دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تحدى إعمار .. الجنوب
|
لعكس الشعور العميق بالإمتنان لدولة وشعب الكويت الشقيق , رأيت أن من المناسب جدا بداية هذا البوست بالخبر الذى أوردته جريدة الصحافة صباح اليوم عن المشاريع التنموية العديدة التى تنوى الكويت إقامتها فى جنوب السودان .
فقد كانت , ولا زالت , دولة الكويت الشقيقة , من الدول السباقة الى أنشاء المشاريع التنموية والإغاثية فى جنوب السودان , ومنذ فترة طويلة .
للكويت وشعبها .. جزيل تقديرنا وشكرنا وإمتناننا .
-------------
شركة كويتية سودانية تطلق مشروعات بقيمة 120 مليون دولار في الجنوب جوبا: عبدالمنعم ابو ادريس
دشنت حكومة و لاية بحر الجبل، اول مشروعات اعادة اعمار الجنوب وذلك عبر ثلاثة مشروعات تنفذها شركة كويتية سودانية برأسمال يبلغ حوالي 120 مليون دولار. وقام اللواء كلمنت واني برفقة سفيري الكويت وقطر منزل العيسي وعلي الحمادي، بوضع حجر الاساس لمشروعات تأهيل ميناء جوبا النهري بجانب ستة وابورات ساحبة و 36 صندلا بتكلفة 40 مليون دولار. والمشروع الآخر هو فندق خمسة نجوم شراكة بين الشركة الكويتية وحكومة الجنوب بنسبة 15% ،على ان ترتفع نسبة حكومة الجنوب الى 50% بعد ثلاثين سنة. والمشروع الثالث هو مصائد اسماك ومصنع لتعليبها بمنطقة تركاكا بكلفة تبلغ عشرة ملايين دولار. وقال اللواء كملنت ان الكويت هي اولى الدول التي بنت مشروعات عقب توقيع اتفاقية اديس ابابا، والآن تأتي قبل كل الدول عقب توقيع اتفاقية السلام. اما معاذ الفهيد، رئيس مجلس ادارة المجموعة فقد قال في مؤتمر صحفي عقده عقب وضع حجر الاساس بأنهم جاءوا للاستثمار في الجنوب لأهميته للعرب ولما فيه من ثروات، واعلن ان هذه المشروعات ستكتمل خلال عامين من الآن، وبجانب ممثلي الشركة الكويتية السودانية، حضر الاحتفال عدد من المستثمرين من دولة قطر.
http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147501929&bk=1
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تحدى إعمار .. الجنوب (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
مع تخلفه المزرى , وإنعدام إى نواع من أنواع التنمية فيه , ومنذ أن خلق الله البشرية كما يقول الراحل قرنق , فقد ظل جنوب السودان , ولفترة طويلة جدا , ساحة دائمة للحروب الأهلية .
والحروب , غير الدمار والقتل والتشريد الذى تخلفه , فهى ضد إى نوع من أنواع التنمية والتقدم , بل وتظل آثارها باقية ومؤثرة فى عملية الإستقرار والنماء لأجيال طويلة قادمة .
والآن , وبعد توقف الحرب "النسبى" فى الجنوب , وهذا لوجود قوات متمردى جيش الرب اليوغندى فيه , فالجنوب يحتاج الى أن يستقبل أبنائه العائدين من المنافى والمهاجر المختلفة , وهذه ليست كلها على النمط الأمريكى أو الأوروبى , بل ما نتحدث عنهم , هم الأكثرية الغالبة الموجودة فى دول الجوار الأكثر فقرا ومعاناة من السودان , فى دول مثل أفريقيا الوسطى ويوغندا وكينيا وأثيويبا .
وهذه الملايين , من اللاجئين السودانيين , العائدة الى مدنها وقراها المدمرة , والى مزارعها ومراعيها التى توقفت عن العطاء والإنجاب فترة طويلة , تحتاج الى أبسط مقومات الحياة .. لكى تبدأ وتواصل حياتها من جديد .
تحتاج الأرض أن تنظف من الكم الهائل من الألغام , التى زرعها فرقاء الأمس , حتى تتهيأ الى السكن والزراعة والرعى . وتحتاج القرى والمدن المدمرة الى إعادة بناء أكواخها ومنازلها البسيطة حتى تأوى العائلات وأطفالها . وتحتاج المدارس والمستشفيات والأسواق وكافة مقومات الحياة البشرية الى أن تبنى وتعمر حتى تنتظم كافة فئات المجتمع فى أعمالها وواجباتها اليوم , وحتى تبدأ وتتواصل الحياة . فهل تعود هذه المجموعات الهائلة من الرجال والنساء والأطفال الى مدنها وقراها المدمرة .. قبل أم بعد إنتهاء الإعمار ؟؟.
سؤال , ولأسباب كثيرة , تصعب جدا .. الأجابة عليه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحدى إعمار .. الجنوب (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
ومن أخطر ما يواجهه هؤلاء العائدون الى قراهم ومزارعهم , هو الشر المستطيرالمخفى والمزروع فى باطن الأرض , الألغام .
لقد بدأت بالفعل , "بعض" حلقات التدريب والتوعية لأهل الجنوب من سكان المدن والقرى الكبيرة للطرق الواجب إتباعها فى حالات الأصابة , وحالات أن يجد أن نفسه فى وسط حقل من الألغام .. وما أكثرها .
وجاءت الى الجنوب , مشكورة , العديد من المنظمات الأجنبية للمساعدة فى نزع هذه الألغام .
وتم تدريب بعض السكان المحليين ككوادر يمكنها التعامل مع هذا الخطر الكبير .
ولكن , هل هذا يكفى للقضاء على هذه الأفة التى لا تفرز بين الأنسان والحيوان ؟؟ فى هذا الإتجاه يقول الخبير العسكرى اللواء معاش ميرغنى سليمان فى رسالته التى نشرتها صحيفة الأيام :
Quote: الواقع ان مشكلة الالغام ينبغي ان تناقش نقاشا علميا وان تخضع للدراسة والمراجعة لان اموالا طائلة تصرف عليها دون ان تكون هناك نتائج محسوسة تبرر هذا الصرف وهذا العدد الضخم من المنظمات الدولية العاملة في السودان في هذا المجال. وفي اعتقادنا ان القوات المسلحة السودانية وسلاح المهندسين فيها وقوات الحركة الشعبية يمكن ان تدرب على القيام بهذه المهمة لو توفرت لها المعدات الحديثة المطلوبة والاعتمادات التي يدفعها المانحون. لقد دفع المانحون حسب الارقام المتاحة لنا حتى الان ومنذ توقيع اتفاقية جبال النوبة اكثر من خمسة وثلاثين مليون دولار – بدأت بمدفوعات بسيطة عام 2001م، وظلت تتصاعد حتى وصلت تسعة ونصف مليون دولار عام 2003م، واكثر من ثمانية عشر مليون دولار عام 2004م، ويقدرون الاحتياج بأكثر من خمسة و اربعين مليون دولار للمرحلة المقبلة وتذهب هذه الاموال التي يدفعها المانحون اكثر من عشر منظمات اوروبية من النرويج والدنمارك وبريطانيا وسويسرا وغيرها. وحسب التقارير الرسمية فان هناك حوالي ستمائة موقع في الجنوب يتوقع ان يكون فيها الغام ولم يتم التعامل حتى الان الا مع مائة منها وما زال هناك اكثر من خمسمائة موقع تحتاج لعمل حسب تقارير الامم المتحدة اما الطرق فان مجموع اطوال الطرق التي نزعت منها الالغام لا يتجاوز الثلثمائة كيلومتر (125 كيلومتراً في بحر الغزال و150 كيلومتراً في الاستوائية حتى العام 2004م). اننا نعتقد ان الاموال التي يدفعها المانحون لو توفرت للقوات المسلحة السودانية وقوات الجيش الشعبي مع التدريب اللازم وتوفير المعدات فانهم يستطيعون ان ينجزوا هذه المهمة في اقصر وقت وبأقل التكاليف ودون الحاجة لكل هذه المنظمات الطوعية الاجنبية والافراد الاجانب والخبراء الاجانب!!. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحدى إعمار .. الجنوب (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
أنجع وسيلة لأزالة الألغام , وهذه تتم بفعالية تامة بأستعمال أحدث وأنجع إختراع إنسانى تم التوصل , وهى ماكينة " وولف ماين " : وتم تناول تفاصيل هذه الماكينة المعجزة بأسهاب فى بوست بعنوان: الزحف الكبير , والخطر الداهم .. الألغام .
ولكنها , وبإختصار , ماكينة تزيل الألغام بفعالية وسلامة تامة , ومن مساحات شاسعة .. وفى فترة زمنية قليلة مقياسا للفترة التى تأخذها مجموعات كبيرة من خبراء الألغام التقليديين . وأكثر من هذا كله , يمكن إستعمال هذه الماكينة فى وظائف إقتصادية متعددة أخرى .
وهذه بعض الصور لهذه الماكينة .. وهى تزيل الألغام:
أو هى تسوى التربة وتزرع وتقلع:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحدى إعمار .. الجنوب (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
د. مهدي.
أن التنمية هي المعركة الحقيقية التي يجب خوضها بلا هوادة. من حق الساسة أن يتحدثوا كما يريدون في السياسية وفي ما يريدون أن يطبقوهوا, ولكن تنمية بلد كالسودان يحتاج الى مجهود وصبر وأخلاص وتفاني من الجميع خصوصا إذا كنا نتحدث عن منطقة كجنوب السودان.
دينق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحدى إعمار .. الجنوب (Re: Deng)
|
الأخ العزيز دينق
تحياتى الطيبة
أتفق معك تماما , فى أن التنمية هى المعركة الحقيقية التى على الشعب السودانى خوضها .. وكسبها .
ودعنى أيضا أؤمن على حديثك , أن التنمية تحتاج الى مجهود وصبر وأخلاص وتفاني من الجميع , ولكن من هو المسئول عن إحداث وتفعيل التنمية , فى الجنوب أولا .. ولأعتبارات كثيرة متعددة , وفى السودان ككل , ثانيا ؟.
للأجابة , سأحاول أن أركز على ثلاثة جوانب أساسية ومهمة لمسألة تحقيق التنمية فى الجنوب أولا , وفى بقية أقاليم السودان المختلفة من بعد ذلك:
المسألة الأولى , وهو "واجب" الشعب السودانى كله , وبمختلف فئاته وتنظمياته , فى مسألة تحقيق التنمية فى الجنوب "أولا". وعندما أتحدث عن الشعب السودانى , فأنا أتحدث عن الدولة ومؤسساتها , وعن الأحزاب والتنظيمات السياسية , وعن قوى المجتمع المدنى .. وعن الأفراد . فما هى مسئولية وواجب كل هؤلاء فى مسألة تنمية الجنوب ؟. فالدولة تملك مصادر التحكم والمنصرفات فى موارد الدولة وثرواتها , وتتحكم فى أجهزة الأعلام والتواصل المختلفة , وتملك حق أدارة وتوجيه مؤسسات الدولة المختلفة الى حيث تريد , وبالتالى , فعليها تقع المسئولية الأكبر فى إحداث التنمية . والأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدنى , لديها الكادر الجماهيرى الكبير والمتنوع , ويمكنها إستخدام خطابها التنظيمى والحزبى لحشد هذه الكوادر وتوجيها للإشتراك فى إحداث التمية . والأفراد , وهؤلاء يمثلون مجموعة كبيرة من غير المنظمين سياسيا أو إجتماعيا , ولكنهم يتبعون حسهم الوطنى الصادق للإشتراك فى إحداث التنمية متى ما كان الجو العام ذاهب فى الإتجاه .
المسألة الثانية , هى الإستفادة من العون الدولى المرتقب , وبكل أشكاله , فى إحداث هذه التنمية . وهنا لا بد من التركيز على الإستمرار فى تذكير المجتمع الدولى فى الإلتزام بالوعود التى قطعها على نفسه فى الكثير من المؤتمرات الدولية التى وعد فيها بإخراج السودان من محنته.
المسألة الثالثة , وهى الركن المفصلى الأهم فى إحداث التنمية بصورة مثلى , وهى مسألة الشفافية . فإن أتفقت كل الأرادة والقوى الوطنية , حكومة وأحزاب وقوى مجتمع مدنى وأفراد , على تفعيل وإحداث التنمية , فلا بد أن تقوم وتحدث . ولكن , مسألة الشفافية والمراقبة والمتابعة اللصيقة , ومسألة المحاسبة الرادعة , لتأكيد ألا يحدث أى نوع من أنواع الفساد والتلاعب فى أموال وأدوات هذه التنمية , ومن أى نوع , تبقى هى حجر الزاوية الذى يجعل من كل قرش من أموال هذه التنمية يخدم غرضه الصحيح والمناسب الذى وضُع له .
لك جزيل الشكر
| |
|
|
|
|
|
|