|
المعراقي / قصة
|
المعراقي علي امبراراوي .... منذ عرفت هذه القرية لم يفارقها بيد انه مقطوع كما يقول الإحيدب : تعرف يالول ! حلتنا دي يومتها البقت هني ، كان فوقها تتين دت ، جدك آدم وعلي امبراراوي وتالتتهم تبلدية الحبيس . بدأته بالسلام وكعادته دائماً يحاول ان يبحث غرائب الأشجار والحشائش صباحاً ، كان منهمكاً في ادراك كنه عشبة طرية ... التفت نحوي بفزع كبير ربما لأنه لم يكن يتوقع أن يكون احد اهل القرية قداستيقظ اصلاً . هييييييييي وليد دي .... انتي شن جاباك في وادي هني ؟ ضحكت : انت ياعمي علي ، الوادي كمان هن زول دمّى تحجره عليَ ؟ هئه .. وليد انتي ترا تدوري تمشي تكلمي في ناس حله كمان بقولوا علي بسوي تلاميس ترا ... في اول حضوره في ديارنا كانت الأشجار تملأ كل مكان ربما انها كانت من اكبر الغابات التي عرفتها بلاد العطاوه .. كم مرة حدثني جدي عن معركة ضارية له مع احد الأفيال او نمور ام قمزي وكان يصف المكان بدقة . لم تكن الأماكن التي يصفها بمنأي عن قريتنا الكائنه حالياً .. ثم يصفق يديه بعد ذلك : سبحان الله ياالول ... امبراراوي دي من يومتها الخت كراعها هني ، الشدر ترا هرشم واحدي ورا اختها ... الزول دا ياخي ماني عارف شن سره ؟ قلت : عمي علي ، انت الشدره داير تسو ليها شنو ؟ لم يجبني لبرهة ، وحين حانت منه التفاتة ووجدني اراقب ما يفعل انتظاراً لإدراك السر قال : هووووووووي وليد تراه ... اخير ليكي تمشي وللا كمان ياخي والله عينينك بشوفوا لشخاليت مثل دي والله الا نتلميسهم ليكي . قلت : كن دمّى سويت لي مثل البتقول فوقة دي ترا بكلم عليك ناس الحله وبعوريهم سرك ؟ رد : هو ياخي شخل تلمسها لي عينينك ولا بستمي لسانك كلا ؟ وكعادتي معانداً كما يصفني ابي دائماً لم اسمع لما قاله ، وربما كان خيراً لي لو أني سمعت او قل لم اره في الأصل ، صحيح أن مايروى عن الرجل كثيراً ماكان يحيرني ولكني لم اصدقه مطلقاً ، مرة سمعت الدقيل (جنقور الكافري) وهو يحكي احدي مصائبة، كان الوقت منتصف الليل او بالكاد قبيل آذان الفجر بقليل ، بدأ الدقيل حكايته بصوت اقرب للهمس منه الي الجهر . والله ياجماعة اليوم لقيت ليكو علي امبراراوي في لب الوادي ماسك ليا راس هن فطيسي وبكسر فوقه ساكت ، لبدت منه هناك وقعدت الا براعي ليا ساكت دمّى مرق المخ هن الفطيسي ودساه في مخلايته ، قاطعه المجمر : ها الدهي الهوان دي ، ماكان تخلعها ! رد : آتو انا دي اخلعها ... هاي هاي هاي ، انت دايره يخوزقني وللا ؟ يا خي انت ماسمع بفعلته السواها في حميدان يومتها الدس ليا شغلاته ؟ حميدان يا اخي ما منصيب ، يومتها داك من المغرب بدري ، درع سكينه في ضراعه وشال عصايته ام قرش وروّح حايم لحليمه بت علي امبراراوي ... ها ياخي دمّى خلاس اندس داخل في لب الصريف .وزولك امبراراوي شافه وعيط فوقه : هاي مسخوت منعول دي ... شن جاباك في بيتي ... انتي ياخي تدوري لعب في بنيتي خايف؟ حميدان ترا بطران من يومه ولّد الا عكازه ووقف لأمبراراوي زول دواس ... ياخي امبراراوي ترا دت ما كتر معايا الكلام . علا قال ليا : ول مريه .... والله شخاليتك تدوري تسوي بيهن كلام مساخه في بنيتي دي ، تاني ولا تلقي ترا ودمى حميدان لمسهن بايدها ، لقي ليك رقبتها املط .. دهياتها راحن طب ، اندسن يين ترا زولك ماعرفهن ... وتسمع يا جعير وتحنيس ، زولك القال بطران ما وقع القش ، ها يلا يلا حدو امبراراوي قبل ليا شغاليته ، ها يا خي انت قل خايف انا عوير دمّي امرق ليا يخوزقني ، ؟ هي يازول انا ترا ماني بطران مثل دي . تذكرت كل هذه الحكايات لكن شغفاً ما لإدراك حقيقة هذا يدفعني للمضي قدماً في رعونتي ، ربما ان ما يدفعنا لإدرك سر ما دائماً ما يكون اكبر من مخاوفنا . ظللت اتابعه خطوة بخطوة .. التفت نحوي ثانية وكانت لهجته اكثر حدة هذه المرة : هـــــــي ترا تفوتي ولا نسوي ليك شخل واحد ؟ لم أعر قوله ايما اهتمام . دوار خفيف اصاب رأسي ... الأشياء تبدو مقلوبة ... احياناً يتشابه داخلها وخارجها . لم يعد امبراراوي كما كنت اعرفه ، بل استحال ناراً شديدة اللهب ... شعرت بوميضها يأخذ بصري شيئاً فشيئاً حاولت الهرب ، غير ان قدماي كانتا قد تسمرتا مكانهما لم اعد اقوي على الحركة ، اذاً لا بأس من الصراخ ، صحيح ان البنات سيغنين فضيحتي ، ولكن ربما ضرر اخف من آخر ، ... يا للفاجعة ، هو ذا صوتي قد خبا ايضاً .. غير ان الشيئ الوحيد الذي كان يعمل بصفاء هو حاسة السمع عندي ... اسمعه بوضوح وهو يضحك ويتندر بي ، وليد مريه ..... اني ولا كلمتك من قبيل ، يلا دوقي لمر سويتي في رقبتك . امرني بلهجة صارمة : جيبي لي ضهرك هني ... كن تدوري تقبلي لعينينك وكرعينك ولسانك ، والله الا تدوقي في جلدك . اعرف انها تجربة قاسية خصوصاً لرجل مثلي يفاخر بشاعته وبطولاته وفتوحاتة النسائية ، ... الآن ولم يعد امامي سوي خيار واحد اسمه الهزيمة ، التنازل عن كل شيئ ، . لم يمضي من الوقت سوى دقائق معدودة ، وكان كل شيئ قد انتهي ، من انا ؟ لا اعرفني ! ها هو ذا قد (خوزقني كما قال جنقور الكافري ) ولكن بطريقة لا تشابه ما كان عليها حميدان ! بل اسوأ بقليل . انتهت
|
|
|
|
|
|