مر ما يقرب من ثلاثة أشهر على الإعلان عن مبادرة «أهل السودان» في لقاء رئيس الجمهورية بالأحزاب السودانية في بيت الضيافة. لكن الإعلان لم يخرج من حيز الأقوال إلى الأفعال. وما زال التعهد الرصين الذي قطعه رئيس الجمهورية على نفسه بعدم استثناء أحد من المبادرة وبالتركيز على حل يحقق السلام والعدالة والاستقرار في دارفور محط رجاء الأغلبية الساحقة من السودانيين.
إن أزمة دارفور، وتأثيرها على الوضع في الوطن كله، توجب أن تعطي مبادرة «أهل السودان» أولوية تستحقها من جهد السلطة وكل القوى السياسية. ذلك أنها التوجه الوحيد الجاد ليس فقط للخروج من الأزمة وإنما لأنها أيضاً كفيلة بأن تكون نداء وحدة يشكل حائط صد حقيقي من أي مناورات وتدخلات وتهديدات أجنبية.
لكن في تقديرنا أن السلطة والمؤتمر الوطني ليسا جادين في التعامل مع الأزمة التي تمسك بخناق الوطن. وبينما كان المطلوب الشروع فوراً في التشاور بين كل القوى السياسية وخاصة أهل دارفور لبلورة ”مبادرة أهل السودان“ فان الملاحظ أن المشاورات لن تتوقف وعدنا مرة أخرى إلى التصريحات والتحركات الدبلوماسية التي لا طائل من ورائها.
وقد يبدو أن التعلق ”بمبادرة أهل السودان“ نوع من التعلق بمشروع غير مضمون، ولكن هذا المشروع يقوم بالفعل على شعار ملموس وواضح: أن لا يستثنى منه احد، أن يستجيب لمطالب أهل دارفور، أن يحفظ وحدة الوطن، أن يوقف نزيف الدماء.. الخ. وباختصار فهو مشروع للسلام والاستقرار والوحدة ولحماية الوطن.
إننا نأمل أن يتمخض اجتماع قوى المعارضة الذي أنعقد البارحة بدار الحزب الشيوعي عن تحرك مثمر في اتجاه تحقيق مبادرة ”أهل السودان“.
================= السودان لكل السودانيين المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة