|
|
 توصيات ذات طابع سياسي وعظي والهموم الثقافية في آخر الأولويات
|
شهدت عمان خلال الفترة من 15- 18 من شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري اجتماعات المؤتمر العام الاستثنائي لاتحادات الكتاب والأدباء العرب الذي استضافته رابطة الكتاب الأردنيين بالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية والخاصة مثل وزارة الثقافة والجامعة الأردنية، وقد أقيمت على هامش الاجتماعات 'ندوة النص المسرحي واقع وآفاق' بمشاركة نحو عشرين باحثا من اليمن والأردن وفلسطين وسورية والعراق ومصر والسودان والبحرين وعمان، وقد خرج الأدباء وممثلو الاتحادات العربية ببيان يتعلق بتعديلات في النظام الأساسي لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ومن أبرزها مسألة تداول السلطة في الإتحاد العام حيث لن تكون بشكل تلقائي، أي انتقال الأمانة العامة إلى أمانة أخرى، بل تعين من قبل المكتب الدائم للإتحاد العام عن طريق الانتخاب، كما لا يجوز لأي أمين عام أن يتولى المنصب لأكثر من دورتين، وتضمن البيان الختامي أيضا توصيات بشأن الأوضاع العربية الراهنة، وطغى عليها الجانب السياسي المباشر والوعظي النصائحي عبر التمني والدعوة والتأكيد والتنديد وهي المصطلحات اليومية التي استهلكت في الصحافة العربية السياسية، ولم ينس الكتاب والأدباء العرب تقديم النصائح بشأن الأزمة المالية العالمية وطرق معالجتها، ومن الواضح طغيان الشعارات على حساب العمل الثقافي المعمق الذي يصب في مصلحة الأدباء وانتشار اعمالهم وتخليصهم من آفات السياسيين والاقتصاديين بالأساس، ومن هذه التوصيات التي أعلنها المجتمعون في ختام لقائهم:
دعوة الدول العربية للمشاركة الجادة في الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009، دون الذهاب إلى القدس المحتلة اتساقاً مع القرار الذي اتخذه المكتب الدائم في اجتماعه بتونس في هذا الصدد في حزيران (يونيو) 2008، ليكون هذا الاحتفال تأكيداً جديداً على تمسك العرب بأرضهم المقدسة، وإصرارهم على عودتها كاملة إليهم، كما تم التأكيد على أن قضية فلسطين هي القضية المحورية في الوطن العربي، وعلى تمسكه بالثوابت في القضية الفلسطينية وأهمها حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والعودة إلى أرضه السليبة. ودان الممارسات الصهيونية على الأرض الفلسطينية، تجاه المواطنين العزل. ودان بكل حزم الحصار الإسرائيلي لغزة، ومحاولات التجويع والقهر التي يمارسها الكيان الصهيوني لتركيع الشعب الفلسطيني، كما دان محاولاته لتهويد القدس، وهدم الأقصى، وناشد المؤتمرون الأشقاء في فلسطين نبذ الفرقة والانقسام لأنهما لن يفيدا سوى العدو المتربص بهم وبأرضهم.
كما ندد المؤتمر بكل قوة بالهجمات التي يواصل الجيش الأمريكي اقترافها في حق الشعب الأعزل في العراق، وأكد رفضه كل أنواع العنف التي يتعرض لها الأبرياء يومياً. ويرى في هذا الإطار أن الصحفي العراقي منتظر الزيدي ينبغي أن يعامل وفقاً للقوانين الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان التي تضمن حقه المطلق في إطلاق سراحه بعيداً عن التشنج والمغالاة. ويرى المؤتمرون وجوب الخروج سريعاً من الأزمات المتكررة والمتنوعة التي حاقت بالعراق الشقيق، ويخصون بالذكر الأوضاع الموصومة بالقهر وسلب الحريات، ومنها حرية التعبير، إلى إلجام الأقلام الحرة.
وأعرب المؤتمرون عن استنكارهم لما يحاك ضد السودان من مؤامرات تستهدف حريته ووحدته واستقلاله، بتأجيج نيران الفرقة بين أبناء الوطن الواحد في إقليم دارفور، وقال البيان إن المؤتمرين ينظرون بعين القلق لما يقوم به العدو الصهيوني تجاه لبنان، واستمرار احتلاله للأراضي اللبنانية، ويدين انتهاكه لحرمته من خلال الخروقات اليومية المتمادية لأجوائه، ويطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانبه في مواجهة الممارسات الصهيونية الوحشية، وسعياً لحل مشكلة القنابل العنقودية التي خلفتها الحرب في كل مكان، وتصيب الأبرياء يومياً، ويعلن المؤتمرون موقفهم إلى جانب المقاومة اللبنانية الباسلة، مؤكدين أنها السبيل الأول للحرية.
ودان المؤتمرون الضغوط التي تمارس ضد الدول العربية وعلى رأسها ســـورية التي تقود الولايات المتحدة الأمريكية حملة عنيفة لاتهامها ببناء مفاعل نووي في الكُبر، كما يطالبون بانسحاب الاحتلال الصهيوني من الجولان ومزارع شبعا وكل الأراضي العربية المحتلة.
وطالب المؤتمرون الملوك والرؤساء العرب بضرورة الإسراع نحو تحقيق الوحدة الاقتصادية، وإنشاء السوق العربية الموحدة، ويدعون أصحاب رؤوس الأموال العربية للاستثمار في البلاد العربية، ليتمكنوا من مواجهة الكساد العالمي، والأزمات التي يمكن أن تصيب بلادهم في ظل الوضع القائم، الذي يرتبط فيه الاقتصاد العربي بأوروبا وأمريكا أكثر مما يرتبط بالتعاون العربي.
ودعا المؤتمر جامعة الدول العربية، والدول العربية، بضرورة الاهتمام باللغة العربية، كما أهابوا بوسائل الإعلام والإعلان التمسك بلغة الضاد، ودعوا وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي إلى تطوير وتوحيد مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها وتدريب مدرسيها حتى لا تتدهور لغة الضاد ويهددها الاندثار.
ويصر الأدباء والكتاب العرب على ضرورة رفع كل القيود التي تحول دون تبادل الكتاب العربي بين بلدان الوطن العربي ويرون ضرورة إلغاء الجمارك على الكتاب وتخفيض تعريفة نقله، ورفع سيف الرقابة، وضرورة دعمه ليصل إلى كل قارئ عربي ويسهم في تحقيق التواصل الثقافي.
وطالب المؤتمرون الحكومات العربية بالإفراج عن الكتاب المعتقلين، وسجناء الرأي، والكف عن مصادرة الكتب، واحترام حرية التعبير، باعتبارها شرطاً وأساساً للإبداع والتنوع الفكري الخلاق، الذي يقود إلى رفعة الأمم وتقدمها.
أما التوصيات التي خرجت بها الندوة المسرحية المتخصصة التي عقدت في الجامعة الاردنية فهي المطالبة بأن يُعنى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بإصدار دورية متخصصة بالنص المسرحي، وتوفير قاعدة معلومات للتعريف بكتاب النص المسرحي في الوطن العربي، ودعوة الجامعات العربية لتخصيص منح دراسية للمبدعين من طلابها في كتابة النص المسرحي، ومطالبة الجهات الحكومية وغير الحكومية المعنية في الأقطار العربية جميعها لدعم المسرح وتفعيله، وضرورة إضافة مادة التربية المسرحية إلى مناهج التربية والتعليم في المرحلتين الأساسية والثانوية، وتشجيع العروض المسرحية في المدارس.
|
|
 
|
|
|
|
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست