|
اتفاقية السلام .. هل هى خطوة نحو سلام حقيقى ام وقفة لالتقاط الانفاس قبل تمزيق اوصال السودان؟
|
مازلت مثل كثيرين غيرى اقرأ ما بين السطور واستمع للتصريحات الكثيرة والجلبة والضوضاء المثار حول اتفاقات نبفاشاوقد استرعى انتباهى مقال الاستاذ الخاتم عدلان الذى قذف بجملة من الاسئلة التى يتحاشى كثيرون الخوض فى غمار إجاباتها لآنها اسئلة تتناول موضوعا هشا قابلا للجرح .. هذا السلام يحمل بين طياته بثورا كثيرة وصديدا يجب معالجته قبل ان يتعفن وينهار.. قد لا يقبل العقل السوى ان يتنازل الجبهجيون عن السلطة طواعية وعن طيب خاطر.. او الاعتراف بهزيمة مشروعهم الحضارى.. قد تكون الاتفاقية طاطاة راس امام العاصفة... وعندما تهدآ العاصفة ينقضون على ما تبقى من وطن اسمه السودان فيحيلونه الى دول وطوائف والتاريخ الاسلامى مليئ بتجارب الخراب والتدمير والانشقاقات والخيانات حيث تمزقت الدول الاسلامية الى ملوك طوائف وإمارات فى حجم الخرطوم واصغر.. عندما اشار الاستاذ الخاتم عدلان الى انه لا يستبعد ان تشعل الحرب إمرأة بتجهيز زاد المجاهد او بصيحة مهووس ينادى للجهاد فى قلب الخرطوم... ويحدث الانفجار الكبير .. تسونامى على الطريقة السودانية لا تبقى ولا تذر وتأتى على الآخضر واليابس ان بقى اخضر فى الخرطوم بعد بعد ان زحف اللصوص على كل الساحات وخنقوها بالاسمنت.. ماذا تبقى من الخرطوم لبذر بذور السلام فيها.. هل ستختفى أجهزة القمع والبطش فجأة بتوقيع اتفاقية سلام فى نيفاشا لا تملك ألية واضحة لتفكيك هذه الآلة؟ وهل سيختفى الدبابون وقوات الدفاع الشعبى وأجهزة الآمن وكل المنتفعين من النظام بمجرد توقيع اتفاق سلام لم يشارك فيه الجميع؟؟ لا ضمانات حقيقية لتنزيل إتفاقية السلام الى ارض الواقع إلا باتفاقات ممهورة من كافة ممثلى الشعب واحزابه ونقاباته وتنظيماته...
والجيش .. وهذا حديث يطول ولا اجد الوقت الكافى للحوض فيه... لم يقاتل الجيش السودانى منذ حصل السودان على استقلاله ضد عدوان من اى عدو خارجى بل كان الجيش وما يزال أداة بطش فى ايدى الحكام للبطش بالشعب ومؤسساته.. لم يذهب السودان لخوض حرب ضد غزو خارجى ( ولا اشير الى مزاعم الدكتاتور السابق نميرى حول غزو خارجى من المرتزقة).. لقد تم استغلال الجيش السودانى العظيم والذى عرف بالبسالة فى مشاريع لقمع الشعب.. لقد زج به السياسيون المهترؤن فى حروب ضد الشعب واابناء الوطن ففقد الجيش بذلك صفة من اهم صفاته وهى الذود عن حياض الوطن فورد حياض الموت والردى من استقلال السودان حتى يومنا هذا.. عندما يجيئ الجديث عن قومية الجيش يجب على القائمين بامر الجيش ان يجدوا حلا لإبعاد المغامرين من الجيش ليس بعزلهم ولكن بتسكين الجيش فى اطراف الوطن الشاسع لحراسة امن الوطن من الممهددات الخارجية .. ماذا لو تم توزيع الجيش السودانى على كل ولايات السودان المجاورة للدول التسعة التى تشارك السودان حدودياوان تكون قوة رمزية صغيرة فى العاصمة القومية؟؟
عملت فترة من الزمان فى الهند وفى ونسة مع جنرال هندى يرأس جيشا قوامه اكثر من مليون جندى وحارب على ثلاث جبهات ضد الصين وباكستان وبنجلاديش ذكر الجنرال تعليقا على ترقية الجنرال نميرى لنفسه مشيرا انه (الجنرال الهندى) لم يترق بعد الى رتبة مشير وليس فى الجيش الهندى مشير واحد إذ على المشير ان يخوض عدة حروب .. ضحك الجنرال ولوح بعصاته الصغيرة قائلا: ( استطيع ان اقلب إنديرا غاندى بهذه العصا ولكنى لا استطيع تغيير السلطة والنظام الديمقراطى فى الهند...) واستمرت الونسة لاحقا.. ان الحكم الفيدرالى الذى يحدد علاقة الولاية بالمركز والولاية بالولاية جعل من المستحيل حدوث انقلابات عسكرية فى الهند بينما تنكبت جارتها باكستان الطريق ويبدو ان عدوى الانقلابات جاءتها من العالمين العربى والاسلامى..
للحديث بقية
مع ودى،،
نورالدين منان
|
|
|
|
|
|