فيصل شبو يطرد من المسجد !!!

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا" جمعية دعوية تمنعني من الصلاة في المسجد مساء الخميس الموافق 18/12/2008 الموافق 20 ذوالحجه 1429 وانا عائد من مدينة الخرطوم باتجاه مدينتي أمدرمان أدركتني صلاة العشاء قرب مسجد الشهيد بالخرطوم (حدائق أبريل)ولكن نسبة لزحمة السير وكثرة العربات قدرت أن أصلي في أول مسجد في أم درمان ، وقد كان دخلت إلي مسجد النيلين فوجدت أن الناس فرغوا من صلاتهم ، دخلت من الباب الغربي للمسجد ، وكان الناس يخرجون في جماعات وهم تقريبا يلبسون أزيا متشابهة اقرب لكونهم موظفون في مكان واحد ،لم أعر الامر كثير اهتمام ، ودلفت للمسجد ووجدت المسجد به أكثر من مجموعه في حلقات وهم يتجاذبون أطراف الحديث ولو لا بعض الضحكات لظننت انهم في حلقات علم ومدارسه ، وعند ما لم اجد احد اصلي معه اتجهت ركنا قصيا عند البوابة الجنوبيه للمسجد واديت صلاة العشاء منفردا ، وبينما انا جالس (أسبح) نادى أحد هؤلاء الجمع فتجمعوا سريعا وبدا محدثهم(يتلوا عليهم) تفاصيل البرنامج لهذه الليله وصباح الغد تلاوه وتهجد ثم في الصبح (0000000) ولم اشغل نفسي بتلك التفاصيل وفي تلك الاثناء لمحت احد جيراني وعندما راني انزعج انزعاجا شديدا وتوارى خلف (اخوة يوسف) فقمت وصليت ( الشفع) وعندما فرغت لاحظت إختفاء (هذا الجار) من صحن المسجد تماما فتعجبت وكنت اظن ( والله العظيم) انه سيأتي ليسلم علي وبينما انا جالس قبل اكمال بقية صلواتي جلس بقربي شخص بشكل (عنيف) لانه لم يلقي علي السلام بل سالني مباشرة ياشيخ انت مع الجماعه ديل ، ولاني انزعجت من طريقته وتدخله السافر رددت عليه بنفس اللهجه والغضب :جماعة شنو؟ فقال لي برنامج الطلاب (مع العلم ان هؤلاء القوم كان أصغرهم تعد الاربعين) فاجبته بنفس الحده (وصرة الوجه) (لا) ابدا فما كان منه الا ان طلب مني وهو يزداد غضبا وعنفا بأن أخرج من المسجد حالا في أغرب طلب اسمعه أن حدث لشخص يريد أن يصلي وفي وقت الصلاة المفروضه لم أسمع ولم أقرأ في حادثه مشابهه لها في التراث الاسلامي الملئ بكثير من الخلافات ووجهات النظر وتذكرت السلطان الذي اقسم علي زوجته أو أحد رعاياه بان لا يبيت الليله في مملكته وإلا حصل له (.........), ولما كانت المملكه كبيرة بحيث لا يستطيع هذا الشخص أن يخرج منها في تلك الليلة فما كان من احد الفقهاء ان يجد حل لهذه المعضله الا أن يبيت هذا (المنفي) في المسجد لانه بيت الله وليس جزء من مملكة السلطان . وعندما افقت من هذا الاندهاش لاحظت زيادة الحركه والاتصالات (أجهزة تلفون وأجهزة اتصالات اخري) (والبعض يدخل والاخر يخرج) وبعد ان اديت فرضي والسنه وانا خارج رايت من طردني ينتظرني عند الباب الجنوبي وانا كنت دخلت من الباب الغربي وانا راجع انتعل (حذائي) رأيت (هذا الجار) واقف خلف الباب وعندما راني قادما نحوه (طأطأ) رأسه الي الارض وانسحب يريد الاختباء مني فانتعلت (حذائي) سريعا وتذكرت (حذاء منتظر الزيدي) وكنت أهم بقذف (هذا الجار) بحذائي لولا أني أقدس أماكن العباده .وهو بهذا الفعل وبما أعلمه عنه من الحي من أخلاقيات (أسوأ من بوش ) وهو يشبهه شكلا ومضمونا . فما كان مني والغضب يعتصرني إلا ان ناديته بصوت عالي وقلت له شكرا لأن من أمرته بطردي من المسجد قد قام بالمهمة فتركته (يبرطم)وذهبت نحو طاردي من بيت الله , وسألته لِمَ تمنعني الصلاة؟ فزداد هياجا وشمر عن ساعديه وعلا صوته ( أطردك بالقوة لأننا عندنا برنامج ) فقلت له برنامج يمنعني الصلاة ؟؟ فتدخل البقية الذين تم الإتصال بهم .فصرت محاطا بعصبة من القوم ذوي الأجسام الضخمة و الأصوات العالية (ياخي نحن عندنا برنامج دعوة ) . فقلت بنفس الغضب والحدة والله العظيم برنامجكم ده ما عندو علاقة بالدعوة ولا الدين فغضب القوم غضبا شديدا وهموا بضربي وبدأوا يتجاذبون أطرافي وهم يتكلمون في وقت واحد ( كيف يا زول تقول كده ). فقلت لهم أكررها ثانيا وثالثا إن برنامج يمنعني من الصلاة لا علاقة له بالدين فبدأو أسئلة من نوع آخر عندما أعيتهم الحيلة وفقدوا المنطق وانت من وين؟ وكنت أجيب على الأسئلة الغير منطقية بأسئلة أخري من وين يعني شنو ؟؟ .ويظهر أن خبراتهم ( الجسدية ) أكبر من خبراتهم في (الحوار) والجدل . وعندما لم أجد جدوى من هذا الحوار صرت أخطب فيهم من طرف واحد وأنا متجه صوب (العربة ) . هذه الجمعية ليس لها علاقة بالدين وأخبروا (جاري ) ورفيقكم الذي (أخفي نفسه) انني سوف التقيه في الحي . فبدأ قادمون (جدد) يعتذرون ولا يمكن لأحد أن يطردك من المسجد وبدأو يجذبونني نحو المسجد فقلت انا أديت صلاتي فكرروا الإعتذار وبعد أن تحركت قليلا إستوقفوني وهم يجرون (طاردي) جرًا للإعتذار لي ولأن الإعتذار من أصعب الأشياء على النفس بالأخص لمن لم تعلمه (جماعته )فضيلة (النقد الذاتي ) كنت سأكتفي بهذا الاعتذار لو أن (جاري ) بوش وهو جار المسجد (بحارتنا) ولا يتواجد به وبالإضافة الي ذلك الكثير من السيره الغير عطرة التي تؤهله لطردي من المسجد !!! . آخيرا: لا يزال كثيرمن الناس يعيشون في مربع واحد ويظنون أن لهم ملك البلاد والعباد وملك بيوت الله حتى (وفي أوقات الصلوات المفروضة كمان) . دعونا نمارس شعائرنا بحرية ونتعاطى السياسة في أماكنها والحرب في أماكنها وفي كل ذلك لنا رأي وحق وسوف ننتزعه رضيتم أم أبيتم رغم (سيوفكم) فنحن معنا أقلامنا والمنطق الذي تسنده أخلاقنا وسيرتنا في الأحياء فأين (الدعوة ) من سلوكياتكم في الأحياء ومنها ما هو مدون في محاضر رسمية وما هو محفور في ذاكرة لا تنسى ولا تمحى . ذاكرة هذا الشعب الذي ادبنا وأحسن تأديبنا . فألف رحمة ونور على روح الشهيد محمود محمد طه القائل : ( مهما أسأت الظن بجماعة الهوس الديني كانوا هم أكثرسوءاً مما ظننت ) والذي علمنا بثباته على منصة الاعدام كيف نواجه هذا الهوس وتحية لأستاذنا الجليل سيد أحمد الحسين الذي كنا نحدثه في بيوت الاشباح أنه تم تعذيب (قسيس) جنوبي وأعتقل بكامل زيه الديني . وتسائلنا في براءة كيف يعذبون (أهل الكتاب) فضحك منا وقال (يا أولادي أنتوا ما عندكم راس , أهل كتاب شنو؟ نحن المشاركنهم في كتاب واحد ضربونا وعذبونا , خلي الكتب الأخرى) .أحيانا الأسئلة البريئة قد تفجر رأس مدّعي المعرفة . سؤال بريئ .. جمعيات (الدعوة ) هل بها أسرار تستدعي الخوف عليها حتي من المصلين ؟؟. وكنت أحاور دائما .. أن نبعد المساجد عند الإستخدام السياسي لأي جهة كانت وإذا كان هذا الحال الآن . فكيف وقت الإنتخابات؟.. سؤال بريئ أخير الي الشباب المهمومين بأمر الدعوة من كل الأديان : هل ممكن أن تكون الدعوة عبرالسلوك اليومي (الصدق , الامانة , الأخلاق السوية و ومساعدة الآخرين وليس العكس )؟.. فيصل شبو أمدرمان