|
استدعاء:يا لجنون المؤلف الإسفيري! يا لإبداعه!
|
جوف الفضاء يئن...تعاوده تقلصاته الدورية اياها فردة اطلق سهام خياله...اعانت حينها على لملمة بعض ملامح هذا الفضاء/الكائن ... الان ... وكائن/شخصية ملات مساحة في هذا الفضاء تصعد احدى قمم دراما الفضل ... قراءة ما اتى في القمم السابقة يولد حيوية لتامل المشهد الحالى
Quote: إنه وجهٌ ينظر الى الوجه إنها مرآة تتعرى أمام المرآة... بكلمة واحدة ، هذا هو المؤلف الإسفيري يتأملُ صورته على الإسفير ، ويغني!
هل تصبح الكتابة بشرتنا وأديمنا الأول؟ هل تنجو اللغة من قدرها الأعمى كوسيلة عملية للتواصل؟ هل تصبح اللغةُ المحضة ُ (من حرف وثـُقل ورسم ومعنى ، وبحضورها التشكيلي الجديد في الفضاءالإسفيري) هي العالمُ وهي مدخلنا الى العالم؟ أزعم أنها أضحت!
أزعم أن هذا الفضاء يؤلف نفسه بنفسه. أزعم أنه يكتبنا ولا نكتبه. وأنه مـتـنٌ روائي! 1 عادل عبدالعاطي ليس وحيداً ، إذ لم يسجنه المتنُ الروائي الإسفيري في فقاعة فارغة ، فمن حسن حظه (أو قدره) الروائي أن سودانيز أون لاين تعج بالشخصيات الروائية الثقيلة الكثافة: سجيمان ، شخصية روائية لم تكلـِّف المؤلف الإسفيري عناءاً كبيراً في تشكيلها (فقد جاءته ترتدي زيها المسرحي وتتلو نصها تلاوة) بـشاشـة ، صوته يكاد ينزُّ من ذبذبات الإلكترون، يكاد صراخه يغادر الموجات الصوتية ليسكن في ذبذبات الصورة، يكاد يـتـَبكسل! (من pixels) Roada تتراوح بين الرمز كما يتمناه السرد وبين التحقق خارج النص، كما تتمنى هي. تصرُّ ، بلا جدوى طبعاً، على أن تعضُ يد المؤلف الإسفيري ، وأن تنجو بجلدها من أدوات سرده، بلا جدوى طبعاً. عجب الفيا والخواض، كانا لوهلة يقفان على قمة شاهقة، كانا ينظران الى الفراغ السديمي العريض الذي يمتد الى ما لا نهاية تحت أقدامهما، فإذا بهما يقفزان الى لجته، وسقوطهما اللا متناهي يعيد كتابة (يتناص مع؟) السقوط الأسطوري لجبريل فاريشتا وصلاح الدين جامجا 2 وأخيراً، بدأت سطوة النص الإسفيري تلتهم حتى عبدالله بولا نفسه! فـبولا كان مسروداً في نصوص أخرى وفي متون ظنت أنها أكثر رسوخاً من النص الإسفيري اللا متناهي، ولكن هيهات. سيكتب بولا ثرثراته للأبد، سيمسح بولا ثرثراته للأبد! سيصوب بولا أخطاءه المطبعية للأبد، سيعيد بولا أخطاءه المطبعية للأبد ولكن سطوة الـHTML ستنوسُ محمومة بين ثرثراته للأبد!
لكن عادل عبدالعاطي ، هو بطل النص الإسفيري بلا منازع، فهو الأكمل تشكلاً والأكثر تعقيداً... شخصيةً روائية من الطراز الأول، تنضح بالمأساة الكونية وتتوهج بالمعنى الآيكوني (مِـن iconic)... . |
Quote: مثلما قلتُ مسبقاً إن سودانيز أون لاين "فضاءٌ سودانيٌّ منفردٌ في طبيعته: إنه فضاءٌ يعادي الفضاء! بيت إفتراضي ، حوش تسكنه عادات المكان (الحقيقي) الذي جاءت منه المخلوقات الإسفيرية التي تسكنه وتجوبُ فضاءاته! إنه فضاءٌ إسفيري مثقلٌ بالجاذبية ، بذاكرة المكان الطبيعي والفيزيائي حتىَّ وكأنه لايطير! إنه فضاءٌ يصرُّ على اقتباس المكان الفيزيائي... إنه يهزم التكنلوجيا (الى حين ، فيما أظن!) لذا أقول لا أعرف إن كان عليَّ أن أشكره على كل ذلك أم ألعنه! فهو يقتبس كل عادات المكان السوداني ، من عادات السياسة الى "بيت البِكا"، من "العـرضة" الى "الرَكـِزي" لسياط الفحولة، الخ... الكتابة المسكونة بالحرية لا تعرف الخوف ، أما الخوف الذي تشير اليه فإنه في ظنّي يأتي من هذه الذاكرة المثقلة نفسها والتي تكبل حرية الكاتب في فضاء سودانيز أون لاين وتتلبسها... و"حدود الآخر" هذه إنما تهاجر الينا من كهوفٍ بذاكرة المكان الذي نأتي منه. هذه الذاكرة المثقلة بعاداتها الأسطورية (والتي تحاول أن تجترح بقاءها (survival) في هذه الفضاءات الجديدة دون أن تستسلم لقوانين البقاء فيها) ستفعل ذلك ولكن ، مثلما أقول ، كلُّ ذلك الى حين! فلن تكون اللغة الجديدة – أي لغة جديدة – ولا التكنلوجيا وسائط محايدة نعبئها بـ"تراثنا" مثلاً!: بل لابد لها أن تغيِّر من عاداتنا المهاجِرة ، وتعمدها في محراب طقوسها وعباداتها وصلواتها الجديدة! |
يا لجنون المؤلف الإسفيري! يا لإبداعه!
|
|
|
|
|
|