|
الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الطبع)
|
كنت قد قدمت لهذا الموضوع سابقاً، ولكني بدأت الدخول لمادته الرئيسية قبل الحادية عشرة ليلة الإثنين 13\10 ، وانتهيت منها قبل منتصف الليل بقليل ثم دخلت إليها متصفحاً، فظهرت بطريقة لا تماثل ما كتبت من حيث من حيث التبويب والتنسيق( مبشتنه)، وما كنت أدري إن ذلك الهكر القذر كان يقوم بفعلته تلك في ذات اللحظة.وفي الصباح ظهر ذلك العمل الجبان الغير مباح !
وعند إعادة المنبر إلى سابق عهده بجهد خارق ومقدر من الأخ بكري ، كان ما كتبت واحد من البوستات التي تبخرت !
وها أنا أُعاود الكرَّة من جديد.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
الشيخ المنّا إسماعيل هو أحد فقهاء قبيلة الجوامعة،وهو ذلك الرجل الذي قاد إنتصارات الثورة المهدية بكردفان . هذه الإنتصارات التي وضعت الأرضية الصلبة التي انطلقت منها الثورةالمهدية لتحقق النصر الكبير بإقامة دولة سودانية مستقلة.
الشيخ المنا إسماعيل من الشخصيات التي تجاهلها كُتاب التاريخ ! كما تجاهله من قاموا بتمجيد شخصيات التاريخ !
كتب الشيخ بابكر بدري (وهو قامة لا يختلف عليها إثنان) في رسالة عن التعليم الإسلامي في السودان منذ عهد الفونج لجامعة أكسفورد(إن الفضل في نجاح الثورة المهدية يعود إلى الجوامعة والحلاويين).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
ـــــــــــــ مدخــل ــــــــــــــــــ
بدأ المهدي إتصاله بأعيان الجوامعة في وقت مبكر من دعوته منذ أن كانت سرِّيَة، فقد تردد على الشيخ الفقيه المنّا إسماعيل وبدوي ود زروق ورحمه ود منوفل وغيرهم من الشيوخ والأعيان. كانت أول زيارة للمهدي لتلك الديار عام1279 هجرية، وقد أعطت زيارات كردفان للمهدي ثقة كبيرة في الرجال الذين إتصل بهم، لما وجد فيهم من وعي وإدراك بما جاء به، كماإن قاعدتهم العريضة من الأتباع تمثل ركيزة أساسية للعمل القادم الذي ينوي إنجازه . وقد وجد في الشيخ الفقيه المنّا إسماعيل ضالته المنشودة، فقد كان مثالاً لرجل الدين التقي الورع في ذاتِهِ،سديد الرأي مطاع الكلمة في أهله وعشيرته، بل إن سيرته الحسنة قد انداحت وسرت حتى وصلت القبائل المجاورة.
كان لقبيلة الجوامعة دورها الفاعل والأساسي في إنتصارات الثورة المهدية، فقد قدمت آلافاً من بنيها وقوداً لنار الثورة ، وكان لقادتها دوراً فاعلاً في جميع معارك الثورة المهدية، وحتى بعد إستشهاد قائدهم المنّا إسماعيل. وفي بداية الحشد كانت قوات الجوامعة تتفوق عدداً على كل ما عداها من قوات حتى تلك التي تحت قيادة المهدي في قدير.
بعد إستشهاد الشيخ لم يخذل الجوامعة الثورة المهدية ولم يتفرقوا عنها أيدي سبأ، فقد سيطرت أهدافها على العقول، وتمكنت أسبابها من القلوب ، فإن فُقِد قائد وزعيم فقَد ترك سيرة ناصعة وبطولات تحكي عن صاحبها، كما ترك خلفه أبطالاً لا يقلون عنه خبرة ودراية بفنون القتال وإدارة المعارك وقيادة الرجال .
بالرغم من الصدمة التي حدثت للرجال، بل وحتى للمهدي نفسه بعد مقتل الشيخ إلا أن آماله كانت معلقة بالقبيلة،فرجالها آذروه منذ أن كانت الثورة حلماً،وحققوا إنتصارات باهرة أمَّنت القاعدة الأمبنة للقيادة، ثم أشاروا للمهدي بالتقدم نحو الأبيض .وقد دعى المهدي قادة الجوامعة بعد إستشهاد قائدهم ، و(ذاكرهم) طويلاً حول ما حدث . وعند إصداره المنشور الذي سبق شيكان يحث فيه على الجهاد كان يتضمَّن سبعة عشر أميراً وقائداً فيهم تسعة من الجوامعة . يشكلون (قوة واجب) مهمتها العمل في محور تقدم العدو، تقوم بحرق وإتلاف وتدمير كل ما يمكن أن يستفيد منه حيث قامت بدفن الآبار، وإبادة كل مايمكن أن تستفيد منه القوات المعادية، وهذه العملية تُعرف بعملية حرق الأرض وتقوم بتنفيذها عناصر هندسة الميدان في الحرب الحديثة.
كانت قوة الواجب المكلفة بالعمل في محور تقدم حملة هكس باشا بقيادة الأمير أبو قرجة، وكانت معظم راياتها تحت قيادة أمراء من الجوامعة، وكانت مهمة هذه القوة تتضمن ثلاثة واجبات رئيسية: أ. الرصد والإخبار. ب. حرق الأرض. ج. الإستنزاف. نفذت القوة واجبها الأول بسيل مستمر من الفرسان ( مراسِلي الميدان) فكانت المعلومات عن قوة العدو وتكوينها وتسليحها وتحركاتها تصل للقيادة العليا ( المهدي) أولاً بأول،كما قامت القوة بتنفيذ عملية حرق الأرض بمستوى إحترافي، أما حرب الإستنزاف فقد كان عملاً بمستوى عالي تخطيطاً وتنفيذاً،وكان جنود العدو يتساقطون كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية، فمنذ أن فارقت حملة هكس النيل الأبيض حدث أول تماس لها مع قوات أبو قرجة في قرية أبو قوي بدار الجمع، ولم تقطع معها قوات أبو قرجة ذلك التماس حتى لاقت مصيرها المحتوم في شيكان.وكان لذلك أثره الكبير على تردي الروح المعنوية للعدو، وكان جنوده في حالة خوف دائم من المجهول إضافة للعوامل الأخرى المؤثرة على الكفاءة القتالية مثل وعورة الطريق والإرهاق ونقص المياه والإستنزاف المستمر.
(عدل بواسطة ناجية مصطفى on 10-21-2008, 07:44 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
ـــــــــــــــــــــ الأرض و الرجــال ــــــــــــــــــــــ
منطقة شرق كردفان هي منطقة سافنا يمتد خلالها حزام الصمغ العربي ، ولا توجد بها موانع طبيعية مؤثرة على الحركة سوى المسطح المائي الموجود بالرهد، والذي يمكن تجاوزه بالإلتفاف حوله من جنوبه او من شماله، أما الموانع المائية الأخرى كالخيران فجميعهاموسمية، تنشط بالجريان خريفاً وتجف صيفاً، أما المرتفعات فهي قليلة ومتباعدة فطبيعة الأرض بصفة عامة مفتوحة، والمنطقة من وجهة النظر الطبوغرافيَّة صالحة للحركة في جميع فصول السنة. يحترف أهل المنطقة الزراعة وبعض الروايات تقول إنهم كانواإبّاله تحولوا من الرعي للزراعة بعد تناقص تلك الثروة ، ولكنهم يمارسون رعياً محدوداً بجانب الزراعة .
الناحية الدينية متمكنه من السكان، ففي كل قرية يوجد أكثر من (مسيد ) لتحفيظ القرآن، لذا فإن إختيار المهدي لهذه المنطقة وتردده عليها في زياراته الإستطلاعية المبكِّرة، وإتصاله بشيوخها لم يكن مصادفة، فقد وجد فيها الأرض الخصبة لنمو الثورة، حيث تتوفر فيهاالبنيات اللازمة لذلك العمل، زعماء رجال دين ورجال ذوي بأس وعقيدة متمكنةمن القلوب .
عندما جعل المك نمر من إسماعيل باشا ورجاله وقوداً لنار كرامته في شندي ، كان صهره الدفتردار قد خاض معركته الأولى بكردفان في بارا صباح يوم 16 أبريل من عام1822 وانتصر فيها فمهدت له لقاء أبو الكيلك في سودري وانتصر عليه. وقبل مواصلة تقدُّمِهِ من سودري جاءه الخبر بأن رماد إسماعيل باشا ورِجاله قد ذهب مع الريح في شندي ،فلوى عنان فرسه راجعاً من حيث أتى، وبدأ الإنتقام من حيث انتهى. إذن فالغبن موجود، والغبن من أهم عوامل إشعال الثورة.
بدأت زيارات المهدي لديار الجوامعة منذ أن كانت الدعوة في مهدها، فزار الجزء الجنوبي حيث إلتقى الشيخ المنّا ود إسماعيل وبدوي ود زروق وغيرهم ، وزار شمالها فالتقى الشيخ رحمه ود منوفل وموسى ود الأحمر وود المنير وغيرهم كُثر من الشيوخ والفقهاء. وقد ذكر بعض المؤرخين إن المهدي قد إتصل برجال الدين في ديار الجوامعة لأنهم أصحاب كلمه يخضع لها حتى الزعماء، وهم محل تقدير واحترام من كافة أفراد القبيلة .
نواصــــــــــــــل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: ناجية مصطفى)
|
كانت زيارةالمهدي لديار الجوامعة عام1297 هجرية قد خصَّ بها الشيخ المنا إسماعيل فقط ولم يزر غيره. يقول الأستاذ الطيب محمد الطيب في كتابه القيم ( المسيد) إن لتلك الزيارة عدة مدلولات خلاصتها إن المهدي قد وجد الرجل الذي يبحث عنه، رأس قبيلة ورجل دين وقائد كاريزمي رصيده من الرجال لايدانيه رصيد في أي منطقة أخرى .
أما زيارة المهدي الثانية لتلك الديار فقد كانت في العام 1298 هجرية حيث زار بارا واتصل بزعماء الجوامعة في تلك الناحية حيث إلتقي من الزعماء والشيوخ ، رحمة ود منوفل و ودالمنير والجمري وحاكر و ود التِلت وغيرهمن فلمس منهم الإيمان بدعوته ومساندتها بلا حدود ، وإنهم على إستعداد لبذل المهج رخيصة لتحقيق أهدافها، والسير معه على طريقها إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا .
لقد سَرَت الثورة في ديار الجوامعة سريان النار في الهشيم، فقام الشيوخ وزعماء القبائل والأعيان بدورهم في إذكاء روح الجهاد في رجالهم ، وقاد هذا العمل بجانب الذين ورد ذكرهم،الأمير ضوينا الجامعي والأمير الشامي والأمير فرج الله وبدوي ود زروق والأمير عمر حوار الشيخ والأمير أدم الجمري وغيرهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: abdalla elshaikh)
|
الاخ العزيز محمد فضل الله
لك التقدير مرتين علي هذا البوست.
مرة لانك بهذا البوست ساهمت في اتجاه معالجة مشكلة بل ازمة لازمت ولا زالت تلازم تاريخ السودان وهي ازمة "التوثيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق فلك التقدير في هذا والشكر موصول للاخ بكري ابوبكر بجعله ذلك ممكنا في هذا الموقع والذي يمثل "في راي الشخصي" علامة فارقةفي فعل التوثيق السوداني في كل مضاربه.
مرة لانك تناولت موضوع يضئ جانبا مهما من تاريخ السودان علي مستوي التاريخ وفي منطقة هامة من السودان علي مستوي الجغرافيا وسيرة لقبائل هامة سامت في حراج التاريخ واحداثه وسيرة رجل اضاف وساهم في هذا الحراك وعلي مستوي القيادة للاحداث علي مستوي علم الاجتماع.
وحتي نثري هذه المحاور اسمح الي باضافة النقاط ادناه علي ما كتبت :
1-الشيخ المنا ابو البتول ينتمي الي قبيلة السعداب -"الجعليين" والتي عرفت باسم "مسعداب" لاسباب اعود لها لاحقا. 2- تمتد قبيلة المسعداب من منطقة الجبلين في النيل الابيض وامهاني حتي منطقة يس في كردفان علي امتداد مناطق الجمع والجوامعة 3- تتمثل قبيلة المسعداب علي مستوي الادارات الاهلية بثلاث "عموديات" كبيرة واحدة منها تحت مظلة نظارة الجمع "ال عساكر ابوكلام" واثنان منها تحت مظلة نظارة الجوامعة "ال ود هارون" 4- تتوزع عموديات المسعداب كالاتي : ا- العمدة عبدالله ود سعد - في منطقة الجبلين في النيل الابيض ب- العمدة ود البخاري - تندلتي - حلة مالك- النيل الابيض ج- العمدة يس - امروابه - يس -
وفي تاريخ المدن وتكون المجتمعات الحضرية الحضرية في السودان فان قبيلة المسعداب هي من القبائل المؤسسة لمدن :
ا- كوستي - النيل الابي ب- تندلتي - النيل الابض ج- ام روابه - شمال كردفان
ويشكل وجودهم في هذه المدن ركيزة اساسية في نسيج المجتمع وعنصرا اساسيا في تكوين المجمع المدني بكل انشطته الثقافية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية وهذا الوجود الفاعل حاضرا واصيلا بحضور منذ التكون الاول لهذه المدن.
ملخص ما وددت اضيفه هو :
ا- ان قبيلة المسعداب التي ينتمي اليها الشيخ منا ليست قبيلة من قبائل الجوامعة وانما هي قبيلة نزحت من الشمال واستقرت في مناطق قبيائل الجومعة واستقرت هناك.
2- الشيخ المنا لم يكن قائدا عسكريا لقبيلة الجومعة بقدر ما كان رمزا دينيا فاعلا وموثرا في المجتع الذي كان به ساهم بهذا الزخم والتاثير وشارك بشكل فاعل وقوي مع الثورة المهدية في المنطقة
سؤالي الذي اود طرحه او طلب مني لك هو ان تذكر المصادر التي ترتكز عليها المعلومات حتي نثري التوثيق.
ولك شكري وودي ولي عوده
فتحي محمد موسي الخليل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
تعرف يا ود المكي
في مسيرة التاريخ عموما مابقدر اقول انو توجد شخصيات معينة دون غيرها قامت بانجازات معرفية او تغييرات اجتماعية وبالتالي يجب ان يؤرخ لهم دون غيرهم.. كل الذين مر بهم التاريخ كان يجب التوثيق لهم بغض النظر عن ادوارهم عبر المسيرة.. فالمسالة الاجتماعية في فترة معينة تتداخل وتؤثر بعضها على بعض منتجة وضع معين وظرف معين لتلك الفترة(الظرف التاريخي). المؤسف في كتب التاريخ الرسمية المتوفرة انها بتورد لينا التاريخ كاخبار الجريدة( عناوين جانبية وبارزة تختصر فترات فيها مافيها من حركة اجتماعية داخلية وحركة الشارع العام عموما ).. قليل جدا من المراجع التاريخية بتكتب عن تفاضيل الحراك الاجتماعي في الفترات المؤرخ لها.. مما يجعل محاولة قراءة الواقع من خلال المانشات بتاعة كتب التاريخ الرسمية اتجاه واحد مافي غيرو.. ياتقبل بيهو يا تقوم تالف وتتخيل..
اسعدني مؤخرا اني لقيت كتاب لي واحد من ابناء الكتبة الاقباط الذين وفدو مع الحملة التركية.. الكتاب يؤرخ لفترة التركية والمهدية بصورة فيها تفصيل متواضع- بيد انه الافضل حتى الان- لتفاصيل الحياة الاجتماعية في جهات كردفان ونواحي الوسط..
مثل هذه التفاصيل لاتترك مجالا لان نغفل عن ذكر الشخصيات..
دمتا رايق يا سعادتك ولي عودة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
عزيزي دكين
لك التحية والتقدير على هذه المداخلة القيمة كثيرون هم الذين تجاوزهم التاريخ سهواً أو قصداً بينما يستحق ما قاموا به كل تقدير وإحترام. إن الكثير من الذي كُتِب يحتاج لوقفه ومراجعة تتسم بالأمانة والشفافية والصدقية، بعيداً عن التعصب الأعمى لعرق أو جهه أو دين ، لتجد الأجيال القادمة توثيقاً حقيقياً وأمبناً.
أوافقك دكين في ما ذهبت إليه بأن ما كُتب ليس كافياً ليوثق لتاريخ أُمه جميله في تنوعها، غنيه بإرثها. نحتاج لتاريخ أكثر ثراءً وصدقاً، على أن ننأى به عن سلاطين ونعوم شقير ومن لفَّ لفهم.
دكين...... أنا جِدٌ سعيد بقلمك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
عزيزي دكين
لك التحية والتقدير على هذه المداخلة القيمة كثيرون هم الذين تجاوزهم التاريخ سهواً أو قصداً بينما يستحق ما قاموا به كل تقدير وإحترام. إن الكثير من الذي كُتِب يحتاج لوقفه ومراجعة تتسم بالأمانة والشفافية والصدقية، بعيداً عن التعصب الأعمى لعرق أو جهه أو دين ، لتجد الأجيال القادمة توثيقاً حقيقياً وأمبناً.
أوافقك دكين في ما ذهبت إليه بأن ما كُتب ليس كافياً ليوثق لتاريخ أُمه جميله في تنوعها، غنيه بإرثها. نحتاج لتاريخ أكثر ثراءً وصدقاً، على أن ننأى به عن سلاطين ونعوم شقير ومن لفَّ لفهم.
دكين...... أنا جِدٌ سعيد بقلمك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
تقول المراجع العسكرية في تعريف القيادة بأنها فن التأثير على الرجال والتأثر بهم، ومعنى ذلك أن يتأثر الرجال بصفات القائد من شجاعة وإقدام وحسن تصرف وقوة شخصية وكثير من الصفات الأخرى التي أُدرجت تحت ما يسمى بصفات القائد، كما يتأثر القائد بحاجات رجاله فيعمل على تلبيتها. وتُطَوِّر التعاريف الحديثةمفهومها للقيادة فتقول هي فن إدارة الموارد البشرية والعسكرية والتأثير عليها بدرجة تندفع معها لخوض المخاطر بطوعها واختيارها . هذه المفاهيم التي تدرس في أرقى المعاهد العسكرية يبدوا أنها كانت في حياة أولئك القادة تمثل جزءً من تربيتهم وممارساتهم.
في تقديري إن الشيخ المنا إسماعيل بجانب ملكاته القيادية والقتالية كان يمتلك الصفة الكاريزمية، شأنه في ذلك شأن قادة المسلمين العظماء، أمثال خالد بن الوليد وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي.فقد استطاع الرجل أن يوصل أهداف الدعوة المهدية لرجاله دون مشقة، واستنفرهم للقتال فاندفعوا آلافاً تِلو الآلاف ، فخاض بهم معارك شكلت نقاط مضيئة في مسيرة الثورة المهدية، فالنصر أو الهزيمة عنده عظات وعبر ودروس مستفادة للمعركة القادمة.
كان الإقناع هو أسلوب القائد لكسب ثقة مرؤوسيه وإلا لما التفّت حوله هذه الحشود، إن ثقة المرؤوسين لا ينالها القائدإلا إذا اتّصف بالمثالية في سلوكه، والنبل في تعامله، وقد جاء في تعريف القيادة ( الإقناعية) بأنها ذلك النوع من القيادة الذي يشرك القائد قادته المرؤوسين في إتخاذ القرار، وهذه المشاركة تدعم روح الفريق، كما تعمِّق ثقتهم في القائد وفي القرار الذي شاركوا في صنعه.
ذكر زلفوا في كتابه شيكان، المستند على مصادر موثوقة،إن قوات المنا تنامت حتى أصبحت تفوق الحشد الذي في قدير، وتسلحت بالأسلحة النارية، هذا التطور النوعى لقوةالمنا إسماعيل جعل منها قوةً مُهابة.
إن تنامي القوة تحت قيادة الرجل وانتصاراته الباهرة على قوات الحكومة قد تجعل الآخرين يتوجسون منه خيفةً، وقد يكون لتوجسهم مبرراته الشخصية،فربما يبحث الكل في هكذا حالات عن مقعدٍ بالقرب من القيادة العليا، والمنا يمتلك القوة وسجلِّهِ حافل بالإنتصارات ، وقدم مع رجاله أروع التضحيات ، فَقَدْ فَقَدَ مئات المقاتلين في هجومه لينتزع الطيارة، وفقد ستة آلاف مقاتل في هجوم الجمعة على الأبيض ، ولم ينل ذلك شيئاً من الكفاءة القتالية لقواته.
(عدل بواسطة محمد فضل الله المكى on 11-01-2008, 03:38 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
تقول المراجع العسكرية في تعريف القيادة بأنها فن التأثير على الرجال والتأثر بهم، ومعنى ذلك أن يتأثر الرجال بصفات القائد من شجاعة وإقدام وحسن تصرف وقوة شخصية وكثير من الصفات الأخرى التي أُدرجت تحت ما يسمى بصفات القائد، كما يتأثر القائد بحاجات رجاله فيعمل على تلبيتها. وتُطَوِّر التعاريف الحديثةمفهومها للقيادة فتقول هي فن إدارة الموارد البشرية والعسكرية والتأثير عليها بدرجة تندفع معها لخوض المخاطر بطوعها واختيارها . هذه المفاهيم التي تدرس في أرقى المعاهد العسكرية يبدوا أنها كانت في حياة أولئك القادة تمثل جزءً من تربيتهم وممارساتهم.
في تقديري إن الشيخ المنا إسماعيل بجانب ملكاته القيادية والقتالية كان يمتلك الصفة الكاريزمية، شأنه في ذلك شأن قادة المسلمين العظماء، أمثال خالد بن الوليد وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي.فقد استطاع الرجل أن يوصل أهداف الدعوة المهدية لرجاله دون مشقة، واستنفرهم للقتال فاندفعوا آلافاً تِلو الآلاف ، فخاض بهم معارك شكلت نقاط مضيئة في مسيرة الثورة المهدية، فالنصر أو الهزيمة عنده عظات وعبر ودروس مستفادة للمعركة القادمة.
كان الإقناع هو أسلوب القائد لكسب ثقة مرؤوسيه وإلا لما التفّت حوله هذه الحشود، إن ثقة المرؤوسين لا ينالها القائدإلا إذا اتّصف بالمثالية في سلوكه، والنبل في تعامله، وقد جاء في تعريف القيادة ( الإقناعية) بأنها ذلك النوع من القيادة الذي يشرك القائد قادته المرؤوسين في إتخاذ القرار، وهذه المشاركة تدعم روح الفريق، كما تعمِّق ثقتهم في القائد وفي القرار الذي شاركوا في صنعه.
ذكر زلفوا في كتابه شيكان، المستند على مصادر موثوقة،إن قوات المنا تنامت حتى أصبحت تفوق الحشد الذي في قدير، وتسلحت بالأسلحة النارية، هذا التطور النوعى لقوةالمنا إسماعيل جعل منها قوةً مُهابة.
إن تنامي القوة تحت قيادة الرجل وانتصاراته الباهرة على قوات الحكومة قد تجعل الآخرين يتوجسون منه خيفةً، وقد يكون لتوجسهم مبرراته الشخصية،فربما يبحث الكل في هكذا حالات عن مقعدٍ بالقرب من القيادة العليا، والمنا يمتلك القوة وسجلِّهِ حافل بالإنتصارات ، وقدم مع رجاله أروع التضحيات ، فَقَدْ فَقَدَ مئات المقاتلين في هجومه لينتزع الطيارة، وفقد ستة آلاف مقاتل في هجوم الجمعة على الأبيض ، ولم ينل ذلك شيئاً من الكفاءة القتالية لقواته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
ــــــــــــــــــ أول الغيث ــــــــــــــــــــــــــ
صدق توقع القائد فقد حملت له تقارير إستخباراته ما يفيد بأن الأبيض تعمل على إعداد وتجهيز حملة لدعم الطيارة التى كانت محاصرة،وأن محمد سعيد باشا حاكم كردفان يشرف بنفسه على تجهيز تلك الحملة وقد أسند قيادتها للصاغ أغا السنجك ، وهو مشهود له بحسن إدارة الجند والكفاءة القتالية، خاصةً وإن محمد سعيد لا يسمح بأن تنغرس شوكة في خاصرته بسقوط الطيارة التي تشكل نقطة دفاعية متقدمة في إتجاه النيل ،وتتحكم في الطريق إلى الخرطوم.
المكان موقع مرتفع بالقرب من قرية الجفيل، الوقت بعد صلاة الفجر وقد بدأت خيوط الضياء تُلحِق الهزيمة بحلكة الظلام رويداً رويداً،وصور أشخاص على صهوات جيادهم بدأت تتكشّف شيئاً فشيئا، القائد المنا إسماعيل وعمر حوار الشيخ، ومجموعة حرس القائد قد أخذت أماكنها، وثمة حوار يدور بين الفارسين :
ـ لابد من مفاجأتهم كون ميزان القوى يميل لصالحهم، فجميعهم مسلحين بالبنادق ،ولا نملك من السلاح الناري إلا القليل. قال القائد. ـ إن الأرض في غالبها مكشوفة وليس هناك أنسب من هذا الخور لننصب لهم كميناً فيه. ردَّ حوار الشيخ . ـ مكان الكمين بالتحديد يتم إختياره بناءً على تقارير رجالنا الذين يراقبون تحركات العدو،حتى يتم نصبه في المكان الذى سيعبر منه الخور ، إستمر أنت في التحضير للعملية وسأذهب لتفقد قوات الحصار.
كان القائد بعيد النظر وواقعياً في تقييمه للموقف ،فجاءت خطته بسيطة وقد إعتمدت على عامل (المفاجأة) كعامل حسم للمعركة كون ميزان القوى يميل لمصلحة قوات الحكومة، أما في جانب قواته فقد كان السلاح الناري في أيدي قليلة حتى ذلك الوقت .
بناءً على تقارير الأستخبارات الخاصة بإتجاه حركة العدو وطريق تقدمه فقد أحسن عمر حوار الشيخ إختيار مواقع قواته في خور الجفيل. وكان لعامل المفاجأة الدور الحاسم في المعركة التي لم تستمر سوى دقائق معدودات .كانت الغنائم كثيرة،أسلحة وذخائر ومؤن، وكان لذلك النصر مفعوله في رفع الروح المعنوية للقوات التي كانت تحاصر الطيارة، والتي كانت تحت قيادة إثنان من كُفاةْ القادة، رحمة ود منوفل وموسى ود الأحمر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: بدر الدين الأمير)
|
التحية لكم جميعاً ..
قرات هذا البوست كلمة كلمة .. ومتابع بدقة وأملى أن يتواصل السرد .. لفت نظرى ذكر قبيلة الحوازمة فى هذا السياق ..
Quote: زار الـمهدي قرية{يسن} شمال مدينة{أم روابه} حيث يوجد الشيخ الـمنا إسماعيل ودار بينهم حوار فقهي كثيف حول أحوال العباد وسقم{التركية}..فقادالمنا إسماعيل أهله ومريديه من قبائل الجوامعه والجمع والبزعه والحوازمه مناصرا فكرة{الـمهدي}فسقطت في يدهم حاميات{التيارة} ثـم{أسحف} و{بارا} ثـم قطعوا طريق حملة{عبدالقادر حلمي} المتجهة للأبيض في سبيل إنقاذ محمد سعيد باشا{جراب الفول} |
قبيلة الحوازمة من قبائل البقارة .. وأظن الحوازمة وبقية قبائل البقارة كانت رايتهم مختلفه فى حصار الأبيض .. وتحت قيادات مختلفة ..
هل من أضاءة على هذا الجانب من الأخ عبدالله .. أو مراجع.
تحياتى لكم جميعاً .. هذا تأريخ رأئع ويمثل قيم الجوامعة التى عرفناها فى كردفان حتى اليوم.
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: mekki)
|
عزيزي وأخي بريمة
لك تحياتي وتقديري على المداخلة القيِّمة والملاحظة الدقيقة وهذا دأبك. لقد وردت هذه المعلومة في مداخلة الأخ عبد الله الشيخ، وبكل تأكيد فإن الحوازمة ( ناس حمادأصوصه) لم يكونوا في أي مرحلة من مراحل التورة المهدية ضمن راية الجوامعة،فمنطقتهم بعيدة عن منطقة الجوامعة،(الدبيبات والحمادي وغيرها) وربماإلتبس الأمر على الأخ عبد الله وله حق التوضيح.
هذه المداخله أخي بريمة نبهتني لتوضيح تواجد بعضاً من أهلنا الهبانية بمنطقة شركيلا وهي ضمن أرض الجوامعة.يقول الفحل الفكي الطاهر في كتابه(تاريخ وأصول العرب بالسودان) ص96 ،إنهم أتوا من الكلكة لمبايعة المهدي في دار هجرته بالرهد،وارتكزوا في هذا الجزء الجنوبي من ديار الجوامعة، وبعد موقعة كرري عادوا لنفس المكان واستقروا فيه، ولهم ستة عموديات ضمن نظارة الجوامعة.
أخي بريمة مداخلاتك تثري ما نكتب
التقدير لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
ـــــــــــــــ عمر حوار الشيخ ـــــــــــــــــــــــــ
قليلون الذين يعرفون عمر حوار الشيخ ، القائد الذي هزم أغا السنجك في خور الجفيل،بتنفيذه عملية( كمين) في غاية الدقة من حيث الإعداد والتنفيذ،وتسمى(deliberate ambush) وهو نفس القائد الذي نصب ( كميناً) لحملة إنقاذ غردون باشاعند حصاره في الخرطوم، وكان موقع ذلك الكمين في الخور الذي يقع شمال أمدرمان ويحمل إسمه حتى يومنا هذا ( خور عمر).
عمر حوار الشيخ هو (جد) سلسلة النظار الذين تولوا رئاسة قبيلة الجوامعة بدءً بأحمد عمر حوار الشيخ والذي كان مقاتلاً بجانب والده وقائداً،إلى الدكتور هارون الطيب الذي يتولى قيادة القبيلة حالياً.
إستشهد الشيخ المجاهد عمر حوار الشيخ بالقلابات وهو يواصل رسالته الجهادية في ذلك الإتجاه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
ـــــــــــــــ الطيارة ـــــــــــــــــــــــــــــــ
يورد المؤرخ عصمت حسن زلفو في كتابه (شيكان) ص22 إن حامية الطيارة كان بها 1350 جندي. وبحسابات التنظيم في معظم جيوش اليوم فإن ذلك الرقم يساوي كتيبتي مشاة، وبمعنى آخر يساوي لواء(ـ )،وهذه القوة جيدة التنظيم والتسليح والتدريب ، أما شكل دفاعاتها فكان عبارة عن خندق حَلَقي حول المدينة تحيط به زريبة كثيفة من الشوك . أما قوات الطرف الآخر فقد كانت كثيرة العدد وتتكون من المشاة الراجلين والفرسان وقد إزداد السلاح الناري بعد معركة خور الجفيل في أيدي الرجال. بعد حصار طويل كانت تتخلله بعض المناوشات وعمليات جس النبض أعطى الشيخ المنا إشارة الهجوم، ودارت معركة شرسة إستبسل فيها المدافعون عن المدينة وقاتلوا قتال المستميت، إذ أن أي ثغرة في الدفاعات سيتدفق منها المهاجمون إلى المنتصف مما يعجِّل بانهيار الموقع الدفاعي .يقول يوسف ميخائيل في مذكراته إن نساء المدافعين من الأتراك والمصريين وغيرهم من الجنسيات المساندة كُنَّ يحملن السلاح ويقاتلن جنباً إلى جنب مع رجالهن لإحساسهن بالخطر القادم. إستطاع المدافعون الثبات وصد الهجوم إلا إن المهاجمين تحولوا بثقلهم للهجوم من إتجاه آخر، وذلك يقتضي تحول ثقل المدافعين للإتجاه الجديد، مما أحدث ( خلخلة) في الموقع الدفاعي أتاحت للمهاجمين إحداث ثغرة إندفعوا خلالها كالسيل إلي الداخل والتحم الطرفان في قتال شرس تمكنت فيه قوات الشيخ المنا من حسم المعركة لصالحها. كانت الغنائم كثيرة ،ذخائر وبنادق ومدافع ومؤن وغيرها من الغنائم التي تم جمعها وإيداعها بيت المال في حلة يسين. يقول زلفو في كتابه شيكان ص42 (فسقوط الطيارة التي تقع شرق الأبيض يعني قطع طريق الإتصال الأخير بين الأبيض والخرطوم، فكلا الطريقين الشمالي والجنوبي يصبحان تحت رحمة من يفوز بهما) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
أخى محمد فضل
لك التحية
Quote: عزيزي وأخي بريمة
لك تحياتي وتقديري على المداخلة القيِّمة والملاحظة الدقيقة وهذا دأبك. لقد وردت هذه المعلومة في مداخلة الأخ عبد الله الشيخ، وبكل تأكيد فإن الحوازمة ( ناس حمادأصوصه) لم يكونوا في أي مرحلة من مراحل التورة المهدية ضمن راية الجوامعة،فمنطقتهم بعيدة عن منطقة الجوامعة،(الدبيبات والحمادي وغيرها) وربماإلتبس الأمر على الأخ عبد الله وله حق التوضيح.
|
نعم الناظر حماد أسوسه .. فى مناطق الدلنج وما جاورها .. لكن كما قلت أنت أن الهبانية فى شركيلا فى الجبال الشرقية يترحلون فى منطقة الجوامعة فى هجرتهم .. نفس الشيئ يوجد فرع كبير من الحوازمة فى الجبال الشرقية هم الحوازمة الحلفا .. ربما يعادل ثلث قبيلة الحوازمة ..
لكن كنت أظن ظنا أن القبائل حاربت تحت رايات مختلفة أو قل تحت أمراءها .. فإن صح أن الهبانية قاتلوا تحت راية الشيخ المنا إسماعيل .. ذاك أيضا يصح فى حال الحوازمة مما يكسب الشيخ قبولا من مختلف القبائل.
تحياتي
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: Biraima M Adam)
|
مرحباً أخي بريمه
لك التقدير على هذه المداخلات التي تزيد الموضوع ثراءً . فحسب رواية الفحل الفكي الطاهر التي وردت سابقاً فإن الهبانية أتوا لهذا الموضع لمبايعة المهدي الذي كان بالرهد وهو يستعد للوثوب على الخرطوم،أي بعد معركة شيكان. والشيخ المنا إسماعيل تم إعدامه بعد تحرير الأبيض وقبل شيكان ، وبعده تفرقت راية الجوامعة ، فبعضها قد تم ضمه للراية الزرقاء، وبعضها أصبح يقاتل تحت إمرة قادة متفرقين أمثال عمر حوار الشيخ وغيره . لذا أنفي أن يكون الهبانية قد قاتلوا تحت راية الجوامعة.
لك معزتي أخي بريمه وأنا سعيد بقلمك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
ــــــــــــــــــــــــ الدعم ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
جاء في الأضابير العسكرية، إن التوقع السليم للمتطلبات المستقبلية هو من أهم أُسُس إجراءات المعركة،فالقائد الذي لا يضع في إعتباره الإحتمالات الممكنة لأعمال العدو لايستطيع وضع تصور مسبق لما سيقوم به إزاء أعمال العدو، فكانت توقعات الشيخ القائد إن الأبيض والخرطوم لن تقفا مكتوفتي الأيدي حيال ما حدث لحملة أغا السنجك وسقوط الطيارة وقطع الطرق التي تربط الأبيض بالخرطوم ومحاصرة بارا، وها هي تقارير عناصر الإستطلاع تحمل له نبأ تحرك حملة كبيرة من الخرطوم لدعم قوات الحكومة بكردفان بقيادة الصاغ سرور الشهير بأبي كوكة، وربما خُلِع عليه ذلك اللقب لكونه يمشي في خيلاء متباعد الرجلين.
إجتمع الشيخ القائد برحمة ود منوفل أحد القادة الأكْفِياءْ وتباحثا طويلاً في أمر الحملة القادمة من الخرطوم، فهي تحمل دعماً لقوات الحكومة بكردفان بكاملها، وعليه فإن الحكومة لا يمكن أن تقدم هذا الدعم الكبير لأعدائها على طبق من ذهب ، فالقوة المختارة للمهمة لابد أن تكون جيدة التنظيم والتسليح والتدريب مع حُسن إختيار قيادتها وعناصرها، وهذه العوامل لها أهمية كبيرة في موازنة القُوى . شدَّ المنا إسماعيل على يد قائد قوة الواجب رحمة ود منوفل متمنياً له التوفيق وعاد إلي موقع قيادته.
كان القائد رحمة ود منوفل عند حسن ظن قائده، ففي معركة تصادُمية بالقرب من قرية أم دم إستطاع أن يُلحق بقوات الصاغ سرور شرَّ هزيمة، وكانت الغنائم كثيرة جداً حيث شكلت دعماً كبيراً لقوات المنا إسماعيل. ولم يَنْجُ من حملة أبو كوكة إلا من ساعدته رجلاه في الوصول للأبيض.
لنُقَيِّم الموقف، لقد إستطاعت قوات المنا إسماعيل أن تُلحق الهزيمة بقوات أغا السنجك، واحتلت الطيارة، والحقت الهزيمة بقوات الصاغ سرور، وغنمت كل الأسلحة والذخائر والمواد اللوجستية لهذه القوات وما تحمله من دعم للقوات الأخرى ، وهنا يبرز سؤال هام عن النتائج التي أحدثتها تلك الإنتصارات علي قوات المنا إسماعيل وعلى الموقف العام للثورة؟ يمكننا وبإيجاز أن نجيب على ذلك السؤال كالتالي: 1. تحول تسليح قوات المنا إسماعيل من السلاح الأبيض للسلاح الناري. 2. دخول المدفعية في تسليح قوات المنا إسماعيل. 3. وفرة الذخائر للبنادق والمدافع. 4. توفر الكثير من اللوازم في بيت المال بحلة يسين. 5. إرتفاع مستوي الكفاءة القتالية للمقاتلين نتيجة للتجارب التي خاضوها. 6. إرتفاع الروح المعنوية للقوات نتيجة للإنتصارات المتلاحقة التي حققتها على قوات الحكومة. 7. وَهـنْ قوات الحكومة نتيجة للحصار وعدم قدرة النجدات في الوصول لأهدافها. 8. أصبح الطريق سالكاً أمام المهدي للتقدم من قدير في إتجاه الأبيض.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
ـــــــــــــــــــ نَطْح الحائط ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت قوات المنا إسماعيل تُحكم الحصار على بارا، كان هناك رحمة ود منوفل وموسى ودالأحمر وقوات دار حامد، أما المدافعون عن بارا فكانوا بقيادة النور عنقرة.يقول عصمت زلفوا في كتابه كرري ص32 إن النور عنقرة بعد أن ضم( كبانيته) لكبانية الزبير باشافي بحر الغزال أصبح أحد قادته المشاهير،وانضم النور عنقرة لقوات الحكومة بعدمعارك الزبير في دار فور. بارا محاصره بواسطة قوات المنا إسماعيل وقوات دار حامد حيث تقوم بأعمال المناوشة وجس النبض لإحداث ثغرة في الدفاعات مستفيدين من تجربة الطيارة. المدافعون يستميتون حتى لا يلاقوا مصير الطيارة . مجموعة من الفرسان تبدوا عليهم وعثاء السفر،لسان حالهم يقول إنهم لم ينالوا قسطاً من الراحة منذ أن غادروا الجهة التي أتوا منها.سألوا عن مكان القائد المنا إسماعيل فدلوهم على موقع القيادة،إنطلقوا إلى حيث القائد فناولوه مظروفاً بعد السلام والإحترام. الرسالة كانت من القائد العام محمد أحمد المهدي لقائد قطاع كردفان المنا إسماعيل، وأما مضمونها فكان قرار الهجوم على الأبيض.
إجتمع القائد المنا إسماعيل بقادته وأحاطهم علماً بقرار القائد العام،وأصدر قراراً أسند بموجبه قيادة قوات الحصار لرحمة ود منوفل ،وقاد قسما متوازناً من قواته ومال بهم نحو الجنوب الشرقي حيث اتخذ من خور طقت قاعدةً له. متزامناً مع تحركات المنا كانت قوات المهدي تتحرك لإحاطة مدينة الأبيض من الجنوب والغرب .
حُدِّد يوم الجمعة الموافق 8 ديسمبر من عام 1882 للعملية، وعندما حانت ساعة الصفر بدأ الهجوم الشامل على الأبيض، وفي هذه الحالة لاخيار سوى الهجوم (الجبهوي) باهظ التكاليف، حيث تنعدم فرص المناورة، فالخندق هو الخندق من جميع الإتجاهات ، حيث أقيم خندق حلَقِي حول المدينة عميق وعريض، وتوزع الجنود حملة البنادق على الخندق بينما وضعت المدفعية في مواقع تستطيع منها تغطية كل الجيهات، اما المدافع الرشاشة فقد تم تركيزها على أسطح المباني ليغطي كل منها القطاع المخصص له بكفاءة تامة. يُحذر الععسكريون من إتخاذ هذا النوع من أنواع الهجوم، frontal attack ولكن في مثل هذه الحالة الماثلة قد لايكون أمام القائد أي خيار آخر لأن وضعية دفاع العدوا تلعب دوراً مهماً في تحديد كيفية ونوع الهجوم، وفي حالة حرب المدن تكون الخيارات أمام المهاجم شحيحة، فأما الحصار والإستنزاف ثم الهجوم، أو الهجوم وهذا هو الخيار الذي اُتُخِذ بواسطة القيادة العليا.
يقولون إن من يلجأ للهجوم الجبهوي كمن ( ينطح الحائط بمقدمة رأسه) ولكن أحياناً قد لا يكون هنالك خيار غيره، فيصبح شراً لابد منه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
الأبيض ليست هى الطيارة، وليست هي أبا أو قدير، بل كانت في عداد المدن قبل الهجوم عليها بعشرات السنين، وكانت مركزاً تجارياً هاماً سوقها من أهم أسواق ذلك الزمان ، بها حركة تجارية نشطة وكانت تعج بالأجانب . وصفها الرحالة الألماني( برايم) وقد ترجم كتاب مذكراته الأستاذ النور عثمان أبكر من الألمانية إلى العربية وقد خصني بقراءة مسودته.برايم عالم طبيعة زار السودان مرتين، المرة الأولى كانت عام 1848 وزار فيها الأبيض، أما الرحلة الثانية فقد كانت عام 1850 ركب فيها النيل الأزرق حتى كركوج . يقول برايم: (وتقع الأبيض في سهل منبسط لا يتوقعه أحد، وهي مكونة من عدة أقسام حسب نوعية أهلها المتداخلين ، ويسكن الأتراك والجنود التابعين لهم في الوسط ، وهنالك حي النوبة النازحين من أرض النوبة والذين يسمون أنفسهم الدناقلة، وللمغاربة حيهم وقد جاءوا من الجزائر وفزان والمغرب ، أما الجزء الرئيسي من المدينة فهو الجنوبي الذي به سرايا المدير وهو مبنى من طابق واحد من الجالوص ذو سقف مسطح ، وديوانه صالة واسعة جيدة التهوية جدرانها مطلية باللون الأبيض ، وهناك منازل الموظفين وهي قطاطي ذات جدران سميكة ومتينة من اللبن، وهناك المستشفى والقشلاق والسوق ، وسور القشلاق زريبة من الشوك به مساحةبها حوالي أربعين قطية من صفين طويلين متجاورين). كانت تلك هي الأبيض قبل هجوم الجمعة بأكثر من ثلاثين عاماً،يقول برايم واصفاً الحركة التجارية فيها حيث يتعرض للبضائع فقدَّر العاج بمئات الأطنان،وقال إن الذهب جيد العيار وأنه لايقل في صفاته عن ذهب البندقيةإلا أن سوقه سرية لأن الأتراك ينتزعونه من أصحابه كما يقول برايم، وهناك ريش النعام، والصمغ من السلع الرئيسيةفي السوق، كما يتم تداول الخرز والبارود والقطن والنسيج ، وتنبع أهمية الأبيض للحكومة كونها مصدراً أساسياً لتغذية خزينتها، وبها كل مطالب القاهرة المفروضة على السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ المنّا إسماعيل.. صانع إنتصارات الثورة المهدية بكردفان .. ضحيَّة تنافس أم طموح ؟(ت.الط (Re: محمد فضل الله المكى)
|
ــــــــــــــــــــــ معركة الجمعة ـــــــــــــــــــــــــــــــ
نعود للمعركة ففي جانب قوات الحكومة كانت الدفاعات مجهزة تجهيزاً جيداً،والأستحكامات قوية، والمدافع الرشاشة مثبته على أسطح المباني ،والمدفعية ترمي من وراء دُشَمْ مجهزة بشكائر الرمل، والخندق الذي يحيط بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم يتراص بداخله جنود جيدي التسليح.
لنقف قليلاً لنسأل سؤالاً واحداً قبل الدخول في المعركة هو: لماذا استدعى المهدي قائده المنا ليشاركه الهجوم على الأبيض بالرغم من علمه أنه يحاصر بارا ويعمل على إسقاطها؟ والجواب البدهي هو أن المهدي يثق في كفاءة الرجل ويحترم سجله القتالي، كما يثق في تمرُّس جنوده وكفاءتهم القتالية.
بدأ الهجوم من عدة محاور، المهدي من الجنوب والغرب ، والمنا من الشرق،كانت المعركة عنيفة وشرسة، استطاع خلالها محمد سعيد إدارة معركته الدفاعية بكفاءة تامة، فتغلَّب الإعداد الجيد على الجسارة والإقدام، وتمكن المدافعون من صد المهاجمين ،وبارغم من الخسائر في صفوف المدافعين إلا أن خسائر المهاجمين كانت كبيرة،وبجانب خسائر القوات خسر المهدي أخيه ومستشاره محمد، وخسر المنا إسماعيل ستة الاف مقاتل كما قدرتها بعض المصادر. فانسحب المهدي إلى الجنزارة وانسحب المنا إسماعيل إلى بارا.
عندما تولى خالد بن الوليد قيادة جيش مؤتة بعد إستشهاد زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وجعفر إبن أبي طالب كانت المعركة تميل إلى غير صالح المسلمين، وبعملية تقدير للموقف قرر الإنسحاب من المعركة لسببين، الأول تكتيكي والثاني إستراتيجي، فأما التكتيكي فهو الخروج من معركة تميل لصالح العدو،وأما الإستراتيجي فهو الخروج من المعركة بما تبقى من الجيش وإعادة بنائه وزجَّهِ في أعمال مستقبلية. فالإستمرار في المعركة قد يؤدي لتدمير الجيش كلِّيةًوبالتالي يصعب إعادة بنائه.إذن فقرار المهدي بالإنسحاب كان صائباً تكتيكياً واستراتيجياً.
عاد المنا إلى بارا وقرر سرعة تحريرها ليكون لذلك رد فعل على الأبيض، فصعَّد من عمليات الإغارة على الأطراف والمناوشة وإحكام الحصار عليها وقطع أي إمدادات عنها. قرأ النور عنقرة الموقف بعناية ودقة فهو القائد المحنك والمتمرس من خلال الحروب التي خاضها مع الزبير ود رحمة في دار فور،وهو يعلم تمام العلم ،إن مصير الطيارة ينتظره هو ورجاله،لذا فقد سرب رسولاً للمهدي في الجنزارة يطلب التسليم، على أن يرسل له من يقوم بتسليمه ، فأرسل المهدي عبد الرحمن النجومي حيث جاء للشيخ المنا وشرح له أمر النور عنقرة، ودخلت بارا في حظيرة المهدية في 5 يناير من عام 1883 ، وهاهي مزيداً من الغنائم قد شكلت إضافة جديدة لقوات المنا إسماعيل إلا أن جرح الجمعة ما زال نازفاً.
| |
|
|
|
|
|
|
|