"ذكريات عاهراتي الحزينات"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 03:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عصام جبر الله(esam gabralla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2004, 02:19 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"ذكريات عاهراتي الحزينات"

    Quote: فى روايته الاخيره غارسيا ماركيز يحقق حلمه القديم ويتحول كاتباً يابانياً
    نجم والي الحياة 2004/10/26

    على نوبل, لم تضف جائزة الأكاديمية السويدية الى غابريال غارسيا ماركيز شهرة أو شعبية كان يفتقدها, بل على العكس, كانت مناسبة خاصة له, كي يمضي في الطريق الخاص الذي سار عليه, وقد حمل قراءه على السير معه, مع كل رواية جديدة له. فمنذ نشره "مئة عام من العزلة", والقراء في العالم, بغض النظر عن اللون والبشرة والقومية واللغة ينتظرون بلهفة صدور عمل جديد له. وأحياناً ليس بسبب عمق كتبه أو عبقريته, إنما, هكذا, لأن ماركيز تحول وحوّل نفسه إلى "ماركة" خاصة, سيفتقدها الأدب العالمي بالتأكيد ذات يوم, فمن الصعب أن يتكرر أنموذجه من جديد, أولاً لتفرد موضوعات رواياته, وثانياً لأن مع كل رواية يكتبها, هناك قصة أخرى مصاحبة لها تدور على هامشها, سواء عندما ادعى أن زوجته مرسيديس هي التي كتبت أشهر أعماله "مئة عام من العزلة", أو ما فعله أخيراً, عندما دفع بروايته الجديدة إلى المطبعة بفصل أخير غير منقح, لكي يفاجئ باعة الطبعات المقرصنة, في يوم صدور الرواية بالفصل الصحيح والمنقح.

    "أكتب لكي يرضى عليّ أصدقائي", تلك كانت إجابته على إستفتاء أجرته صحيفة فرنسية مع مجموعة من الكتاب. وإذا افترضنا أن أصدقاءه اليوم, هم أولئك الذين يتوزعون وسع الكرة الارضية, فليس من الخطأ أن نقول: بالفعل لم يخذل "غابو" أصدقاءه. ها هو يطل عليهم في عمله الأخير "ذكريات عاهراتي الحزينات", فارضاً على العالم كله الموافقة على تقبل "عاهراتـ"ـه وصديقاته الحزينات, بغض النظر عن "التابوات" الاجتماعية التي تتجاهل وجود هذه الفئة من النساء العاملات, مثلهن مثل بقية زميلاتهن اللواتي يعملن في وظائف أخرى. من منا لا يعتقد, بأن ماركيز تعمد أن يختار هذا الاسم, ليعلن عن انحيازه الكامل لفئة النساء المهمشات هذه؟ كل شيء يشير إلى ذلك في الرواية. صحيح أن الرواية تحكي قصة رجل عجوز يحتفل في عيد ميلاده التسعين, ويقع في حب صبية عمرها 14 عاماً, تعيده إلى عواصف سن المراهقة, إلا أنها رواية شاملة مركزة ومتقشفة حتى في الحوار استثنائياً, يعود فيها ماركيز من جديد إلى بداياته الروائية "المتقشفة". وعلى مدى صفحات الرواية القليلة المقسمة إلى خمسة فصول, يروي ماركيز عبر ضمير الأنا المتكلم, حياة رجل بلا اسم, لا شيء يدل في حديثه وحماسته وطريقته في النظر الى محيطه والعالم على أنه عجوز في التسعين, يتحدث عن الموسيقى والكتب, عن الشيخوخة والشهرة بحماسة شبابية. وسيخيب ظن من يعتقد للوهلة الأولى بأن الرواية تمجد هذا الحب, بصفته ميلاً جسدياً لا أكثر ولا أقل, وتمنحه صفة الشرعية, من هذه الناحية فقط, لتبرير علاقة جنسية من هذا النمط, كما هو شائع في مجتمعاتنا أيضاً. كلا, ليس هناك جانب من هذا النوع, الرواية تمضي أبعد من ذلك, تذهب إلى العمق, حتى أنها تتحول قصيدة هجاء ضد المجتمع الذكوري, بكل ما تحويه من سخرية لاذعة وكوميديا سوداء. ابتداء من البورتريه الذي يرسمه ماركيز لشخصية الراوي وحتى وصفه شخصية القوادة والصبية, اللتين تحتلان, مع النساء الأخريات, ومع أكثر من خمسمئة عاهرة يتذكرهن الراوي, المساحة الكبيرة الخفية التي تتحرك فيها الرواية, وكأن ماركيز تعمد الكتابة بهذه الطريقة, مثل تقديمهما بطريقة ملتوية, لكي تمثلا في النهاية هذه الشريحة من النسوة, بطلات القصة بلا منازع. فالراوي وذلك ما نعرفه, يعي للمرة الأولى قيمة الحلم الذي لم تنجح الشيخوخة بإتلافه عنده. وللمرة الأولى يكتشف جمال أو قيمة النساء اللواتي عرفهن في حياته. بل يكتشف للمرة الأولى عندما يقع في الحب, القيمة الإنسانية للنساء, ليس بصفتهن وعاء لتفريغ رغباته فقط, فهو حتى وقوعه في حب هذه الصغيرة, لم يحب امرأة من قبل, إنما اعتاد أن يحصل على "الحب" من طريق العاهرات. لم يحبهن, إنما كان يقضي وطره معهن في مقابل مبلغ من المال, ولكن هذه الصغيرة أيضاً, تجعله يتذكر كل تلك العاهرات اللواتي ضاجعهن في الليالي البعيدة.

    لا تستيقظ العاهرات وحدهن في ذاكرته, إنما يبدأ أيضاً في تذكر النساء اللواتي عرفهن تدريجاً, وكأنه يستعيد عن طريق هذه الصبية الصغيرة بصيرته الإنسانية, الجمالية, بعد أن أصابته الذكورية بالعمى قبل ذلك ولعقود طويلة, مثلما تصيب عادة مجتمع الرجال في البلدان الذكورية, الأميركية اللاتينية (العربية لا تختلف عنها إلا سوءاً!). تدريجاً نتعرف في الرواية الى النساء اللواتي أثَّرن في حياته: أمه, فلوريندا, امرأة جميلة تتمتع بحبها للموسيقى والموهبة التي أورثتها إياها, داميانا الخادمة التي رفضت أخذ الإجرة منه في مقابل فضائلها, كسيمينا المرأة التي كان على شفا الزواج منها, والتي خذلها وهجرها ساعات قليلة قبل العرس, كاسيلدا, العاهرة العجوز التي تحملته بصفته زبوناً مخلصاًً ومواظباً. ديلغادينا, الجميلة "اليابانية" النائمة التي يعتقد بأنها أفقدته عقله, لكنها أعادته إنساناً سوياً يفكر في الحب للمرة الأولى, روزا كاباركاس, صاحبة الماخور التي تصاحبه في مغامرته المجنونة والتي تذكر بقوادات رواياته وقصصه الأخرى "االفاضلات", والتي يشيد لها ماركيز صرحاً خاصاً, ضد مجتمع الذكور.

    ليست كل العاهرات حزينات, كما يوحي عنوان الرواية, وليست هي رواية حزينة في النهاية, على رغم "الميلاينكوليا" التي تبثها كلمات (وذكريات) الراوي العجوز من مكان عزلته عبر سطور الرواية, وهو يحصي سنوات عمره, أو وهو يتذكر بالضبط الوقت الذي ترك فيه التدخين "قبل 33 سنة وشهرين و17 يوماً" (تاريخ ترك ماركيز التدخين!), أو عندما يكتشف أن ألحان البوليرو تعجبه أكثر من الموسيقى الكلاسيكية. كلا, هذه ليست رواية حزينة, إنها رواية تمجد الحياة. فالعجوز يتحدث عن الشيخوخة بسخرية وفكاهة: "إنه انتصار الحياة, عندما تفقد ذاكرة الشيوخ نفسها من أجل الأشياء الأكثر جوهرية". وفي صفحات لاحقة يعلق: "من مفاتن الشيخوخة هي الاستفزازات التي تسمح لها بها الصديقات الشابات بأننا غير صالحين للخدمة!".

    ومن الزاوية التي ينظر فيها الراوي الى نفسه, فإنه يشعر بنفسه "عاطلاً من الخدمة", قبل أن يلتقي بديلغادينا, حين كان يتهيأ للتوقف عن كتابة مقالاته الأسبوعية. بعد اللقاء, يبدأ بالكتابة عن موضوعات جديدة أكثر جاذبية. بل يبدأ بقراءة بعض الكتب: "الأمير الصغير" لأنطوان سان أكزوبيري, "قصص" لبيروا, "القصة المقدسة" و"ألف ليلة وليلة", "بطبعة منقحة من الفيروسات التي تعدي الأطفال".

    هناك كتب أخرى تظهر في رواية ماركيز, على رغم أنها تتألف من 109 صفحات فقط, منها: الجزءان الأولان من "حكايات محلية" للإسباني بريز غالدوس, "الجبل السحري" للألماني توماس مان" "القاموس الأول المصور" للأكاديمية الملكية الإسبانية الصادر عام 1903, "كنز اللغة القشتالية" لكوفانرو بياس, "النضارة الأندلسية" لفرانسيسكو ديليكادو, "القاموس الأيديولوجي" لخوليو كاساريس. ولكن يظل أهم كتاب تتحدث عنه رواية ماركيز الجديدة, هو "منزل الجميلات النائمات" رواية الياباني, ياسوناري كواباتا, حائز نوبل (196, وهو "يحكي قصة منزل غريب في ضواحي طوكيو, يتردد إليه بورجوازيون يدفعون أموالاً طائلة للتمتع بالشكل الأكثر نقاء لللحب الأخير: قضاء الليل وهم يتأملون الفتيات الشابات الأكثر جمالاً في المدينة واللواتي يرقدن عاريات تحت تأثير مخدر إلى جانبهم في السرير. لا يملكون حق إيقاظهن ولا لمسهن. ولا يحاولون على أي حال لأن الاكتفاء الأكثر صفاء لهذه المتعة الناجمة عن الشيخوخة هو إمكان الحلم إلى جانبهن".

    عاش ماركيز هذه التجربة ذات مرة ولكن في شكل آخر. كان على متن طائرة عبرت به المحيط باتجاه نيويورك, عندما جلست في المقعد المجاور له, شابة يابانية في الثانية والعشرين من عمرها, نامت مباشرة عند إقلاع الطائرة. كانت متأنقة وذات ذوق مرهف "سترة من الأوس, قميص حريري بأزهار صغيرة, بنطلون من الكتان الخالص, وحذاء واطئ بلون نبتة الجهنمية": "هذه أجمل امرأة رأيتها في حياتي", وهي ذكّرته أيضاً بسوناتة للشاعر النيكاراغواياني جيراردو دييغو, مؤسس الحداثة الشعرية في اللغة القشتالية, يقول فيها: "أنت عبر نومك, والمراكب عبر البحار". في ذلك الوقت اعترف ماركيز, بأن الكتاب الوحيد الذي ود لو يكون كاتبه هو "منزل الجميلات النائمات", الى درجة أنه عندما نزل من الطائرة لاحقاً, كان شبه مخدر برائحة الفتاة وبذكرى الكاتب الياباني, حتى أنه عندما تسلم استمارة بطاقة النزول, عبأها بنوع من المرارة: "المهنة: كاتب ياباني. العمر: اثنان وتسعون عاماً". لم يدر أنه بعد سنوات من تلك الرحلة, بعد 22 عاماً سيكتب في شيخوخته وله من العمر 76 عاماً (1928 آراكاتا) رواية يابانية بالفعل!

    مقطع من الرواية

    > "في ذكرى ميلادي التسعين رغبت في أن أهدي نفسي ليلة حب جنوني مع مراهقة عذراء. تذكرت روزا كاباركاس, صاحبة ماخور سري إعتادت على إخبار زبائنها المحترمين عندما يكون في متناولها جديد جاهز. لم أستسلم أبداً لهذا, ولا لأيّ من إغواءاتها الفاحشة المتعددة, لكنها لم تصدق طهارة مبادئي. الأخلاق هي قضية لها علاقة بالزمن أيضاً, كانت تقول بضحكة ساحرة, ولسوف ترى. كانت أصغر مني ولم أكن أعرف عنها شيئاً منذ سنوات عدة, حتى أنني ظننت أنها من الممكن أن تكون ماتت. ولكن بعد أول رنين لجرس الهاتف تعرفت على الصوت هاتفياً وقلت لها من دون لف ودوران:

    - نعم, اليوم أقبل.

    تنفست: آه, أيها الحكيم الحزين, تضيِّع عشرين عاماً ثم تعود فقط من أجل أن تطلب المستحيل. استعادت مباشرة السيطرة على مهارتها لتعرض عليَ نصف دزينة من العروض الشهية, ولكن يجب أن تعرف, كلهن مستعملات. ألححت عليها برفضي, وأن من أريدها يجب أن تكون مراهقة عذراء ولهذه الليلة. سألت بشيء من الفزع: ماذا تريد أن تجرب؟ لا شيء, أجبت, مهاناً في المكان الذي تسبب لي فيه الإهانة أكثر ما يؤلمني, فأنا أعرف جيداً ما اقدر عليه وما لا أقدر. قالت غير متأثرة, على رغم أن الحكماء يعرفون كل شيء, ولكن ليس كل شيء: القديسون الوحيدون الذين بقوا في العالم من برج العذراء هم حضرتكم من شهر آب (أغسطس). لماذا لم تكلفني قبل وقت؟ الإلهام لا يعلن عن نفسه مسبقاً, قلت لها. ولكن ربما أستطيع, أنتظر, قالت وهي دائماً على دراية أكثر من أي إنسان آخر, وطلبت مني مهلة ولو ليومين فقط, لكي تتقصى السوق بعمق. فأجبتها بجد, أن في صفقة مثل هذه الصفقة, وفي سني, تكون كل ساعة بمثابة السنة. إذاً, من غير الممكن, قالت هي من دون أي مجال للشك, ثم أضافت, لا يهم, فالقضية في هذا الشكل أكثر إثارة, أي لعنة, سأتصل خلال ساعة".
                  

10-26-2004, 02:33 AM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "ذكريات عاهراتي الحزينات" (Re: esam gabralla)

    عصام جبرالله

    ود حلال ,

    اسكب شكراً كثيراً وعرفان لجهدك هذا والذي اعجبني وحياتك
                  

10-26-2004, 09:21 AM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "ذكريات عاهراتي الحزينات" (Re: Ibrahim Algrefwi)

    شكرا عصام جبر الله
    يبدو أنها بالفعل رواية بديعة لماركيز
                  

10-26-2004, 09:41 AM

mohammed alfadla
<amohammed alfadla
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 1589

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "ذكريات عاهراتي الحزينات" (Re: esam gabralla)

    كالعادة
    يا عصام
    جميل
                  

10-26-2004, 09:47 AM

إيمان أحمد
<aإيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "ذكريات عاهراتي الحزينات" (Re: esam gabralla)

    عصام جبرالله
    شكرا كثيرا لجمالك



    عايزة اقراها بالعربي يا ناااااس
    هل علينا أن ننتظر ترجمتها إلي الإنجليزية، ونترك الإحتمالات مفتوحة لقراءة بائسة.
    علينا أن نتعلم الإسبانية بجدية
    شكرا عصام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de