كانت النسوة اللائي يقضين معظم الوقت مع زوجات والدي الأربعه ، يرتبن انفسهن ويحقبن الحقائب والصرر ، فبعض اللائي أتينا من أريافٍ بعيده سيغادرن في في ذلك اليوم بقطار دار صباح إلي نيالا حيث يمكثن شهوراً في قطع السعف من منحدرات ومتعرجات ووديان نيالا البحير .
ثم تكون لهن رحلةٌ أخري بقطار الغرب ،، ففي الوقت الذي يحمل إلينا فيه قطار دار صباح الأهل والأحباب والمعارف والعلم والصحوة المبكره علي صحف حواء والمصور والشبكه وآخر ساعه والخطابات ،تلك التي كان كمساري عربة الفرمله يقرأها وينده علي الحضور ،، ما مر قطار صباح إلا وكان لمسعود خطاب أو خطابان .
علمت فيما بعد أن إمرأةً أعجبت به حينما كان يسكن حي كوبر ويعمل في مصانع النسيج ، هي التي تراسله من الخرطوم ليرتمي مكتوبها في احضان مسعود في أقصي غرب ولاية جنوب كردفان .
ليتنا قرأنا صحف محمود تلك ربم أفادتنالا في أشياء أخري كثيره .. ولكن تظل كتابات إمرأة كوبر حسب مقربين من محمود حاملاً لها في مخلايته التي لاتفارق ظهره وهو يقوم بخدمة زبائنه في قهوة أبي فقم الشهيره منتصف السبعينات..
ولكن في يوم غير سعيد سقطت ورقةٌ فقرأها أحد مثقفي التبون فشاع الخبر ، فأنقطعت علاقة محمود بإمراة كوبر تلك .
أما شأن قطار الغرب مختلفٌ تماماً حيث يحمل لنا الفواكه و الخضر ومنتجات بساتين نيالا البحير .. فيجتهد العم عمر سبت وسعدية الخضرجيه وآدم كسار الليحان الذين وحدهم يمتلكون عربات كارو تجرها خيولٌ منعمه مبطنه . حاملين أولئك النسوة السعافيات وكراتين المانجو والقريب فروت والرارينجا ،، كل ذلك يصادف يوم الأثنين حيث تختلط روائح الخضر والفواكه والروب وندي الملوخيه برطوبة السعف الأخضر واليابس .
من ناحية يكون قد فرغ عتالة التبون من تفريغ اللواري التي دخلت ليلاً ، فيصبحون وصناديق الشاي المقسطر وكراتين الصابون والشعيريه ومنتجات بلدية اخري كالسمن والعسل وحتي السرنه والكرناكه ، يصبحون وهم ينقلونها للمشترين من كبار التجار .. يوم واحد فقط يموج فيه كل الناس ،، حتي زريبة البهائم التي يشرد ثيرانها فيطاردها أصحاب الخيول الجاسره لإعادتها لتجار المواشي .. كانت لاتخلو الزريبه من حراك بشري وتجاري . ثم يتحرك القطار بعد أن يكون أجتهد عمال الدريسه في تنظيف الأسطبهالتي إتسخت ، فيتم تزييتها ثم تضع داخل (عجلات) القطار حتي لايتآكل البلي أو يصدأز.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة