|
برانا بنسويها في نفسنا
|
برانا بنسويها في نفسنا الصورة السالبة التي نظهر بها خارج السودان وخاصة في الدول الخليجية معظمها من صنع أيدينا. وبالرغم من أن المغتربين الأوائل كانوا مشرفين بمعني الكلمة إلا أن ما لحق بهم من بعض المغتربين في الآونة الأخيرة الذين أخذوا يشوهون تلك الصورة الناصعة إذ أنهم نقلوا معهم من العادات التي لا تتوافق مع قوانين البلاد التي وفدوا إليها. وعلى سبيل المثال تحضرني واقعة وهي أن الزوج قد أدين في جريمة وحكم عليه بالسجن وكان من الطبيعي أن ترحل زوجته للسودان لأنها فقدت المحرم الذي تقيم تحت كفالته حسب قوانين البلد ولكنها بقيت يقيم معها أحد أصدقاء زوجها وعندما إكتٌشف الأمر أبرز الرجل توكيلاً كتبه الزوج بخط يده موكلاً صديقه على زوجته. وبالطبع هذا توكيل غير شرعي ولا تقبل به السلطات في البلد المعني بينما يثير مليون علامة استفهام عن استيعاب بعضنا للتصرفات السليمة وسط دهشة واستنكار أهل البلد المعني. والأمثلة عديدة وربما أذكر بعضاً منها في مقالات لاحقة. ولكن ما أثار إنتباهي هو أنني شاهدت حلقات من برنامج الكاميرا الخفية الذي كان يبثه تلفزيون السودان خلال رمضان وكان يقوم ببطولته الممثل ربيع طه. حلقات البرنامج صورت في مصر وكل المواقف التي جاءت حبكت في مصر بما يعرف بالمقالب أو ال Practical Jokes . ومواقف الكاميرا الخفية منذ أن شاهدناها في منتصف الستينيات ببريطانيا تحت مسمى Candid Camera لم تكن تلجأ إلى إحراج الضيف أو دفعه إلى (شكلة) وملاكمة كما يحدث في تلك الحلقات التي شاهدتها بل إن بعضها (جاب لينا) إساءات وقد تكررت عدة مرات عندما قال أحدهم لربيع طه وقد وضع مجموعة من الشباب في موضع أستفزاز: يا أخ روح أحلق في بلدك.. دا إيه القرف دا... أو شئ من هذا القبيل ومشهد آخر غاية في الغرابة. ربيع طه يستقل تاكسياً في مشاوير حول القاهرة ثم يرفض أن يدفع لسائق التاكسي الأجرة بحجة أن سائق التاكسي كان يشغل شريطاً مسجلاً للفنان (حكيم).. وربيع طه يصف تلك الأغاني بأنها من الغناء الهابط مما يمكن أن يدخله ويدخل تلفزيون جمهورية السودان في قضايا والمطالبة بتعويضات لا تنتهي خاصة إذا تمسك الفنان حكيم بأن ما ورد في تلك الحلقة يشكل إشانة لسمعته وهو فنان معروف وله جماهيره. إن إعداد برامج الكاميرا الخفية ليس بالأمر الهيّن بل هو من أصعب الفنون لأنه يتعلق بأشخاص أنت لا تستطيع التنبؤ بردود أفعالهم ولذلك يوضع سيناريو تلك الحلقات بعناية فائقة كما يجب أن يكون هناك إلمام تام بمزاج الشعب الذي تجرى عليه تلك المواقف وألا توصل تلك المواقف الأشخاص إلى نقطة الاعودة.. أو نقطة الإشتعال ولا يجدي أن تقول للإنسان بعد أن تكون قد رفعت ضغطه وسكره وفورت دمه (إبتسم .. أنت في الكاميرا الخفية) هل تدري كم كمية الأدرينالين التي جعلتها تضخ في شرايين ضحيتك وجعلت ضربات قلبه تتسارع؟ ولماذا تسجل تلك الحلقات في مصر؟ هل نسينا ما حدث للفرقة المصرية التي جاءت هنا بقيادة الممثل الكبير نور الشريف واحمد بدير وما تعرضوا له من نصب تم على يد أحد النصابين السودانيين؟ أم تلك كانت برضو كاميرا خفية؟. آخر الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشتر ولا تهد هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سن الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا.
|
|
|
|
|
|