الرواية بوصفها أداة قياس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-16-2024, 06:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2009, 05:24 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرواية بوصفها أداة قياس



    الرواية كأداة قياسية – نظرية المبتكر المغفّل

    بقلم: هشام آدم
    عندما نتكلّم عن فن الرواية، فإننا بالضرورة نربط هذا الفن بعناصر متعددة: منها ما هو مستقل بذاته، ومنها ما ليس كذلك. فالوقائع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هي في الحقيقة دوائر متداخلة، ولكنها غير مستقلة على الإطلاق عن الإنسان، فهذه العناصر مجتمعة مرتبطة بوجود الإنسان ووعيه وتفاعله مع البيئة ومع نفسه. ورغم ذلك فإن ثمة حيوات منفصلة تماماً عن هذه المنظومة المتداخلة، وأقصد بذلك الحيوات الذاتية لكل فرد. فللفرد داخل المجموعة حياته الخاصة أو السريّة التي يعيش في صراع بينها وبين ما يقتضيه وجوده الاجتماعي: ما يرضاه وما يتمناه، ما يفعله وما يتمنى أن يفعله، ما يقوله وما لا ينبغي أن يقوله.

    وفن الرواية باعتبارها فناً يُحاكي الواقع أو يوازيه، فإنه بطريقة ما يُصبح الطريقة الأنجع والأكثر إبداعاً لخلق وقائع مثالية (ربما)، أو أقرب إلى خوض صراع افتراضي ما هو كائن وما هو ممكن أو مستحيل الإمكان. وكأن الروائي -حين يكتب روايته- يُجري حوارات مفترضة بينه وبين سلطة واقعية سواء كانت هذه السلطة سلطة اجتماعية أو دينية أو حتى سلطة الذات العليا. وهو بذلك إنما يحاول قياس إمكانية المعقول منها وغير المعقول، ويبتكر شخوصاً يُقدمهم قرابين لهذا الاختبار الوجودي في الحقيقة.

    إنّ الحياة الواقعية المعاشة بشكل يومي تمثل مجموعة من المصادر الروائية لآلاف القصص والحكايات الحيّة، التي يُمكن استنساخها وإعادة صياغتها في قوالب فلسفية سردية جديدة، يُنتج فيها المبدع عناصرها الأساسية المترتبة أو السابقة عليها: الزمان والمكان والشخوص والحدث؛ إذن فثمة حياة جديدة (مكتملة العناصر) يبتكرها الروائي لسبب ما: إما لقياس قدرته على المحاكاة الجيّدة، أو لخلق صراعات افتراضية يقيس بواسطتها إمكانية قبول المتخيّل لديه من قبل الآخر.

    الأمر يُشبه –إلى حدّ ما- محاولاتنا لوضع تخمينات حول ردود أفعال المجتمع إزاء وجهات النظر الخاصة، ومدى قبول الآخر بالأنا، تلك التخمينات التي نصوغها باستمرار في حياتنا اليومية بطريقة تلقائية حتى دون أن نشعر بذلك، ووضع خطط بديلة لأنماط سلوكنا بناء على استنتاجات منطقية مستقاة من خبراتنا العامة، كأن نقول: "ترى ماذا سوف يحدث إذا تغيّبت عن العمل دون إخطار مسبق؟" وعند طرح سؤال كهذا (مثلاً) فإننا لا نبحث عن الخطوات الإجراءات، وإنما نحاول كشف الأبعاد المتعلّقة بذواتنا الخاصة؛ بمعنى: أننا لا نتساءل عمّا سوف تتخذه المؤسسة من إجراءات قانونية، وإنما عما تترتب عليه هذه الإجراءات وتؤثر مباشرة في نظرة الآخر إلينا، ومن ثمّ علاقة ذلك بنظرتنا إلى أنفسنا وتقديرنا لذواتنا.

    "ترى ما الذي سيحدث إن خرجت إلى الشارع عرياناً؟" هذا السؤال لا يبحث عن الخطوات الإجراءات، وإنما عن تداعيات هذه الخطوات. فمن المؤكد أنني سوف أكون معرضاً للمسائلة القانونية إذا خرجت إلى الشارع عرياناً، وربما يتم تقديمي إلى المحاكمة، ربما أسجن، وربما أجلد، ولكن هل هذا هو ما يُهمني معرفته فعلاً من هذا السؤال؟ أم: ماذا سيقول الناس عني؟ كيف ستكون علاقتي بأهلي، وجيراني بعد ذلك؟ هل سيقل احترامهم لي؟ إلى أيّ مدى قد يتأثر تقديري لذاتي جراء ردود أفعال الآخرين؟ هذه هي الأسئلة والهواجس الحقيقة التي تشغل بالنا على أيّة حال، وهذا ما يحاول الروائيون بحثه ومناقشته في رواياتهم.

    يُحقق الروائي نوعاً من الشعور بالرضا لدى تمكّنه من خلق هذه الإمكانيات، وطرحها دون أن يكون مسائلاً من الآخر بصورة مباشرة؛ فهو يطرح تساؤلاته الذاتية من خلال الآخر (شخصيات الرواية)، ويُحمّلهم تبعات هذه التساؤلات التي يخلقها بنفسه. ثمة أشخاص قد لا يطرحون مثل هذه التساؤلات إما لكونهم في حالة تصالح أو تسوية مع الذات أو الآخر، أو لكون خبراتهم الخاصة لا تحمل محفزات كافية لإثارة هكذا تساؤلات، ولكن الروائي حين يبتكر شخوص روايته؛ فإنه يضع لهم سماتهم الشخصية العامة والخاصة، وتاريخهم النفسي والاجتماعي والثقافي والمعرفي ليُمهّد لمنطقية ما ليس بمنطقي، أعني الأفكار المتعارضة تماماً مع مجتمعه.

    هذا التكتيك السردي التحايلي يُمثل متعة بحدّ ذاته، ولكن المتعة الحقيقة تكمن في نجاح هذه الشخصيات المبتكرة من اختراق قوانين الآخر، وقدرتها على فرض نفسها في الواقع المستنسخ عنه. وبمعنى آخر قدرة هذه الشخصيات على القفز من واقع المحاكي إلى الواقع المحاكي منه، والأغرب من ذلك كلّه، هي قدرة هذه الشخصيات على التخلّص من مبتكريها واستقلالهم عنهم وتلك هي النقطة التي تجعلنا نحكم على هذا المبتكر بالفرادة والتميّز، بينما يفشل عدد من الروائيين في خلق شخصيات قادرة على إنجاز هذا النجاح ولو بصورة صورية مؤقتة.

    هذا الأمر يجعلنا نطرح تساؤلاً عن إمكان أن يبتكر الروائي شخصيات تعمّر أطول منه، دون أن يتمكن هو من فعل الشيء ذاته. ولا أعني هنا القدرة على الخلود بمعناه الوجودي، وإنما بمعناه الأدبي والقيمي. وبالتالي فإن سؤالاً حول كاجيتو الإبداع يطرح نفسه: "من ساعد الآخر على البقاء، المبتكِر أم المبتكَر؟" هذا سؤال أساسي للغاية، ويصعب تحديد الإجابة عليه إن لم نأخذ في اعتبارنا مقومات الشخصية الخالدة.

    في الحقيقة فإننا نجد أن بعض الشخصيات المبتكَرة هي التي ساعدت في الكشف عن مبتكريها حتى وإن كان بعد فنائهم، وبالتالي فإنه تم إعادة إحياء هؤلاء المبتكِرين ووضعهم على قائمة الأحياء من جديد، ويعود الفضل في ذلك إلى تلك الشخصيات الوهمية التي ابتكروها ذات لحظة إبداعية، بينما نجد في تاريخ الأدب السردي شخصيات روائية استطاعت منح شخصيات الوهمية البقاء لكونهم شخصيات خالدة وإن لم يبتكروا شخصياتهم تلك. فهل بإمكاننا اعتبار ويليام شكسبير –مثلاً-شخصية خالدة بنفسها استناداً إلى موهبته الشعرية والفنية، أم أن شخصيات مثل: روميو وجوليت وعطيل وهاملت هي التي أكسبته صفة الخلود، وصنعت منه ويليام شكسبير الذي نعرف؟ فإن لم يكن شكسبير قد كتب غير سونياتته فهل كان من الممكن أن يظل خالداً كما هو اليوم؟

    وفي المقابل، فإن بعضاً من شخصيات التراث العربي كشهرزاد وشهريار لم يستطيعا أن يُكسبا مبتكريهما الخلود الذي نالاه، وحتى حيوانات ابن أوى (كلية ودمنة) في التراث الهندي لم يستطيعا أن يُكسبا بيديا صفة الخلود. إن كاجيتو الإبداع في تناول مسألة الخلود هو أمر يصعب الحكم عليه لمجرّد الانتصار لفكرة دون الأخرى. ولكن يبدو أن الرغبة في الخلود والبقاء هو الدافع الآكد للكتابة والإبداع.

    وإلى هذا الحد يُمكننا النظر إلى الأدب على اعتباره فعلاً ليس وجودياً بقدر ما هو فعل تحيالي في المقام الأول، يتشابه مع مجموعة من السلوكيات والأفعال التي يقوم بها الإنسان الفرد في خضم صراعاته المتعددة والمتنوعة من أجل البقاء كالإنجاب والتناسل واختلاق وسائل الحياة الماورائية والتنظير لها في كافة الثقافات والحضارات الإنسانية البائدة والباقية. وربما لا يكون ذلك محاولة مني لإعادة تعريف الأدب بقدر ما أعتبرها محاولة لإضافة عنصر جديد في التعريف السائد، وتعرية غير المكشوف منه.

    يُصبح الأمر متعلقاً الآن بمدى ارتباط الشخصيات المبتكِرة بالشخصيات المبتكَرة، في محاولة كل منهما للانتصار على الآخر. وحسب كل ما تقدّم أعلاه فإنني أرى الروائي شخص مغفل يبتكر بيده أدوات انتحاره الخاصة دون أن يدري فيما يحاول أن يخلق لنفسه الحياة الأبدية. إنّ محاولات قياس الحقيقة عبر آليات كالفن الشعري والسردي والتشكيلي –مثلاً- هي إنما أمارة بلاهة نعتز بها، ونقدسها، ونعتبرها عملاً إبداعياً يستحق الثناء والتمجيد، فيما إنّ الواقع أننا نبحث عن ذواتنا في كل ذلك.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 01-27-2009, 05:31 PM)

                  

01-28-2009, 05:25 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: هشام آدم)

    *
                  

01-28-2009, 05:33 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: هشام آدم)

    هشام

    دعني ارحب بك أولا، وبهذا البوست الذي يفتح معالجة ندرت حاليا في البورد، وهي الاهتمام بقضايا أدبية لاسيما في (فن السرد)..

    وسابتدر الأمر بسؤال عن روايتك التي اصدرتها.. ولماذا اتجهت لجعل فضاء الرواية .. متخيل.. في اسبانيا... وهي تجربة قام بها محسن خالد أيضا بشكل مختلف في (الحياة السرية للأشياء),,, حيث جيمع أبطاله أمريكيون.... انا قمت بذات الشيء في روايتي (دنيا عدي) حيث تعاملت مع الفضاء العراق الذي لم يسبق لي أن زرته،

    حتما لدي مبرراتي.. ولكن اريد ان اسمع وجهة نظرك بخصوص روايتك..
                  

01-28-2009, 07:13 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: emadblake)

    الأخ : عماد بليك

    مرحباً يا عزيزي، وأشكرك على طرح كهذا، رغم ابتعاده عن موضوع المقال الرئيس، ولكن في الحقيقة –ومنذ صدور رواية أرتكاتا- والسؤال المشترك الوحيد الذي يُطرح هو: لماذا اخترت الكتابة عن ثقافة أخرى، ولماذا الفضاء الإسباني بالتحديد؟ وقد ذهب البعض في تفسير ذلك إلى أنه هروب من واقع مأساوي، وهم يقصدون بذلك الواقع السوداني. هذا السؤال كان أول سؤال يُطرح عليّ في حوار صحفي لمصلحة جريدة الشروق المصرية، وجريدة الراية القطرية من قبل، وقلت (وأقول): إن علاقتي ليست بإسبانيا، أو أيّ قطر آخر بعينه، علاقتي هي مع الإنسان أينما وجد. أحاول إيجاد الأماكن غير الموجودة؛ وأن أخلق شخوصها كما ينبغي لهم أن يكونوا. وكما يقول الروائي العالمي غبريال غارسيا ماركيز: "ليست الحياة ما نحياها، بل ما نتذكرها، وكيف نتذكرها لنحكيها".

    المسألة ببساطة أنني أحاول أن أخلق عوالم وحيوات لها وجودها الواقعي، وفي ذات الوقت ليست مرتبطة في حركتها وفي روابطها التصويرية بالواقع؛ هي مسألة أقرب من الفنتازيا المرتبطة بالواقع بطريقةٍ ما. فالمشاعر والرغبات الإنسانية موحّدة ومشتركة: الحزن – الفرح – الحب – الرغبة – التديّن – الغضب، ولكن ثقافة الإنسان (الفرد)، بالإضافة إلى الثقافة الجماعية أو ثقافة المجتمع هي التي تحدد طريقة التعبير عن هذه الأشياء، وكيفيتها ومستوى نضجها من عدمه.

    لست مهتماً بتبرير اختيار إسبانيا على وجه التحديد لأنني على يقين كامل بأمرين غاية في الأهمية أولهما: أن أيّ نطاق جغرافي في العمل الروائي، هو نطاق موازي للنطاق الحقيقي، أو مشابه له ولا يمثله بصورة متطابقة بالضرورة، ولا يجب أن يكون الأمر كذلك على أيّ حال من الأحوال. ثانيهما: أنّ وقائع وأحداث أيّ نص روائي يتناول سيرة المشاعر والرغبات الإنسانية لا يمكن حصرها في ثقافة محددة لأنها –كما قلتُ سابقاً– مشاعر ورغبات إنسانية مشتركة؛ مجرّد فكرة حصرها في ثقافة محددة عن طريق القراءة –وليس الكتابة– يقلّل تناولها على المستوى الإنساني. وعندما أفرّق بين التلقي الكتابي والقرائي؛ فإنني أعني بالتحديد أنّ الكاتب والقارئ -على حدٍ سواء- لا يتوجب عليهما التوقف عند هذه النقطة، لأن الكاتب عندما يكتب عن بيئة ثقافية محددة فهو بالتأكيد يحاول الإشارة إلى شيء محدد في عمق النص أيّ داخله لا خارجه، وبالتالي فإنه يمكن أنّ يسحب واقعاً بأكمله ويسقطه على واقع آخر، بينما لا يجدر بالقارئ أن يهدر وقته في البحث عن تبريرات مناسبة لهذه الاختيارات؛ لتبقى الخيارات أمامه مفتوحة على جميع الاحتمالات، وبالتالي لا نقيّده في إطار الكاتب.

    الكتابة عالم؛ والقراءة عالم آخر، رغم أنهما يلتقيان في نقاط أخرى. من هنا أرى أنه ليس من الضروري، بل ليس من المعقول، الإفصاح عن أسباب اختياري –أو اختيار أيّ روائي- لثقافة أو واقع ثقافي بعينه؛ حتى وإن كان ذلك بقصد، فإنه يظل رهناً بالكاتب وحده. علينا كذلك أن نعرف وأن نفهم العلاقة الجدلية الحاصلة بين الكاتب والمتلقي؛ لأن في هذه العلاقة يكمن الكثير جداً من الإجابات، كما أنه يتوجب علينا أن نعرف إجابة السؤال الأكثر خصوبة "لماذا نقرأ؟" لتتكشّف لدينا بعض الحقائق الغائبة عنّا. والإجابة على هذا السؤال أمر ليس بالهيّن كما يبدو أبداً.

    وهو بطبيعة الحال ليس هروباً، فمسألة الهروب من واقعٍ ما مؤلم هذه مستبعدة، لأن الرواية نفسها تتناول واقعاً مؤلماً كذلك، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة ولا هذا التبسيط الذي نراه؛ لا من حيث الاتهام، ولا نفي الاتهام أيضاً. أنا مرتبط بالإنسان ومهتم بقضاياه كما قلتُ من قبل، ولا يهمني بعد ذلك الإطار الخارجي الذي أعبّر به عنه. الإنسان في إسبانيا وفي السودان متماثلان ومختلفان. ولا أحاول تكرار ما قاله فريدريك أنجلز في كتاباته بأن كل متماثلين مختلفين -رغم صحّة هذه المقولة- ولكن ما أريد قوله هو أنّ سيرة كاسبر سرجينيو "بطل رواية أرتكاتا" هو سبر للأغوار الإنسانية بصرف النظر عن أيّ شيء آخر: جنسية، ثقافة، ديانة .. إلخ.

    فكاسبر يمثل جيلاً معقولاً من الشباب الباحثين عن الحقيقة وعن الحب في زمن استطاع فيه الرأسمال أن يفرض سطوته بلا هوادة، وأن يلوي أعناق الحقيقة حتى بدت الأمور تختلط وتنقلب تماماً عن مسارها الصحيح. كاسبر هو أنموذج –إذا صحّ التعبير– لهذا الجيل بكل معاناته الداخلية والذاتية والاجتماعية، ولا بد أنّ نجد أوجه تشابه كبيرة أو صغيرة بين سيرته وسيرة شاب آخر في دارفور (السودان)، أو جندريس (سوريا)، أو في صعيد مصر، أو دوّار الفقراء (المغرب)، أو أيّ مكان آخر من هذا العالم. إنّ عبارة "الهروب من الواقع" هي في رأيي عبارة توهمية، فلا أحد يمكنه الهروب أو الانفصال عن واقعه إلاّ في حالات الجنون الذهاني. الإنسان حتى اللامنتمي مرتبط بواقعه حتى وإن لم يعرف ذلك، وهو غير منفصل عنه حتى وإن حاول جهده من أجل ذلك. نعرف ذلك من تفكيره وسلوكه ولغته أو لهجته أو حتى نزعاته الشاذة منها أو السويّة. أنا إذن لا أهرب من واقعي أبداً بل أتعايش معه بطريقتي الخاصة، وأعبّر عنه أيضاً بطريقتي الخاصة. أضف إلى ذلك عدم إمكانية هروب الشخص من واقعه إلا من خلال ذات الواقع والتعمّق فيه لا العكس.
                  

01-28-2009, 08:22 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام

    قرأت ما كتبت...

    واتفق معك في أن الكتابة يجب أن تتحرر من الفكرة التقليدية التي تقوم على أسر الزمكان... بمعنى الانتقال إلى فضاءات جديدة، قد تكون أيضا خارج عوالم الأرض والزمن، وربما فكرة الكون بالمعنى الذي نعرفه.. قبل الخلق.. قبل كل شيء... وربما في المستقبل...

    لكن مشكلة الكتابة الجديدة، تحديدا في السودان، أنها ما تزال غير متقاطع معها من قبل العامة، وربما المثقفون أيضا.. وهذا يعزى لمشكلات تتعلق بالعقل السوداني في البناء الثفافي وما تراكم في آلية المعرفة السودانية من إشكاليات.. ومهمتنا كجيل جديد أن نساهم في "انقلاب" هذه الصورة.. حتما يحتاج هذا "التصور" إلى وقت...

    ولكن...........
                  

01-28-2009, 09:14 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: emadblake)

    الأخ : عماد البليك

    الانتلجنسيا السودانية تعاني من نرجسية مَرَضية،
    وأخشى ما أخشاه أن يكون شفاء هذا المرض مرتبطاً
    بمعالجة أزمة الهوية البالغ في التعقيد.....
    أضيف إلى هذه الخشية خشية أخرى من أن تكون ثمة
    قطيعة بين المثقفين و "العامة" من جهة، وبين
    المثقفين والثقافة من جهة أخرى، وهذه يطول الكلام
    حولها.

    لك مني كل التحية
                  

01-28-2009, 09:26 AM

ibrahim kojan
<aibrahim kojan
تاريخ التسجيل: 03-29-2007
مجموع المشاركات: 1457

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: هشام آدم)

    Quote: الانتلجنسيا السودانية تعاني من نرجسية مَرَضية،
    وأخشى ما أخشاه أن يكون شفاء هذا المرض مرتبطاً
    بمعالجة أزمة الهوية البالغ في التعقيد.....
    أضيف إلى هذه الخشية خشية أخرى من أن تكون ثمة
    قطيعة بين المثقفين و "العامة" من جهة، وبين
    المثقفين والثقافة من جهة أخرى، وهذه يطول الكلام
    حولها.
    [


    هشام.. يا صديقي..

    قرأت المقال بهدوء شديد..

    ورغم ان الكوت اعلاه هو رد علي ا لبليك الا انه قد اصاب الحقيقه, والتي هي دون شك بالغة التعقيد!

    اتفق معك فيه تماما

    ولك الحب.
                  

01-28-2009, 11:08 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: ibrahim kojan)

    صديقي : إبراهيم كوجان

    أشكرك على قراءة المقال وعلى التعقيب أعلاه
    وأتمنى أن نجد حلولاً لمعضلات الأدب السوداني
    عمّا قريب ....

    لك تحياتي
                  

01-28-2009, 01:10 PM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام آدم
    تحية طيبة وصباح الخير ....


    استمتعتُ جداً بهذا المقال فقد حرّك اسئلة كثيرة وتحديات أكبر ... حيث عطفتُ في الفترة الأخيرة للقراءة المتمعنة والفاحصة بل اعدتُ قراءة الكثير من الكتب والتي قرأتها سابقاً حيث قفزت بعض الملاحظات والتي لم الحظها سابقاً .... فشكراً لايرادكم هذا المقال ..


    بعد أن قرأتُ المقال اتفق معك في ..

    Quote: وفن الرواية باعتبارها فناً يُحاكي الواقع أو يوازيه، فإنه بطريقة ما يُصبح الطريقة الأنجع والأكثر إبداعاً لخلق وقائع مثالية (ربما)، أو أقرب إلى خوض صراع افتراضي ما هو كائن وما هو ممكن أو مستحيل الإمكان. وكأن الروائي -حين يكتب روايته- يُجري حوارات مفترضة بينه وبين سلطة واقعية سواء كانت هذه السلطة سلطة اجتماعية أو دينية أو حتى سلطة الذات العليا. وهو بذلك إنما يحاول قياس إمكانية المعقول منها وغير المعقول، ويبتكر شخوصاً يُقدمهم قرابين لهذا الاختبار الوجودي في الحقيقة. إنّ الحياة الواقعية المعاشة بشكل يومي تمثل مجموعة من المصادر الروائية لآلاف القصص والحكايات الحيّة، التي يُمكن استنساخها وإعادة صياغتها في قوالب فلسفية سردية جديدة، يُنتج فيها المبدع عناصرها الأساسية المترتبة أو السابقة عليها: الزمان والمكان والشخوص والحدث؛ إذن فثمة حياة جديدة (مكتملة العناصر) يبتكرها الروائي لسبب ما: إما لقياس قدرته على المحاكاة الجيّدة، أو لخلق صراعات افتراضية يقيس بواسطتها إمكانية قبول المتخيّل لديه من قبل الآخر.


    أما في ما يلي فلا اوافقك ..

    Quote: يُحقق الروائي نوعاً من الشعور بالرضا لدى تمكّنه من خلق هذه الإمكانيات، وطرحها دون أن يكون مسائلاً من الآخر بصورة مباشرة؛ فهو يطرح تساؤلاته الذاتية من خلال الآخر (شخصيات الرواية)، ويُحمّلهم تبعات هذه التساؤلات التي يخلقها بنفسه. ثمة أشخاص قد لا يطرحون مثل هذه التساؤلات إما لكونهم في حالة تصالح أو تسوية مع الذات أو الآخر، أو لكون خبراتهم الخاصة لا تحمل محفزات كافية لإثارة هكذا تساؤلات، ولكن الروائي حين يبتكر شخوص روايته؛ فإنه يضع لهم سماتهم الشخصية العامة والخاصة، وتاريخهم النفسي والاجتماعي والثقافي والمعرفي ليُمهّد لمنطقية ما ليس بمنطقي، أعني الأفكار المتعارضة تماماً مع مجتمعه.


    إذا اجبت عن سؤالي ...هل الآخر هنا مقصود به المتلقي ( القارئ ) أم الآخر هو أحد شخوص الرواية ؟؟؟؟ لأننا لو فرضنا ان الآخر هو القارئ نسقط فرضية التساؤلات النقدية التي تنبعث داخل القارئ حال استمراره في القراءة ...


    وفي النقطة أدناه أنت قسوت جداً على الشعراء أما عن شهرة شكسبير : شهرة شكسبير لم يكتسبها من خلال شخصيات مسرحياته ولكن من خلال الأسلوب الجديد أنذاك واللغة القوية المعبرة النافذة والمتنفذة ...فكانت تشبيهاته رومانسية في قمة الواقعية أو العكس . واسلوبه في الكتابة كان يعتمد على الشعر - الممتد - والذي يوجد به تشبيهات بلاغية وتعبيرات واستعارات لغوية منتقاة بعاية فائقة حتى بعض كتاباته تجلعك تشعر بأن من كتبها عدة شخصيات وليس مؤلف واحد ...... هل كان بايرون أو شيللي أو جون كيتس أو مليتون مؤلفوا مسرحيات ؟ هل كانت إيملي ديكنسون أو كرستينا روزيتي من كتاب المسرح ....؟
    وحتى شكسبير نفسه ( الكاتب العظيم ) ومؤلف المسرحيات الخالدة .... ماذا فعل عندما تم اغلاق مسرحه بسبب الطاعون ...رجع للشعر ...

    Quote: في الحقيقة فإننا نجد أن بعض الشخصيات المبتكَرة هي التي ساعدت في الكشف عن مبتكريها حتى وإن كان بعد فنائهم، وبالتالي فإنه تم إعادة إحياء هؤلاء المبتكِرين ووضعهم على قائمة الأحياء من جديد، ويعود الفضل في ذلك إلى تلك الشخصيات الوهمية التي ابتكروها ذات لحظة إبداعية، بينما نجد في تاريخ الأدب السردي شخصيات روائية استطاعت منح شخصيات الوهمية البقاء لكونهم شخصيات خالدة وإن لم يبتكروا شخصياتهم تلك. فهل بإمكاننا اعتبار ويليام شكسبير –مثلاً-شخصية خالدة بنفسها استناداً إلى موهبته الشعرية والفنية، أم أن شخصيات مثل: روميو وجوليت وعطيل وهاملت هي التي أكسبته صفة الخلود، وصنعت منه ويليام شكسبير الذي نعرف؟ فإن لم يكن شكسبير قد كتب غير سونياتته فهل كان من الممكن أن يظل خالداً كما هو اليوم؟


    أجدك في اخر المقال .... حصرت الفعل الابداعي على انه بحث عن الذات ... والنقد لا (لزوم ) له ...لماذا ؟


    لك التحية

    اسامة
                  

01-29-2009, 07:43 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: Osama Mohammed)

    الأخ : أسامة محمد
    تحيات طيبة. وبعد ،،،

    أولاً أشكرك على قراءة المقال بهذا القدر من الوعي، وسعيد بالنقاط التي أثرتها في مداخلتك المقدّرة، وفيما يتعلق بسؤالك حول (من هو الآخر؟) فالمقصود بالآخر هنا هو السلطة سواء كانت سلطة خارجية: سلطة اجتماعية أو دينية أو سياسية، أو كانت سلطة ذاتية؛ على اعتبار أن لكل ذات سلطة عليا متوافقة مع منظومة من القيم والمُحددات الخارجية. ولتوضيح هذه النقطة بالتحديد اسمح لي أن أضرب لك مثالاً:

    السلطة الخارجية وإطلاقها هو في الحقيقة وهم، لأن كل فرد ينزع إلى تمكن سلطات يخترعها، ويفرضها على نفسها، فمثلاً عدم قدرة المرء النوم عارياً تماماً هو نوع من أنواع تسلّطة الذات على نفسها، إذ أنّ انعزال الفرد من المجتمع لا يعني تماماً انعزال الفرد من السلطة، وبالتالي فإننا يُمكن أن نسحب هذا الأمر على المبدع (الروائي بالتحديد) فإذا كانت مناقشة قضية كالإصلاح السياسي، أو قضايا المرأة، أو القضايا الوجودية المعقّدة التي لا يجرؤ الفرد على مناقشتها باسمه داخل هذه المنظومة من السلطات المتقاطعة.

    أرى أن الروائي يحاول في كتاباته طرح هذه الأفكار والقضايا على لسان الآخر (شخوص الرواية) بحيث لا يُمكن اتهامه بتبني هذه الأفكار، وهذا ما قصدته من قولي: "يُحقق الروائي نوعاً من الشعور بالرضا لدى تمكّنه من خلق هذه الإمكانيات، وطرحها دون أن يكون مسائلاً من الآخر (السلطة) بصورة مباشرة."

    أما فيما يتعلق بشكسبير، فإنني لم أسع أبداً إلى تأكيد إحدى الاحتمالات الواردة في المقال، بل طرحتُ تساؤلاً مفاده: "هل شخصيات شكسبير المسرحية هي التي منحته الخلود، أم أنها ملكته الشعرية الخاصة؟" وفي الحقيقة؛ فإنني لا أنزع إلى تحقيق أو تأكيد أيّاً من الاحتمالين إلا بمزيد من الأدلة التاريخية على ذلك.

    أما فيما يتعلق بنقطتك الأخيرة؛ أقول: إن الأدب –كما أراه- هو فعل ذاتي صرف، لا يُمكن رؤيته وقراءته والحكم عليه بمعزل عن المبدع نفسه: أفكاره، أيديولوجيته، معتقداته الدينية، رؤيته الخاصة إلى العالم، رؤيته الخاصة عن نفسه ... إلخ. ولكنني في الوقت ذاته لا أقول قط بلا لزوم النقد، إذ على العكس تماماً فإنني أربط المسيرة التاريخية للأدب بحركة النقد التي تعمل على تقييمه سواء بالسلب أو الإيجاب.

    أكرر لك شكري على هذه المداخلة الثرة والرائعة
    ولك مني كل التحايا والتقدير
                  

01-29-2009, 08:32 AM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام

    شكراً على ردك والذي ساعدني أكثر على فهم النقاط التي ترتكز عليها في تدعيم مقالك الرائع ....

    ثم ....

    Quote: أما فيما يتعلق بنقطتك الأخيرة؛ أقول: إن الأدب –كما أراه- هو فعل ذاتي صرف، لا يُمكن رؤيته وقراءته والحكم عليه بمعزل عن المبدع نفسه: أفكاره، أيديولوجيته، معتقداته الدينية، رؤيته الخاصة إلى العالم، رؤيته الخاصة عن نفسه ... إلخ. ولكنني في الوقت ذاته لا أقول قط بلا لزوم النقد، إذ على العكس تماماً فإنني أربط المسيرة التاريخية للأدب بحركة النقد التي تعمل على تقييمه سواء بالسلب أو الإيجاب


    فها نحن نتفق فيما يتعلق بضرورة النقد - كأداة - لتحسين ومحاولة تطوير الأدب ... ولكني أيضاً أري أن النقد المجرد - النقد من أجل النقد - أي نقد الفعل الأدبي بكافة اشكاله أجدى مما ذكرته أعلاه ...أو بعبارة أخرى الجملة التي تحتها خط أعلاه لا تجدي في كثير من الأحيان فكثير من المبدعين يكنبون من أجل الكتابة لا للشهرة أو للوقوع تحت طائلة مباضع النقاد .... فحين تنظر للعمل الأدبي من خلال واحدة من المناظير أعلاه ( ما تحته خط ) ينحرف النقد من مساره ليتخذ مساراً آخر يُشرّح شخصية المبدع لا فعله ....

    سؤال آخر ...هل البحث عن الذات والذي ذكرته في المقال يندرج ضمنه البحث عن الجمال ؟ أعني للمبدع ..

    تجدني أكثر سعادة منك لمقالك الجميل والضافي .... ولكنها عادة قديمة عندي (تفتيش ) ما يكتبه أي شخص ...

    .......
    وبعدين الأيام دي عندي وجع ( نقد ) ما عارف ليه ؟ في اي بوست تلقاني حايم بي كلمة النقد دي .... لكن بالجد النقد مهم خصوصاً في الفترة الحالية .
    .......

    لك التحايا والمودة ....
    اسامة
                  

01-29-2009, 09:35 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: Osama Mohammed)

    الأخ : أسامة محمد

    أحتفي كثيراً بالنقد، إلى الدرجة التي تجعلني أقول بأن غيابه كان أحد أهم الأسباب التي جعلت الأدب السوداني يتأخر عن مواكبة ركب الزخم الأدبي العربي وغيره من الآداب الأخرى. ولي مقال أتمنى أن تقرأه بعنوان ( نقد الانتلجنسيا السودانية ) تناولت فيه كيف أثر غياب النقد على الأدب السوداني.

    فيما يتعلق بسؤال عن البحث عن الجمال، فمما لاشك فيه عندي أن كل كاتب مبدع يبحث (بطريقته الخاصة) عن الجمال بالضرورة، وهو أمر طبيعي طالما أننا نعتبر أن الكتابة فعل ذاتي، وطالما أن مفهوم الجمال مفهوم نسبي بذاتيته. ولكن لك أن تصدق أن البحث عن الجمال وأن خوض الصراعات الفكرية الكبرى ليس، وتقييم المجتمع والتأثير عليه، وهذا الكلام الذي ينطق به عدد لا بأس به من المبدعين، هو ليس الهدف الأساسي من الكتابة. أو هكذا أرى.

    لك مني كل التحايا والود
                  

01-29-2009, 09:48 AM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام ...

    شكراً على الرد ....

    قرأت المقال وبصراحة هو يصلح لأن يكون دراسة فأكثر ما يغيظني الآن هو تفشي ظاهرة النقد (الإنطباعي ) غير الممنهج لبعض الأعمال لكتاب سودانيين ... المهم المقال لا يقل روعة عن مقالك أعلاه إن لم يكن أكثر شمولاً وكما قلت يجب أن تكون هناك دراسة عن عزوف النقاد من السودانيين عن النقد ....

    ارجو منك (ضخ ) المنبر بمواضيع ثقافية اخرى حتى (تتورد خدوده ) أو قل .... يعود لنضارته ...


    معك ويمكنك أن تعدّني ضمن فصيلة (قارئ راتب ) لمواضيعك وانتاجك الأدبي .....

    مودتي

    اسامة
                  

01-29-2009, 11:32 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: Osama Mohammed)

    الأخ : أسامة محمد

    في رأيي فإن مكلة النقد تكمن في سطوة الأخوانيات والشللية، وغياب المنهج النقدي. أضف إلى ذلك أن معظم النقاد غير متابعين للمستجدات على الساحة، ليس فقط الكتابات الإبداعية، وإنما حتى جديد النظريات النقدية وحركة مدارسها المختلفة. كما أنّ فصل النقاد السودانيين للنقد عن الفلسفة ساعد أكثر في خفض القيمة المنهجية للنقد نفسه؛ ولذا فإنه يكون موجهاً لشخص المبدع وليس لإنتاجه، وفي ذلك نجد أيضاً طغاء النظرة الانطباعية وشمولية الآراء النقدية، ولذا فإننا نجد أنماط غير موضوعية من النقد على الساحة الأدبية والفكرية، فهو يستهدف المبدع إما بغرض التلميع أو التمييع.

    إنّ مناقشة الفكرة الأساسية للنقد قد تبدو استخفافاً غير مقبول للوهلة الأولى، ولكن ما نراه على الساحة، يجعلنا نجزم بأن معرفتنا بالنقد لم تفدنا كثيراً في الالتزام بهذه المعرفة، وتلك مشكلة كبرى، إذ أننا نكتفي بالمعرفة دون أن نعلم أنه إذ لم يتم تحويل المعرفة إلى وعي، فإن معرفتنا هذه لن تفيد لمحو الجهالة. وفي هذه النقطة بالتحديد يُمكننا أن نضرب العديد من الأمثلة سواء على المستويات الأكاديمية (وما يخلق لنا أكاديميين جهلة) أو الاجتماعية (وما يخلق لنا تقدميين متناقضين) أو السياسية (وهو ما يخلق لنا فكراً ووعياً غير متسق).

    سعيد أخي أسامة بهذه المناقشة الممتعة، وشاكر لك هذه المتابعة

    (عدل بواسطة هشام آدم on 01-29-2009, 11:35 AM)

                  

01-29-2009, 03:20 PM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام تحية طيبة

    أسئلة أخرى تطل بوجهها متناوبة مع الخجل ...
    هل عندما يقرأ ( الناقد ) عملاً أدبياً يقرأه من منظور النقد ؟ أم المتعة ؟
    يعني وكما ذكرتُ لك بدأتُ أقرأ بعض الأعمال مرة أخرى ولكن في هذه المرة أقرأ بشكل مختلف ..أبحث عن خواص (عامة ) وخواص (خاصة ) أدعم بها نظرتي لما سأكتبه عن هذه الرواية .... فضاعت متعة القراءة الأولى .... وقادني هذا لسؤال (فقري )
    القراءة الأولى متعتها تمكن في الدهشة ؟ أو لأن الكاتب يسبقك دوماً بخطوة ؟
    النقد الحصيف ؟ والنقد الممنهج ؟ أو كما كان يقول استاذنا رحمه الله ( القارئ أب عيناً نجيضة والزول القاري نقد ) ؟
    تلقي النقد بشقيه سلبي وايجابي لشقيه الناقد والمبدع ؟
    المهم يبدو أننا سوف نقتل الموضوع بحثاً ......

    وشكراً للرد ...

    شكراً كبيرة بحجم الإحترام ...

    اسامة
                  

01-29-2009, 05:22 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: Osama Mohammed)

    الأخ : أسامة محمد

    أنا من يتوجب عليه شكرك لهذه المتعة التي توفر لها عبر هذا النقاش الجميل والمفيد، والحقيقة أنني لست ناقداً متمكناً، ولكن ما أفهمه هو أنّ الناقد يقع قبل شيء في مقام المتلقي، وهنالك العديد من النظريات النقدية التي تتناول ما يُسمى بالعلاقات التفاعلية والنص باعتباره كائناً حياً منفصلاً عن الكاتب. فالعلاقة الحيوية القائمة بين النص وبين الكاتب تظل مكتسبة لحيويتها طالما لم ينته الكاتب من نصّه الإبداعي، فيظل في علاقة ثنائية متبادلة بينه وبين النص مؤثراً ومتأثراً معها، وما أن يضع الكاتب آخر نقطة في نصّه الإبداعي حتى تنتهي هذه العلاقة تماماً، لاسيما وإن عرّضها للنشر.

    يُصبح النص عندها كائناً يبحث عن وسط ليعيش فيه، وهذا الوسط في الحقيقة يكون في الطرف الثالث من هذه العملية الإبداعية ألا وهو القارئ. ومن الغريب أن نعرف أن عمر العلاقة التفاعلية بين القارئ (المتلقي) وبين النص هي أطول بكثير منها بين النص وبين الكاتب. ولا يُمكن أن نصدق تلك الأكاذيب التي يختلقها بعض الكتّاب من علاقته ببعض أو كل نصوصه، واعتبارهم أبناء له أو امتداداً له، هذا الكلام لا يعدو كونه رومانسية فجة وسخيفة يحاول الكاتب بها أن يُلمّع نفسه على مصلحة نصوصه.

    والواقع أن النص الأدبي له حيوات أخرى منفصلة تماماً عن حياة الكاتب نفسه، وهذه الحيوات هي حيوات لا تتصف دائماً بالاستمرارية، وليس للنص شأن في ذلك، وإنما الشأن كل الشأن في الكاتب أو في القارئ. ويأتي دور الناقد ليخرج من عباءة المتلقي المستمتع إلى المتلقي المُحلل. وأنا هنا أتوقف لأفرّق بين النقد بوصفه عملية تحليلية، والنقد بوصفه عملية فلسفية استقرائية ممنهجة.

    ثمة كيمياء خفية جداً تستفز الناقد لتخرجه من عباءة المتلقي المستمتع للممارسة دور الناقد المحترف. ونحن بالفعل بحاجة لمعرفة هذه الكيمياء ، وبحاجة أكثر لمعرفة دور النقد بوصفه أحد المؤشرات الأساسية للجو الإبداعي الصحي. إذن؛ يُمكننا القول أن كل ناقد هو بالضرورة متلق واع، ولكن ليس كل متلق ناقد، كما أن ليس كل متلق واع. وهذه نقطة أساسية. والخطوة الأسبق دائماً هي عملية القراءة وليست عملية النقد، فلا يصح القول بأن الناقد يقرأ لينقد، بل هو يقرأ ليستمتع في البداية وفي ثنايا هذا الاستمتاع تتبدى له إخفاقات النص الفنية، ومؤشراتها الحيوية التي كانت –في حقيقتها- سرّ ارتباطه بالنص واستجابته للاستفزاز تجاهه.

    لك مني يا عزيزي كل التحايا وكل الود
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de