|
RNW: "العصابات" هي الخطر الأكبر علي "اللاجئين" في تشاد ومعسكراتهم عبارة عن قرى طبيعية تقليدية
|
العربية > الشرق الأوسط العصابات هي الخطر الأكبر علي اللاجئين في تشاد
إذاعة هولندا العالمية
20-12-2008
ثلاثة آلاف وسبعمائة جندي هو قوام القوة الأوربية التي تتولي حاليا مهام حفظ السلام في غربي تشاد والأجزاء الشمالية من جمهورية أفريقيا الوسطي. تشرف هذه القوة علي حماية معسكرات اللاجئين التي تأوي لاجئين سودانيين من اقليم دارفور ونازحين تشاديين، إضافة لتوفير الحماية لمنظمات العمل الإنساني العاملة في هذه المناطق.
زارت إذاعة هولندا العالمية وحدة المارينز الهولندية البالغ قوامها ستين عسكريا، العاملة ضمن القوة الأوربية المتمركزة في جنوب شرقي تشاد.
تضطلع قوة المارينز الهولندية بمهام الاستطلاع بالتعاون مع كتيبة ايرلندية ضمن قوة حفظ السلام الأوربية العاملة هناك والتي يطلق عليها اسم EUFOR . تعمل هذه القوة في أقصي الجنوب في ثلاث قطاعات واقعة شرقي تشاد حيث تتمركز نشاطات القوة الأوربية " ايوفور".
تعتبر قرية قوزبيضا القاعدة الأساسية لقوة حفظ السلام، منها تطوف وحدات من هذه ا لقوات علي منطقة كبيرة تضم قري ومعسكرات تأوي حوالي خمسة وثلاثون ألفا من السودانيين، إضافة لمائة وثلاثين ألفا من النازحين ا لتشاديين.
الحياد التام
لا تدخل وحدات قوة حفط السلام داخل المعسكرات، فهذه مهمة السلطات التشادية المحلية ومنظمة الأمم المتحدة. تقتصر مهمة ايوفور علي تامين المناطق المحيطة بالمعسكرات. الحياد السياسي هو المبدأ الأهم الذي يحكم عمل أول قوة أوربية لحفظ السلام خارج أوربا.الاتحاد الأوربي لا يناصر فريقا دون أخر في الصراعات الداخلية بين تشاد والسودان.
سألنا الرائد يان ويلم سخلتيما من وحدة المارينز الهولندية حول إمكانية أبداء مثل هذه الحيادية وإظهارها لكل الأطراف ، فأجاب:
" من الواضح للناس هنا أننا محايدون، حاولنا ونجحنا باستمرار في تجنب وتلافي محاولات السلطات التشادية بتسيير دوريات مشتركه. اعتقد انه قد أصبح من الواضح للمتمردين والجيش التشادي وللمدنيين ، أننا نقف موقف المحايد"
سيسلم الاتحاد الأوربي مهام الحفاظ علي الأمن إلي وحدة من الشرطة تتبع للأمم المتحدة في مارس المقبل. الأمم المتحدة تعمل بكل جهدها الآن لتدريب أفراد شرطة من تشاد يتولون مهمة حفظ الأمن في معسكرات اللاجئين. احد هؤلاء المدربين مسئول في الشرطة الأردنية له خبرة سابقة في أقطار أخري، في مثل هذا النوع من البرامج التدريبية:
يقول الرائد أياد الزعبي التابع لسرية الأمن المتكامل:
"حضرنا منذ ثلاثة اشهر لحراسة معسكرات اللاجئين من الداخل والخارج. أشرفنا علي تدريب أفراد من الشرطة التشادية في العاصمة انجامينا، هم خليط من الجندرمة والبوليس،تم توزيعهم علي المعسكرات المختلفة في شرق تشاد ونقوم معا بدوريات مشتركة. نحن الآن شرطة دولية متخصصة، هذه هي مهمتي الثالثة خارجيا، كنت قبلها في البوسنة ثم الكونغو، لدينا خبرة متكاملة في العمل الشرطي، وهو ما ينقص الإخوة التشاديين لذا نعمل علي تدريبهم وتأهيلهم"
مقرات مهجورة
الحالة الأمنية المتردية هي ما يثر القلق في الوقت الراهن، إذ لا يمكن للمنظمات العاملة في الحقل الإنساني تأدية عملها، ولا يستطيع سكان المعسكرات والقرى المحيطة ممارسة حياتهم العادية دون توفير الأمن اللازم.
أجبرت العصابات المسلحة في تشاد المنظمات الخيرية الدولية على وقف نشاطها في المنطقة المحاذية للحدود الجنوبية الشرقية مع السودان. وقد وجدت فرقة المارينز الهولندية، المجمعات الخاصة بمنظمات مثل الصليب الأحمر الدولي وأطباء بلا حدد في مدينة دوجدوري مهجورة.
تقع مدينة دوجدوري على بعد 20 كيلومترا من الحدود السودانية وهي الآن موطن ما يقرب من 26 ألف مهجر ولاجئ تشادي. وتعد هذه منطقة عمل الكتيبة الأيرلندية الهولندية التابعة لأول مهمة سلام للاتحاد الأوروبي خارج الاتحاد نفسه.
وتمضي الحياة في مدينة دوجدوري قدما بغض النظر عن وجود القوات التشادية أو الأوروبي. ولا تشبه مخيمات اللاجئين هناك المخيمات التي نشاهدها عبر شاشات التليفزيون أو في الصحف، فهي عبارة عن قرى طبيعية تقليدية بناها اللاجئون أنفسهم مع بعض المساعدة الخارجية.
ويضلع اللاجئون التشاديون بدور إيجابي في الحياة داخل المخيمات، بينما يعتمد اللاجئون السودانيون على المساعدة بصورة أكبر.
وتقول سيدة سودانية كانت قد هربت إلى تشاد منذ 5 سنوات " أعمل في مجال الطباعة. وكل شهر أحصل على مبلغ ضئيل من المال. لكن معظم الآخرين لا يعملون حتى التجار منهم. في الماضي كانت الأمور أفضل. لكن ليس هناك من سبيل إلى ممارسة التجارة لأن الوضع سيء وخطر." وحاليا يشكل اللصوص التشاديون التهديد الأكبر على اللاجئين ومنظمات الإغاثة العاملة هناك. ويُعتقد أن هذه الجماعات المسلحة جدا منشغلة حاليا بتشكيل جبهة موحدة ضد حكومة تشاد.
|
|
|
|
|
|