|
|
 دعوة للنقاش، المبادرة التي تبناها المهندس أبو القاسم أحمد أبو القاسم لتوحيد القيادات الدارفورية
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: تقرير مجموعة العمل الخاص لتوحيد رؤى قيادات دارفور بالخرطوم
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله :" لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقه أو معروف أو إصلاح بين الناس" صدق الله العظيم.
- إستشعاراً منا بالمسئولية تجاه أهلنا الشرفاء في دارفور بمختلف إنتماءاتهم السياسية والاجتماعية وإحساساً بخطورة الوضع الاجتماعي المتردي بسبب إنقسام أهل دارفور فيما بينهم حيث لا يجمعهم شأن إلا الأرض فقط بإنكفاء بعض منا وراء مواقفه التي تؤمن له مصالحه الذاتية وربما مصالح فئته أو مجموعته دون أدنى مراعاة للمصلحة العامة، ورغم الدموع والدماء السائلة والتي استعطفت الآخرين لم تحرك كل هذه الآلام فينا ذلك الشعور بالمسئولية التاريخية لتصحيح تلك الأوضاع بل تمترس كل منا خلف مواقفه صحيحة كانت أم خطأ رغماً عن أن تلك المواقف بها من التقاطعات التي أدت إلى الفرقة والشتات بيننا مما يزيد من بعد المسافات لايجاد الحلول للمشكلات المستعصية.
- ولإيماننا القاطع بأن هنالك صعوبة بل إستحالة للفصل بين أهل دارفور إجتماعياً لأن القدر حتم علينا أن نعيش نحن وأهلنا في تلك البقعة التي إمتزجت فيها الدماء بين المكونات الاجتماعية بالمصاهرة والتعايش عبر قرون عديدة، ثم أن الوصفات الجديدة التي لا تشبه أهل دارفور مهما سعى إليها الحالمون لزرع بذور الفرقة والشتات بين أبناء دارفور سوف لن تتحقق له ذلك لأن متانة العلاقات الاجتماعية بين أهل دارفور أعمق من أن يفصمها تلك الوصفات الخطيرة.
- ولقناعتنا التامة بأهمية دور قيادات ورموز دارفور في إعادة الأوضاع الاجتماعية إلى سابق عهدها هذا ما حفزنا أن نسعى بينهم لمعرفة آرائهم حول كيفية الوصول إلى التوافق الاجتماعي لأن عملية الانقسام التي حدثت هي ظاهرة عابرة سوف تنقشع قتامه سحبها إذا ما جلست قيادات دارفور بضمائر متجردة عن الأهواء والانتصار للمواقف الشخصية.
- وبعد الاستماع إلى عدد مقدر من قيادات دارفور حول هذا الموضوع وبتشجيع من كل الذين إلتقيناهم لمواصلة المسعى بتجرد بعيداً عن أي إنتماء إلا لدارفور فقد نجحنا في تدوين الأفكار والآراء مع المقترحات العملية التي تساعد على عملية التوافق الاجتماعي بين قيادات دارفور ويمكن تلخيص تلك الآراء في النقاط التالية:
1. إن قضية دارفور هي ضمن القضايا الكلية وفي السودان في إطار الوطن الواحد يتم إيجاد الحلول المناسبة وهذا يؤكد أن أبناء دارفور جميعهم مع وحدة السودان "أرضاً وشعباً".
2. وحدة أبناء دارفور وبصفة خاصة القيادات ضرورة قصوى لسرعة الوصول للحلول لقضايا دارفور على الرغم من أن بعض الجهات السياسية تقف ضد هذا التوجه وفي سبيل ذلك يتم إستغلال بعض أبناء دارفور لتحقيق تلك الأهداف والتي غالباً ما تتعارض مع مصالح أهل دارفور.
3. لايجاد الحلول الناجعة للقضايا يجب تصنيفها وتحديدها في الأطر المختلفة (الاجتماعية – السياسية – الاقتصادية – التنموية – الأمنية) ثم البحث عن الحلول.
4. النضالات التاريخية لأبناء دارفور خلال الحقب المختلفة ودورهم في تشكيل السودان كدولة لم تجد التقدير من القائمين بأمر الحكم في السودان مما جعل صوت أبناء دارفور مرتفعاً منذ الاستعمار وحتى الآن وقد عبروا عن ذلك بطرق مختلفة.
