الترابي .. والملاريا....د. حيدر ابراهيم

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 11:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عصام جبر الله(esam gabralla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-30-2005, 02:03 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي .. والملاريا....د. حيدر ابراهيم

    Quote: عن سودانايل
    شاركت قبل فترة قصيرة في ندوة بأحد مراكز البحوث وسئلت عن المشكلات المستعصية في تطور السودان؟ ووجدت نفسي أرد سريعاً وبحزم:

    الترابي والملاريا! وبادرني أحد الحاضرين ساخراً: هناك مصل للملاريا فهل توصل السودانيون إلى مصل مقاوم للترابي؟ وعكفت في تأمل الرد السريع وتعميقه في ذهني بحثاً عن صحة المقارنة وأوجه الشبه. لأن العبارة توحي بمفارقة الجمع بين حقيقتين في حقلين يبدو الرابط بينهما غائباً أو صعباً.

    ولكن المقارنة والمتابعة توصلان إلى فرضية صحيحة لحد ما. فهناك نتيجة مشتركة في الضعف والوهن والاستنزاف، الأول أي الترابي سببه في الجسم السياسي السوداني: دولة ومجتمعاً وتعددية وتسامحاً. والملاريا تصيب الجسم الفيزيقي بكل هذه الأعراض.

    يمكن أن يكون قد أخر في صحة وعافية المواطنين في ممارسة الديمقراطية وقيام دولة حديثة، بينما الملاريا تعرقل النشاط الإنتاجي والصحة الاقتصادية ويلتقي الوباء السياسي مع الوباء الاقتصادي والصحي المادي، لكي يجد السودان نفسه في حالته وموقعه الراهنين.

    تأكدت لي المقارنة العابرة بعد مقابلة الترابي في قناة "الجزيرة" الأسبوع الفائت في برنامج بلا حدود. فالترابي ظاهرة مستعصية في الشفاء والتغير رغم ما أسماه البعض بتراجعه وإدانته للانقلاب وما أعقبه من كارثة. فقد كان السؤال المباشر بعد الإدانة وتحمل المسؤولية هو:

    هل تعتذر للشعب السوداني؟ وكانت الإجابة لا كبيرة وقاطعة، وأنه يكتفي بالاستغفار لله. وهذه الجملة لا تدل على التدين بمقدار ما تؤكد احتقاره لشعبه والاستخفاف بمشاعره. وأسأله- اعتراضياً- لماذا سنت الحدود الشرعية للجرائم في الدنيا لو كان الاستغفار كافياً؟

    وهل تؤجل مخالفات وانتهاكات المسلم إلى يوم القيامة ومقابلة الله سبحانه تعالى؟ فالاعتذار يعتبر من قيم الشجاعة الأخلاقية الكبرى خاصة لو كان الجرم كبيراً مثل الذي وقع على الشعب السوداني منذ 30 يونيو 1989.

    إن الاعتذار ليس مجرد مسألة شكلية ولا جدوى منها لأن ما حدث قد حدث. ليس هذا صحيحاً، فالاعتذار للسياسي أو المفكر هو صدقية النقد الذاتي وتحمل المسؤولية بشرف. بينما عدم الاعتذار يعني التقليل من الضرر .

    ويشكك في حديثه عن أخطاء الانقلاب وأنه لن يعود لتكرار سلوك سياسي لم يجد فيه ما يستوجب الاعتذار لمن وقع عليه الضرر. ولكن لم أستغرب قول ومسلك الترابي، لأنني متابع لممارسات الرجل منذ فترة طويلة.

    فقد لاحظت عدم قدرته على الاعتذار مكابرة أو تعالياً أو لامبالاة. وهذه قصة تظهر كيف يتعامل مع »أخوانه« في التنظيم ناهيك عن شعب قرر أن يقهره بقوة الجيش والأيديولوجيا والأمن.

    يروي الشيخ عيسى مكي عثمان أزرق في كتابه: من تاريخ الأخوان المسلمين في السودان 1953- 1980 ما يلي:- "... ثم أثيرت قضية الأخ الركابي والتي فحواها شكواه من التصريح الذي نشره الترابي في شأنه بخصوص مهاجمة الركابي للسيد الصادق.

    فيما يختص بقضية فلسطين. فقد صرح الترابي لوكالة الأنباء أن المحرر الذي هاجم الصادق محرر غير مسؤول. وقال الركابي مقدماً شكواه لأعضاء المجلس يطالب برد اعتباره أمامهم بصفته المسؤول عن الجريدة (الميثاق) وأن التصريح المنسوب لأمين جبهة الميثاق فيه إساءة له.

    وطلب الحاضرون من الأخ حسن أن يعتذر له ورفض حسن بحجة أنه لم يتعود أن يعتذر أمام الملأ وأحيل الأمر للمكتب التنفيذي لمعالجته هناك "(ص105 والحدث في يوليو 1967).

    تحدث الترابي عن مرحلة ما قبل الانقلاب وكأن السودان يخلو من وجود شعب وأحزاب ومجتمع مدني، تذكر بمجيء الصهاينة إلى فلسطين باعتبارها خالية من البشر. فالترابي والجبهة الإسلامية رغم عددية نوابهم التي تربو على الخمسين نائباً لم يتصوروا أنفسهم معارضة أبداً.

    فانقلبوا على النظام الديمقراطي- حسب الترابي- لأنهم شعروا بأنهم لن يشاركوا في سلطة قادمة. وقال الترابي بطريقة تنم عن الاستخفاف: أنهم قرروا القيام بانقلاب طيب! وهنا يقترب من المقارنة بالملاريا.

    لأنه يستخدم لغة المرض الأورام الطيبة والأخرى الخبيثة. هل سمعتم بانقلاب طيب وآخر خبيث في السياسة؟ هذا قول يذكر بأشعار مظفر النواب عن الموقف ـ النصف. ثم ألا تشعر طريقة تنفيذ الانقلاب مدى اللعب بعقول الشعب- إن وجد في حساباتهم؟

    أن يذهب الترابي إلى السجن والبشير إلى القصر! هذا مزاح ثقيل لا يحدث إلا في السودان. حيث يلعب السياسي بالنار لعلمه أنها غير محرقة. وفي المقابل يقول الترابي إنه كان ينوي إعادة الديمقراطية بعد عامين .

    وهذا سبب خلافه مع المجموعة الحاكمة الآن ولهم حق في الخلاف. فهل تكفي سنتان لإعادة صياغة الإنسان السوداني وإقامة المشروع الحضاري وجعل السودان مركز إشعاع للإسلام والثورة الإسلامية السنية؟

    ولنجاري الترابي، فلو كانت العودة للديمقراطية بعد سنتين، لماذا الانقلاب أصلاً؟ ونلاحظ أن الترابي قبل أن ينسى عدّد الإنجازات التي قامت بها حكومة الإنقاذ بنفس الترتيب والوصف- وقع الحافر. فهل هذا حديث شخص نادم؟

    يلتقي ابتلاء الترابي والملاريا في أن الأثنين يشتركان في صفتي مزمن ومستعص. فالترابي أدخل البلاد منذ أربعين عاماً في نفق الاشتباك حول تطبيق الشريعة ودون رؤية ولا برنامج، كما تبين الآن جلياً.

    ولكن السودان انشغل طوال حقبة الاستقلال في جدل عقيم على حساب الاهتمام بالتنمية والفقراء وتقدم البلاد. ونجح الترابي في شق السودان إلى معسكرين حول هذه القضية الغامضة في أذهان الإسلاميين قبل الآخرين.

    وجاءت التحولات الحاسمة- ولكنها سلبية - بسبب هذا الصراع المفتعل ومنها انقلاب مايو 1969 ويونيو 1989. وتصور أن البرلمانات المتعاقبة لم تجز خطة تنمية شاملة واحدة .

    وفي نفس الوقت عجزت عن إجازة الدستور الإسلامي! وهكذا أهدرنا كل هذا الزمن سدى ونحن نقف الآن بعد نصف قرن من الاستقلال في الموقع والموضع اللذين نراهما حالياً ونعاني ونخشى مستقبلاً مجهولاً.

    وذلك لأن الترابي كان مثابراً ومصراً على ألا يخرج السودان من نفق أفكاره ومشروعاته. وهو ابتلاء مستعص لأنه يملك غريزة بقاء سياسة نادرة، فهو يعود بعد كل فشل ومحنة وكأن شيئاً لم يكن في قلب المعارضة- كما هو الحال، أو في مركز السلطة كما حدث بعد المصالحة مع النميري وعقب الانقلاب الحالي.

    ومن الجانب الآخر، حملات الملاريا أيضاً تهزم كل خطط وزارة الصحة مع أن السودان سبق أن أعلن منطقة خالية من الملاريا منتصف ستينات القرن الماضي. فهل نمتلك المصل السياسي والصحي، أم نستمر في حيرتنا الراهنة نقف طالبين لطف القضاء؟
                  

10-30-2005, 03:59 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي .. والملاريا....د. حيدر ابراهيم (Re: esam gabralla)

    لا فض الله فوك يا دكتور وامات حاسدوك
                  

10-30-2005, 11:44 AM

محمد ابراهيم قرض

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي .. والملاريا....د. حيدر ابراهيم (Re: esam gabralla)

    عصام ...
    شد حيلك ..
    علمت أن الملاريا قد رفعت قضية كاربة
    لمجلس الأمن تشكوك فيها و معك دكتور
    حيدر في أنكم شبهتموها بالترابي ..
    و لقد تم تعيين القاضي (فليس) للتحقيق
    في القضية ... و لعلمك الخاص فليس هو
    شقيق مليس بالرضاعة .. و شيل شيلتك !!!!
                  

10-30-2005, 12:29 PM

حسن بركية
<aحسن بركية
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي .. والملاريا....د. حيدر ابراهيم (Re: محمد ابراهيم قرض)

    كعادته كتب حيدر ابراهيم بموضوعية وعقلانية
    ولكن القوي السياسية لاتري ولاتسمع والترابي الان حليف وصديق لهذه القوي
                  

10-30-2005, 04:43 PM

Eng. Mohammed al sayed

تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 1181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي .. والملاريا....د. حيدر ابراهيم (Re: esam gabralla)

    الأخ عصام تحياتي
    Quote: فهل نمتلك المصل السياسي والصحي،


    للأسف لايوجد حتي الأن ... مايؤرقني فشل هذا العدد الهائل من الحكومات التي تشكلت بعد الاستقلال وحتي يومنا هذا.
    وتلك التي ظننا فيها خيرا كانت أوهن من خيط العنكبوت .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de