ارباب التاويل ...بمصادرة مجلة إبداع لنشرها قصيدة "شرفة ليلى مراد"

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 01:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عصام جبر الله(esam gabralla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2007, 10:37 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ارباب التاويل ...بمصادرة مجلة إبداع لنشرها قصيدة "شرفة ليلى مراد"

    عن جهات الشعر

    Quote: أرباب التأويل

    صبحي حديدي
    (سوريا/باريس)

    صبحي حديديفي المقطع ما قبل الأخير من قصيدته الفاتنة "شرفة ليلى مراد"، يقول الشاعر المصري حلمي سالم:

    الربّ ليس شرطياً
    حتى يمسك الجناة من قفاهم
    إنما هو قروي يزغط البط
    ويجسّ ضرع البقرة بأصابعه صائحاً:
    وافر هذا اللبن
    الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
    الذى يضعه الرب آخر كلّ فصل
    قبل أن يؤلف سورة البقرة.

    وفي المقطع الأخير من القصيدة، يقول سالم:

    الربّ ليس عسكري مرور
    إنْ هو إلا طائر
    وعلى كلّ واحد منّا تجهيز العنق
    لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرؤوس؟
    هل تريدين منه
    أن يمشى بعصاه
    فى شارع زكريا أحمد
    ينظّم السير
    ويعذّب المرسيدس؟

    وكما بات معروفاً الآن، اتخذ د. ناصر الأنصاري، مدير الهيئة المصرية العامة للكتاب، قراراً بمصادرة أعداد مجلة "إبداع" التي نشرت القصيدةK بسبب بلاغ إلى النيابة العامة يوجّه إلى سالم، إسوة برئيس تحرير المجلة أحمد عبد المعطي حجازي، تهمة "الإساءة إلى الذات الإلهية". ومؤخراً، شهدت الحكاية تطوّراً نوعياً حين استمعت النيابةُ إلى أقوال يوسف البدري صاحب البلاغ، وأقوال آخرين أصحاب بلاغات مماثلة، الأمر الذي يعني أنّ النيابة سوف تستدعي سالم وحجازي للاستماع إلى أقوالهما، لكي لا ينتظر المرء ما هو أدهى!
    نحن، إذاً، أمام "قضية" جديدة تشهدها مصر ضدّ الإبداع والمخيّلة والنصّ الأدبي، في سبيل ترجيح سلطة تأويل المقدّس على الحقّ في حرّية التعبير، إذْ لا ينبغي البتة إهمال هذا المحتوى الأخير تحديداً، وعلى نحو لا ينتهي من سوية ابتذال حتى ينحطّ إلى سوية أخرى أشدّ بؤساً. كأنّ السادة رعاة المقدّس لا يحتكرون شرح متونه وتفاسيره ومعاجمه ومفرداته وأحكامه ونصوصه ومرجعياته... فحسب، بل يقبضون وحدهم على الهراوات الغليظة الكفيلة بتهشيم العقل الذي يفكّر والمخيّلة التي تحلّق واللغة التي تنطلق والنصّ الذي ينعتق.
    شهدنا، قبل أربع سنوات، بلاغ عضو مجلس الشعب المصري مصطفى محمد مصطفى ضدّ مجموعة أحمد الشهاوي "الوصايا في عشق النساء"، معتبراً أنّها «تستهين بالدين وتستفزّ مشاعر المسلمين»، وتدخل تالياً في باب إهدار المال العام. وأمّا براهينه في في التدليل على حجّته، فقد كانت اقتباسات مثل هذه: «لا لا تضيعي العمر في نوم الليل لأنه خُلق للعشق»، و«نصيحتي أن تمرّغي خدّك على باب عشيقك»، و«خذي كتاب عاشقك بيمينك فأنت أمّ الكتاب»! قبلها شهدنا قضايا الأزهر ضدّ رواية حيدر حيدر "وليمة لاعشاب البحر"، ثمّ مجمع البحوث الإسلامية ضدّ "الومض" للكاتب نفسه، لأنها ـ صدّقوا أو لا تصدّقوا ـ تتحدّث "عن العبيد وحكاية البشر والقصص الماجنة البعيدة كلّ البعد عن قيم الإسلام"، كما جاء في البلاغ الرسمي. ولكي لا نذهب بعيداً، نتذكّر أنّ مجلة "إبداع" ذاتها كانت قد تعرّضت لحملات تأثيم مماثلة، حين نشرت قصيدة عبد المنعم رمضان "أنت الوشم الباقي"، أو حين أعادت نشر عدد من الرسوم حول آدم وحواء، أو حين أصدرت عدداً خاصاً عن الثقافة اليهودية.
    ولعلّ من الأخلاقيّ، أوّلاً، الارتياب الشديد في أنّ السلطة السياسية، سواء تمثّلت في الأنصاري أو في الأجهزة العليا التي تقف خلفه أو تضغط عليه، ليست محايدة في مثل هذه القضايا، بل هي متواطئة موضوعياً مع الغلاة والظلاميين، لأسباب لا تخفى على كلّ ذي بصيرة. كذلك من الضروري تفادي الوقوع في الفخّ الذي بات اليوم خيار المنجاة الأسهل، بعد أن تكاثرت أمثلة السعي إلى مصادرة حرّية التعبير وانحطّت ثقافة السجال حول الفارق بين الواجب والحقّ. وهذا الفخّ يتمثّل في محاولة ردّ التهمة عن النصّ الخاضع للتأثيم والتجريم، عن طريق البرهنة (المصطنَعة، غالباً) على أنّ العكس هو الصحيح، وأنّ النصّ يحترم المقدّسات ويبجّلها ويصونها ويحرص عليها.
    ليست هذه هي ستراتيجية الدفاع الحقّة، في يقيني، كما أنها ليست التكتيك المبدئي لأنّ المثقف هنا ليس محامياً لوذعياً شاطراً يبحث عن ثغرة هنا أو منفذ هناك في ملفّ الخصم. وما هو مطلوب، في الستراتيجية كما التكتيك، هو الإصرار على الدفاع عن النصّ ذاته في المستوى الجمالي ـ الإبداعي، وليس في المستوى التأويلي ـ الفقهي، من جانب أوّل؛ والتمسّك بحقّ الفنّ في التحليق أعلى والتوغّل أعمق والتعبير أبلغ، وليس «واجب» المراوحة أسفل «خطّ أحمر» وهميّ جاهليّ قسريّ وقمعيّ، من جانب ثانٍ. وهكذا، فإنّ الواجب الأكبر أمام المثقف، المستنير المؤمن بالحقّ والحرّية، هو الدفاع عن جماليات قصيدة حلمي سالم بوصفها عملاً أدبياً تنهض قِيَمه الفنية من ــ كما تُصنع إشاراته الدلالية في ــ حقول أخرى خصبة الأرض عالية السماء مفتوحة الآفاق، هي في طبيعتها نقيض تلك البيداء الدامسة الراكدة الجامدة، حيث الإنسان معتقَل والخيال مكبّل والتأويل ضيّق مغلق مسدود.
    إذْ لم يبقَ إلا أن يحرّموا علينا استخدام تعابير مثل "ربّ الأسرة" أو "ربّ العمل" أو "أرباب المهنة"، وأن نحيل أبا العلاء المعرّي إلى النيابة العامة جرّاء هذا القول: "ويجمعنا من صنعة الرَبِّ أربعٌ/ ومِن فوقها والمُلكُ لِلَّه خامسُ"، أو... أن نشطب نهائياً هذا المثل السائر على الألسن: إذا كان ربّ البيت بالطبل ضارباً/ فما شيمة أهل الدار إلا الرقص.
                  

05-21-2007, 10:38 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارباب التاويل ...بمصادرة مجلة إبداع لنشرها قصيدة "شرفة ليلى مراد" (Re: esam gabralla)

    القصيدة المعنية

    Quote:

    شرفة ليلى مراد

    حلمي سالم
    (مصر)

    أسمهان

    حلمي سالمصادفوها
    وهى تحمى بأسودها
    أبيضها
    الذي يجر عليها قذى الشوارع
    مأزقها:
    أن الانطباعات الأولي
    تدوم
    كيف إذن ستغني
    أسقيه بيدي قهوة؟

    نظرية

    البكارة
    ملك الأبكار
    وحدهم
    حتى لو كرهوا
    نظرية التملك

    رومانسية

    نقاوم الشجن بعصر ما بعد الصناعة
    لكن مشهد عبد الحليم وأخيه
    في حكاية حب،
    ينتقم للقتلى

    البلياتشو

    تعبنا من توالى الامتحانات،
    فلماذا لا يصدق الناسُ
    أن الأرض واسعة؟
    لنعط أنفسنا للمفاجأة،
    راضين
    مرضيين
    البلياتشو جاهز للوظيفة،
    حتى لو شك الجميعُ
    في إجادته العمل

    الأزبكية

    يقسو على نفسه موبخاً: يالطخ، الجميلات لا يصح أن يصعدن السلالم وهن معلقات على ذكرى الأب الذي يظهر خفيفا في القصص.
    ظلت دعوة الشاي مؤجلة حتى ماتت التي في مقام الأم أثناء حمى الطوائف. وقبل موتها بربع قرن اعتزلت ذمية تياترو الأزبكية ليصير لديها وقت لتناول الينسون كطيف من زمان السلطنة.
    لعلني أنا الذي في الحديقة، أمزج الشحاذة بالغرام، مصطنعا الاعرجاج في ساقي، والعكاز تحت الإبط، فهل أنت الواقفة في شرفة ليلى مراد؟

    طائرات

    البيوت تأكلها الرطوبة،
    لذلك يطلقون الطائرات الورقية
    على السطوح،
    ليثبَّتوا بها المنازل على الأرض

    حراسة

    ليس من حل أمامي
    سوى أن استدعى اللهَ والأنبياءَ
    ليشاركوني في حراسة الجثة
    فقد تخونني شهوتي
    أو يخذلني النقص

    طاغور

    تنام متخففة من شدادة الصدر،
    وعندما تصحو في مواجهة السقف،
    تلوذ بغوايش طاغور
    فرقة الإنشاد،
    تشنجات حلقة الذكر
    تقبيل يد القطب،
    هذا هو تأصيل الرغبة
    تهكم الجراحون على أهل العواطف،
    وعيناك ترفضان النصيحة
    بسبب المنام رأتا فيه
    البلطة تتدلى مكان الفلورسنت

    الأندلس

    أنت خائفة،
    وعماد أبو صالح خائف،
    والطفلة التي اتخذها النذل
    ذريعة للنجاج
    خائفة
    يارب أعطهم الأمان
    لم يتحدث أحد عن الأندلس
    كل ما جري
    أنك نظرتِ في المرآة
    فوق:
    رمزية الترمس،
    وسماء تحتَكُّ برهة بنهدين،
    ثم تلتف حول نفسها مسطولة
    فوق:
    ونحن معلقان في الفراغ
    كان لابد أن تقال كلمة مشبوهة
    قبل أن تضمحل الدول

    الأحرار

    الرب ليس شرطيا
    حتى يمسك الجناة من قفاهم،
    إنما هو قروي يزغط البط،
    ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحا:
    وافر هذا اللبن
    الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
    الذي يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ
    قبل أن يؤلف سورة البقرة

    الطائر

    الرب ليس عسكري مرور
    ان هو إلا طائر،
    وعلى كل واحد منا تجهيز العنق
    لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرءوس؟
    هل تريدين منه
    أن يمشى بعصاه
    في شارع زكريا أحمد
    ينظم السير
    ويعذب المرسيدس؟
                  

05-21-2007, 11:33 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارباب التاويل ...بمصادرة مجلة إبداع لنشرها قصيدة "شرفة ليلى مراد" (Re: esam gabralla)

    Quote: عفيف إسماعيل
    الحوار المتمدن - العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30

    *مُسامرة سودانوية
    "وأقول لا ..للوجوه المغطاة بالشمع
    وأؤمن أنَّ بعضَ أحزانِنا لا تضيعُ سُدَى"
    سيد أحمد بلال
    في خفة ضحلة صادر قصابو الثقافة ومن خلفهم فقهاء الظلام وحراس النوايا العدد الأخير من مجلة "إبداع" التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب و يرأس تحريرها الشاعر المصري المعروف أحمد عبدالمعطى حجازي، واوقفوا توزيعها بسبب قصيدة للشاعر حلمى سالم الموسومة بـ "شرفة ليلى مراد" بتهمة الإساءة للذات الإلهية و لكريم المعتقدات، تلك التهمة التي تكرر بلا معيار يسندها سوي فقه الضرورة الذي تستند عليه القوي الظلامية في بلاد المسلمين قاطبة، وفي جمهورية مصر العربية بشكل خاص في مجابهتها للفكر والابداع وحرية الرأي منذ كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين ، "واولاد حارتنا" لنجيب محفوظ و"وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر وتمدد القائمة الطويلة لتشمل كل من د. نوال السعدوادي، ونصر حامد أبوزيد وأحمد الشهاوي، وويع سعادة .. وآخرون.
    لقد استهدفوا هذه المرة احد انبل ابناء المحروسة وهو الشاعر المصري الكبير حلمي سالم المعروف بإسهامته الشعرية المميزية علي مستوي الوطن العربي والعالم .واحد رواد الحداثة والتجديد في الشعر المصري الحديث بعطاءه الممتد بين الإجيال منذ: "دهاليزي والصيف ذو الوطء" "فقه اللذة" و"سراب التريكو" و"يوجد هنا عميان"" "حمامة على بنت جبيل"،" إلي ديوان " الثناء على الضعف "الذي يتضمن النص الشعري" شرفة ليلي مراد" .

    تطور الأمر بعد ان تقدم الشيخ يوسف البدوي أحد اقطاب الاخوان المسلمين في مصر وبعض المحاميين ببلاغ الى النائب العام ضد الشاعر احمد عبد المعطي حجازي رئيس تحرير مجلة أبدع وضد الشاعر حلمي سالم صاحب النص الشعري" علي شرفة ليلي مراد".
    ما زالت الاصولية وحيدة القرن وخطابها الإقصائي المتمادي في إرهاب الخصوم بسيف الدين الحنيف وباسمه الكريم تتمدد بسرطانية عمياء، وتزحف تحت مسميات متعددة ،عباءات ازهرية حيناً وطالبانية في احيانا أخري، تستند علي نظرة عابرة وغير متقصية لروح النصوص الشعرية تتسم بمحاكمة ظاهرها وغير متعمقة في مجازاتها ورموزها ودلالتها التي تحكمها بنيتها وديناميتها الداخلية. فقط يكتفون بإجتزاءات مخلة يمارسونها بحرفية قصابين يقتطعونها بعيداً عن السياق العام للنصوص الشعرية ، فقط ما يتفق مع جاهزية مزاج الفتوي ذات القالب التكفيري، التي تثبت الحدود السقفية للذهنية الأصولية وشكلانيتها في معالجة قضايا العصر المعقدة اصلاً أكثر من أخلية كل الشعراء والفلاسفة، ولا تتم معالجة مثل هذه الإختلافات إلي بمزيد من حرية الفكر الإبداع وفهم حقيقي لجوهر التحاور والصراع الفكري.
    حاولت بعض من الصحف ان تصطاد في الطقس المناسب لبذر فتنة اكبر وابتسرت أمر المصادرة في انه سطوع الصراع المستتر بين جيل الستينات والسبعينات، وحاولت ان تقحم ايضا تهميش جيل التسعينيات في مصر!! يرد علي ذلك الشاعر حلمي سالم في حواره مع "المستقبل" بتاريخ 23 ابريل 2007 عن ازمة مجلة أبداع ونصه الشعري "علي شرفة ليلي مراد" قائلاً:
    " الحوار الدائر في الصحافة حول هذه القصيدة ينحصر في اتجاهين: ذلك الذي يأخذ على القصيدة والشعر عموماً التعرض للأديان وازدراء الثوابت، والثاني يؤيد حرية الابداع ويستنكر النظرة الدينية الحرفية الضيقة للشعر على أساس ان الشعر مجاز لا ينبغي أن يقرأ قراءة بوليسية أو فقهية".
    من المعروف ان الشاعر حلمي سالم ناشط في مجال حقوق الإنسان وله مواقفه التضامنية المعروفة والمعلنة مع كل قضايا الحريات العامة في الوطن العربي والعالم وتشهد له بذلك اساماته النظرية والعملية والعلمية الشعرية والنثرية المشهودة مثل: "الثقافة تحت الحصار"، "سيرة بيروت ، "تحيات الحجر الكريم" " الحداثة أخت التسامح" " ثقافة كاتم الصوت" وجملة إصداراته عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وكل كتاباته في مجلة أدب ونقد.
    بذهن وقلب مفتوح ظل الشاعر حلمي سالم يقدم دعمه الثقافي والتضامني للمبدعيين السودانيين الذين عبروا من بوابة القاهرة الرحيمة إلي المنافي البعيدة بعد ان استهدفتهم سلطة الجبهة القومية الإسلاموية بعد إنقلابها المشؤم 30 يونيو 1989م بشكل خاص ودفعت بهم إلي المعتقلات والسجون وبيوت الأشباح وشردتهم من من وظائفهم إلي المهاجر، ظل الشاعر حلمي مهموماً بعلاقات التجسير بين الثقافة السودانية والمصرية يستضيف المبدعيين السودانيين في صالون ابن رشد بمركز القاهرة للحقوق الإنسان حيث كان يعمل، وندوة أدب ونقد ويقدمهم بحب وندية للحركة الثقافية المصرية وصحفها ومجلتها الادبية التخصصة، ونذكر علي سبيل المثال للحصر منهم القاص عبد الحميد البرنس والشاعر عاطف خيري والفنان علاء سنهوري وغيرهم من جيل المهاجرين السوداننين الذين سبقوهم بالقاهرة.
    عندما حضرت إلي القاهرة 2001 منذ ان تعرفت علي الشاعر حلمي سالم اصبح دليلاً لي بشكل خاص في كل ما يتعلق بشئون العمل الثقافي بالقاهرة وكان مستشاراً ثقافياً طوعياً لمنتدي شموس الثقافي السوداني بالقاهرة عندما كنت أتراس لجنتة التنفيذية، ويشارك بفعالية في إنجاح كل الليالي الثقافية السودانية في القاهرة التي اقامها منتدي شموس في ذلك الوقت، ومفتاحاً لعملي الثقافي بالقاهرة، بفضله تعرفت علي العديد من المثقفين المصريين والعرب الذين يعبرون بالقاهرة، ولن انسى حضوره البهي وابتسامته التي تسبقه دائماً في تلك الإحتفالية التي أقامها منتدي شموس الثقافي السوداني لوداعي وعدد من مؤسسيه قبل مغادرتنا القاهرة، جاء علي عجل وتلي مقاطع من "تحيات الحجر الكريم" مازالت ترن في اذني وتحول مجري الأمسية الوداعية بعد قراءته المبدعة إلي تضامن ليس مع فلسطين فقط بل مع كل الشعوب المضطهدة. جاء الشاعر حلمي سالم برغم ظرفه القاهر وإرتباطه السابق بامسية شعرية اخري، جاء ليس تكريماً لعلاقتنا الشخصية بل ليؤكد تضامنه اللامحدود مع الشعب السوداني والمثقفين السودانيين.
    ويشير الشاعر حلمي سالم في حوار مع "المستقبل" 23 ابريل 2007 إلي الحل عند ما قال: الحل هو الدولة المدنية، انقاذ الدولة المدنية في مصر من براثن الدولة الدينية القائمة في مصر فعلاً.
    نعم ،
    سوف تذهب الفقاقيع، ويبقي حلمي سالم سالماً من الأذي ومبشراً بالآتي ورسولاً للغد الذي نحلم جميعاً معه خالياً من مثل هذا التربص الذي يحول حياتنا إلي كابوس لا ينتهي.
    نعم سوف يذهب الزبد!
    مُسامرة سودانوية ..المقال الشهري الذي يكتبه عفيف إسماعيل لصحيفة "المهاجر" التي تصدر عن مؤسسة المهاجر باستراليا.*
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de