أوباما يتسلح بالخبرة لتشكيل إدارته خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»!!

Quote: أوباما يتسلح بالخبرة لتشكيل إدارته رئيس «التغيير» يرضخ للتجربة الاربعـاء 21 ذو القعـدة 1429 هـ 19 نوفمبر 2008 العدد 10949 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: أخبــــــار واشنطن: أليك ماكغيليس * في خضم الحملة الانتخابية، كان باراك أوباما يحب الدفاع عن نفسه أمام الاتهامات التي تصفه بعدم الخبرة، من خلال الدعوة إلى رسم صورة جديدة في واشنطن، وكان يقول: «إن الشعب الأميركي.. يفهم أن المقامرة الحقيقية هي ترك الأفراد القدامى يفعلون الأشياء القديمة نفسها مرارا وتكرارا، ومع ذلك فإنهم يتوقعون حدوث نتائج مختلفة». ولكن مع بدء ملامح ظهور تكوين فريق الرئيس المنتخب الذي سيعمل معه في البيت الأبيض، فإنه بات من الواضح أن أوباما يرى قيمة كبيرة في الاستعانة بالعديد من «الأصدقاء القدامى» لمساعدته في إنجاز مهمته. فبعد انتخاب رام إمانويل رئيسا لفريق موظفي البيت الأبيض، أضاف أوباما في عطلة نهاية الأسبوع العديد من المستشارين الكبار المعروفين في واشنطن وفي الكونغرس على وجه الخصوص. وعلى الرغم من أن أوباما قد أظهر شغفا بإحاطة نفسه بعدد كبير من المفكرين الكبار الخبراء، إلا أن موظفيه في البيت الأبيض يعتقدون أن جناح اليسار سيقدم مزايا لخبراء التشريع الموهوبين. ويعتقد ممثلو الحزب الديمقراطي في مجلس النواب أن توظيف الشخصيات المعروفة في الكابيتول هيل (مقر الكونغرس) يعتبر إشارة مشجعة على أن أوباما ـ أول عضو في الكونغرس ينتخب رئيسا منذ جون كنيدي ـ يخطط للعمل معهم عن قرب، وهو ما يعتبرونه تغييرا مرحبا به عن إدارة جورج بوش، التي قال العديد من جمهوريي الكابيتول هيل أنفسهم أنها تركتهم بعيدا عن سير الاحداث. ويقول المندوب روبرت ويكسلر، وهو ديمقراطي عن ولاية فيلادلفيا: «اختيار الموظفين يعكس فترة جديدة من علاقات التعاون بين البيت الأبيض والكونغرس، وهي مؤشر على فترة استثنائية من الإصلاح التشريعي ـ حيث يمكن أن تخلق بيئة مناسبة يمكن خلالها تحقيق العديد من الانتصارات التشريعية». وقالت النائبة الديمقراطية ديبي ويزرمان شولتز إن خبرة الكابيتول هيل ضرورية في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، موضحة: «إن ذلك يرسل رسالة واضحة للغاية... إنه مستعد للعمل سريعا ومن شأن ذلك أن يساعد على إنجاز العمل سريعا». لكن بعض الجمهوريين في البيت الأبيض يتساءلون عن كيفية الجمع بين وعد أوباما بفتح صفحة جديدة في واشنطن مع تعيينه لعدد كبير من العاملين في واشنطن منذ زمن ومختصين بالصراعات بين الحزبين. ويقول بيتر وينر وهو مستشار سابق لبوش إنه يعتقد أن أوباما يحاول تجنب أخطاء إدارة كلينتون، والتي واجهت صعوبات في فترتها الاولى، لكنه حذر بقوله «المبالغة في التعلم من التاريخ». وقال: «اختياره لبعض الشخصيات المعروفة أنه ربما سيواجه صعوبات اقل في بداية عمله». ولكنه اضاف ان «الاجراءات الان لا تعطي الشعور بتحول سياسي». ولكن لفت دوغلاس دبليو كيميك، وهو أستاذ في جامعة بيبردين وعمل في إدارتي ريغان وجورج دبليو بوش، وهو من مؤيدي أوباما الى ان «عامل التحول في رئاسته هو الرئيس نفسه. إن أهم صوت للتغيير صوته هو. والتغيير الذي يمكن أن يحدث في نظامنا لا يكون من خلال مسح كل الخطوط على الورق ولكن من خلال العمل مع الشخصيات التي تفهم الهيكل الحكومي وبذلك يمكن تقوية الخطوط التي لم يتم رسمها بطريقة صحيحة فيما يتعلق بتقسيم القوى». وأفادت مستشارة أوباما أنيتا دون: «إن ما تراه هو نفس التوجه الذي أخذه في حملته بعض الأفراد الجدد وبعض القدامى. وما تراه هو شخص لا يرغب في ارتكاب أخطاء الإدارات السابقة والتي كانت تتمثل في عدم فهم الطريقة التي يمكن إنجاز الأشياء من خلالها في واشنطن. وأولئك الذين يقولون «أين التغيير؟» يحتاجون إلى النظر إلى رئيس الولايات المتحدة... ذلك الرجل الذي يجلس على القمة ويضع المعايير والأولويات». وكانت آخر التعيينات اعلان تعيين بيت راوس مستشارا في البيت الأبيض بعد 30 عاما في الكونغرس، حيث عمل 19 عاما مع توماس داشل وهو قائد ديمقراطي سابق في مجلس الشيوخ. كما تم تعيين منى ستوفين كنائبة لرئيس هيئة موظفي البيت الأبيض، والتي عملت في شركة استشارات في واشنطن بعد العمل في مجلس الأمن القومي الخاص بكلينتون. وكذلك هناك جيم ميسينا الذي رأس حملة أوباما بعد العمل مع السيناتور ماكس بوكاس، الديمقراطي عن ولاية مونتانا والذي ساعد في إقرار التشريع الخاص بالرعاية الصحية. وتم تعيين فيل شيليرو كمنسق لشؤون الكونغرس، وهو يعتبر من ابرز شخصيات كابيتول هيل والذي عمل خلال 25 عاما قضاها هناك كمدير لسياسة داشل كما عمل مع النائب هنري واكسمان الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا وعمل كرئيس لمجلس إدارة لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي. كما تم انتخاب غريغ كريغ مستشارا للبيت الأبيض والذي عمل في وزارة الخارجية إبان ولاية كلينتون وعمل كمستشار له أثناء فترة سحب الثقة، لكنه قام بتأييد أوباما أمام هيلاري كلينتون. وسيعمل هؤلاء الخبراء مع فريق أوباما من شيكاغو، فيوجد دافيد إكسلورد الاستراتيجي الرئيسي لاوباما وفيلاري جاريت وهي سيدة أعمال وصديقة مقربة تساعد في ادارة الفريق الاداري مع رئيس هيئة موظفي كلينتون السابق جون بوديستا. وقد أفاد العديد من شخصيات البيت الأبيض أن ذلك الخليط يمثل دمجا صحيا وتجديدا للدماء وجمعا لخبرة واشنطن، وليس ذلك مختلفا عما قام به رونالد ريغان عام 1980، عندما جمع بين شخصيات واشنطن مثل جيمس بيكر وكينيث دوبرستين مع إدوين ميس الثالث ومايكل ديفر. وقد أشار الخبراء إلى أن أوباما جمع عددًا قليلاً إلى حد ما من الموالين له خلال صعوده السريع، وأبدى حماسة كبيرة في تعيين أفضل الكفاءات المتاحة بغض النظر عن علاقاتهم الشخصية أو أيديولوجياتهم. وأصدق مثال على ذلك نجاحه في إقناع روز، الذي كان يبحث عن العمل بعد هزيمة داشل في 2004، بالانضمام إلى مكتب سيناتور شاب لا يزال في مقتبل حياته السياسية. وقال دوبرستين الذي شغل منصب كبير الموظفين في عهد ريغان «إن أوباما يدرك أنه حتى يكون رئيسًا فاعلاً فإنه بحاجة إلى أن يكسب معارك الكابيتول هيل، وأن ما يقوم به الآن هو وضع توليفة من الأشخاص القادرين على إدارة الأمور في واشنطن إلى جانب أولئك الذين عرفوه لسنوات طويلة، وهو الأمر الذي يتوافق مع ما تحدث عنه في الحملات الانتخابية وهو توحيد الأفراد للعمل سويًا، والمغزى الذي يهدف إليه أوباما من ضم الجمهوريين هو تشكيل تحالف براغماتي قادر على إدارة دفة الأمور».وقد امتدح أندرو إتش كارد كبير الموظفين في إدارة الرئيس بوش خطوة أوباما من أجل شغل الكثير من الوظائف داخل البيت الأبيض بهذه السرعة، لكنه حذر من أن الخبرة الكبيرة بالكابيتول هيل في أعضاء الفريق يمكن أن تضفي صيغة العقلية التشريعية. واوضح: «إن عضو الكونغرس يعقد جلسات الاستماع ومناظرات ساخنة قبل أن يتوصل إلى قرار والرئيس لا يمتلك تلك الرفاهية، إنه قد يجد نفسه مطالبا باتخاذ قرار فوري، لكن أعضاء الكونغرس بإمكانهم إجراء مشاورات متروية بينما الرئيس عليه أن يكون حازمًا، وإذا ما كنت سيناتور فأنت نصف واحد من مائة من الرئيس، وعندما تكون رئيسًا فأنت تمتلك القرار 100 في المائة، ومن ثم يجب عليك أن تكون أكثر فطنة». أما ليون بنتا الذي عمل ككبير الموظفين في عهد بيل كلينتون فقد فند هذه المخاوف بالقول: «لا يتطلب الأمر الكثير من الوقت لكي يتحول الشخص إلى شخصية تنفيذية حازمة، ففي الكابيتول هيل هناك 353 (رئيسًا) مختلفين بينما في البيت الأبيض لديك رئيس واحد فقط، وهو ما تدركه بسرعة كبيرة». وأضاف «أنا أنظر إلى الأمر من زاوية الاستعانة بالأشخاص الأكفاء القادرين على توجيه الانتباه إلى المشكلات التي تعاني منها البلاد وهو ما يجعل كابيتول هيل أكثر إدراكًا للحصول على أفراد مدركين لكيفية عمل واشنطن». * خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»