كليات الطب تحرم السودان من العلماء و المفكرين

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 01:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.امجد إبراهيم سلمان(Amjad ibrahim)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2005, 11:25 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كليات الطب تحرم السودان من العلماء و المفكرين


    كليات الطب تحرم السودان من العلماء و المفكرين

    خيارات طلاب الشهادة السودانية محدودة بطموحات أهلهم و ما يرغبون في أن يصل إليه أبنائهم من مراكز و علوم. من الأمور التي يتبينها المرء في مراحل مختلفة من حياته أن خياراته في فترة ما لم تكن محكومة بالمنطق و بالرغبات الحقيقية له شخصيا بل لها علاقة مباشرة بالأجواء و المحيط الاجتماعي و النفسي الذي كان يعيش فيه و ما تسود في هذا المحيط من أفكار و مفاهيم.
    نموذج اختيار دراسة الطب في السودان نموذج صارخ لهذه الافتراضات، ينشاء الشباب السوداني في كنف منظومة اجتماعية و مفاهيمية معينة، و في الغالب تفتقد هذه المفاهيم إلى الحريات اللازمة و يفتقد التلميذ السوداني إلى القدرات و الاستقلالية اللازمة لاتخاذ قرار مصيري و معقد كقرار اختيار الاتجاه العلمي و المستقبلي، نجد إن الأسرة و المحيط الاجتماعي هما اللذان يحددان و يوجهان و إن كان بصورة غير مقصودة اتجاه التلميذ فور حصوله على نتيجة الشهادة الجامعية فإذا كانت متفوقة فمصيره هو كلية الطب لا محالة غض النظر ما يحمله هو شخصيا من ميولات تكون قد اضمحلت و بهتت إزاء القصف المدفعي الثقيل لمفاهيم المجتمع السائدة.

    في العام 1987 كان عدد ممتحني الشهادة السودانية 125 ألف طالباً قبل منهم إلى كلية الطب جامعة الخرطوم حوالي 180 طالبا هم انبغ ما أنجبته الأمة السودانية حينئذ من عقول، و قد اختار كل هؤلاء الأوائل هذا الخيار الثقيل و اختاروا على ما اعتقد دون وعي كامل منهم دربا طويلا و معقدا قد لا يكون ملائما لاهتماماتهم الحقيقية المكنونة في دواخلهم و التي اضمحلت بتأثير الضغوط الأسرية و الاجتماعية.المختلفة كما بينت أعلاه. أليس من الغريب أن يكون لأنبغ 180 طالبا نفس الميول العلمية و أن يدلفوا جميعا أبواب كلية الطب الخرطومية.
    لقد أتاحت لي فرص السفر المختلفة الالتقاء بالعديد من الأطباء السودانيين في المهاجر المختلفة و دارت بيننا العديد من الحوارات، و ما أدهشني هو أسف الكثيرين على خياراتهم تلك و أنهم لو أتيحت لهم الفرصة لاختاروا خيارات أخرى و لدرسوا كليات تلائم و بصورة حقيقية مع اهتماماتهم، و لا عجب أن وجدنا بين أطباء السودان الكثير من الشعراء و الفنانين و الكتاب و المبدعين و السياسيين، و لكنهم في مزاولتهم لتلك الاهتمامات لا يعبرون مرحلة الهواة الذين قلما يجد وقتا كافيا لمزاولة هوايتهم تلك نسبة لمهنة تستنزف الكثير من الطاقات و الذين يفتقدون إلى المعرفة المنهجية التي تصقل مواهبهم الحقيقية بعد أن أهدروا أعواما عدة في دراسة أكاديمية بحتة لا يجدون أنفسهم فيها.

    تساؤلي هنا لماذا يذهب بالضرورة حوالي بضع مئات من المع العقول السودانية سنويا إلى علوم تطبيقية بحتة تحجم من قدرات عقولهم الغضة تلك على النمو و التطور و التأمل، و ما هي فرصة أن يجود لنا الزمان بمفكرين و فلاسفة أذكياء ولماحين في إطار هذا التوجيه الخاطيء للطاقات، ليس هناك عيبا في اختيار الكليات العلمية كخيارات حقيقية للشخص المعين الخطورة تكمن في توجيه هذه العقول بطريقة ميكانيكية نحو بعض الاتجاهات العلمية إن ذلك يؤدي إلى أن يخسر السودان و الأشخاص المعنيون بهذه الأزمة الكثير من الوقت و الجهد. وتتخذ الأزمة في سودان اليوم أبعادا كارثية فيها إهدار للجهد و المال، حيث تنمو كليات الطب كالفطر مستغلة الطلب العالي لدي الأهل لدراسة الأبناء لذلك المجال وبأسعار خرافية تبلغ في بعض الأحايين 15 مليون جنيه سوداني سنويا للطالب الواحد، هذا الزخم لم يؤدي إلى تطور حقيقي في المهنة و لا في مستوى المستشفيات الحكومية و لا في تطور البحث العلمي الطبي، سودان اليوم يزدحم بآلاف الأطباء الذين أقحم العديد منهم هذا المجال إقحاما من قبل أهل يرغبون في تحقيق رغباتهم و أحلامهم هم في شخوص أبنائهم.
    هذه السطور ليت بدراسة منهجية مكتملة الملامح بل هي محاولة للفت الانتباه لظاهرة غير صحية تؤدي إلى تبنى خيارات و أولويات غير صحيحة في عملية معقدة و تخضع للكثير من العوامل الذاتية كعملية اختيار المجال الدراسي و المهني. تجليات هذه الخيارات تبدو جلية للعيان في سودان اليوم، أطباء سياسيون و تجار و متطرفون و متزمتون في مهنة تقتضي التحرر و الانعتاق الفكري و الثقافي...

    هذه خواطر متناثرة حول واحدة من أزماتنا المتعددة التي تستوجب الانتباه و التحليل.

    امجد إبراهيم
                  

01-15-2005, 00:15 AM

إيمان أحمد
<aإيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كليات الطب تحرم السودان من العلماء و المفكرين (Re: Amjad ibrahim)

    .
    الأخ العزيز أمجد
    تحياتي

    بالأمس القريب كنت أتحدث وصديق لي في هذا الموضوع. ليس "الطب" فقط كدراسة، لكن قل تركيز مجتمعنا الفقير علي فكرة أن يكون الفرد خريجا جامعيا، دون التركيز علي إعلاء قيمة العمل. لست ضد التعليم بالطبع، لكني أستغرب من انقلاب الآية، ففي مجتمعات أقل فقرا -تعتبر متطورة بالأحري- أجد التركيز علي أن ينال كل فرد مايريد من تدريب أو تعليم يلزمه لإعالة نفسه. يعني يكون للفرد خطة بأن يدرس كذا ليعمل به كذا. ويتم تشجيع الحرف ولا يتم تحقير ممتهنيها، كما توفر الدولة معاهد لتقديم مايلزم في كل المجالات.

    المحزن كما ذكرت أنت هو عدم انعكاس تواجد هذه الأعداد الهائلة من الخريجين/ات (الطب علي سبيل المثال) بأي شكل من الأشكال علي مستوي الخدمة. لأنه في الأساس مسألة مستوي الخدمة هي مهمة دولة، بل أزيد أن اضمحلال مستوي تدريب أهل مهنة معينة جدا، يعكس أيضاً تدهور الدولة ونظامها.

    ما يدهشني بحق هو عدم وجود أي علاقة طردية بين أهمية الشهادة الجامعية أو أعلي منها وأهمية أن يقوم الأنسان -رجلا كان أو امرأة- بإعالة نفسه!

    بلداننا هذه تحيرني!!
    شكرا للتفكير بصوت مسموع
    إيمان
                  

01-15-2005, 01:40 AM

Magdi Is'hag

تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كليات الطب تحرم السودان من العلماء و المفكرين (Re: إيمان أحمد)

    العزيز أمجد
    طبعا ظاهرة دراسةالطب بتعكس الفهم الإجتماعي السائد لوظيفة الطبيب و البريق الإجتماعي و المادي المرتبط بها.أعتقد إن إمتصاص هذا البريق لكثير من أصحاب المقدرات و المواهب يمثل جزء بسيط من الإنعكاسات السلبية لهذه الظاهره.لقد ساهمت هذه الظاهرة ان تصبح المهنة سلما طبقيا و ميزةإجتماعيةو خلق شريحة إجتماعية مضيفة لإسمها لقبها المهني(دكتور).بل أصبحت قبيلة الأطباء لا تخاطب إلا بإضافة لقبها المهني بل أصبح بعض أفرادهالا ينتبهون لأسمائهم إذا ذكرت بغير القاب بل حتى في داخل منازلهم وبين أسرهم و أصدقائهم غير شاعرين بالحرج و التناقض.بل إنا نجد البعض يغضب إذا خوطب من غير لقبه المهنى حتى ولو فى مناسبة إجتماعية.
    هذا البعد الطبقي لهذه المهنة الإنسانية كان له كثير من الإنعكاسات السلبية.اهم هذه السلبيات جعل المهنة سلما للثراء حتى يتطابق المظهر الإجتماعي و الواقع المادي(هذه ليست دعوةضد أن يحسن الفرد وضعه المادي).الأثر السلبي الاخر هو العلاقة غير المتوازنة بين الطبيب و المريض التي تجعل من المريض متلقيا سلبيا ليس له حق السؤال أو الإختيار والقبول الشاكر بما يتفضل به الطبيب و إن فشل الطبيب في العلاج ليس عليه الإعتذار او التفسير و ما علي المريض إلا القبول و الإذعان للمحاولات التالية.هذا الإستلاب قد إختزل العلاقة الإنسانية من بين إنسان معالج و إنسان مريض إلي علاقة بين معالج و مجموعة من الأعراض تفتقد إلي كثير من الجوانب الإنسانية ولك الود

    (عدل بواسطة Magdi Is'hag on 01-15-2005, 02:53 AM)

                  

01-15-2005, 02:27 AM

عبدالله

تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كليات الطب تحرم السودان من العلماء و المفكرين (Re: Magdi Is'hag)

    هذا الموضوع هو من اجمل ما كتب في هذا البورد
    لك التحيه اخ امجد
    ساعود للتعليق لاحقا
                  

01-15-2005, 03:42 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كليات الطب تحرم السودان من العلماء و المفكرين (Re: Amjad ibrahim)


    سلام جميعا

    شكرا زيلا لكل المشاركين الحقيقة لم اتوقع ان ينال هذا الموضوع كل هذا الاهتمام، و الواضح انه لمس وترا حساسا في انفس الكثيرين.

    الاخت ايمان شكرا لك جزيلا على المرور و التعليق الثر
    فعلا في مجتمعنا تنحدر قيمة العمل و الاعتماد على النفس، الكثيرين و لازمان طويلة كانوا يفضلون العطالة عن العمل في مهن هامشية، و نفس هؤلاء عند اغترابهم يقومون باعمال متعددة لا يقومون بها في وطنهم السودان، على سبيل المثال موضة الرعي في السعودية، السوداني يفضل ان يرعى ابل الغير على ان يرعي سعية له شخصيا في وطنه وقس على ذللك.
    اعلاء قيمة العمل و التنبيه الى ذلك هو من صميم مسؤولية الدولة و الترويج للاعمال عبر وسائل الاعلام و التشجيع بخلق الفرص و اماكن العمل المناسبة يدفع الشباب لاخذ مثل هذه الخيارات، و تثمين العمل اليدوي و التقني يصب ايضا في نفس المسار. هذا كله غير موجود عندنا و تشترك في ذلك كل الحكومات التي مرت على السودان، لذا فحصر المسئولية في حكومة معينة هو امر مخل، و في اعتقادي الاشكال هو اشكال ذهنية و عقلية يجب ان نعمل كمتعلمين و دولة و مثقفين على مواجهتها و تطويرها.

    هناك هيكلة الدولة و وظائفها، و هذا امر يطول الحوار حوله، انا اركز هنا على الطب من واقع المهنة و من واقع المعايشة التي لمحتها في المجتمع السوداني هذه الايام،
    هناك اشكال ايضا في الجانب الصحي في السودان، فبينما تنتشر جامعات الطب و المستشفيات الخاصةبسرعة رهيبة، لا يصاحب ذلك تطور في قطاعات اخرى تقنية لها علاقة بالصحة، و اعني التمريض و تخصصاته المختلفة ايضا كورسات هندسة المعدات الطبية و ال من التخصصات التي يفترض ان تلازم هذا الزخم، مما يعكس النظرة الفوقية و السطحية للصحة و المستشفيات كمؤسسات تعتمد على جيوش من الفنيين المهرة و التقنيين و ليس الاطباء فقط.

    الاخ مجدي
    لك الشكر على المرور فعلا الطب اصبح مظهر اجتماعي فقط، ووسيلة للثراء و اصبحت علاقة الطبيب و المريض تتم في هذا الاطار، مجانية العلاج كانت ضابطا اساسيا للبعد الانساني لهذه المهنة، لكنه و بتعديل الكثير من القوانين اصبح الطبيب شخصا جشعا في نظر الكثيرين مما انزل ضبابا كثيفا على المهنة و انسانيتها، لقد كتبت مقالا فيما يخص تصور النظام الطبي في السودان نشرته في وقت مضى، بينت فيه استحالة تطبيق نظام التأمين الاجتماعي في مجتمع متخلف كمجتمعنا و كيف ان العديديدن سيكونون خارج مظلته، و اعتقد ان الواقع يعكس هذا تماما، بل اسواء من ذلك اذ ان حتى من يشملهم التأمين لا يحصلون على الخدمات التي يفترض ان يوفرها التأمين، و هناك العديد من الادوية التي يفترض ان تصرف مجانا لكنها لا تصرف نسبة لضعف تنظيم التأمين و قنواته، و في جرائد اليوم هناك العديد من التجاوزات المالية خاصة في وزارة الصحة الاتحادية بلغت حوالي 170 مليون جنيه...
    ان من يودون تطبيق نظام التأمين الصحي في السودان يقومون بمحاولة استيراد نظم تطبق في دول متقدمة لها خصائص معينة لا تتوفر في مجتمعنا البدائي، ان النظام الصحي القديم الذي كان مطبقا الى الديمقراطية الثالثة كان فيه بعض القصور لكنه كان ناجعا و يحتاج الى تطوير و تحديث، و ما حدث الان من تغيير شامل هو من باب التجريب الخطر الذي نشهد نتائجه الان من تدني صحي على جميع المستويات.
    اتمنى ان نفتح نقاشا مفتوحا مرة اخرى في المستقبل حول ذلك، و كما قلت في مقالي هو عبارة عن لفت نظر لظواهر كهذه حتى يتناولها اهل الاختصاص بتعمق اكبر.

    الاخ العزيز عبد الله
    لك كل الشكر على الثناء على موضوعي الذي نال منك هذا الترحيب ، و في انتظار عودتك و تعليقك.

    لكم جميعا ودي
    اخوكم امجد ابراهيم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de