|
|
 من يحمي نشطاء حقوق الإنسان في السودان؟؟؟
|
من يحمي نشطاء حقوق الإنسان في السودان؟؟؟
أيمن السر تابر
خلال الأيام القليله الماضيه ، كشرت حكومة الجبهه الإسلاميه عن أنيابها ، وسنت أظافرها من جديد مستهدفة نشطاء حقوق الإنسان في الداخل . وليس ذلك بجديد واعني الهجمه على المنظمات الجماهيريه ومنظمات المجتمع المدني، فخلال السنوات الماضيه أجتهدت بكل السبل في تدمير وتشتيت عمل منظمات حقوق الإنسان بكل ما اعطيت من قوه مستهدفة النشطاء بالملاحقه والتهديد والاستدعاء المستمر لاجهزة القمع الحكومية المختلفة ، فبعدالهجمه المنظمه خلال الشهر الماضي على الصحافه والصحفيين انتقلت خلال الايام الماضية آلة القمع الحكومية لتطال نشطاء حقوق الإنسان ـ فتم اعتقال عبد المنعم الجاك وعثمان حميده وهاله الكارب وأمير سليمان في مشهد قمعي جديد تفاوتت اشكاله من التعذيب والاعتقال والحرمان من العلاج والاستدعاء ، لتضرب حكومة الجبهه بذلك كل وعودها الزائفه وتلحس ما بقي من عهود تحاول اليوم تلو الآخر تلميعها واعادة نفخ الروح فيها عسى ان يكون في ذلك مخرج من جب سحيق تهوي إليه كل صباح غير ماسوف عليها .. والسؤال الهام لماذا الآن ؟ وما الدافع وراء هذه الهجمات المنظمه تجاه النشطاء في الداخل ؟ ومن يحمي نشطاء حقوق الإنسان ؟
دفع الشر بالشر..
في محنتها الراهنه لا تكل حكومة الإرهاب في البحث عن مخرج ، وخاصة بعد اعلان قوائم المتهمين وصدور الاتهامات بحق الجلادين والسعي من قبل المحكمه الدوليه في اصدار اوامر اعتقال لا تستثني حتى راس الدوله عمرالبشير ، إذا فما كان في السابق من التماسات ومناشدات لحكومة الخرطوم تحول الى واقع مزعج ومخيف ومؤرق لا تجدي إزاءه اغاني الحماسه والمسيرات ولا تستطيع ايقافه سطوتهم القابضه في الداخل ، فالقادم من مصير آت من خارج أسوار قلاعهم وزنازين تعذيبهم . وكلما مر يوم وزاد الضغط من الخارج ، كلما جن جنون الجلادين في الداخل وزادوا من تخبطهم وسوء فهمهم لمسايرة الازمه والتعامل معها .
وما الاعتقالات الأخيره واللجوء الى اساليب القمع والتعذيب الا دليل على حجم الأرق والخوف الذي تعانيه الحكومه وهي تؤكد المثل القائل " سيد الرايحه فتح خشم البقره " والرايحه هنا قد تكون معلومه بسيطه تقود الى ما تطبخه المحكمه الدوليه بخصوصهم او ما هي الخطوه القادمه من اوكامبو وهو يعيد وعوده اليوم تلو الآخر بانهم سيجلسوا قريبا في مقاعد الاتهام في (لاهاي) !!! إذا فمن أين سيجد هؤلاء اي معلومه ، قادهم الاعتقاد الساذج الى ان هؤلاء النشطاء قد يملكون اي معلومه عن ما يطبخ خلف ظهورهم وما زالوا بسذاجه يعتقدون ان الإرهاب والتعذيب وسيلة للوصول إلى معلومه !! ولعلاقتهم بالمنظمات الدوليه أيضا بسذاجه يعتقد هؤلاء الارهابيين أن المعلومات تطفح في ردهات ودهاليز المنظمات الدوليه الاجنبيه مما يجعلها متاحه لنشطاء حقوق الإنسان كيف وهم الذين لعبوا الدور الاساسي في كشف وجه نظامهم القبيح وعلى علاقه قويه بالمنظمات الدوليه .
دهشت ايما إندهاش وانا اقرا قبل ايام دعوة احد الوزراء برئاسة مجلس الوزراء للناشطين في المنظمات غير الحكوميه ، لحضور ملتقى السودانين العاملين بالمنظمات غير الحكوميه الدوليه والمنظمات المانحه وزادت دهشتي عندما علمت بان هذا الملتقى سيكون الثاني من نوعه وبغض النظر عن صياغة الدعوه الانشائيه ألا انني ولبرهة احسست بانه من الجيد عقد هكذا ملتقيات ولعله حرث في الاتجاه الصحيح بدعوة هؤلاء النشطاء للتحاور حتى وان كان على صعيد تجاربهم الشخصيه واعتقد ان محور دهشتي كان ان الدعوه حكوميه ، ولكن لا زمن للاندهاش واذا عرف السبب بطل العجب ! بعد الاعتقالات الاخيره والهجمه على النشطاء تبينت لي حقيقة ومآرب الدعوه والتي من المؤكد انها لم تكن لمنح هؤلاء الناشطين الاوسمه والنياشين لنشاطهم وانشطة منظماتهم ولكنها محاولة اخرى انعم في البحث عن معلومات او مخرج للازمه . ومن المؤكد ان ما ساقهم لارتكاب هكذا حماقات من اعتقال وتعذيب ما هو إلا الشديد القوي !!!
الحيطه .. والحذر واجب الساعه !
إذن فالقادم والمتوقع لا يبشر بخير يجنيه النشطاء في منظمات المجتمع المدني السودانيه ، ومن المؤكد أن الهجمه ستزداد شراسة كلما زاد حجم الضغط الخارجي وكلما قر اعلان اوامر التوقيف في حق اعضاء عصابة الجبهه الحاكمه ، وعلى الجميع رفع درجات الحيطه والحذر والاستعداد لمواجهة سعرهم وشراستهم المقبله .. وكيف لا وهم يعيشون حالة رعب يوميه وقد حار بهم الدليل .
على المنظمات العامله في الداخل والخارج تنشيط شبكاتها والعمل على رصد ومتابعة كل الانتهاكات ورفع وعي الجماهير بخطورة الهجمات المتلاحقه على المنظمات والنشطاء . وحماية ممتلكات هذه المنظمات من التدمير والعبث والهجمات المتلاحقه لكلاب أمن النظام .
من المهم ايضا الانتباه الى ان حكومةالجبهه مارست التلفيق من قبل وليس بكثير عليها الجنوح الى تلفيق الاتهامات وتزوير الادعاءات ضد المنظمات والعاملين فيها بهدف تقديمهم الى محاكمه واغلاق منظماتهم ، اذن من الواجب الاستعداد لكل انواع هذه الممارسات والانتباه الى عواقبها وايجاد وسائل عمل جديده وما تتطلبه طوارئ الظروف ومتقلبات الحال .
التحيه ختاما لنشطاء حقوق الإنسان السودنيين في الداخل والخارج عامه ولمجموعة النشطاء الذين تم اعتقالهم اخيرا منعم وعثمان وهاله وامير خاصه ، وهم يضربون مثلا في الصمود والتضحيه عاملين لاعلاء قيم العداله والحياة الكريمه للشعب السوداني .
|
|
 
|
|
|
|
Aymen Tabir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست