|
قصة لقاء لم يتم بين وزير سوداني ومساعدة وزيرة الخارجية الأميركية/طلحة جبريل - الشرق الاوسط
|
قصة لقاء لم يتم بين وزير سوداني ومساعدة وزيرة الخارجية الأميركية
واشنطن: طلحة جبريل أثارت «الزيارة الخاصة» التي قام بها علي أحمد كرتي وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية الى واشنطن لغطاً وجدلاً، سواء على الصعيد الاميركي الرسمي او على صعيد الصحف الاميركية، الى حد ان صحيفة «واشنطن بوست» خصصت لها نصف صفحة كاملة. كما كانت هناك ردود فعل من قبل «سودانيين» نظموا مظاهرتين صغيرتين امام الخارجية الاميركية وأمام مقر إقامة السفير السوداني في واشنطن احتجاجاً على هذه الزيارة.
ولعل أبرز ما حدث خلال هذه الزيارة، وهي الاولى لمسؤول سوداني بعد اتفاقية أبوجا للسلام في دارفور، يكمن في «الحادث الدبلوماسي» الذي وقع أثناء الزيارة حيث سرب خبر حول اختفاء «كرتي وعدم حضوره لموعد حدد له مع جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية، فما هي ملابسات هذا الموضوع؟ وما هي نقاط الخلاف بين الخرطوم وواشنطن حول دارفور؟ ولماذا هذا الاهتمام الاميركي المثير للجدل بالوضع في دارفور؟ حملت هذه الأسئلة وغيرها الى كل من جينداي فريزر وعلي كرتي في حديثين منفصلين لـ«الشرق الاوسط»، وفي ما يلي الحصيلة:
* وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية: طلبنا مقابلة زوليك وليس فريزر
* علي كرتي: اليورانيوم ربما يكون هو الدافع الأساسي لاهتمام واشنطن بالسودان
* كيف تفسرون اهتمام اميركا بموضوع دارفور؟
ـ اميركا كانت من الاطراف التي تعين الحكومة السودانية والحركة الشعبية على التفاوض قبل توقيع اتفاقية نيفاشا، وكانت جادة ان تستمر علاقتها معنا الى مراحل متقدمة تصل الى درجة التطبيع لكن فوجئنا بعد توقيع الاتفاقية مباشرة بموقف غريب جدا.
* تقصد بعد نيفاشا؟
ـ هذا الموقف اصبح يروج لتداعي الاحداث في دارفور وكان الترويج لهذه الاحداث قبل وقوعها، كان هناك حديث عن ان هناك حرباً ضروساً ستجري في دارفور. اعتقد ان اميركا التي كانت تتفاوض مع الطرفين ليصلوا الى اتفاق ليست هي اميركا التي نظرت الى موضوع دارفور نظرة جديدة فاجأت الجميع. بعد توقيع اتفاقية السلام كانت هناك اطراف غير راضية عن موقف اميركا من توقيع السلام في الجنوب، هذه المجموعات تشكلت وبحثت عن موقع جديد لادخال العلاقة بين السودان واميركا في موقف حرج.
* لكن اميركا نفسها شاركت في ابوجا وعملت على التوصل لاتفاقية سلام؟
ـ اميركا التي وقفت مع حركة التمرد في جنوب السودان كانت لديها مصلحة مستمرة ان تظل تلك الحرب مستمرة، لكنها لما رأت مصلحتها شارفت على النهاية وقفت وساعدت في الوصول الى اتفاق السلام، في تقديري ان الذين جرجروا اميركا من داخل اميركا الى تبني الموقف من دارفور لم يستطيعوا ان يواصلوا لان كل ما يمكن أن يقال حول قضية دارفور قيل خلال شهور محدودة واكتملت كل الاشياء. وفي تقديري رجحت مرة اخرى كفة المجموعات التي لم تكن تريد هذا التورط ولذلك عادوا للضغط على الاطراف التي لم يكونوا من قبل يضغطون عليها، والذي يعلم ما جرى في ابوجا يعلم كيف كان الضغط الاميركي.
* ما رأيك في ما يقال هنا عن ان موضوع اليورانيوم والصمغ العربي كانا هما دافع واشنطن للاهتمام بقضية دارفور، خاصة ان شركة كوكاكولا العملاقة استطاعت ان تحصل على استثناء لمادة الصمغ العربي من الحظر لان الصمغ يدخل في صناعة هذا المشروب؟
ـ حين صدرت قرارات العقوبات لم يدخل الصمغ العربي في العقوبات لكنه لا يشكل الدافع القوي لتورط دولة مثل اميركا، موضوع اليورانيوم ربما يكون هو الدافع الاساسي من الناحية الاستراتيجية.
* كان يتوقع تطبيع علاقاتكم مع واشنطن بعد نيفاشا ولم يحدث ثم كانت هناك توقعات ان يكون ذلك بعد ابوجا ولم يحدث.. اميركا تقول ما لم يحدث تقدم في مجالات السلام حقوق الانسان والديمقراطية لن يطبعوا معكم؟
ـ هذا كلام مردود عليه لان الممارسة الديمقراطية تعتمد على اتفاقية سلام كانوا هم شهودا عليها، هذه الاتفاقية يجري الآن تنفيذها على قدم وساق ولا توجد شكاوى من ان هذه الاتفاقية لا تنفذ.
* وموضوع حقوق الانسان؟
ـ نحن نريد من أي شخص ان يدلنا على وجود انتهاكات، ايام الحرب واثناء الحرب كانت هناك انتهاكات، هذه مسألة معروفة، والحرب معروفة المشاكل التي تحدث فيها، الانتهاكات التي تحدث اثناء الحرب تعرفها اميركا بعد تورطها في العراق. لكن أن تكون هناك انتهاكات من الحكومة او من أجهزتها نريد ادلة على ذلك، لماذا لا يتحدثون عن وقائع محددة.
* هناك مجموعة كانت تحتج اثناء حفل الاستقبال الذي اقامه لكم سفير السودان في واشنطن ورفعت لافتات تقول إنكم تورطتم شخصيا في انتهاكات ووصفتكم «بالسفاح» وذكر انكم شاركتم عندما كنتم تتولون مسؤولية منسق الدفاع الشعبي (مليشيات حكومية) في تدريب وتسليح الجنجويد بل قيل ان اسمكم كان ضمن لائحة الـ 51 المتورطين في اعمال إبادة في دارفور، كيف تردون على ذلك؟
ـ منذ خمس سنوات ونصف السنة، وانا وزير دولة في وزارة العدل، ثم بعد اتفاقية السلام وزير دولة في وزارة الخارجية، علاقتي بالدفاع الشعبي انتهت منذ خمس سنوات ونصف، إذن كيف يمكن ان اكون مسؤولاً عن تدريب او تسليح مجموعات او قبائل في حرب اندلعت عام 2003، وانا في وزارة العدل منذ بداية 2001.
* هل انقطعت علاقتك وقتها بالدفاع الشعبي؟
ـ ليس لي علاقة بالدفاع الشعبي على الاطلاق خلال هذه الفترة، ثم ان الدفاع الشعبي لا يتحرك بنفسه بل هو جزء من قانون القوات المسلحة يتحرك بقانون وبإمرة القوات المسلحة ويتحرك بطلب منها وبتسليحها. كما انني، ولو انني بعيد عن الدفاع الشعبي، استطيع ان اؤكد انه لم يسلح مجموعات ارتكبت أخطاء. كيف يكون الدفاع الشعبي مسؤولا عن فظائع وهناك مجموعات قبلية لا علاقة لها بالدفاع الشعبي ولا بالحكومة وهي مسلحة وكانت لها ثارات قبلية ونهب مسلح، وهي ثارات يعود تاريخها الى عقود خلت. اما بالنسبة للمجموعة التي كانت تحتج، فاعتقد ان السبب الحقيقي هو اننا وبعد سنوات طويلة جئنا لاميركا لتوضيح الحقائق للاميركيين وهذا الامر يقض مضجعهم بعد ان احتكروا هذه الساحة لسنوات.
* هل انتم قادرون على نزع سلاح الجنجويد.. الا ترى ان القوات الاجنبية ربما تساعدكم في هذا الصدد؟ ـ نحن حتى الآن للاسف نتحدث في عموميات، هؤلاء الجنجويد ليسوا أشخاصاً محددين تعرفهم الحكومة وتعرف سلاحهم، المفروض في مثل هذه الاتفاقيات توصيف وتبيان واجبات الاطراف المختلفة وتوضيح هذه الواجبات وتنفيذها، هذا يمكن ان يكون عيباً من عيوب الاتفاقية، أي ان تتكفل الحكومة بنزع سلاح الجنجويد لانه ليس سلاحاً حكومياً.
* سؤالي الأخير اود ان اسمع روايتك حول عدم اجتماعك مع فرايزر وتعليقك حول ما ذكر من انك اختفيت وتواريت عن الانظار على الرغم من تحديد مكان وموعد اللقاء... ماذا حدث بالضبط؟
ـ انا لم آت الى واشنطن في زيارة رسمية، كل ما هناك طلب مني السفير اثناء وجودي هنا انه ربما يكون من الاوفق ترتيب مقابلة مع نظيري في الخارجية الاميركية وهو روبرت زوليك وافقت على الاقتراح، وتقدمت السفارة بطلب مكتوب للخارجية للقاء مع زوليك وجاءت الموافقة في اليوم الثاني بتحديد الموعد، وفي الموعد المحدد في الحادية عشرة صباحا ذهبنا الى وزارة الخارجية مع السفير ودبلوماسيين من السفارة واستقبلتنا احدى الدبلوماسيات في وزارة الخارجية وتوجهت بنا الى الطابق الذي يوجد به مستر زوليك، ونحن في الانتظار للقاء به جاءت بعد دقائق وقالت إنها تأسف لان مستر زوليك ليس موجوداً، وعلى عجل رتب لنا لقاء مع السيدة فريزر. تشاورت مع السفير، وكان رأينا اننا لم نتقدم بطلب لمقابلة مسؤول في وزارة الخارجية، نحن طلبنا مقابلة مستر زوليك شخصيا، وكنت اود ان اتحدث معه في الفترة التي قضاها في ابوجا واشكره على الجهود التي بذلها في الوصول الى اتفاق وسلام، وفوجئت بعد وصولنا للخارجية يعرض علينا اللقاء مع شخص آخر وانا لم أطلب لقاء هذه الشخص، ثانيا انا لم اطلب مقابلة أي شخص، طلبنا مقابلة زوليك شخصيا ولاسباب حددناها وكنا نريد ان نتحدث معه حولها، لما علمنا انه غير موجود اعتذرنا وقلنا إننا لم نطلب مقابلة السيدة فريزر، حاولت الدبلوماسية الاميركية ان تجتهد في معالجة المسألة لكنها لم تفلح، وقالت إن هذا الامر ربما يدخل السيد فريزر في حرج لانكم لا تريدون مقابلتها وكان ردي ان لا مبرر للحرج لاننا في الاصل لم نطلب اللقاء بها، وليس لدينا مشكلة معها. تقدمت السفارة بطلب اللقاء مع مسؤول بعينه لكن هذه المقابلة تعذرت لسبب أو لآخر، ناهيك من وجهة نظرنا عن هذا السبب فليس هناك ما يحول دون أن نعود ادراجنا. ربما تكون الواقعة سببت حرجاً لطرف من الاطراف اراد ان يثير الغبار حولها حتى لا نشتكي لجهة اخرى، ونحن لم نشتك.
* اذا كانت الواقعة سربت للصحافة لماذا التزمتم الصمت وتواريتم عن الانظار؟
ـ في بلد مثل اميركا لا يعرف مكان وزير هذا أمر لا يعقله انسان، وهو مدعاة للسخرية، لم نرد ونحن ضيوف ان ندخل مع جهات رسمية في إشكالات. نحن نعرف الحقيقة وهم يعرفون الحقيقة ولم نكن نريد الدخول في مساجلات واعتقدنا اننا اصبنا الحقيقة، لان هذه المسألة لم تكن مقصودة من زيارة اميركا والموعد رتبناه بالطريقة الدبلوماسية الصحيحة مع ان الاعتذار كان يمكن ان يتم عبر الطرق الدبلوماسية الصحيحة وهذا لم يحدث، بحيث كان بالامكان ابلاغنا قبل تحركنا من السفارة او حتى عند وصولنا الى مقر الخارجية لكن ذلك لم يحدث، في العرف الدبلوماسي اذا اردت اللقاء بشخص ما واعتذر لا يمكن ان يفرض عليك شخص آخر، نحن نعرف ان هناك أطرافا تريد جرجرتنا الى اشكالات لا نريدها ونحن نحترم جميع مسؤولي وزارة الخارجية الاميركية وخاصة السيدة فريزر التي لم التق بها.أمر
* مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية: كنت على استعداد للقاء لكنه لم يأت
* فريزر: هناك شيء من التاريخ في اهتمامنا بدارفور
* هناك سؤال وسط السودانيين، لماذا اميركا مهتمة بدارفور الى هذا الحد؟
ـ اعتقد ان هناك شيئاً من التاريخ حول اهتمامنا بدارفور كجزء من اهتمامنا بالوضع في السودان. خلال 22 سنة من الحرب الاهلية (في الجنوب) اهتم اميركيون كثيرون بالحركة الشعبية وكانت هناك دعاية كبيرة حول الاطفال المفقودين. قام جون قرنق بعمل جيد لإثارة اهتمام الاميركيين حول الوضع في السودان، ما حدث في دارفور جلب ايضا اهتمام اميركا. اهتمامنا بدارفور يركز على هدفين او ثلاثة: تطبيق اتفاقية السلام الشامل من اجل سودان موحد، وتحقيق السلام في البلاد، ومشاركة جميع المواطنين في السلطة والثروة. لذلك وبعد اتفاقية السلام الشامل في الجنوب يجب ان يتغير الوضع في دارفور. الامر الثاني ومع حدوث تراجيديا وحدوث عنف في دارفور، فان الولايات المتحدة لديها اهتمامات انسانية واخلاقية من اجل ايقاف العنف وحماية اهل دارفور وتقديم مساعدات بحيث يتوفر الغذاء والحماية، وايضا لدينا اهتمام بالمنطقة، نحن مهتمون جدا بالاستقرار في افريقيا والوضع في دارفور يؤدي الى عدم الاستقرار، ليس عبر الحدود بين تشاد والسودان فقط بل بين الدول المجاورة، هناك إريتريا التي تلعب دورا وليبيا تلعب دورا وافريقيا الوسطى يمكن ان يكون لها دور، لدينا اهتمام باستقرار المنطقة واهتمام كبير باستقرار وسلام السودان وان يكون هناك مجتمع عادل يهتم بكافة مواطنيه ووضع حد لعدم الثقة والتهميش.
* لعبت اميركا دوراً مهما في التوصل الى «اتفاقية ابوجا» وتسعون لايجاد حل للمشكلة لكن بالمقابل ترفضون تطبيع علاقاتكم مع الحكومة السودانية؟
ـ لا يمكن ان نطبع علاقاتنا مع الحكومة السودانية طالما ان الوضع في دارفور ظل مستمرا كما هو عليه، لان الامر من وجهة نظرنا هو مشابه للحرب الاهلية التي ظلت مستمرة لمدة 22 سنة ضد الجنوب، مقاطعتنا للحكومة مردها الى اسباب انسانية، طالما ان وضعية حقوق الانسان لم تتغير فاننا لن نطبع علاقاتنا بحكومة السودان.
* في الخرطوم يعتقدون انهم غيروا سياساتهم ويعتقدون أن هناك ديمقراطية، لذلك لا يستطيعون فهم الموقف الاميركي؟ ـ لا يمكنهم ان يتحدثوا عن تحقيق تقدم في مجال حقوق الانسان طالما انهم يسمحون لمليشيات الجنجويد بممارسة العنف ضد الناس في دارفور، هذا لا يعني احتراماً لحقوق الانسان. ونحن نعرف ان للحكومة دوراً في دعم ومساندة المليشيات، وحتى ينتهي هذا الوضع.. هذا سيكون مؤشرا لنا على احترام حقوق الانسان.
* كيف سيكون موقف الولايات المتحدة اذا رفضت الحركتان اللتان تعارضان اتفاقية ابوجا التوقيع عليها (المهلة انتهت الثلاثاء الماضي)؟
ـ طلب الاتحاد الافريقي من عبد الواحد محمد نور وخليل ابراهيم التوقيع على الاتفاقية والا سيصبحان خارج القانون ونحن نساند الاتحاد الافريقي، واعتقد ان المجتمع الدولي كذلك يساند الاتحاد الافريقي، نحن جميعا شهود على اتفاقية دارفور للسلام لاننا كنا جميعاً هناك، مصر وليبيا والاتحاد الاوربي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وايطاليا وعدة دول اخرى والاتحاد الافريقي نفسه، كلنا كنا شهوداً على هذه الاتفاقية، لذلك تحدثنا بصوت واحد مع عبد الواحد وخليل، وقلنا لهما ان لديكما اتفاقية عادلة واي مطالب اخرى يمكنكم المطالبة بها ويمكن ان تتحقق بعد التوقيع على الاتفاقية والعمل على الموضوع مع الحكومة.
* هناك وفدان حالياً من الفصيلين اللذين لم يوقعا في الولايات المتحدة، هل ستعملان على اقناعهما بالتوقيع على هذه الاتفاقية؟ ـ لست متأكدة حول وجود وفود هنا، لكن اعرف بوجود وفد يمثل حركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي، التقيت بهم ولا اعرف ما اذا كانوا التقوا آخرين، كما اعرف ان هناك وفداً يمثل حركة العدل والمساواة ولم التق بهم.
* هل تعتزمين اللقاء بهم؟
ـ لا اعتقد انني سالتقي بهم لكن اعرف بانهم هنا ولا اعرف اذا كان هناك وفد يمثل عبد الواحد لكنني تحدثت معه في الهاتف.
* متى كان ذلك ؟
ـ ليس خلال الايام الماضية بل قبل ذلك... كان غرضي مساعدته.
* هل تعتقدين انه سيوقع؟
ـ أظن انه يريد السلام، لا اعرف موضوع التوقيع لكن المؤكد انه يريد السلام، انني اشعر بالأسف من اجل عبد الواحد لانه عمل كثيراً وتعب كثيرا... واظن انه يريد السلام.
* هل تعتزمون دعوة خليل وعبد الواحد الى واشنطن؟
ـ لا اعتقد انهما بحاجة للمجيء الى واشنطن، في هذه الظرفية عليهما ان يبحثا الامر بينهما ومع الحكومة السودانية وربما مع وسطاء الاتحاد الافريقي للوصول الى فهم مشترك حول ما يوجد بالفعل في اتفاقية دارفور للسلام، وهي وثيقة طويلة جدا من حوالي مائة صفحة، وعندما كنت في ابوجا كان عليهما الاجابة عما هي النقاط التي يوافقان عليها. اعتقد انهما يحتاجان لبعض الوقت لفهم الاتفاقية نفسها.
* هل تعتقدون ان ليبيا لعبت دورا ايجابيا لتسريع التوصل الى اتفاقية في ابوجا؟
ـ ليبيا لعبت دورا ايجابيا جدا وكان جيدا ان يقوموا بذلك.
* هل من اجل هذا السبب سرعتم بتطبيع العلاقات مع ليبيا؟
ـ لا اعتقد، هذا الامر (التطبيع) كان على الطريق سلفاً، ربما لانهم اتخذوا قرارا حاسماً بوضع حد لموضوع التسلح النووي وقرارا حاسماً حول تعويضات أسر لوكربي، وتحديد موقفهم من الارهاب، واظن ان الحكومة السودانية تتعامل مع الامور تكتيكياً بدلا من اتخاذ قرارات استراتيجية من اجل ان يشارك جميع الناس في السلطة وثروة البلاد. عليهم ان يتخذوا قرارات استراتيجية كما فعلت ليبيا، وحين يفعلون ذلك سيجدون ان اميركا مستعدة للتعامل مع هذا الموقف، لكن حتى الآن لم يفعلوا.
* هل نتوقع مشاركة قوات اميركية تحت مظلة الناتو في دارفور؟
ـ لا اعتقد اننا نتطلع الى ارسال قوات اميركية الى دارفور، عندما نتحدث عن مساعدة الناتو الى الاتحاد الافريقي او ربما الامم المتحدة نكون عندها نتحدث عن مساعدة تقنية ونتحدث عن قوات افريقية تحت قيادة افريقية، وعندما يتقرر رفع القوات من عددها الحالي اي 7000 رجل باضافة 7000 رجل آخر، نتطلع وقتها الى قوات دولية من باكستان او الهند وبنغلاديش ودول اخرى من الشرق (الآسيوي) ربما تكون هذه هي القوات الاساسية، ولا يمكننا توقع ان تذهب قوات اميركية الى دارفور.
* هناك اتهامات متبادلة بخرق اطلاق النار في دارفور، هل تتوفر لديكم معلومات حول الوضع هناك؟
ـ اعتقد ان سبب ذلك أن لا أحد جاء في موعده، لهذا السبب نريد قوات افريقية قادرة وقوات أممية هناك.
* ربما يتطلب ذلك الكثير من الوقت؟
ـ ربما يحتاج الامر بعض الوقت لتصل القوات الاممية الى هناك لكن ان تصبح القوات الافريقية قادرة على ذلك لا يتطلب وقتا.
* كم سيستغرق الأمر؟
ـ نحن ننتظر فقط من الاتحاد الافريقي أن يطلب ما يريده من الناتو، هذه هي الخطوة المقبلة ان يرسل الاتحاد الافريقي الى الناتو خطاباً يشرح نوع المساعدة لرفع قدرة القوات الافريقية للقيام بدورها في تطبيق اتفاقية دارفور. وزارت بعثة من الامم المتحدة الخرطوم، ربما يتطلب الامر من ستة الى تسعة أشهر، نحن نعرف ان للامم المتحدة بعثة في جنوب السودان وربما تقدم مساعدات لوجيستيكية للمساعدة، لذلك علينا التعجيل بالعملية من اجل وجود بعثة أممية هناك.
* كان يفترض ان يلتقي بك علي كرتي وزير الدولة في الخارجية لكنه لم يفعل، لكن السفارة السودانية في واشنطن تقول إن الموعد حدد في وقت قصير جداً.. هل يمكن ان نسمع منك ملابسات الواقعة؟
ـ كرتي وزير دولة في السودان، وما فهمته ان السفارة هنا طلبت له موعدا مع مكتبي او مكتب نائب وزير الخارجية، لا أدري مع أي مكتب طلب الموعد. استعددت انا للقاء به وذلك في وقت كنا نريد ممارسة ضغوط على حكومة السودان وخاصة على وزارة الخارجية التي كانت تقول إنها لن تسمح لبعثة الامم المتحدة لزيارة السودان، وطالما ان لدينا اتفاقية سلام في دارفور كان علينا السماح للبعثة الاممية للذهاب الى هناك، لذلك وبما انه وزير دولة في الخارجية كنت على استعداد للقاء به، لكنه لم يأت، او ربما جاء وغادر، انا لا اعرف ما هي حقيقة ما جرى، كان لدي جدول مواعيد مزدحم ذلك اليوم، ولم اتأثر لانني لم التقه، كان لدي الكثير من العمل للقيام به.
* هل تعتزمين زيارة الخرطوم؟
ـ سبق ان زرت الخرطوم عدة مرات خلال سنة واظن بانني ساذهب الى هناك عدة مرات، لنا الكثير الذي نقوم به مع حكومة الوحدة الوطنية حول تطبيق اتفاقيات السلام.
* هل هناك جدول محدد؟
ـ لا ليس هناك جدول محدد، السودان يشكل بالنسبة لنا اولوية، هناك اتفاقية السلام الشامل في الجنوب وعلينا العمل من اجل السلام في دارفور وكذلك الحيلولة دون انفجار العنف في الشرق والمؤكد انني سأزور الخرطوم.
|
|
|
|
|
|