|
هس .. هس !!
|
من وحى الاخبار محمد حامد جمعه [email protected] هس .. هس ! العبارتين اعلاه أو (الهسين ) استوقفانى لتصدرهما مانشيت لصحيفة رياضية فرحة بانتصار حققه الهلال العاصمى على فريق (المهدية ) احد اندية الدرجة الثانية على ما اعتقد ان لم يكن من فى الدرجة الثالثة ! بالطبع حينما ادركت الخدعة لم اكمل قراءة الخبر ، وانصرفت متعجبا لخط عريض يصدر عن صحيفة رياضية بهذه الضخامة والتضخيم لمباراة بين فريقين محليين اذ ان المطالع لصحية الصحيفة يكاد يظن ان الهلال لصاحبه رجل الاعمال صلاح ادريس فاز على ريال مدريد أو برشلونة أو الارسنال فى بطولة القارات وليس فى بطولة محلية أو مباراة حبية ربما لم يسمع بها حتى اكثر مشجعى نادى الهلال تطرفا ! القصة برمتها ذكرتنى بمهرجان رياضى اقيم قبل سنوات باحد الولايات القريبة لاحد اللاعبين الولائيين لانه استطاع احراز هدف فى مباراة للمنتخب الوطنى السودانى فى مرمى احد المنتخبات المغمورة فى بطولة سرعان ما غادرها منتخبنا البطل فى ادوارها الاولى ، فى المهرجان المذكور تبارى الخطباء وقلد اللاعب (المنبهر ) بالاوسمة والوشاحات وخطب فى الجمع الكريم قادة العمل السياسى والتنفيذى والشعبى وتبرع احدهم بقصيدة مجيدة . يومها لم استطع امساك لسانى عن التعليق والسخرية بالقول لو ان هذا اللاعب المحتفى احرز هدفه اليتيم فى البرازايل أو فرنسا أو ساحل العاج والكميرون لصاغ اللجنة المكرمة مذكرة لرئاسة الجمهورية تطالب الرئيس والحزب الحاكم بمنح ابنهم حقيبة وزراية أو مقعد ضمن دائرة المستشارين ! الشاهد فى كل المسالة ان اعلامنا الرياضى بيبع للناس حبوب الهلوسة ، ولن ينصلح حالنا الرياضى أو نتطور كرويا ونترقى فى منصات التتويج طالما ان الاحبار تراق لتجميد نمور من ورق من لاعبين واندية يصر الاعلام انهم بلغوا الثريا لمجرد ان الهلال اكتسح هلال كادوقلى أو المهدية أو ان المريخ انتفض فرمى عشرة اهداف كاملة فى فريق من فرق المعتمديات البعيدة . الحقيقة التى لا مراء فيها ان اندية الهلال والمريخ ، عاجزة كسيحة وتسقط فى الامتحانات الكبيرة ودوننا الخروج المتصل فى اللحظات الحاسمة فى البطولات القارية وهذا يحدث لان اللاعب وبانتصار صغير وكيفما اتفق يتوج ملكا وصاحب صولجان ويمجد ويضع الناقد الرياضيين – ان صح الوصف – تلك الاندية فى مقامات علية سرعان ما نكتشف حين تدق ساعة الحقيقة انها كانت من صنع اعلام رياضى لا فرق بينه وبين مشجعى المدرجات الشعبية والذين وبحكم الولاء والعاطفة يظل فريقهم كبيرا كبيرا وان تذيل الترتيب بكل هزائم الدنيا ومخازى الانكسارات . الصحفى الرياضى والاعلامى يجب ان يكون موضوعيا ويخرج للناس جرعة توعية وارشاد بحجم الوضع الماثل امامه وبذا يكون مجرد عرض صورة انتصار الهلال الامدرمانى بتلك الضخامة وذاك التهويل سلوك فطير ومماحكة فى غير ملحها حتى لو كانت فريق (المهدية ) هذا يحرس مرماه ودفاعه (ملازمية المهدى ) .
|
|
|
|
|
|