|
|
 السعي المشترك نحو إلغاء عوائق الماضي بين أصحاب المعتقدات المختلفة
|
ماذا يقول الطيب مصطفى المتشوع؟!
ياي جوزيف
من خلال قراءتنا لخطاب القائد سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب والحركة الشعبية لتحرير السودان إبان احتفالات مسلمي جنوب السودان بأعياد الفطر المُبارك أعاده الله علينا بكل الخير والبركات وفي ميدان الحرية بجوبا كانت ضربة البداية الحقيقية للصورة دولة المؤسسات والمواطنة من اجل أجواء معافاة من الأوهام وشرور الفتنة التي تخرج دائماً من أفواه منابر الإنقاذ الكلامية؛ كـ (منبر الطيب مصطفى للسلام غير العادل!!). إنّ قيادة الحركة الشعبية وحكومة الجنوب توجت التوافق والمعايشة السلمية بين العقائد التوحيدية وغيرها من المعتقدات في تحويلها أشغالاً بالإقرار غير المُخادع ومن بين طيّات خطاب الرئيس سلفاكير التاريخي لـ (مسلمي الجنوب وليس مسلمي الإنقاذ) حيث أوصى القائد وفي رأيي الشخصي أنّ الأمر لم يبق في (خانة المراوغة!!) السياسية الرخيصة بل يتعلق بمشروع مجتمعي طويل الأمد (مرتكزه) إصلاح وتصحيح الخراب الذي أنجبته أذيال وبقايا الإنقاذ الانتهازية على كاهل الحياة العامة والخاصة، من بين أهم أولوياتها -كلمة سلفاكير- التعايش الديني، وتحطيم القاعدة الوهمية أي (الأسلمة القهرية)، وترويج الأكاذيب التي يقوم بتكريسها الطيب مصطفي (المُتشوّع!!) وأعوانه من أصحاب الضمائر المعتمة ذوي النيات المتعفنة!!ـ أبناء الأفاعي ـ كل يوم يجرجرونا بآفة جديدة من آفاتهم الجهنمية ـ تحريضاً ومكراً لمسلمي الجنوب وهذا (كذبُ أبيضٌُُُُ) علي قول أهلنا، ما فعلته قيادة حكومة الجنوب والحركة الشعبية الواعية بالتوجيه واسترجاع للممتلكات التي أُخذت بدون وجه حق عليه إرجاعها لأهلها (ممتلكات المسلمين) من دور للتجمعات الاجتماعية إن وجدت؟! .. والمدهش هنا وليس دفاعا عن حكومة الجنوب هذه الحكومة لم تصدر أمراً يقضي بمصادرة مرفق تعود ملكيته للمسلمين بالجنوب أيا كانت الحجج!!
اللافت للنظر في الأمر أن حكومة الجنوب تسعي في أن تتوافق أقوالها وأفعالها كي تعضد ذلك التطابق التام بين الدولة وسلطاتها الفرضية لصون الحقوق والشعائر الدينية، من جهة، وبينها وبين المجتمع، من جهة أخرى. ومقابل ذلك الاعتراف بتعددية المصالح المجتمعية وبتعددية تمثيلياتها الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وإلا فإن النقاش يغلق أو يتحول عن أهدافه الرئيسية نحو صون الحقوق على أساس (المواطنة فقط)، وذلك حتى قبل أن تنطلق حركة الاعتراف بالانتهاكات الجسيمة والاعتذار عنها، كما يحدث بالنسبة لحالتنا الحالية بالخرطوم تحت أحضان أجهزة المؤتمر الوطني الفاشستية والمفسدة؛ وبالإضافة إلى ذلك فإن المعايشة الدينية التي نادت بها حكومة الجنوب على لسان رئيسها سلفاكير في خطابه أمام الجماهير المحتفلة من مسلمي الجنوب هي السعي المشترك نحو إلغاء عوائق الماضي بين أصحاب المعتقدات المختلفة، وإيقاف سياسية الترغيب والترهيب والتي مورست منذ الأمد على غير المسلمين- المسيحيين وغيرهم- تحت أجندات الزيف ولافتات وشعارات خاوية لا دينية!! ولا كتابية ولا من عند الله!!.. بل من صنع أصنام السلطة والمال؛ لأنّ تلك الشعارات مربوطة بنزعات طفيلية انتهازية -كما سماها الناس- في أسلوب استحقاري علي سبيل المثال ولا الحصر: (من أجل أبنائي أو دعوني أعيش!!) وتم ربط هذا الترف والتسلط (الانقاذوي) بالتشريعات النازفة للوحدة والمواطنة ليشمل ذلك كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويجب تصحيح ما ترتب عنها من غبن ومآسي وأخطاء وانتهاكات وجرائم جسيمة، والقطع نهائياً من قبل الجميع مع الحلول العنيفة في معالجة القضايا المختلف عليها، والنظر بتفاؤل إلى المستقبل وذلك من خلال التأسيس في الحاضر للبنات غير مزيفة أو كاذبة للديمقراطية والمشاركة المتساوية؛ إنّ التعايش الديني كمشروع مجتمعي يعني إنجاز توافق وطني بين مختلف مكونات الإطار الحضاري لمجتمعاتنا حول خطة شمولية ومتكاملة، محددة، تسترشد بالمبادئ الأساسية المستخلصة من تجارب الماضي بالطرق الهادئة، وتخضع لمضمون القوانين و إجراءاته الملزمة والآمرة للدولة السودانية وبطبيعة الحال لن يكتب لهذا المشروع النبيل النجاح إلا إذا توفرت له شروط منها: وجود حكماء، نزهاء، أكفاء، عادلين، مقبولين من قبل مجموع أطراف المجتمع.
إنّ معالجة الماضي الإنساني السوداني قد تتم في إطار التسامح الذي ينصف الضحايا ومع تحفظنا الشديد على مبدأ الإفلات من العقاب ولكن ما لا يدرك ذلك ("كله" ربما لا يترك "جله") و إنما هي الخطوة الأولى في رحلة العدالة المطلقة، وهي تعبير عن المرحلة.. وهل تستشعر جماعة الإنقاذ ذلك؟! فيتم استرجاع ممتلكات المسيحيين المسلوبة بكل من مدينة الأبيض، ود مدني، عطبرة، كادوقلي، كوستي والخرطوم لأهلها؟؟ ... هل يرد النادي الكاثوليكي المصادر بالخرطوم الآن هو "المركز العام لمؤتمر الوطني" إلى أهله؟؟ .. وهل يرد النادي الأرميني لأسياده؟؟ ... وهل ترد كاتدرائية الكنيسة الأسقفية بالقصر الجمهوري لأهلها والتي حولت إلى المتحف الرئاسي؟! وماذا يقول الطيب مصطفي (الشيوعي) عن مباني مستشفى التجاني الماحي بأمدرمان؟!.. وهل سيتخلى الإنقاذيون عن إكراهاتهم الداخلية والجهوية بعد وصول باقي الأساليب السابقة إلى باب مسدود؟!.
يجب التشديد على أهمية التسامح الديني والاتجاه في تسيير التناقضات بينها نحو إعمال منهجية مسالمة بدلاً عن منهجية المواجهة العنيفة.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست