دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
أنت اليوم غيرك! / محمود درويش
"يوميـات"
هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟ * وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟ * كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء! * أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على غيرك! * أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا - تلك هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع! * أيها الماضي! لا تغيِّرنا... كلما ابتعدنا عنك! * أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْ أنتم؟ وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف. * أَيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل! * الهوية هي: ما نُورث لا ما نَرِث. ما نخترع لا ما نتذكر. الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة! * تَقَنَّع وتَشَجَّع، وقتل أمَّه.. لأنها هي ما تيسَّر له من الطرائد.. ولأنَّ جنديَّةً أوقفته وكشفتْ له عن نهديها قائلة: هل لأمِّك، مثلهما؟ * لولا الحياء والظلام، لزرتُ غزة، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، ولا اسم النبي الجديد! * ولولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا! * أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين: إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى! * مهما نظرتَ في عينيّ.. فلن تجد نظرتي هناك. خَطَفَتْها فضيحة! * قلبي ليس لي... ولا لأحد. لقد استقلَّ عني، دون أن يصبح حجراً. * هل يعرفُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته - أخيه: "الله أكبر" أنه كافر إذ يرى الله على صورته هو: أصغرَ من كائنٍ بشريٍّ سويِّ التكوين؟ * أخفى السجينُ، الطامحُ إلى وراثة السجن، ابتسامةَ النصر عن الكاميرا. لكنه لم يفلح في كبح السعادة السائلة من عينيه. رُبَّما لأن النصّ المتعجِّل كان أَقوى من المُمثِّل. * ما حاجتنا للنرجس، ما دمنا فلسطينيين. * وما دمنا لا نعرف الفرق بين الجامع والجامعة، لأنهما من جذر لغوي واحد، فما حاجتنا للدولة... ما دامت هي والأيام إلى مصير واحد؟. * لافتة كبيرة على باب نادٍ ليليٍّ: نرحب بالفلسطينيين العائدين من المعركة. الدخول مجاناً! وخمرتنا... لا تُسْكِر!. * لا أستطيع الدفاع عن حقي في العمل، ماسحَ أحذيةٍ على الأرصفة. لأن من حقّ زبائني أن يعتبروني لصَّ أحذية ـ هكذا قال لي أستاذ جامعة!. * "أنا والغريب على ابن عمِّي. وأنا وابن عمِّي على أَخي. وأَنا وشيخي عليَّ". هذا هو الدرس الأول في التربية الوطنية الجديدة، في أقبية الظلام. * من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص العدو، أم مَنْ مات برصاص الأخ؟ بعض الفقهاء يقول: رُبَّ عَدُوٍّ لك ولدته أمّك!. * لا يغيظني الأصوليون، فهم مؤمنون على طريقتهم الخاصة. ولكن، يغيظني أنصارهم العلمانيون، وأَنصارهم الملحدون الذين لا يؤمنون إلاّ بدين وحيد: صورهم في التلفزيون!. * سألني: هل يدافع حارس جائع عن دارٍ سافر صاحبها، لقضاء إجازته الصيفية في الريفيرا الفرنسية أو الايطالية.. لا فرق؟ قُلْتُ: لا يدافع!. * وسألني: هل أنا + أنا = اثنين؟ قلت: أنت وأنت أقلُّ من واحد!. * لا أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف. ولكني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن خلدون. * أنت، منذ الآن، غيرك!.
قلم / محمود درويش 17-6-2007.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
إلهٌ يعشعشُ في رأسي ، لايقعُ عن عرشهِ ولا يطير سلام صادق
أشهقُ وغيمة تخفقُ في أذيالي
واهبطُ وقاعٌ يُسلمني
لسلالمَ قاعٍ آخر
الفراغُ العميقُ بئرَ كينونتي
دهشتي غريقة فيه منذ الولادة
ومازال يغسلني بلعابهِ الأخرس
ويرفوني غيمةً من خيوط الهلام
يكسو عُري ذاكرتي من ظلام
كسؤالٍ معلقٍ على مسمار الاحتمال
والاجابة مرهونة بالريح الغبراء
تجلد قفاي بعصا المستحيل
وتجفف اطرافي في سبات طويل
أوتحتدم لكسر ندائي الباهت
كصراخ في حيزٍ موهوم
يعتلي مآذن الروح الخرساء
ويضرب اجراسهُ الهاربةََ في قلبي
الهارب من صدر الله
ينبض كألهٍ يتماهى وراء الضباب
ويوميء للغيوم بان تعتمرَ الحرير
في سماء لا تستوي على عرش مطير
يبارك القيعان بصلواتٍ سحيقة
غائرة في هواء يئن بعمق
كأنهُ منبعث من ينبوع مهجور
عمدته سليقة الماء الغزير
تفاقمتُ ظلاً على ظل
نهضتُ شجرةً على شجرة
وكان صوت الله نوافير
والغيوم نداءات مصلوبة
والرعد زئير
يحتشد البحر في الاعالي
فمن يسقطني من نوافذ الكون الضرير ؟
لتتلقفني أكفّ الاشجار
ومن يدحرجني منها الآن؟
وكنت كلما سقط ظل على وجهي
فزعت منه العصافير
فاعطته سماؤكِ شمسا مكورة بحجمه
اعني بحجم قطرة الندى على الجبين
وغصن ليل يسجد للنعاس المبين
تنسربُ العتمةُ من موسيقى الرقص
فنرتطم ببعضنا وبالكراسي والجدران
الضياءُ المخدوع شعاعٌ لايرفرف
كأوزةٍ بيضاءَ تُذبح للتو
لانخرج من دمِ البارحةِ
إلاّ لندخلَ ندمَ اليوم
فقد ارتمت والموسيقى تشيّعُ نزفها
على شفرة ليلة مضت
لتشعل ومضةَ ياقوتٍ خَبتْ
في آتون جرح
كنت حسبتهُ قد خَفتْ
ترتقي لقالق الحزن رأسي
كما لو كان منتفخاً كقلعةٍ للمغول
او مكتظاً بما بداخله من صليلٍ وطبول
كمسلةٍ تُغدق التعاليمَ على النخيل
او كمنارةٍ لتلاوةِ الوان الغيوم
لكنت دعوتُ الله يعشعشُ فيه
لعله يصطفيه
تستبدل الآلهة الخجلى اثوابها الرثة
وراء ستارة زرقاء بحجم الكون
يفِدون من الماضي السحيق
وكالماء المقدس في عز الندى
يتقاطرون
وبذاتِ الدمعِ الشفيف
الدافق من زمزم عيوني
يغرقون صدري
فاحتجزهم جميعاً بقطعةٍ من سماء
واختارُ احدهم للبكاء
فيعّم الارتواء
مابينَ العلّو واسم الطير
مابين الشاهقِ والباشق
نخفق ولا نطير
مابين الظلمة والفجر الكابي
نُشرق ولا نطير
تطفو الاجنحة على النور
تغتسلُ منه ولا تطير
لنا برد الليالي
ووسائد من ريش الطيور
التي فارقها الغناء
فلا تطير
الصياد الحاذق
يتربص بالاسراب الفارّة
يُحصي على الاجنحة خفقاتها
تموتُ اذ تطير
رصاصهُ نجومٌ في شغاف الليل
خارقاً هدنته وومضِ النبوءاتِ
التي لاتطير
كقبلاتِ آلهةٍ على جبين المعجزة
افلتت خلسةً من طاووس غروري
الذي لايطير
كملاك يتلفع بزغب من حرير
ماذا تبقى مني
لكي ينقصني شيء ما ؟
دمائي هي الخمرةُ
والرقصُ للساهرين
الرصاصُ يتربصُ بموسيقى المنعطفات
القصائد تهرب
وتخططُ لعرس دمها الخاص
في الكأسِ الأخيرة يثمل الانتظار
يذهبُ للنومِ وحيداً
فياتي الإله لمنادمتي
وعيناه ثمالة القصيدة
يقابلني تماماً على الطاولةِ
ويكرهُ النبيذ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
عزيزي ... عصام ... سلمات
فعلا ... إستحضر درويش من وقائعنا المتن , ونثر عليه بعض زغب ... على أمل أن يطير , لكنه ... قعودنا التاريخي ... ولا لم يعد بين كومة حياتنا شئ يطير ... غير الأمل .
فى حضرة درويش ... فليطب المقام .
شكرا عصام على الأختيار , فدرويش يعصف بقلبي وجوانحي ويجعلني { درويشا } قابلا للإستحوال الصوفي المبين .
مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
أيّتها "الاعتباط"
صلاح بن عياد
حزنٌ يلهُو بعشْبتيْن
في ناحية ما...
من إغماض عينيّ
حُزنٌ يقدُّ من رمالي تنفسي
قصرا سرياليّا تمرّ الرّيح
من شبابيكه الصّغيرة
-يكفّ الطفل عن تحريك يديه
في سكون الشاطئ
أو في رئتيّ-
حزنٌ لصلاتي العشوائيّة
كلّ ليلة، أعيد تسْميَة الشبّاك
حزنٌ
حزنٌ ملء إغْماض عينيّ
ساقيةٌ عمياء تضجّ ببكاء فضّي
ابرق أيّها الحزنُ في تكدّس الأخطاء
بلّل الأشعّة.
بلّل العراءَ.
بلّل المرأة الواقفة في ناحية ما
من إغماض عينيّ
ابرقْ في الشّارع المتّسخ بضباب الشّيوخ
الفارّين من النهاية
ابرق في الشّارع المفتوح لتكاثر الآلهة
أيّها الحزن
احمل الذّاكرة الفوّاحة
احملْها تلك الواقفة في كلّ شيء
أيّتها الواقفة
أيتها الضّوئيّة على شَفة الكأس
أيتها الشجرة المتوسّطة للكون
إنّي أحاول الفيضان
أحاول نسْيان العابرين بيني وبينك
إنّي الهارب إلى المفهومات الصّغيرة
إني العائد للهواء القليل فوق طاولتي
أيّتها الواقفة
أيتها الفكرة
أيّتها "الاعتباط"
إنّي أفتح عينيّ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
الليل رفيق رحلتي الدائم
منال أحمد
أيها العالم أيّها العالمُ البائس،
إنَّ جميعَ من حولك يضعونَ أمانيّهم كلّ ليلةٍ عند النوافذ، لتجرفها الرياحُ بعيداً..
ما أعظم هذه الفكرة.. لا أعني أنني راغبةٌ في هذا الأمر، أو أنني مؤمنةٌ بحدوثِ المُعجزات، ربّما لا أجدُ نفسي في بعضِ الأحيان، ولهذا كانتِ الأصواتُ تتكاثرُ من حولي بطرقٍ مماثلة.
إنَّ ما أقولهُ ليس بدافعِ شيءٍ أو محاولة للمعرفة، ولكن ما يجعلُ الأمر هيّناً، هذا الظلام حين يبعثُ قصائدَهُ الساحرات.
البحر يختلس النظرات
أيّتها الجبالُ الشاهقة..
هي ذي أنا كشجرةٍ لا تبالي بعصفِ الريح،
مهما تقطّعتْ أغصانُها.
على الطُرقاتِ رأيتُ ظلّي،
فهو مرئيٌّ ولكنه غير ملموس..
ساكنٌ ذلك البحر يختلسُ النظرات.
أيّها الرُبّانُ حان موعد رحيلك، فلن تغرقَ سفينتُكَ بعد الآن
يا ترى كيف أزرعُ الأشجارَ في تربةٍ فقيرة؟
إنني أعترض
فلن أصبحَ طائراً يفرُّ من عشّهِ طلباً للحريّة،
لن أصبحَ نجمةً تخرُّ لتكون متألّقة.
اصمتوا هُنيهةً سأتحدّثُ وللمرّةِ الأخيرة،
ما أن أجمع الأضواءَ في حقيبتي..
كنت أهمسُ بصوتٍ خافتٍ
من غير أن أعلمَ متى هبّتِ العاصفة.
مشهد بطولي إنَّ بقائيَ هو اختصارٌ لوجودي المعدوم، لطالما كنتُ المنهزمةَ في كلِّ المعارك.. فكثيراً ما تراودني الأفكار بأن أتخلّى عن نفسي مثلاً
أو أدعني وأرحل، غير أنَّ هذا الليل وهو رفيقُ رحلتي الدائم، مشهدٌ أخيرٌ لبطولتي التي لن تنتهي.. على الطرقِ سألملمُ لحظاتٍ واهية، هي ليست شائقةً إلى حدٍّ يجعلني أعدل عمّا أردت فعله، إلاّ أنني أختلقُ ذلك دون قصد، ربّما رغبة في البقاء. فليس لهذا العالمِ منافذ خلاف لما تقتضيه الروح كهذه السماءِ التي تتلوّن، لتعبرَ خريف هذا العمر من دون لقاءٍ مسبق. أين ستلقي الأضواءُ رقصاتِها السحريّة؟ لمن ستغدو هذه الصرخات الممتلئة حقداً، حين يموتُ الربيعُ مثل ذاكرةٍ منسيّة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
سعدية مفرح
إيغال تدلت عناقيد حزني من سلال البنات اللواتي عبرن هياج الشوارع مبتهجات بالكلام المشاع تدليت من كوة في قلب هذا الحبيب الغريب ولكنه لم ينتظر كي يغادر طقسي، حتى أجيب تدلى أواني من زمان جميلٍ مضى وانتهى والفتون الحنون الذي ما زال ينبع من مسام القصيده تدلى نحو جبٍّ موغل في الكلام البعيد.
تدلّت عناقيد حزني تدايتُ ولكنني لم أزل موغلةً في زماني!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
زكية مال الله
توابيت الماء كان لمّا غفونا صغيراً يحقن الدمع في المقلتين ينفض منديله في الشحوب كان يحذف فوهة البئر نخلاً ويأتي ليقتات منها التمور كان وجهاً بلا مقلتين يبصر في سحنة الغيم ورداً كان يوماً تدرج فينا سنيناً وأضحى بلا منكبين ولا مفرقا
ضجيج أعوام تستفّ الريح وتقذف بالأزمنة
ثغاء كالباسط في كفيه وسائد من أنفاس سرق النهر وأخفى في قامات السرو توابيت الماء
ملامسة ألامسك، أيها الوقت تحتلم على سريري وسائدي
أستطيع الاغتسال كائن تمضغه السماء تلفظه عند أقرب محطة مني راحلة إلى مفاتن لا تعرفها ألتذ بالنشوة الأزلية أراقص جلجامش أختبئ في ضفائر عشبته تطول أطرافي يتمادى جسدي أنقسم إلى شرائح بشرية شيوخ صبية عذارى أجتمع بهم وأفترق عنهم كلما هاتفني عابر وربَت على كتفي وقاسمني لذتي.
بلا أقدام الشكائب المحملة بالأيام أسندت رأسي غفوت حلمت أنني فأسٌ أحرث أنفاسي أصوغ لجسدي موتاً آخر عابرٌ يرش ماءه عليّ تخصبني القطرات تنمو في عروقي مدائن / محطات / أعبئ حقائبي وارتحل إلى وجهة مغايرة. قمح في عينيّ قمح بين يديّ وعلى كتفي سنابل لم تصفّر بعد أيها الحمالون أعينوني ممتلئة بالبذور العذارى أخشى أن يكتشفني السّيارة يغتصبونني مع الشكائب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
سليمى رحال
موبقات
الجميلون الجميلون شبقُ الوقت الجميلون بهجة الشهقة الآبقهْ الجميلون فتنةٌ في رصيف السحر الجميلون.. الجميلون.. وأكتب نزقي والشعر
هكذا هكذا هم.. يخدعون طفولتي هؤلاء الرجال!
كيف كيف أقدِرُ أن أستبيحَ سلطانه لأخطو نحو أرخبيل النص هذا الرجل كيف أستطيع أن أَعبُره؟
واسيني مغرورقةً عينُه بالمحبة يواسي هواجسنا ويدعونا إلى شيطانات اللحظة الفاتنة دافئٌ - هو - كالإله المُستكين في نقطة القلب نستجيب، "نصيره" تغرورق عينها بالسمك!
درويش لا أحد لا فتنة للعيش لا أصدقاء لا ولد! ويحاولُ.. يروحُ نحو فناءات النهاية فنشدُّهُ نحونا.. نستبقي خطاه نغيب معه في فضاء غائم في النُّواس وندرك أنه لرؤانا سَنَد
اصطفاء مُخضبَّةً بالكحل أُمضمضُ عيدان السِّواك هكذا كنت موشحةً بالسواد .. والخضر هكذا كنت أؤمن بالله.. والجنةِ.. والذَكَر هكذا كنت واستيقظَ الشعرُ في فتنة العمر فأصبحت أنا هكذا أنا
رجل يدخل كالرصاصة في الموضوع!
القبلة جمرةٌ في رماد الظرف!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
طباق (عن إدوارد سعيد)
لحيدر قاسم...
نيويورك/ نوفمبر/ الشارعُ الخامسُ/
الشمسُ صَحنٌ من المعدن المُتَطَايرِ/
قُلت لنفسي الغريبةِ في الظلِّ:
هل هذه بابلٌ أَم سَدُومْ؟
هناك, على باب هاويةٍ كهربائيَّةٍ
بعُلُوِّ السماء, التقيتُ بإدوارد
قبل ثلاثين عاماً,
وكان الزمان أقلَّ جموحاً من الآن...
قال كلانا:
إذا كان ماضيكَ تجربةً
فاجعل الغَدَ معنى ورؤيا!
لنذهبْ,
لنذهبْ الى غدنا واثقين
بِصدْق الخيال, ومُعْجزةِ العُشْبِ/
لا أتذكَّرُ أنّا ذهبنا الى السينما
في المساء. ولكنْ سمعتُ هنوداً
قدامى ينادونني: لا تثِقْ
بالحصان, ولا بالحداثةِ/
لا. لا ضحيَّةَ تسأل جلاّدَها:
هل أنا أنتَ؟ لو كان سيفيَ
أكبرَ من وردتي... هل ستسألُ
إنْ كنتُ أفعل مثلَكْ؟
سؤالٌ كهذا يثير فضول الرُوَائيِّ
في مكتبٍ من زجاج يُطلَّ على
زَنْبَقٍ في الحديقة... حيث تكون
يَدُ الفرضيَّة بيضاءَ مثل ضمير
الروائيِّ حين يُصَفِّي الحساب مَعَ
النَزْعة البشريّةِ... لا غَدَ في
الأمس, فلنتقدَّم إذاً!/
قد يكون التقدُّمُ جسرَ الرجوع
الى البربرية.../
نيويورك. إدوارد يصحو على
كسَل الفجر. يعزف لحناً لموتسارت.
يركض في ملعب التِنِس الجامعيِّ.
يفكِّر في رحلة الفكر عبر الحدود
وفوق الحواجز. يقرأ نيويورك تايمز.
يكتب تعليقَهُ المتوتِّر. يلعن مستشرقاً
يُرْشِدُ الجنرالَ الى نقطة الضعف
في قلب شرقيّةٍ. يستحمُّ. ويختارُ
بَدْلَتَهُ بأناقةِ دِيكٍ. ويشربُ
قهوتَهُ بالحليب. ويصرخ بالفجر:
لا تتلكَّأ!
على الريح يمشي. وفي الريح
يعرف مَنْ هُوَ. لا سقف للريح.
لا بيت للريح. والريحُ بوصلةٌ
لشمال الغريب.
يقول: أنا من هناك. أنا من هنا
ولستُ هناك, ولستُ هنا.
لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان...
ولي لُغَتان, نسيتُ بأيِّهما
كنتَ أحلَمُ,
لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ
طيِّعةُ المفردات,
ولي لُغَةٌ من حوار السماء
مع القدس, فضيَّةُ النَبْرِ
لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي
والهويَّةُ؟ قُلْتُ
فقال: دفاعٌ عن الذات...
إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها
في النهاية إبداعُ صاحبها, لا
وراثة ماضٍ. أنا المتعدِّدَ... في
داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني
أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن
من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن
يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ...
فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ
نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ/
- منفىً هوَ العالَمُ الخارجيُّ
ومنفىً هوَ العالَمُ الباطنيّ
فمن أنت بينهما؟
< لا أعرِّفُ نفسي
لئلاّ أضيِّعها. وأنا ما أنا.
وأنا آخَري في ثنائيّةٍ
تتناغم بين الكلام وبين الإشارة
ولو كنتُ أكتب شعراً لقُلْتُ:
أنا اثنان في واحدٍ
كجناحَيْ سُنُونُوَّةٍ
إن تأخّر فصلُ الربيع
اكتفيتُ بنقل البشارة!
يحبُّ بلاداً, ويرحل عنها.
]هل المستحيل بعيدٌ؟[
يحبُّ الرحيل الى أيِّ شيء
ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات
قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ
مقاعد كافيةً للجميع...
هنا هامِشٌ يتقدّمُ. أو مركزٌ
يتراجَعُ. لا الشرقُ شرقٌ تماماً
ولا الغربُ غربٌ تماماً,
فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ
لا قلعة أو خنادق/
كان المجازُ ينام على ضفَّة النهرِ,
لولا التلوُّثُ,
لاحْتَضَنَ الضفة الثانية
- هل كتبتَ الروايةَ؟
< حاولتُ... حاولت أن أستعيد
بها صورتي في مرايا النساء البعيدات.
لكنهن توغَّلْنَ في ليلهنّ الحصين.
وقلن: لنا عاَلَمٌ مستقلٌ عن النصّ.
لن يكتب الرجلُ المرأةَ اللغزَ والحُلْمَ.
لن تكتب المرأةُ الرجلَ الرمْزَ والنجمَ.
لا حُبّ يشبهُ حباً. ولا ليل
يشبه ليلاً. فدعنا نُعدِّدْ صفاتِ
الرجال ونضحكْ!
- وماذا فعلتَ؟
< ضحكت على عَبثي
ورميت الروايةَ
في سلة المهملات/
المفكِّر يكبحُ سَرْدَ الروائيِّ
والفيلسوفُ يَشرحُ وردَ المغنِّي/
يحبَّ بلاداً ويرحل عنها:
أنا ما أكونُ وما سأكونُ
سأضع نفسي بنفسي
وأختارٌ منفايَ. منفايَ خلفيَّةُ
المشهد الملحمي, أدافعُ عن
حاجة الشعراء الى الغد والذكريات معاً
وأدافع عن شَجَرٍ ترتديه الطيورُ
بلاداً ومنفى,
وعن قمر لم يزل صالحاً
لقصيدة حبٍ,
أدافع عن فكرة كَسَرَتْها هشاشةُ أصحابها
وأدافع عن بلد خَطَفتْهُ الأساطيرُ/
- هل تستطيع الرجوع الى أيِّ شيء؟
< أمامي يجرُّ ورائي ويسرعُ...
لا وقت في ساعتي لأخُطَّ سطوراً
على الرمل. لكنني أستطيع زيارة أمس,
كما يفعل الغرباءُ إذا استمعوا
في المساء الحزين الى الشاعر الرعويّ:
"فتاةٌ على النبع تملأ جرَّتها
بدموع السحابْ
وتبكي وتضحك من نحْلَةٍ
لَسَعَتْ قَلْبَها في مهبِّ الغيابْ
هل الحبُّ ما يُوجِعُ الماءَ
أم مَرَضٌ في الضباب..."
]الى آخر الأغنية[
- إذن, قد يصيبكَ داءُ الحنين؟
< حنينٌ الى الغد, أبعد أعلى
وأبعد. حُلْمي يقودُ خُطَايَ.
ورؤيايَ تُجْلِسُ حُلْمي على ركبتيَّ
كقطٍّ أليفٍ, هو الواقعيّ الخيالي
وابن الإرادةِ: في وسعنا
أن نُغَيِّر حتميّةَ الهاوية!
- والحنين الى أمس؟
< عاطفةً لا تخصُّ المفكّر إلاّ
ليفهم تَوْقَ الغريب الى أدوات الغياب.
وأمَّا أنا, فحنيني صراعٌ على
حاضرٍ يُمْسِكُ الغَدَ من خِصْيَتَيْه
- ألم تتسلَّلْ الى أمس, حين
ذهبتَ الى البيت, بيتك في
القدس في حارة الطالبيّة؟
< هَيَّأْتُ نفسي لأن أتمدَّد
في تَخْت أمي, كما يفعل الطفل
حين يخاف أباهُ. وحاولت أن
أستعيد ولادةَ نفسي, وأن
أتتبَّعُ درب الحليب على سطح بيتي
القديم, وحاولت أن أتحسَّسَ جِلْدَ
الغياب, ورائحةَ الصيف من
ياسمين الحديقة. لكن ضَبْعَ الحقيقة
أبعدني عن حنينٍ تلفَّتَ كاللص
خلفي.
- وهل خِفْتَ؟ ماذا أخافك؟
< لا أستطيع لقاءُ الخسارة وجهاً
لوجهٍ. وقفتُ على الباب كالمتسوِّل.
هل أطلب الإذن من غرباء ينامون
فوق سريري أنا... بزيارة نفسي
لخمس دقائق؟ هل أنحني باحترامٍ
لسُكَّان حُلْمي الطفوليّ؟ هل يسألون:
مَن الزائرُ الأجنبيُّ الفضوليُّ؟ هل
أستطيع الكلام عن السلم والحرب
بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا, بلا
كلماتٍ اضافيةٍ, وبلا جملةٍ اعتراضيِّةٍ؟
هل يقولون لي: لا مكان لحلمين
في مَخْدَعٍ واحدٍ؟
لا أنا, أو هُوَ
ولكنه قارئ يتساءل عمَّا
يقول لنا الشعرُ في زمن الكارثة؟
دمٌ,
ودمٌ,
ودَمٌ
في بلادكَ,
في اسمي وفي اسمك, في
زهرة اللوز, في قشرة الموز,
في لَبَن الطفل, في الضوء والظلّ,
في حبَّة القمح, في عُلْبة الملح/
قَنَّاصةٌ بارعون يصيبون أهدافهم
بامتيازٍ
دماً,
ودماً,
ودماً,
هذه الأرض أصغر من دم أبنائها
الواقفين على عتبات القيامة مثل
القرابين. هل هذه الأرض حقاً
مباركةٌ أم مُعَمَّدةٌ
بدمٍ,
ودمٍ,
ودمٍ,
لا تجفِّفُهُ الصلواتُ ولا الرملُ.
لا عَدْلُ في صفحات الكتاب المقدَّس
يكفي لكي يفرح الشهداءُ بحريَّة
المشي فوق الغمام. دَمٌ في النهار.
دَمٌ في الظلام. دَمٌ في الكلام!
يقول: القصيدةُ قد تستضيفُ
الخسارةَ خيطاً من الضوء يلمع
في قلب جيتارةٍ, أو مسيحاً على
فَرَسٍ مثخناً بالمجاز الجميل, فليس
الجماليُ إلاَّ حضور الحقيقيّ في
الشكلِ/
في عالمٍ لا سماء له, تصبحُ
الأرضُ هاويةً. والقصيدةُ إحدى
هِباتِ العَزَاء, وإحدى صفات
الرياح, جنوبيّةً أو شماليةً.
لا تَصِفْ ما ترى الكاميرا من
جروحك. واصرخْ لتسمع نفسك,
وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,
وحيّاً, وأنَّ الحياةَ على هذه الأرض
ممكنةٌ. فاخترعْ أملاً للكلام,
أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ.
وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة/
أقولُ: الحياةُ التي لا تُعَرَّفُ إلاّ
بضدٍّ هو الموت... ليست حياة!
يقول: سنحيا, ولو تركتنا الحياةُ
الى شأننا. فلنكُنْ سادَةَ الكلمات التي
سوف تجعل قُرّاءها خالدين - على حدّ
تعبير صاحبك الفذِّ ريتسوس...
وقال: إذا متّ قبلَكَ,
أوصيكَ بالمستحيْل!
سألتُ: هل المستحيل بعيد؟
فقال: على بُعْد جيلْ
سألت: وإن متُّ قبلك؟
قال: أُعزِّي جبال الجليلْ
وأكتبُ: "ليس الجماليُّ إلاّ
بلوغ الملائم". والآن, لا تَنْسَ:
إن متُّ قبلك أوصيكَ بالمستحيلْ!
عندما زُرْتُهُ في سَدُومَ الجديدةِ,
في عام ألفين واثنين, كان يُقاوم
حربَ سدومَ على أهل بابلَ...
والسرطانَ معاً. كان كالبطل الملحميِّ
الأخير يدافع عن حقِّ طروادةٍ
في اقتسام الروايةِ/
نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياً
عالياً,
فالإقامةُ فوق الأولمب
وفوق القِمَمْ
تثير السأمْ
وداعاً,
وداعاً لشعر الألَمْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
سلامات يا عصام .. شكراً على الكلام النقاوة .. انا كمان الأيام الفائته كنت متأثر جداً بكلام درويش عن أننا حين لا نجد من يهزمنا نهزم أنفسنا ، شوف المحنة وتأمل !
" طباق " كمان من أجمل التحايا التي أزجيت للمفكر الكبير إدوارد سعيد بعد غيابه ، كان درويش قد كتبها وأظنه قد أمسك المحبة من مجاميعها ..
غايتو شعر الشعراء ده من نعم الدنيا علينا ، ربك يجعل لنا في الطيب نصيب ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: طلال عفيفي)
|
Quote: طباق (عن إدوارد سعيد)
لحيدر قاسم...
|
شكرا عصام ... على هذا الإهداء والذي سوف يسكنني ... وأميدا , ففي فراغات الروح متسع لتوقيع الأنفاس الضارية ... وهذا الكلم العذوب .
طلال ... الجميل ... وينك , وليك وحشة . إستقدمك القول الرفيع في مبحث الإبداع فرميت بنكهتك المائزة على سبيلنا الهفيف ... فدمت
مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
هالا محمد
صفحتي الجديدة الصامتة
أثر
لا أثر للمستقبل فماذا أقتفي؟! من بعيد لمحته كان كالعربة السحرية يجرجر الأضواء والأجراس والحكايات. وكنت كلما غرزت خطوة فيه نبت فعل ماضٍ في موقع القدم. لا أثر له لا أثر إلا الماضي!
كل يوم
كل يوم حين لا رقيب أفرد أسراري وأعيد ترتيبها حسب الأهمية كل يوم أفاجأ بأن ما رزحت تحت همه البارحة لا يستحق اليوم لحظة إصغاء.
اللعب
حين أنظر إلى المستقبل القابع أمامي على الطريق ككلب كسول. يسند رأسه على الأرض يلهث يغمض عينيه نصف إغماضه ويلوح بذيله باتجاه الماضي. أتهالك. أهوي على الأرض ألهث أستجمع قواي وأموء علني أحرك فيه بعض غرائزه أنسل باتجاهه فيطبق عينيه أتوقف فأية متعة في اللعب إذا لم يكن هناك على الأقل من يراك؟
الصفحة الصامتة
صفحت عن الماضي بحذر قلبت صفحته التي لا مكان لحرف عطف على المستقبل فيها. بحرص..
طويتها خوفاً من أن تقع كلمة ما بذرة منها على فضاء صفحتي الجديدة الصامتة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتابات تناسب الحال .....يبداها درويش (Re: esam gabralla)
|
هدى حسين
ابتسامة مرهقة
العجائز
العجائز الشمطاوات المرشوقات في زوايا الطريق والمختصرات إلى كومة عظام بارزة وسلال تدعو لليمون أن يباع وللمارين ان يسترهم ربهم العجائز، هؤلاء
حجرة خاصة
يوماً ما ستكون لي حجرتي وحدي وسأثبت على جدرانها قصاصات منتقاة بعناية وأحفَّها بعلامات استفهام وتعجب. ستبرق لحظات مكثفة في خيط الضوء الكهربائي ذي الانعكاسات، ككرة من الصلصال تلعنني أمي لاتساخ يدي بعد تشكيلها وسأنقر الأرض كعصفور بجوار عمود كبقية الأعمدة التي ألفناها في محطات المترو المكشوفة. سأضغط حقيبتي إلى صدري وستبتسم ابتسامة مرهقة خلف نظارة تحتل ثلثي وجهك وسأنبهك - عندما يحتدم الثلث الباقي - إن البلوزة ديكولتيه. يوماً ما ستكون لي حجرة خاصة أتذكر فيها حسرتنا لأننا لم نمتلك حجرة
الكبار
أعرف جيداً أنني لا أفهم شيئاً عندما يتحدث الكبار عن الوطن والحب والحرية متبادلين أنخاب المرتكزات الحضارية الرفيعة! والقبعات النبيلة تنخفض احتراماً لخلاصة المعرفة أعرف أنه عندما تصطدم تلك القبعات برأسي الصغير ساكبة فتات الحكمة عليه، سيتحتم علي أن أقتاتها بتلذذ لأنه يجب أن يبدو تذوق الحكمة لذيذاً أمام الآخرين!
حجر واحد فقط
هل عليّ أن أتحدث كثيراً كي أصارع الأحداث؟ سأبدو فتاة مترفة استطاعت بمنتهى البساطة أن تلتهم توأمها، عندما استشعرت بعض أعراض الجوع داخل بطنٍ غريبة لأمٍ أرادت - تحت تأثير البنج - أن تقبل طبيب ولادتها، أنا سأقبل العالم بأسره دون بنج.. ربما تحت تأثير رحابة مسيحية لم أفهم أنها معنوية فقط. تدين لي مدرسة الراهبات بأربعة عشر عاماً من القدوة الحسنة في الإذاعة المدرسية، وانزعاج أبله عندما تؤكد الطالبات أن الزي المدرسي يجب اختراقه بشكل ما. وأربعة أعوام قايضتني بها الجمعة رئةً تؤهلني لامتصاص غبار أشد، وحنيناً إلى أصدقاء الطفولة الذين ما زالت أسماؤهم محفورة على أبواب حمامات المدرسة والذين تساقطوا الآن على طريق العودة في أكياس مبيّتة للتبول اللاإرادي. ستطرب العجائز المتصابيات لاكتشاف عطورهن في ذكورة تريد أن تتقافز من فتحات السروايل، تماماً كانفلاتهم من فتحات السور المدرسي. هكذا ستتواصل أجيال بأكملها، وسأعتاد عناق اثنين من جيلين مختلفتين. ولا أتمكن من استيعاب كيف ينتحي اثنان جانباً من دون العالم. وكي أتأقلم مع البديهيات المطروحة، سأكتفي بصديقٍ صريع نصفه المنقسم على نصفه الآخر، ويريد أن يصارع ثعابين الحجرة بكتابة عمليات حسابية على الجدران... وسأبحث وحدي عن حجر وسط هذا المعمار. حجر واحد فقط لم تصقله يد الحضارة ولم تنل من هويته رموز القضايا العامة.
طفولة
أريد أن أشرب نخب انتصار ما أجرِّب العصف بشيء شديد الأصالة وأن أنهار الآن ربما يكسبني اقتناع بالفناء شيئاً من الحدة كي أواجه الأحداث ستحبو طفلة تحت قدمي وسأحبو أيضاً كي أقتنص طفولتها وسأحاول إقناعها منطقياً أن افتقاد الأشياء الأولى بسيط جداً كوخز إبر التطعيم أو ربما أتطاول قليلاً - إذا ما تجاهاتني مأخوذة بضخامة الأشياء - وافجر بالونة ضحك شديد اللهجة برأس ترمومتر، طفولي أيضاً، في مؤخرتها.
شجرة معدنية
شجرة معدنية ستنمو في منتصف الشارع وستتوحش فجأة في فوضى كي تبدو انعكاسات المارة على غصونها صفراء، محدبة، محض نتفٍ تكبر وتصغر كيفما يحلو لعلم البصريات أن يتناولها وقد تتدلى - في العطلة الأسبوعية - هزيلة كعلب الهدايا الفارغة بعد حفل خيري أرستقراطي التقاليد وسأصطدم عند الخروج بخمسة عيون مختلفة فتنطبع على ظهري خمس نسخ فورية متبانية لذاتي هكذا، سيسكب المارة فضلاتهم في جعبتي دون عناء وستبقى رؤيتي قاصرة في سلال الآخرين.
| |
|
|
|
|
|
|
|