الشاعر المميز حبيب يوسف الصايغ - اعرفه شخصيا- يعد من اميز القامات الشعرية اليوم في الامارات ، وهو مؤسس اتحاد كتاب وادباء هذا البلد ( من جيل السبعينات ) ومن رواد الصحافة الاماراتية حيث اسس وادار مجلة ( اوراق) الشهيرة التي كانت تصدر في لندن ابان مطلع الثمانينات بعد ان عمل في عدة صحف اماراتية في سبعينات القرن المنصرم ، وهو الآن مدير تحرير بصحيفة ( الخليج ) الشهيرة ومدير مكتبها بالعاصمة ابوظبي . ولما كان حبيب الأب الروحي لشعراء الحداثة واحد ابرز مؤسسي قصيدة التفعيلة الاماراتية، فقد كان انصرافه الفاقع نحو القصيدة الكلاسيكية امرا عجبا أعجز التقليديين الذين قفز امامهم كالفارس الغائب فلم يرض دون الصدر ، كما ادهش تلامذته المشرئبين في أفق القصيدة الجديدة ، خاصة وانه بدا ممتلكا لناصية هذا الشكل العريق من التعبير الشعري العربي التليد، متمكنا من تكنيكاته الذاخرة، فضلا عن رشاقة بنائه وقاموسه الذي لا يجارى.. بالامس وفي عدد الاثنين 26/12/2005 من صحيفة الخليج ( الملحق الثقافي) فاجأنا الصايغ بقصيدة شعرية عصماء أتت وفق هذاالشكل التقليدي ، يمتدح فيها اخلاق السودانيين عموما، والذين عاشوا فعاشروه وشهد لهم على ارض الامارات خصوصا شهادة حق، متقدما بالعرفان لما اسهموا به من علم وزهرة شباب في بناء ونماء ابوظبي الوارفة الفئ . وتلك لعمري شهادة نادرة، يجب ان يحتفي بها كل زول، كما ان النص يتضمن ثناء منقطع النظير لا احسب ان سودانيا سبق الصايغ اليه في اسلوب الاحتفاء بالسجايا والمثل السودانية الرصينة الا العباسي.. ولذلك فانني ادعو الأدباء ( والنقاد منهم خاصة) واعضاء هذا المنبر كافة الى مقابلة الشهادة بالشكر اللائق وان يتم ابلاغ الشاعر بحسن القبول من جانبنا جميعا ، وذلك احسانا باحسان وشكرا بشكر ، وتلك من قيمنا ايضا، حيث يجئ هذا الاطراء والاعتراف بميزاتنا في زمان تغبط فيه حقوق الناس ويتنكر فيه الخليل لخليله لمجرد اختلاف الرأي ، كما يجئ هذا المديح في وقت بدأت فيه الهوية السودانية في التصدع بدعوى اختلاف الزمان احيانا وبذريعة مسؤولية الحكومة عن ذلك !! حبيب الصايغ قالها جهرة : السودانيون بخير طالما تمسكوا بمثلهم واصالتهم المجبوذة كابرا عن كابر ، وبعيدا عن هذه القيم الشهيرة فما قيمتهم وما طعمهم وما علامتهم الفارقة بين الناس؟ اقولها وانا مسؤول عما اقول : لم اسمع بقصيدة شعر جرى فيها امتداح السجايا السودانية والشخصية السودانية على هذا النحو الكبير ولا حتى من جانب شعراء سودانيين سوى العباسي!!، خاصة اذا اخذنا في الاعتبار عمق القصيدة وقوة جرسها وصفاء ينابيعها وفوق هذا وذاك فان الرجل لم يثن لينال العطايا أو ليتزلف وهذا هو الأهم والأدل على الصدق والمصداقية. وفي الحقيقة فان هذه ليست المرة الأولى التي يحتفي خلالها حبيب الصايغ بجمال الشخصية السودانية فقد عبر عن ذلك مرارا من خلال عموده ( اجنحة واسوار) المقروء بجريدة الخليج وعلى مدى سنوات خلت ، علاوة على قصائده في الكتب العديدة الصادره له، ومن ذلك فانه يتخيل فيقول ( ولدت في الخرطوم .. كأنما ولدت في الغيوم ) وحبيب من مواليد ابوظبي بيد أنه يتمنى .. فحيوه معي ، بعد ان تقرأوا هذا الشعر الرفيع:
تحية إلى السودانيين في أبوظبي ____________________________ حبيب الصايغ
سلام محمد اخوي و كيفنك ? بقيت تغيب شديييد! شعب الإمارات هو احد احب الشعوب العربيه عندي..شعب اصيل ومتواضع و له خلق.. لم يـطغه المال ولاالجاه وهو لا يزال على الدرب سائرا و حتما سيصل (هذا ان لم يكن قد وصل فعلا) الا رحم الله زايد و احسبه بإذن الله اهل لكل خير. مودتي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة