كيف الطرب ... غير صوتك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هكذا .. فجأة .. ودون مقدمات .. عرض لي صوته .. كهمسة قادمة من ضمير الغيب أشجي مسمعي .. خرج من بين سطور الكتاب الذي تطالعه عيناي ... إقتحم مترو الأنفاق ... دلف من الباب .. وقفز داخلاً بالنافذة .. ملأ أثير القطار .. تملكني كروح الوحي .... دقت أجراس صوته الفخيم أذنيّ ... إرتفع وإنخفض ، رقّ وتضخم ، تماوج كالمارد اللطيف ، هكذا فجأة .. وأنا في كرسي القطار ... عائداً في مشواري اليومي من العمل الي البيت .. في السادسة مساءً ... كيف جاء صوتك
يا زهرة الروض الظليل جاني طيبك مع النسيم العليل زاد وجدي نوم عيني أصبح قليل
لماذا الآن ... في هذا اليوم ... في هذا المكان المتحرك .. لماذا والحزن يمتلكني ... أم أنه ذلك .. الحزن يستدعي الأسي .. ويتبعه الوجد ... هل يعلم صوتك العبقري أنني أهرب من الوجد .. أعفي نفسي من كل همومه بالإنغماس في القراءة ... أكتم سري ولا أدعه مع الدموع ينباح ... ولكن يبدو أنني سوف أساهر الليل وأستجدي ... هات لينا صباح .. وأمر الوجد فينا مباح .. ولكن قل لي كيف جاء صوتك
يا زهرة طيبك جاني ليل أقلق راحتي ، حار بي الدليل أمتي أراك مع الخليل وأجلس أمامكم خاضع ذليل
ليس ليلي كليل البنا .. لا مكاني مكانه ، ولا زماني زمانه ، أين حوش البنا ؟ ، الذي إستلقي الشاعر تحت سمائه ... معانقاً تلك النسائم .. نسيم الروض ، ونسيم السحر ، والنسيم الفايح ، ومن جنائن آسيا ... منفعلاً لذلك الطيب العطر .. مداعباً الليل والنجم والأوزان ... وربما جال في خاطره حديث غيره من الوالهين:
الطابق البوخة قام نداه يهتف ، نام من الدوخة ايده عاقباه ، جدلة مملوخة لمعالق الجوف ، موسه مجلوخة
وأنت ، أيها العملاق ، ماذا في يديك أيها الساحر ،، قبعة ؟؟.. كيف يخرج هذا النغم من بين يديك ... أية آلة تعزف ؟ ... كبريتة هي !... تفرد هذا ياسيدي وأمر عجاب ... فللعود أمير ... وللطبل أمير ... وللكمان أمير ... وأنت في عزف الكبريت أمير ... وما ليك نظير ... ولكن قل لي كيف جاء صوتك:
دايماً أنوح وأقول حليل صفي القلب القدره جليل كبف لا أسهر وأكون عليل أنا في الثري وهو في الإكليل
يا سيدي أنا الآن تحت الثري ... ألم يكن جديراً بصوتك أن يصبر حتي أصل البيت فأستمع إليه حقيقة .. وأنا لم أكن أعلم أن للسمع خيال ... وكيف يكون خيال السمع إن لم يكن صوتاً ... أم أن الأذن تسمع غير الصوت أحيانا.. آه .. هذه محطتي .. دعني إذاً أخرج الي سطح الأرض .. ودعني أسرع الخطي ... ولكن كيف لي أن أسرع الخطي إلاّ في تأني .. خوف الإنزلاق .. فالأرض مفروشة بأكاليل من الثلج .. والنسيم في هذا الفصل لا يكون عليلاً ،، بل يتحول الي هواء قارص يحمل العلل ... وصوتك يأتي من مكان دافئ .. يحمل نفحات الوطن .. (صفي القلب القدرو جليل) ... فيتحول وجدي شوقاً .. وشوقي هياماً ... وتتداخل الأحاسيس في صدري ، كما يتداخل صوتك في أذني من لحن الي لحن ،،، وكعادتي كل عام .. أقرر أن هذا آخر شتاء لي هنا .. وينتهي الشتاء وينقضي ... وتتحول تورنتو تدريجياً الي مدينة رقيقة .. جميلة .. الي روضة غتاء ... هيفاء ... كحيلة الطرف ... رطيبة الأغصان ... يأسرني منظرها ... وينعشني طقسها .. فأبقي فيها .. ولكن قل لي كيف جاء صوتك:
يالليك عفافك دايماً زميل يالمن طيبك طيب زهر الخميل لو مرّ نسيمك علي الف ميل يخلي العالم طرباً تميل
أما أنت يا شاعر النسيم فلله درك .. كيف تقول ؟.. هل حقاً قلت أن زهر الخميل يستعير طيبه من طيب زهرتك الأثيرة .. ؟ .. أي فوح وأي بوح ... أي عطر وأي شِعر ... وماذا يضير .. أليست هي نفس الزهرة التي يفوح المسك من تبسيمها .. ويتمني البدر أن يلمع كأديمها ... وتشتاق الشمس أن تظفر بليمها ... ثم ماذا قلت ؟ (لو مرّ نسيمك علي ألف ميل ) ... أنا الآن علي بعد آلاف الأميال من حيث كنتَ وكانت ، تفصلني صحاري ومحيطات . ويتبعني النسيم الي هنا فاتمايل طرباً ... ... وأنت أيها المغني الطروب ... قل لي كيف جاء صوتك:
يالأهيف ، ذو الطرف الكحيل يالصدرك عالي وخصرك نحيل مناي في الدنيا قبل الرحيل أري شخصك لكن مستحيل
كيف الطرب غير صوتك ... كيف تردد (مناي في الدنيا قبل الرحيل) ... كيف يتماوج صوتك في الأثير ... أمعلق هو بين السماء والأرض ... ولماذا صادفني أنا ... لا عليك ... ردد .. ذاك ينعش الروح ... أما عروس الروض ، ذات الجناح ... فأمرها مختلف جدا ... دعني أسرع الخطي أكثر وأكثر ... فلي لقاء الليلة مع تلك الحمامة ... وسوف تسبح روحي في طيات ذلك اللحن فأستريح .... وعلّ في التذكار بعض من شفاء .. ولكن قل لي كبف جاء صوتك:
قال لي صحيح جسمك هزيل وجمر الغرام بأعضاك نزيل لو ما بخاف عازلي الرزيل كنت بوصلك ولعياك أزيل
شكرا هند طالت غيبتي عن المنبر ليس الا لأن الحرف شرود ولكن اعادني صوت ابوداؤد عبد العزيز اذا سمح واحد ينزل لينا اغنية زهرة الروض بصوت ابوداؤد فعن صوته اتحدث
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هند محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست