آمانه ما آتلومت ياياسر مبيوع

Quote: ما بتجيب مريسة تامزين ياخدر

Quote: جريدة الاتحادي 12/7/ 1993 تحرير سلمى الشيخ سلامه نقطة التحول في حياة يوسف الموصلي الفنية، مسالة فكرية وليست حدثاً بعينه، هكذا ابتدر الحوار ويواصل- أعني كلما اتسع أفقي كلما تقاطع ذلك مع ذاتي، وأوعز لي بكثير من الاكتشاف والمعرفة... أعتقد أن هذه نقطة التحول الحقيقية في حياتي. كنت تغني الأغنية الشعبية؟ قبل الآن... لم يكن أدائي لها تقليديا حقيقة كنت أول من ابتدع المشاركة الفعالة الايجابية للكورس في الأغنية الشعبية. الحوار الغنائي بين الكورس والمغني؟ نعم وكانت فترة صادقة في حياتي لان الأداء فيها كان فطريا وكنت قد كتبت لنفسي أكثر من ثلاثمائة نص غنائي تحديدا 365. بواقع نص غنائي يوميا؟ (ضحكة) فعلا ملاحظة سنة من الشعر الغنائي في مجملها عاطفية غير أنها هشة غير متقنة البناء لكنها صادقة ... قمت بتلحين جزء كبير منها وما يزال الكثير من المطربين يتغنون بها... بلا علم عمن يكون شاعرها أو ملحنها الحقيقيين. تحولت إذن إلى الغناء الحديث واستطعت أن تجد لك مكانا في قمته الشاهقة؟ تحول مبني على قناعة ... حين اكتشفت أن غنائي للأغنية الشعبية، غناء لا أنا ولا الكورس قادرين على الوصول إلى تقنيات أكبر...- أعني القدرات الداخلية - لحظتها استطعت فهم التساؤل حول ... لماذا تم التواصل حول المغنيين الآخرين والأدوات الحديثة بإمكاناتها الواسعة التي تتيح للصوت كل هذا الانطلاق وهذا التنوع ... وحينها أدركت أني لا بد أن أتحول من الغناء الشعبي إلى رحابة الآلات الموسيقية حتى قبل أن أفكر في الدراسة وما يمكن أن يترتب عليها بعد ذلك.. لذلك أدخلت الآلات الجديدة في فرقتي. الأغنية السودانية لم تنتشر إقليميا مثلما حدث للأغنية العربية الأخرى... رغم تميز كلماتها.... وأدائها؟ يتحمل تبعة ذلك عدة أطراف...الطرف الأساسي هو الفنان نفسه والثاني أجهزة الإعلام السودانية بالإضافة لرأس المال... ففي الوقت الذي وصلت فيه التكنولوجيا إلى قمتها لا يزال الغناء السوداني في مرحلة متخلفة وموقع متخلف. فلا يمكن أن يغني الفنان وذلك حاله بأدوات نهاية القرن العشرين، حتى لو فاق الآخرين بموهبته... ولا يمكن بالتالي أن تخرج الأغنية السودانية من عصور التخلف إلى رحابة العصر الحديث إلا عبر وسيط علمي. وقد نجد فنانا عربيا أقل خبرة عن الفنان محمد وردي مثلاً، ولكنه بما توفر له من إمكانيات (مادية) يتخطى محمد وردي ويتم تناول أغنياته بسرعة كبيرة... إضافة لان الفنان السوداني هو مشكلة في حد ذاته حيث طموحات بعضهم وفي أقصى درجاتها لا تتعدى أن يغني في حفل زواج. وأقدم لك مثالا لمشكلة الفنان السوداني والأغنية السودانية... فحين جمعية المؤلفين السودانيين لحماية المؤلفين وجدت أن رد الفعل كان كسولا وخاملا مما أصابني بالإحباط، وعدلت بالتالي عن الفكرةً .. إضافة للكسل هناك التشاؤم من قبل الفنانين حيث لا يعتقدون أن هناك ما يمكن عمله ورغما عن ذلك أعتقد أن السنوات القادمة ستشهد تحولا كبيرا يكسبها مكانة وانتشارا في العالم بكامله. في حوار أجرته صحيفة عربية مع مؤلف موسيقي عربي حول الأغنية والموسيقى العربية أشار إلى خصوصية (الموسيقى السودانية / المغربية/ الخليجية) كموسيقى عربية تحمل وضوحا في الرؤية والتميَّز كيف ترى أنت مقولته تلك؟ أتفق معه فالمناطق التي ذكرها بالفعل تمتاز بخصوصية موسيقية ففي المغرب مثلا عبد الوهاب الدوكالي، وفي الخليج نبيل شعيل وطلال مداح ومحمد عبده وغيرهم، ومن خلال تناولهم للقصيدة أو المقامات العربية ، نجد أن لهم تميزا في الأداء والفرق بين المغني السوداني والخليجي والمغربي أن الأخيرين أتيحت لهم إمكانات مادية ساهمت في تطوير الأغنية لديهم. كيف ترى إمكانية انتشار الأغنية السودانية؟ أنهكتني كيثرا عملية البحث عن ممولين بغرض إنتاج أعمال موسيقية – وإعادة كتابة النوتة الموسيقية وتوزيع بعض الأغنيات السودانية المتميزة وحين وجدتهم وجدت لديهم حماسا لم أكن أتصوره. وبدأت فعلا العمل مع بعض الفنانين فقدمنا (وردي ومصطفى سيد احمد والموصلي) طفل العالم الثالث قبلهما قدمت مع البلابل والسمندل وعقد الجلاد والبلابل والكابلي وغيرهم وكل هذا يأتي في إطار محاولات تقديم الأغنية السودانية للعالم. تظل الأغنية السودانية على تعثر خطواتها ، إلا أنها مع ذلك تسكن جوانحنا..... هل يمكن إعادة إنتاج موسيقاها بحيث تواكب الحاضر؟ هناك مجموعة من الفنانين والمغنيين السودانيين، أعتقد أن فنهم الغنائي مازال مسيطرا على الساحة الغنائية في السودان وأتمنى أن يسعفني الوقت لتجديد بعضها على نحو عالمي. لايفوتني أن أقول رغم أن معظم هذه الأغنيات تم إنتاجها في الخمسينات والستينات إلا أن ثمة جهدا خارقا قد بذل باتجاهها وكثيرا من تلك الأغاني يشكل دعامة أساسية للأغنية السودانية الحديثة. هل سمات التجديد تحمل الفكرة أو الطريقة التي أعاد بها عمر خيرت الموسيقار المصري أغنيات أم كلثوم؟ نعم وتحديدا الآن في مخيلتي المطرب الراحل عبد العزيز محمد داؤود وأفكر الآن في توزيع أغنياته لان أبوداؤود يملك خامة صوت يمكن أن تغني معه أوركسترا سيمفونية . هل مازالت الأغنية السودانية محتفظة بتماسك المعنى الشعري؟ الأغنية السودانية في مجال الشعر تحديدا متطورة قياسا بالأغنية العربية الأخرى ومازالت، الا أن ظهور بعض ملامح الضعف في خطابها الغنائي ليس دليلا على تدنيها ولكل زمان أدواته التعبيرية. فإذا كانت الكلمة في الأغنية تُعنى بالوصف في الثلاثينيات والأربعينات فهي ألان تُعنى بالموضوعات اليومية ، وهذا لايقلل من قدرها فهي أغنية يموج خطابها بالخيال (عن حبيبتي حأحكي ليكم ضل ضفايرا ملتقانا) ففي السابق كان المعيار هو الوصف الحسي (خدو سادة – والشلوخ مطارق) في حين يصف شعار اليوم ظل ضفائر المرأة بأنها الملتقي فلا هذا التعبير كان سيصلح في الثلاثينات ولا ذاك التعبير كان سيصلح الآن.... خطابه ضل ضفايرا ملتقانا فلو حدث أن قالها شاعر الثلاثينات فلك أن تتخيلي ما كان سيحدث آنذاك والعكس صحيح. هل ساهم المنفي في تطوير الأغنية السودانية حيث الآن فعليا هناك أغنية المنفى / ومغني المنفى؟ أعتقد أنه رغم نكبة الوطن الحادثة الآن إلا أنه في إطار الأغنية كمشهد إبداعي يعني الكثير. فالمنفي أفاد الكثير حين خرجنا من الوطن وجدنا أننا خارج الزمن الذي تدور فيه الأغنية العربية والعالمية، والآن نبذل الجهد لإخراج الأغنية السودانية من عزلتها الإقليمية ولابد باعتبار أن المنفى يساهم في دفع الفنان نحو الأفضل. التعددية الثقافية في السودان أتاحت للتنوع حيزا في متن الأغنية، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، كل هذا الفضاء يمتلئ إبداعا فلماذا يظل المشهد الغنائي خاصا بالوسط (العاصمة)؟ هل تعني أن الأغنية السودانية مازالت محصورة في إطار وسط السودان؟ أو أن الإبداع المتنوع مازال بعيدا عن المركز؟ في تصوري أن هذا كله ناتج من أن الفنانين الذين يفدون إلى وسط السودان، يحاولون مجاراة ما هو سائد في الوسط (المركز) إضافة إلى الأجهزة الإعلامية التي لعبت دورا كبيرا في سيادة أغنية الوسط. وهذا ناتج من أن المدراء الذين عبروا من خلال الأجهزة الإعلامية السودانية (الإذاعة والتلفزيون) كانوا من أبناء وسط السودان مما أدى إلى ذلك التأثير الذي شاب الأغنية.، إلا انه في الآونة الأخيرة بدا بعض المطربين الشباب محاولة نفض الغبار عن أغنية الهامش. ونقلها إلى المركز وفي رأيي إن هذه المحاولات لابد وأن ترتبط بدراسة كاملة لأنواع الغناء في المناطق الهامشية وأنماطها ومقاماتها وتحليلها. ومدى تواؤمها ومدى قدرة الموسيقيين على معالجة ذلك. ويجب تدوينها موسيقيا ومن كل مناطق السودان وأعتقد أن هذا في المدى البعيد سيكون نواة لتطوير الموسيقى السودانية وإثراء الأغنية بالتالي. أصوات نسائية تتوقع أ يفتح المستقبل أمامها دروبا وآفاقا؟ هادية طلسم أعتبرها واحدة من القمم السودانية وأعتقد أن وجودها في الولايات المتحدة الأمريكية وحماسها سيعنيان الكثير. ومن المحتمل ان تحدث في الولايات المتحدة انقلابا لصالح الأغنية السودانية، ولكن هذا يحدث فقط إن وظفت حماسها حيث أنني لم اشهد فنانة تمتلئ بالإيقاع كهادية طلسم. ولكن سميه حسن مغنية أيضا؟ سميه حسن لو حافظت على مستواها الذي تخرجت به لكان لها شان آخر وقد يكون مرد ذلك للظروف التي أحاطت بها. إلى أي مدى يمكن أن يؤثر الظرف الاجتماعي في أداء المبدع؟ إلى حد بعيد فالحالة النفسية للفنان والبيئة التي يعيش فيها سواء الموسيقية أو الاجتماعية لهما دور كبير في ذلك. يوسف الموصلي أين هو الآن؟ لدي تصور مختلف مستقبلا فما اكتسبته من خبرات يحفزني نحو الأحسن والآن اعمل على إنجاز أغنية طفل العالم الثالث باللغة الانجليزية إضافة إلى بعض الألبومات التي انتوي أن ادفع بها إلى العالم من خلال شركة الإنتاج التي نعمل فيها معا على تشجيع المساهمات في إطار الأغنية السودانية ويملؤني التفاؤل بأن السنوات العشر القادمة ستظهر أمراً هاماً وهو انتشار الأغنية السودانية عالمياً