعلنا نلتزم بسواهما. فعندما نكتب (إلكترونيات) أو (إليكترونيات) أو (ديموقراطية) و (ديمقراطية) فترى هل هنالك قاعدة لغوية تحدد لنا شكل وطريقة الأصح؟ الإجابة في نظري هي ( لا ) لأنها معانٍ مستحدثة لا تنطبق عليها القواعد المتعارف عليها.
وفي رأيي الخاص جداً فإن ( شيفرة ) هي أصح مقارنة باللغة المسموع وليس بالقاعدة الكتابية، لأنها في الأساس لا تنطبق على قاعدة كتابية محددة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة