|
سؤال لدارسي التاريخ والمهتمين به :- هل تحس الدُّول بمواتها ( نهايتها وزوالها) ...؟
|
الاعزاء
اليوم على ما اعتقد مباراة هلال مريخ وسوف افعل المستحيل لأن اجعل هذا الخيط في أعلى البورد ..... وقبل أن يتم اغراق المنتدى من قبل محبي الكورة .... قررت أن أطرح هذا السؤال بعد أن أعدت قراءة بعض الكتب المهتمة بسقوط الدول وأذكر أنني عندما قرأت كتاب سقوط الدولة العثمانية برز هذا الاقتباس :-
Quote: يقول العلامة ( عبد الرحمن بن خلدون ) والمتوفى في عام 808 هـ . في مقدمته العظيمة التي أسماها ( كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر ) : أن الدول القديمة المستقرة يفنيها شيئان : أولهما أن تنشأ مطالبة من الأطراف ، وهذه الولايات التي تطالب بالاستقلال لا تبدأ بمطالبها إلا إذا تقلص ظل الدولة عنهم وانحسر تيارها ، واما السبب الثاني لانقضاء الدولة المستقرة فيأتي من دعاة وخوارج في داخل هذه الدولة المستقرة ، فيبدوان بالمطالبة ( أولا ) بمطالب صغيرة وليست ذات بال ، ويكون لهؤلاء الدعاة السلاح النفسي الوهمي والمطاولة في طلب الحقوق التي تبدأ صغيرة ثم تنتهي إلى مقصد هيبة الدولة ونظامها ، ولعل أكثر ما يساعد هؤلاء الخارجين على نظام الدولة هو ما يحصل من فتور في همم اتباع هذه الدولة المستقرة ، وفي لحظة من اللحظات وعندما تتضح هرم الدولة المستقرة وتضمحل عقائد التسليم لها من قبل قومها مع انبعاث همم المطالبين بأشياء وأشياء في داخلها ، عندئذ تكتب سنة الله في العباد سطرها الأخير في كتاب العلم الإلهي ، وهذا السطر يفيد بزوال الدولة المستقرة وفناء عمرها ، لأن خللا وافر أقد غزا جميع جهاتها ، ويتضح ذلك للمطالبين من الأطراف ، أو في داخل هذا الخلل الذي اسمه الدولة ، عندها ينكشف ما خفي من هرمها واقتراب تلاشيها ، وفي تلك الاوقات من حياة الأمة المعنية ، يبدأ المرحلة الأخيرة من المناحرة والتي نتيجتها تكون مؤكدة : نشوء دول جديدة مستحدثة وأنظمة على أنقاض الدولة الفانية التي ( كانت ) مستقرة . وكلام العلامة ( أبن خلدون ) هذا ينطبق اكثر ما ينطبق على الدولة العثمانية ، ففي اتساعها وضم أقاليم عديدة تحت لوائها وحكمها ، كان المقتل وكان الخلل من حيث كان يعتقد أن في هذا منتهى القوة والمنعة ،خاصة أن نحن علمنا أن هذه الأقاليم والأمصار تضم قوميات عديدة |
وعندما واصلت في قراءة الكتاب بدأت اعقد مقارنة بين الدولة العثمانية والدولة (السودانية ) في عهد عمر البشير ولعمري وجدت تشابهاً لا يخفى على فطن ...... وعندما بدأت اقارن ببعض الدول السابقة والحالية الاخرى وجدت نفس الاسباب تتكرر من دولة لأخرى وحتى اللحظة كل الامبراطوريات تفككت بنفس العوامل ..... علماء التاريخ الحديث يساهمون الآن في بناء الدول ومحاولة المحافظة عليها بنقد سياساتها وتقديم النصح وكل الحكومات في الدول الكبرى ترصد أموالاً طائلة للبحوث و الدراسات الاستراتيجية..... ولكن هذا السؤال ظلّ يقفز إلى ذهني دوماً...ومن هنا اتوجه لدارسي التاريخ والمهتمين به بالسؤال عنوان الخيط ؟ هل تحس الدول بنهاياتها وزوالها ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سؤال لدارسي التاريخ والمهتمين به :- هل تحس الدُّول بمواتها ( نهايتها وزوالها) ...؟ (Re: Osama Mohammed)
|
بعض اسباب انهيار وتفكك وزوال الدولة العثمانية :-
تدخل نساء القصر بالسياسة وشفاعتهن لدى أزواجهن السلاطين برفع الخدم إلى منصب الوزارة أو إيصال المتزلفين إلى مراتب الحل والعقد، كرئاسة الوزارة وقيادة الجيش. وفي كثير من الأحيان لا يكون لهؤلاء الرجال ميزة يمتازون الا تجسسهم لحسابهن. احتجاب السلاطين وعدم ممارستهم السلطة بأنفسهم والاتكال على وزراء جهال. فقد كان سلاطين آل عثمان حتى السلطان سليم الأول يتولون قيادة الجيش بأنفسهم، فيبعثون الحماسة والحمية في صدور الجنود، ثم صار السلاطين يعهدون بالقيادة إلى ضباط فصار الجنود يتقاعسون تبعاً للمثل القائل "الناس على دين ملوكهم".
تبذير الملوك حتى بلغت نفقات القصور الملكية في بعض الأحيان ثلث واردات الدولة.
-خيانة الوزراء، إذ أن كثيراً من الأجانب المسيحيين كانوا يتظاهرون بالإسلام ويدخلون في خدمة السلطان ويرتقون بالدسائس والتجسس حتى يصلوا إلى أعلى المراتب، وقد أبدى السلطان عبد الحميد استغرابه من وفرة الأجانب الذين تقدموا إلى القصر يطلبون عملاً فيه حتى ولو بصفة خصيان وقال : لقد وصلني في أسبوع واحد ثلاث رسائل بلغة رقيقة يطلب أصحابها عملاً في القصر حتى ولو حراساً للحريم،وكانت الرسالة الأولى من موسيقي افرنسي والثانية من كيمائي ألماني والثالثة من تاجر سكسوني. وعلق السلطان على ذلك بقوله : من العجب أن يتخلى هؤلاء عن دينهم وعن رجولتهم في سبيل خدمة الحريم. فهؤلاء وأمثالهم كانوا يصلون إلى رئاسة الوزارة، ولذا فقد قال خالد بك مبعوث أنقره في المجلس العثماني بهذا الصدد : لو رجعنا إلى البحث عن أصول الذين تولوا الحكم في الدولة العثمانية وارتكبوا السيئات والمظالم باسم الشعب التركي لوجدنا تسعين في المئة منهم ليسوا أتراكاً.
غرق السلاطين والأمراء في الترف والملذات.
الحروب الصليبية التي شنت على الدولة والتي لم تنقطع منذ ظهورها إلى يوم انهيارها.
الغرور الذي أصاب سلاطين بني عثمان الذين فتحت لهم الأرض أبوابها على مصراعيها يلجونها كما يشاؤون. وإن من يقرأ كتاب الملك سليمان القانوني إلى ملك فرنسا لا يجد فيه ما يشبه كتاب ملك إلى ملك أو امبراطور عظيم إلى ملك صغير أو حتى إلى أمير، بل يجده وكأنه كتاب سيد إلى مسود. ومن يطالع صيغ المعاهدات، في أوج عظمة الدولة، وما كان يضفى فيها على سلاطين بني عثمان من ألقاب يكادون يشاركون بها الله تعالى في صفاته بينما تكون ألقاب الاباطرة والملوك عادية، أقول إن من يطالع صيغ هذه المعاهدات يدرك إلى أي حد بلغ بهؤلاء السلاطين الجهل والغرور.
ادخال الدين في كل صغيرة وكبيرة من أمور الحياة والسير بعكس ما يأمر به الدين، باسم الدين، حتى أصبح الدين ألعوبة في أيدي قبضة من الجهال يحللون ويحرمون على هواهم، ومثال ذلك إدخال أمر تغيير اللباس في نطاق الدين ثم لما أراد أحدهم إنشاء مطبعة في استانبول ووجد معارضة من قبل علماء الدين لجأ إلى السلطان وإلى حاشيته يطلب إليهم أن يقنعوا هؤلاء الجهال بفائدة المطابع فأمر السلطان شيخ الاسلام بأن يفتي بأن المطبعة نعمة من نعم الله وليست رجساً من عمل الشيطان كما أفتى العلماء من قبل فافتى شيخ الاسلام بجواز إنشاء مطبعة شريطة ألا تطبع القرآن الكريم ولا كتب ا لتفسير والحديث والفقه. وقد أنشئت أول مطبعة في استانبول سنة 1712 أي بعد أن كان قد مضى على اختراع المطبعة ما يزيد على قرنين و نصف القرن وبعد أن أنشأت فرنسا المطبعة الوطنية بنحو قرنين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سؤال لدارسي التاريخ والمهتمين به :- هل تحس الدُّول بمواتها ( نهايتها وزوالها) ...؟ (Re: Osama Mohammed)
|
الدولة العباسية وسقوطها :-
الدولة الإسلامية منذ قيام دولة بني العباس قد دب فيها التفرق والاختلاف، فحين خرج أبو العباس السفاح على دولة بني أمية فرَّ عبد الرحمن الداخل وأقام دولة بني أمية في بلاد الأندلس، وهذا هو بداية التفرق، على أن حصول التفرق في الأمة الإسلامية منذ ذلك التاريخ كان على مراحل، وكلما تقدم الزمن كان يظهر التفرق جليا واضحاً، ففي البداية كان هناك دولة بني العباس ودولة بني أمية الثانية التي أقامها عبد الرحمن الداخل، وبعد ذلك بدأت تخرج تلك الدويلات، فظهرت دولة خوارزم، ودولة السلاجقة، والدولة الأيوبية، ودولة العبيديين الفاطميين الرافضة في مصر، وهكذا، ولكن هذا التفرق كما ذُكر جاء على مراحل.
في عام 616هـ كان ظهور التتار وهم الذين سقطت الدولة العباسية على أيديهم، وواكب ذلك أن دولة بني العباس في هذا التاريخ كانت دولة ضعيفة بالنسبة لما قبلها، فقد كانت سيطرتها الفعلية فقط على بغداد ونواحي بغداد، وكانت الدويلات الصغيرة التي ذُكِرَت وغيرها قد انتشرت في العالم الإسلامي.
الأسباب كثيرة ولكن أهمها الثورات الداخلية والتفكك الواضح في الدويلات المستقلة من الدولة العباسية . وضعف الحكام .
عوامل سقوط الخلافة العباسية 1-سيطرة الفرس والأتراك والبويهيون، وتقريب العناصر غير العربية والاعتماد عليهم في الجيش والادارة. 2-إهمال الأمور العسكرية وقلة الحزم مع المنفصلين. 3-ظهور الشعوبية ومحاولاتها المستمرة الخروج عن العرب والمسلمين. 4-نظام توريث الحكم وتولية العهد لاكثر من واحد. 5-ضعف الخلفاء وتهاونهم وعدم اهتمامهم باستقلال بعض الولاة لا سيما الاقاليم البعيدة. تعرض العالم الاسلامي لخطرين: الخطر الصليبي من الغرب، والخطر المغولي (التتار) من الشرق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سؤال لدارسي التاريخ والمهتمين به :- هل تحس الدُّول بمواتها ( نهايتها وزوالها) ...؟ (Re: Osama Mohammed)
|
Quote: أن الدول القديمة المستقرة يفنيها شيئان : أولهما أن تنشأ مطالبة من الأطراف ،والسبب الثاني لانقضاء الدولة المستقرة فيأتي من دعاة وخوارج في داخل هذه الدولة المستقرة |
مطاليب الأطراف تنشأ نتيجة لإنعدام في حاجة واحدة اساسية وهي الثروة وما ينعكس منها (طرداً) على
الأمان (وليس الأمن) والغذاء والصحة والتعليم ، وأما الدعاة والخوارج فيظهرون نتيجة لحاجة في
للتغيير أوالتجديد لا ترف بل إنعكاس لواقع مشلول أو شبه مشلول ... وأما إحساس الدولة (كدولة)
بزوالها فهو غير موجود وإلا ما آلت إلى زوال ... والجمهور في وسط ذلك يبني آمال ثروة هنا وفكر
إدارة دولة هناك وعندما يموت (الأمل) لديه من غير (أطراف) ولا (خوارج) تموت الدولة معه
ولكن مثل ما تطير الطيور من إعشاشها قُبيل (الشنق) الكوارث الطبيعية ... كذلك الشعراء هنا يا
صديقي ... يحسون ما يحس به من العامة أو الجمهور
هكذا تغنوا وكذلك قال:
أسامعي يا دبشليم
الفجر مثقوب الوشاح
وإبتسامة الشفق مٌصفرة
ونحن والغيوم شاهدان تحت قبة الافق
أسامعي...
أكاد أن أشم نفس الرائحة
أكاد أن ألمس باليدين وجه البارحة
في الأرض ثورة وفي السماء ثورة
وعندها لا يستعذب نوم العين من هو بين بين ... سقوط الدولة يا صديقي ليست حُمى ملاريا ولا نزلة (تطُب)
عليك هكذا كذلك ... بل تكون تلك هي أوان المعركة ... تلتحم العامة من فقر وجمود ويُدك من يُدك
وحين يُغطي العُشب
ذكرياتنا
وتشهق المأساة في البيوت
بأي سيف أقهر الطغيان
قال بيدبا
بسيف الضعفاء كلهم
وحين يُغطي العُشب
ذكرياتنا
وتشهق المأساة في البيوت
بأي شيء تصنع الانسان
قال بيدبا
تصنعه إذا سقطت
واقفاً من إجله
التجديد والخروج من الركود والفقر ضروري حتى في تفاصيل الفرد ناهيك عن العام ... لا يلازمها آية ولا
كسوف أو خسوف .. بل تُرى بالعين المجردة .. فقرٌ كالجذام ينخر ... وعِطال فكر يُستعاض به بتوافه يومية
كالفاست فوود ... السقوط ليس إحساس كما في الافلام الهوليودية .. هو نتاج حتمي لتراكمات وفي آخره
تخبطٌ كالخرف ...
وأروع النجوم هاتيك
التي تُضيء درب القافلة
| |
|
|
|
|
|
|
|