|
إن الموت لمثلك مفتاح الجنان يا شيخنا الأمير
|
بسم الله الرحمن الرحيم (إنك ميت وإنهم ميتون)
إن الموت لمثلك مفتاح الجنان يا شيخنا الأمير
لم يكن صباح هذا اليوم كسائر الصباحات إشراقا ، صحوت من نومي وفي صدري ضيق وعدم ارتياح، وبين الفينة والأخري، يحمل الهواء إلى أنفي رائحة مألوفة، إلا أنني لم أستطع تمييزها، لم تكن تلك الرائحة سوى رائحة "الحنوط" التي لم أهتد إليها، إلا بعد مكالمة تليفونية مع الأخ محمد حسن، يفاجئني بها ويفجعني بخبر رحيل الشيخ الفكي الأمير الدرديري وانتقاله إلى الدار الآخرة بعد عمر مديد قضاه في الطاعة والعبادة والامتثال كأفضل ما تكون الأعمار طولا وعملاً ً صالحا.
صعقت أذني ولم تصدق ما سمعت رغم أن الموت هو الحقيقة الكبرى التي لا مراء فيها ولاجدال، واعتراني شعور بالحسرة والأسى، وانصرف تفكيري مباشرة إلى المسجد العتيق الذي فقد إمامه، فسمعت بكاءه وأنين منبره الذي يشكو فقد خطيبه، وتراءت أمام ناظري النساء الثكلى والرجال الذين اعتلى وجوهم الحزن والكدر، وكان مشهد الخلوة وقد اشتد حزنها موجعاً، فقد فقدت من قبل شيخها الفكي المبارك، وهاهي اليوم تفقد توأم روحه الفكي الأمير الدرديري، وحال فريق المسيد لا يسر وهو في غمرة حزنه، تجددت مواجعه اليوم بفقد الفكي الأمير رحمه الله، وقد فقد الفريق من قبل وفقدت فداسي شموسا لها وأنجما ، فغدت القرية مظلمة تتوشح ثوب السواد، وهي تفقد آخر ما تبقى لها من رجال أتقياء أنقياء يندر أن يجود الزمان بأمثالهم: الشيخ البشير مالك، الشيخ الصديق أحمد عبد الحي، الشيخ محمد مصطفى رملي، الشيخ محمد عبد الله الوالي، الفكي المبارك زين العابدين، الشيخ البدري الصافي، الشيخ أبو الحسن الفضل والشيخ محمد أحمد إبراهيم. وما أشد الكرب على أهل فداسي اليوم وقد افتقدوا إمامهم وخطيبهم وراقي مرضاهم ، وما أوجعه على قلوب "الفقراء" خاصة وقد افتقدوا وافتقد عدد اللطيف ( شيخه)، الذي كان يستهله ويساهم فيه بأكبر رقم، ، وكأني بـ "فداسي" تضرب الخدود وتشق الجيوب ، وقد شق عليها الفقد وعظم المصاب وعز الصبر.
إنك لم تمت يا شيخنا وإمامنا وخطيبنا ، فأعمالك الصالحات فينا باقية، وسيرتك العطرة ستظل في قلوبنا خالدة، وكريم سجاياك سنتخذها قدوة ومثالا، وسنظل نذكرك كلما نادى المنادي للصلاة، وكلما توجه أخوانك "الفقراء" لقراءة المولد في بيت جديد، وكلما سار ركبهم لزيارة شيوخهم في قرية عبد العزيز، وكلما أقيمت في ساح المسجد العتيق ليلة احتفال بذكرى مناسبة دينية. فإن رحلت عن دنيانا الفانية هذه، فلك بإذن الله في دار الخلود أطيب المقام، وقد أفنيت العمر في الطاعة والدعاء والابتهال، ولم نعرف عنك يا شيخنا سوى الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والحياة الحافلة بجليل الأعمال، فإن كانت مصيبة الموت للقلوب فاجعة موجعة، إلا أنها لمثلك مفتاح الجنان بإذن الله، فهنيئا لك بما أسلفت في الأيام الخالية وبشراك بما ينتظرك من رحمة الله التي وسعت كل شيء.
إن فقدك فينا لا يعادله فقد، ومصيبتنا فيك عظيمة، وفقدنا فيك فقدان: فقد لأهل التقى والإيمان، وفقدنا لإمامنا كلما رفع صوت الأذان، وستظل فينا خالداً ما بقي الزمان.
اللهم يا من تجزل العطاء للمتقين الأبرار، اكرم نزل عبدك شيخ الأمير الإمام، واسكنه اللهم عندك عال الجنان، وانزل صبرك على قلوب أهل فداسي وعمرها بالتقوى والإيمان، واجعل البركة في ذرية الشيخ يا رحيم يا رحمن.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا شيخنا الأمير لمحزونون إنا لله وإنا إليه راجعون
تعازينا الحري للأخوان أحمد والدرديري والدكتور بابكر الأمين وأخوانه والدكتور الطاهر الدرديري واخوانه وعموم آل الدرديري وآل عبد الحي وأبي حليمة.
إبنكم إسحاق بله الأمين الرياض 13/11/1429 هـ
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إن الموت لمثلك مفتاح الجنان يا شيخنا الأمير (Re: Sana Khalid)
|
الأخوان الأعزاء أبوبكر ، منصور المفتاح الأخوات الفضليات منى وسناء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيراً على ترحمكم/ ترحمكن والدعاء لفقيدنا الشيخ الأمير الدرديري حفيد الشيخ أبي حليمة. كان شيخنا الأمير رحمه الله من الذين يقضون الليل كله في العبادة وذكر الله ، وكان من الأجاويد الذين لا ترد لهم كلمة ولا تستعصي على يده مشكلة، أجمع أهل فداسي جميعاً وما جاورها على حبه ومحبته، فكان فقده أليماً موجعا. اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك يا رحيم، اللهم اجبر كسرنا فيه وصبرنا على فقده يا كريم
| |
|
|
|
|
|
|
|