شوقي بزيع يرثي محمود درويش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-24-2008, 05:48 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شوقي بزيع يرثي محمود درويش

    لا مرثاةَ لائقةٌ بعجزك عن قراءتها
    شوقي بزيع الحياة - 05/10/08//

    (الى محمود درويش)

    الآن يمكن للقصيدةِ أن تعود الى منابعها
    وللجسد المؤرَّق أن ينامْ
    الآن والكلمات هائمةٌ بمفردها
    على وجه البسيطةِ
    تستطيع يداك أن تجدا طريقهما، بلا ضوءٍ،
    الى المعنى
    وعيناك المبقَّعتان بالأحزان
    ترتدَّان عن فوضى البصيرة
    مثل عكازين عمياوين
    كي تتهجَّيا خفقان قلبك في الظلامْ
    الآن تدرك أن كل كتابةٍ
    عقدٌ نوقِّعه مع الشيطان أحياءً
    وننجزه بحبر الموت،
    كل قصيدةٍ جرحٌ نرمِّمه بلحم حضورنا الفاني
    ونسقط في الختام
    لا شيء بعدُ إذن لنفعلهُ
    وقد فرغ الإناء من الكلامْ
    لا شيء بعدُ إذن
    سوى التحديق في ذهب البدايات
    الموارى تحت أنقاض الحياة
    وفي بلادٍ من ذبالات القصائد
    لم تزل مدفونةً تحت الركامْ
    لا شيء إلا أن تعاين ما استطعتَ
    جذور شعركَ وهي تنشجُ
    تحت مطرقة الثرى المهدوم
    مثل أنوثةٍ عريتْ من الأوراق،
    منتحلاً صفات الريح
    وهي تقود بالجرس الذي يتقدم الرعيانَ
    في جلعاد
    قطعان الغمامْ
    نضب الطريق من الخطى
    والرحلة اكتملتْ
    وعدت مضرجاً بالشعر نحو سرير نومكَ،
    مثلما ولدتكَ أمك عدتَ
    كيما تستعير من التماع يمامةٍ مذبوحة الأحلام
    تحت سنابكِ الأعداء
    أحزاناً مؤقتةً
    وترقد في سلامْ
    الرحلةُ الآن انتهت
    ومحاجر الموتى التي تفتضُّ أعينها،
    وقد تعبتْ من التحديق،
    شربين السفوح
    تضيء لك الطريق الى أريحا
    والجبال تغمَّدتك بمخلب الأوجاع
    وهي تسيل من جذع الغيوم الصَّلب
    حتى بحَّة القصب الحنونِ
    على ضفاف الأنهر الكسلى
    لك الآن الخيارُ بأن تكون كما أردتَ:
    جناحَ قُبّرةٍ يرفرف فوق أطلال الوجودِ
    أو ابتسامةَ عاشقيْن على طريق الحبّ
    أو أملاً يشيِّع بالدموع
    غروب شمس اللاجئين الى الخيامْ
    كم خطوةً تحتاج بعد
    لكي تريح جبينك الذاوي على الصلصال،
    أو تتنفس الصعداء من وعثاء نفسك؟
    كم صباحاً رائقاً
    لترى، وقد أصبحتَ أبعد من حدود الجاذبية،
    ما تُعِدُّ لك الطبيعة في خزائنها العتيقةِ
    من وساوس،
    أيها المولود من عطش الوعود الى التحقُّقِ
    والحروف الى تأنثها
    ومن ظمأ السماء الى نبيٍّ
    يُسرج الرؤيا كمعراجٍ
    ويحملها الى البيت الحرامْ
    آن الأوان لذلك الجسد المهشَّم كالزجاج
    بأن توسِّده الثرى
    آن الأوان لكي تنامْ
    * * *
    اليوم تلتمس القصيدةُ صمت شاعرها
    لتكتب نفسها في صورةٍ أخرى
    وتولد مثل أبطال الحكايات القديمةِ
    من خيال مشيّعيك،
    منكَّس الأهداب مثل سفينةٍ ترسو
    بلا متنزهين على الرمال،
    وطافحاً بالذكريات
    لخنجرٍ في ظهر جنديٍّ يئنُّ على الحصى
    ومتوَّجاً بالأقحوانْ
    اليوم لا مثوىً يضمُّك غير ما اتَّحدَتْ به كفَّاكَ
    من نزق التفرُّس في ضباب الشكلِ
    أوغبش الدخانْ
    أبديَّتانِ من الرؤى تتناهبان وجودك الشبحيّ،
    واحدةٌ من الكلماتِ
    والأخرى من الشهوات
    فيما حول قبركَ،
    حيث أربع سندياناتٍ تجوب الأرضَ
    بحثاً عن شتاءٍ زائغ النظرات في عينيك،
    تنهض آخر الحجب التي خبَّأتَ
    في أحشائها ياقوتة المعنى
    لتمحضك التفاتتها الأخيرةَ،
    والسنابل كي تصدَّ الموتَ
    عما كان شَعركَ قبل أن يذوي
    ويلتحم الزمانُ مع المكانْ
    ها أنت تمخر خائر الأهدابِ قوس أهلَّةٍ
    مخنوقة العبرات
    فوق صلاة أمِّك،
    ها نباتاتُ الجليل الحانياتُ على طريق البيت
    واللمعانُ شبه المأتميِّ لجنَّة الماضي
    وها ذهبُ الشموس على صفيحِ
    بيوتِ غزَّةَ
    وهو يلفظ بغتةً أنفاسهُ
    ويغوص في كبد الثرى قبل الأوانْ
    ها هم، كما لو أنهم فقدوا بموتكَ
    قطرة الحب الأخيرةَ
    والطفولة وهي تبحث عن براءتها
    ويُخطئها الحنانْ
    يتدافعون وراء نعشكَ
    مثلما تتدافع الأمواج تحت ظهيرةٍ مفقوءةِ العينين
    نحو البحر،
    غير مصدّقين بأن قلبك،
    حيث كان الشعر يهدر مثل عاصفةٍ من الصبوات،
    قد خسر الرهانْ
    مدنٌ بكاملها تجيء الآن حاملةً شوارعها الكئيبةَ
    كي تقول لك: الوداع
    وأنت تسقط، مثلما أبصرتَ في رؤياك،
    عن ظهر الحصانْ
    يتقدَّم النسيان كي يرفو تمزُّق مقلتيك على الثرى
    والزعفرانُ لكي يضمّد بالأنامل
    صوتك المجروح،
    والموتى لكي يهدوك أجمل ما تفتَّح في حناجرهم
    من الأشواك،
    تأتي الأمهات القادمات من الأغاني
    كي يصِلْنكَ بالتراب الأم،
    تأتي النجمةُ الثكلى التي افترشتْ سماءً
    ضحلةَ الجريانِ في الأردن،
    سربُ روائحٍ مسروقةٍ من ياسمين الشام،
    والألق المثلّم بالعرائس والمناحات الطويلةِ
    فوق نهر النيل،
    لكن قبل ذلك،
    قبل أن يتقدَّم الشعراءُ كي يرْثُوكَ
    أو يَرِثُوك،
    نلمح بغتةً قمر الكنايات المجلَّل بالتمائمِ
    وهو يخترق الحشودَ
    لكي يراكْ
    تأتي الحواسُ الخمس كي تتبادل الأدوار
    فوق مسوَّدات لم تجد وقتاً
    لتكملها رؤاكْ
    تتقدَّم اللغة التي أخرجتها من عتمة القاموس
    نحو عوالمٍ زرقاءَ
    لم يفتضَّها أحدٌ سواكْ
    يتقدَّم التشبيه أبيض طازج الشُّبهات
    نحو يديك،
    تسبقه أبالسةُ المجاز السود،
    والعُرَبُ الصغيرةُ فوق صحراء النداءِ المستعادةِ،
    والرحيل المترف الإيقاع
    من ألق المثَّنى في معلقة أمرئ القيس القتيلِ
    الى نشيجٍ ذابل الشرفات
    في "أنشودة المطر" التي انهمرتْ
    على السيَّاب،
    لا أحدٌ سواكْ
    أصغى الى النيران وهي تشبُّ في ثوب البلاغةِ
    حيث في أوج اقترانك بالجنون الصِّرفِ
    خانك قلبك الواهي
    وأثخنك العراكُ مع الملاكْ...
    ...
    عبثاً نحاول أن نرمم ما تهشَّم في غيابكَ
    من شظايا الروح
    حيث الشعر أسئلةٌ معلقةٌ تفتِّش عن جوابِ
    لا أفْقَ يرشدنا اليك
    وأنت تدخل عتمةً أخرى
    وتحترف الترنُّح كالنساء النائحات
    على حبال الموت،
    نوغل في ظنونك دون أن نلقاك،
    نلمح كوكباً غضَّ الجناح
    يهيم في برِّية الأفلاك
    ثم يخرُّ من أعـــلى الحنــين مـــضرَّجاً بخيالهِ
    فنقول: هذا أنت
    نسمع صرخةً مجهولة الرايات
    تخفق مثل أجنحة النسور على الذُّرى
    فنقول: هذا صوتك الملفوح بالإعصار
    يهدينا الى اللغة الجديدةِ،
    أنت من أثًّثتَ أقبية الجمالِ
    بما يليقُ من انخطافاتٍ،
    وصالحتَ الغموض مع الوضوحِ
    بفتنة التأويل
    حيث يراعك المحموم راح يشلُّ مثل السمِّ
    أعصاب البلاغةِ،
    أنت قِبلةُ أعين الغرقى
    وقابلةُ السرابِ
    ما الشِّعر، قلتَ، سوى المنازلةِ الأخيرةِ
    بين برق الرأس والشيطانِ
    في الأرض الخرابِ
    ما الشعر إلا شهوة الطيران فوق الموت
    حيث، مجرداً إلا من الكلمات،
    يُشهر شاعرٌ أوراقه البيضاء
    في وجه الغيابِ
    وعبرتَ وحدك برزخ الآلام
    كي ترنو الى ما عتَّقتْهُ يد الطبيعةِ من نبيذٍ
    في غياهب كهفها الجوفيّ،
    أو ما ردَّدتْهُ حناجر الفانينَ
    في أذن الترابِ
    * * *
    يا حاديَ الألم الفلسطيني
    يلزمني لكي أرثيك صيفٌ دارسُ الأقمارِ
    يسهر حول قبرك مع صنوبرهِ العليل،
    وغصَّةٌ لمرور نعشكَ
    تحت شرفتها،
    وتلزمني منازلُ للحنين
    وغابةٌ من أذرعٍ لتناول الأيام طازجةً
    كما ولدتْ لأول مرةٍ،
    ومذابحٌ خرساء تخطر كالنوارجِ
    فوق أفئدةِ الحصى العاري
    وغربانٌ ملائمةٌ لتمرين الحدادِ على السوادْ
    ها أنت ترمق من وراء القبرِ
    ليلكة الجنونِ المدلهمَّة في خرائب صدرك المعطوب
    وهي تعيدُ تنقيح التراب من الشوائبِ
    ثم تعبر مثل لمح البرقِ
    من ريحٍ لريحْ
    لا غيمَ يشرب وجهك النائي كما من قبلُ،
    لا مرثاةَ لائقةٌ بعجزك عن قراءتها
    ولا جهةٌ تحالفها الحياة، وقد رحلتَ،
    سوى تلألؤ وردة الهذيانِ
    في دمك الذبيحْ
    لا شيء تتركه إذن للموت
    إلا ما أراق خيالك الوحشيُّ
    من حبر الأساطير الذي أهداه شعبك للقيامةِ
    كي يعيدك مرةً أخرى
    الى أحشاء رام الله
    مرفوعاً على الأعناق كالقربان،
    حيث تئنُّ في قدميك جلجلةٌ من الموتى،
    وفي عينيك وعدٌ بالقيامة، لن تكذِّبه،
    وفي رئتيك أكثر من مسيح
                  

11-24-2008, 06:15 AM

أيزابيلا
<aأيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: osama elkhawad)

    شكرا يا مشاء لهذا النص

    وشكرا لعودتك
                  

11-24-2008, 06:36 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: أيزابيلا)

    Quote: وردة الهذيانِ

    شكرا يا أسامة
                  

11-24-2008, 09:27 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: Mohamed E. Seliaman)

    امتناني لايزابيلا ومحمد سليمان على كلمات الشكر
    فلهما باقة مودة
    المشاء
                  

11-24-2008, 11:21 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: osama elkhawad)


    يا سلام .
    تعيش يا أستاذ الخواض ..
    احوالك ؟
    جزيل الشكر ..
    تحياتى
                  

11-25-2008, 06:15 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: Osman Musa)

    صباح جميل يا خواض ان اقرأ لشوقى بذيع
    هذه التراجيديا العظيمة ... من زم ولم اجد جديد له
    شكرا أســـامة
                  

11-25-2008, 07:38 AM

عز الدين عثمان

تاريخ التسجيل: 06-23-2005
مجموع المشاركات: 411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: salah awad allah)

    شكرا لك يا شاعر

    وبالله لاتغيب
                  

11-25-2008, 08:12 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: عز الدين عثمان)

    ولك الشكر يا أسامة
                  

11-27-2008, 09:26 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: Mohamed E. Seliaman)

    شكرا للاعزاء:
    عثمان موسى
    عز الدين عثمان
    صلاح عوض الله
    مع خالص التقدير
    المشاء
                  

11-29-2008, 03:31 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: osama elkhawad)


    لاشىء بعد اذن لنفعله
    وقد فرغ الاناء من الكلام .
                  

11-29-2008, 09:55 AM

خالد سمارة
<aخالد سمارة
تاريخ التسجيل: 02-19-2007
مجموع المشاركات: 351

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: osama elkhawad)

    تحياتى
    درويش فقد كبير جدا وبرحيلة فقدت الامة من حارب بالقلم والكلمة جنود الاحتلال .
    لك ريتا ...........
    محمود درويش

    بين ريتا وعيوني...بندقية
    والذي يعرف ريتا، ينحني
    ويصلي
    لإله في العيون العسلية

    ...وأنا قبَّلت ريتا
    عندما كانت صغيرة
    وأنا أذكر كيف التصقت
    بي، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
    وأنا أذكر ريتا

    مثلما يذكر عصفورٌ غديره
    آه... ريتا
    بينما مليون عصفور وصورة
    ومواعيد كثيرة
    أطلقت ناراً عليها...بندقية

    اسم ريتا كان عيداً في فمي
    جسم ريتا كان عرساً في دمي
    وأنا ضعت بريتا...سنتين
    وهي نامت فوق زندي سنتين
    وتعاهدنا على أجمل كأس، واحترقنا
    في نبيذ الشفتين
    وولدنا مرتين
    آه... ريتا
    أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
    سوى إغفاءتين
    وغيوم عسلية
    !قبل هذي البندقية
    كان يا ما كان
    يا صمت العشيّة
    قمري هاجر في الصبح بعيداً
    في العيون العسلية
    والمدينة
    كنست كل المغنين، وريتا
    بين ريتا وعيوني... بندقية





    ودى
    خالد
                  

11-29-2008, 01:51 PM

خالد أحمد بابكر
<aخالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: خالد سمارة)

    Quote: كل قصيدةٍ جرحٌ نرمِّمه بلحم حضورنا الفاني
    ونسقط في الختام
    لا شيء بعدُ إذن لنفعلهُ
    وقد فرغ الإناء من الكلامْ
    لا شيء بعدُ إذن
    سوى التحديق في ذهب البدايات
    الموارى تحت أنقاض الحياة
    وفي بلادٍ من ذبالات القصائد
    لم تزل مدفونةً تحت الركامْ
    لا شيء إلا أن تعاين ما استطعتَ
    جذور شعركَ وهي تنشجُ
    تحت مطرقة الثرى المهدوم
    مثل أنوثةٍ عريتْ من الأوراق،
    منتحلاً صفات الريح
    وهي تقود بالجرس الذي يتقدم الرعيانَ
    في جلعاد
    قطعان الغمامْ
    نضب الطريق من الخطى
    والرحلة اكتملتْ
    وعدت مضرجاً بالشعر نحو سرير نومكَ،
    مثلما ولدتكَ أمك عدتَ
    كيما تستعير من التماع يمامةٍ مذبوحة الأحلام
    تحت سنابكِ الأعداء
    أحزاناً مؤقتةً
    وترقد في سلامْ



    الأستاذ أسامة..
    التحية لك ولشوقي بزيع....
                  

11-29-2008, 03:48 PM

Mohammed Elhaj
<aMohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: osama elkhawad)

    نطمئن يا أسامة حينما نرى اسمك في هذا العباب، نطمئن،

    هل رأيت شئ من رثاء نزار قباني (نعم نزار قباني) لزوجته بلقيس القصيدة التي تحمل اسمها، هل رأيت شئ من موسيقى تلك في هذه الرثائية أم أنا واهم؟ وإن كان قصد ذلك فما قولك يا أُسامة
                  

11-30-2008, 04:05 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: Mohammed Elhaj)

    شكرا للاعزاء
    خالد سمارة
    خالد احمد بابكر
    اما عن تساؤلك ايها الشاعر محمد الحاج عن ثمة علاقة فاطن ان البحر واحد،
    لكن لبزيع طريقته الشاعرية الخاصة.
    اورد بلقيس نزار ،وارجو ان تكون مكتملة،نقلا عن موقع عربي،
    و نسمع رايك بعد ذلك
    خالص المودة
    المشاء
    قصيدة بلقيس:


    شُكْرَاً لَكُمْ

    شُكْرَاً لَكُمْ

    فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم

    أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة

    وقصيدتي اغتيلت ..

    وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..

    - إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟



    بلقيسُ ...

    كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ

    بلقيسُ ..

    كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ

    كانتْ إذا تمشي ..

    ترافقُها طواويسٌ ..

    وتتبعُها أيائِلْ ..

    بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..

    ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ

    هل يا تُرى ..

    من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟

    يا نَيْنَوَى الخضراء ..

    يا غجريَّتي الشقراء ..

    يا أمواجَ دجلةَ . .

    تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا

    أحلى الخلاخِلْ ..

    قتلوكِ يا بلقيسُ ..

    أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..

    تلكَ التي

    تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟

    أين السَّمَوْأَلُ ؟

    والمُهَلْهَلُ ؟

    والغطاريفُ الأوائِلْ ؟

    فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..

    وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..

    وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..

    قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..

    تأوي ملايينُ الكواكبْ ..

    سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ

    فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟

    أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.



    بلقيسُ

    لا تتغيَّبِي عنّي

    فإنَّ الشمسَ بعدكِ

    لا تُضيءُ على السواحِلْ . .

    سأقول في التحقيق :

    إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ

    وأقول في التحقيق :

    إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..

    وأقولُ :

    إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..

    فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ

    هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..

    كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..

    ما بين الحدائقِ والمزابلْ

    بلقيسُ ..

    أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..

    والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..

    سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا

    فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..

    يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..

    يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ

    بلقيسُ ..

    يا عصفورتي الأحلى ..

    ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى

    ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ

    أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ

    ذاتَ يومٍ .. من ضفافِ الأعظميَّةْ

    بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..

    وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ

    والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..

    وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..

    وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..

    وفي وَرَقِ الجرائدِ ..

    والحروفِ الأبجديَّةْ ...

    ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..

    ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..

    ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..

    والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..

    ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..

    حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ

    بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ

    حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..

    صارَ القضيَّةْ ..

    هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟

    فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ

    كانتْ مزيجاً رائِعَاً

    بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ ..

    كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا

    ينامُ ولا ينامْ ..



    بلقيسُ ..

    يا عِطْرَاً بذاكرتي ..

    ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..

    قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ

    من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..

    بلقيسُ ..

    ليستْ هذهِ مرثيَّةً

    لكنْ ..

    على العَرَبِ السلامْ



    بلقيسُ ..

    مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..

    والبيتُ الصغيرُ ..

    يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ

    نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ

    ولا تروي فُضُولْ ..



    بلقيسُ ..

    مذبوحونَ حتى العَظْم ..

    والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..

    ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟

    هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟

    هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟

    هل تأتينَ باسمةً ..

    وناضرةً ..

    ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟



    بلقيسُ ..

    إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..

    ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..

    وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..

    بينَ المرايا والستائرْ

    حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها

    لم تنطفئْ ..

    ودخانُهَا

    ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ



    بلقيسُ ..

    مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..

    والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ

    بلقيسُ ..

    كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..

    وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..

    يا زوجتي ..

    وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..

    قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..

    فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..

    بلقيسُ ..

    هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..

    والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..

    فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟

    ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..

    وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟



    بلقيسُ ..

    إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..

    وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها

    وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..

    تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..

    وأطفأتِ القَمَرْ ..



    بلقيسُ ..

    يا بلقيسُ ..

    يا بلقيسُ

    كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..

    فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..

    بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً

    ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟



    بلقيسُ ..

    كيفَ تركتِنا في الريح ..

    نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟

    وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ

    كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..

    أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟

    وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)



    بلقيسُ ..

    يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..

    ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..

    وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..

    يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..

    مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟

    بلقيسُ ..

    أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..

    والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..

    ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..

    ضاقَ بنا المكانْ ..

    بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..

    فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..



    بلقيسُ ..

    تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..

    وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..

    فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ

    ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ

    حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..

    تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ

    ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..

    على الستائرِ ..

    والمقاعدِ ..

    والأوَاني ..

    ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..

    من الخواتم تطْلَعِينَ ..

    من القصيدة تطْلَعِينَ ..

    من الشُّمُوعِ ..

    من الكُؤُوسِ ..

    من النبيذ الأُرْجُواني ..



    بلقيسُ ..

    يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

    لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..

    في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..

    وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..

    فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..

    هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..

    هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..

    وتدخُلينَ على الضيوفِ ..

    كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..



    بلقيسُ ..

    أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟

    والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..

    أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي

    ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟

    أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..

    فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..

    تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..

    فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..

    هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟

    بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..

    وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..

    وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...

    بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ

    ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ

    ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟

    إنَ الكلامَ فضيحتي ..

    ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..

    عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..

    وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..

    ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..

    إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ

    أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..

    بلقيسُ :

    يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..

    ويا زُرَافَةَ كبرياءْ

    بلقيسُ :

    إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..

    ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..

    ويبقُرُ بطْنَنَا عَرَبٌ ..

    ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..

    فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟

    فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً

    بين أعناقِ الرجالِ ..

    وبين أعناقِ النساءْ ..

    بلقيسُ :

    إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا

    كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..

    وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..

    لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم

    إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..

    وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..

    ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ

    نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...

    البحرُ في بيروتَ ..

    بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..

    والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ

    التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..

    ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ

    الحُزْنُ يا بلقيسُ ..

    يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..

    الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ

    أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..

    وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..

    لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..

    السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي

    وخاصِرَةِ العبارَةْ ..

    كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..

    بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..

    فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟

    أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..

    أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..

    بلقيسُ :

    يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..

    الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..

    الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..

    سَأَقُولُ في التحقيقِ ..

    إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..

    والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..

    وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..

    ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..

    وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..

    وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..

    وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ

    وأنْ لا فَرْقَ ..

    ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!

    سَأَقُولُ في التحقيق :

    إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ

    وأقُولُ :

    إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ

    وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..

    وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..

    حتّى العيونُ الخُضْرُ ..

    يأكُلُهَا العَرَبْ

    حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ

    والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..

    حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..

    ولا أدري السَّبَبْ ..

    حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..

    و لا أدري السَّبَبْ ..

    حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ

    حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..

    وجميعُ أشياء الجمالِ ..

    جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..



    لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ

    يا بلقيسُ ،

    لُؤْلُؤَةً كريمَةْ

    فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ

    أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟

    بلقيسُ ..

    يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني

    من كُلِّ تاريخي خَجُولْ

    هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

    هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

    مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..

    يا بلقيسُ ..

    يا أَحْلَى وَطَنْ ..

    لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..

    لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..

    ما زلتُ أدفعُ من دمي ..

    أعلى جَزَاءْ ..

    كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ

    شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..

    مثلَ أوراق الشتاءْ

    هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟

    وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ

    في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟

    أم أنّني وحدي الذي

    عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟



    سَأقُولُ في التحقيق :

    كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ

    كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..

    يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..

    ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..

    ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..

    كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..

    كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..

    ويأكُلُونَ ..

    ويَسْكَرُونَ ..

    على حسابِ أبي لَهَبْ ..

    لا قَمْحَةٌ في الأرض ..

    تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ

    لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا

    إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..

    فِراشَ أبي لَهَبْ !!...

    لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..

    دونَ رأي أبي لَهَبْ ..

    لا رأسَ يُقْطَعُ

    دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..



    سَأقُولُ في التحقيق :

    كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ

    وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا

    وخاتَمَ عُرْسِهَا ..

    وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي

    يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..



    سَأَقُولُ في التحقيق :

    كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ

    وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..

    سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..

    وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..

    فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ

    هل مَوْتُ بلقيسٍ ...

    هو النَّصْرُ الوحيدُ

    بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...



    بلقيسُ ..

    يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..

    الأنبياءُ الكاذبُونَ ..

    يُقَرْفِصُونَ ..

    ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ

    ولا رِسَالَةْ ..

    لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..

    من فلسطينَ الحزينةِ ..

    نَجْمَةً ..

    أو بُرْتُقَالَةْ ..

    لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..

    من شواطئ غَزَّةٍ

    حَجَرَاً صغيراً

    أو محَاَرَةْ ..

    لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..

    زيتونةً ..

    أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً

    ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ

    لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..

    يا مَعْبُودَتي حتى الثُّمَالَةْ ..

    لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً

    ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...



    ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..

    في هذا الزَمَانِ ؟

    ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟

    في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..

    المَجُوسيِّ ..

    الجَبَان

    والعالمُ العربيُّ

    مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..

    ومَقْطُوعُ اللسانِ ..

    نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها

    فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟

    أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدي ..

    أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..

    أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..

    والطُّفُولَةَ .. والأماني



    بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

    يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..

    عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى

    لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ

    قد قَتَلُوا حِصَاني

    بلقيسُ :

    أسألكِ السماحَ ، فربَّما

    كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..

    إنّي لأعرفُ جَيّداً ..

    أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ

    أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!

    نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ

    فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..

    والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ

    سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..

    تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..

    وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ

    تقرأُ عنكِ أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...

    وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..

    أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

    قَتَلُوا الرسُولَةْ
                  

11-30-2008, 09:32 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: osama elkhawad)



    شكراً أستاذنا أسامة لايراد هذا النص
                  

11-30-2008, 09:59 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: خضر حسين خليل)

    مرحيا بالعزيز خضر حسين خليل
    مع خالص المحبة
                  

11-30-2008, 10:52 PM

Safia Mohamed
<aSafia Mohamed
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 2365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: osama elkhawad)

    استاد اسامة الخواض
    تحية عطرة

    شكرا لايراد النص
    الرائع

    صفية

    تقبل تحايا طارق عبد الجليل
    بسال من اخبارك
    وبقول ليك زمن
    ما سمعنا عنك
    ابقى واصل
                  

12-01-2008, 11:18 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: osama elkhawad)

    العزيزة صفية
    خالص التحايا الزاكيات
    شكرا على عبورك العظيم
    تحياتي للعزيز طارق
    وارجو ان ترسلي لي ماسنجرا عن اخباركم
    مخ خالص الود
                  

12-02-2008, 08:38 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: osama elkhawad)

    قالَ الأديب / محمود درويش قديمًا :

    لَـمْ يبقَ في اللُّغةِ الحديثةِ هامشٌ

    للإحتفاءِ بمَا نُحِبُّ

    فكلُّ مَا سيكونُ ... كانَ

    سقطَ الحِصَانُ مُضَرّجًـا

    بقصيدتي ..

    و أنَا سقطتُ مُضَرَّجًـا

    بدَمِ الحِصَـانْ .. !

    *
    *
    *

    شكرًا لبزيع فهوَ شاعرٌ يَرْصِفُ

    المعـاني بدِقَّةٍ بالغـة ..

    العزيزُ والأديب / أُسامة الخَوَاضْ ..

    رأسُ الشَّاعريَّةِ والرُّقيُّ الأدبيُّ - في تقديري - أنْ تحتفيَ

    بنصُوصِ غَيْرِكَ وتَهيمُ فيهـا ، سيّمـا وإنْ كانَ المُحْتَفى

    بذِكرِهِ من أمثالِ الحبيبِ / دَرويشْ ..

    فـ ..

    لكَ ولشوقي بزيع الشُّكرُ

    والتَّحيَّـة ..



    احترامي ..



    أخوك / محمَّد زين ...
    _______________________
                  

12-02-2008, 08:05 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوقي بزيع يرثي محمود درويش (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    العزيز محمد زين الشفيع
    خالص الاحترام والمودة
    ان يرثي شاعر رائعا كبزيع شاعرا صار اسطورة ،فهذه قمة القمم.
    تحياتي لك مرة اخرى
    المشاء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de