|
|
 ذهبت القيم وأعتصر القلب الألم
|
أثناء إجازتي السنوية التي قضيتها بالسودان قبل أيام معدودة كنت في زيارة خاصة لأحد أصدقائي الأساتذة بجامعة الخرطوم كلية الإقتصاد وقبل أن أدلف إلى ساحة الجامعة عصرتني جوعة شديدة قلت في نفسي ياخي ما تفشى الكافتيريا دي وتأكل ليك سندوتش كده، فعلا دخلت الكافتيريا التي بجوار الجامعة شلت السندوتش والعصير وتلفت يمنة ويسرة عشان ألقى لي كرسي أجلس عليه لم أجد كرسي فاضي من زحمة الطلبة والطالبات المهم لقيت لي صندوق بيبسي فاضي وجلست أمام الكفتيريا وبجواري كان هنالك مجموعة حوالي 7 من الطلاب والطالبات ولغاية هنا الأمور عادية جدا بعد شوية جاء واحد معاه بنبة برضو الأمور عادية المهم الراجل سلم على الطلبة الذين كانوا يجلسون بجواري ردوا عليه السلام أهلا يا أستاذ وهنا بدأ الموضوع : أول حاجة والله لم أصدق إنو الراجل السلم على الطلبة ديل إنو أستاذ لسببين : أول حاجة الأستاذ يبدو لي إنو أصغر من طلبته سنا وحجما، وتاني حاجة ما في واحد من الطلبة ديل قام من الكرسي قال لي الأستاذ أتفضل أقعد يا أستاذ . المهم الأستاذ قال لي البنت التي معه تاكلي شنو قالت ليه أي حاجة الأستاذ/ دخل الكافتيريا وجاء متابطا السندوتشات والعصير لصاحبة الحسن والجمال ، وبرضوالأمور عادية لغاية هنا ، لكن الحصل واحدة من البنات قامت من الكرسي وقالت لي البت تعالي أقعدي لغاية ما تكملي السندوتش ، تخيلوا يا جماعة البت القامت من الكرسي لزميلتها قعدت وين ؟ قعدت في طرف رجل واحد من الطلبة وهنا والله من هذا المنظر تصببت عرقا ولعنت قدري وساقاي اللتان ساقتني للكافتيرياوفي الحال والله نهضت من صندوق البيبسي قبل أن أكمل إفطاري ،ومن شدة قباحة المنظر قلت ياخي سيبك من زيارة هذا الصديق وأرجع البيت ، قلت والله لازم أصل صديقي لسببين الأول كان شوقي لرؤيته بعد طول غياب والثاني عشان أحكي ليه الحصل ده لأني والله تألمت لهذه الموقف الذي هزني ، واصلت طريقي إلى أن وصلت مكتب صديقي الأستاذ بكلية الإقتصاد ، المهم بعد السلام وشوية كلام ، بادرني صديقي بسؤال قال لي مالك مكشر كده ، إعتدلت في جلستي وحكيت له الموقف الذي رأيته من الألف إلى الياء وفي النهاية قال لي بصريح العبارة ياخي ده طبيعي وهنا ثارت غبينتي وقلت ليه إنت بعد العمر ده كلو والخبرة دي تقول لي عادي مع السلامة بجيك مرة تانية ، عدت أدراجي إلى البيت ولازالت صدى كلمات صديقي داوية في أذني ولازال المنظر الذي شهدته بعيني يطوف بخلدي . أسألكم بالله إخوتي هل هذا هو حالنا قبل عشرين سنة؟ أما كنت محقا إن قلت ذهبت القيم وأعتصر القلب الألم ؟ أم أنكم إخوتي ستقولون لي أن الأمر عادي كما قالها لي صديقي الأستاذ... وأختم ذلك بقول الشاعر :
كنا أساتذة الدنيا وقادتـــها والغرب يخضع لنا إن قمنا نناجيه
واليوم تقنا لعز فر من يدنــا فهل يعود لنا ماض نناجيـــــــه
في الدين والعلم والأخلاق مجدكم هذا البناء الذي يعلــو ببانيـــه
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست