انتصار اوباما وقضية التغيير فى السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-08-2008, 09:56 PM

عمار محمد حامد
<aعمار محمد حامد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 650

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انتصار اوباما وقضية التغيير فى السودان

    انتصار اوباما وقضية التغيير في السودان


    فعلها اوباما في امريكا، نستطيع فعلها نحن في السودان .


    فعلها اوباما، هذا الشاب الذي لم يكن العالم يعرف عنه شيئا قبل عامين خليا .. هذا الامريكي الافريقي الآتى من مواقع العمل الاجتماعي، لا من صوالين السياسة. هذا الناشط والمحرض المعتمد على تحريك آمال الجماهير لا خوفهم، المستند على طاقات الشباب لا خوف الشيوخ، المعتمد على مساهمة الناس البسطاء وعلى نبيل الامال، وليس على على اللوبيات وكبرى الشركات لجمع المال.


    فعلها اوباما، هذا المزج الجميل بين مارتن لوتر كنغ ومالكولم اكس. هذا الرجل المتجاوز لزمنه وجيله، للبيض والسود في آن . هذا الرجل الوفي لمن يحب ، والذي لا يتردد مع ذلك في قطع علاقاته مع ماضيه – القس جيرميه رايت – اذا تناقض وعي الماضي القديم مع وعيه – ووعي العالم - الجديد. فعلها هذا الرجل الذي بحث عن وحدة الامريكان ابيضهم واسودهم واسمرهم ، عمالهم ورجال الطبقة الوسطى، حينما عمد الآخرون الى التلاعب بقضايا العرق وتحريك التخوفات الاجتماعية وايقاظ الإحن القديمة.


    فعلها اوباما الذي لم يرضخ تحت ضغط اللوبيات المختلفة لتغيير برنامجه الطامح للتغيير، ولم يتنازل تحت هجوم القديم، ولم يفقد ثقته في الناس ولا في نفسه في احلك الاوقات. فعلها اوباما حينما آمن بالناس فآمنوا به، وحينما آمن بنفسه فآمن به الناس.


    فعلها اوباما حينما رفض الرضوخ لاصحاب العلقليات القديمة وادار معركته بادوات واسايب شديدة الجدة، فكان قائدا تفاعليا حقيقيا في زمن تفاعلي . لقد كسب اوباما المعركة في اليوتوب وعبر دخوله قلوب الشباب، قبل ان يكسبها يوم امس في صناديق الاقتراع. لقد جمع اوباما مبلغا خرافيا لحملته، حينما اعتمد على الناس الذين يدفعون له خمسة او عشرة او خمسة عشر دولارا، لا الذين يدفعون عشرات ومئات الالاف . لم يدعم المليونيرات اوباما، ولم يكن هو يبحث عن دعمهم. وانما كان اكثرالمساهمين له الطلبة والممرضات .


    لا أعلم أي رئيس سيكون اوباما، فحساب الحقل دائما مختلف عن حساب البيت، والتطبيق في الواقع يختلف عن طرح الشعارات. سيكون اوباما انسانا مختلفا وهو يجلس وحده في البيت الابيض، عنه وهو يخطب في عشرات الالاف في المهرجانات الجماهيرية. لن يكون ممكنا حل كل شي بالخطب والهتافات، وانما بالعمل الصعب والتضحيات.


    سيرجع الناس لحياتهم العادية واعمالهم اليومية بعد اشهر من الانفعال النبيل. ستحاول الشركات الكبيرة ومختلف اللوبيات واصحاب المصالح العودة لمواقعهم الامامية، بعد ان دفعهم مؤيدي اوباما للخلف. سيلعب الكونغرس ومجلس لشيوخ دورهما، حتى لو كان يسيطر عليهما الديمقراطيون، في اطار السستم والاستابليشمنت . سيعود للواجهة تجارالنفط وتجار السلاح والمهميمنين على وسائل الاعلام. ففي دولة مثل امريكا لا يقرر الرئيس في كل شي، ولا يملك كل السلطات، وغالبا ما سيكون التغيير مواجها بمقاومة شديدة من قبل القديم الذي له الف سلاح وسلاح.


    مع ذلك فقد تم انتصار كبير جدا على مستوى الرمز. وانفتح باب التغيير على آفاق واسعة. لم يعد هناك شي مستحيل في امريكا ولا في العالم. فاوباما قد فاز وكلينتون قد نافست بقوة؛ وأحد ابناء الاقليات الدينية التي كانت مضطهدة عقودا قد حاز على ربع اصوات الناخبين الجمهوريين في الانتخابات الحزبية، واضطر حتى عتاة المحافظين للاستعانة بامرأة لكيما يقفوا في وجه التغيير، دون ان يعلموا انهم بذلك يستجيبون للتغيير نفسه ويدعموا الجديد في معسكرهم بالذات، ولو كان تجليه بعد حين.


    لم تكن هذه الانتخابات نصرا لاوباما فقط، وانما كانت نصرا للتغيير على العموم. كانت نصرا للنساء ممثلات في هيلاري كلينتون وسارة بالين . نعم سارة بالين التي يكرهها الديمقراطيون ويسخروا منها، ولكن مع ذلك فان في ترشيحها علامات واي علامات . كانت انتصارا للأقليات الدينية في شخص ميت رومني (المرموني) ، وكانت انتصارا للمتقدمين في السن –في شخص جون مكين، حين اثبت ان القوة هي قوة الروح لا قوة العضل. وحين جعل من الانجاز شعاره لا من الحسب والحسب والعمر التليد.


    العالم بعد اليوم لن يكون نفس العالم، وامريكا لن تكون نفس امريكا بعد ليلة الامس . من كوة انتصار اوباما انفتحت وستنفتح افاق التغيير وملاقاة الجديد للجميع، وملاقاة الجميع للجديد . تحول الحلم الامريكي الى واقع، او بذرة واقع. وسيتحول كل حلم الى واقع، او بذرة واقع. كل بذرة يمكن ان تكون شجرة، وكل شجرة يمكن ان تكون مثمرة. لم يعد هناك مستحبل. ولم يبق للقديم من اسباب يتمسك بها لفرض نفسه على الناس. كانت هذه الانتخابات انتصارا للانفتاح على الانغلاق، وللامل على الخوف، وللارادة على المادة، وللإنسان على المؤسسة، وللناس على الدولة، ولقوة الروح على كآبة السفوح.


    وماذا عنا في السودان ؟


    فليرتعد أهل القديم ولترتجف فرائصهم. وليفرح اهل الجديد وليشربوا نخب النصر القادم. ليدخل دعاة التشرذم وقسم الناس حسب الدين والعرق الى جحورهم والى ماضيهم، وليتقدم دعاة الوحدة الى الامام. لينخذل دعاة العنصرية والحرب والفرقة من كل شاكلة ولون، ولينتصر من يدعون لصوت التسامح والمساواة والعقل والسلم من كل شكل ولون .


    لن نعتمد على اوباما ليغير لنا حياتنا او يدعمنا دعما فائق النطاق، فللرجل مهامه لدي اهله وتجاه العالم . وعندنا مهامنا لدى اهلنا وتجاه العالم. لم تبدأ دعوتنا للجديد مع اوباما، ولن تتوقف دعوتنا بمجيئه. اوباما لن يكون نبينا ولا ساحرنا، وانما هو رمز اخر من رموز التجديد في العالم، ومساهم أخر في حلم البشرية في سبرها السرمدي الى الامام. مثله كان العشرات من الرواد، وبعده سيأتي المئات والالاف والملايين، الا ان لطعم انتصاره طعم ومذاق جميل، كونه اتى في زماننا ورأيناه باعيننا ولمسناه باليدين.


    في السودان لا زلنا ننتظر اوبامانا او اوبامتنا . لا يقل لنا احد بعد اليوم اننا نحلم واننا نناطح الصخر، فكما لم نسمعهم بالامس فاننا لن نسمع لهم اليوم او غدا . كان لنا اوبامانا – على عبد اللطيف - قبل نيف وثمانين عاما . وسيكون لنا اوبامانا او اوبامتنا اليوم او غدا . فليعرف كل ماكين سوداني – ولو كان اسمه الصادق المهدي او عمر البشير او الترابي او محمد ابراهيم نقد – ان زمانهم قد فات وان غنايهم قد مات، وان في كل شاب اوباما، وفي كل امرأة هيلاري، وان هارلم يمكن ان تكون في زقلونا، وشيكاغو في كادقلي ، وبنسلفانيا في النيل الازرق، وكالفورنيا في الجنوب وهاواي في حلايب وفلوريدا في دارفور، وان بذرة التغيير لن تموت حتى يولد الجديد.


    اليوم يوم نصر، واليوم يوم عمل. لن ننتصر بالاساليب القديمة، ولا بالاماني ولا بالكسل. لن ننتصر بانتظار الاخرين، ولا بالاتكاء على المنخذلين . لن يكون مستقبل السودان قابعا ابدا في الماضي، ومحكوما سرمدا بعصوبات الحاضر . لن نسمع بعد اليوم للأيدلوجيين العصابيين ولن نسمح بتسلط السادة المزعومين ولن نرتخي لسلبية المثقفين المهزومين. لن يحكمنا لوردات الحرب ولا ثقافة البندقية. لن تحكمنا المقابر ولا تجارة الدين . فنحن ابناء اليوم وصناع الغد. نحن ملح الارض وسكرها والشهد. نحن راضعي حليب التجديد وصانعي الحلم الجديد، و قد ارتفع عنا منذ زمن غطائنا، فبصرنا اليوم وغدا حديد.


    عادل عبد العاطي

    5-11-2008
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de