|
الوزير يشيد وبعثة حجه تمدح بينما سوء حال الحجيج خير شاهد بالحق يصدح فيقدح ويفضح!!
|
وجبت الإحالة إذا استحالت الاستقالة أم كلاهما أمرٌ عُجاب مستحيل ؟؟
الوزير يشيد وبعثة حجه تمدح بينما سوء حال الحجيج خير شاهدٍ بالحق يصدح فيقدح ويفضح !! مهندس / حامد عبد اللطيف عثمان [email protected] يذكرني الموقف الثابت المتزمت و المتعنت ضد اعتناق ثقافة الاستقالة و أدب الاستقالات و الذي يتطلب الشجاعة قبل اعتناق ثقافة و أدب تحمل المسؤوليات الفردية و الجماعية الذي تفتقده مجتمعاتنا بالعالم الثالث و يفتقر إليه المسئول الكبير قبل الصغير في وطننا السودان على وجه الخصوص ؛ بل يراه البعض نوعا من الإهانة و تدمير و قتل الذات مهما بلغت الأخطاء و التجاوزات و تحوير كل ذلك إلى قواميس الكيد السياسي في حقل الخصومة السياسية المعروفة و الممجوجة ؛ و اجترار مسوغات القصد و الشخصنة ؛ و الشواهد على ذلك كثيرة و عديدة بل قد يكون عظم الخطأ و فظاعة الجرم سببا و مبررا للترقية و الترفيع ردا على تهور الإعلام في نظر الدولة و قمعا للرأي الآخر إذا حاول الإعلام إبراز و تعرية أوجه القصور أو حاول الرأي الآخر الانتقاد و التقويم ؛ بل قد تعتبر فترة انتظار المناصرة و المؤازرة من الجهات العليا مجرد فترة استراحة محارب للمخطئ ريثما يصعد بالزانة إلى المراتب العلا و قد حدث و قد كان و لا غرابة و لا حياء و لا حرج .
يذكرني كل ذلك بموقف وزير التربية و التعليم النرويجي الذي استقال العام الماضي بسبب بطة خنقها حتى الموت أحد تلاميذ المدارس الابتدائية عند زيارة التلاميذ لحديقة الحيوان حين صدف خروج بطة من قفصها هائمة على وجهها ؛ و حيث قام التلاميذ بمطاردة البطة حتى وقعت فريسة بين يدي أحدهم و الذي قام بخنقها فماتت قبل إنقاذها من معلمهم الذي كان يهب مع حراس الحديقة لإنقاذ الضحية و قد سبق السيف العزل .
قامت إدارة الحديقة برفع دعوى قضائية ضد إدارة المدرسة بسبب قتل أحد التلاميذ للبطة التي تدخل المسئولية على حياتها ضمن مسئوليات إدارة الحديقة و يدخل حق البطة في الحياة ضمن الحقوق الأساسية للحيوان أسوة بالحقوق الأساسية لكل كائن حي ؛ ذلك الحق الذي أقره ديننا الإسلامي قبل ذلك بآلاف السنين و الذي بسببه دخلت امرأة النار بسبب قطة حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها و سقتها و لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض كما ورد في الحديث الشريف على لسان المصفى عليه أفضل الصلاة و التسليم . و أيضا فقد أقر ديننا الحنيف حق الحياة لجميع الكائنات الحية حتى حياة الشجر و على هدي ذلك حرم الصيد و قطع الشجر في الحج ؛؛ و في الحديث إذا قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فليغرسها .
فور قراءة السيد وزير التربية و التعليم للخبر و الذي ورد على صدر الصفحات الأول للصحف في اليوم التالي حتى قام سعادته على الفور بتقديم استقالته مبررا لها بمسئوليته التامة و الكاملة في عدم تربية ذلك النشء و عدم توعيته بالرفق بالحيوان و على حق الحيوان في الحياة كما هو حق التلميذ و الإنسان و أنما حدث ليس قصورا من التلميذ أو المعلم و إنما قصورا في المنهج الذي يتعلمه التلاميذ و المنهج مسئولية الوزير و الوزارة و ليس مسئولية المدير و المعلم بالمدرسة .
تقدم الوزير بالاستقالة الفورية مبررة و مسببة و التي قبلها على الفور رئيس الوزراء قبل استدعاء مدير المدرسة أو الأستاذ المشرف على الرحلة المدرسية و قبل تشكيل أي لجنة لتقصي الحقائق كما هو ديدننا و حالنا في عالمنا الثالث و في سوداننا على وجه الخصوص عندما نعني و نقصد تخفيف و تلطيف المساءلة و المحاسبة إن و‘جدت .
تبع استقالة الوزير استقالة مدير عام الوزارة و كذلك استقالة مدير المدرسة الابتدائية و أخيرا استقالة الأستاذ المشرف على الرحلة ؛ و كل هذا الرهط من المستقيلين يرى كلٌ واحدٍ منهم أنه المسئول عما حدث و أنه يجب ألا يكون بعد اليوم في موقع المسئولية ؛ بل يجب عليه إفساح المجال لمن هو أحق و أجدر و أقدر على أداء المسئولية و الأمانة نهأ و ليكن ما حدث عظة و عبرة لمن يتعظ و يعتبر و هم كُثر في العالم الأول الذي يهتم حتى بحياة الحيوان و حقوق الحيوان ناهيك عن حقوق الإنسان التي يصف منتهكوها معتنقيها بأرذل الأوصاف و أبخصها عندما يتحدث مناصرو الحقوق بضرورة احترامها و تقديرها ؛ و لا أظن أن هناك أرذل و أخص و أدنى و أسوأ من النيل من آدمية و كرامة الإنسان الذي كرَّمه الله و أعزَّه فاستخلفه في أرضه و حمَّله مسئولية بنائها و إعمارها .
نعود لموضوعنا الأساسي الذي ورد في صدر و عنوان هذا المقال بخصوص الحجيج ضيوف الرحمن من جموع الأهل بالسودان و الذين عانوا في حج هذا العام كسابق أعوامهم و أشدّ ؛ و لا زالت معاناتهم مستمرة حتى الآن في الموانئ و المطارات و لا زالت المبررات و المسوغات تتوالى من المسئولين الذين امتلأت بهم شاشات القنوات قبل ذلك مادحين نجاح بعثتهم في خدمة ضيوف الرحمن و هو ما كذَّبته أحوال الحجيج و شكواهم و تكدّس جموعهم و أفواجهم بموانئ و مطارات جدة و هي مسئولية حصرية تقع على عاتق بعثة الحج السودانية على كل المستويات بدءا من أمير الحج اليافع مرورا بمدير عام البعثة و انتهاء بالسيد وزير الحج و الأوقاف و الشئون الدينية ؛؛ و على هؤلاء جميعا تحمُّل المسئولية كاملة غير منقوصة و عدم رمي الغير بأي مسئولية أو تقصير في حق الحجيج ؛ و حتى ما يتداوله و يتناقله البعض حول مسئولية شركة باعبود للملاحة ببواخرها الخربة المتهالكة المهترئة عما حدث للحجاج بموانئ السودان و قبل قدومهم لموانئ المملكة و محاولة إلباس تهم التقصير بشركة تجارية همها تحقيق الربح المادي من الحاج و المسافر أيا كان لهي محاولات يائسة و بائسة القصد منها إيجاد شماعة و كبش فداء لسيل الأخطاء التي يعيشها و يكابدها الحجاج في كل عام ؛ بل هو أسلوب مفهوم لتبرئة الجهة المناط بها توفير وسائل نقل سليمة و آمنة لحاج دفع دم قلبه و استنفذ كل ما عنده و جاد بكل ما يملك لجهة معلومة و معروفة كان الأجدر بها تقديم الخدمة المطلوبة مقابل ما أخذته من أموال و ما جمعته من الحجاج من مبالغ كبيرة تفوق كل تصور بدل البحث عن شماعة لتعليق هندام الفشل عليها أو كبش فداء لتذبحه أمام الرأي العام الغاضب و الممتعض و أمام الحاج المتضرر.
شركة باعبود ببواخرها الخربة ليست وليدة موسم هذا الحج بل هي تعمل بتلك البواخر التي تفتقر لأبسط قواعد السلامة منذ زمن ليس بالقصير ؛ بل تفتقد السلامة بكاملها عندما تقوم بتشغيل باخرة تحمل أكثر من ألف حاج و تبحر بمحرك واحد و جزا الله السلطات السعودية خير الجزاء عندما قامت على الفور بتوقيف باخرتي باعبود بميناء جدة و منعهما من الملاحة حفاظا على أرواح الحجاج السودانيين و هو ما لم تقم به السلطات السودانية التي كان عليها القيام بهذا الإجراء لأنها هي المعنية أولا و أخيرا بالحفاظ على أرواح الحجاج السودانيين .
القصور الذي لازم بعثة حج هذا العام كما الأعوام السابقة لم يقتصر على قصور فقط في جانب نقل الحجيج من السودان للأراضي المقدسة و تفويجهم و هو الأقسى و أمرّ في سلسلة المتاعب و المشاق التي صنعتها و تصنعها البعثة للحجيج في كل عام بل القائمة تطول بالفظائع الثابتة و المتغيرة التي يصطدم بها الحاج و تكاد تفسد عليه حجه و نسكه عندما يتملكه الغضب و هو يشاهد حقوقه المدفوعة الثمن تضيع أمام عينيه و هو يحاول تأدية نسكه و حجه في يسر و طمأنينة و هدوء و هو حق مشروع ينعم به غيره من الحجاج من مختلف دول العالم الثالث و المتحضر .
الحج في السودان أضحى كما الرحلات الترفيهية التي تقوم بها الاتحادات الطلابية في الجامعات لاستقطاب المستجدين فالحاج يدفع دم قلبه و يحج على حسابه آخرون من قطاعات الدولة لا يدفع الحاج منهم و لا مليما واحدا بل يحج على حساب الحاج البسيط المغلوب على أمره و تدفع له النثريات في نهاية رحلة الحج و تسخر لراحته كل الإمكانيات بغية استرضائه و كسب تعاطفه .
هناك قطاعات كثيرة تحج بالمجان و توفر لها كل سبل الراحة و الاستجمام و لا ندري الجهة التي تدفع لتلك القطاعات و تحرص البعثة على توفير كل سبل الراحة لتلك القطاعات من الترحيل و السكن المريح القريب من الحرمين في مكة المكرمة و المدينة المنورة و في منى و عرفات .
هناك خيار و فقوس بين حجاج ولايات السودان المختلفة فهم سواسية عند دفع الرسوم الباهظة و هم خيار و فقوس عند السكن في مكة المكرمة و المدينة المنورة و منى و قد حكي البعض أن حجاج الخرطوم و بعض الولايات المشابهة يتمتعون بسكن مميز و ممتاز بجوار الحرمين بينما حجاج القطاع الغربي ( كردفان و دارفور ) فيقطنون في المساكن الطرفية البعيدة عن الحرمين كما يكون السكن مكتظا و مزدحما و يعاني من القطوعات المستمرة للمياه و عطل المصاعد في عمارات شاهقة يصعب الصعود لطوابقها العليا و بالذات لكبار السن .
معظم أمراء الحجيج هم من الصبية صغار السن من بعض الطلاب المستقطبين و هؤلاء قلما يجيدون التعامل مع الحجاج و جل الحجيج من الشيب كبار السن .
إلى متى تستمر العقلية الطلابية مسيطرة و مهيمنة على صناع القرار في السودان و إلى متى يستمر الاستقطاب للقطاعات المختلفة حتى في أعز المناسك و البقاع و على حساب الحجيج و راحتهم و هدوء و طمأنينة نسكهم ؛ و إلى متى يستمر حكم السودان بذهنية اتحاد الطلاب الذي لا يجيد غير تنظيم الرحلات على حساب الغير من أجل الاستقطاب و كسب التعاطف و التأييد ..
ألم يتبق لكم إلا الحج ؟ و نقول بملء الفم لا لاستغلال الحج و مشعر الحج و راحة الحجيج و نحذركم من منسك الحج فدعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب و ما بال ذلك المظلوم إذا كان حاجا ؟؟ وما بال ذلك الحاج إذا عاد من حجه كمن ولدته أمه و رفع يديه سائلا ربه أن ينصفه مع من ظلمه ؟؟
اللهم إني بلغت فاشهد !!
اللهم إني بلغت فاشهد !!
اللهم إني بلغت فاشهد !!
|
|
|
|
|
|