حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) تهني طلاب جامعة الخرطوم بالفوز

انتصار تحالف القوى الوطنية الديمقراطية في جامعة الخرطوم
درس مهم من الطلاب لأساتذتهم في الحركة السياسية السودانية

انتصر تحالف القوى الوطنية الديمقراطية في انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم انتصارا ساحقا منتزعا مقاعد المجلس الأربعيني للاتحاد كافة ومتقدما عن أقرب منافسيه بما يربو عن 2200 صوتا . ذلك انتصار يثلج صدورنا في حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)، كما يثلج صدور بنات وأبناء السودان المناضلات والمناضلين من أجل استعادة الديمقراطية والتعددية من براثن الشمولية والطغيان، ومن أجل إرساء أسس السلام والتنمية مكان ركام الحرب والدمار، ومن أجل عودة الوعي وقيم الاستنارة والعقل لتحل محل كهوف الجهل وخرابات التخلف وأوكار الهوس الأصولي .

حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) يسعدها أن تزجي التهاني الخالصة لتحالف القوى الوطنية الديمقراطية بجامعة الخرطوم ولتنظيماته كافة، حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي والجبهة الديمقراطية والجبهة الوطنية الأفريقية (ِِِANF) والبعثيون والناصريون ومؤتمر الطلاب المستقلين وحركة القوى الحديثة الديمقراطية، على هذا الإنجاز العظيم والنصر المؤزر .

أهمية هذا الانتصار وقيمته الحقيقية لا تكمن فقط في كونه يبعث الثقة من جديد في قدرة الحركة الجماهيرية على التصدي لنظام الجبهة القومية الاسلامية وهزيمته ، ولا في إثباته عزلة النظام الصحراوية وانكشاف زيف دعواه عن تمثيله للشعب السوداني، وإنما في الدروس البليغة التي يقدمها الطلاب لأساتذتهم في قوى المعارضة خاصة تلك المنضوية أو التي انضوت ذات يوم في إطار التجمع الوطني الديمقراطي، والتي يضخها القلب النابض بالحياة، وخاصة من جامعة الخرطوم بتاريخها و بالرمزية الوطنية الكبيرة لأحداثها، للجسد الممزق بالمكايدات والمشاحنات الصغيرة.

أهم تلك الدروس أنه متى ما وضعت قوى المعارضة المصلحة الوطنية فوق المكاسب الحزبية، وغلبت طموحات الشعب على الطموحات الشخصية، ورجحت الاعتبارات الرئيسة على الخلافات الثانوية، فإن انتصارها وهزيمة عدوها المشترك أمر حتمي . لقد انتصر تحالف القوى الوطنية الديمقراطية، والذي اتفقت تنظيماته على تقاسم المرشحين في القائمة الموحدة بالتساوي وبصرف النظر عن وزن وحجم وعمر التنظيم، لأنه قام على تلك الأسس تحديدا، متجاوزا الاعتبارات ضيقة الأفق وقصيرة النظر، نافذا إلى جوهر الصراع ولب القضية . يشكل ذلك الاتفاق، في نظرنا، إضافة نوعية للحركة السياسية السودانية، ولهذا فإنه سيظل علامة بارزة في الطريق نحو النصر الحاسم على نظام الجبهة القومية الاسلامية وزبانيته ولصوصه ومهووسيه الظلاميين .

الدرس البليغ الآخر الذي يقدمه انتصار تحالف القوى الوطنية الديمقراطية هو أنه كلما تمتنت وحدة هذه القوى حول القضايا الجوهرية و"المصيرية"، كلما ازدادت الشروخ والانشقاقات والتصدعات في جسد عدوها. لقد انتصر التحالف رغم أن المجموع الكلي لما حصلت عليه تنظيمات الهوس الديني وأتباعها من أصوات يفوق ما أحرزه التحالف ، وبصرف النظر عن الدلالات السلبية لهذا الأمر والتي تحتاج إلى معالجة منفصلة ليس هذا مجالها، تبقى الحقيقة الناصعة هي أن وحدة صلبة حول هدف واحد محدد هي أفضل ألف مرة من وحدة هشة حول أهداف متعددة وغامضة .

يأتي هذا الانتصار على خلفية اشتداد الضغوط الدولية والإقليمية على النظام لإجباره على تحرير شهادة وفاته بقبول السلام العادل على أساس ورقة الإيقاد الأخيرة وبروتوكول مشاكوس، ويأتي والنظام يواجه خيارين أحلاهما زقوم، إما سلطة مقتسمة تقود إلى فنائه في النهاية، أوفنائه مباشرة. ولذلك لا تخدعنا الدعاوى الكاذبة بأن عناصر الجبهة القومية الإسلامية والنظام طلابا وأجهزة وغير ذلك قد انقلبت إلى حمائم وديعة بين ليلة وضحاها وقبلت بقواعد الديمقراطية واعترفت بهزيمتها بطريقة متحضرة وما إلى ذلك . إن هذا الخضوع والقبول ما هو إلا محاولة ماكرة من النظام لإظهار نفسه للقوى الدولية والإقليمية التي تشدد قبضتها حول عنقه الآن بأنه قد تغير فعلا وأنه سيحترم تعهداته بالتحول نحو الديمقراطية والتعددية وبالتالي فلا حاجة لضمانات كافية أو رقابة دولية، ولكنه في الحالتين، سواء فشلت خدعته هذه، أو نجحت وهو أمر مستبعد، سيعود لينقلب على نتائج هذه الانتخابات كما انقلب على غيرها من قبل، إذا وجد فرصة ملائمة .

وكم قدم هذا الانتصار دروسا فإنه أيضا يفرض واجبات معينة على تحالف القوى الوطنية الديمقراطية لحراسته وتعزيزه. أول هذه الواجبات أن يسعى التحالف لتوسيع قاعدته بفتح أبوابه لأي تنظيم آخر يتفق مع أهدافه ويشاركه موقفه من النظام وثانيها أن يستثمر انتصاره في خطة وبرنامج واضحين لاستنهاض % 45 من طلبة جامعة الخرطوم لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات وليس من بينهم بالتأكيد متعاطف مع جماعات الهوس الظلامي. وألا يوجد المعادلة الصحيحة بين قضايا الطلاب النقابية، والقضايا الوطنية العامة. وعلى التحالف أن يوثق تجربته وبرنامجه وينشرهما بهدف تعميمها، ما أمكن ذلك، في الجامعات والمعاهد بل والقطاعات الأخرى، كما عليه أيضا أن يعزز من الظروف الموضوعية التي ساهمت في انتصاره بالتبني الصريح لخطة السلام المطروحة من قبل الإيقاد وبموقف إيجابي وفعال ضد التجنيد الإلزامي وضد المشاركة في الحرب وضد ثقافة العنف والهوس الأصولي .

نختم هذا البيان بتهنئة خاصة من حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) لطالبات وطلاب حركة القوى الحديثة الديمقراطية، والذين يبشر احتلال مرشحيهم صدارة قائمة تحالف القوى الوطنية الديمقراطية، بانعطافة مؤثرة في قطاع مهم ورائد نحو أطروحات القوى الجديدة وضرورات التغيير في السودان، كما نزجي التهنئة أيضا للمرشحين أنفسهم والذين بلا شك كان لقدراتهم ولإمكاناتهم ما اهلهم لهذه المكانة وسط الطلاب .


اللجنة التنفيذية
حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)
23 يوليو 2003