5. هنالك إجماع من القيادات بأن الانقسام بينهم أصبح أمراً واقعياً ومع وجود الحواجز النفسية وإنعدام الثقة الشئ الذي أصبح عائقاً لتوحيد الرؤى حول القضايا الكلية لدارفور إلا أن الكل يتفق بأن الاختلافات السياسية يجب ألا تفسد الود والإنسجام الاجتماعي بين أبناء الإقليم.
6. الكفاح المسلح الأخير في دارفور لم يقم على كافة الركائز الاجتماعية مما خلق نوع من الشكوك لدى البعض فكان أن تم مواجهته بأساليب غير مألوفة الشئ الذي أحدث الشقاق بين مكونات دارفور الاجتماعية نتيجته المباشرة هو الوضع المأساوي الماثل في معسكرات النازحين واللاجئين والتي أضحت الحجة القوية للتدخلات الأجنبية في القضية.
7. موضوع الجنجويد والمليشيات المسلحة هي قضايا جزئية وليست كلية وعلمياً إذا صدقت القضية الجزئية فإن ذلك سوف لن يؤثر على القضية الكلية ولكن القضية الكلية إذا صدقت سوف تؤثر على الكل والجزء، لذا ليس كل العرب (جنجويد) وكذلك ليس كل غير العرب (تورابورا) والخلط الذي حصل في المفهوم هو الذي أوقع الابرياء في الشرك المميت دون ذنب.
8. المعالجات القادمة والمتوقعة لقضايا دارفور الراهنة ولاستدامة الحلول يجب أن تراعى فيها المحاور التالية:
• مبدأ تطبيق العدالة على الجميع وكذلك رد كافة الحقوق وإعادة الاعتبار للضحايا.
• مبدأ قول الحقيقة والمصارحة والمكاشفة بين أبناء الإقليم. وكذلك الاعتراف بالأخطاء الجسيمة التي وقعت مع ضرورة تفعيل مبدأ العفو والمصافحة وموروثات دارفور غنية في هذا الصدد.
• مساهمة كل أبناء دارفور دون استثاء في إيجاد الحلول المتفاوض عليها أمر لابد منه حتى تكون الحلول مستدامة ومتفق عليها.
9. إن إنتشار السلاح بين أيدي المواطنين على الرغم من الذرائع الكثيرة لحمله هو سبب مباشر لتهتك النسيج الاجتماعي لذا. يجب السيطرة عليه وإبطال مفعول استخدامه وكذلك العمل على سد المنابع التي ترد منها بكل السبل.
10. على الرغم من أن بعض الحركات المسلحة قد إدعت بأنها فجرت ثورتها المسلحة ضد المركز من أجل قضايا أهل دارفور إلا أن التجربة العملية قد أثبتت عكس ذلك مما أكدت المخاوف التي ظلت سائدة لدى البعض بأن بعض الحركات المسلحة تعمل فقط من أجل أجندتها الخاصة .
11. في الآونة الأخيرة اهتزت الثقة بين قيادات دارفور بصورة أعمق مما أدى إلى إنقطاع التواصل بينهم إلا في إطار الشلليات مما أضر كثيراً بعملية توحيد الرؤى وبرز اقتراح عملي بتبنى إنشاء نادي دارفور في العاصمة القومية يكون منبراً مفتوحاً لمناقشة القضايا الكلية فيه.
12. إن التوجهات القبلية التي انتشرت في دارفور سوف تقود إلى إنهيار المجتمع بكامله وعلى قيادات دارفور لعب الدور المحوري لإخراج المجتمع من هذا المستنقع الخطير.
13. الإنقسام الماثل في مجتمع دارفور تأثرت به كل الفئات بما في ذلك الطلاب الذين تفرقوا ما بين الروابط القبلية والجهوية في الجامعات والمعاهد العليا وهذا يعكس الصورة الواقعية لحال الوضع الاجتماعي في دارفور ، لذا هنالك ضرورة بعدم توريث الاجيال القادمة هذا التشرزم وعلي القيادات العمل بجد لمعالجة هذا الوضع بتوحيد المنابر الطلابية في الجامعات والمعاهد العليا .
14. القضية الجوهرية المختلف حولها هي قضية وحدة الإقليم أو عدمه ولكل طرف مبرراته ودفوعاته التي تسند موقفه ويجب أن يتم مناقشة هذا الموضع بعيداً عن الإنفعال إذا كان الغرض هو المصلحة العامة لأهل دارفور بالتأكيد سوف نصل إلى توحيد الرؤى حول هذه القضية بموضوعية الطرح مع النظر إلى المصلحة العليا.
15. المبادرات المطروحة في الساحة حالياً حول أزمة دارفور (مبادرة اهل السودان والمبادرة القطرية مذكرة اساتذة جامعة الخرطوم) ربما تشكل الفرصة الأخيرة وأذا فشلت قد ينزلق السودان في أتون الفوضى وغياب الدولة المركزية . وعلي قيادات دارفور السعي الجاد لانجاح هذه المبادرات حفاظاً على وحدة السودان.
16. الشباب هم أمل المستقبل وقد أصابهم اليأس والاحباط لما يرونه من مستقبل قاتم وإذا أصرت القيادات الاستمرار في هذا التخندق حول المواقف المتصلبة قد يضطرهم ذلك إلي أتخاذ مواقف مغايرة وبديلة بعيداً عن القيادات .
17. المرأة والطفل في دارفور من أكثر الفئات التي عانت من ويلات الحرب وآن الأوان لوضع حد لمعاناتهم وهنا يبرز دور القيادات النسائية.
هذه هي مجمل الآراء والأفكار التي تحصلنا عليها من لقاءاتنا ببعض القيادات وفي تقديرنا أن الجميع قد تحدث بموضوعية حول الموضوع مما جعلنا ننظر للمستقبل بأمل رغم القتامة البائنة عليه نرى الآتي .
أ. على جميع قيادات دارفور أن يتجاوزوا مواقفهم الشخصية تجاه بعضهم البعض لتعزيز الثقة فيما بينهم وإنارة الطريق للأجيال القادمة.
ب. مواصلة الحوار بين القيادات بعيداً عن التخندق خلف المواقف الشخصية أو التي تملى عليهم من الآخرين حتى يتم الوصول إلى رؤية متفق عليها بيننا جمعياً وتشكيل قيادة جماعية.
ت. استمرار الأوضاع الماثلة في معسكرات النازحين واللاجئين وصمة عار في جبين أبناء دارفور والكل يجب أن يساهم في إيجاد المعالجات بما يستطيع حتى لا نورث الحقد والبغضاء للأجيال القادمة خاصة الأجيال التي تربت في هذه المعسكرات.
ث. الإنتماء للتنظيمات السياسية أمر محمود لضمان تمثيل أبناء دارفور في كافة المواقع فقط المطلوب استخدام الوجود في هذه المنابر السياسية لخدمة قضايا دارفور كأولوية قصوى.
ج. الإفرازات السالبة للحرب في دارفور والتي تمثلت في الحروبات القبلية وظواهر السلب والنهب والتي استشرت بصورة مزعجة يجب ان يعمل الجميع علي احتوائها حتي يحدث الاستقرار المنشود لإحداث النمو والتطور المنشود .
ح. علي القيادات توحيد رؤاهم خاصة في القضايا الاجتماعية والكلية لدارفور وإرسال رسائل موحدة لأهل دارفور كافة لأن ذلك هو الاساس لإعادة بناء النسيج الاجتماعي .
خ. علي القيادات زرع الثقة في انفسهم والإ يكونوا مجرد أدوات لتنفيذ أجندة الآخرين التي لا تخدم قضايا دارفور بل نحرضهم بأن يسعوا لأن يكونوا صناع للقرار لا متلقين للأوامر والتعليمات .
في الختام لا يسعنا الإ أن نشكر كل الذين ساهموا معنا في الفكرة وما قدموه لنا من دعم معنوي ونخص بالذكر الأخ م. ابوالقاسم أحمد ابوالقاسم رئيس مفوضية تعويضات دارفور لرعايته لهذا المسعى ومساندته بالرأى وبالمعينات اللازمة التي تساعد على قيام هذه التظاهرة الاجتماعية وكذلك شكرنا وإمتناننا لكل الذين اتاحوا لنا الفرصة للجلوس معنا للإستماع إلي آرائهم ومقترحاتهم التي أنارت لنا الطريق حتي نضع هالأمور بين أيديكم بالموضوع آمامكم يا قيادتنا الدارفورية بالخرطوم وثقتنا اللا محدوده في انكم قادرون علي رسم الطريق لاخراج دارفور من أزمتها الراهنة.
والله الهادي إلى سواء السبيل،،،
مجموعه العمل الخاصة لتوحيد قيادات دارفور بالخرطوم :
1- م. عيسي محمد آدم باسي رئيساً
2- عصام آدم عز الدين مقرراً
3- احلام مهدي صالح العلاقات العامة
4- عبد الحميد محمد نور عضواً
5- يوسف اسحق عضواً
6- محمد خير علي محمد عضواً
-: الخرطوم نوفمبر 2008 :-
|
|
 
|
|
|
|
abdelfattah mohammed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست