كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
الأماكن كلها مشتاقة لك
|
يفارقنا ويرحل عن دنيانا أقارب وأصدقاء وزملاء كانوا يشاركوننا الحياة بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، ولكن يظـل تأثيرهم في حياتنا باقٍ ما بقيت الأيام، وتبقى تذكارتهم التي خلفوها وراءهم تذكرنا بهم وتجعلنا نحس بأنهم يعيشون بيننا.. ما أكثر التذكارات التي تربطنا وتصلنا بمن فارقونا إلى مدن ووجهات أخرى، أو ودعونا إلى رحاب الله، وظل تأثيرهم موجوداً في كل تفاصيل حياتنا.. الأعمال الجليلة والصفات النبيلة هي تذكارات.. تأثيرهم ومعروفهم الذي أسدوهوا إلينا هي تذكارات.. أبناؤهم وزوجاتهم وبيوتهم هي تذكارات.. صدى ضحكاتهم وقفشاتهم وتعليقاتهم هي تذكارات.. العادات التي نكتسبها منهم تذكارات.. أشياؤهم ومتعلقاتهم الخاصة مثل الصور والكتب والأقلام والسلاسل والعقود والتحف والملابس والممتلكات هي تذكارات.. كانت أمهاتنا عندما يودعن أبناءهن يحتفظن ببعض من ملابسهم كتذكار وسلوى يجعلهن يصبرن على فراق أبنائهن وبناتهن.. هناك أناس فارقونا وكان تأثيرهم كبيراً جداً علينا، لكن لا نستطيع أن ننساهم لحظةً لأن كل التفاصيل الصغيرة في حياتنا تجمعنا بهم، مهما حاولنا أن نهرب من ذكراهم فإننا نهرب إليهم.. قال نزار قباني عن التفاصيل، في معرض رثائه لزوجته بلقيس: تذبحني التفاصيل الصغيرةُ في علاقتنا وتجلدني الدقائقُ والثواني فلكل دبوسٍ صغيرٍ قصةٌ ولكل عقدٍ من عقودك قصتانِ.. مثل هؤلاء الناس لا يفارقوننا وإن رحلوا، ولن يموتوا وإن فارقتنا أرواحهم.. سيظلوا باقين في كل تفاصيل أيامنا وليالينا، يمنحوننا القوة ويهدوننا إلى سواء السبيل.. يموت البعض من أهلنا وأقاربنا وأصدقائنا، لكن تبقى ذكراهم معنا ما حيينا، يفارقنا أصدقاؤنا ورفقاؤنا إلى بلدان وعوالم أخرى ولكنهم يظلوا باقين في قلوبنا وذكراهم لا تفارق مخيلاتنا.. نكاد نراهم في كل الأوقات ونحس بهم ونذكرهم في كل الأماكن التي اعتدنا الذهاب إليها بصحبتهم.. عندما أسمع محمد عبده يغني (الأماكن) أبكي على من فقدتهم وأتذكر من فارقتهم، وهي أغنية عامرة بالشجن ومفعمة بالمشاعرة الإنسانية النبيلة..
الأماكن كلها مشتاقه لك.. والعيون اللي اترسم فيها خيالك والحنين اللي سرى بروحي وجالك ماهو بس أنا حبيبي .... كل شئ حولي يذكرني بشيء حتى صوتي وضحكتي لك فيها شيء لو تغيب الدنيا عمرك ماتغيب شوف حالي آه من تطري علي... الأماكن كلها مشتاقه لك! المشاعر في غيابك .. ذاب فيها كل صوت والليالي من عذابك .. عذبت فيني السكوت وصرت خايف لا تجيني لحظة يذبل فيها قلبي وكل أوراقي تموت وآه آه آه ... لو تدري حبيبي كيف أيامي بدونك تسرق العمر وتفوت وآه آه آه ... الأمان وين الأمان؟؟؟ وأنا قلبي من رحلت ماعرف طعم الأمان ليه كل ماجيت أسال هالمكان أسمع الماضي يقول: ماهو بس أنا حبيبي .... الأماكن ... الأماكن ... الأماكن الأماكن كلها مشتاقه لك! الأماكن اللي مريت أنت فيها ... عايشه بروحي وأبيها .. بس لكن مالقيتك جيت قبل العطر يبرد ... قبل حتى يذوب في صمتي الكلام وأحتريتك كنت أظن الريح جابت عطرك يسلم عليْ كنت أظن الشوق جابك تجلس بجنبي شويْ كنت أظن ... وكنت أظن .... وخاب ظني وما بقاء بالعمر شيْ... وأحتريتك الأماكن ... الأماكن ... الأماكن الأماكن كلها مشتاقه لك!
اتعاطف كثيراً مع أي عزيز يفقد عزيزاً له ، وأظل أسائل نفسي كيف يصبر هذا الإنسان على فراق هذا الشخص العزيز، سواء كان العزيز أباً أم أماً، زوجاً أم زوجة، ابناً أم بنتاً، أخاً أم اختاً ، صديقاً أم صديقةً؟ من أين نستمد القوة التي تجعلنا نواجه فقدان الأهل والأحباب ومفارقة الاصدقاء؟ وهل التناسي يجعلنا ننساهم؟..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الأماكن كلها مشتاقة لك (Re: أسامة الفضل)
|
Quote: عبد الرحمن بن مساعد كون من المشاعر رغم هلاليته لك ودي و الأماكن كلها مشتاقة لك |
وعشان هلالابي كان كون من المشاعر الهلالاب أهل إبداع وجمال أينما كانوا.. لك مودتي..
| |
|
|
|
|
|
|
|